المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في كتاب تنبيه الغافلين عن عصمة المرسلين


رضا البطاوى
04-07-22, 08:50 am
قراءة في كتاب تنبيه الغافلين عن عصمة المرسلين
المؤلف حمدى شفيق والبحث يدور حول مناقشة كثرة زوجات بعض الرسل (ص)فى الروايات والعهد القديم كثرة تجعل الأمر غير صحيح وقد تحدث حمدى في مقدمته حول كون أحكام الإسلام عظيمة الفائدة في كل مجال وضرب مثلا بحكم النهى عن الوأد فقال :
"من المعلوم أن فهم الإسلام يحتاج إلى دراسة نصوص القران الكريم والأحاديث الصحيحة، على ضوء أقوال العلماء والمفسرين والفقهاء. لكننا نضيف أيضا أن كثيرا من الأمور تحتاج لفهمها أكثر - فضلا عما سبق- إلى معرفة و فهم الظروف التاريخية والحالة العامة للمجتمعات وقت نزول الرسالات .. وعلى سبيل المثال، فان الباحث غير المسلم سوف يدرك عظمة التشريع الإلهي في منع وأد البنات - أكثر - حين يعرف أن وأد البنات كان عادة إجرامية شائعة عند العرب وشعوب أخرى كثيرة –مثل الصينيين -قبل نزول القران الكريم ..
وذات الأمر في دراسة سير الأنبياء (ص) وللأسف الشديد فان سوء فهم بعض التشريعات السماوية وأحوال الأنبياء أمر شائع لدى كثير من المسلمين في زماننا .. وإذا كان الآخرون الذين لم تبلغهم الرسالة على الوجه الصحيح لهم بعض العذر، فما هو عذر المسلم؟!! لماذا لا يسعى إلى تعلم أمور دينه خاصة في هذا العصر الذي توافرت فيه كل وسائل المعرفة بأيسر السبل؟!! لقد أتاحت الوسائل العلمية الحديثة- مثل الانترنت- لكل إنسان أن يتلقى العلم بكل أنواعه بدون حاجة حتى إلى الخروج من البيت، وبغير تكلفة تذكر.
و أعتقد أنه لا عذر لأحد في عدم تعلم ما لا يسعه الجهل به شرعا – بقدر ما يستطيع - في هذا العصر."
وتحدث حمدى عن زواج موسى(ص) ببنت الشيخ الكبير في مدين فقال :
"وبهذه المناسبة فقد سمع الناس بعض دعاة الفضائيات يتكلمون - بما لا يليق أبدا- حول ظروف زواج سيدنا موسى ببنت سيدنا شعيب (ص)
إذ حاول هؤلاء تقريب الأمور إلى الأذهان بالتشبيه بما يحدث في المجتمعات المعاصرة ..
ونعيد هنا ما قلناه في مواضع أخرى عن ضرورة انتقاء الألفاظ، و التزام الحرص والأدب مع خيرة خلق الله، فهذا من ثوابت العقيدة وليس من نافلة القول، ومخالف ذلك على خطر عظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
فمثلا: لا يجوز أبدا التعليق على اقتراح البنت على أبيها أن يستأجر موسى (ص)للقيام بالعمل بدلا منهما- لقوته وأمانته- على طريقة أن: " البنت أحبت الولد والولد أحب البنت أو أي كلام مشابه من هذا النوع!! ونصيحتي لمن يتكلمون بهذا الأسلوب أن يتوقفوا فورا عن مثل هذا الهذيان حتى لا يضللون العوام ويشجعونهم على الخوض في مقامات الأنبياء الرفيعة بهذا " الاستظراف" الرخيص.
و هذا الأسلوب لا يبرره الزعم بأنه: يجتذب الشباب إلى الالتزام بذلك كما يحسب المدافعون .. فإذا كان البعض لا يمكن جذبه ولا كسبه إلا بهذا الأسلوب السخيف، فالله هو الغنى عنه و عن جميع الخلائق .. ولن يلد الباطل حقا أو خيرا أبدا.
