تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دموع ليله الزفاف


بنت الشرقيه
13-04-04, 09:56 pm
مساء الخير

بصراحه قصه مؤثره جدا

واعتقد ان الواقع ملئ بمثلها

اتمنى تعجبكم



دموع في ليلة زفاف


لم أكن أعرف حقيقة زوجي إلا ليلة زفافي إليه .. فبعد أن انسحب المدعوون وهدأ صخب الفرح وتوقف قرع الطبول .. وجدتني أمامه وجهاً لوجه في حجرة واحدة والباب مغلق علينا ..

أطرقت برأسي في حياء وحمرة الخجل تعلو وجنتي .. لم أنظر أبداً تجاهه .. ولم أفتح فمي بكلمة واحدة .. هو الرجل ويجب أن يبدأ هو ..

طال انتظاري دون جدوى .. تمر الدقائق بطيئة مملة .. لا صوت .. ولا حركة .. ازداد خوفي وقلقي .. تحول الحياء إلى رعب شديد .. شلني حتى الصدمة ..

لم لا يتكلم هذا الرجل .. لم لا يقترب .. ما به

تململت في جلستي دون أن أحيد نظراتي المصوبة نحو الأرض ..

ترى هل هو خجول لهذه الدرجة .. أم أنني لم أعجبه .. ‍‍ ‍

صرخة قوية دوت في أعماقي .. لا .. بالتأكيد أنا أعجبه .. فأنا جميلة .. بل باهرة الجمال .. وهذه ليست المرة الأولى التي يراني فيها فقد رآني أثناء الخطبة مرة واحدة .. ولكنني لم أحاول التحدث معه إطلاقاً .. هو لم يبادر ولم أشأ أن أكون البادئة فيظن بي الظنون .. حتى أمي قالت لي ذات يوم بأن الرجل يفضل المرأة الخجولة ويكره الجريئة الثرثارة ..

بسملت وحوقلت .. قرأت "الكرسي" في سري وأنا أحاول طرد الشيطان .. ولكنه أيضاً لم يتكلم .. هل هو أبكم لا ينطق .. كلا فقد أكد لي أبي بأنه يتكلم بطلاقة لا نظير لها .. أخي حكى لي كيف أن حديثه حلو وحكاياته كثيرة .. إذاً ما به

ربما هو ليس في الحجرة معي .. هنا فقط رفعت رأسي بذعر لتصطدم عيناي به .. أخفضت عيناي بسرعة وصدري يعلو ويهبط .. ولكنه لا ينظر إلي ..

أنا متأكدة من ذلك .. في نظرتي السريعة إليه أدركت هذا .. رفعت نظراتي إليه ببطء

وأنا أغرق في ذهولي ..إنه لا يشعر حتى بوجودي .. فقط ينظر إلى السقف بقلق وعلى وجهه سيماء تفكير عميق ..

تحرك فجأة ولكنني لم أستطع أن أبعد نظرات الدهشة عنه .. لم ينظر إلي كما تبادر إلى ذهني .. فقط نظر إلى الساعة ثم أخذ يقضم أظافره بعصبية شديدة ..

تحولت دهشتي إلى نوع من الحزن .. ممتزج بيأس مر ..

قطرات من الدموع انسابت من عيني لتتحول إلى أنين خافت تقطعه شهقات تكاد تمزق صدري الصغير ..

حانت منه إلتفاتة عابرة لا تدل على شيء .. فارتفع نشيجي عالياً يقطع الصمت من حولي ويحيل الحجرة الهادئة المعدة لعروسين إلى مأتم حزين .

اقترب مني ببطء .. وقف إلى جواري قائلاً بصوت غريب أسمعه لأول مرة :

لماذا تبكين

هززت كتفي بيأس ودموعي لا تزال تنهال بغزارة على وجهي ليصبح كخريطة ألوان ممزقة ..

عاد لي الصوت الغريب مرة أخرى قائلاً .

اسمعي يا ابنة عبد الله بن راشد .. أنت طالق ‍..

توقفت دموعي فجأة وأنا أنظر إليه فاغرة فاهي من شدة الذهول .. هل هو يهزل .. يمثل .. يسخر ..

أين الحقيقة والواقع في وسط هذه المعمعة .. هل أنا أحلم .. أم أنه كابوس مرعب يقضي على مضجعي ..

أفقت في اليوم التالي على بيت أبي .. وأنا مطلقة .. وأمي تنتحب بحرقة .. وأبي يصرخ من بين أسنانه ووجه أسود كالليل :

لقد انتقم مني الجبان .. لن أغفرها له .. لن أغفرها له ..

