الهاجس
24-05-04, 11:05 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يدري بخلدي وفكري أن يتمكن القلم مني، ويغتصب وقتي المزدحم لأكتب، بيد ثمة إلحاحاً ساقه لذلك، فهو يحب التميز بطبيعته، فتركته ليفعل فإليكم ما سطره من بحره:
كنت أسير بدرب صغير، وكنت أطأ بقدمي على الجثث والهياكل العظيمة، لحظة هستيرية ، وهلوسة فكرية، من قام بهذا الشيء الفظيع، والذي لا يقره عقل ولا منطق؛ الظلام حالك السواد، والدخان يعلو المنطقة، ولا ترى إلا العظام والرؤوس مفصولة عن الأجساد، الرعب خيم على أرجاء ذلك الطريق. قلة قليلة ستخرج من ذلك الممر وهي في كامل وعيها، ورباطة جأشها وتماسكها، حين رمقت سلاحاً ملقى على الأرض، تملكتني الدهشة والتعجب!! أيعقل أن تكون الكتيبة رقم 1074 قد مرت من هنا .
سرت اهتدي طريقا في تلك العتمة من الليل، الذي أرخى سدوله، وليته لم يفعل، كانت تلك الليلة توحي بأن خطبا قد حصل، وأمراً جلل قد هلهل، فمرور تلك الكتيبة إلى أي ركن قصياً في ذلك الممر، هو الجحيم بأم عينه؛ شاهدت شخبطة على جدارِ كانت عبارة عن توقيع قائد الكتيبة؛ هو شاب يلامس الكرة بسلاسه، ويداعبها باستحباب، كان اسمه حسين ؛ هذا ما ظهر من أول التوقيع، والباقي شخطة أو شخطتين، لا ترمزان لشيء، هذا القائد ومن خلال التوقيع، أتهم ظلماً وزوراً بالوحشية والدموية؛ حيث أنه كان قد وقع على ذلك الجدار الأزرق باللون الأخضر؛ إن الرعب يضرب أطنابه في ذلك الممر القاتم اللون. لا تسمع إلا أصوات الأشباح، والأبواب المهترئة، كان القائد حسين وكتيبته مدربون على حُسن الاستعداد والقتال على الكرة، تلك الكتيبة التي حملت رقم 1074 وهو رقم رحلة لطائرة كانت أقلتهم لمسقط رأسهم، حين أنجزوا مهمتهم على أكمل وجه.
أن مرور تلك الكتيبة، خلق نوعا من الفزع في البيت الأزرق،الذي دمر أشد الدمار والتدمير؛ لم تترك الكتيبة خلفها سوى البؤس والحزن والألم على البيت الأزرق الجميل، فليس لك ألا أن تتخيل جمجمة هنا، ويد ممزوعة هناك، مناظر مروعة، ومشاهد مفزعة ، أقضت المضاجع ، وأسالت المدامع، حسبت المآقي في العيون، والحشرجات في الصدور.
لم يعد هناك في البيت الأزرق أي شيء يدل على الحياة، فلا تسمع تغريد العندليب، ولا زقزقة العصافير، ولا شنشنة الدف، كل هذا ذهب مع الريح أو مع الكتيبة لا يهم؛ فهما وجهان لعملة واحدة، كانت أداة التدمير في تلك الكتيبة عبارة عن قذيفة واحدة من نوع RBG.
تلك الكتيبة لم تكن بحاجة إلى السكاكين والسواطير، بل إلى خمس قذائف من ذلك النوع الدموي، ليحيلوا البيت الأزرق الجميل إلى قطع من الأشلاء الممزقة، فمن شدة فظاعة تلك الكتيبة أن قام المدعو رجيريو بالمرور من أمام خمسة من المدافعين عن البيت الأزرق، كما يمر السهم من الرمية. ولاتسألوني عن ما حدث بعدها.