ثم ما أدراك أن موسى (ص)قد تزوج بهذه البنت - بالذات- التي اقترحت على أبيها أن يستعمل سيدنا موسى دون الأخرى؟!! لم يحدد القران الكريم من منهما التي جاءت لتدعو موسى باسم أبيها، و لا تلك التي قالت:" يا أبت استأجره". ولقد عرض عليه الأب أن يزوجه إحدى ابنتيه بدون تحديد أيضا لأي منهما .. إذن لا يوجد دليل قاطع على أن تلك التي تزوجها هي ذاتها التي اقترحت استئجاره، و لا يوجد حتى أي إجماع بين المفسرين بهذا الشأن ..
ثم أين ومتى وقع هذا الحب إذا كان موسى (ص)قد وصل- بالكاد- إلى" مدين" وسقى لهما الأغنام والإبل، ثم استراح قليلا في الظل، إلى أن أرسل إليه أبوهما ليدعوه إلى بيته و ليكافئه على معروفه. وجاءت إليه إحدى البنتين تبلغه دعوة أبيها، ونص العلماء في كل التفاسير على أنها كانت عفيفة مستترة تغطى وجهها وتمشى بكل حياء وأدب. إنه لم ير حتى وجهها، فكيف أحبها كما قد يتوهم البعض؟!!."
وحمدى شفيق هنا أخطأ في أمرين:
ألأول كون البنت بنت شعيب (ص) وهو ما لا دليل عليه لبعد موسى(ص) زمنيا عن شعيب(ص) بعشرات إن لم يكن أكثر من ألأجيال فشعيب(ص) كان معاصرا للوط(ص) أو بعده بقليل كما قال تعالى على لسان شعيب(ص) نفسه:
" وما قوم لوط منكم ببعيد"
وقد وصفت البنتان والدهما بصفة الشيخ الكبير أنه رجل عجوز فقالتا:
" وأبونا شيح كبير"
الثانى نهى المتفقهين والاعلاميين عن ذكر حكاية حب موسى(ص) والفتاة وإنكار الحب أو الإعجاب بين رسول وفتاة أو امرأة يريد زواجها ذكرها الله نفسه في محمد(ص) فقال :
" لا يحل لك النساء من بعد ألا ما ملكت يمينك ولو أعجبك حسنهن"
فالرسول أيا كان اسمه بشر ومن ثم من الممكن أن يحب فتاة أو تحبه فتاة فالحب ليس محرما طالما الهدف منه هو الزواج وليس الزنى أو اى شىء شرير أخر
وتحدث جمدة ذاكرا الروايات في معنى استحياء بنت الشيخ الكبير فقال :
"ولنقرأ معا جانبا مما قال الإمام الطبري لأنه مفيد جدا أيضا في الرد على منكري النقاب الطاهر:": فجاءت موسى إحدى المرأتين اللتين سقى لهما تمشي على استحياء من موسى، قد سترت وجهها بثوبها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو السائب والفضل بن الصباح، قالا: ثنا ابن فضيل، عن ضرار بن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عمر بن الخطاب ، في قوله: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: مستترة بكم درعها، أو بكم قميصها.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة، عن حماد بن عمرو الأسدي، عن أبي سنان، عن ابن أبي الهذيل عن عمر قال: واضعة يدها على وجهها مستترة.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قد سترت وجهها بيديها.
قال: ثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف بنحوه.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قائلة بيديها على وجهها، ووضع أبي يده على وجهه.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة واضعة ثوبها على وجهها. تقول {إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا }
وقال الإمام الرازي في تفسيره:" " وقال محمد بن إسحاق في البنتين اسم الكبرى صفورا، والصغرى ليا، وقال غيره صفرا وصفيرا، وقال الضحاك صافورا والتي جاءت إلى موسى (ص)هي الكبرى على قول الأكثرين، وقال الكلبي: هي الصغرى، وليس في القرآن دلالة على شيء من هذه التفاصيل."
