تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشعـــر العامي هو شعرنا الحقيقـــي !!


العريف
30-03-04, 02:08 am
تحية وسلاما وبعــــــد :

اسمحوا لي ان انقل لكم هذا المقال لكاتب مميز يقيم فيه الشعر الفصيح والعامي من خلال مقارنة اجراها بين الشاعر / بدر بن عبدالمحسن والشاعر / غازي القصيبي ,,


دعوني اترككم مع جرأة هذا الكاتب الذي اعجبني طرحه خصوصا وانني من المؤيدين وبقوة لفكرته هذه من قبل ان اقرأ ماكتب ,,


الكاتب:
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ-
-----------------------------------------

كنت وما أزال اعتقد ان الشعر العامي أو الشعبي، هو الأقدر على التعبير عن أحاسيس الإنسان السعودي المعاصر من الشعر الفصيح. وقد كتبت منذ سنوات عن ضرورة تدريسه اكاديمياً والاعتناء به كأدب، وليس فقط كمرجع أنثروبولوجي.
والشعر العامي، كأي ظاهرة شعرية، فيه الجيد وفي الوقت نفسه فيه الرديء مثلما ان الفصيح هو أيضاً كذلك. غير أنني أكاد أجزم أن هناك شعراء عاميين سعوديين متميزين، لو تمت مقارنتهم بشعراء فصحويين معاصرين ممن سرت بشهرتهم الركبان، من حيث الإبداع الفني، والكثافة الشعرية، لبدوا اقل وبكثير من الناحية الفنية البحتة من الشعراء العاميين.
خذ - مثلاً - الدكتور غازي القصيبي، الذي يعتبر الشاعر الفصحوي الأول والأقوى والأشهر في المملكة. من يقرأ الدكتور القصيبي كشاعر قراءة فنية متعمقة بعيداً عن تألقه الإعلامي، وقيمته الثقافية ككاتب صحفي متميز، ودرجته الأكاديمية كدكتور، ومكانته الاجتماعية كوزير وكسفير، سيكتشف انه متأثر إلى درجة (التقمص) بشاعرين: في جدّياته الشعرية يتقمص المتنبي، ويستلهم لغته وأخيلته ونهجه في التناول ومعالجة الفكرة. وفي غزلياته يتقمص نزار قباني في قاموسه اللغوي ورؤيته للمرأة وطغيان الغنائية على القصيدة. ولم يستطع الدكتور القصيبي رغم تجربته الشعرية الطويلة، وغزارة إنتاجه، أن يتخلص من حالة تقمص (المتنبي) تارة و(نزار) تارة أخرى، ليبدو شعره في النهاية إما حالة مزورة من المتنبي أو صورة مشوهة من نزار.
وفي المقابل خذ - مثلاً - شعر بدر بن عبدالمحسن، والذي هو في تقديري أهم شاعر عرفه تاريخنا المحلي المعاصر على الإطلاق، حتى الآن بدر في قصائده يطرح شعراً يصل في كثافته الشعرية، وفي مجازياته، وفي أخيلته، وفي تمكنه من لغته، وقدرته على الإبداع وتجاوز النمطي والمألوف، إلى مستويات لم يستطع الوصول إليها كل شعرائنا الفصحويين والعاميين المعاصرين بلا استثناء. هذا فضلاً عن ان بدراً في طرحه الشعري لا يشبهه إلا بدر.. ولو ان ناقداً محايداً، ليس له موقف مسبق من (اللهجة العامية)، أي بمعنى آخر ليس ناقداً (مؤدلجاً)، تناول شعر بدر من ناحية فنية بحتة، وقارنه بكل أقرانه، وبالذات بشعرائنا الفصحويين المعاصرين، فليس لدي أدنى شك في انه سيصل إلى هذه النتيجة.

