المعلم .. المطرقة &السندان .. الطالب = تعليم فاشل

[الرمادي]

في الصغر وفي المدارس بالتحديد كنا نلقن بأن المعلم سيدا بما علمنا من كلمات تماشيا مع المثل القائل ..

من علمني حرفا صرت له عبدا ..

وفي الصغر وفي نفس المكان تعلمنا بأن نقف إحتراما وتبجيلا مع كل قدوم لذلك المدرس لأن أحمد شوقي قد قال ..

قم للمعلم وفه التبجيلا ....

وبالطبع كل هذا وصلنا عبر أبنوب توصيل المعلومات .. ذلك المعلم !!

والآن بعد أن فارقت الجلوس أمام المعلم والوقوف له عدت للتمعن بتلك الكلمات العظيمة وهل معلم اليوم يستحقها أم لا ..

أولا لنعرف ماهي مواصفات المعلم الجيد .. لنستطيع بعد ذلك مقارنتها بمواصفات معلم اليوم ..

التدريس أولا عمل فني يحتاج لموهبة خاصة قبل الإقدام عليه .. السيطرة على الوقت أولا والأعصاب ثانيا أهم مايجب أن يتحلى بها المعلم .. الإبداع والإبتكار في كيفية إيصال المعلومة أمر مهم تواجده بالمعلم ... وقبل كل ذلك القدوة الحسنة في كل شئ هي مايجب أن يكون عليه المعلم ..

لا تبتسموا سخطا على واقع تعليمنا .. فهذا ماأراه في عيونكم وأنتم تقارنون تلك المزايا بمعلمين اليوم !!!

التعميم مستبعد في حديثي طبعا ولكن الغالبية هي ما أتكلم عنه ..

الوقت آخر ما يهتم به معلمين هذا الجيل داخل الفصل وخارجه .. أثناء الدوام وبعده ..

الأعصاب عال العال إلى أن يدخل مع باب المدرسة !

الإبداع في إيصال المعلومة أمر ممسوح من قاموس المعلم !!

والقدوة هي ماقد نجده في الغالبية العظمى إن شاءالله أو هذا مانأمله على أقل تقدير ..

الإنشغال بالأمور الخاصة بعيدا عن حمل همّ التلاميذ ديدن الجميع ..

التعليم أصبح مصدر رزق وليس رسالة تبعث الحياة في جسد الأمة المتهالك

البحث عن موقع مريح هذف كل معلم اليوم وليس البحث عن من يحتاجه من التلاميذ

هم المعلمين في المدرسة لايتجاوز الحديث عن موعد الإجازات وعدد الحصص والأنصبة !!

قل أن تجد معلما يبحث عن وسيلة جديدة أو طريقة يطور بها نفسه دون البحث عن فوائد شخصية من خلف ذلك

بشكل عام أصبح هاجس المعلمين الراحة في العمل .. والكسب الأكثر خارجه !!

وهذا أراه بنظري أمر يخالف مبادئ وقيم رسالة المعلم في المجتمع

ولأن خلف كل طالب متميز معلم متميز فبإفتقادنا لذلك المعلم إفتقدنا أيضا ذلك الطالب !!


إلى هنا وأقف عند نهاية ماأراه نقاط تؤخذ على معلمينا الأفاضل ..

وسأعود للحديث عن الأسباب التى أوصلت المعلم إلى ذلك وأسباب مايدعوا الناجحين منهم للتوقف عن الأخذ بأسباب النجاح والتميز ..

وأنتظر إسهامكم بالموضوع وخصوصا المعلمين الأفاضل فهم أقرب إلى واقعهم مني ..

وللجميع تحياتي ...

[عاشق التحدي]

الأمر كما قلت عزيزي الرمادي لذا فإن المعلم المتميز في وقتنا الحالي يكون معروفا بين الجميع في كل المدارس وذلك لندرة المتميزين .

تحياتي لك وبانتظار مالديك

[الرمادي]

أخي العزيز عاشق التحدي

كنت أتمنى أن تكذب وجهة نظري .. ولكن يضل الواقع واقع ..

