المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثورة في السنه النبويه !!


مزاجي
01-08-04, 10:28 pm
## مدخل
السلام عليكم احبائي واخواني الكرام

احببت ان اشارككم ...بهذا الكتاب المميز والذي سوف انزله كاملا على حلقات إن امكن ذلك

وهوللدكتور غازي القصيبي ـــ حفظه الله ــ

وارى من وجهة نظري المتواضعه أن المواضيع الذي يحتوي عليه الكتاب مواضيع مهمه نحتاجها في هذا الزمن وايضا هو يبين لنا ( فهم ) النص وعدم ( الانغلاق ) على أقوال علماء في زمن غير زمننا هذا ومحاولة ربط هذه الاحاديث بواقعنا الحاضر.


## تمهيد
ربما تصور البعض أنه من قبيل المجازفة أن يسمِّي كاتب ٌ سبع مقالات قصيرة هذا الاسم المثير , إلّا أنني لا أعتقد أن هناك مجازفة . " الثورة " هي التغيير الشامل الكامل لوضع قائم ما , و الأحاديث الشريفة التي سأتحدث عنها مثلت " ثورة " حقيقية على أوضاع جاهلية متخلفة في عدد من الميادين الرئيسية – و لعلي أذهب أبعد من ذلك فأقول أنها لا تزال تمثل " ثورة " حقيقية على الممارسات البالية في هذه الميادين في عدد من الدول الإسلامية , بل في معظمها .
و هذه الجولة القصيرة في كنوز السنة النبوية ليست سوى دعوة أقدمها إلى باحثين آخرين ليقوموا بجولات أعمق و أوسع , تنتهي كلها إلى الهدف المرجو وهو أن يقتنع المسلمون الراغبون في الإصلاح , بقلوبهم لا بألسنتهم , أن في دينهم ما يغنيهم عن استيراد الإصلاح من الخارج , لو انتهت الانتقائية الانتهازية التي يُمارس بها الدين في عالم المسلمين .

## ملحوظة
جميع الأحاديث الواردة في هذا الكتيب من الأحاديث المجمَع على صحتها , حسب القواعد التي وضعها علماء الحديث , الموجودة في مظانها المعروفة .
و المرجع المشار إليه هو الكتاب النفيس الرائع المسمى جامع الأصول في أحاديث الرسول للإمام أبي السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري , أشرف على طبعه الشيخ عبد المجيد سليم , و حققه محمد الفقي ( الطبعة الأولى 1370 هـ - 1950 م ) , و الكتاب من نشر رئاسة إدارة البحوث العلمية و الإفتاء و الدعوة و الإرشاد بالمملكة العربية السعودية .

نزاهة الحياة السياسية
النص
استعمل النبي صلى الله عليه و سلم رجلا ً من الأزد – يقال له ابن اللتيبة – على الصدقة , فلما قدم قال : هذا لكم و هذا أهدي إليّ , قال : فقام النبي صلى الله عليه و سلم فحمد الله و أثنى عليه , ثم قال : أما بعد , فإني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله , فيأتي فيقول : هذا لكم , وهذا هدية أُهديت إليّ , أفلا جلس في بيت أبيه و أمه , حتى تأتيه هديته , إن كان صادقا ً ؟ و الله , لا يأخذ أحد منكم شيئا ً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة , فلا أعرفن ّ أحدا ً منكم لقي الله يحمل بعيرا ً له رغاء , أو بقرة لها خوار , أو شاة تيعر , ثم رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه يقول : " اللهم هل بلغت ؟ "

