المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البور في الإسلام


رضا البطاوى
11-11-25, 09:00 am
البور في الإسلام
البور في القرآن :
المؤمنون يرجون تجارة لا تبور :
بين الله لنبيه (ص)أن العلماء هم الذين يتلون كتاب الله أى يتبعون آيات الرب مصداق لقوله بسورة آل عمران:
"يتلون آيات الله"
وفسر هذا بأنهم أقاموا الصلاة أى أطاعوا الدين مصداق لقوله بسورة الشورى:
"أن أقيموا الدين"
وفسر هذا بأنهم أنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية والمراد أنهم عملوا من الذى فرضنا عليهم فى الوحى خفاء وجهرا وهم يرجون تجارة لن تبور والمراد يريدون رحمة لن تفنى مصداق لقوله بسورة البقرة:
"يرجون رحمة الله"
وهى الجنة والله سيوفيهم أجورهم والمراد سيؤتيهم ثوابهم وهو رحمتهم مصداق لقوله بسورة النساء:
"سوف يؤتيهم أجورهم "وفسر هذا بأنه يزيدهم من فضله أى يعطيهم من رحمته الجنة ويبين له أنه غفور شكور أى نافع مثيب للعلماء بالجنة
وفى هذا قال تعالى :
"إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور "
المخلفون قوم بور :
بين الله للمخلفين أنهم ظنوا والمراد اعتقدوا فى أنفسهم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا والمراد أن لن يعود النبى (ص) والمصدقون بحكم الله إلى أسرهم إطلاقا فقد اعتقدوا بهلاكهم فى الحرب وهزيمتهم وزين ذلك فى قلوبكم والمراد وحسن الظن فى نفوسكم وهذا يعنى فرحهم بهذا الإعتقاد
وبين لهم أن ذلك ظن السوء أى اعتقاد الباطل وهو الخطأ وهذا يعنى أنهم كانوا قوما بورا أى ناسا خاسرين أى معذبين مصداق لقوله بسورة فصلت:
"الذى ظننتم بربكم أرادكم فأصبحتم خاسرين "
وفى هذا قال تعالى :
"بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك فى قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا "
مكر الكفار يبور :
بين الله لنبيه (ص)أن من كان يريد العزة والمراد من كان يرجو القوة وهى النصر فعليه أن يعرف أن العزة وهى النصر أى القوة كلها نابعة من طاعة أى نصر حكم لله مصداق لقوله بسورة البقرة:
"أن القوة لله جميعا "
وقوله بسورة محمد:
"إن تنصروا الله ينصركم "
والله يصعد إليه الكلم الطيب والمراد والله يسجل عنده الحديث النافع والعمل الصالح يرفعه أى والفعل الحسن يزيد ثواب الكلام النافع الذى هو الإيمان بالوحى الإلهى والذين يمكرون السيئات وهم الذين يعملون الخطايا مصداق لقوله بسورة العنكبوت:
"يعملون السيئات"لهم عذاب شديد أى عقاب عظيم مصداق لقوله بسورة الحج:
"لهم فى الآخرة عذاب عظيم "ومكر الكفار يبور والمراد أن كيد وهو خطايا الكفار تخسر أى تضل مصداق لقوله بسورة غافر:
"وما كيد الكافرين إلا فى ضلال "
وفى هذا قال تعالى :
من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور"
احلال القوم دار البوار :
سأل الله رسوله(ص)ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله والمراد هل لم تعرف بالذين تركوا حكم الله وأحلوا قومهم دار البوار والمراد وأدخلوا شعبهم مكان العذاب جهنم وهى النار يصلونها أى يذوقونها وبئس القرار أى وقبح المهاد مصداق لقوله بسورة آل عمران "وبئس المهاد"
والغرض من السؤال هو إخبار الرسول (ص)وكل مسلم أن الكفار تركوا طاعة نعمة أى حكم الله وعملوا بالكفر وهو الباطل فكان عقابهم هو دخولهم مع أهلهم النار حيث العذاب المستمر .
وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار "
الكفار كانوا أقواما بور :
بين الله لنبيه (ص)أنه يوم يحشرهم أى يبعثهم مرة ثانية للحياة وما يعبدون أى:
"ما يدعون من دونه "كما قال بسورة الحج والمراد وما يزعمون أنهم يطيعونهم من غير الله فيقول للمعبودين بالزعم أأنتم أضللتم عبادى هؤلاء أم هم ضلوا السبيل والمراد هل أنتم أبعدتم خلقى هؤلاء عن الحق أم هم بعدوا من أنفسهم عن الحق؟
والغرض من السؤال إظهار كذب الكفار فى زعمهم عبادة المذكورين هنا فقالوا سبحانك أى الطاعة لحكمك ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء والمراد ما كان يحق لنا أن نعبد من غيرك من آلهة مزعومة وهذا يعنى أنهم يعلنون عبادتهم لله فكيف يعبدونه وفى الوقت نفسه يدعون لعبادتهم وقالوا ولكن متعتهم وآباؤهم حتى نسوا الذكر ولكن أعطيتهم وآباؤهم الرزق حتى تركوا طاعة الإسلام وكانوا قوما بورا أى وكانوا ناسا خاسرين وهذا اتهام للكفار بأنهم السبب فى ضلال أنفسهم فيقال للكفار فقد كذبوكم بما تقولون والمراد فقد جحدوكم بالذى تزعمون فلا تستطيعون صرفا أى نصرا والمراد فلا تقدرون على عمل أى إنقاذ لهم ويبين الله للناس أن من يظلم منهم أى من يكفر منهم نذقه عذابا كبيرا أى عقابا أليما مصداق لقوله بسورة الحج :
"نذقه من عذاب أليم "
وفى هذا قال تعالى :
"ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادى هؤلاء أم هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا فقد كذبوكم بما تقولون فلا تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا "
البور فى الفقه :
لم يستعمل الفقهاء الكلمة البور إلا فى التعبير عن الأرض التى لا تصلح وهى التى من الممكن أن يصلحها صاحبها بالنفقة عليه بتكون أرض زراعية أو أرض مبنية أو أرض مصنع أو غير هذا مما يدخل على الإنسان مال
والأرض البوار يطلق عليها الفقهاء :
الرض الموات ولهم فيها كلام اختلفوا فيه مثل : استصلاح الأرض البور الغير مملوكة لأحد معروف فيجب عند بعضهم استئذان الحاكم وهو ولى المر عند البعض وعند البعض الأخر لا يجب الاستئذان ومن أصلح أرضا بورا فهى له
والحق أنه لا يجوز لحاكم أو لفرد أيا كان أن يصلح أرضا من نفسه وإنما المجتمع يخصص طائفة لاستصلاح تلك الأراضى بزراعتها أو الانتفاع بها كمصانع أو غير هذا و الربح الناتج يقسم على كل المسلمين والطائفة تعطى رواتب فقط على عملهم لقوله تعالى فى اشتراك المسلمين فى الأرض :
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "
ونجد فى الواقع الحالى :
مصطلح التبوير وهو يستخدم ليطلق على أعمال متعددة منها :
الأول تحويل الأرض النافعة للزرع أو التصنيع إلى أرض بور بغرض بيعها كأرض مبانى
الثانى تجريف التربة الزراعية وبيعها كمادة خام لمصانع الطوب
الثالث ترك الأرض بدون زراعة أو بدون تشغيل للمصنع سواء كان هذا نتيجة خلافات بين الملاك أو نتيجة موت من كان يعمل بها أو غير هذا
الرابع حرق الأرض وما عليها بغرض الانتقام أو بغرض الحصول على تعويض أو لغرض أخر
وكل هذه الأعمال محرمة باعتبارها افساد للصالح فى الأرض وكلها يدخل ضمن المنهى فى قوله تعالى :
" ولا تعثوا فى الأرض مفسدين "