تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فعل الخير 000وتدنيه ، صدقت ياأستاذ الشقحاء .. قلناها مرارا


حنيش الملز
08-11-04, 04:36 am
فعل الخير 000وتدنيه


محمد المنصور الشقحاء * هذا ما كان متوقعا، إعلان متأخر من جمعية النهضة النسائية الخيرية بالرياض يتحدث عن نقص في الدعم مما عطل مشاريعها الخيره0 لقد كان الحديث متداولا بين قطاع كبير من الكتاب والمفكرين حول الصدقات والزكاة التي تجمع وترسل للمنكوبين في شتى بقاع العالم ونحن في غفلة عن فقراء الداخل0 كان ركضنا المأساوي عبارة عن وهج دعوى إعلامي وكبر ( الكبر يكسب المقت، ويلهي عن التالف، ويوغر صدور الأخوان ) لا يرى المحتاج في الداخل وكل ما يطلبه التنافس غير الشرعي ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه معقل بن يسار: يأتي على الناس زمان، يخلق فيه القرآن في قلوب الرجال كما تخلق الثياب على الأبدان، أمرهم كله يكون طمعا لا خوف معه، إن أحسن أحدهم قال: يتقبل مني، وان أساء قال: يغفر لي ) من أجل ملذة عابرة يتحدث عنها بعضهم في المجالس كغزوات وفتوحات معها تناثر خيرنا مع هبوب الرياح فلم يستفيد الجميع من أثره بسبب عوامل عاتية، برمجها من لوى عنق الخير فكان سهام ردت إلى نحورنا0 وكم من جمعية للخير في الداخل تقلص نشاطها ننتظر أن تبادر بصدق لكشف المستور، لقد جاء خطاب السيدة حصة بنت صالح الشعيبي عضوة مجلس الإدارة المفوضة للتبرعات في جمعية النهضة النسائية الخيرية بالرياض واقعي ويلامس الحقيقة التي مازلنا ندرسها، منذ قيام صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بزيارة الأحياء الفقيرة في مدينة الرياض، وتشكيل صندوق الفقر وتباري الموسرين بعمل الخير يتقدمهم الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز0 إن مسيرة الخير لا تحتاج إلى صدمات حتى نشمر عن سواعدنا كما لا تحتاج إلى توجيه رسمي من ولاة الأمر بقدر ما هي مواطنه حقيقية ترفض كل التبريرات في القصور والتهاون ( فالتقوى القيام بالحق وترك المعاصي )0 إننا فقدنا في الأعوام العشر الماضية ومن خلال خطاب مشبوه حقيقة الأيمان تركز فيه عمل العالم بخلاف ما يعلم قال تعالى ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا )0 وفقدنا حقيقة الصدق يقول سبحانه وتعالى ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وأبن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) 177 البقرة، وفقدنا روح الإسلام الذي هو المعول الحقيقي لبناء المجتمعات ( والذين امنوا وأتبعتهم ذريتهم بإيمانهم ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل أمريء بما كسب رهين ) الطور 21، وتكوين الفرد الناجح السليم من كل المعوقات0 حكايات دامية وقضايا إنسانية تجرح القلب تنشرها صحفنا كل يوم، ومنذ عرفنا أننا مجتمع فقير إنسانيا، ولكن ماذا فعلنا وهل جاءت المعالجة المطلوبة، هنا مربط الفرس0 هاهي الأستاذة حصة الشعيبي تلامس الواقع برسالتها ( جريدة الرياض / الجمعة – 22 رمضان 1425هـ / العدد 13283 / ص37 ) لطلب الفزعة حتى تقوم هي وأخواتها في الجمعية من إكمال مشروعهم الإنساني 0 هل تضاف هذه الحالة إلى خصوصيتنا، أعرف أن هناك من سوف يتهرب بدعوى حاجة الأمة فوق قضايا المجتمع، أليس هذا المجتمع من هذه ألأمه، قبل أن أطالع رسالة الأستاذة حصة الشعيبي، كان ( الدكتور الرشودي ) في برنامج رمضانيات في قناة العربية التلفزيونية يتحدث بوهج مريب عن هدم المنازل في فلسطين وفي العراق وحاجة الناس إلى فعل الخير ولم يتحدث عن مشاكل مجتمعه وهموم وطنه، وزيادة رقعة الفقر والبون الشاسع بين الأغنياء والفقراء، لم يتلمس طريقا للخير داخل الوطن 0 هذا هو الخطاب المغلوط الذي يتراكم بين ظهرانينا يذكرنا بقوله صلى الله علية وسلم ( يكون في أخر الزمان عباد جهال، وعلماء فساق ) ونحن في عمى عن الإسلام الصحيح الحق الذي يحرض على حقوق الأسرة والجار من الفقراء والمساكين وأبن السبيل، قال تعالى ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين أمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين) البقرة 26 0 أتمنى أن يجد هذا الخطاب صداه بين أفراد المجتمع ونتكافل كشرائح عامة في المساهمة في عمل الخير في الداخل بواقعية ونواجه الحقيقة ببرنامج مدروس من خلال الجمعيات القائمة وهي جمعيات النفع العام التي تقوم على خدمة المجتمع ويسميها البعض مؤسسات المجتمع المدني ذات الشخصية الاعتبارية ( وليس بمبادرات شخصيه للدعاية، يقال آفة المعروف المن ) في مدن وقرى الوطن الغالي، وننظر إلى أهمية دعمها ( أي الجمعيات القائمة) أفرادا وحكومة حتى لا ننفجر من الداخل، فالعبوات جاهزة ومزروعة في الشوارع0 عن ابن عمر قال صلى الله عليه وسلم ( الدنيا خضرة حلوه، من اكتسب فيها مالا من غير حله، وأنفقه في غير حقه، أورده الله دار الهوان) ويقول سبحانه وتعالى ( يأيها الذين امنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله بكم رحيما ) النساء 29 ولله الحمد0& ـــــــــــــ * أديب قاص وشاعر