وقتها فقط عرفت الحقيقة .عرفت بأنني مجرد لعبة للانتقام بين شريكين .. أحدهما وهو أبي قرر أن يزوجني لابن شريكه لكي يكتسح غضبه الذي سببته له خلافاتهما التجارية ..

والآخر قرر أن ينتقم من أبي في شخصي .. ولكن ما ذنبي أنا في هذا كله .. لماذا يضيع مستقبلي وأنا لا زلت في شرخ الشباب .. لماذا أتعرض للعبة قذرة كتلك

لم أبك .. ولم أذرف دمعة واحدة .. واجهت أبي بكل كبرياء .. وأنا أقول له :

أبي .. لا تندم .. لست أنا من تتحطم ..

نظر أبي لي بدهشة وغشاء رقيق يكسو عينيه .. وإمارات الألم والندم تلوح في وجهه ..

أسرعت إلى حجرتي كي لا أرى انكساره .. نظرت إلى صورتي المنعكسة في المرآة فهالني ما أراه .. أبداً لست أنا .. لست أنا تلك الفتاة الحلوة المرحة الواثقة من نفسها .. لقد تحطم كل شيء في ثوان .. تاهت الحلاوة وسط دهاليز المرارة التي تغص بها نفسي .. وسقط المرح في فورة التعاسة الكاسحة .. وتلاشت الثقة كأنها لم تكن .. وأصبحت أنظر لنفسي بمنظار جديد وكأنني مجرد حيوان مريض أجرب ..

أرعبتني عيناي .. أخافتني نظرة الانتقام الرهيبة التي تطل منهما ..

أغمضتهما بشدة قبل أن تسقط دمعة حائرة ضلت الطريق ..

أسرعت إلى الهاتف وشعلة الانتقام تدفعني بقوة لم أعهدها في نفسي .. أدرت أرقام هاتفه بأصابع قوية لا تعرف الخوف .. جاءني الصوت المميز الغريب الذي لن أنساه مدى الدهر ..

يكفي أنه الصوت الذي قتلني ليلة زفافي وذبحني من الوريد إلى الوريد .. قلت له بنعومة أمقتها :

أنا معجبة

لم أكن أتوقع أبداً سرعة إستجابته و لا تلك الحرارة المزيفة التي أمطرني بها دون أن يعرفني ..

أنهيت المكالمة بعد أن وعدته بأن أحادثه مرة أخرى وفي نفس الوقت من كل يوم ..

بصقت على الهاتف وأنا أودعه كل غضبي وحقدي واحتقاري .. سأحطمه .. سأقتله كما قتلني .. كما دمر كل شيء في حياتي الواعدة ..

استمرت مكالمتي له .. وازداد تلهفه وشوقه لرؤيتي ومعرفة من أكون .. صددته بلطف وأنا أعلن له أنني فتاة مؤدبة وخلوقة .. ولن يسمع مني غير صوتي ..

تدله في حبي حتى الجنون .. وأوغل في متاهاته الشاسعة التي لن تؤدي إلى شيء .. سألني الزواج .. جاوبته بضحكة ساخرة بأنني لا أفكر بالزواج حالياً ..

أجابني بأسى :

أنا مضطر إذن للزواج من أخرى .. فأبي يحاول إقناعي بالزواج من إبنة عمي .. ولكني لن أنساك أبداً يا من عذبتني ‍..

قبل أن أودعه طلبت منه صوراً للذكرى موقعة باسمه .. على أن يتركها في مكان متفق عليه لأخذها أنا بعد ذلك .. وصلتني الصور مقرونة بأجمل العبارات وأرق الكلمات وموقعة باسمه دست على الصور بقدمي وأنا أقاوم غثياني الذي يطفح كرهاً وحقداً وإحتقاراً ..

بعد شهور أخبرني عن طريق الهاتف بموعد زواجه .. ثم قال بلهجة يشوبها التردد :

ألن تحضري حفل زواجي .. ألن أراك ولو للحظة واحدة قبل أن أتزوج .. قلت له باشمئزاز :

وزوجتك أليست هي الجديرة بأن تراها ليلة زفافك ..

رد باحتقار :

إنني لا أحبها .. وقد رأيتها عشرات المرات .. ولكن أنت إنك .. أنت الحب الوحيد في حياتي ..

وعدته باللقاء وفي نفس ليلة زواجه . من جهة أخرى كنت أخطط لتدميره فقد حانت اللحظة الحاسمة لأقتله كما قتلني .. لأحطمه كما حطمني .. كما دمر كل شيء في حياتي البريئة ..

