المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصوم وقفات وتامل


الولهان جدا
19-10-04, 11:05 pm
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد

كثيرا ما تمر الأيام وتنقضي وتكر الليالي وتنتهي ، وتمضي السنون وتنمحي ، وتتسرب من بين الأيدي وتتفلت من بين الجوانح ، والإنسان ذاهل النفس ، شارد اللب ، تائه الخطوة ، لا يقف من نفسه وقفة تأمل ، ولا مع خطوة لحظة تدبر ، وكم هو في حاجة إليها ، وفي شوق إلى فيئها الحنون وظلها الوارف ، ويلتفت الإنسان المؤمن إلى أيام رمضان ، فيجدها تأتي غذاء ورياء وواحة وأمنا ، تقف عندها النفس مرفرفة محلقة نشوى تلوذ بحضنها ، وتدخل في أمنها ، وترشف من رحيقها ، وتتعرض لنفحاتها ، فتداخلها الأشعة الربانية ، والأنوار القرآنية ، فتجدد خلايا العقل وتروح جوانح النفس ، وتزيل قتامة الروح ، وتنير فجاج الدرب ، وترشد سبيل الخطو ، تأتي مصحة من كل علة ، وشفاء من كل داء وبُرءا من كل سقم ، تأتي محطة تزود الإنسان بالطاقة ، وتمده بالنشاط وتسلحه بالعزيمة ، وتحصنه بالتقوى ، تأتي وقفة للحساب ، وصفحة للمراجعة ، وميزانا للعمل ، وموسما للتوبة ، وعهدا للتقدم ، وبيعة لله ، تأتي لتوقظ النائم وتنبه الساهي وترشد الضال وترجع العاصي .
عن أبي أمامة رضي الله عنه ، قال : قلت يا رسول الله مرني بعمل ، قال  عليك بالصوم فإنه لا عدل له ، قلت : يا رسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة ، قال : عليك بالصوم فإنه لا مثل له  ، فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته الدخان نهارا ، إلا إذا نزل به ضيف .
ومن هذا نرى أن الصيام يجمع كل صفات الخير ويعدل كل موازين الأعمال ويكون سببا في سيرة طيبة كريمة توصل الإنسان في دنياه إلى المجد وتسير به بعد ذلك إلى الجنة ، تماما كما سارت بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دينا عزيزة ملكوا أقطارها وفجروا ينابيعها وثمروا خيرها ، وأعطوا كل ذي حق حقه ، وملئوها عدلا ونورا ، وساروا بعد ذلك إلى الله وإلى جنة ومقام كريم .
وبعد أفلا يستدعي كل هذا وقفة تأمل من الإنسان المسلم اليوم ؟ ولحظة تدبر واستغراق وتبتل في جنبات هذه الأيام المباركة ليحصل هذا الخير ويظفر بهذا الفضل ، ويحظى بتلك الكرامة وينال هذا الرضوان في وقت نحن أحوج ما نكون إليه ، بدلا من تسرب الأيام ، وتفلت الأوقات وتجرع الحسرات وضياع الأعمار ويظل الإنسان هائما في التيه والضلال بعيدا عن الطريق المستقيم ، يصوم عن المعالي ويفطر على الدنايا ، يهبط إلى الحضيض ولا يرتفع إلى الفلاح والنجاح ، يسام الخسف فيصمت ، ويسقى الهوان فيستمرئ ويعطي الدنية فيستسلم ، ويعلم السوء فيطيع ، ويلقن الإفك فيصدّق ، ويفهم الزور فيهلل ، ويدرب على النفاق فيستجيب حتى يصير ببغاويا يؤمر فيردد ويحاكي ، فتنام الأمة حينئذ على هدهدة الأبالسة التي تلوح لها قائلة :
صوموا ولا تتكلموا --- إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا --- ما فاز إلا النوّم
إن قيل إن نهاركم ليل --- فقولوا مظلم
أو قيل هذا شهدكم --- مُرّ فقولوا

خزامى نجـد
20-10-04, 10:16 pm
أفلا يستدعي كل هذا وقفة تأمل من الإنسان المسلم اليوم ؟ ولحظة تدبر واستغراق وتبتل في جنبات هذه الأيام المباركة ليحصل هذا الخير ويظفر بهذا الفضل ، ويحظى بتلك الكرامة وينال هذا الرضوان في وقت نحن أحوج ما نكون إليه ، بدلا من تسرب الأيام ، وتفلت الأوقات وتجرع الحسرات وضياع الأعمار





بلى والله يستدعي كل التوقف

بارك الله في ما طرحت

وجزاك اله كل الخير على ما قدمت لنا من عظيم الكلام واهمه


تقبل تحياتي
خزامى

بندر الحمر
21-10-04, 02:11 am
أخي ولهان جدا بارك الله فيك وفي طرحك

حييت وبوركت

والسلام خير ختام

عاشق التحدي
21-10-04, 04:20 pm
أخي ولهان جدا بارك الله فيك وفي طرحك