التعليق
في بلاد المسلمين , معظمها أو كلها , تتضافر عوامل عديدة لتجعل الفساد ظاهرة مستشرية تنخر المجتمع من أساسه . يمكن أن نشير إلى بعض هذه العوامل , على سبيل المثال العابر لا الحصر , فنلحظ استئثار الأقلية بالموارد على حساب الأغلبية , و انعدام المؤسسات التي تسهر على حماية المال العام , و ضعف الوازع الخلقي . هذه العوامل , و غيرها من سلبيات , ترجع , في نهاية المطاف إلى سبب جوهري هو غياب الحرية , سواء سميناها شورى ملزمة أو ديموقراطية أو تعددية , و هذا حديث آخر طويل ... و يطول !
و انتشار الفساد بين المسلمين أدى إلى ظهور فكرة خبيثة في الغرب تذهب إلى وجود ارتباط , من نوع ٍ ما , بين الإسلام . دينا ً و شريعة . و بين الفساد , ظاهرة مجتمعية . و يكفي , في مجالنا هذا , للتدليل على شيوع الفكرة , أن كلمة " بخشيش " أصبحت مرادفة في المنظور الغربي , للفساد بمختلف أنواعه و أشكاله . و لا يعنيني هنا أن تكون الكلمة ذات أصل عربي أو تركي أو فارسي , بقدر ما يعنيني أنها تعتبر في الغرب كلمة إسلامية .
لا يجادل أحد في فساد عدد كبير أو صغير من المسلمين . السؤال هو : هل لهذا الفساد علاقة بالدين الذي ينتمون إليه , أم أن هذا الفساد يشكل خروجا ً سافرا ً على هذا الدين ؟ الحديث النبوي الذي أوردناه , يكفي للقطع بأن الإسلام حارب الفساد و المفسدين و هددهم بعذاب يوم القيامة تنخلع لهوله القلوب .
و متى تحدث النبي صلى الله عليه و سلم عن مصير الفاسدين المرعب ؟ تحدث في عهد ٍ كان المسلمون فيه حديثي عهد بجاهلية شعارها " و الدنيا لمن غلبا " . تحدث في مجتمع صغير ناشئ لا يعرف شيئا ً عن قواعد الخدمة المدنية . و تحدث إلى قوم ٍ كان الجوع هو وضعهم المعتاد .
أتمنى لو وضعت كل دولة إسلامية هذا الحديث في الصفحة الأولى من نظام الموظفين , و لو درسته في كلية من كليات الإدارة , و لو علق في لوحة على كل مكتب حكومي .
و بعد : صور النبي صلى الله عليه و سلم عذاب من يجيء يوم القيامة يحمل بعيرا ً تلقاه رشوة , فماذا سيكون حالنا نحن موظفي اليوم , إذا جاء الواحد منا يوم القيامة يحمل عمارة من عشرين دورا ً , أو أسطولاً من السيارات الفخمة ؟ و الويل , كل الويل , لمن جاء يوم القيامة يحمل وطنا ً كاملا ً سرقه , بدبابة ٍ , ذات ليلة ليلاء .

مزاجي
03-08-04, 09:00 pm
## تنظيم النسل
النص
* عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة بني المصطلق , فأصبنا سبيا ً من سبي العرب . فاشتهينا النساء , و اشتدت علينا الغربة , و أحببنا أن نعزل (1) . فأردنا أن نعزل . و قلنا : نعزل و رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أظهرنا , قبل أن نسأله ؟ فسألناه , فقال : " ما عليكم أن لا تفعلوا , مامن نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة " .
و في رواية نحوه . و فيه : أنه , عليه الصلاة و السلام , قال : " ما عليكم أن لا تفعلوا . فإنه ليست نسمة كتب الله أن تخرج إلا وهي كائنة " و في أخرى " إلا و هي خارجة " .
و في أخرى : " ما عليكم ألا تفعلوا , فإن الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة ؟ " . أخرجه البخاري و مسلم .

* عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : " كنا نعزل على عهد النبي صلى الله عليه و سلم , و القرآن ينزّل " , أخرجه البخاري و مسلم . و لمسلم قال : " كنا نعزل على عهد النبي صلى الله عليه و سلم فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه و سلم , فلم ينهنا "

التعليق
و لعل ّ أهمها أنه بدون تناسل سيضمحل البشر حتى يتلاشوا خلال أجيال معدودة , و لا أظن أن عاقلا ً يزعم أن الله , و هو العليم الحكيم , خلقنا لهذا النوع من الانتحار .
و من هنا , فإن الدعوة إلى منع النسل تجيء ضد متطلبات الفطرة , و خلاف سنن الخالق في خلقه , و هي دعوة يرفضها الشرع الحكيم كما يرفضها النظر القويم .
وِمن منع النسل أن يعمد القادرون على إنجاب عدة أولاد إلى الاكتفاء بولد ٍ واحد ضنّا ً على أوقاتهم الثمينة
( العزل : قذف المني خارج الفرج أثناء الجماع تفاديا ً للحمل .)
من أن تضيع في تربية الأولاد , كما يفعل معظم سكان العالم الصناعي , وكما يفعل تلامذتهم و مريدوهم في العالم النامي . نتيجة هذا المنع بدأت معدلات النمو البشري في المجتمعات الصناعية تتناقص على نحو واضح دفع المفكرين إلى دق ناقوس الخطر , محذرين من أن يؤدي التناقص المستمر إلى الاضمحلال .
و نجد في الجانب الآخرمن الصورة أناسا لا يستطيعون القيام بعبء ولد واحد , و مع ذلك فهم حريصون على إنجاب الحد الأقصى من الأولاد , لأسباب أنانية تتعلق بمصلحتهم هم لا مصلحة الأولاد , و يستوي , بعدُ , أن يكون الدافع التباهي بالفحولة أو الرغبة في الحصول على أكبر عدد ممكن من العمال ( بالمجان ) . هؤلاء الآباء ينجبون الأولاد ثم يتركونهم بعد إنجابهم بلا تعليم , و بلا رعاية صحية , و بلا غذاء , عرضة للمرض و فريسة للجوع . يولد الواحد من هؤلاء الأطفال ليواجه مستقبلا ً مظلما ً : إن سلم من أمراض الطفولة لم يسلم من أمراض الصبا , و إن سلم من الأخيرة استقبلته أمراض الرجولة , ثم تلقته مشكلة البطالة , في مجتمعات لا تضمن لمواطنيها عيش الكفاف , إن النمو السكاني الهائل في الدول النامية هو بمثابة قنبلة متفجرة , تجمل معها خطر المجاعات التي لا تبقي و لا تذر .
إن شريعة الله الخالدة التي تحرص على بقاء الإنسان على الأرض , تقدّر أن هناك حالات تتطلب فيها الضرورة , و أعني الضرورة الحقيقية الملحّة لا الموهومة , تنظيما ً مؤقتا ً للنسل , و أشدّد على الصفة المؤقتة لهذا التنظيم . أما الذين يزعمون أن الإسلام يمنع تنظيم النسل , مهما كانت الظروف , كما تفعل أديان أخرى , فليس لي سوى أن أطلب منهم أن يعودوا إلى قراءة الأحاديث النبوية الشريفة في موضوع العزل , بلا أفكار مسبقة .

