المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سليمان .. الذي تغيّر ..!


ماجد الأول
21-05-04, 12:14 pm
كان يسير بسيارته في شارع الكورنيش، كعادته عندما يحتاج إلى الترويح عن نفسه من ضغوط الحياة اليومية. في الوقت الذي كان ينبعث من مذياع سيارته صوت مطربته المفضلة وهي تشدو: ( يا فؤادي لا تسل أين الهوى . . .). كان يحب أم كلثوم لدرجة الجنون، ويطرب لأغانيها لدرجة الهيام! وحين يستمع إليها وهي تصدح بالغناء يجنح خيالُه إلى فضاءات وردية، أساسها الأحلام وغايتها (اللاشيء) !
في العادة لا تنتهي جولة (الترويح عن النفس) - هذه - قبل المرور على عدد من المجمعات التجارية، يتخللها ترقيم . . غزل . . معاكسات . . وغيرها من تصرفات الشباب الطائش. لكن الجولة هذه المرة تبدو غريبة بعض الشيء ..! إذ لم يكن سليمان يطارد الفتيات من أجل الظفر بواحدة يتسلى بها، وإنما كانت نظراته هذا اليوم تتجه صوبَ كل رجل تصحبه زوجته، وتبدو عليهما أمارات حداثة العهد بالزواج ..!!
حتى تفكيره هذا اليوم ليس ككل يوم! كان يقول في نفسه كلما رأى رجلا وزوجته : (يا سلام . . والله الزواج شي حلو . . أكيد إنهم الحين مستانسين )

كانت فكرة الزواج تداعب رأس (سليمان) منذ فترة، وأصبح يفكر فيه بجدية، سيما وأنه قد تقلد وظيفة محترمة، وأصبح له دخل ثابت. عاد ذلك اليوم إلى المنزل وقابل والدته فطلب منها أن تصحبه إلى غرفته لأمر خاص.

لم تتفاجأ الأم بطلب سليمان، فهي خير من يعلم بأنه أصبح بحاجة للاستقرار وبناء عش زوجية جميل قبل أن ينزلق في طريق موحل في زمن كثرت فيه الفتن والمغرِيات.

حين سألته والدته عن شروطه في الزوجة التي يرغبها، قال سليمان: أريدها أن تكون ذات دين ومقبولة الشكل .. ولم يعقد الأمور في شروطه ..
وكانت والدته قبل ذلك تقول له: ( يا سليمان ترا الدين هاليومين أهم شي بالحرمة وانا امك . . والبنت اللي ما تخاف ربها ما فيها خير ). كان سليمان يهز رأسه فقط دليلا على موافقته لكلام أمه، لكنه لم يكن يعي معنى أن تكون الزوجة (ذات خلق ودين)

لم يكن سليمان شابا مستقيما، لكن المقرب إليه يعلم أنه شاب (معتدل) لايدخن . . لا يصاحب سيئي الخلق. لكنه مع ذلك لم يكن بمنأى عن المعاصي ..!

بعد عدة أشهر من البحث عن زوجة لسليمان، دخلت والدته إليه في غرفته وأخبرته بأن الفتاة المناسبة قد وُجدت، طالبة جامعية ذات خلق ودين لها أنشطة دعوية سواء في الجامعة أو في المناشط النسائية الخيرية وعلاوة على ذلك كانت آية في الجمال.
وُفِّق سليمان في الاقتران بهذه المرأة، وتم الزفاف، ودخل سليمان القفص الذهبي - كما يقولون - وبدأ حياة جديدة . . طلق حياة (القرف) كما كان يقول قبل زواجه . . ودخل حياة الهناء كما كان يتصور ..!

