(البلاتيني)
17-07-04, 02:59 pm
البيان الأول لوزارة العمل: نجاح للوافدين ورسوب للسعوديين..
لا اعتقد ان هناك كاتباً، او صحفياً لم يكتب عن البطالة، والعمالة لكن ذلك السيل المنهمر من الكتابات، والتحقيقات لم ينجح في تحريك (عربة البطالة) المتوقفة بسبب اعطاب فنية، او اعطاب ادارية.
وقد اعجبني ان سارعت وزارة غازي القصيبي في تقديم (كشف عاجل عن سوق العمل في بلادنا، ونسبة ارقام السعوديين في هذا السوق مقارنة بنسبة ارقام الوافدين.
وهذا الكشف لمن اطلع عليه من السعوديين فإنه لن يسره، ولن يرضيه، ولن يريحه حتى لو كان - في قرارة نفسه غير (عابئ) ببرامج السعودة.
يقول كشف وزارة العمل - الحديث جداً - ان عدد العاملين السعوديين المسجلين في قاعدة سوق العمل بلغ حتى يوم (1425/4/24ه) 626581مواطناً بينما بلغ عدد الوافدين 4833843ليكون الاجمالي (5460424).والارقام - التي لا تكدب - ربما كانت متفائلة، وما تزال تحمل الامل للسعوديين بأن يعودوا للسعودة - مرة أخرى - وان تكون هذه العودة مرتبطة بالرضى من جهة، والحرص، والرغبة، والتفاؤل من جهة، وان تكون مرحلة (علاج البطالة) درساً لكل من اضاع على نفسه الفرص التي كانت متاحة في فترة من الفترات..؟.
بطالة من أخطر..؟
هل بطالة، غازي القصيبي اخطر، ام بطالة الجوازات.. بطالة غازي القصيبي تكاد تكون واضحة الملامح، وبطالة الجوازات تكاد تكون غامضة الملامح.
اما كيف فإن البطالة الاولى تملأ الصحف، وتكون الموضوع الرئيسي لاحاديث المجالس، والبيوت، والمناسبات الاجتماعية بينما البطالة الثانية فليس لها صاحب، او صديق حيث اصحابها يقومون بتقديم انفسهم مباشرة لافراد المجتمع من خلال ما يقومون به من اعمال هي عنوان للبطالة نفسها (مثل بيع قوارير مياه الصحة عند الاشارات، وفي الاسواق، والمراكز التجارية، ومثل بيع رجيع الاسواق من الخضار، والفواكه، والملابس، والسجاجيد، والثياب، وبقية الملابس الداخلية، ومثل بيع الفستق، والبندق، والعطور الرديئة، وبيع الهواتف، والساعات، ومقابض الابواب وغيرها عند ابواب المساجد) مما يؤكد للاعمى ان هذه النشاطات ليست سوى بطالة يحاول من خلالها هؤلاء الاشخاص الحصول على لقمة عيش شريفة وان كانت مخالفة للتعليمات حتى لا يتحولوا الى مد الايدي، والقاء الخطب في المساجد، واعداد الصكوك، والروشتات الطبية. وهذه صورة أخرى للبطالة الشديدة - المخيفة - التي تتحول الى العبث بحاويات، وبراميل النظافة من اكثر من جنسية بما في ذلك سيارات تحضر لتقليب هذه الحاويات، والبراميل لنقل الكراتين من داخلها..؟.
وهؤلاء الاشخاص الذين ينتشرون حول محلات السوبرماركت، والاسواق، والمراكز، والمعارض يعرضون خدماتهم بالقوة لغسيل السيارات (افارقة، وآسيويون) هم بلاشك جزء من هذه البطالة الواضحة المعالم (سواء كان هؤلاء الاشخاص ممن لهم كفلاء، او غيرهم من المتخلفين) وهم من مسؤوليات الجوازات.
ونحن - من كل قلوبنا - نتمنى لبطالة غازي القصيبي ان تزول، وتختفي، ونتمنى لبطالة الجوازات ان تزول، وتختفي، وان تنجح كل الجهود في زوال، واختفاء هاتين البطالتين في الوقت القريب (بعد ان يقتنع الشباب السعودي بدوره في البطالة الاولى، وضرورة تمسكه بأي فرصة عمل تعرض عليه، وان لا ينزعج من ضآلة الراتب في بداية المشوار، وان يركز على الاداء الجيد للعمل، ويبتعد عن التفكير في الوظائف الرسمية المريحة، والمأمونة، وان تنشط الجهات المختصة في وضع حد للبطالة بين الوافدين، وان يتعاون المواطن تعاوناً جاداً في هذه الجهود المستمرة طوال سنوات، وسنوات).