كان أهل البيت الأزرق، لا حول لهم ولا قوة، وهم يشاهدون انهيار بيتهم بالكامل، والكتيبة توغل في هدم حصونه، وتقتلع أيدي وأرجل المدافعين عنه، لدرجة أن من شاهد تلك المناظر بكى حرقة على البيت الأزرق الجميل، مع أنه ليس بيته، ولكن هناك أناس يعشقون التدمير بدون رحمة أو شفقة.
فالزرع الأخضر الذي مروا من فوقه، لم يسلم منهم أيضاً ، فقد اقتلعوا أجزاء من أشجارها وأزهاره؛ لكي يقوم أصحاب البيت الأزرق بإعادتها من جديد، كل شيء يدل على الحياة في البيت الأزرق لفظ أنفاسه الأخيرة، عفوا حتى التوابيت حطموها، إن الناظر لفظاعة تلك الليلة وذلك الممر ليرتسم على محياه علامات استهجان وتعجب، ولكن.
دُمرت دروب وممرات ومدن، ومع ذلك نهضت وكأن شيئا لم يكن، باستطاعة من ذهب من البيت الأزرق الجميل فداءَ، أن يعود بالمخلصين من أبنائه لرتق الفتق، وسد الشق، وإعداد كتيبة مثل تلك الكتيبة التي تحمل الرقم 1074، فالكلام والإقناع والمجاملة والحوار، لم تعد تجدي نفعا مع أصحاب تلك الكتيبة، الذين صالوا وجالوا في البيت الأزرق باستخفاف، ووزعوا الضحكات ذات اليمنة واليسرة.
إن للبيوت رجال، وللقمع والاستبداد كتيبة، وشتان بينهما، ولم يكن البيت الأزرق بحاجة إلا إلى رجال، رجال مواقف مشرفة ترفع أبصارها إلى السماء وتطلب المدد والعون من خالقها، وتجتهد في سعيها الحثيث إلى المجد الذي جاوزته سابقا بعراقة ماضيها وشموخ أركانها.
لم يدري بخلدي وفكري أن يتمكن القلم مني، ويغتصب وقتي المزدحم لأكتب، بيد ثمة إلحاحاً ساقه لذلك، فهو يحب التميز بطبيعته، فتركته ليفعل فإليكم ما سطره من بحره:
كنت أسير بدرب صغير، وكنت أطأ بقدمي على الجثث والهياكل العظيمة، لحظة هستيرية ، وهلوسة فكرية، من قام بهذا الشيء الفظيع، والذي لا يقره عقل ولا منطق؛ الظلام حالك السواد، والدخان يعلو المنطقة، ولا ترى إلا العظام والرؤوس مفصولة عن الأجساد، الرعب خيم على أرجاء ذلك الطريق. قلة قليلة ستخرج من ذلك الممر وهي في كامل وعيها، ورباطة جأشها وتماسكها، حين رمقت سلاحاً ملقى على الأرض، تملكتني الدهشة والتعجب!! أيعقل أن تكون الكتيبة رقم 1074 قد مرت من هنا .
سرت اهتدي طريقا في تلك العتمة من الليل، الذي أرخى سدوله، وليته لم يفعل، كانت تلك الليلة توحي بأن خطبا قد حصل، وأمراً جلل قد هلهل، فمرور تلك الكتيبة إلى أي ركن قصياً في ذلك الممر، هو الجحيم بأم عينه؛ شاهدت شخبطة على جدارِ كانت عبارة عن توقيع قائد الكتيبة؛ هو شاب يلامس الكرة بسلاسه، ويداعبها باستحباب، كان اسمه حسين ؛ هذا ما ظهر من أول التوقيع، والباقي شخطة أو شخطتين، لا ترمزان لشيء، هذا القائد ومن خلال التوقيع، أتهم ظلماً وزوراً بالوحشية والدموية؛ حيث أنه كان قد وقع على ذلك الجدار الأزرق باللون الأخضر؛ إن الرعب يضرب أطنابه في ذلك الممر القاتم اللون. لا تسمع إلا أصوات الأشباح، والأبواب المهترئة، كان القائد حسين وكتيبته مدربون على حُسن الاستعداد والقتال على الكرة، تلك الكتيبة التي حملت رقم 1074 وهو رقم رحلة لطائرة كانت أقلتهم لمسقط رأسهم، حين أنجزوا مهمتهم على أكمل وجه.
