حروف مشاكسة
04-11-04, 01:15 am
بلغني الخبر
لم أستوعب المصاب
أحسست بأنها مؤلمة بداية الأمر
وسرعان ما يطيب
لكن !
مرت أيام وليال
عرفت نفسي بدونها
وجدت أنها لا شيء
..
بكيت وأنا أتذكر
نظرة عينيها حين تستقبلني
تتفحصني تماما
هل أنا بخير ؟
تسألني
وجهي مصفّر ما بالك ؟؟
وما بال فكري مشغول ؟؟
وما بال مشيتي مضطربة ؟؟
و .. و.. و..
رغم أني أحاول جاهداً أن أخفي ذلك ..
حتى أني أستنكره من نفسي ؟؟
ولكنها كانت ترى كل شيء بإحساسها قبل عينيها ..
أحكي لها ..
فتسعفني
أحكي ..
فتطمئنني
أحكي ..
فتحل مشكلتي
أحكي ..
فتداويني
أحكي ..
فتهون مصيبتي
أحكي ..
فتتحمل همي عني
أحكي وأحكي دون توقف
وعلى حساب مشاعرها
في ذلك الحين لم أكن أحسب دورها الكبير
فلقد كانت مبادراتها لي تغفلني عن مدى حاجتي الملحة لها
وقتها كنت أظن أن ما يحل بي
مجرد أشياء لا تُحسب
لكن ؟!
..
بكيت ..
وأنا أتذكرها عند رأسي
طريح الفراش
سهرت معي ليال لتوفر راحتي
وهي أشد مرضا مني
أراها تحاول جاهدة أن تخفي دمعاتها
وهي ترقيني وتدعوا لي
لم أحس بقيمة تلك الدمعات إلا حين فقدتها
..
بكيت وأنا أذكر ..
اضطرابها حينما أتأخر ليلا
وتحركها جيئة وذهابا
وتفرك يديها بضجر واضح
تنظر لساعتها بين آن وآخر
فما أن تراني
حتى تنهال علي بتأنيب
ملئه الحنان والحب
لحظتها كنت أتضايق
كنت أتضجر وأتأفف
وأنا أخبرها أني قد كبرت
وأصبحت المسئول الأول والأخير عن نفسي
كغيري من الأصحاب
فتسكت على مضض دون تعليق
فأهرع لفراشي لأنام قرير العين
دون مبالاة بما جازيت اهتمامها للأسف
..
بكيت وأنا أذكر ..
انتظارها بلا حول ولا قوة
من سيقضي حوائجها
بعد عراك كلامي طويل مع أخوتي
فيمن سيمن عليها بذلك
وحينما تصطلح الأمور على أحدنا
ترى قفزات عينيها مداراة له
بعد قائمة طويلة من الدعاء والبالغ الشكر
وكأنها أهداها عمره
...
بكيت وأنا أذكر ..
قلقها وانشغالها واجتهادها
بحثا لي عمن ستشاركني حياتي
وعمن ستأخذني منها ظاهريا
رغم أني باق في قلبها وبين عينيها
وفقها الله لأن تجد مطلبها
لا أنسى دمعاتها ليلة زواجي
حاولت إخفائها
لكنها كانت تظفر رغم عنها
الكل مشغول بالاستعداد والإعداد
وأنا أيضا
لكن بقيت هي مشغولة بي
تنظر لوجهي كل لحظة
تلاحقني
تناديني
تبكي وهي تحدثني
دمعاتها تحدثني عن فرحتها الغامرة بي
دمعاتها تحدثني عن خوفها عليّ
دمعاتها حدثتني عن كل شيء
لا أنسى كيف عُدت إلى عهد الحضانة
لكثرة اهتمامها بي ذلك اليوم
...
بكيت وأنا أذكر ..
انشغالها علي حينما أتأخر في زيارتها
خشية أن أكون قد أصبت بمكروه
ولا أنسى كيف تتنفس الصعداء وهي تراني
..