وان نجني جميعاً ثمرة (الانضباط) في كل مرافق حياتنا الاجتماعية، والاقتصادية.
نماذج حية أمامنا
لم اتعمد اختيار هذه (العمارة الجديدة) لتكون نموذجاً لغياب السعودة لولا أن (العمارة) تقع في وجهها صباحاً، ومساءً.
بدأ العمل في المشروع بغياب المصمم، والمهندس، والمشرف، والمراقب، وانطلق بعد ذلك المشروع بعمال، وفنيين، ومراقبين ليس بينهم أي مواطن، وارتفع البناء سريعاً دون أن يحضر شخص سعودي واحد (رغم أن المشروع بعد اكتماله سيؤول إلى شخص سعودي، أو يسكنه عدد من السعوديين) فلماذا يغيبون غياباً كاملاً من لحظة التأسيس، إلى لحظة الانتهاء من المشروع.
وليست (العمارة الجديدة) أكثر من مدخل لغياب السعوديين عن كثير من المشروعات التي تُنفذ (أمام عيونهم) ولا وجود لهم في تأسيسها، وإقامتها، وإنما يفرحون عند اكتمالها، أو ينتقدونها. والأمثلة أكثر من أن تحصى: هذه حديقة تقام، وتزرع، وتُسقى، ويجري تنسيقها دون أن ترى الفنيين السعوديين، وهذه اعمدة إنارة تقام، وهذه طرق، وأعمال رصف، وهذه أعمال تجميل، وتحسين، وهذه خدمات تُقام تحت الأرض (كهرباء، ومياه، وهواتف) ولا تجد من الفنيين السعوديين من يُشرف عليها إشرافاً ميدانياً، وقس على ذلك بقية المشاريع، ومن يحاول أن يتأكد بنفسه من ذلك عليه أن يلقي - الآن - نظرة على هذه المشروعات، وإن كان هناك حضور للسعوديين فهو على الورق، أو عن بُعد، أو يتم بطريقة (مرور الكرام).
لماذا نستغرب شغل الوافدين للاعمال الفنية، والمهنية إذا كان هذا هو الحال الذي اصابنا (بعد الطفرة) حينما انصرفنا عن ميادين العمل، إلى ميادين الأحلام، ولم نعد من تلك الرحلة.
وما لم (يقتنع) السعوديون بأهمية (وجودهم) في جميع مجالات العمل والبناء، والمشروعات، وكل جزء من ارضهم فإنهم سيظلون (مكانك سر).. وسيظل (حبر السعودة) ينسكب بغزارة على الورق، ولن يكون للجهود التي تُبذل، والبرامج التي تُعد، والخطط التي تُنجز الدور المأمول في أن (يضيق) السعوديون من رحلة الأحلام، وستظل النسبة العليا للوافدين في كل هذه الأعمال، والمشروعات لسنوات طويلة، قادمة، وليس معنى ذلك اننا نعترض على الأيدي، والسواعد التي تعمل، والتي تحتاجها مشروعاتنا اليوم، وغداً، وبعد غد لكن المطلوب هو وجود دور لأبناء الوطن، وهذا الدور لا يقتصر فقط على (برامج السعودة) بل على اقتناع المواطنين بها، والتزامهم بهذه البرامج، ورغبتهم الصادقة في الاستفادة منها، ولا مانع من الاستعانة بكل ذوي الخبرات، والاختصاصات الفنية، والمهنية، والتجارية.
حكاية "سعودة" الرؤوس
ومنذ إعلان (سعودة الرؤوس) في محلات السوبر ماركت وهي ما تزال تراوح مكانها.
تدخل لمحلات السوبر ماركت وتتبضع، وأثناء وقوفك عند (الكاشير) لوضع الحساب تفاجأ باثنين، أو ثلاثة من الشباب السعودي، ثم تعود بعد أسبوع فتفاجأ باختفاء هذه الوجوه، وعودة الوجوه السابقة التي لولاها لتعطلت الحركة.