بدأت تتضح معالم التغير في سليمان وفي حياته منذ أول يوم في حياته الجديدة . . ؟

في ليلة الدخلة . . وبينما كان يغط في نوم عميق - وما أثقل نومه - شعر بيد ناعمة - لم يعهدها - تهز كتفه

- سليمان . . سايمان ... يالـّه قم لصلاة الفجر . . المذن أذن من شوي
قال سليمان في نفسه : (وش هالبلوى هذي . . الله يستر . . لا يكون بدينا النكد من أول يوم )

قام سليمان إلى الصلاة بدافع الحياء من زوجته (المستقيمة) فقد خشي أن تأخذ عنه فكرة سيئة منذ أول يوم في حياته معها. لم يكن سليمان يفرط في صلاة الفجر ، لكنه لم يكن يصليها في وقتها مع الجماعة. وإنما يؤخرها حتى يحصل له الاكتفاء من النوم، الذي لم يكتفِ منه يوما ما !

توضأ سليمان وذهب للصلاة في المسجد، وأحس وهو في الطريق بعالم غريب ..! فهو لم يصل الفجر في جماعة منذ زمن طويل! أعجبه هذا الهدوء الجاثم والصمت المقيم اللذان شعر بهما وهو في الطريق. وبينما هو في الطريق عنّ له سؤال لاذع : أين أنا من هذه الفريضة ؟!

أسئلة كثيرة تراكمت في رأس هذا السليمان، وكان كمن صحا لتوه من سبات طويل لا يضاهيه إلا سبات أهل الكهف في كهفهم.

مرت حياة سليمان هادئة لا يكدرها شيء . . ذات يوم كان يقلب قنوات التلفزيون متنقلا بين مفاتيح الشر ومواخير العهر العربية . . كانت تشده كثيرا البرامج الإخبارية . . لكن عادة لا يسلم من يقلب هذا الجهاز من بعض التفاهات التي تُبث فيه، وأحيانا لكثرة البرامج التافهة يضطر الشخص أن يكون تافها ويتابع أحد هذه التوافه . . وهذا ما حدث مع سليمان ذات يوم . . دخلت عليه زوجته وهو يتابع أحد البرامج السخيفة، فاهتبلت هذه الفرصة وأخذت بحديثها العذب وفكرها المنطقي وأسلوبها الساحر تقنع زوجها بضرورة الاستغناء عن هذا الجهاز اللعين (الدش) والاكتفاء . بالتلفزيون السعودي لأجل متابعة ما يستحق المتابعة فقط وإلا فهو لا يخلو من الدواهي أحيانا!

سليمان صديق مقرب مني قبل زواجه. وكنا نعرف عن بعضنا كل صغيرة وكبيرة، وهذا ما تعاهدنا عليه منذ الصغر، لكننا انقطعنا عن بعضنا بعد زواج سليمان؛ بسبب سفره للعمل في مدينة أخرى. وبعد عام ونصف العام التقيت سليمانَ . . وما أن رأيته حتى هالني ما حصل له، فلا المظهر مظهر صديقي القديم . . ولا المخبر كذلك. حدثني في هذا اللقاء عن نعمة الله عليه بهذه الزوجة التي استطاعت أن تقلب حياته رأسا على عقب. فبعد أن كان سادرا في غيه لا يدري ما غايته في هذه الحياة وكأنه عضو زائد فيها، أصبح يحس بقيمته ويفخر بإنجازاته في بيته وعند أهله ووسط مجتمعه.

سليمان أيها الأحباء أصبح يكنى بأبي إبراهيم ، وهو اليوم إمام مسجد في المدينة التي يعمل بها، وله نشاطات دعوية في تلك المدينة. هذه هي قصته مع زوجتة (المستقيمة) التي جعلته شيئا بعد أن لم يكن شيئا..

ـــــــــــــــــــــــ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تنكح المرأة لأربع؛ لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر‏ بذات الدين ‏تربت يداك)

[line]

غير منقول
مع التحية ..