سأعود بإذن الله لإكمال البقية

وشكرا على تفاعلك الجميل


ولك تحياتي ,,

[من الشمال]

استاذي الرمادي

بحكم عملي وعلاقتي بالمعلمين أرى أن ماذكرته صحيحاً لكن ليس على الإطلاق فقد قسوت على معلمينا كثيراً

أولاً : دعنا نقارن بين معلم اليوم ومعلم الأمس

1- معلم اليوم يسعى جاهداً لتوصيل وتوضيح المعلومة بسلام
معلم الأمس يحقن المعلومة وبقوة بغض النظر عن الفهم

2-معلم اليوم يأتي إلى المدرسة أعزل
معلم الأمس يأتي إلى المدرسة مدجج بالأهراوات والسياط

3-معلم اليو م يتعامل مع بشر ويعلم بإنسانيه
معلم الأمس عدواني من الدرجة الأولى

4-معلم الأمس عملة نادره
معلم اليوم أخ وعم وخال وابن أخ وقريب ورحيم الطالب

5-معلم اليوم الطالب والمنهج وولي الأمر والمجتمع والوزارة ضده
معلم الأمس جميع ماذكرته معه

ثانياً
الجفـــــــــوة بين أبناءنا والتميز

الأسباب
في السابق كان للتعليم والمدرسة قداسة لدى الأسره وكان الهدف العلم
أما اليوم فالتعليم عاده والهدف النجاح فقط

طرق التدريس الحديثه
وتعاميم الوزاره
ومطالب أولاياء الأمور
كنا نأتي من المدرسه محمّلين بالواجبات والآن أصبح الواجب وتكثيفه جريمة بحق الطالب

التركيز على الأنشطة اللامنهجيه وسباق المناطق أدى إلى صرف كثيراً من أصحاب المواهب وانشغالهم عن التحصيل العلمي المفيد

مسخ شخصية مدير المدرسه القياديه وانصرافه إلى الأعمال الكتابيه وتصيد أخطاء المدرسين

المحسوبيات في إنتقاء الموهوبين

أخيراً يأتي ذلك السبب البرئ المعلم

بعدم إدراكه لأهمية رسالته أو نقص في تأهيله أو إدارة ظهره للتلاميذه نكاية بوزارته وما تمارسه معه من إغتصاب للحقوق وتهميش وعدم ثقه

هذا ولك فائق تقديري و (يعيش المعلم يعيش يعيش يعيش)

[الرمادي]

أخي العزيز من الشمال

بالطبع ليس الأمر إطلاقا فهناك من يعتز بهم التعليم كثيرا .. ولكن السواد الأعظم هو موضع كلامي ..

ومع قسوتي على المعلم إلا أن ذلك لايعني بأنه السبب دائما في كل ذلك بل هناك أمورا وعواملا أجبرته على الوقوف في ذلك المكان والتي ذكرت أنت بعضا منها وهي ما ستكون محل حديثي القادم

ومداخلتك الرائعة بالتأكيد ستثري بقية الموضوع كثيرا

ولك تحياتي وتقديري ,,

[عاشق التحدي]

عزيزي الرمادي

وجهة نظرك صحيحة لذا كان علي تأييدها .

بس يمكن مثل ما قال الغالي من الشمال

في ذكره لأسباب عدم تميز المعلمين الحاليين ..!

[الاخـصائي]

بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام على حبيبي محمد عليه افظل الصلاة والسلام
اشكرك اخي الرمادي على هذا الموضوع الجيد والبناء اذا ما اطلع عليه بقصد الاستفادة والافادة وبناء معلم وطالب جيد
نعم انها الحقيقة
وقد اصبت عين الحقيقة
فمعلم اليوم في الغالب مادي صرف
فكثير من الشباب هداهم الله يتوجهون الى سلك التعليم للمادة فقط
اي المرتب الشهري
ومنهم من يظيف الى ذلك الاجازات
ومنهم من يظيف ايظا نهاية الدوام بوقت مبكر
هذه اهدافهم وهذا استشعارهن للوظيفة الحقيقة
فلم يستشعروا الامانة التعليمية او الخوف على جيل او مجتمع
وكأن هذا الوطن ليس وطنهم وهذه الاجيال ليست ابناهم او تمت لهم باي صلة
كثيرا ما نتأمل في حال مجتمعنا وندقق النظر فيه
ونفاجأ الى ان هناك اناس يتعاملون مع واقعهم على انه حالة وستنتهي او انه مجرد مجتمع مؤقت وسوف يزول
فهم لا يتعاملون معه الا بواقع الحال
ولا يحاولوا ان يبتكرو او يظيفوا اشياء تفيد امتهم ووطنهم
بينما اذا وصل هذا الاهمال الى احد ابنائه فستجده اسد او نار تاكل الرطب واليابس
وكأن ابنه مبجل او مستثنى عن باقي المجتمع
حال المعلمين اليوم حال يدعوا الى الشفقة على ابنائنا
فالمدارس الحكومية تظم في جنباتها معلمين اكفاء ولكن ندرة وكثير منهم غثاء
تنصدم اذا جلست بين زملائك المدرسين وتجدهم يتناقلون صور الجوالات والافلام
وتتفاجأ ان احدهم اتى ومعه للمدرسة مجلة في بداية الامر خلتها وسيلة تعليمية او مقال ينتفع به الطلاب واذا بها مجلة تظم مجموعة من ارقام المحطات الفظائية
هل هذه رسالة التعليم
هل هؤلاء عم المعلمين الذين يقال عنهم
( قم للمعلم واكفه التبجيلا)
الامين والمامون ابنا ء الخليفة الراشد هارون الرشيد
كان عندهم معلم فاخطاء احدهم في تقدير احد الامور فظربه المعلم فشج راسه فذهب الابن يخبر اباه فما كان من الامير الا ان سامحه لانه يعرف مستواه وحرصه التعليمي
فكان الابنا يلبسونه حذائه
اما ما يحص معلمي الامس ومعلمي اليوم
فهناك فرق شاسع بل فروق شاسعة
فمعلمين الامس لا ندعوهم الا بمشائخ لنا هذه الايام
ففيهم من الوقار والعفة والخوف والورع ما يزن عشرين معلما من معلمي اليوم
وكانوا يحملوا هموم الابناء واسرهم ويتورعوا عن كل مشين او مسيء للادب
هلا جلستوا على الافطار مع مجموعة من معلمي الامس ومعلمي اليوم
ستجد نفسك بين ثقافتين متناحرتين
والله المستعان

[الرمادي]

أخي العزيز عاشق التحدي

نعم الواقع يفرض علينا الإتفاق حتى بما لانرغبه .. وماقاله الأخ من الشمال هو عين الحقيقة التي سأتطرق إليها لاحقا


لك تحياتي ,,,

[الرمادي]

أخي العزيز الأخصائي

إضافة رائعة للموضوع .. وطرق أكثر من سلبية تحتاج جميعها للوقوف عندها كثيرا

وإسمح لي أخي بالتوقف عند جزئية بسيطة من كلامك الكبير وهي المقارنة بين معلم الأمس واليوم ..

بإعتقادي أن معلم اليوم يتفوق كثيرا على معلم الأمس معرفيا وتأهيلا ولكن سلبيته في إستثمار ذلك بإخلاص وتفان هي ماترجح كفة معلم الأمس الذي كان يؤدي عمله واضعا نصب عينه مخافة الله أولا وإرضاء ضميره ثانيا

ولا أزال اقول بأن هناك الكثير من الأسباب التي أثرت على معلم اليوم وكانت سببا في وضعه الحالي أو عائقا أمام تميزه وتفوقه

ولك تحياتي ,,,

[الرمادي]

عندما قسوت على المعلم كان ذلك لأننا نأمل منه أكثر بكثير مما يقدمه الآن كباني للأمة ومربيا للأجيال .. وحتى تكتمل مسوغات مطالبتنا له بذلك كان لابد من التطرق لما يقف حائلا بينه وبين تحقيق مانصبوا إليه وقد يصبو هو إليه أيضا ..

وإن كان المعلم يتحمل جزء من مسئولية تدهور مكانته وقيمته بتخليه عن أسباب الحفاظ على تلك المكانة

ولكن حتى لانظلمه يجب أن نشير إلى الأسباب الأخرى التي أدت إلى ذلك التدهور في التعليم وفي مستوى ومكانة المعلم ومنها ..