زرت مرة السوبر ماركت الكبير فوجدت صفاً من الشباب السعودي على مكائن الحساب بالزي الرسمي (الثوب، والشماغ، والعقال) وكأنهم في حفل عرس، أو تَخرُّج ولا ينقصهم سوى (المشلح) وبعد أسبوعين، أو ثلاثة اختفت نصف الوجوه، واستمرت البقية الباقية.
ومنذ عدة شهور ومحل السوبر ماركت الذي اتردد عليه تحدث فيه (سعودة) لمدة أسبوع، وعلى الأكثر أسبوعين، ثم تعاود العمالة الوافدة للعمل، الأسبوع الماضي فقط وجدت ثلاثة شباب (اثنان بالزي المحلي، والثالث بالزي الخاص بالعمل).. وعرفت أن الاثنين يرفضان ارتداء زي العمل، ويحرصان على ارتداء الثوب، وهو ما يعني عدم رضاهما عن العمل أساساً، واستعدادهما لتركه، وربما لن تُنشر هذه السطور إلا وقد تركا العمل بالفعل كما تركه غيرهما قبل ذلك، وسوق الخضار، والفواكه، وبقية أسواق البيع، والشراء من سنوات تشهد حضوراً سعودياً لا يستمر طويلاً (إذا نشطت الحملات) حضر عدد من السعوديين، وإذا (خفت الحملات) اختفى هؤلاء من هذه المواقع، وقد لمست ذلك من واقع جولاتي وما زلت ألمس ذلك بنفسي، وأراه بعيني، ويبدو أن عدم اقتناع الكثير من السعوديين بهذه الأعمال، وما تتطلبه من وقوف، وانتباه، وجهد، وتعب وراء عدم تمسك السعوديين بهذه الأعمال المضنية في الوقوف ساعات داخل محل بقالة، أو سوبر ماركت، أو معرض، أو متجر، أو محطة بنزين، أو حوش لبيع أنابيب الغاز كإداريين، ومشرفين ولا نقول كعمال مع أن العمل ليس عيباً إنما هو شرف لمن يعمل، ويعرق، ويجد، ويجتهد، وقد كنا جميعاً نفعل ذلك. وسنجد العذر للبعض لكننا إذا أردنا أن نستفيد من (فرص السعودة) فعلينا أن نساعد على نجاحها.
جريدة الرياض تحقيق - علي خالد الغامدي:
لا اعتقد ان هناك كاتباً، او صحفياً لم يكتب عن البطالة، والعمالة لكن ذلك السيل المنهمر من الكتابات، والتحقيقات لم ينجح في تحريك (عربة البطالة) المتوقفة بسبب اعطاب فنية، او اعطاب ادارية.
وقد اعجبني ان سارعت وزارة غازي القصيبي في تقديم (كشف عاجل عن سوق العمل في بلادنا، ونسبة ارقام السعوديين في هذا السوق مقارنة بنسبة ارقام الوافدين.
وهذا الكشف لمن اطلع عليه من السعوديين فإنه لن يسره، ولن يرضيه، ولن يريحه حتى لو كان - في قرارة نفسه غير (عابئ) ببرامج السعودة.
يقول كشف وزارة العمل - الحديث جداً - ان عدد العاملين السعوديين المسجلين في قاعدة سوق العمل بلغ حتى يوم (1425/4/24ه) 626581مواطناً بينما بلغ عدد الوافدين 4833843ليكون الاجمالي (5460424).والارقام - التي لا تكدب - ربما كانت متفائلة، وما تزال تحمل الامل للسعوديين بأن يعودوا للسعودة - مرة أخرى - وان تكون هذه العودة مرتبطة بالرضى من جهة، والحرص، والرغبة، والتفاؤل من جهة، وان تكون مرحلة (علاج البطالة) درساً لكل من اضاع على نفسه الفرص التي كانت متاحة في فترة من الفترات..؟.
بطالة من أخطر..؟
هل بطالة، غازي القصيبي اخطر، ام بطالة الجوازات.. بطالة غازي القصيبي تكاد تكون واضحة الملامح، وبطالة الجوازات تكاد تكون غامضة الملامح.
