سفيرالمحبه
08-12-01, 04:02 pm
ماكتبته عبر سلسلة القراءات في الاتجاهات والتيارات الفكرية
المعاصره كان في تعريف العلمانيه وسأتطرق الآن باذن الله
الى ظروف نشأة العلمانيه في العالم ونتائج تلك الظروف
__________________________________________
لقد تواجدت عدت ظروف أدت الى ولادة العلمانية في العالم
ولعلنا نتطرق الى تلك الظروف لنصل الى نشأة العلمانيه
أولاً / ظروف دينيه
عاشت أوروبا فترة عانت معها قهر وتسلط الكنيسة وذلك
حين بات ( البابا ) يملك غفران الذنوب بموجب القرار الصادر
من مجمع روما عام 1315 م ولكن غالباً مايدفع المذنب
شيئاً من المال مقابل تلك المغفره لا بل ويجلس على كرسي
اعتراف ليدلي أمام القسيس أو من يعلوه باعترافاته
وكما يملكون قرار الغفران فهم يملكون قرارات الحرمان أيضاً
اذ من يملك المغفرة فهو يملك الطرد من الرحمة - بزعمهم -
اضف الى ذلك عصمة البابوات من الخطأ بموجب قرار مجمع
روما المنعقد عام 1896م حيث أصبح للبابا حق الطاعة العمياء
وكذلك محاكم التفتيش التي يقال أنها نشأت أول مانشأت في
أسبانيا عام 1478م وقيل قبل ذلك بفرنسا وذلك لمحاكمة
مخالفي الكنيسه ومن يخرجون عن طاعتها
ثانياً/ ظروف اقتصاديه
كانت أوروبا تعيش في ذلك الوقت حياة الاقطاع حيث يملك
نفر قليل الأرض بما عليها ومن عليها ، ولم يكن للعامل حق
في أجر عادل بل كان يمثل - شيئاً - يملكه الاقطاعي كما
يملك الآلات الزراعية القائمة على هذه الأرض سواء بسواء
كما أن الكنيسة بلغ الحد بها انكار المخترعات العلمية والعقاب
عليها كما حدث لجاليو الذي قال بدوران الأرض وكذلك نيوتن
الذي قال بقانون الجاذبية وغيرهما
ثالثاً / الظروف السياسيه
وكانت خاضعة لنفس الظروف حيث الحاكم الاقطاعي يتملك
العبيد والاقطاعيين ويقدم للامبراطور اعانة سنوية مقابل قيامه
بالحكم وفرض الضرائب وتحصيلها وكان هذا يمثل ما أسموه
بالسلطة الزمنية والى جوارها كانت السلطة الدينيه ممثلة
في الكنيسه
رابعاً / ظروف اجتماعيه
حيث نشأ في المجتمع طبقتان
طبقة السادة التي تملك كل شيء ولها كل شيء
وطبقة العبيد التي تملك ولا تملك أي شيء
وكانت الكنيسة لا تكتفي بالسكوت على مظالم الطبقية
والاقطاع بل كانت نفسها تمارس ذلك
اذا كل تلك الظروف كانت ستظهر لها بكل تأكيد نتائج
نتائج هذه الظروف /
بدأت تلك النتائج بأول نداء بفصل الدين عن الدوله وتقييد
سلطان الكنيسة داخل جدرانها وبدأ بذلك مارتن لوثر
كما نادى الفيلسوف ديكارت بأن للعقل ميدانه وأن ميدان
العلم هو الطبيعه وميدان الدين هو العالم الآخر
أما فولتير فقد تهجم على المسيحية ووصفها بالكائن الوضيع
وقال : ان كان ثمت رجل عاقل فهو لايملك الا أن يغرق فزعاً
من المسيحيه ووصف العقيدة النصرانية بأنها عقيدة متناقضة
سفاكة للدماء ووصف الوحدة بين الدين والدوله بأنه أبشع نظام
ودعا الى اقامة نظام يخضع فيه رجل الدين لنظم الدولة ويخضع
فيه الراهب للقاضي
ثم كانت نتائج ذلك ثورات حطمت فيها مئات الكنائس وقتل
العديد من رجال الكنيسه
كثورة الفلاحين وثورة الفرسان في ألمانيا وثورة الأراضي
المنخفضه اضافة الى الثورة الفرنسية التي رفعت شعار
اقتلوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس
وقد أفرز ذلك تقييد سلطان الكنيسة برفع شعار العلمانية
وفصل الدين عن الدولة واعلانات حقوق الانسان التي ركزت
على حقوق الانسان في الحرية والمساواة وحق مقاومة الظلم