بكيت وأنا أذكر ..
ترقبها وقلقها وشغفها
في انتظار خبر قدوم مولودي الأول
لا أنسى كيف كانت تلك الليلة
وقد اتكأت الهاتف
والنوم يغالب عينيها
لا أنسى فزعها عند أول رنة ..
لتسحب سماعة الهاتف وتقول بصوت أجهده المرض
(بشرني )!
لكن تفاجأ بأن المتصل لا يعنيها
تعاود الجلوس وتحاول جاهدة أن تغلب النوم ولا يغلبها
فيأتي الفرج
وتأتي البشارة
لا أنسى صوتها المتهدج المتقطع من البكاء
ولم أستوعب سوى كلمات (الله)
..
بكيت
و بكيت
وبكيت
وأنا أتذكر كل دقيقة في حياتي معها
لا أجحد جهود زوجتي
لكن أمي تبقى أمي
...
بكيت ..
كيف لم ألزم قدمها
كيف لم أقوم بحوائجها
كيف لم أبر بها
ندمت
كيف فرطت بالجنة التي طالما كانت أمامي
بكيت وصحت
أماه عودي وسألزم قدمك
لكن طالما عاد إلى صوتي ليقول
( قدّر الله وما شاء فعل )
( فإنا لله وإنا إليه راجعون )
...........
هذه كلمات قد سطرتها ليست حقيقة
ولست أنكأ عن جرح من فقد أمه
ولكن كتبتها لمن يعيش مع أمه
وقد تخاذل بمبادرتها بالبر
أدعوه وأدعو نفسي قبله
في المسابقة لأن نلزم أقدام أمهاتنا
قبل أن نعض أصابع الندم
فالجنة تحت أقدام الأمهات
هذا مالدي
فإن أصبت فمن ربي
وإن أخطأت فمن الشيطان ونفسي
تحياتي للجميع
حـ ـر و ف مـ ـشـ ـا كـ ـسـ ـة
لم أستوعب المصاب
أحسست بأنها مؤلمة بداية الأمر
وسرعان ما يطيب
لكن !
مرت أيام وليال
عرفت نفسي بدونها
وجدت أنها لا شيء
..
بكيت وأنا أتذكر
نظرة عينيها حين تستقبلني
تتفحصني تماما
هل أنا بخير ؟
تسألني
وجهي مصفّر ما بالك ؟؟
وما بال فكري مشغول ؟؟
وما بال مشيتي مضطربة ؟؟
و .. و.. و..
رغم أني أحاول جاهداً أن أخفي ذلك ..
حتى أني أستنكره من نفسي ؟؟
ولكنها كانت ترى كل شيء بإحساسها قبل عينيها ..
أحكي لها ..
فتسعفني
أحكي ..
فتطمئنني
أحكي ..
فتحل مشكلتي
أحكي ..
فتداويني
أحكي ..
فتهون مصيبتي
أحكي ..
فتتحمل همي عني
أحكي وأحكي دون توقف
وعلى حساب مشاعرها
في ذلك الحين لم أكن أحسب دورها الكبير
فلقد كانت مبادراتها لي تغفلني عن مدى حاجتي الملحة لها
وقتها كنت أظن أن ما يحل بي
مجرد أشياء لا تُحسب
لكن ؟!
..
بكيت ..
وأنا أتذكرها عند رأسي
طريح الفراش
سهرت معي ليال لتوفر راحتي
وهي أشد مرضا مني
أراها تحاول جاهدة أن تخفي دمعاتها
وهي ترقيني وتدعوا لي
لم أحس بقيمة تلك الدمعات إلا حين فقدتها
..
بكيت وأنا أذكر ..
