المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفاصيل الكاملة للمحاكمة العلنية لدعاة الأصلاح في المملكة


الطشت
24-08-04, 12:21 am
منقول من منتدى دار الندوة



اليوم لم يكن يوما عاديا في تاريخ المحكمة الكبرى في مدينة الرياض ولافي تاريخ القضاء السعودي
بعد الأعلان السابق عن موعد هذه الجلسة المقررة هذا اليوم تدافع عدة مئات من أقارب وأصدقاء المتقلين ومن جميع أطياف المجتمع السعودي ومن جميع المناطق والتوجهات ومن جميع المتحمسين والمناصرين والمؤيدين لحركة الأصلاح في المملكة من الرجال والنساء ومن جميع الأعمار والفئات توافدوا جميعا الى قاعة المحكمة الكبرى في الرياض , وماأن أقتربت الساعة التاسعة صباحا وهو الموعد المقرر لبداية الجلسة حتى أمتلأت المحكمة بمئات الناس حتى لم يبقى مكان قدم في الأسياب والممرات والطرقات والسلالم وعند المداخل , جميعهم أتوا يملؤهم الشوق والحماس من أجل حضور هذه المحاكمة العلنية وتقديم الدعم المعنوي للمعتقلين
وفي هذه الأثناء ومع تزايد أعداد الوافدين الى المحكمة حتى أمتلأت بالحضور ولم يعد هناك موطئ قدم , تفاجأ الجميع بأن الطريق ألى الدور الحادي عشر وهو مكان أنعقاد المحاكمة قد تم أغلاقة بالكامل فقد تم تعطيل المصاعد التي تؤدي ألى مكان قاعة المحاكمة وتم وضع العشرات من رجال الأمن على السلالم والطرقات لمنع دخول قاعة المحكمة , ومع مرور الوقت وتسارع الزمن والجميع ينتظر بالسماح لهم بالدخول ألا أن رجال الأمن أصروا وبقوة على موقفهم ومنع الناس من الحضور فبدأ الناس بالتذمر ورغم محاولات التفاهم مع رجال الأمن ومع المسئولين للسماح بالدخول ألا أن رجال الامن قد شكلوا درعا بشريا على مدخل السلالم رغم توسلات عائلات المعتقلين والنساء والأطفال بالسماح لهم بالدخول , مرة فترة من الوقت على هذا الحال وأقتربت الساعة من العاشرة والنصف والناس بين شد وجذب مع رجال الأمن وفي النهاية وأمام كل هذا الضغط من الأهالي والمناصرين لم يكن أمام رجال الامن ألا أن يوسعوا الطريق للجميع من أجل الصعود ألى قاعة المحكمة , بدأ الناس بالتدافق للأعلى من اجل الحصول على مقعد أو يحضوا بفرصة لقاء المعتقلين
ولكن كانت المفاجأة عندما وجدنا المعتقلين الثلاثة أمامنا خارج القاعة فأقبل الناس يهرلون أليهم ويقبلونهم ويأخذونهم بألاحضان مع العلم بأنه مازال المئات لم يستطيعوا أن يخترقوا حاجز الأمن
وقف الدكتور الحامد بكل شموخ وعزة وسط العشرات من المؤيدن وقال لاوقت للسلام وأخرج من يده خطابا وقال سوف أقرأ مالذي حدث لنا هذا الصباح قبل بداية المحكمة
وبدأ يتكلم والدموع تنهمر من عينيه قائلا بأن رجال الشرطة قد أحظرونا من السجن اليوم وتم أدخالنا من أحد ألابواب الخلفية للمحكمة وتم أقتيادنا ألى قاعة المحاكمة بدون أن نقابل محامينا وبدون أن يعلم عنا أحد وعندما دخلنا قاعة المحكمة نحن الثلاثة تفاجأنا بأن القاعة ممتلئة بأكملها برجال المباحث المدنيين ولم نشاهد أي شخص ممن نعرف وحتى محاميننا لم يكن موجودين , عند ذلك أدركنا أن المحاكمة لن تكن علنية وأنها قد رتبت سابقا وأن رجال المباحث قد ملأوا القاعات حتى يتم حجز الناس من الدخول والحضور بحجة ضيق المكان , وأستمر الدكتور الحامد قائلا بأننا عندما أدركنا الامر رفضنا الدخول للقاعة ورفضنا الجلوس وطلبنا حضور جميع محامينا, عند ذلك بدأ الناس بالتصفيق والتكبير وأنهمرت الدموع من الرجال والنساء جميعا وقام الناس يهتفون جميعا الأصلاح الأصلاح في مشهدعاطفي لايمكن أن يحسه أو يتصوره أي شخص ألا من حضره وعاش وقائعه
