mam999
02-11-04, 06:08 pm
مَن يتابع إعلاناتنا التلفزيونية والصحفية يعتقد أننا للتو اكتشفنا السياحة مثلما تعرفت اليابان وأمريكا على كرة القدم واقصتا عمالقتها... عبارات وشعارات اصبحت عنوان الحملة الإعلانية: جدة غير، حايل صيفها هايل.. أبها صيفها أبهى.. الطائف تراحيب المطر،والطائف أحلى .. وأحلى، والباحة قمة السياحة.. بريدة الباردة ، أو بريدة البرود.. وتبوك لا يغلبوك، وبيشة فيها العيشة.. و"بريدة وتبوك وبيشة" إضافة لا علاقة لها بواقع الحملات السياحية... وتأتي الشعارات السياحية متماشية مع حمى المونديال ومسابقات كأس العالم التي شبّعتنا بالعناوين واللذعات ولسعات المعلقين والأوصاف التي لم تبقِ لحيوانات الغابة أي صفة ولا للمصطلح الحربي والقتالي أي صفة.. في الخمسينات والستينات الميلادية كان لنا سياحة لكنها بلا إعلام.. فهد بلان السوري صاحب "واشرح لها عن حالاتي" و"يا بنات المكلا يا دوا كل علة" خص المنطقة الشرقية بإعلان على طريقته: هيا يا ربعي هيا /ع المنطقة الشرقية.. الشرقية التي سبق إليها آباؤنا فهد بلان عندما بدأت في أوائل الاربعينات والخمسينات حفائر شركة الزيت لجذب الشباب إلى العمل مع الشركات الأجنبية التي وصفها أحد شعراء نجد "بالنصراني" وكتبت عنها القصائد .. والبعض من الرواد الأوائل الذين عملوا في حقول النفط كتب سيرته الذاتية "اليومية" على شكل قصائد شعر نبطي كان اشهرهم في فترة لاحقة "راعي رأس تنورة" الذي قال:
قله ترانا تمدّنا
كلٍ يولع بدافوره...
اما من كان على طرف الساحل الغربي ليس في جدة أم الرخاء والشدة وإنما بالطائف أم اللطايف أو الطائف المأنوس عندما خصها طلال مداح في بواكيره الأولى بقوله:
جينا من الطايف والطايف رخى
والساقية تسقي يا سما سما
نادر من المكتب والساعة ذهب
والفرد ابو سيفين ما رد السلام
عندما كانت الطائف جبالها شلالات مياه وأرضها تزهر ورد الطائف والعنب والرمان والتين الشوكي كان كل شيء بالطائف مميزاً: الخبز الطائفي، الشاهي الطائفي، حتى الوجوه الطائفية مميزة وعطرة وندية تجذبك سياحيا وانسانيا وبيئيا تألف الوجه الطائف، تألف سمرة الأرض صخور الدرع العربي وما تبقى من تاريخ السدود السملقي والسيسد وسد معاوية والأطام والشواهق في الناس والمباني... حتى المنادي بالسياحة الأولى أبوبكر بالفقيه كان حاضراً:
يا مسافر على الطائف
طريق الهدا
شل قلبي معك
من النار ما هدا
هذه البواكير الأولى للسياحة التي بدأت تلقائياً كامتداد تاريخي لارستقراطيي المجتمع المدني الإسلامي الأول الذي طال بني أمية وبني العباس.. وعندما جاء العهد الجديد بعد ان تفجرت ينابيع النفط شرقا استمرت الطائف سائحا و"مسواحا" لكننا رغم ما امتلكناه من استثمارات وعقول وخطط وإرادة اجتماعية وإدارية لم ننجح في صناعة السياحة بالصورة التي تتحول إلى سياحة شعبية يقدر عليها الأغنياء وأنصاف الأغنياء والمستورون ومن هم على باب الفقر لا أن تكون سياحة فئوية للأغنياء وكبار الموظفين والمنتدبين صيفاً.... صناعة السياحة لابد ان تشمل كل الشرائح حتى من هم تحت الخط لنقول ان لدينا صناعة سياحية وليس شعارات وعبارات لفظية تلفزيونية: أنا غير وأنا هايل وأنا البهية، و90% من المجتمع ممن هم في المدن الشمسية يحرقهم لهيب الشمس والاسفلت ويرددون:
ألا ياهل الطايف متى ينتهي المشوار
تجوا عندنا في مشتل الخرج بالديره
=======================
: د.عبدالعزيز جارالله الجارالله
قله ترانا تمدّنا
كلٍ يولع بدافوره...
اما من كان على طرف الساحل الغربي ليس في جدة أم الرخاء والشدة وإنما بالطائف أم اللطايف أو الطائف المأنوس عندما خصها طلال مداح في بواكيره الأولى بقوله:
جينا من الطايف والطايف رخى
والساقية تسقي يا سما سما
نادر من المكتب والساعة ذهب
والفرد ابو سيفين ما رد السلام
عندما كانت الطائف جبالها شلالات مياه وأرضها تزهر ورد الطائف والعنب والرمان والتين الشوكي كان كل شيء بالطائف مميزاً: الخبز الطائفي، الشاهي الطائفي، حتى الوجوه الطائفية مميزة وعطرة وندية تجذبك سياحيا وانسانيا وبيئيا تألف الوجه الطائف، تألف سمرة الأرض صخور الدرع العربي وما تبقى من تاريخ السدود السملقي والسيسد وسد معاوية والأطام والشواهق في الناس والمباني... حتى المنادي بالسياحة الأولى أبوبكر بالفقيه كان حاضراً:
يا مسافر على الطائف
طريق الهدا
شل قلبي معك
من النار ما هدا
هذه البواكير الأولى للسياحة التي بدأت تلقائياً كامتداد تاريخي لارستقراطيي المجتمع المدني الإسلامي الأول الذي طال بني أمية وبني العباس.. وعندما جاء العهد الجديد بعد ان تفجرت ينابيع النفط شرقا استمرت الطائف سائحا و"مسواحا" لكننا رغم ما امتلكناه من استثمارات وعقول وخطط وإرادة اجتماعية وإدارية لم ننجح في صناعة السياحة بالصورة التي تتحول إلى سياحة شعبية يقدر عليها الأغنياء وأنصاف الأغنياء والمستورون ومن هم على باب الفقر لا أن تكون سياحة فئوية للأغنياء وكبار الموظفين والمنتدبين صيفاً.... صناعة السياحة لابد ان تشمل كل الشرائح حتى من هم تحت الخط لنقول ان لدينا صناعة سياحية وليس شعارات وعبارات لفظية تلفزيونية: أنا غير وأنا هايل وأنا البهية، و90% من المجتمع ممن هم في المدن الشمسية يحرقهم لهيب الشمس والاسفلت ويرددون:
ألا ياهل الطايف متى ينتهي المشوار
تجوا عندنا في مشتل الخرج بالديره
=======================
: د.عبدالعزيز جارالله الجارالله