واحتقار الشعر العامي لدى بعض مثقفينا هو موقف لا يمت للأدب والشعر، بل والعلمية والحضارة، بأي صلة. فهم يرفضونه ليس لمحتواه، وإنما رفضاً للغته لأسباب أيديولوجية. رغم أن هذه اللغة التي يرفضونها هي لغتهم المحكية، ولغة تعاملاتهم اليومية، الأمر الذي يجعل مثل هذا الشعر هو الأكثر حميمية والأقدر على التعبير عن أحاسيس إنسان هذا العصر، والالتصاق بواقعه، من الشعر الفصيح.
قد أفهم لماذا يقف ضد الشعر العامي القوميون العروبيون المؤدلجون الذين يجدون في تكريس (العامية القُطيرة) كما يسمونها حجر عثرة ضد شعاراتهم الوحدوية، التي ترى في اللغة الفصحى أحد أهم العوامل المشتركة التي توحد العرب فيما بينهم. وبالتالي فإن من شأن الاهتمام بهذا الشعر في رأيهم، أو قل: في أيديولوجيتهم، إعاقة مشروع (الوحدة العربية) التي لها يطمحون.
أما الذي لا أفهمه فهو موقف بعض الكتاب الإسلاميين السلبي منه. فهذا الموقف على ما يبدو تسرب إليهم من الطرح الأيديولوجي القومي، ولم يكن موقفاً أصيلاً من مواقفهم، والدليل ان الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - رغم تشديده في نبذ كل ما يسيء للإسلام، تجده قد استخدم (اللهجة العامية) في كتاباته الدعوية ولم يجد حرجاً في ذلك، ففي موروثه الدعوي المكتوب هناك رسائل كتبها بنفسه باللهجة العامية المحضة والمعاصرة لحقبته الزمنية، ولو ان الأمر بهذه الخطورة - كما يتوهم البعض - لكان أول من تنبه إليه هو الشيخ نفسه.
والذي لا يتنبه إليه كل من يقف ضد الشعر باللغة المحكية هو أن الشعر الجاهلي، شعر عامي بكل ما يحمله مفهوم (العامية) من معنى. ولعل في هذه الخاصية تحديداً تكمن أهميته، إذ لم يكن في عصره لغة محكية وأخرى نخبوية كما هو الأمر بالنسبة لدينا. لذلك فإن الاهتمام بالشعر العامي المعاصر يوازي في أسبابه وبواعثه الاهتمام بالشعر الجاهلي. وعندما نرفض الشعر العامي اليوم فإننا بالمنطق نفسه يجب أن نرفض أيضاً الشعر الجاهلي العامي كي لا نكون متناقضين.


--------------------------------------

وبعد هذا هل لي ياترى ان اقرأ تعليقكم على ماكتب ؟؟؟؟اخوكم العريـــــف:for12:

خـــــــــــــــالـــــــــد
30-03-04, 02:58 pm
اخي العريف

جراة في طرح هذا الموضوع ,, الذي سيثري الخيمه من خلال مناقشته .



لا يختلف اثنان على اهميه الفصحى وواجبنا في المحافظه على لغتنا من طغيان العاميه عليها ,,


ولذلك فمحور ما ساذكر يدور حول الشعر الفصيح كادب وليس كلغه


و اؤيد الكاتب في ذهب اليه عندما قال ...

هذا الشعر هو الأكثر حميمية والأقدر على التعبير عن أحاسيس إنسان هذا العصر، والالتصاق بواقعه، من الشعر الفصيح .



لذلك سأوجه السؤال الاتي لمعارضي الشعر النبطي..


هل تستعملون الفصحى في جميع تعاملاتكم في حياتكم اليوميه ؟؟


=======


ولدينا موروث هائل من الشعر الشعبي الذي يعتبر تأريخا و مسجلا لتاريخ و حياة اجدادنا .

وفعلا يجب الاعتناء بهذا الموروث والاهتمام به اكاديميا حتى لا يفسده متطفلي الشعر النبطي و حماية له من المتشعورين .