لاحظ مقولة الإمام الرازي الأخيرةhttps://www.rewity.com/forum/images/smilies/smile.gif وليس في القران دلالة على شيء من هذه التفاصيل)."
وألأقوال المنقولة لا تدل على شىء مما ذهب إليه حجمدى من وجود النقاب لأن الستر في معظم الروايات كانن باليد أو اليدين أو بكم القميص أو الدرع وليس بنقاب أآ شىء مغطى للوجع
والغريب أن كل الروايات ليس فيها قول للنبى(ص) حتى يمكن الاعتماد عليه
وتحدث حمدى عن بقية الموضوع فقال :
"ألا ترى معي أن هذا أدعى إلى التزام الحرص وعدم محاولة إضافة: (توابل وبهارات) إلى القصص القرانى بغير دليل قاطع؟!!
وقد أمر موسى البنت أن تمشى خلفه وليس أمامه أو إلى جواره، حتى لا يتبادل معها النظرات أو الكلام الذي لا ضرورة له؟!.
فالنبي المعصوم لم يتجاذب معها أطراف الحديث - كما قد تتوهم بعض العقول القاصرة - وسار أمامها إلى أن وصل إلى البيت، فرحب به الأب، وأجلسه معه، وأطعمه، وعرف قصته مع فرعون وقومه .. ثم عرض عليه تزويجه إحدى البنتين بلا تحديد. ووافق موسى عليه السلام. وهكذا تم الزواج بلا أية مقدمات "درامية " وهمية .. ولا يجوز أن يظن غير هذا بهؤلاء الأطهار."
وكلام حمدى هنا استهبال فلابد من دوران حديث حتمى حول طريقة الوصول لبيت الفتاة وهو ما توضحه روايات أخرى تقول أنه طلب منها أن تحمل حصى وتقذفه أمامه وهو يمشى أمامها حتى لا يركز نظره عليها من الخلف حتى لا يخطىء الطريق وقال :
"ثم إن الأنبياء (ص)لا يتزوجون ولا يزوجون بناتهم إلا بوحي و أمر من الله تعالى، وليس لأن أحدا منهم – حاشا لله – قد وقع في غرام هذه أو تلك .."
وهذا الكلام خطأ فادح فالوحى طبقا للتاريخ المعروف لم ينزل على محمد(ص) ليتزوج خديجة قبل نزول الرسالة بخمسة عشر عاما فالتزويج والزواج ليس مرتبط بالوحى إلا في حالات محددة الغرض منها بيان حكم كما في زواج محمد(ص) من طليقة زيد المتبنى
وتحدث حمدى فقال :
"والسؤال الآن لكل علماء الإسلام: هل يجوز – طبقا لأي رأى كان في أي مذهب كان تحت أي ظرف كان- أن يوصف كليم الله عليه السلام:"بالولد" أو " الشاب" أو غير ذلك من ألفاظ بلهاء لا يستطيع المتحدث أن يصف بها أحدا من الحكام و إلا .. ؟!!!
هل أصبح الأنبياء (ص)عرضة في هذا الزمان لكل من يتناول سيرتهم وأعمالهم بعقله القاصر وتعبيراته غير المدروسة و تشبيهاته غير المنضبطة؟!!
أما آن لهذا الذي يدعو" الفنانات " إلى" عدم الاعتزال" (بحجة أننا نحتاج إليهن لأداء أعمال فنية راقية كما يزعم) أن يستغفر الله، وأن يتوقف عن هذه الأساليب هدانا الله وإياه؟!!
