النادره
05-06-04, 04:02 pm
السلام عليكم ..
حقيقة احترت ماذا اكتب .. لكني فضلت ان اكتب لكم عن واقع مشكله..
يعشيون افرادها احداثها بيننا .. مابين مشفق عليهم ..
وآخر قد سلط عليهم ..سياطاَ من اللامبالاة احيانا ..والعنف في احيان اخرى كثيرة
ناهيك عن نظرة المجمتع القاسيه ..
لن اطيل ..سأدع عبير تتحدث عن نفسها ..
تابعوا فقط ..
~*~*زائر جديد ~*~*
لا زلت اذكر جيداً..كيف دلفت امي من الباب تحمل في يديها مايثير غيظي منه ..
ولازلت اذكر كيف كانت خائفه عليه جداً..حتى مني انا ..
وكيف كان الجميع يتسابق الى النظر اليه غير آبهين بوجودي ..
و الكل يتحدث عنه ..
عبد المجيد ,عبد المجيد ,عبد المجيد ....
مللت منه ..سأذهب بعيدا عنه ..
~*~*البداية ~*~*
بعد عده اشهر وتقريبا في الحادي عشر ..لاحظ الجميع انه لم يكن طفلاً عاديا ..
ذلك انه لم يجلس ..ولم يحبو بعد ..كانت وسيلته الوحيدة التدحرج على الأرض ..
بشكل غريب وسريع ..ومضحك احياناَ..
وكذلك هي انفعالاته..بكاءه ..استجابته للمؤثرات من حوله ..
كذلك هو الحال بالنسبه لشكله ..فهو يملك عينان مسحوبتان للأعلى قليلا ..
فيما بعد عرفنا انه لم يكن مصاباً الا بما يسمى بمتلازمة داون ..
او بالأحرى ..( طفل منغولي )..
وبعدها بدأت حياتنا وحياته ..
بالتغير تدريجيا..
~*~*أمــي ~*~*
لم تكن أمي واعية لما أصاب ابنها ..ونظراً لأنها أميه وليس لدينا حينها ذلك الوعي الصحي الكافي ..كانت تتهم الطبيب الذي اعطاها بنجاً وقت الولاده بأنه السبب في ذلك ..
وكانت تتحجج بأن اولادها كلهم ولدتهم هي بنفسها في البيت ماعدا عبدالمجيد ..فما تفسير ذلك؟!!
زاد جهل امي بحقيقة المرض وأسبابه الوضع تعقيداً..
وأورث في نفسها شفقة وعطفاً..زائدا تجاهه لا أعرف ان كان لمصلحته او لا ..
أصبحت شديدة الحساسية من أي كلمه عليه ..او أي تصرف ..
ولم تكن تؤمن بأنه يستطيع فعل شئ ..
بإختصار حاولت الإغلاق عليه من كل شئ ..بداعي الخوف طبعاً..
حتى من الخروج للخارج او السفر بحجه انه ربما يضيع من يديها ..
واستمر الوضع كما هو عليه ..
~*~* بداية المصاعب ~*~*
بعد ان كبر عبد المجيد قليلاً..بدأت تتولد لدينا المشكلات ..
عشنا فترات صعبه .. من الخوف عليه ..والمعاناه معه بين صعوبة تعلمه و سلبيه امي تجاهه..
لم يعط احد الفرصة لمساعدته ابداً..بل اورث خوف امي عليه مشاكل لا حصر لها ..
بدأ بإنطواءه وانتهاء بخوفنا عليه من الخروج من المنزل وهروبه و.....و.....الخ ..
اصبح البيت يعيش حالة استنفار من اجله ..
كذلك اصبحت مسأله تعليمة إعتمادة على نفسه من المشكلات الكبيره بالنسبه لنا ..
كان لابد من الشده قليلا في مسأله النظافة الشخصية ..لكن عاطفية امي منعتها من ذلك ومنعتنا نحن كذلك ..فكان كلما تقدم للأمام خطوه رجع عشرة للوراء..
أصبح يعتبر ان الإصرار على تعليمه نوع من القسوة عليه ..ويرجع بنظره لأمي
ويمتنع بشدة ..
وهكذا بالنسبه لطريقة الاكل وغيره ..كان الشخص الوحيد الذي يتقبل منه أختي التي تكبرني مباشرة ..وكانت في المقابل هي الوحيده التي تستطيع ارضاء جميع الأطراف ..
مازلت اتذكر كيف كانت تمسك بيديه وتقلم اظافره .. وكيف كانت تدخل معه لدورة المياة –اعزكم الله- بدون أي تذمر او تملص من المسؤوليه ..