والف تحيه لك اخي العريف

ماجد الأول
30-03-04, 04:22 pm
السلام عليكم

لا أوافق الكاتب ومقاله لا يثبت للشعر النبطي ميزة
مقارنته (بين القصيبي وعبدالمحسن) مقوضة الأساس وأظنه يجهل معنى المقارنة
تدريس هذا النبطي أكاديميا مرفوض جملة وتفصيلا فلن يشرعن الفكر العامي (مما قاله الدكتور الهويمل)
الشيخ محمد بن عبد الوهاب ربما من أسباب رسائله الدعوية (ما دخل الشعر هنا) المكتوبة بالعامية هو كون المخاطب إنسان جاهل أمي لا يفهم إلا بلهجته، ولا أظن الشيخ يحادث العلماء والمتعلمين بهذه اللهجة "المحكية" في رسائله وبحوثه .. ولعل في هذا معنى فهمه من فهمه من أهل النبط وغفل عنه من غفل ... والسحر ينقلب على الساحر :)
أخطأ صاحب المقال في قوله إن الشعر الجاهلي هو شعر عامي .. وليت شعري أين تعلم هذا الرجل !؟
العامي اليوم لا يعترف باللغة وقواعدها ويضرب بها عرض الحائط والشعر الجاهلي عربي فصيح له جذور في العربية ويلتزم قواعد العربية.
لديّ مقال يحكي أن الشعر العامي أو النبطي شعر ميت زائل لا محالة لا يعيش، كفقاعة الصابون فلا أساس يرفده في كتب التراث العربية في المعاجم وغيرها وهو مرتبط بأهل زمان يموت بموتهم وموت لغتهم "المحكية" لكن الوقت غير مناسب لطرحه لأني غير قادر على متابعة الردود عليه حاليا.

عذرا إن كانت المداخلة مجرد إشارات .. إنما قصدت الإيجاز لأن وقتي ضيق؟

دمتم بخير

مع التحية ،،،

العريف
30-03-04, 07:19 pm
اخي الفاضل / خالــــــــــــــــد ,,


دائما مايشرفني تعليقك بصدق ربما لما تشكله من ثقل واضح للمنتدى !


ثم اقول :

اوافقك اخي خالد فيما ذهبت اليه فالاهتمام بالشعر النبطي الشعبي لايعني ان نهمل العربية الفصحى او ان نقلل من اهميتها في حياتنا بل ومستقبلنا ,, فلا غرو في ذلك فهي هويتنا التي نفخر بها ,,

ولكن الكاتب تجرأ وهو يعلم ان هناك من سيعارضه من محبي شعر الفصحى !


استغرب وبشدة لماذا لااجد معارضا للفصحى من الشعراء النبطيين ؟؟؟؟؟


دائما ماتأتي المعارضة من محبي الفصحى وعاشقيها ,,

ونحن من عاشقيها فنحن نحب ونعشق النبطي حتى الثمالة لما لها من حميمية تلاصق احساسيسنا ومشاعرنا _ كما اشار الكاتب _

هل هو خوف على العربية ؟؟

او خوف على الذات ؟؟

سؤالين اوجههما لمعارضي النبطي ؟

لعلي اجد اجابة !


اذا كان الاول فالعربية محفوظة ولاشك وبها نزل القرآن فلا يمكن ان تندثر لان القرآن محفوظ من لدن سميع عليم ,,

اما اذا كان الثاني ( وهذا مااعتقده ) فلماذا الخوف ؟؟


اهو تبرير لموقفكم الضعيف ؟؟

العربية سامية بسمو رجالها ومتحدثيها وبشعرائها الاوائل والمعاصرين ,,

وقد اجدت اخي خالد عندما وجهت سؤالا ثمينا لمعارضيها واتمنى ان يجد اجابة ايضا !!

مالذي يمنع لو اتخذنا نهج (المسارات المتعددة) فلكل مساره ونهجه ولكل محبيه وعشاقه هل هناك مايمنع ياتـــــــــــرى ؟؟؟؟


حاربوها وهاجموها وهي لهجتهم اليومية وليعلم من يعارضها ان لكل لغة لهجة عامية فاللغة السائدة الان (اللغة الانجليزية ) لها لهجة عاميه تسمى( لغة الشارع )
ويتعامل بها ويكتب بها الشعر ايضا !!

ومع ذلك فهي طغت على جميع اللغات وتسيدت !!


حاربوها وكأنهم تناسوا اشعار (محمد الاحمد السديري ) الخالدة !!