وائل
21-05-04, 01:46 pm
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ماجد الأول


إنما كانت نظراته هذا اليوم تتجه صوبَ كل رجل تصحبه زوجته، وتبدو عليهما أمارات حداثة

العهد بالزواج ..!! حتى تفكيره هذا اليوم ليس ككل يوم! كان يقول في نفسه كلما رأى رجلا

وزوجته : (يا سلام . . والله الزواج شي حلو . . أكيد إنهم الحين مستانسين )


هذا الموقف دوماً يستنطق صديقي ( فيصل ) المرافق لي كثيراً فيدعي لهما بالتوفيق ، ثم يكون

دوري التأمين على دعاءة ..


- سليمان . . سايمان ... يالـّه قم لصلاة الفجر . . المذن أذن من شوي
قال سليمان في نفسه : (وش هالبلوى هذي . . الله يستر . . لا يكون بدينا النكد من أول يوم )

..



تذكرت شاب منسم يهرب من الزواج بالفتاة الصالحة ويقول أخاف أتورط بمطوعة :mad:

خاصة إن مالها لحية نعرف طوعها :eek:



ـــــــــــــــــــــــ




غير منقول مع التحية ..





حلوووووه منك هالتقليعة

الرمادي
21-05-04, 07:08 pm
لانشعر بقيمة الشموع إلا عندما يحل الظلام !! وقبل ذلك نرميها هنا وهناك غير عابئين بإمكانية الحاجة إليها يوما ما ... ولكن عندما نفقد النور ونبحث عن تلك الشموع فإنا بالتأكيد لن نجدها ....

ولكن البعض منا قد يكون تعلم درسا ما أو حملته حكمته لتفادي مثل هذا الموقف فأخذ تلك الشموع وتعامل معها بشكل آخر ليجعل منها تحف فنية يضعها في مكان بارز لتصبح شئ أساسي في حياته حتى في اللحظات التي يكون فيها بحاجة الظلام أكثر من النور من خلال إسدال الستائر على منابع الضوء في حياته !!!

هذا هو بالظبط مافعله أخي العزيز ماجد في هذه القصة الجميلة والمفيدة ... من خلال تحويلها من مجرد حدث وعبرة إلى قطعة أدبية تمتع قارئها أثناء المرور عليها لتعلق بالذاكرة وتبيقى فيه الى حين الحاجة إليها ...


شكرا لك أخي العزيز ماجد ....

ويبقى عتبنا كبيرا عليك ببخلك علينا ببعض مما لديك ...


ولك تحياتي وتقديري ,,,,

ماجد الأول
21-05-04, 10:56 pm
أهلا بالجميع

أخي وائل حياك الباري
الله يرزقنا ويرزقك ويرزق فيصل بالصالحة المُصلحة
أما الشاب المنسم .. فهذا تحفة :)
تقليعة (غير منقول) ربما هي تقليعة المستقبل ..!
إذا في عالم المنتديات أصبح المنقول هو الأساس
وغير المنقول طارئ
عاد تدري .. أقول لك سر ..
القصة هذه انتشرت انتشارا واسعا قبل عام أو أكثر في الشبكة ..!
وقد نشرت لي في الساحة العربية وتلقفتها المجموعات البريدية والمنتديات
وفي ستين داهية حقوق كاتبها :)
لذا فإن أخاك مكره لا بطل في عبارة (غير منقول) ..!
خشيت أن يقرأها أحد هــنــا (http://www.arabiyat.com/forums/archive/topic/38966-1.html)أو هــنــا (http://www.twbh.com/articles.php?ID=1628)أو في غير هذين الموقعين
فيظن أني ناقل ..
(ابحث في جوجل بكلمة مفتاحية منها ستجدها في منتديات كثيرة)

دمت رائعا ودامت لنا طلتك

مع التحية ..

[line]

أخي الرمادي
أول سطورك مبهرة حقا
لله أنت .. كيف صورت بخيال فذ ..!
أشكرك أخي
وأرجو أن أكون مساهما ولو بنزر يسير
مما أملك من بضاعة مزجاة
عتبك عنوان محبة
قراءته تثلج الصدر
لكن عقولكم تحتاج عناية في اختيار اللفظ وبناء الفكرة
وهذا مرهق وأنا صاحب بضاعة زهيدة

دمت بخير وهناء