كانت بفعل اماً مثالية له ..
وزاد تعلقه بها .. واصبحت هي الوحيده التي بيدها السيطره عليه ..
~*~* في المدرسه ~*~*
بدأت فكره دخوله للمدرسه ترواد اخوتي ..(مدرسه خاصه ) لعلمهم بأن ذلك سيخفف عن امي عبئا كبيرا ..وفي المقابل سيكون من صالحه من كافه النواحي..
بدت مسأله اقناع امي مشكلة قائمة ..عانوا الكثير من اجل ذلك ..
وافقت على مضض وهي تعلم انها سوف تتراجع في اللحظه الاخيرة لذا قررت ان لاتذهب معه ..لأنها ستنهار هناك ولن تستطيع اكمال ما بدأوا به ..
وبالفعل ادخل عبد المجيد مدرسة خاصة ..
لم يكن منظرها من الداخل يبعث على الارتياح على الاقل بالنسبة لنا ..كان الوضع صعبا علينا ..المسؤولات ..المبنى ..بقية الأطفال ..
حاولناترك ذلك خلفنا مقنعين انفسنا بأن ذلك من أجله ..وأنه لابد ان لانعطي لأنفسنا المجال ..على الأقل امام امي ..
عدنا للبيت .. ولم يكن بيتنا الذي نعرف ..
لااخفيكم سراً..اشتقنا اليه ..او حزنا عليه لافرق ..
كلاهما كان اصعب من الآخر ..
.........
بعد عدة أسابيع ..عاودنا زيارته ..
فوجئنا !! بل صعقنا ..كانت زيارتنا مفاجئه لهم ..
ماهذا ..
عبدالمجيد ينام على سرير يكاد يقع به ..ومغطى بمنشفه ..ورطبة ايضاً..
وفي الركن الاخر العاملة تضرب احد الاطفال بقرب الحمام ..يال الهول مالذي فعلناه به ؟؟
كيف سنستطيع النظر في عيني أمي ان هي سألتنا ..
قررنا ارجاعه معنا ..فالوضع لايحتمل ..خرجنا لأخي ..ورفض للأسف ..
لم يكن يتخيل ماذا يحدث وراء تلك الجدران الجميله ..
وبين دموعنا وكلامه ركبنا الي السيارة عائدين ..
لم نستطع الا اخبار أمي ..لتتصرف هي بنفسها ..
بالفعل رجعنا في اليوم التالي بصحبته ..بعد ان ورثت تلك التجربه في نفسه كرها للمجتمع ..
واصبح اسم ( ام عصام ) كالفزاعة بالنسبة اليه ..وهي المسؤوله عن الأمن هناك ..
وعدنا لنقطة البداية ..
~*~* محاولة اخرى ~*~*
بعد مضي بضع سنوات ..وعندما اصبح عمره تقريباً 15 ربيعا ..قررنا ادخاله للمدرسة
مرة اخرى ..هذه المرة ليست مدرسة أم عصام ..انها مدرسة حكوميه
مختلفه تماما عن سابقتها ..
مشكلتنا الوحيدة ..اننا نعلم ان المدرسة ليست لهذة الفئه ..
ربما لن يستفيد ..لكنه على الاقل سيندمج مع المجتمع اكثر ..
ليس مهما التعليم .. بقدر صحته النفسيه ..وترويحه عن نفسه ..
رحبت امي بالفكرة كثيرا ..خصوصا انها ليست مدرسة خاصه ..
يذهب ويعود اليها بسرعة ..دون خوف ..
كل الأمور ميسرة ..
انخرط بعدها في المدرسة ..كانت ممتعه جدا بالنسبة اليه ..
هكذا بدى عليه ..
بعدها ..
انتقلت المدرسة اكثر من بيتنا ..و اصبحت مدمجة مع التعليم العام ..
وهنا بدأت الصوره تاخذ منحى اخر ..
بدا عليه التململ وادعاء المرض تحول تدريجيا الى رفض تام ..
كان يضحكني كثيرا ..حين اراه يخرج خلسة ليصرف السائق ..
وكيف كان يتغير ..ويقبل رأس امي لكيلا يذهب ..
لم نشأ الضغط عليه ابدا ..
حاولنا تقصي الامر ..لم نجد سببا واضحا ..
نزلنا عند رغبته ..والى يومكم لم يذهب ..
~*~* احاسيس ~*~*
كثيرا ..ما كنت انظر اليه بألم ..عندما لا يستطيع التعبير عن نفسه ..
كان النطق عنده ضعيفا ..بالكاد يجيد بضع كلمات ..