في هذا الجو المشحون والعاطفي لم يكن بدأ من القاضي ورجال الأمن ألا السماح للناس بالدخول فتقدم الجميع للقاعة رغم ضيقها وصغر مساحتها فلم تكن تكفي لأكثر من خمسين شخصا وكان لي الشرف بأن أكون أول الحاضرين أما بقية الناس فلم يسمح لهم بالدخول بحجة ضيق المساحة
وفي هذه الأثناء خرج لنا القاضي بن خنين وقرأ بيانا قال فيه : نظرا للفوضى ولعدم النظام وعدم الترتيب فقد تم رفع الجلسة ألى وقت سوف يعلن لاحقا , ثم أخذ ملف القضية وغادر القاعة
تأجيل المحاكمة كان محل أمتعاض الجميع ولقى صدا سيئا جدا عند الحضور وبدأ البعض بالتذمر وخصوصا ممن حضر من خارج مدينة الرياض
عندما تم الأعلان عن التأجيل ورفع الجلسة لم يكن أمام المعتقلين والحضور ألا بتنظيم لقاء خطابي في الممرات وأمام المصاعد حيث جلس الجميع على الأرض وأمامهم المعتقلين الثلاثة وجمع من المهتمين والمحامين والناشطين وقام الدكتور الحامد وألقى خطابا حماسيا أكد فيه على الدستور والمجتمع المدني والوحدة الوطنية وعلى التلاحم بين جميع أطياف الشعب بجميع مذاهبهم ومعتقداتهم وأنهم متساوون بالحقوق والواجبات , كما ألقى الدكتور الفالح خطابا شدد فيه على التلاحم وعلى حقوق المواطن وعلى أهمية أن يعي الناس حقوقهم وطلب منهم الأطلاع على نظام الأجراءات الجزائية الذي يشرح حقوق المساجين كما كرر شكواه من عدم توفر الرعاية الصحية في السجن وأنه مازال يعاني من مشاكل صحية تستدعي العلاج السريع , كما قال بأنه شاهد بعض المساجين قد تعرضوا للتعذيب بدون أن يقدموا ألى محاكمة وبدون أن يتم السماح لهم بتوكيل محامي
أستمرت الخطبة في جو معنوي عالي من المعتقلين والحضور والعائلات وحتى الأطفال الذين تفاعلوا كثيرا مع ألاحداث ألى أن حان موعد صلاة الظهر , عندها تفاجأ الجميع بحضور القاضي الثاني في القضية الشيخ العبداللطيف وتقدم الجميع وطلب من الجميع أن يتجهوا ألى قاعة المحكمة لأنه يريد أن يتحدث مع الحضور عن مرئيات ماحدث
أجتمع الجميع داخل قاعة المحكمة وبدأ القاضي الحديث مبررا ماحدث بأنه كان بسبب الزحام الشديد والفوضى العارمه والتدافع وضيق القاعة وأن المحكمة لم تلغي علنية المحاكمة ولكن لاتستطيع أن تستوعب جميع الحضور وأن القاضي يحتاج الى الهدوء من أجل أصدار الحكم وأن ذلك لايمكن أن يتم في هذه الاجواء وأن المحاكم تلتزم الهدوء وليست مكانا للخطابات والتصفيق , وبعد ذلك توالت التداخلات والتعليقات عما حدث من بعض الحضور الا أن القاضي لم يجب عن أستفسار أحد المتداخلين عن سبب أمتلاء قاعة المحكمة برجال المباحث قبل بدء الجلسة ولكنه أكد أن حق الحضور مكفول للجميع حسب ماينص عليه النظام ولكن من حق القاضي أن يوقف التحقيق أذا وجد أي سبب يعكر سير المحكمة كما أن للقاضي الحق أن يرفع الجلسة أذا وجد أن هناك من الأسباب التي قد تؤثر على الحكم , تم بعد ذلك أغلاق باب النقاش ولم يحدد القاضي موعد الجلسة القادمة وقال بأن ذلك سوف يتم الأعلان عنه قريبا