وبالطبع وزارة التربية والتعليم تتحمل جزءا كبيرا من ذلك من خلال أنظمتها المحدّثة بإستمرار ومناهجها المطورة بشكل لايتوائم مع تأهيل المعلم ولا يجاريه تطوير للمعلمين القدامى

أيضا الوضع الوظيفي للمعلم وإبقاءه على سلم محدد دون إتاحة الفرصة للمتميزين للحصول على مستويات أعلى تشد من أزرهم وتشحذ هممهم جعلت الجميع يركنون إلى ما بأيديهم من شهادات وخبرات دون السعي لتطويرها

النظرة الدونية من قبل الوزارة للمعلم !! وكمثال على ذلك ..

عقاب المدير أو الوكيل بالمدرسة يكون بتحويله لمعلم !! وكأنه حط من قدره !!

مساحة الحرية المعدومة للمعلم للإبداع والإبتكار والمسيّجة بأنظمة صارمة ودفتر تحضير مرهق مما يجعل المعلم محتارا مابين التقيد بالنظام ليسلم من العقاب أو الخروج عليه ليقدم مايرضي ضميره مع تعريض نفسه للنقد

أيضا الأختيار العشوائي للمعلمين دون تحديد إمكانيات معينة وحد أدنى لها يجب توافره بكل من يقدم على تلك المهنة .. وقد تكون الحاجة لسد الفراغ في الماضي سببا في ذلك ولكن مع كثرة الإختيارات الآن يجب إعادة النظر في المسألة

كثرة التلاميذ والزيادة الكبيرة في الأنصبه الحصصية للمدرس مع ضعف التجهيزات المدرسية وعلى رأسها الفصول الدراسية تبعث الإحباط في نفوس بعض المدرسين

هذا بعض ما ورد بالخاطر مع إمكانية العودة لزيادة ماأراه لاحقا وإنتظار ماترونه أنتم من أسباب


وللجميع تحياتي وتقديري ,,,

[عاشق التحدي]

كلام رائع عزيزي الرمادي

حاولت أضيف اسباب بس شكلك ماشاء الله عليك كفيت ووفيت

تحياتي لك

[الرمادي]

أخي العزيز عاشق

شهادتك أعتز فيها ..

وكنت أتمنى إضافتك فالقريبين من المجال التعليمي بالتأكيد يشعرون بالكثير الذي لانشعر به نحن البعيدين عنهم

أنتظر إضافتك وإضافة أصحاب التجربه في هذا المجال

ولك تحياتي ,,,

[من الشمال]

ماذكرته يا استاذ أتى على الأسباب الرئيسه

في هذا المجال قد يبقى وضع المعلم الإجتماعي وحقوقه

فالمعلم مهم جداً لإرتباطه بأغلى ماتملك الأمه( النشئ)

لابد أن يكون له محفزات على العطاء وله وضع إجتماعي خاص

[طيب القلب]

لي عودة قريباً أخي ابو فهد

[الرمادي]

أخي العزيز من الشمال

مهم جدا تحفيز المعلم ودعمه ماديا ومعنويا وتهيئة كل مأمن شأنه أن يجعله يتفرغ لتلك الرسالة العظيمة

أيضا ننتظر من المعلم محاولة التأقلم مع الظروف المحيطة وعدم تركها تؤثر سلبا على رسالته قدر ماأمكن

ولك تحياتي ,,

[الرمادي]

أخي العزيز طيب القلب

ستشرفني حتما بعودتك ..

وأنا والآخرين بإنتظارك ..

لك تحياتي ,,,

[طيب القلب]

أخي العزيز والرائع الرمادي

أعود إلى هذا الموضوع بعد قراءة متأنية وتفهم اكثر , وبما أنني أحد المعنيين فيه فأقول وبالله التوفيق :

التعليم مهنة عظيمة ورسالة شريفة هي مهنة الأنبياء والعلماء ولذا فأمر الإخلاص فيها مهم والتعب فيها اكثر من غيرها , ومسألة الدخول فيها مسألة صعبة وأمانة عظيمة

ومن هذا المنطلق سأورد بعضاً من الأمور والأسباب التي جعلت من المعلم هدفاً لكل ناقد وأداة بيد كل ناقم , المعلم أصبح ينظر إليه وكأنه ليس إنسان يعمل ويتعب ويجتهد فلا يجد غير الجحود والنكران