جمعت صوره الممهورة بأروع توقيعاته في ظرف كبير ..

وقبل دخوله على عروسه بساعة واحدة كان الظرف بين يديها .. وكانت الصور متناثرة بعضها ممزق بغل .. وصور أخرى ترقد هادئة داخل الظرف بخيالي تصورت ما حدث ..

العريس يدخل على عروسه التي من المفترض بأنها هادئة ومرحة وجميلة ..

فيجد كل هذا قد تبدل .. الهدوء حل محله الغضب والراحة اتخذ مكانها الصخب .. والجمال تحول إلى وجه منفر بغيض وهي تصرخ بوجهه قائلة :

طلقني

لم أخفي فرحتي وأنا أحادثه في نفس الليلة :

مبروك .. الطلاق .

بوغت سأل بمرارة :

من

قلت له بصوت تخلله الضحكات :

أنا المعجبة .. ابنة عبد الله صالح راشد ..

الرمادي
14-04-04, 12:39 pm
السلام عليكم ,,,

أختي العزيزة بنت الشرقة

قصة مؤثرة ومبكية لدرجة كبيرة ..

فالخسارة لم تكن حياة زوجية في أول طريقها أو أمل فتاة بزوج يصونها بقدر ماهي خسارة كبيرة للقيم والخلاق والمروءة التي اصبحت عملة نادرة بين الرجال بكل أسف

الخسارة تكمن بإضافة وحش كاسر الى الوحوش المملوء بها المجمتمع من ذوات الفراء الناعم والأنياب المكسية بالذهب

تلك الوحوش هي الفتيات المقهورات من قبل أولياء أمورهن أو من المجمتع الظالم لهن غالبا

إن المتمعن لتلك القصة يستطيع أن يعرف كثير من أسرار ماأبتلينا به في مجتمعنا من مصائب وفساد عظيم كما يستطيع أن يعرف الكثير من أسباب ضياع العديد من الفتيات والشباب عن طريق الخير الى طريق الشر

ومع كل ذلك تعجز الكلمات ان تعبر ولو عن القليل مما تشعر به النفس من حزن حيال تلك القصة المؤلمة

ولك تحياتي وتقديري ,,,

بنت الشرقيه
14-04-04, 04:50 pm
مساء الخير

هلا بك الرمادي
بصراحه القصه كما قلت مبكيه خصوصا في بدايه موقف الفتاه
وفاجعتها بشريكها

((ولهذا تم نقلها الى منتدانا
لما فيها من واقع لهذا الزمن
تحكمه المصالح وتتجرد فيه المشاعر))

سبحان الله كيف تتحول مشاعر الحب الى
الكراهيه في لحظات

وتفكر للحظه
في المشاعر المختلطه

تتغير المشاعر من الشهامه للحقاره
ومن السعاده للتعاسه
ومن الحب للكراهيه المره

وتتخالط مشاعر الفرح بالحزن

ويكون هناك ضحيه في هول كل القصه

ليس لها اي ذنب سوى انها ضعيفه
في عالم يحكمه الاقوياء

وقصص اكيد من واقع الحياه ولكن
تنتهي بتكتم شديد
في مجتمعنا

تحياتي

noor
14-04-04, 06:43 pm
اذا طغى الظلم على بني البشر كانت النتيجه اعظم من ذلك

ايها الاب ماهذه القسوه ؟

اترمي ابنتك من اجل حطام دنيا ؟

عزيزتي بنت الشرقيه

شاكرة لك على هذة القصه

لكن هذا المشهد ربما يتكرر

فتاة الثانيه والعشرين مطلقه

لماذا ؟

لان والدها الحنون اصاب شخصا بحادث مما جعل الشاب على كرسي متحرك

وبرغم مراره الكرسي

الا ان ذلك لم يمنع الشاب من ان يطلب الفتاه من والدها كتعويض على مااصابه من شلل

ربما يتبادر الى الذهن ان الوالد سيرفض

لكنه قطعا زوجها من هذا الشاب

ليس لانه عاجز عن تسديد الديه

لكن حب الدنيا والموت في سبيل المال جعله يضع ابنته زوجه لمشلول

والضحيه هي الفتاه التي لم يطل بقائها معه سوى بضعه اشهر

لكنها الآن .. مطلقـــــــــه !!

بنت الشرقيه
15-04-04, 12:38 am
مساء الخير

الحقيقه يا نور

يعني بصدق اقولك دائما
ماتكون المرأه ضحيه
موشرط ضحيه رجل ولكن ممكن تكون
ضحيه ظروف او اي شي
اخر
بس دائم ماتكون هي الضحيه

تحياتي