تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كوني قنوعــــــــــــــــــــــة


طير الوسيطي
04-09-04, 11:20 am
كوني قنوعــــــــــــــــــــــة

الزوجة القنوع هي زهرة البيت وإشعاعه ، وخير رزق الزوج ومتاعه ، تسلي زوجها في عسره ، وتكون بهجته في يسره ، فإذا أفتقر أغنته ، وإذا أغتنى سرته ، فهي نعمة في كل حال .....

وإذا فقدت المرأة خلق القناعة من نفسها ، فقد آذنت بالهلاك لها ولبيتها ، لأنه لا بديل عن القناعة إلا الطمع والشراهة ........والطمع لايأتي بخير أبداً.



وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه عن قصة إبراهيم عليه السلام في بنائه الكعبة .....درس بليغ لنساء المؤمنين وحث لهن على القناعة والرضى بما قسمه الله من العيش والرزق .

فقد جاء إبراهيم عليه السلام إلى مكة ( بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته (أي يتفقد حال أهله بعد ما تركهم مدة) فلم يجد إسماعيل ، فسأل امرأته عنه

فقالت : خرج يبتغي لنا - وفي رواية يصيد لنا - ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت : نحن بشّر ، نحن في ضيقة وشدة وشكت إليه

قال : فإذا جاء زوجك اقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه .

فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً فقال: هل جاءكم من أحد ؟ قالت : نعم جاءنا شيخ كذا وكذا ، فسأل عنك ، فأخبرته ، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنّا في جهد وشدة .

قال: فهل أوصاك بشيء ؟
قالت : نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول : غير عتبة بابك .
قال : ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك ، الحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى.

فلبث عنهم إبراهيم ماشاء الله ، ثم أتاهم بعد، فلم يجده فدخل على امرأته فسأل عنه ، قالت: خرج يبتغي لنا .
قال: كيف أنتم ؟وسألها عن عيشهم وهيئتهم .

فقالت : نحن بخير وسعة وأثنت على الله تعالى .
فقال : ماطعامكم ؟ قالت : اللحم والماء .قال النبي صلى الله عليه وسلم " ولم يكن لهم يؤمئذ حبّ ولو كان لهم دعا لهم فيه"

قال: فّا آتى زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه ....الحديث)


ففي قصة إسماعيل تسلية لكل قنوعة في بيتها وعبرة لكل امرأة تضيق عليها الحياة إلا في حال الغنى والسعة .

والسر في أن القناعة هي أساس السعادة الزوجية في شيئين :
الأول : أن السعادة والطمأنينة لا يصنعها الغنى والشبع ، وإنما هي شعور وإحساس يولده الرضى بالله وبما قسمه وما يقتضيه من شكر على النعم والصبر على البلاء والمحن ، والبعد عن التسخط عن المقدور .

الثاني : أن الغنى ظاهرة متبدلة (فدوام الحال من المحال) ومن يصرف الأرزاق هو الله فإن رزق فله الشكر ، وإن منع فله الحمد على كل حال.

وقال بعض السلف : "يا أبن آدم إذا سلكت سبيل القناعة فأقل شيء يكفيك وإلا فإن الدنيا وما فيها لا تكفيك"

فعلى المرأة أن تجتنب هذا الخلق الوضيع ، وأن تتحلى بالقناعة فهي تاج رفيع وحصن منيع فإن النفس إذا لم يكبح جماحها طمعت ، لكنها إذا تعودت القناعة قنعت وشبعت..

بل على المرأة أن تشكر نعم زوجها وأن تظهر له حمدها ورضاها وثناءها على جهده وخدمته وإنفاقه كثيراً كان أم قليلاً لأن ذلك هو وسيلة كسب وده ونيل حنانه وحبه ...وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.

أما أن تفتح المرأة عينيها على الدنيا وتقارن معيشتها بالمنازل العليا ....وتطمع مهما بذل زوجها من جهد إلى الأعلى .......فإنها بذلك تركب سلم التعاسة وتدق أبواب خراب البيت.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه"


يارُب شاكرة للزوج في اليسر ****وفي البلاء تُسلي الزوج بالصبر

تبشُ وجنتها في كل آونة ****إذا رأته تنير البيت بالبشر

فزوجها ملكٌ والشعبُ زوجتهُ ****والبيت مملكةُ الأفراح والخير

الرمادي
04-09-04, 07:28 pm
موضوع رائع اخي طير الوسيطى


فالزوجة القنوع نعمة من الله توازي أموال الدنيا فهي تشعرك بغناتك وقت فقرك وتذكرك بشكر النعمة وقت توفرها

اللهم أدم علينا نعمتك وأرزقنا القناعة بما قسمته لنا من رزقك ..