المعلم من خلال كل التاريخ الماضي وجد عدة تناقضات في طريقة احترامه وتقديره وفي الحاضر لم يجد غير السخرية بل والحسد على كل ما يأخذ والتنقيص من كل ما يعطي

هناك عدة أسباب جعلت من المعلم فيه من الصفات ما ذكرت احصرها فيما يلي :

المجتمع – الطالب – المدرسة – الإدارة

المجتمع

عاني وما يزال المعلم يعاني من نظرة المجتمع له كإنسان يأخذ من المال أكثر مما يعطي ويأخذ من الإجازات أيضاً أكثر مما يستحق , ولم يرى أولئك عمل المعلم وما يشوبه من أشياء ومهام لو أنيطت به لما تجرأ في قول مثل ذلك , لكن المعلم ما فتئ يعمل بصمت حتى وأن قوبل عمله بمثل تلك الآراء والأهواء ,

الطالب

أعتقد أن الأبيات التي ذكرها احمد شوقي في تبجيل المعلم قد حرفت ونوقضت ولا اعتقد انك تجهلها , ومن هذا الباب أصبح تقدير المعلم من قبل الطالب أمراً غير موجود بتاتاً , حتى أن الأخلاق انعدمت والتربية انحطت , ومازال المعلم يصمد أمام هذا السيل الجارف من الكلمات ويقابلها بالنصح والتوجيه وهذا جزء من العمل المنوط به كونه معلماً تربوياً لكن أن تكون هذه المسئولية بكاملها ملقاة على عاتق هذا المعلم المسكين فهذا الذي لا يمكن أن يقبل ولا يعقل , فهنا أصبح المعلم مربياً أكثر من كونه معلماً وهذان الأمران اعتقد لابد من تلازمهما معاً أو افتراقهما معاً .

المدرسة

والمدرسة أقل سببا مما سبق إلا أنها تتحمل بعض المسئولية تجاه ما يعاني منه المعلم من إلقاء المسئولية عليه فالمدير يلقي المسئولية على المعلم فهو المعلم وهو المرشد وهو الوكيل المهم الا يقابل المدير طالباً من الطلاب يواجه مشكلة ما ويجب حلها مع أي معلم فارغ , وهذا ما واجهته بنفسي في العام الماضي عندما كانت المدرسة ليس فيها إلا معلمون ومدير لا يوجد مرشد طلابي ولا يوجد وكيل ولا حتى فرّاش فكانت المسئولية كبيرة علينا لما نعاني منه حيث ترك الحبل على الغراب للطلاب .

الإدارة

فتلك الصلاحيات التي كانت متاحة للمعلم قد سحبت , ولم يبق للمعلم سوى ( 5 ) درجات هي الأداة التي بيد المعلم للتهديد والتخويف , مع سخرية الطالب بعلمه بنجاحه مسبقا حتى لو حرم منها وهذا الشيء الذي ذهب بهيبة المعلم كثيرا

وفي الأخير

العمل بجد واحترام واتباع أساليب جديدة للتعامل مع الطالب اعتقد انه ربما يسد بعض هذه الثغرات لكنها لا تسدها بالكامل . وأيضاً يجب أن يعلم الجميع أن مسئولية التعليم ليست داخل المدرسة فقط فالبيت أيضاً يأخذ نسبة كبيرة من هذا العمل لأن الابن حين يأتي وهو ذو أخلاق جيدة يجد جوا تعليميا مريحاً وهذا ما ينتج من عمل ناجح

و اشكرك أخي على هذا الموضوع المهم

ولك تحياتي

محبك
ابو خالد

[الرمادي]

أخي العزيز ابو خالد


كلنا إن شاءالله نقدر دور المعلم ورسالته العظيمة في بناء الأمة وفي تحقيق أملها وتطلعاتها بقيادة الأمم الأخرى بإذن الله .. وإن كان هناك من لايقدر هذا الدور فهو ليس أهلا للأخذ برأيه ..

ولا أختلف معك بأن هناك من الناس من كان همّه النظر لما في جيب المعلم قبل أن ينظر ماعلى ظهرة من حمل كبير وما بين يدية من مسئولية عظيمة .. وقد تكون تلك النظرات أحد الأسباب التي أدت إلى تشويه صورة المعلم في عيون أبنائنا ..