أن مرور تلك الكتيبة، خلق نوعا من الفزع في البيت الأزرق،الذي دمر أشد الدمار والتدمير؛ لم تترك الكتيبة خلفها سوى البؤس والحزن والألم على البيت الأزرق الجميل، فليس لك ألا أن تتخيل جمجمة هنا، ويد ممزوعة هناك، مناظر مروعة، ومشاهد مفزعة ، أقضت المضاجع ، وأسالت المدامع، حسبت المآقي في العيون، والحشرجات في الصدور.
لم يعد هناك في البيت الأزرق أي شيء يدل على الحياة، فلا تسمع تغريد العندليب، ولا زقزقة العصافير، ولا شنشنة الدف، كل هذا ذهب مع الريح أو مع الكتيبة لا يهم؛ فهما وجهان لعملة واحدة، كانت أداة التدمير في تلك الكتيبة عبارة عن قذيفة واحدة من نوع RBG.
تلك الكتيبة لم تكن بحاجة إلى السكاكين والسواطير، بل إلى خمس قذائف من ذلك النوع الدموي، ليحيلوا البيت الأزرق الجميل إلى قطع من الأشلاء الممزقة، فمن شدة فظاعة تلك الكتيبة أن قام المدعو رجيريو بالمرور من أمام خمسة من المدافعين عن البيت الأزرق، كما يمر السهم من الرمية. ولاتسألوني عن ما حدث بعدها.
كان أهل البيت الأزرق، لا حول لهم ولا قوة، وهم يشاهدون انهيار بيتهم بالكامل، والكتيبة توغل في هدم حصونه، وتقتلع أيدي وأرجل المدافعين عنه، لدرجة أن من شاهد تلك المناظر بكى حرقة على البيت الأزرق الجميل، مع أنه ليس بيته، ولكن هناك أناس يعشقون التدمير بدون رحمة أو شفقة.
فالزرع الأخضر الذي مروا من فوقه، لم يسلم منهم أيضاً ، فقد اقتلعوا أجزاء من أشجارها وأزهاره؛ لكي يقوم أصحاب البيت الأزرق بإعادتها من جديد، كل شيء يدل على الحياة في البيت الأزرق لفظ أنفاسه الأخيرة، عفوا حتى التوابيت حطموها، إن الناظر لفظاعة تلك الليلة وذلك الممر ليرتسم على محياه علامات استهجان وتعجب، ولكن.
دُمرت دروب وممرات ومدن، ومع ذلك نهضت وكأن شيئا لم يكن، باستطاعة من ذهب من البيت الأزرق الجميل فداءَ، أن يعود بالمخلصين من أبنائه لرتق الفتق، وسد الشق، وإعداد كتيبة مثل تلك الكتيبة التي تحمل الرقم 1074، فالكلام والإقناع والمجاملة والحوار، لم تعد تجدي نفعا مع أصحاب تلك الكتيبة، الذين صالوا وجالوا في البيت الأزرق باستخفاف، ووزعوا الضحكات ذات اليمنة واليسرة.
إن للبيوت رجال، وللقمع والاستبداد كتيبة، وشتان بينهما، ولم يكن البيت الأزرق بحاجة إلا إلى رجال، رجال مواقف مشرفة ترفع أبصارها إلى السماء وتطلب المدد والعون من خالقها، وتجتهد في سعيها الحثيث إلى المجد الذي جاوزته سابقا بعراقة ماضيها وشموخ أركانها.