اشعر بالألم حين ارى من هم اصغر منه ينظرون اليه بفوقيه ..
حين يصرخ عليه احدهم ..
او حتى انا ..
كان بالرغم من ذلك حساسا جدا ..لازلت اتذكر حين توفي ابن اخي ..كيف
كان يتكلم بطريقه غريبه ..ويصف لنا الحادث ..
وتلفت نظره صورة المعاق و السيارة المحطمه ليصعد بها مسرعا ليريها امه..ويشرح لها ..
حينها تفاجأنا كيف كان يدرك ماحوله مع اننا لم نفسر له ..سوى انه مات ..- رحمه الله –
وكيف كان يقف على قبره ويرفع يديه يدعو ..وكيف حاول ان يحفر قبره ..لا اعلم هل كان يظن انه سيخرج ..اتراه لم يستوعب حقيقه الموت ؟!!
ربما ..
في المقابل ازداد تعلقه بأخي ..كانت العلاقه بينهما لا توصف ..
لن استطيع وصفها ..
لن استطيع وصف بكاءه حين يذهب ولو قليلا..
كيف كان التفاهم بينهما كبيرا ..والاهم من ذلك الحب ..
اظنني عاجزه عن اكمل ..
هناك الكثير الكثير ..
ما اريد قوله في النهاية ..
كونه يوجد لديك طفل منغولي في البيت ليست بالتجربه السهله ابدا ..
ولا يستطيع أي احد التعامل معها بمنتهى الحب والتوجيه ..
والعطف ..
لكن في المقابل _ومن واقع تجربه _ لا اعرف لكن لا اتخيل
الحياة بدونه ..كل شئ
انتهى ...عبير
أعزائي ..
ما اريده منكم هو انه بالتأكيد قد مر عليكم
كهذه حاله ..
اريد فقط ان تكتبوا كيف تعاملتم معها ..
ما هي طريقتكم ..
اريد ان اسمع تفكيركم بصوت عال ..
كثيرون هم الذين سيستفيدون ..
و سأحاول ان شاء الله
ان ازيدكم من المعلومات حولهم ..
لا تبخلوا بآرائكم علينا ..
فليس عبدالمجيد هو شخص واحد بهذه الحال
فهناااك .. ألكثير منه !!
تحياتي للجميع
النادره
حقيقة احترت ماذا اكتب .. لكني فضلت ان اكتب لكم عن واقع مشكله..
يعشيون افرادها احداثها بيننا .. مابين مشفق عليهم ..
وآخر قد سلط عليهم ..سياطاَ من اللامبالاة احيانا ..والعنف في احيان اخرى كثيرة
ناهيك عن نظرة المجمتع القاسيه ..
لن اطيل ..سأدع عبير تتحدث عن نفسها ..
تابعوا فقط ..
~*~*زائر جديد ~*~*
لا زلت اذكر جيداً..كيف دلفت امي من الباب تحمل في يديها مايثير غيظي منه ..
ولازلت اذكر كيف كانت خائفه عليه جداً..حتى مني انا ..
وكيف كان الجميع يتسابق الى النظر اليه غير آبهين بوجودي ..
و الكل يتحدث عنه ..
عبد المجيد ,عبد المجيد ,عبد المجيد ....
مللت منه ..سأذهب بعيدا عنه ..
~*~*البداية ~*~*
بعد عده اشهر وتقريبا في الحادي عشر ..لاحظ الجميع انه لم يكن طفلاً عاديا ..
ذلك انه لم يجلس ..ولم يحبو بعد ..كانت وسيلته الوحيدة التدحرج على الأرض ..
بشكل غريب وسريع ..ومضحك احياناَ..
وكذلك هي انفعالاته..بكاءه ..استجابته للمؤثرات من حوله ..
كذلك هو الحال بالنسبه لشكله ..فهو يملك عينان مسحوبتان للأعلى قليلا ..
فيما بعد عرفنا انه لم يكن مصاباً الا بما يسمى بمتلازمة داون ..
او بالأحرى ..( طفل منغولي )..
وبعدها بدأت حياتنا وحياته ..
بالتغير تدريجيا..
~*~*أمــي ~*~*
لم تكن أمي واعية لما أصاب ابنها ..ونظراً لأنها أميه وليس لدينا حينها ذلك الوعي الصحي الكافي ..كانت تتهم الطبيب الذي اعطاها بنجاً وقت الولاده بأنه السبب في ذلك ..
وكانت تتحجج بأن اولادها كلهم ولدتهم هي بنفسها في البيت ماعدا عبدالمجيد ..فما تفسير ذلك؟!!