ومع ذلك فأنا أختلف معك حول عمل المعلم بصمت ! فبكل أسف أغلب المعلمين إنساقوا خلف تلك النظرة وتشبعوا بها حتى جعلوها واقعهم الذي يعيشونه .. فأعتبروا المسألة ليست أكثر من وضع وظيفي يجلب المنفعة الدنيوية ولا أكثر .. وهنا يجب الوقوف عند مثل أولئك المعلمين ومحاولة تقييمهم ثم تقويمهم لتعود للمعلم مكانته وهيبتة المسلوبة والمفرط فيها ..

والطالب أخي العزيز يجب أن لاننسى أبدا بأنه تلك العجينة المطلوب من المعلم تشكيلها بما يتناسب مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا وأهداف أمتنا .. فهو وإن كان يعيش بين والدين مؤهلين أو غير مؤهلين لتربيته فدور المعلم يجب أن يتعدى تلك الإشكالية في التعامل مع تلك العجينة الطرية .. وإن حدث خلل في تشكيلها ووجدت في المراحل المتقدمة أشكالا منها تسئ إلى سمعة الطالب فتأكد بأن معلمي المراحل الأولى تقع على عاتقهم المسئولية الكبرى في ذلك الخلل ...

فلا زلنا نرى أخي العزيز ردة الفعل الطيبة من أسواء الطلبة تجاه بعض المعلمين الأكفاء والمؤهلين للتعامل بشكل نموذجي مع طلابهم ... إذا المعلم والمربي الفاضل متى ماأجاد دوره فسيكون له تأثيرا كبيرا على أولئك الطلبة المتأخرين تربويا وأخلاقيا وهذا هو الدور الأكبر للمعلم وهو مانفتقده كثيرا ...

......

أخي العزيز العملية التعليمية والتربوية يجب أن لاتنفصل عن بعضهما البعض حتى ولو بإسم التربية والإدارة الحديثة .. وما حدث من إيجاد موجه تربوي ومرشد طلابي وإجتماعي في المدارس أسهم بشكل كبير في تخلي المعلم عن دوره الأساسي وهو التقرب من الطالب والإسهام في حل مشاكلة .. وأعلم بأن الوضع الحالي بوجود الطلبة بأعداد كبيرة يحتاج لمثل هذا التنظيم إلا أن كل ذلك يمكن تجاوزه بترتيبات معينة تحفظ للمعلم حق التوجيه والإرشاد لأنه هو الأقرب للطالب والأولى بذلك .. وإن كان التفاوت الكبير بين مستوى المعلمين في تلك الخاصية قد يكون سببا لمحاولة إيجاد مستوى واحد من التعامل مع الطلبة بإيجاد الموجه التربوي ..

والإدارة تضل جزءا من ذلك النظام السيئ المفروض على المعلم والذي أسهم كثيرا في هز مكانته ليصبح مفعولا به بدل من كونه فاعلا في العملية التعليمية وليصبح همّه الأول تتبع هفوات ذلك النظام إما للرفع من قيمته أو لكسب المزيد من راحته ..

وفي الأخير ..

أعلم أخي بأن المعلم مهما ضحى وتعب وكافح من أجل القيام بمهمته كاملة فلن يستطيع الرقي بالعملية التعليمية والتربوية منفردا لكونها أكبر من إمكاناته وإحتياجها الكبير إلى الدعم المادي والمعنوي من ولاة الأمر وقد يكون معلم أبناء هارون الرشيد نموذجا حيا لما يجب عليه المعلم !!

فلو أن هارون الرشيد لم يمنح ذلك المعلم الصلاحيات التي تسمح له بإكمال عمله لما كانت له تلك المكانة العظيمة في نفوس أبناء خليفة المسلمين .. وهذه من الأمور التي تنقص معلم اليوم

ونحن هنا لانتنصل من مسئوليتنا تجاه نظرتنا للمعلم وإن كان له دور في ذلك ولكن نبحث عن أسهل الطرق لسد تلك الفجوات في مسيرته وتحسين الهفوات في صورته لنضع أبنائنا بين يديه مطمئنين


شكرا لإضافتك الرائعة


ولك تحياتي وتقديري ,,,