وغيره كثيــــــــــــر !!



تحياتي لك خالد:for12:

الرمادي
31-03-04, 10:42 am
السلام عليكم ,,,

أخي العزيز العريف

يبدو لي والله أعلم أن الكاتب أقحم الفصحى في الموضوع لهوى في نفسه ..

فهو لم يجد في المقارنة بين الفصحى والعامية من جميع الوجوه وذلك لأن أهتمامه منصب في المقارنة بين شاعرين أراد أن يرفع أحدهما على الآخر ولأنه لايوجد مقياس للمقارنة بينهما فقد زج بهذا الموضوع في حديثة ليفتح لنفسه بابا يطرق من خلاله ما أراد البوح به ..

ولهذا فقد تخبط كثيرا في حديثه عن العربية الفصحى مما جعله يقلل من الفرد السعودي من ناحية ويتعدى على الدين برجاله من ناحية أخرى ..

وللجميع تحياتي ,,,

العريف
01-04-04, 02:57 am
اخي العزيز / ماجد ,,

لقد شرفني تعلقيك ولاشك ثم اقول :

انه عندما وضع الشاعرين على كفتين مختلفتين فهو لايقصد المقارنة ابدا ,,


انما الذي يظهر لي انه اراد ايجاد الفروق بينهما فقط ,,

لكي يتضح كيف ان الشعر النبطي مهضوم الجناح عند الادباء والنقاد وهو ذاك الموروث الهائل من الشعر بجماله واخيلته وصوره الابداعية !

اما عن تدريس الشعر العامي فهو لايعني ان ندرس العامية فهي لهجتنا ولانحتاج الى دراستها فهي معنا سليقة ولدنا عليها !!!

عندما يطالب الكاتب بتدريسه فهو يعني الاهتمام الكامل بهذا الموروث والسعي لايجاد فطاحلة في هذا المجال ولكن يضل هذا رأيه الشخصي وقد اتفق معه او اختلف !

اما عن قوله عن الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب فهو اوردته كمثال فقط وليس كدليل يحتج به فلماذا فرحت به وكأنك قد اصدت في ماء عكر ؟؟

اما عن قوله ان الشعر الجاهلي عامي فأنا فهمته على انه يقصد انه عامي بحكم لهجتهم في ذلك الوقت هي اللغة العربية الفصحى اي بمعنى انهم كتبوا شعرهم بلهجتهم التي يتحدثون بها في جميع شؤونهم !!!

وليس كما هو الحال الان !!!
فلم نعد نسمع العربية الفصحى الا في المسلسلات الدينية او داخل قاعات الجامعات !!!!!


عموما انا بانتظارك اخي ماجد لكي تعرض لي مقالك!


تحياتي لك اولا واخرا

ماجد الأول
01-04-04, 01:45 pm
السلام عليكم

في الجاهلية تنتشر لجات كثيرة لكن اللهجة القرشية هي السائدة في الاستخدام في المحافل والخطب
فاللهجة القرشية هي بمثابة الفصحى اليوم وباقي اللهجات هي مثل اللهجات المنتشرة اليوم على اختلاف شديد في ما تتضمنه لهجات الأمس ولهجات اليوم.
الشعراء في الجاهلية لم ينظموا على لهجاتهم بل نظموا على اللهجة القرشية السائدة في ذلك الوقت ومنهم امرؤ القيس الذي لم ينظم على لهجته اليمنية. وهذا ما جعل طه حسين ينكر كثيرا من الشعر الجاهلي لأن الشعراء لم ينظموا على لهجاتهم..!

على كل حال اقرؤا هذا المقال:

====

أولا: أحب أن أسميه (الشعر الملحون) لأنه قائم على اللحن، أي الخطأ في
النطق السليم على حسب ما يقتضيه الإعراب.

ثانيا: الشعر الملحون هو من حيث الإبداع شعر، ولكنه مضطرب لا تحكمه

قاعدة ولا يسير على نظام، لأن العامية التي يتخذها مركبا هي خارجة عن

القواعد الضابطة، وحيث إنه لا ضابط ولا قانون فمن الحيف أن نتطلب

تقويم الأذواق والرقي بالشعور الجمالي من خلال كلام مضطرب متغير.