زاد جهل امي بحقيقة المرض وأسبابه الوضع تعقيداً..
وأورث في نفسها شفقة وعطفاً..زائدا تجاهه لا أعرف ان كان لمصلحته او لا ..
أصبحت شديدة الحساسية من أي كلمه عليه ..او أي تصرف ..
ولم تكن تؤمن بأنه يستطيع فعل شئ ..
بإختصار حاولت الإغلاق عليه من كل شئ ..بداعي الخوف طبعاً..
حتى من الخروج للخارج او السفر بحجه انه ربما يضيع من يديها ..
واستمر الوضع كما هو عليه ..
~*~* بداية المصاعب ~*~*
بعد ان كبر عبد المجيد قليلاً..بدأت تتولد لدينا المشكلات ..
عشنا فترات صعبه .. من الخوف عليه ..والمعاناه معه بين صعوبة تعلمه و سلبيه امي تجاهه..
لم يعط احد الفرصة لمساعدته ابداً..بل اورث خوف امي عليه مشاكل لا حصر لها ..
بدأ بإنطواءه وانتهاء بخوفنا عليه من الخروج من المنزل وهروبه و.....و.....الخ ..
اصبح البيت يعيش حالة استنفار من اجله ..
كذلك اصبحت مسأله تعليمة إعتمادة على نفسه من المشكلات الكبيره بالنسبه لنا ..
كان لابد من الشده قليلا في مسأله النظافة الشخصية ..لكن عاطفية امي منعتها من ذلك ومنعتنا نحن كذلك ..فكان كلما تقدم للأمام خطوه رجع عشرة للوراء..
أصبح يعتبر ان الإصرار على تعليمه نوع من القسوة عليه ..ويرجع بنظره لأمي
ويمتنع بشدة ..
وهكذا بالنسبه لطريقة الاكل وغيره ..كان الشخص الوحيد الذي يتقبل منه أختي التي تكبرني مباشرة ..وكانت في المقابل هي الوحيده التي تستطيع ارضاء جميع الأطراف ..
مازلت اتذكر كيف كانت تمسك بيديه وتقلم اظافره .. وكيف كانت تدخل معه لدورة المياة –اعزكم الله- بدون أي تذمر او تملص من المسؤوليه ..
كانت بفعل اماً مثالية له ..
وزاد تعلقه بها .. واصبحت هي الوحيده التي بيدها السيطره عليه ..
~*~* في المدرسه ~*~*
بدأت فكره دخوله للمدرسه ترواد اخوتي ..(مدرسه خاصه ) لعلمهم بأن ذلك سيخفف عن امي عبئا كبيرا ..وفي المقابل سيكون من صالحه من كافه النواحي..
بدت مسأله اقناع امي مشكلة قائمة ..عانوا الكثير من اجل ذلك ..
وافقت على مضض وهي تعلم انها سوف تتراجع في اللحظه الاخيرة لذا قررت ان لاتذهب معه ..لأنها ستنهار هناك ولن تستطيع اكمال ما بدأوا به ..
وبالفعل ادخل عبد المجيد مدرسة خاصة ..
لم يكن منظرها من الداخل يبعث على الارتياح على الاقل بالنسبة لنا ..كان الوضع صعبا علينا ..المسؤولات ..المبنى ..بقية الأطفال ..
حاولناترك ذلك خلفنا مقنعين انفسنا بأن ذلك من أجله ..وأنه لابد ان لانعطي لأنفسنا المجال ..على الأقل امام امي ..
عدنا للبيت .. ولم يكن بيتنا الذي نعرف ..
لااخفيكم سراً..اشتقنا اليه ..او حزنا عليه لافرق ..
كلاهما كان اصعب من الآخر ..
.........
بعد عدة أسابيع ..عاودنا زيارته ..
فوجئنا !! بل صعقنا ..كانت زيارتنا مفاجئه لهم ..
ماهذا ..
عبدالمجيد ينام على سرير يكاد يقع به ..ومغطى بمنشفه ..ورطبة ايضاً..
وفي الركن الاخر العاملة تضرب احد الاطفال بقرب الحمام ..يال الهول مالذي فعلناه به ؟؟
كيف سنستطيع النظر في عيني أمي ان هي سألتنا ..
قررنا ارجاعه معنا ..فالوضع لايحتمل ..خرجنا لأخي ..ورفض للأسف ..
لم يكن يتخيل ماذا يحدث وراء تلك الجدران الجميله ..
وبين دموعنا وكلامه ركبنا الي السيارة عائدين ..
