التاج
05-11-04, 06:03 am
يحدثني صديقي الذي عمل عداداً لمصلحة الإحصاء عن موقفٍ حدث معه !!
يقول صديقي !
كعادتي إذا أردت أن أسأل صاحب البيت أقوم أولاً بالضغط على الجرس !!
ضغطت الجرس فلم يجاوبني أحد !!
وقفت قليلاً وانتظرت … !!
وبعد دقائق فتح الباب ..!!
تعجّبت من فتح الباب فانتظرت ..!!
وقفت منتظراً خروج أحدٍ فلم يخرج أحد !!
رأيت الباب مرةً ومرةً ومرات ولم يخرج أحد !!
بعدها سمعت صوتاً كأنه يقول : تفضّل !!
هممت بالدخول ولكني توقفت مرةً أخرى أمام الباب !!
فقد قلت في نفسي لعل صاحب البيت يقصد الاقتراب من الباب وليس الدخول !!
توقّفت وتسمّرت واستمر الحال بضع دقائق ولم يأت أحد !!
سمعت الصوت بكل وضوح !!
تفضّل بالدخول !!
قدّمت رجلي اليمنى ودخلت البيت ثم توقفت !!
لا أدري ما الذي خالجني من شعور !!
فقد ترددت كثيراً وحاولت الخروج من البيت !!
لم يكن ذلك الشعور خوفاً ولكنه شعور ذلك المتطفّل والمتكشّف على عورات الناس !!
قدّمت رجل وأخرت أخرى وأخيراً ثبّت في مكانٍ واحد !!
إلى أن سمعت الصوت مرةً أخرى : تفضّل يا رجل !!
حقيقةً لم أستطع التحرك في بادئ الأمر !!
فقد رأيت أني أقوم بفعلٍ خاطئ لذلك كنت أحسب كل خطوةٍ لي بألف خطوة !!
أخيراً تشجّعت فتقدمت إلى بابٍ رأيته مفتوحاً ، أو خيّل لي أنه الباب الذي يوصلني بذلك الصوت !!
قلت : باسم الله توكلت على الله ودخلت !!
وعند أول إطلالة لعيني رأيت المنظر الذي لم أكن أنتظره !!
مشهد لم أتوقع يوماً أن أصادفه لولا عملي عداداً لمصلحة الإحصاء !!
سرير أبيض وعلى ذلك السرير شخص مستلقٍ على ظهره وبيده ريموت كانترول !!
وعندما توجّهت لذلك الرجل لم أجد يداً ترحّب بل وجدت لساناً عذباً حرم الصديق الوفي !!
استلطفني ذلك الرجل المقعد وكنت كلما رأيته تفكّرت كثيراً في خلق الله سبحانه وتعالى !!
بادرني الرجل قبل أن أسأله ما سبب هذا ؟!!
قال لي بعد أن رحّب بي !!
أنا وحيد في هذا البيت ولا يوجد غير خادمة تقوم بشؤوني الخاصة !!
ولي ولد يأتي إليّ ليطمئن على صحتي !!
وعمره حوالي خمسة وعشرون عاماً !!
وزوجتي طلقتها من بعد …!!
من بعد ذلك الحادث الذي أفقدني كل جزء من أعضاء جسمي ولم يتبق سوى رأسي يتحرك !!
ذلك الحادث المروري الذي بسببه أعاني حوالي خمسةً وعشرين عاماً على هذا السرير !!
يقول صديقي : كنت أحبس دموعي كي لا يراني في موقفٍ ضعيفٍ ويتأثر سلباً !!
ولكنه كان يحس بالمعاناة التي أوصلها بكل اقتدار إلى نفسي !!
وما زاد صديقي من الألم إلا قول ذلك الرجل المقعد : لقد تخلّى عني أصدقائي !!
فلم تعد زياراتهم تملأ حياتي وهذا ما أفتقده بالفعل !!
في بريدة هذا الرجل !!
فما الذي تغيّر يا أبناء بريدة ؟!!
لماذا نهمل زيارة أصدقائنا وأحبائنا ؟!!
هل هي الحياة ومشاغلها ؟!!
فهي لا تنتهي وكل من في القبور ماتوا وهم مشغولون ومرتبطون بأعمال !!
إن قصة هذا الرجل تذكرنا بكل علاقةٍ نتناسها عن أشخاصٍ لهم حقوق علينا !!
ثم لنقف طويلاً عند قيادتنا للسيارات فلم تعد السرعة مطلباً إن كنا سنجد السرير الأبيض صديقاً لنا !!