مزاجي
05-08-04, 06:57 pm
دور المرأة في المجتمع ... ( و العسكرية ! )

النص

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان , فتطعمه , و كانت تحت عبادة بن الصامت . فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ً , فأطعمته , ثم جعلت تفلي رأسه , فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم , ثم استيقظ و هو يضحك . قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي , غزاة في سبيل الله , يركبون ثبج هذا البحر , ملوكا ً على الأسرّة – أو قال مثل الملوك على الأسرّة - شك إسحاق , هو ابن عبد الله بن أبي طلحة – قالت : فقلت : يا رسول الله ادع ُ الله أن يجعلني منهم . فدعا لها رسول الله صلى الله عليه و سلم , ثم وضع رأسه فنام . ثم استيقظ وهو يضحك . قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله – كما قال في الأولى – قالت : فقلت : يا رسول الله , ادع ُ الله أن يجعلني منهم . قال : أنت ِ من الأولين . فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان , فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر , فهلكت

التعليق
الخلاف الحقيقي بين المسلمين , فقهاء و عامة ً , حول المرأة , ليس بين الذين يعتقدون أن زي المرأة المسلمة يسمح بظهور الوجه و الكفين من جهة , و بين الذين يرون أن هذا الزي لا يسمح بظهور شيء , من جهة أخرى . لو كان الخلاف يقتصر على هذه الجزئية لهان الأمر , سواء ً أخذنا بهذا الرأي أو ذاك ,خاصة و أن الكتب الفقهية مليئة بما يساند أحد الموقفين , مع أغلبية واضحة لصالح الرأي الأول .
الخلاف الأساسي, المسكوت عن طبيعته , هو بين الذين يعتقدون أن النساء شقائق الرجال , لهن حقوق و عليهن واجبات , شأنهن شأن الرجال , و أن القوامة تكليف للرجل و ليس حطا ً من قدر المرأة , من جانب , و بين الذين يرون أن النساء مخلوقات دون الرجال , ليس لهن من دور سوى الإنجاب , و لا يجب أن يتحركن من دار الأب أو الزوج إلا إلى القبر , " ودفن البنات من الكرمات ! " . و في تراثنا بيت شائع , كثيرا ً ما يستشهد به المستشهدون , يذهب إلى أنه ليس للمرأة من حق سوى أن تجعل الرجل " ينام على جنابة " !!
الذين يرون الرأي الأول يذهبون إلى أنه من حق المرأة أن تتعلم إلى أقصى درجات التعلم , و أن تمارس وجوه الإبداع الفكري و العلمي كافة , و أن تكون عضوا ً فعالا ً في حياة المجتمع الثقافية و السياسية . أما الذين يرون الرأي الثاني – جماعة الجنابة !- فينزعوا إلى أن يَحرِموا عقل المرأة من كل علم , و فكرها من كل ثقافة , و أن يشلّوا كل ما منحها الله , سبحانه و تعالى , من طاقات و إمكانيات و مواهب , لتبقى تمارس دورا ً يتيما ً يبدأ بالجنس و ينتهي بالجنس .
و الجدال بين الفريقين بخلاف ما يتصوره الكثيرون , ليس جدالا ً فقهيا ً بقدر ما هو نزاع نفسي سياسي / اجتماعي / حضاري بين رجال يرون في الاعتراف بحقوق المرأة إثراء ً لرجولتهم , و رجال يرون في هذا الاعتراف إلغاءا ً لفحولتهم . و مثل هذا الخلاف لا ينتهي , و لا يمكن أن ينتهي , بمحاورات أو مناظرات .
النص الذي أوردته يبين بوضوح ما بعده وضوح , كيف نظر إمام الهدى , عليه الصلاة و السلام , إلى دور المرأة في المجتمع ( و العسكرية ! ) فرأى أنه يشمل الغزو في البحر مع الرجال , و أنا به , عليه السلام , من المقتدين , ولو رغمت أنوف !