لك تحياتي ,,,

فيافي نجد
04-09-04, 09:03 pm
طير الوسيطى

أعجبني موضوعك وحبيت اضيف له هذي القصة الجميلة لسيدنا أيوب عليه السلام

ضاق إبليس بصبر النبي أيوب عليه السلام, مع كثرة ما ابتلي به, ولم ينجح في جعله يشتكي, وينصرف عن عبادة ربه وشكره.
وانطلق إلى زوجته, وتمثل لها رجلاً, وأخذ يذكرها بما كان لزوجها في صدر شبابه وغضاضة إهابه من صحة وعافية.
فأعادت لها الذكرى الأشجان, وأثارت فيها كوامن الأحزان . ثم أخذ يدركها الضجر, وينساب إلى قلبها اليأس.
ذهبت إلى زوجها وقالت: حتى متى يعذبك ربك ؟ أين المال ؟ أين العيال ؟ أين الصديق ؟ أين الشباب؟ أين العز؟
فقال لها: لقد سول لك الشيطان أمراً ! أتراك تبكين على عز فات وولد مات ؟
فقالت: فهلا دعوت الله أن يكشف حزنك ويزيح بلواك ؟
قال: فكم لبثت في الرخاء ؟
قالت: ثمانين سنة.
قال: فكم لبثت في البلاء ؟
قالت: سبع سنين.
قال: أستحي أن أطلب من الله رفع بلائي. ولكن يخيل إلي أن إيمانك بدأ يضعف, ولئن برئت وأتتني القوة لأضربنك مئة سوط, وحرام علي بعد اليوم أن آكل طعامك, أو أكلفك أمراً أو عناء.
فابتعدي عني واغربي عن وجهي حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
نتائج الصبر
ثم أذن الله سبحانه بشفاء أيوب عليه السلام فأوحى إليه (( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب )) : نبع بارد يرد لك صحتك وقوتك. فما أن شرب واغتسل حتى اندملت قروحه, وبرئت جروحه, وصح جسمه, وصلح بدنه, وعاد كهيئته قبل البلاء في الحسن والجمال والصحة.
وعادت زوجته إلى رشدها, وأحست بذنبها ( قبل أن تعلم بما كشفه الله عنه من البلاء ) فندمت على ما قصرت نحوه, وهي التي شاركته في نعمائه, فرجعت إليه تعاوده إصلاح شأنه والقيام بأمره, لكنها رأت عجباً, رأت شاباً مكتمل الشباب, غض الإهاب, وافر المنة والقوة, فأنكرته بادئ الأمر. وحين عرفته اندفعت إليه تعانقه, وحمدت الله على ما رد له من الصحة والعافية.
لكن أيوب عليه السلام كان قد أقسم أن يضربها مئة جلدة, فأوحى الله إليه أن يأخذ حزمة من أعواد القش عددها مئة, وأن يضرب بها زوجته ضربة واحدة رخصة له في يمينه ووفاء بها, ورحمة بهذه المخلصة المؤمنة التي احتملت معه مرضه وما ابتلي به.. وذلك قوله تعالى ( وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث, إنا وجدناه صابراً, نعم العبد, إنه أواب ).
وجزاه الله على صبره خير جزاء , فرد إليه ماله, ورزقه ولداً أضعاف ولده. قال تعالى: ( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب ).
هذه الوقائع والأحداث التي حدثت لسيدنا أيوب وزوجته عليهما السلام,

البرحيه
04-09-04, 11:47 pm
شـــــــــــــــــــــــــــــكراً لك

طير الوسيطي
05-09-04, 09:38 am
شكرا لكم

خزامى نجـد
06-09-04, 02:13 am
كلام رائع وهو منطق العقلاء

دعوة لكل امراة تمللت وتطلبت وحملت زوجها فوق طاقته وأكبر مما يحتمل
دعوه لها بان تراجع ضميرها وتقنع بما يتوفر لها وان لا تنظر لمستوى ارفع من قدر رقبتها حتى لا تتأذى
فالقناعة هي أعظم كنز وأبقى كنز

تحياتي
خزامى

طير الوسيطي
06-09-04, 10:05 am
شكرا لك