اضطرابها حينما أتأخر ليلا
وتحركها جيئة وذهابا
وتفرك يديها بضجر واضح
تنظر لساعتها بين آن وآخر
فما أن تراني
حتى تنهال علي بتأنيب
ملئه الحنان والحب
لحظتها كنت أتضايق
كنت أتضجر وأتأفف
وأنا أخبرها أني قد كبرت
وأصبحت المسئول الأول والأخير عن نفسي
كغيري من الأصحاب
فتسكت على مضض دون تعليق
فأهرع لفراشي لأنام قرير العين
دون مبالاة بما جازيت اهتمامها للأسف
..
بكيت وأنا أذكر ..
انتظارها بلا حول ولا قوة
من سيقضي حوائجها
بعد عراك كلامي طويل مع أخوتي
فيمن سيمن عليها بذلك
وحينما تصطلح الأمور على أحدنا
ترى قفزات عينيها مداراة له
بعد قائمة طويلة من الدعاء والبالغ الشكر
وكأنها أهداها عمره
...
بكيت وأنا أذكر ..
قلقها وانشغالها واجتهادها
بحثا لي عمن ستشاركني حياتي
وعمن ستأخذني منها ظاهريا
رغم أني باق في قلبها وبين عينيها
وفقها الله لأن تجد مطلبها
لا أنسى دمعاتها ليلة زواجي
حاولت إخفائها
لكنها كانت تظفر رغم عنها
الكل مشغول بالاستعداد والإعداد
وأنا أيضا
لكن بقيت هي مشغولة بي
تنظر لوجهي كل لحظة
تلاحقني
تناديني
تبكي وهي تحدثني
دمعاتها تحدثني عن فرحتها الغامرة بي
دمعاتها تحدثني عن خوفها عليّ
دمعاتها حدثتني عن كل شيء
لا أنسى كيف عُدت إلى عهد الحضانة
لكثرة اهتمامها بي ذلك اليوم
...
بكيت وأنا أذكر ..
انشغالها علي حينما أتأخر في زيارتها
خشية أن أكون قد أصبت بمكروه
ولا أنسى كيف تتنفس الصعداء وهي تراني
..
بكيت وأنا أذكر ..
ترقبها وقلقها وشغفها
في انتظار خبر قدوم مولودي الأول
لا أنسى كيف كانت تلك الليلة
وقد اتكأت الهاتف
والنوم يغالب عينيها
لا أنسى فزعها عند أول رنة ..
لتسحب سماعة الهاتف وتقول بصوت أجهده المرض
(بشرني )!
لكن تفاجأ بأن المتصل لا يعنيها
تعاود الجلوس وتحاول جاهدة أن تغلب النوم ولا يغلبها
فيأتي الفرج
وتأتي البشارة
لا أنسى صوتها المتهدج المتقطع من البكاء
ولم أستوعب سوى كلمات (الله)
..
بكيت
و بكيت
وبكيت
وأنا أتذكر كل دقيقة في حياتي معها
لا أجحد جهود زوجتي
لكن أمي تبقى أمي
...
بكيت ..
كيف لم ألزم قدمها
كيف لم أقوم بحوائجها
كيف لم أبر بها
ندمت
كيف فرطت بالجنة التي طالما كانت أمامي
بكيت وصحت
أماه عودي وسألزم قدمك
لكن طالما عاد إلى صوتي ليقول
( قدّر الله وما شاء فعل )
( فإنا لله وإنا إليه راجعون )
...........
هذه كلمات قد سطرتها ليست حقيقة
ولست أنكأ عن جرح من فقد أمه
ولكن كتبتها لمن يعيش مع أمه
وقد تخاذل بمبادرتها بالبر
أدعوه وأدعو نفسي قبله
في المسابقة لأن نلزم أقدام أمهاتنا
قبل أن نعض أصابع الندم
فالجنة تحت أقدام الأمهات
هذا مالدي
فإن أصبت فمن ربي
وإن أخطأت فمن الشيطان ونفسي
تحياتي للجميع
حـ ـر و ف مـ ـشـ ـا كـ ـسـ ـة