ومن المهم التنبيه هنا إلى أنه لا خصومة بيننا وبين أحد، وأننا لم نكن لنرغب على الإطلاق في الانشغال بمناقشة هذه التخاريف، لولا أنها تطرح على الملايين عبر القنوات الفضائية ومواقع الانترنت، فوجب التصدي لها وتفنيدها. وإنا لله وإنا إليه راجعون
و يمكن لمن شاء مزيدا من تفاصيل قصة موسى مع ابنتي شعيب (ص)جميعا الرجوع إلى أمهات كتب التفسير "
وما قاله حمدى عن وصف الرسل بكلمة شاب أو غلام يتعارض مع وصف الله لهم بلفظ غلام كما في الغلام الحليم والغلام الزكى وهناك روايات مشهورة تصف الرسول الخاتم(ص) بأنه كان شاب كإحدى روايات الهجرة التى تقول" وكان النبى (ص)شابا وابا بكر شيخا"
فالشباب ليس وصفا محرم لكون الرسل(ص) بشر كبقيتنا يجوز عليهم ما يجوز علينا كما قال تعالى على لسان النبى الخاتم(ص):
" قل إنما أنا بشر مثلكم"
بقيت كلمة عن وصف موسى أو غيره بالمعصوم فلا معصوم من الذنوب وكيف يكون موسى(ص) معصوما من الذنوب وقد قتل رجلا واعترف بأن هذا " من عمل الشيطان"كما استغفر ربه فقال :

فلو كان لا يذنب فلماذا اعترف ولماذا استغفر ؟
وحدثنا الرجل عن زواج داود(ص)وسليمان (ص) فقال :
"وهناك أيضا موضوع أخر شائك يسقط آخرون في هاوية الجهل به أو التطاول بشأنه على مقام النبوة الشريف ..
وهو ظروف اقتران سيدنا داود وولده سيدنا سليمان (ص)بأعداد كبيرة من النساء والجواري.
فهناك من ينظرون إلى هذا الموضوع على ضوء حكايات " ألف ليلة وليلة"، على مؤلفها من الله ما يستحق!!
والمصيبة الكبرى أنني قرأت لأحد العلماء المعروفين كلاما حول هذا الأمر ملخصه أنه لا يصدق ذلك، واكتفى باستنكار الأرقام، على أساس أنه يستحيل على الرجل أن يجد وقتا أو طاقة - لأداء واجبه كزوج - مع كل هذه الأعداد الهائلة من الزوجات والجواري!!
ولم يفتح الله على " سيدنا " بكلمة أخرى يبدد بها الشبهات في نفوس الناس حول هذا الأمر!! و طالما أنه أثار الموضوع فقد كان لزاما عليه أن يحاول تقديم مزيد من الإيضاح حتى تطمئن قلوب العوام.
بل أخشى القول أنه هو نفسه قد غفل عن وجود حديث شريف صحيح- سنذكره بعد قليل - غفر الله لنا وله!!
وإذا كان هذا هو حال عالم معروف من العلماء المعاصرين ، فما بالك بغير المتخصصين فضلا عن غير المسلمين؟!!
هذا الموضوع ليس من قبيل الترف الفكري، بل هو بالغ الأهمية والخطورة، إذ أن الجهل أو سوء الفهم هنا تترتب عليه كارثة، وهى أن يكفر البعض أن دفعه ذلك إلى النطق بكلام سيء ضد النبيين الكريمين، كما سمعت بأذني ذات مرة من بعض النساء الجاهلات، فضلا عن العلمانيين و العلمانيات هداهم وهداهن الله، أو أراحنا منهم و منهن.
كما نخشى على من يكذب حديثا صحيحا قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهلك أيضا، عافانا الله من كل مكروه وسوء، ورزقنا وجميع المسلمين الثبات على الإسلام حتى نلقاه تعالى
وتحضرني هنا مقولة لابن عباس:" توشك السماء أن تمطر حجارة .. أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقولون قال فلان وفلان؟!! ".قال هذا عندما ذكر حديثا فرد عليه أحد الحاضرين بأن فلانا قال كذا وغيره قال كذا ..
ترى. . لو كان الحبر ابن عباس حيا بيننا الآن، وسمع بأذنيه- مثلا -من يكذبون الأحاديث الصحيحة، أو آخرين يطعنون في السنة المطهرة بأكملها، ويقولون نأخذ بالقران الكريم فقط؟!!! ماذا كان سيقول؟!!"
