mam999
12-08-04, 07:58 am
قبل أيام نشرت شركة كرايزلر للسيارات إعلاناً غريباً - وان لم يكن جديداً - يحذر من تعميم اسم "جيب" على جميع سيارات الدفع الرباعي. فشركة كرايزلر اول من انتج سيارة الدفع الرباعي تحت اسم (جيب)؛ وما حصل بعد ذلك ان هذا الاسم اشتهر على حساب المنتجات المشابهة لدرجة ان الناس اطلقت اسم جيب (الخاص بشركة كرايزلر) على سيارة تويوتا المشابهة "اللاندكروزر" وسيارة نيسان "الباترول" وسيارة رانج روفر "ديسكفري".. بل وصل الخلط حد اننا اصبحنا نطلق عليها "جيب تويوتا" و"جيب فورد" و"جيب رانج روفر".. تماماً كما نطلق على كل سيارة نقل اسم "ددسن"!
ومن المعروف ان الشركات الكبرى تصرف ملايين الدولارات من اجل الترويج لمنتجاتها التجارية؛ ومن المعروف ايضاً انه كلما ترسخ الاسم التجاري في اذهان العامة زاد استهلاكه وزادت بالتالي ارباح الشركة المنتجة له. فمشروب الكوكاكولا - على سبيل المثال - هو الاكثر شهرة بين الاسماء الكثيرة للمشروبات الغازية (وبالتالي يعد اغلى ممتلكات الشركة).
وجميعنا يعرف ماركات شهيرة كـ"مرسيدس" و"باركر" و"كارتييه" طغت شهرتها على المنتجات المشابهة واصبحت بالتالي الاكثر مبيعاً على مستوى العالم..
ولكن يبدو ان ازدهار الاسم التجاري ينقلب الى كارثة اقتصادية متى ما بلغ حداً من الشهرة يجعل الناس (يعممون) ذلك الاسم على كل المنتجات الشبيهة والمرادفة. ومثل هذا التعميم يسبب خسارة اقتصادية للشركة المنتجة لأن اسمها التجاري وسمعة منتجاتها (اللذين خسرت من اجلهما الملايين) صارا ملكاً مشاعاً لا يلتفت معه المستهلكون الى منتجات الشركة الاصلية (ومثل هذه المغالطة هي التي تدفع شركة كرايزلر لتذكيرنا بين الحين والآخر بأنه "لا جيب الا جيب").
ومن الواضح ان تحول الماركات لأسماء يظهر حتى على المستوى المحلي (ولابد ان بعضنا يعرف شيئاً من هذا القبيل). ففي المدينة المنورة مثلاً اشتهر احد المطابخ العامة بطبخه الجيد وكان مالك المطبخ رجلاً يدعى "المنجف".. ورغم انه اغلق المحل لاحقاً الا ان اسم "المنجف" اصبح يطلق على كل مطبخ جديد يفتتح - لدرجة لم يعد مستغرباً ان تسمع الأب يأمر ابنه بالذهاب الى "منجف الأمل" او "منجف الكرام" للإسراع بعشاء الضيوف!
وهذه الواقعة تذكرني بقضية مشابهة حدثت لشركة زيروكس في امريكا (التي صنعت اول طابعات النسخ السريع قبل ان تدخل الميدان بعدها عشرات الشركات المشابهة)؛ فاسم "زيروكس" ترسخ في اذهان العامة وتم تعميمه لدرجة انه تحول الى فعل امر؛ فقد تجد من يقول لصاحب المكتبة "اريد زيروكس لهاتين الوثيقتين" أو"ثلاثة زيروكس لهذه الورقة" ..ومثل هذا الخلط جعل شركة زيروكس تقوم بحملة مضادة للتذكير بأن هذا الاسم ماركة تجارية ويخص ماكيناتها فقط.. بل ان الخسائر المترتبة على هذا التعميم (وعدم تمييز الناس لمنتجاتها) جعلها تعين موظفين مهمتهم تصحيح هذا الامر في وسائل الاعلام والمراسلات التجارية وتوجيه آلاف الرسائل الارشادية لمن لايكتب اول حرف من اسمها بصورة مكبرة (فجميعنا يعلم ان اسماء العلم في الانجليزية تبدأ بحروف الكابيتل)..