اللهم اشف ذلك المريض وضاعف له الأجر والمثوبة وألهمه الصبر يا رب العالمين
تحياتي للجميع
يقول صديقي !
كعادتي إذا أردت أن أسأل صاحب البيت أقوم أولاً بالضغط على الجرس !!
ضغطت الجرس فلم يجاوبني أحد !!
وقفت قليلاً وانتظرت … !!
وبعد دقائق فتح الباب ..!!
تعجّبت من فتح الباب فانتظرت ..!!
وقفت منتظراً خروج أحدٍ فلم يخرج أحد !!
رأيت الباب مرةً ومرةً ومرات ولم يخرج أحد !!
بعدها سمعت صوتاً كأنه يقول : تفضّل !!
هممت بالدخول ولكني توقفت مرةً أخرى أمام الباب !!
فقد قلت في نفسي لعل صاحب البيت يقصد الاقتراب من الباب وليس الدخول !!
توقّفت وتسمّرت واستمر الحال بضع دقائق ولم يأت أحد !!
سمعت الصوت بكل وضوح !!
تفضّل بالدخول !!
قدّمت رجلي اليمنى ودخلت البيت ثم توقفت !!
لا أدري ما الذي خالجني من شعور !!
فقد ترددت كثيراً وحاولت الخروج من البيت !!
لم يكن ذلك الشعور خوفاً ولكنه شعور ذلك المتطفّل والمتكشّف على عورات الناس !!
قدّمت رجل وأخرت أخرى وأخيراً ثبّت في مكانٍ واحد !!
إلى أن سمعت الصوت مرةً أخرى : تفضّل يا رجل !!
حقيقةً لم أستطع التحرك في بادئ الأمر !!
فقد رأيت أني أقوم بفعلٍ خاطئ لذلك كنت أحسب كل خطوةٍ لي بألف خطوة !!
أخيراً تشجّعت فتقدمت إلى بابٍ رأيته مفتوحاً ، أو خيّل لي أنه الباب الذي يوصلني بذلك الصوت !!
قلت : باسم الله توكلت على الله ودخلت !!
وعند أول إطلالة لعيني رأيت المنظر الذي لم أكن أنتظره !!
مشهد لم أتوقع يوماً أن أصادفه لولا عملي عداداً لمصلحة الإحصاء !!
سرير أبيض وعلى ذلك السرير شخص مستلقٍ على ظهره وبيده ريموت كانترول !!
وعندما توجّهت لذلك الرجل لم أجد يداً ترحّب بل وجدت لساناً عذباً حرم الصديق الوفي !!
استلطفني ذلك الرجل المقعد وكنت كلما رأيته تفكّرت كثيراً في خلق الله سبحانه وتعالى !!
بادرني الرجل قبل أن أسأله ما سبب هذا ؟!!
قال لي بعد أن رحّب بي !!
أنا وحيد في هذا البيت ولا يوجد غير خادمة تقوم بشؤوني الخاصة !!
ولي ولد يأتي إليّ ليطمئن على صحتي !!
وعمره حوالي خمسة وعشرون عاماً !!
وزوجتي طلقتها من بعد …!!
من بعد ذلك الحادث الذي أفقدني كل جزء من أعضاء جسمي ولم يتبق سوى رأسي يتحرك !!
ذلك الحادث المروري الذي بسببه أعاني حوالي خمسةً وعشرين عاماً على هذا السرير !!
يقول صديقي : كنت أحبس دموعي كي لا يراني في موقفٍ ضعيفٍ ويتأثر سلباً !!
ولكنه كان يحس بالمعاناة التي أوصلها بكل اقتدار إلى نفسي !!
وما زاد صديقي من الألم إلا قول ذلك الرجل المقعد : لقد تخلّى عني أصدقائي !!
فلم تعد زياراتهم تملأ حياتي وهذا ما أفتقده بالفعل !!
في بريدة هذا الرجل !!
فما الذي تغيّر يا أبناء بريدة ؟!!
لماذا نهمل زيارة أصدقائنا وأحبائنا ؟!!
هل هي الحياة ومشاغلها ؟!!
فهي لا تنتهي وكل من في القبور ماتوا وهم مشغولون ومرتبطون بأعمال !!
إن قصة هذا الرجل تذكرنا بكل علاقةٍ نتناسها عن أشخاصٍ لهم حقوق علينا !!
ثم لنقف طويلاً عند قيادتنا للسيارات فلم تعد السرعة مطلباً إن كنا سنجد السرير الأبيض صديقاً لنا !!
اللهم اشف ذلك المريض وضاعف له الأجر والمثوبة وألهمه الصبر يا رب العالمين
تحياتي للجميع