الرجل يدافع عن الأحاديث غير عارف بأن تصديقها هو ضرب من الجنون خاصة أنه لا يفرق بين ما ينسب إلى النبى(ص) لأنه يعتقد أن ما ورد في كتب هو صحيح بسبب اسم مثلا كالبخارى أو مسلم دون النظر لمخالفة الحديث للقرآن او للواقع
وقد تحدث عن الزواج فقال :
"يقول العهد القديم – التوراة- أنه كان لسيدنا داود – (ص)– مائة زوجة وكثير من الجواري. كما ورد - بالتوراة - أنه كان لابنه سليمان ثلاثمائة زوجة وسبعمائة جارية. وذكروا أيضا أن رحبعام بن سليمان تزوج 18 وكانت له ستون جارية أي كانت له 78 حليلة!
و نشير أولا إلى أن هذه الأرقام يجب أن تؤخذ بحذر شديد، لما هو معلوم من أن نصوص التوراة والأناجيل قد تعرضت للتحريف والتبديل عبر العصور.
و مع هذا فإن تعدد زوجات وجواري سليمان (ص)ثابت عندنا بحديث شريف صحيح، لكن العدد أقل بكثير مما ذكرته التوراة المحرفة. .ونص الحديث:" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قال سليمان بن داود (ص)لأطوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله فقال له الملك قل إن شاء الله فلم يقل ونسي فأطاف بهن ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته" صحيح البخاري رقم 4944 في كتاب النكاح باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي"وأخرجه أيضا في كتاب الأنبياء باب" ووهبنا لداود سليمان نعم العبد انه أواب"
رقم3242وأخرجه أيضا في كتاب الجهاد والسير باب من طلب الولد للجهادرقم 2664
وأخرجه في كتاب الأيمان والنذور- يعني الحلف-باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم رقم 6263وأيضا في كتاب كفارات الأيمان باب الاستثناء في اليمين 6341وفي كتاب التوحيد أخر كتاب في البخاري باب في المشيئة والإرادة " وما تشاءون إلا أن يشاء الله" رقم 7031 قال الحافظ بن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري (6 - 460)
"فحاصل الروايات ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسعون و مائة "
الرجل هنا يعترف بوجود تناقض في عدد نساء ليلة سليمان وهذا التناقض دليل كافى لرد تلك الأحاديث لأن النبى الخاتم(ص) لن يخطى في العدد ست مرات
وتحدث مناقشا أدلة المضعفين فقال :
"وقد اعترض البعض على الحديث قائلا:" وفي هذا أيضا نظر من وجوه: أحدها: أن القوة البشرية لتضعف عن الطواف بهن في ليلة واحدة مهما كان الإنسان قويا، فما ذكره أبو هريرة من طواف سليمان (ع) بهن مخالف لنواميس الطبيعة لا يمكن عادة وقوعه أبدا.
ثانيها: أنه لا يجوز على نبي الله تعالى سليمان (ع) أن يترك التعليق على المشيئة، ولا سيما بعد تنبيه الملك إياه إلى ذلك، وما يمنعه من قول إن شاء الله؟ وهو من الدعاء إلى الله والإدلاء عليه، وإنما يتركه الغافلون عن الله عز وجل، الجاهلون بأن الأمور كلها بيده. فما شاء منها كان وما لم يشأ لم يكن، وحاشا أنبياء الله عن غفلة الجاهلين أنهم (ع) لفوق ما يظن المخرفون.
ثالثها: أن أبا هريرة قد اضطرب في عدة نساء سليمان، فتارة روى إنهن مائة كما سمعت، وتارة روى إنهن تسعون، وتارة روى إنهن سبعون وتارة روى إنهن ستون ... )
و قد أجاب شارحو الحديث من علماء السلف على تلك الشبهات.