اما كيف فإن البطالة الاولى تملأ الصحف، وتكون الموضوع الرئيسي لاحاديث المجالس، والبيوت، والمناسبات الاجتماعية بينما البطالة الثانية فليس لها صاحب، او صديق حيث اصحابها يقومون بتقديم انفسهم مباشرة لافراد المجتمع من خلال ما يقومون به من اعمال هي عنوان للبطالة نفسها (مثل بيع قوارير مياه الصحة عند الاشارات، وفي الاسواق، والمراكز التجارية، ومثل بيع رجيع الاسواق من الخضار، والفواكه، والملابس، والسجاجيد، والثياب، وبقية الملابس الداخلية، ومثل بيع الفستق، والبندق، والعطور الرديئة، وبيع الهواتف، والساعات، ومقابض الابواب وغيرها عند ابواب المساجد) مما يؤكد للاعمى ان هذه النشاطات ليست سوى بطالة يحاول من خلالها هؤلاء الاشخاص الحصول على لقمة عيش شريفة وان كانت مخالفة للتعليمات حتى لا يتحولوا الى مد الايدي، والقاء الخطب في المساجد، واعداد الصكوك، والروشتات الطبية. وهذه صورة أخرى للبطالة الشديدة - المخيفة - التي تتحول الى العبث بحاويات، وبراميل النظافة من اكثر من جنسية بما في ذلك سيارات تحضر لتقليب هذه الحاويات، والبراميل لنقل الكراتين من داخلها..؟.
وهؤلاء الاشخاص الذين ينتشرون حول محلات السوبرماركت، والاسواق، والمراكز، والمعارض يعرضون خدماتهم بالقوة لغسيل السيارات (افارقة، وآسيويون) هم بلاشك جزء من هذه البطالة الواضحة المعالم (سواء كان هؤلاء الاشخاص ممن لهم كفلاء، او غيرهم من المتخلفين) وهم من مسؤوليات الجوازات.
ونحن - من كل قلوبنا - نتمنى لبطالة غازي القصيبي ان تزول، وتختفي، ونتمنى لبطالة الجوازات ان تزول، وتختفي، وان تنجح كل الجهود في زوال، واختفاء هاتين البطالتين في الوقت القريب (بعد ان يقتنع الشباب السعودي بدوره في البطالة الاولى، وضرورة تمسكه بأي فرصة عمل تعرض عليه، وان لا ينزعج من ضآلة الراتب في بداية المشوار، وان يركز على الاداء الجيد للعمل، ويبتعد عن التفكير في الوظائف الرسمية المريحة، والمأمونة، وان تنشط الجهات المختصة في وضع حد للبطالة بين الوافدين، وان يتعاون المواطن تعاوناً جاداً في هذه الجهود المستمرة طوال سنوات، وسنوات).
وان نجني جميعاً ثمرة (الانضباط) في كل مرافق حياتنا الاجتماعية، والاقتصادية.
نماذج حية أمامنا
لم اتعمد اختيار هذه (العمارة الجديدة) لتكون نموذجاً لغياب السعودة لولا أن (العمارة) تقع في وجهها صباحاً، ومساءً.
بدأ العمل في المشروع بغياب المصمم، والمهندس، والمشرف، والمراقب، وانطلق بعد ذلك المشروع بعمال، وفنيين، ومراقبين ليس بينهم أي مواطن، وارتفع البناء سريعاً دون أن يحضر شخص سعودي واحد (رغم أن المشروع بعد اكتماله سيؤول إلى شخص سعودي، أو يسكنه عدد من السعوديين) فلماذا يغيبون غياباً كاملاً من لحظة التأسيس، إلى لحظة الانتهاء من المشروع.
وليست (العمارة الجديدة) أكثر من مدخل لغياب السعوديين عن كثير من المشروعات التي تُنفذ (أمام عيونهم) ولا وجود لهم في تأسيسها، وإقامتها، وإنما يفرحون عند اكتمالها، أو ينتقدونها. والأمثلة أكثر من أن تحصى: هذه حديقة تقام، وتزرع، وتُسقى، ويجري تنسيقها دون أن ترى الفنيين السعوديين، وهذه اعمدة إنارة تقام، وهذه طرق، وأعمال رصف، وهذه أعمال تجميل، وتحسين، وهذه خدمات تُقام تحت الأرض (كهرباء، ومياه، وهواتف) ولا تجد من الفنيين السعوديين من يُشرف عليها إشرافاً ميدانياً، وقس على ذلك بقية المشاريع، ومن يحاول أن يتأكد بنفسه من ذلك عليه أن يلقي - الآن - نظرة على هذه المشروعات، وإن كان هناك حضور للسعوديين فهو على الورق، أو عن بُعد، أو يتم بطريقة (مرور الكرام).