على اي حال دعونا في النهاية نتذكر بسرعة أشهر الماركات التي شاعت لدرجة (دخلت القواميس) ونسي الناس اصلها الحقيقي.. فهناك مثلاً: نايلون، كلينكس، آيس كريم، كورن فلكس، كولونيا، كيروسين، لوكس، ميكروكرون، باركر، جيب، IBM، نوكيا، إسبرين، ديتول، كاتشب.. واخيراً؛
حبيب الشعب "ددسن"!!
=====================
جريدة الرياض
لفهد عامر الاحمدي
قل ولا تقل.. في الماركات أيضاً
التاريخ: الثلاثاء 2004/08/10 م
ومن المعروف ان الشركات الكبرى تصرف ملايين الدولارات من اجل الترويج لمنتجاتها التجارية؛ ومن المعروف ايضاً انه كلما ترسخ الاسم التجاري في اذهان العامة زاد استهلاكه وزادت بالتالي ارباح الشركة المنتجة له. فمشروب الكوكاكولا - على سبيل المثال - هو الاكثر شهرة بين الاسماء الكثيرة للمشروبات الغازية (وبالتالي يعد اغلى ممتلكات الشركة).
وجميعنا يعرف ماركات شهيرة كـ"مرسيدس" و"باركر" و"كارتييه" طغت شهرتها على المنتجات المشابهة واصبحت بالتالي الاكثر مبيعاً على مستوى العالم..
ولكن يبدو ان ازدهار الاسم التجاري ينقلب الى كارثة اقتصادية متى ما بلغ حداً من الشهرة يجعل الناس (يعممون) ذلك الاسم على كل المنتجات الشبيهة والمرادفة. ومثل هذا التعميم يسبب خسارة اقتصادية للشركة المنتجة لأن اسمها التجاري وسمعة منتجاتها (اللذين خسرت من اجلهما الملايين) صارا ملكاً مشاعاً لا يلتفت معه المستهلكون الى منتجات الشركة الاصلية (ومثل هذه المغالطة هي التي تدفع شركة كرايزلر لتذكيرنا بين الحين والآخر بأنه "لا جيب الا جيب").
ومن الواضح ان تحول الماركات لأسماء يظهر حتى على المستوى المحلي (ولابد ان بعضنا يعرف شيئاً من هذا القبيل). ففي المدينة المنورة مثلاً اشتهر احد المطابخ العامة بطبخه الجيد وكان مالك المطبخ رجلاً يدعى "المنجف".. ورغم انه اغلق المحل لاحقاً الا ان اسم "المنجف" اصبح يطلق على كل مطبخ جديد يفتتح - لدرجة لم يعد مستغرباً ان تسمع الأب يأمر ابنه بالذهاب الى "منجف الأمل" او "منجف الكرام" للإسراع بعشاء الضيوف!
وهذه الواقعة تذكرني بقضية مشابهة حدثت لشركة زيروكس في امريكا (التي صنعت اول طابعات النسخ السريع قبل ان تدخل الميدان بعدها عشرات الشركات المشابهة)؛ فاسم "زيروكس" ترسخ في اذهان العامة وتم تعميمه لدرجة انه تحول الى فعل امر؛ فقد تجد من يقول لصاحب المكتبة "اريد زيروكس لهاتين الوثيقتين" أو"ثلاثة زيروكس لهذه الورقة" ..ومثل هذا الخلط جعل شركة زيروكس تقوم بحملة مضادة للتذكير بأن هذا الاسم ماركة تجارية ويخص ماكيناتها فقط.. بل ان الخسائر المترتبة على هذا التعميم (وعدم تمييز الناس لمنتجاتها) جعلها تعين موظفين مهمتهم تصحيح هذا الامر في وسائل الاعلام والمراسلات التجارية وتوجيه آلاف الرسائل الارشادية لمن لايكتب اول حرف من اسمها بصورة مكبرة (فجميعنا يعلم ان اسماء العلم في الانجليزية تبدأ بحروف الكابيتل)..
على اي حال دعونا في النهاية نتذكر بسرعة أشهر الماركات التي شاعت لدرجة (دخلت القواميس) ونسي الناس اصلها الحقيقي.. فهناك مثلاً: نايلون، كلينكس، آيس كريم، كورن فلكس، كولونيا، كيروسين، لوكس، ميكروكرون، باركر، جيب، IBM، نوكيا، إسبرين، ديتول، كاتشب.. واخيراً؛
حبيب الشعب "ددسن"!!
=====================
جريدة الرياض
لفهد عامر الاحمدي
قل ولا تقل.. في الماركات أيضاً
التاريخ: الثلاثاء 2004/08/10 م