ثم صدرت دساتير متعددة مؤكدة لتلك الحقوق
وقد طبق شعار المذهب الفردي الذي طبق في النطاق الاقتصادي
بالتمكين للرأس ماليه ، وفي المجال السياسي بالتمكين
للديموقراطيه ، وفي المجال الاجتماعي بانطلاق الأفراد في
ما أسموه بالحرية الشخصية وغذى ذلك كله العلمانية واتخذ
تطبيقاتها في مجال التعليم ثم في مجال الاعلام ثم فيما
أسموه بحرية المرأة ،صاحب ذلك نهضة صناعية كانت أوروبا
قد استفادتها من نقل العلوم من الجامعات الاسلامية في
قبرص وقرطبه وأشبيليه
وتصور الكثيرون أن ذلك كله ( بركة ) العلمانية
ولا شك أن الكنيسة( لا الدين ) كانت عقبة كبيرة في سبيل
نهضة اوروبا باعتبار ما أقامته من حجر على العقول وغيره
ولم يكن لأوروبا أن تنهض بغير الثورة على الكنيسه بعد ترديها
واشعل المستفيدون من هذه الشعارات لهيب الحماس
للعلمانية باعتبارها المنقذ للشعوب مما هي فيه من تخلف
وبعد عن الحضارة والمدنية وبقيت اشارات الى اليهود باعتبارهم
المستفيد الأول من هذا الشعار
يقول الكاتب الأمريكي ( وليام غاي كار ) لقد كان اليهود وراء
فكرة فصل الدين عن الدوله
ولعله يؤكد ذلك ماجاء في بروتوكولات حكماء صهيون : ( لقد
بدأت ثمار جهودنا تؤتي أكلها ، اذ أخذ ذلك النفوذ الديني
العظيم على الناس يتضاءل رويداً رويدا ، وحلت حرية الضمير
محله في كل مكان ، لن يمضي غير سنوات معدودات حتى
نشهد احتضار المسيحية ولن تتطلب الديانات الأخرى الا اليسير
من الجهد حتى تتبع المسيحية في الانهيار وسنحصر الدين ورجاله
في أضيق نطاق ) وكما هم اليهود دائماً في الميدان لتحقيق
مآربهم ومخططاتهم 0
وسأعرض ان شاء الله في الجزء الأخير عن العلمانية انتقال
العلمانية الى العالم الاسلامي كيفيتها وآثارها
ودمتم
المعاصره كان في تعريف العلمانيه وسأتطرق الآن باذن الله
الى ظروف نشأة العلمانيه في العالم ونتائج تلك الظروف
__________________________________________
لقد تواجدت عدت ظروف أدت الى ولادة العلمانية في العالم
ولعلنا نتطرق الى تلك الظروف لنصل الى نشأة العلمانيه
أولاً / ظروف دينيه
عاشت أوروبا فترة عانت معها قهر وتسلط الكنيسة وذلك
حين بات ( البابا ) يملك غفران الذنوب بموجب القرار الصادر
من مجمع روما عام 1315 م ولكن غالباً مايدفع المذنب
شيئاً من المال مقابل تلك المغفره لا بل ويجلس على كرسي
اعتراف ليدلي أمام القسيس أو من يعلوه باعترافاته
وكما يملكون قرار الغفران فهم يملكون قرارات الحرمان أيضاً
اذ من يملك المغفرة فهو يملك الطرد من الرحمة - بزعمهم -
اضف الى ذلك عصمة البابوات من الخطأ بموجب قرار مجمع
روما المنعقد عام 1896م حيث أصبح للبابا حق الطاعة العمياء
وكذلك محاكم التفتيش التي يقال أنها نشأت أول مانشأت في
أسبانيا عام 1478م وقيل قبل ذلك بفرنسا وذلك لمحاكمة
مخالفي الكنيسه ومن يخرجون عن طاعتها
ثانياً/ ظروف اقتصاديه
كانت أوروبا تعيش في ذلك الوقت حياة الاقطاع حيث يملك
نفر قليل الأرض بما عليها ومن عليها ، ولم يكن للعامل حق
في أجر عادل بل كان يمثل - شيئاً - يملكه الاقطاعي كما
يملك الآلات الزراعية القائمة على هذه الأرض سواء بسواء
كما أن الكنيسة بلغ الحد بها انكار المخترعات العلمية والعقاب
عليها كما حدث لجاليو الذي قال بدوران الأرض وكذلك نيوتن
الذي قال بقانون الجاذبية وغيرهما
ثالثاً / الظروف السياسيه
وكانت خاضعة لنفس الظروف حيث الحاكم الاقطاعي يتملك