الأستاذ محمد سعيد طيب سجل موقف رائع عندما فاجأ الجميع بحضوره رغم كبر سنه ألا أنه أثبت عدم تخليه عن رفاق دربه ووفائه لمبادئه وقيمه وكان محط أنظار وأعجاب الجميع وقد سلم على غالبية الحضور وحتى على الذين لايعرفهم , كما عبر عن تذمره الشديد عن عدم فتح القاعة للجميع من أجل الحضور وعدم معرفته بتأجيل الجلسه كما أستأ كثيرا من موقف أعضاء لجنة حقوق الانسان ومن تصرفات بعض رجال الأمن كما طلب مقابلة القاضي للحديث أليه ولكن لم يسمح له , وكان بينه وبين المعتقلين الثلاثة عناق حار وحميم وظهرت فيه مشاعر المحبة والأخوة الصادقة مما أنعكس على الجميع ورفع من معنوياتهم

كعادة محمد سعيد طيب لو يفوت هذه الفرصة ألا ويسجل موقف صادق ورائع تجاه المرأة السعودية فهو ربما الوحيد الذي أثنى على القاضي لسماحه بحضور سيدات للمحاكمة وقال للقاضي بأن المرأة السعودية كانت تحضر للمحكمة من أجل الشكوى أو الشهادة ولأول مره نشاهد المرأة السعودية تحضر بصفة مراقب ومتابع ومتفاعل مع أحداث الوطن وشئونه وبالفعل لفته كريمه من الأستاذ طيب تجاه أختنا وشريكتنا في الحياة المرأة السعودية



كالعادة المحامي عبدالرحمن اللاحم كان شعلة من النشاط وكان يتحدث مع الجميع ويتنقل في كل مكان وقام بالتصريح لعدة وسائل أعلامية كما أنه هتف بكلمة الأصلاح أثناء خطبة الدكتور الحامد ولم يكن أمام الحضور ألا الترديد معه بصوت عالي
ألا أن الموقف الذي يسجل له في تاريخه ويدل على نبله ووطنيته وأخلاصه لقضيته هو أنه عندما تم منع الناس من دخول القاعة حتى عائلات المعتقلين فقرر رجال الأمن في البداية السماح للمحامين فقط بالدخول وتسجيل أسمائهم وحضور المحاكمة بدون السماح للبقية بالحضور عند ذلك رفض اللاحم ذلك رفضا شديدا وقال بأنه لن يترافع عن المتهمين حتى يسمح بعلنية المحاكمة والسماح للجميع بالحضور

عدد النساء الحضور فاق كثيرا عدد الحاضرات في الجلسة السابقة ولم يقتصر الحضور على زوجات وبنات المعتقلين بل حضر مجموعة كبيرة من الناشطات والصحفيات والكاتبات والمثقفات والمهتمات بالشأن العام ولو يكن هناك عازل او فاصل بين الرجال والنساء بل كانت هناك نقاشات متبادلة بين الجميع على مستوى ووعي راقي وكبير وكانت السيدات الحاضرات محل تقدير الجميع وأعتزازهم


الحامد يترافع عن نفسه وزملائه 25 دقيقة في ممرات المحكمة
هيئة الدفاع تتهم رجال المباحث بالاستيلاء على مقاعد الجمهور