لماذا نستغرب شغل الوافدين للاعمال الفنية، والمهنية إذا كان هذا هو الحال الذي اصابنا (بعد الطفرة) حينما انصرفنا عن ميادين العمل، إلى ميادين الأحلام، ولم نعد من تلك الرحلة.
وما لم (يقتنع) السعوديون بأهمية (وجودهم) في جميع مجالات العمل والبناء، والمشروعات، وكل جزء من ارضهم فإنهم سيظلون (مكانك سر).. وسيظل (حبر السعودة) ينسكب بغزارة على الورق، ولن يكون للجهود التي تُبذل، والبرامج التي تُعد، والخطط التي تُنجز الدور المأمول في أن (يضيق) السعوديون من رحلة الأحلام، وستظل النسبة العليا للوافدين في كل هذه الأعمال، والمشروعات لسنوات طويلة، قادمة، وليس معنى ذلك اننا نعترض على الأيدي، والسواعد التي تعمل، والتي تحتاجها مشروعاتنا اليوم، وغداً، وبعد غد لكن المطلوب هو وجود دور لأبناء الوطن، وهذا الدور لا يقتصر فقط على (برامج السعودة) بل على اقتناع المواطنين بها، والتزامهم بهذه البرامج، ورغبتهم الصادقة في الاستفادة منها، ولا مانع من الاستعانة بكل ذوي الخبرات، والاختصاصات الفنية، والمهنية، والتجارية.
حكاية "سعودة" الرؤوس
ومنذ إعلان (سعودة الرؤوس) في محلات السوبر ماركت وهي ما تزال تراوح مكانها.
تدخل لمحلات السوبر ماركت وتتبضع، وأثناء وقوفك عند (الكاشير) لوضع الحساب تفاجأ باثنين، أو ثلاثة من الشباب السعودي، ثم تعود بعد أسبوع فتفاجأ باختفاء هذه الوجوه، وعودة الوجوه السابقة التي لولاها لتعطلت الحركة.
زرت مرة السوبر ماركت الكبير فوجدت صفاً من الشباب السعودي على مكائن الحساب بالزي الرسمي (الثوب، والشماغ، والعقال) وكأنهم في حفل عرس، أو تَخرُّج ولا ينقصهم سوى (المشلح) وبعد أسبوعين، أو ثلاثة اختفت نصف الوجوه، واستمرت البقية الباقية.
ومنذ عدة شهور ومحل السوبر ماركت الذي اتردد عليه تحدث فيه (سعودة) لمدة أسبوع، وعلى الأكثر أسبوعين، ثم تعاود العمالة الوافدة للعمل، الأسبوع الماضي فقط وجدت ثلاثة شباب (اثنان بالزي المحلي، والثالث بالزي الخاص بالعمل).. وعرفت أن الاثنين يرفضان ارتداء زي العمل، ويحرصان على ارتداء الثوب، وهو ما يعني عدم رضاهما عن العمل أساساً، واستعدادهما لتركه، وربما لن تُنشر هذه السطور إلا وقد تركا العمل بالفعل كما تركه غيرهما قبل ذلك، وسوق الخضار، والفواكه، وبقية أسواق البيع، والشراء من سنوات تشهد حضوراً سعودياً لا يستمر طويلاً (إذا نشطت الحملات) حضر عدد من السعوديين، وإذا (خفت الحملات) اختفى هؤلاء من هذه المواقع، وقد لمست ذلك من واقع جولاتي وما زلت ألمس ذلك بنفسي، وأراه بعيني، ويبدو أن عدم اقتناع الكثير من السعوديين بهذه الأعمال، وما تتطلبه من وقوف، وانتباه، وجهد، وتعب وراء عدم تمسك السعوديين بهذه الأعمال المضنية في الوقوف ساعات داخل محل بقالة، أو سوبر ماركت، أو معرض، أو متجر، أو محطة بنزين، أو حوش لبيع أنابيب الغاز كإداريين، ومشرفين ولا نقول كعمال مع أن العمل ليس عيباً إنما هو شرف لمن يعمل، ويعرق، ويجد، ويجتهد، وقد كنا جميعاً نفعل ذلك. وسنجد العذر للبعض لكننا إذا أردنا أن نستفيد من (فرص السعودة) فعلينا أن نساعد على نجاحها.
جريدة الرياض تحقيق - علي خالد الغامدي: