التاج
04-04-04, 07:11 pm
...
إذا كان رأسك ( يوجعك ) لا تستمر بالقراءة لأنك ستقولها في الآخر !!
هل نحن نشرب الشاي أكثر من غيرنا ؟!!
أم نحن كغيرنا ولكن طريقة تناولنا للشاي جعلته يظهر بهذا الحجم ؟!!
وعلى أن مقدّمة كل تلبية للدعوة تكون بكلمة ( تقهو ) !!
إلا أن الشاي له النصيب الأكبر في أي استضافةٍ نستضيف فيها الضيوف !!
ربما يكون لحجم الفنجال مع حجم ( البيالة ) تفاوتاً يرجّح كفة ( البيالة ) !!
ومع ذلك نجد أن صورة ( الدلة ) هي المشهورة والمعتبرة على اعتبار كرم الضيافة العربية !!
باعتقادي أنها عادة توارثها الأهل إلى أن وصلت إلينا بهذا التقييد !!
فقد كانت الدلة والإبريق عنواني الكرم طبعاً بعد المفطحات !!
الكرم لا يختلف عليه اثنان في الجزيرة العربية !!
بل إن الجاحظ ألفّ كتاباً سمّاه ( البخلاء ) ليحصي مثالبهم ويكشف طرائقهم !!
وهذا الكتاب على أن فيه تصريح بوجود البخلاء إلا أنه يظهر أن إحصائهم يدلل على قلّتهم !!
فلو كان الحال ينطبق على الجميع لما ألفّ كتاباً ، لأن الشذوذ غير حاضر !!
إذاً لا جدال حول الكرم العربي فهو موجود في النفس لكل غريب !!
ونحن إذ نقدّم القهوة والشاي للضيوف نحاول أن نوجد نوعاً من الكرم !!
مع إن غالبية الكبار لا زالوا يعدون القهوة ماءً فهي لا تفي بالكرم !!
ولكن ورغم تلك النظرة أصبح الشاي نوعاً من الكرم مهما كان تحامل البعض عليه !!
قد تكون صعوبة الحياة اليوم تسببت من غير قصدٍ في التخلي عن ( المفطحات ) كما في عرف الكرم في السابق !!
وفي الوقت الذي يعد فيه الشاي كرماً هناك من يعد دخول البيت كرماً في ظل الهجرة التي يلاحظها الجميع على الناس في هذا الوقت !!
إذ يعتبر البعض أن دخول الضيوف رجالاً كانوا أو نساءً يعد كرماً بغض النظر عن تقديم واجبهم من الطعام !!
الغريب أن هناك من يعتقد أن الشاي نوع من الاستخفاف بالضيف !!
وكأنه بهذا التصور يقطع عادةً أو ينكرها بطريقته التي لا تتناسب مع رؤية المجتمع اليوم !!
فالشاي وإن كان عنوان الدعوة فإنه مما لاشك فيه يمثّل نوعاً من الكرم !!
وذلك الشطر المعروف : بيالة شاهي ع الماشي !!
يضحكني على قدر فهمي للبيت !!
فهل كان صاحب هذه العبارة يحاول تصفية حساب القهوة من الكرم العربي ؟!!
إنه إذ يصرّح بالشاي يكون قد استحدث عبارةً جديدةً للكرم !!
وكأن صاحب الدعوة يضمن للمدعو بيالةً واحدةً وهي كفيلة بإرضاء نهمه للضيافة !!
ولو حمّل البيت هذا المعنى لكان صاحبنا من بخلاء الجاحظ !!
فهل كانت البيالة الواحدة سبيلاً لدعوة الضيوف بهذا الإعلان الصريح ؟!!
وماذا يعمل صاحبنا إن طلب الضيف بيالةً أخرى ؟!!
أما من ناحيةٍ أخرى لتقبّل البيت !!
فإن المعنى يؤكد على كرم هذا الرجل حيث يصر على إكرام ضيفه حتى لو كان كرمه من خلال بيالةٍ واحدةٍ !!
وعليك أن تتخيّل الضيف بسرعةٍ من أمره وصاحب الدعوة يلح عليه !!
وهنا نجد أن الكرم نابع من حب الاستضافة والإكرام !!
أما من وجهة نظرٍ ثالثةٍ فإن صاحب الدعوة صادق في قوله بيالةٍ واحدةٍ !!
بماذا يكون صادقاً إذاً … ؟!!
يكون صادقاً إذا كان صاحب الدعوة من غير الجزيرة العربية أو كان منها ممن لا يستخدم البيالة !!
وما الذي يستخدمه أثناء شرب الشاي ؟!!
قد يكون صاحب الدعوة ممن يستعملون الأكواز ( الأكواب ) فيكون بدعوته تلك صادقاً !!
وإن سأل أحد ولماذا يقول بيالة ؟!!
قد يكون التفلظ بـ بيالة دليل على مسايرة المجتمع أو لعدم لمزه بذكر ( الكوب ) فقد يكون صاحب الدعوة تاجراً ويشرب بغير ما يشرب عامة الناس !!
إذاً فالطريق الوحيد هو الشاي في هذا الوقت المتسم بالسرعة !!
فالكل يحاول التهرّب من الولائم والمفاطيح !!
والدعوة لشرب الشاي تعد كرماً مهما كان تصوّر البعض من أنها لقاء لا إكرام !!
فهل تكون الدعوة للمفاطيح بغير أوقاتها ؟!!
إن الدعوة التي تكون المفاطيح فيها حاضرة تحتاج إلى عددٍ من الناس !!
كما أنها تحتاج إلى مناسبة !!
أما شرب الشاي فإنه لا يحتاج إلى ذلك !!
فبمجرد الخروج من المسجد يستطيع أي شخصٍ دعوة غيره لتناول الشاي !!
وإذا كانت تلبية الولائم غير مرغوبٍ فيها فإن التلبية مع الشاي قد تكون أرغب وادّعى !!
إذاً فالشاي أوفر وأقل كلفةٍ من الوليمة !!
فاسرعوا إلى دعوة أحبابكم وأصدقائكم قبل أن يعلم الجاحظ عنا !!
تحياتي للجميع
14/2/1425هـ
إذا كان رأسك ( يوجعك ) لا تستمر بالقراءة لأنك ستقولها في الآخر !!
هل نحن نشرب الشاي أكثر من غيرنا ؟!!
أم نحن كغيرنا ولكن طريقة تناولنا للشاي جعلته يظهر بهذا الحجم ؟!!
وعلى أن مقدّمة كل تلبية للدعوة تكون بكلمة ( تقهو ) !!
إلا أن الشاي له النصيب الأكبر في أي استضافةٍ نستضيف فيها الضيوف !!
ربما يكون لحجم الفنجال مع حجم ( البيالة ) تفاوتاً يرجّح كفة ( البيالة ) !!
ومع ذلك نجد أن صورة ( الدلة ) هي المشهورة والمعتبرة على اعتبار كرم الضيافة العربية !!
باعتقادي أنها عادة توارثها الأهل إلى أن وصلت إلينا بهذا التقييد !!
فقد كانت الدلة والإبريق عنواني الكرم طبعاً بعد المفطحات !!
الكرم لا يختلف عليه اثنان في الجزيرة العربية !!
بل إن الجاحظ ألفّ كتاباً سمّاه ( البخلاء ) ليحصي مثالبهم ويكشف طرائقهم !!
وهذا الكتاب على أن فيه تصريح بوجود البخلاء إلا أنه يظهر أن إحصائهم يدلل على قلّتهم !!
فلو كان الحال ينطبق على الجميع لما ألفّ كتاباً ، لأن الشذوذ غير حاضر !!
إذاً لا جدال حول الكرم العربي فهو موجود في النفس لكل غريب !!
ونحن إذ نقدّم القهوة والشاي للضيوف نحاول أن نوجد نوعاً من الكرم !!
مع إن غالبية الكبار لا زالوا يعدون القهوة ماءً فهي لا تفي بالكرم !!
ولكن ورغم تلك النظرة أصبح الشاي نوعاً من الكرم مهما كان تحامل البعض عليه !!
قد تكون صعوبة الحياة اليوم تسببت من غير قصدٍ في التخلي عن ( المفطحات ) كما في عرف الكرم في السابق !!
وفي الوقت الذي يعد فيه الشاي كرماً هناك من يعد دخول البيت كرماً في ظل الهجرة التي يلاحظها الجميع على الناس في هذا الوقت !!
إذ يعتبر البعض أن دخول الضيوف رجالاً كانوا أو نساءً يعد كرماً بغض النظر عن تقديم واجبهم من الطعام !!
الغريب أن هناك من يعتقد أن الشاي نوع من الاستخفاف بالضيف !!
وكأنه بهذا التصور يقطع عادةً أو ينكرها بطريقته التي لا تتناسب مع رؤية المجتمع اليوم !!
فالشاي وإن كان عنوان الدعوة فإنه مما لاشك فيه يمثّل نوعاً من الكرم !!
وذلك الشطر المعروف : بيالة شاهي ع الماشي !!
يضحكني على قدر فهمي للبيت !!
فهل كان صاحب هذه العبارة يحاول تصفية حساب القهوة من الكرم العربي ؟!!
إنه إذ يصرّح بالشاي يكون قد استحدث عبارةً جديدةً للكرم !!
وكأن صاحب الدعوة يضمن للمدعو بيالةً واحدةً وهي كفيلة بإرضاء نهمه للضيافة !!
ولو حمّل البيت هذا المعنى لكان صاحبنا من بخلاء الجاحظ !!
فهل كانت البيالة الواحدة سبيلاً لدعوة الضيوف بهذا الإعلان الصريح ؟!!
وماذا يعمل صاحبنا إن طلب الضيف بيالةً أخرى ؟!!
أما من ناحيةٍ أخرى لتقبّل البيت !!
فإن المعنى يؤكد على كرم هذا الرجل حيث يصر على إكرام ضيفه حتى لو كان كرمه من خلال بيالةٍ واحدةٍ !!
وعليك أن تتخيّل الضيف بسرعةٍ من أمره وصاحب الدعوة يلح عليه !!
وهنا نجد أن الكرم نابع من حب الاستضافة والإكرام !!
أما من وجهة نظرٍ ثالثةٍ فإن صاحب الدعوة صادق في قوله بيالةٍ واحدةٍ !!
بماذا يكون صادقاً إذاً … ؟!!
يكون صادقاً إذا كان صاحب الدعوة من غير الجزيرة العربية أو كان منها ممن لا يستخدم البيالة !!
وما الذي يستخدمه أثناء شرب الشاي ؟!!
قد يكون صاحب الدعوة ممن يستعملون الأكواز ( الأكواب ) فيكون بدعوته تلك صادقاً !!
وإن سأل أحد ولماذا يقول بيالة ؟!!
قد يكون التفلظ بـ بيالة دليل على مسايرة المجتمع أو لعدم لمزه بذكر ( الكوب ) فقد يكون صاحب الدعوة تاجراً ويشرب بغير ما يشرب عامة الناس !!
إذاً فالطريق الوحيد هو الشاي في هذا الوقت المتسم بالسرعة !!
فالكل يحاول التهرّب من الولائم والمفاطيح !!
والدعوة لشرب الشاي تعد كرماً مهما كان تصوّر البعض من أنها لقاء لا إكرام !!
فهل تكون الدعوة للمفاطيح بغير أوقاتها ؟!!
إن الدعوة التي تكون المفاطيح فيها حاضرة تحتاج إلى عددٍ من الناس !!
كما أنها تحتاج إلى مناسبة !!
أما شرب الشاي فإنه لا يحتاج إلى ذلك !!
فبمجرد الخروج من المسجد يستطيع أي شخصٍ دعوة غيره لتناول الشاي !!
وإذا كانت تلبية الولائم غير مرغوبٍ فيها فإن التلبية مع الشاي قد تكون أرغب وادّعى !!
إذاً فالشاي أوفر وأقل كلفةٍ من الوليمة !!
فاسرعوا إلى دعوة أحبابكم وأصدقائكم قبل أن يعلم الجاحظ عنا !!
تحياتي للجميع
14/2/1425هـ