لم نستطع الا اخبار أمي ..لتتصرف هي بنفسها ..
بالفعل رجعنا في اليوم التالي بصحبته ..بعد ان ورثت تلك التجربه في نفسه كرها للمجتمع ..
واصبح اسم ( ام عصام ) كالفزاعة بالنسبة اليه ..وهي المسؤوله عن الأمن هناك ..
وعدنا لنقطة البداية ..
~*~* محاولة اخرى ~*~*
بعد مضي بضع سنوات ..وعندما اصبح عمره تقريباً 15 ربيعا ..قررنا ادخاله للمدرسة
مرة اخرى ..هذه المرة ليست مدرسة أم عصام ..انها مدرسة حكوميه
مختلفه تماما عن سابقتها ..
مشكلتنا الوحيدة ..اننا نعلم ان المدرسة ليست لهذة الفئه ..
ربما لن يستفيد ..لكنه على الاقل سيندمج مع المجتمع اكثر ..
ليس مهما التعليم .. بقدر صحته النفسيه ..وترويحه عن نفسه ..
رحبت امي بالفكرة كثيرا ..خصوصا انها ليست مدرسة خاصه ..
يذهب ويعود اليها بسرعة ..دون خوف ..
كل الأمور ميسرة ..
انخرط بعدها في المدرسة ..كانت ممتعه جدا بالنسبة اليه ..
هكذا بدى عليه ..
بعدها ..
انتقلت المدرسة اكثر من بيتنا ..و اصبحت مدمجة مع التعليم العام ..
وهنا بدأت الصوره تاخذ منحى اخر ..
بدا عليه التململ وادعاء المرض تحول تدريجيا الى رفض تام ..
كان يضحكني كثيرا ..حين اراه يخرج خلسة ليصرف السائق ..
وكيف كان يتغير ..ويقبل رأس امي لكيلا يذهب ..
لم نشأ الضغط عليه ابدا ..
حاولنا تقصي الامر ..لم نجد سببا واضحا ..
نزلنا عند رغبته ..والى يومكم لم يذهب ..
~*~* احاسيس ~*~*
كثيرا ..ما كنت انظر اليه بألم ..عندما لا يستطيع التعبير عن نفسه ..
كان النطق عنده ضعيفا ..بالكاد يجيد بضع كلمات ..
اشعر بالألم حين ارى من هم اصغر منه ينظرون اليه بفوقيه ..
حين يصرخ عليه احدهم ..
او حتى انا ..
كان بالرغم من ذلك حساسا جدا ..لازلت اتذكر حين توفي ابن اخي ..كيف
كان يتكلم بطريقه غريبه ..ويصف لنا الحادث ..
وتلفت نظره صورة المعاق و السيارة المحطمه ليصعد بها مسرعا ليريها امه..ويشرح لها ..
حينها تفاجأنا كيف كان يدرك ماحوله مع اننا لم نفسر له ..سوى انه مات ..- رحمه الله –
وكيف كان يقف على قبره ويرفع يديه يدعو ..وكيف حاول ان يحفر قبره ..لا اعلم هل كان يظن انه سيخرج ..اتراه لم يستوعب حقيقه الموت ؟!!
ربما ..
في المقابل ازداد تعلقه بأخي ..كانت العلاقه بينهما لا توصف ..
لن استطيع وصفها ..
لن استطيع وصف بكاءه حين يذهب ولو قليلا..
كيف كان التفاهم بينهما كبيرا ..والاهم من ذلك الحب ..
اظنني عاجزه عن اكمل ..
هناك الكثير الكثير ..
ما اريد قوله في النهاية ..
كونه يوجد لديك طفل منغولي في البيت ليست بالتجربه السهله ابدا ..
ولا يستطيع أي احد التعامل معها بمنتهى الحب والتوجيه ..
والعطف ..
لكن في المقابل _ومن واقع تجربه _ لا اعرف لكن لا اتخيل
الحياة بدونه ..كل شئ
انتهى ...عبير
أعزائي ..
ما اريده منكم هو انه بالتأكيد قد مر عليكم
كهذه حاله ..
اريد فقط ان تكتبوا كيف تعاملتم معها ..
ما هي طريقتكم ..
اريد ان اسمع تفكيركم بصوت عال ..
كثيرون هم الذين سيستفيدون ..
و سأحاول ان شاء الله
ان ازيدكم من المعلومات حولهم ..
لا تبخلوا بآرائكم علينا ..
فليس عبدالمجيد هو شخص واحد بهذه الحال
فهناااك .. ألكثير منه !!
تحياتي للجميع
النادره