العبيد والاقطاعيين ويقدم للامبراطور اعانة سنوية مقابل قيامه
بالحكم وفرض الضرائب وتحصيلها وكان هذا يمثل ما أسموه
بالسلطة الزمنية والى جوارها كانت السلطة الدينيه ممثلة
في الكنيسه
رابعاً / ظروف اجتماعيه
حيث نشأ في المجتمع طبقتان
طبقة السادة التي تملك كل شيء ولها كل شيء
وطبقة العبيد التي تملك ولا تملك أي شيء
وكانت الكنيسة لا تكتفي بالسكوت على مظالم الطبقية
والاقطاع بل كانت نفسها تمارس ذلك
اذا كل تلك الظروف كانت ستظهر لها بكل تأكيد نتائج
نتائج هذه الظروف /
بدأت تلك النتائج بأول نداء بفصل الدين عن الدوله وتقييد
سلطان الكنيسة داخل جدرانها وبدأ بذلك مارتن لوثر
كما نادى الفيلسوف ديكارت بأن للعقل ميدانه وأن ميدان
العلم هو الطبيعه وميدان الدين هو العالم الآخر
أما فولتير فقد تهجم على المسيحية ووصفها بالكائن الوضيع
وقال : ان كان ثمت رجل عاقل فهو لايملك الا أن يغرق فزعاً
من المسيحيه ووصف العقيدة النصرانية بأنها عقيدة متناقضة
سفاكة للدماء ووصف الوحدة بين الدين والدوله بأنه أبشع نظام
ودعا الى اقامة نظام يخضع فيه رجل الدين لنظم الدولة ويخضع
فيه الراهب للقاضي
ثم كانت نتائج ذلك ثورات حطمت فيها مئات الكنائس وقتل
العديد من رجال الكنيسه
كثورة الفلاحين وثورة الفرسان في ألمانيا وثورة الأراضي
المنخفضه اضافة الى الثورة الفرنسية التي رفعت شعار
اقتلوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس
وقد أفرز ذلك تقييد سلطان الكنيسة برفع شعار العلمانية
وفصل الدين عن الدولة واعلانات حقوق الانسان التي ركزت
على حقوق الانسان في الحرية والمساواة وحق مقاومة الظلم
ثم صدرت دساتير متعددة مؤكدة لتلك الحقوق
وقد طبق شعار المذهب الفردي الذي طبق في النطاق الاقتصادي
بالتمكين للرأس ماليه ، وفي المجال السياسي بالتمكين
للديموقراطيه ، وفي المجال الاجتماعي بانطلاق الأفراد في
ما أسموه بالحرية الشخصية وغذى ذلك كله العلمانية واتخذ
تطبيقاتها في مجال التعليم ثم في مجال الاعلام ثم فيما
أسموه بحرية المرأة ،صاحب ذلك نهضة صناعية كانت أوروبا
قد استفادتها من نقل العلوم من الجامعات الاسلامية في
قبرص وقرطبه وأشبيليه
وتصور الكثيرون أن ذلك كله ( بركة ) العلمانية
ولا شك أن الكنيسة( لا الدين ) كانت عقبة كبيرة في سبيل
نهضة اوروبا باعتبار ما أقامته من حجر على العقول وغيره
ولم يكن لأوروبا أن تنهض بغير الثورة على الكنيسه بعد ترديها
واشعل المستفيدون من هذه الشعارات لهيب الحماس
للعلمانية باعتبارها المنقذ للشعوب مما هي فيه من تخلف
وبعد عن الحضارة والمدنية وبقيت اشارات الى اليهود باعتبارهم
المستفيد الأول من هذا الشعار
يقول الكاتب الأمريكي ( وليام غاي كار ) لقد كان اليهود وراء
فكرة فصل الدين عن الدوله
ولعله يؤكد ذلك ماجاء في بروتوكولات حكماء صهيون : ( لقد
بدأت ثمار جهودنا تؤتي أكلها ، اذ أخذ ذلك النفوذ الديني
العظيم على الناس يتضاءل رويداً رويدا ، وحلت حرية الضمير
محله في كل مكان ، لن يمضي غير سنوات معدودات حتى
نشهد احتضار المسيحية ولن تتطلب الديانات الأخرى الا اليسير
من الجهد حتى تتبع المسيحية في الانهيار وسنحصر الدين ورجاله
في أضيق نطاق ) وكما هم اليهود دائماً في الميدان لتحقيق
مآربهم ومخططاتهم 0
وسأعرض ان شاء الله في الجزء الأخير عن العلمانية انتقال
العلمانية الى العالم الاسلامي كيفيتها وآثارها
ودمتم