ففي الرد على الشبهة الأولى: قال الحافظ بن حجر في فتح الباري ": والجمع بينها أن الستين كن حرائر وما زاد عليهن كن من السرارى أو بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون والمائة فكن دون المائة وفوق التسعين، فمن قال تسعون ألغى الكسر ومن قال مائة جبره ومن ثم وقع التردد في رواية جعفر. وأما قول بعض الشراح ليس في ذكر القليل نفى الكثير وهو من مفهوم العدد، وليس بحجة عند الجمهور، فليس بكاف في هذا المقام، وذلك أن مفهوم العدد معتبر عند كثيرين والله أعلم "
وقال الحافظ ابن حجر في الرد على الشبهة الثانية:
"فيه ما خص به الأنبياء من القوة على الجماع الدال ذلك على صحة البنية وقوة الفحولة وكمال الرجولة مع ما هم فيه من الاشتغال بالعبادة والعلوم. وقد وقع للنبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أبلغ المعجزة لأنه مع اشتغاله بعبادة ربه وعلومه ومعالجة الخلق كان مقللا للأكل والمشارب المقتضية لضعف البدن على كثرة الجماع، ومع ذلك فكان يطوف على نسائه في ليلة بغسل واحد وهن إحدى عشرة امرأة وقد تقدم في كتاب الغسل .. ويقال إن كل من كان أتقي لله فشهوته أشد لأن الذي لا يتقي يتفرج بالنظر ونحوه"
وقال الحافظ العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري:" ... خرق الله تعالى لهم العادة في أبدانهم كما خرقها لهم في معجزاتهم وأحوالهم فحصل لسليمان عليه الصلاة والسلام من القدرة أن يطأ في ليلة مائة امرأة ... الخ".انتهى ...
و أما الشبهة الثالثة حول الحديث الشريف فانه لا يمتنع أن ينسى النبي سليمان عليه السلام، فالأنبياء يحتمل أن يحدث النسيان منهم كبشر كما ورد في القران الكريم.
ففي سورة الأعلى يقول الله لنبيه الكريم {سنقرئك فلا ننسى} [الأعلى /6]، وقال عز وجل: {وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظلمين}، [الأنعام 68من الآية]
وقال عز وجل:
) واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا) [الكهف /24.
وقال عز وجل: {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا) [الكهف /60 - 61]، ومثل هذا في القرآن الكريم كثير .."
وهذا الدفاع الذى نقله من بطون الكتب مبنى على خبل في الوقت فحتى لو افترضنا كما افترضوا أن قوة الرجل لا تضعف فمن المعروف أن لكى يدور الرجل على مائة حجرة أو حتى ستين فلابد أن يستغرق وقتا أولا في الجماع ولنقل أنه عشر دقائق من حيث الخلع والمقدمات ثم القذف ثم الاغتسال ثم ارتداء الملابس يستغرق أقله خمس دقائق ودقيقة للانتقال للحجرة المجاورة وطبعا لم نتحدث عن حاجته لأكل وشرب لتجديد المنى الذى يتكون عن طريق ألأكل والشرب
دعنا نقول أن كل جماع بما فيه والاغتسال لازم لأنهن نساء مختلفات ولو لم يغتسل لجاز أن ينقل مرضا من إحداهن إلى الأخريات ومن ثم يحتاج الرجل لجماع المائة إلى 1500 دقيقة أى يوم وساعة فكيف يحدث هذا والرواية تقول ليلة أى نصف اليوم تقريبا
وحتى لو قلنا أن وقت 10 دقائق فسيحتاج إلى 1000 دقيقة أى 18 ساعة تقريبا ومن ثم يحتاج ليلة ونصف نهار ليتم ذلك الجماع
ومن ثم من المحال حدوث ذلك الجماع إلا أن يمارسه بطريقة العراة حيث يضع المائة امرأة عارية في قاعة واحد ويقوم فقط بإدخال عضوه وإخراجه من كل واحدة وهو بذلك سيدفع النسوة لممارسة السحاق وهو زنى النساء ببعضهن لأن بتلك الطريقة لن تشبع شهوة أيا واحدة منهن
ومن ثم فالحديث محال حدوثه في ليلة
وتحدث عن سبب كثرة نساء الرسولين(ص) فقال:
"ولكاتب هذه السطور رأى في سبب آخر لكثرة نساء النبي داود وابنه سليمان (ص).. لقد كان اليهود مصدرا للفتن والحروب في كل مكان و زمان، بطبيعتهم الإجرامية التي دفعتهم إلى عصيان وقتل الأنبياء، وتدفعهم دائما إلى العدوان على الآخرين، وتسبب هذا في اندلاع صراعات دامية مستمرة بينهم وبين الشعوب الأخرى. و من الثابت – تاريخيا - أن عصر داود ثم ولده سليمان (ص)قد وقعت فيه حروب كثيرة طاحنة وردت أخبار بعضها في التوراة. و حكى القران الكريم في سورة البقرة –من الآية 246 إلى الآية 251 - قصة المعركة بين طالوت وجالوت، التي تمكن خلالها داود (ص)من قتل الطاغية جالوت. ومن البديهي أن يهلك خلال هذه الحروب -المتواصلة عبر الأجيال -مئات الألوف من الجنود على الجانبين، و يحدث خلل اجتماعي خطير بسبب الأعداد الهائلة من الرجال القتلى، إذ يخلف هؤلاء عادة مئات الألوف من الأرامل والأيتام، وهذا هو المشاهد دائما عقب كل الحروب عبر التاريخ. وشريعة كل الأنبياء تحظر زواج المؤمنات من الكفار كما هو معلوم. وعدم إيجاد حل معقول ومقبول لهذه المشكلة معناه- لا محالة- أن تنتشر العلاقات غير السوية والانحلال الجنسي، وهذا أمر لن يسمح به نبي من الأنبياء عليهم السلام، خصوصا إذا كان هو الملك المسئول عن أمن البلاد و مصالح الرعية والأخلاق و الآداب العامة، وكان داود –ثم ابنه سليمان من بعده – ملكا ونبيا في ذات الوقت.
و لأن النبي كالأب للأمة، فمن الضروري أن يضرب- بنفسه الشريفة -المثل والقدوة للقلة النادرة التي بقيت من الرجال المؤمنين في كفالة هؤلاء الأرامل والأيتام، ولا يوجد حل نظيف طاهر يسمح به الدين، وتدعو إليه المروءة ومكارم الأخلاق سوى اتخاذ هؤلاء الأرامل زوجات شريفات مع كفالة كل الحقوق لهن على قدم المساواة مع الأخريات.
لهذا اضطر كل من داود وسليمان (ص)إلى الاقتران بهذه الأعداد الكبيرة من الزوجات والجواري، كأعباء إضافية مفروضة على كل منهما - باعتباره نبيا وملكا - ليقتدي به أتباعه من الرجال القلائل الذين أفلتوا من الموت في الحروب.
وهذا هو الرأي المنطقي الذي تؤيده حقائق التاريخ، وهو أيضا التفسير الوحيد المقبول الذي يتناسب مع نبل و طهارة و أخلاق الأنبياء الرفيعة ومقامهم السامي."
وما ذكره حمدى شفيق هو كلام باطل فلا يوجد دليل على كثرة نساء داود(ص) في الروايات عندنا وإنما هو نصوص العهد القديم وأما سليمان فروايات العهد القديم انتقلت واحدة منها لما يسمى الحديث وعليها بنى حمدى دفاعه الباطل
إن حمدى لم يفكر مثلا أن الله حرم غياب الرجل عن زوجته أكثر من أربعة أشهر وهو الإيلاء لأن أقصى مدة لبعد الزوج أو الزوجة عن بعضهما هى تلك المدة وبعدها يرتكبان الزنى ومن ثم فلو فكر في روايات العهد القديم التى تقول بوجود زوجات بالمئات لوجد أنه هذا مخالف للآية تماما وأن نساء أولئك القوم كن يرتكبن الزنى بسبب البعد بالسنوات وليس بالشهور عنهن ومن ثم لوجد شىء من هذا الكلام لكان أقصى حد للزوجات120 زوجة =أربعة أشهر ومع هذا لا يمكن التسليم بزواج نبى بكل هذا العدد مع مشاغل الوحى والحكم بين الناس ومتابعة أعمال الدولة
وتحدث حمدى عن حكايات اليهود الشنيعة في العهد القديم والتى تتهم داود(ص) بارتكاب جرائم كثيرة أولها الزنى وأخرها القتل والزواج بدون عدة فقال :
"ومن الضروري أن ننتبه كذلك إلى ما بثه اليهود – قاتلهم الله – من شائعات قبيحة وأكاذيب مفضوحة عن النبي الكريم داود – (ص)– فقد زعم أعداء الله أن داود (ص)افتتن بزوجة أحد قواده فأرسله إلى جبهة القتال ليموت هناك فيتزوج داود من أرملته التي أعجبه جمالها!! ونلاحظ أن النصارى يشاركون اليهود فى هذه الجرائم النكراء، لأنهم يؤمنون بالتوراة المحرفة باعتبارها العهد القديم عندهم، والعهد الجديد هو مئات الأناجيل التى ينفى بعضها البعض!! وهى فرية دنيئة أكد المفسرون الكبار – ومنهم الإمام ابن كثير رضي الله عنه – أنها باطلة، ومن الإسرائيليات التي يجب طرحها وعدم الأخذ بها. والإيمان بعصمة الأنبياء (ص)من ثوابت العقيدة، والطعن عمدا في طهارة المرسلين ونبل أخلاقهم هو كفر صريح يخرج صاحبه من الملة والعياذ بالله
لقد كان لداود زوجات كثيرات وعشرات من الجواري، ومن ثم لا يتصور أن تبقى له حاجة إلى غيرهن. وليس نبي الله الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما هو الذي يتحايل ليتخلص من قائده حتى يتزوج بعد ذلك من أرملته!!"
وافتروا على سليمان(ص) أنه زوجاته ونسائه جعلنه يعبد غير الله وفى هذا قال حمدى:
"ثم افتروا على ابنه سليمان بدوره، زاعمين أنه:"وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه1 Kgs:11:4: 4" .
وحاشا لله أن يميل قلب نبي ورسول عظيم مثل سليمان (ص)عن عبادة ربه مثلما زعم أعداء الله.
ويكفى للرد على تلك الفرية أن نشير إلى قوة سليمان وعزمه وتفانيه في دعوة الآخرين إلى الإسلام، والمثال الواضح هو القصة التي ذكرها القران الكريم في سورة النمل – الآيات من 15 إلى 44 - وهى تحكى قصة سليمان الذي ورث أباه داود في العلم والنبوة والملك أيضا. وتفصل كيف صبر (ص)على دعوة ملكة سبأ وقومها إلى الإسلام – المرة تلو الأخرى - واستمر يظهر لهم الأدلة والمعجزات حتى هداهم الله أجمعين إلى نبذ عبادة الشمس والدخول في عقيدة التوحيد مع سليمان عليه السلام.
ولا عجب في افتراء أحفاد القردة والخنازير على النبيين الكريمين، فلم يسلم منهم نبي قبلهما ولا بعدهما.ألم يقتلوا يحيى و أباه زكريا و غيرهما عليهم جميعا الصلاة و السلام؟!
ألم يحاولوا قتل هارون وعيسى ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه؟!! ألم يعبدوا العجل ثم تطاولوا على الذات العلية؟!"
وبالقطع هذه افتراءات كان على حمدى أن يناقشها بديلا لما ناقشه في بقية الكتاب لأنه اكتفى بالحديث عنها دون دفاع حقيقى ثم أن اليهود مفترين فقط