الذي أراه أن نتاج العقول - شعرا كان أو نثرا- هو ضرب من عرض العقل

على الناس، والذي يعرض عقله من خلال كلام ملحون- عامي- مسيء إلى

نفسه أولا:

لأن الناس سوف يحكمون عليه بالجهل وعدم المقدرة على الكلام

الفصيح، وحتى لو خفي هذا الرأي عن معاصريه، فلن يخفى عمن يجيئون

بعده

وهو مسيء إلى لغته ثانيا، لأنه أسرف في تجاهل جمالياتها التي بها

تنتشر عربيا و عالميا

ومسيء ثالثا إلى مجتمعه؛ لأنه يعين على تردي اللغة الفصيحة على ألسن

الناس من خلال نشر الكلام الملحون، وقد لمس المربون والمختصون آثار ذلك التردي المهول على ألسنة الناشئة وغيرهم، فقد صار كثير من أبناء

العرب لا يقيم جملة واحدة، فضلا عن أن يفهم، وصارت الجهود التي تبذلها

وزارات التعليم والتربية في بلاد العرب- على علاتها الكثيرة- تذهب سدى،

وأصبحت ترقع خروقا بعد أن كانت ترقع خرقا واحدا أو خرقين.

سألت يوما طالبا في قسم اللغة العربية(؟) - وأنا في قاعة الدرس- لمن

تحفظ من الشعراء على مر العصور ؟ فسمّى أحد شعراء (اللحن/ العامية)

السعوديين!

هل هذا هو مبلغنا في معرفة الشعر؟ هل انطمس كل تاريخنا الإبداعي

ليختصر في هذا الشعر المبتذل؟!

تنبهوا إلى حجم المصيبة: طالب جامعي مختص بدراسة اللغة العربية لا

يعرف إلا شعراء اللحن!!

إن مجرد فهمه أن نتاج هؤلاء اللحّانين مندرج في الدراسة الجامعية التي

هو مختص بها مصيبة كبيرة. فكيف إذا أضيف إلى هذا الوهم العجيب جهله

بشعراء العربية الكبار، وأنا لم أطالبه بأن يعرف شعراء الفصحى

المعاصرين، بل يكفي أن يعرف عددا من شعراء العرب المشاهير كالمتنبي

وأبي تمام، وذلك أضعف إيمان المختص.

هذا الجهل المركب نتيجة حتم لذلك اللهاث وراء اللحن/ العامية، وما في

أرحام الغيوب أشد وأنكى.

إن العامية أو الكلام الملحون نوع من التبذل - أي التساهل والبعد عن انتقاء

الكلام المستقيم لغويا- وهذا التبذل لا يُعمد إليه إلا عند الحاجة.

نحتاج إليه في السوق والشارع والبيت، ولكننا حين نقيد مشاعرنا ونود

عرض عقولنا على الناس نضطر إلى الكلام الفصيح المنمق المتسق لغويا،

لأننا نخرج - حينئذ- عن حالة التبذل التي تسيطر على أغلب مناحي حياتنا.

وقد يقول قائل: هذا نوع من التكلف، والكلام الملحون يسير على الفطرة

والسجية، والتكلف مذموم.

فأقول: نعم، هو تكلف،وليس التكلف مذموما على إطلاقه، والحياة لا تقوم

بلا تكلف، حاول أن تعيش حياتك على السجية ولو يوما واحدا، إنك لن

تستطيع ذلك، إلا إذا انعزلت عن الناس.

إننا نعيش داخل بيوتنا- وأحيانا بين خلّص أصدقائنا- بلا تكلف، فتجدنا في

البيت نلبس متبذلين، أي متساهلين: فقد يكون اللباس غير ساتر، أو غير

نظيف، ولا نبالي، إذْ لا أحد يرانا.

ولكننا حين نخرج إلى مسجد أو منتدى أو مجلس أو مكان عمل، ننتقي من

اللباس ما يلائم الأمكنة التي نقصدها، وما يجملنا في عيون الناس ولا نرى

أنفسنا متكلفين، بل نراه عين التحضر والرقي.