قرر الشيخ حمد بن خنين القاضي في المحكمة الكبرى بالرياض تأجيل الجلسة الثانية من محاكمة المعتقلين الثلاثة الدكتور متروك الفالح وعلي الدميني والدكتور عبد الله الحامد، وعلل الشيخ قراره بالفوضى التي شهدتها قاعة المحكمة وعدم احترام الحضور للمكان.
وكان المعتقلون الثلاثة قد حضروا إلى المحكمة عند الساعة التاسعة صباحا، ولدى وصولهم تحدث الدكتور الحامد في بهو المحكمة عن قضيتهم على مرأي ومسمع من جميع مراجعي المحكمة لمدة تزيد عن 25 دقيقة، وبعد دخولهم إلى قاعة المحاكمة رفض المعتقلون الثلاثة ومحاموهم بدأ المحاكمة حتى يسمح للجمهور بالحضور.
عند ذلك رد القاضي بأن الموجودين هم من الجمهور لكن هيئة الدفاع أكدت أن غالبية الحضور هم من رجال المباحث الذين جيء بهم لتضليل الرأي العام.
وسمح فيما بعد للجمهور بالحضور إلا أن دخولهم دفعة واحدة أدى إلى وجود فوضى وازدحام وتعاليا للأصوات، ليضطر القاضي إلى إعلان تأجيل المحاكمة بسبب ما بدر من المتهمين والجمهور.
وبعد إعلان التأجيل رفض المعتقلون الثلاثة مغادرة القاعة وتفرغوا للحديث مع الجمهور الذي كان يشجع المعتقلين على طريقة جمهور كرة القدم من خلال التصفيق والهتافات في أجواء صاخبة تعبيرا عن احتجاجهم على قرار التأجيل.
يذكر أن القاضي رفض السماح للمحامي عبد العزيز القاسم بالترافع عن المتهمين وقرر استبعاده من هيئة الدفاع لأسباب لم يعلن عنها.


ماأجمل منظر الأستاذ علي الدميني عندما أفترش الأرض بكل تواضع وبدأ يداعب أبنته ويتبادل أطراف الحديث مع زوجته في جو عائلي مفعم بالحب والمودة

مهنا الفالح , أبن عم الدكتور الفالح حضر هو وزوجته من الجوف وكان شعلة من النشاط والـتألق وكانت له مداخلات وتعليقات كانت محل أعجاب الجميع وأثبت بأنه متحدث جيد وله خبره قانونية فقد كان طوال الوقت يحمل كتيب " نظام الأجراءات الجزائية في المملكة " ويؤشر له ويقول بأن جميع حقوق المساجين مكفوله في هذا النظام ومن بينها حقهم بعلنية الجلسة

الكاتب عبدالله بجاد العتيبي والصحافي حمود الزيادي العتيبي كانا من بين الحظور وسجلا تفاعلا مع مجريات الأحداث وكانت لي معهم نقاشات طويلة وأحيانا تخرج هذه النقاشات خارج نطاق المحاكمة , وبالفعل فقد وجدتهما من الشباب السعودي المثقف الذين يستحقون كل تقدير ومحبة

حضرغالبية مندوبي وكالة الأنباء العربية والعالمية ومندوبي الصحف المحلية وقد شوهدوا وهم يقومون بتدوين بعض الملاحظات والمرئيات

سألت مندوب وكالة الانباء الفرنسية عن قصة أعتقاله والقبض عليه بعد الجلسة الأولى فقال بأن ذلك لم يحدث وقد تفاجأ بالخبر في وسائل الأعلام وأنه لم يتعرض للأيقاف ولاحتى للمسائلة وأن الخبر غير صحيح على الأطلاق

القاضي العبداللطيف شاهد أحد الأطفال يجلس على الأرض في الصف الامامي فقام بمداعبته وسأله مازحا: وش أسمك ياحبيبي فقال الطفل بصوت عالى :حامد الحامد فتدخل محمد سعيد طيب مازحا : هذا ولد الدكتور الحامد طال عمرك










دمتم بخير