و من معاني ذلك أن في بعض الكلام الملحون( العامي) إبداعا، ولكنه

مخصوص بأمكنة لا يستساغ في غيرها، وحتى أقرِّب الفكرة، أضرب مثلا

بثوب النوم الذي تلبسه المرأة:

إنه قد يكون غاية في جمال المظهر والتناسق والإغراء ونحو ذلك، ولكن

المرأة حين تلبسه في مكان عام تتهم في عقلها أو في دينها وعفتها، وليس

الذم هنا متوجها للباس بذاته،ولكنه متوجه له وهو في ذلك المكان الذي لا

يليق أن يلبس فيه.

هذا هو مثال الفصحى والعامية أو الكلام الملحون، فالعامية لها مكانها -

كاللباس الذي لا نلبسه إلا في بيوتنا مثلا- والفصحى لها مكانها- كاللباس

الذي لا يمكن أن نواجه الناس إلا به-

إن شعراء ( اللحن) أو( العامية) يخرجون علينا في الصحف والمنتديات

بلباس النوم/ فهل نلام إذا نقدنا تصرفهم أو رأيناهم غير أسوياء؟؟

لقد أردت من خلال عرض هذا الرأي تنبيه المتحمسين للـّحن/ العامية، إلى

المخاطر المنطوية فيه من تسطيح لفكر الأمة وتهشيم للغتها البديعة

و(تهميش) لقدرات أبنائها الإبداعية.

وأردت كذلك أن أقول للمتخاذلين عن حربها أو المترددين في رفضها: إني

أراكم تقدمون رجْلا وتؤخرون أخرى، فانظروا في العواقب وتأملوا الواقع

اللغوي المريض عند طوائف من المثقفين العرب بله صغارهم من صحفيين

وطلاب....، واستيقنوا من أسباب الرفض، ثم اعتمدوا على أيهما شئتم.

وسيعلم الذين لحنوا والذين صفقوا للحنهم أي منقلب ينقلبون.

بقلم: عبدالله بن سليم الرشيد

إبراهيم السدرة
01-04-04, 07:34 pm
أعزائي القراء جميعاً وأحبائي المشاركين في النقاش ..

السلام عليكم ورحمة الله

طبعاً أنا أعلم أن شهادتي مجروحة في الموضوع ولكن دعوني أقول شيئاً :

* مشكلة الكثيرين من إخواننا أنهم ينظرون إلى الشعر الشعبي من الناحية اللغوية النحوية البحتة , ويتجاهلون تماماً الناحية الأدبية لهذا الشعر !!

فنراهم يقولون إن الشعر الشعبي يفتقر إلى اللغة العربية الفصيحة الخالية من الأخطاء النحوية , وأنه لا يلتزم بالإعراب , وربما لا يلتزم بالقواعد الإملائية وغير ذلك من العيوب اللغوية الصرفة .

وأنا أتفق معهم في كل ما قالوه , ولكن : هلا رأوا الشعر الشعبي كما هو شعراً أدبياً مليئاً بالصور والأخيلة ؟؟


* في هذا العصر : الشعر الشعبي يتفوق على الشعر الفصيح من عدة نواحي منها :

1- أن الشعر الشعبي أصعب من ناحية التزامه بقافية واحدة مختلفة في كل شطر من الأبيات .. بخلاف الشعر العربي الفصيح .

2- أن الشعر الشعبي يتفوق على الشعر العربي الفصيح المعاصر من الناحية الأدبية الصرفة .. ولكم أن تعملوا مقارنة بين الأدبين بحيادية تامة .

أخيراً ..

يظل الشعر العربي الفصيح هو الأصل , ولكن ألا ترون أيها الأحبة أن الشعر الفصيح أصبح صعب التذوق في هذا العصر ؟؟

فكيف تريدون من محبي الشعر أن يتذوقوا شعراً لا طعم له ولا يلامس أحاسيسهم ومشاعرهم الحقيقة ؟؟


وفي الختام يظل الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ..


ومشكورين جميعاً ,,


أخوكم / إبراهيم