المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعال . . واستمع إلى الشعر . .


ماجد الأول
08-03-04, 05:38 pm
قدم (هشام بن عبد الملك) للحج برفقة حاشيته، وكان معهم الشاعر العربي ( الفرزدق ) وكان البيت الحرام مكتظاً بالحجيج في تلك السنة، ولم يُفسح له المجال للطواف فجلب له متكأ ينتظر دوره وعندما قدم الإمام ( علي بن الحسين بن أبي طالب ) عليهم السلام انشقت له صفوف الناس حتى أدرك الحجر الأسود فثارت حفيظة هشام وأغاظه ما فعلته الحجيج لعلي بن الحسين فسأله أحد مرافقيه عنه فقال هشام بن عبد الملك: لا أعرف!؟

فأجابه الشاعر العربي الفرزدق بهذه القصيدة وهي أروع ماقاله الفرزدق:

>> للاستماع إلى القصيدة اضغط هنا << (http://www.dwaihi.com/poem/24frzdq37.ram)



هذا الذي تعرف البطحاء وطأته = والبيت يعرفه والحلُّ والحرمُ
هذا ابن خير عباد الله كُلُّهمُ = هذا التقي النقي الطاهرُ العلمُ
هذا ابن فاطمةٍ إن كنتَ جاهلَه = بجدّه أنبياءُ الله قد ختموا
وليس قولك: منْ هذا ؟ بضائره = العُرْب تعرفُ من أنكرت والعجمُ
كلتا يديه غياثٌ عمَّ نفعهما = يستوكفان ولا يعروهما عَدمُ
سهل الخليقة لا تخشى بوادره = يزينه اثنان حسنُ الخَلقِ والشيمُ
حمّال أثقال أقوامٍ إذا افتتحوا = حلو الشمائل تحلو عنده نَعَمُ
ما قال: ( لا ) قطُّ إلا في تشهده = لولا التشهّد كانت لاءَه نعمُ
عمَّ البرية بالإحسان فانقشعت = عنها الغياهب والإملاق والعدمُ
إذا رأته قريشٌ قال قائلها = إلى مكارم هذا ينتهي الكرمُ
يُغضِي حياءً ويغضى من مهابته = فلا يُكلُّم إلا حين يبتسمُ
بكفّهِ خيزرانُ ريحها عبِق = من كف أروعَ في عِرنينه شممُ
يكاد يمسكه عرفانَ راحته = ركنُ الحطيم إذا ما جاء يستلمُ
الله شرّفه قِدماً وعظّمه = جرى بذاك له في لوحة القلمُ
أيُّ الخلائق ليست في رقابهمُ = لأوّليّه هذا أوْلَه نِعمُ
من يشكرِ الله يشكر أوَّليَّة ذا = فالدين من بيت هذا ناله الأمم
ينمى إلى ذروة الدين التي قصرت = عنها الأكف وعن إدراكها القدمُ
من جده دان فضل الأنبياء له = وفضل أمته دانت له الأمم
مشتقة من رسول الله نبعته = طابت مغارسه والخيم والشيمُ
ينشق ثوب الدجى عن نورغرته = كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلمُ
من معشرٍ حبهم دينٌ، وبغضهمٌ = كفرٌ، وقربهم منجى ومعتصمُ
مقدّمٌ بعد ذكر الله ذكرهمُ = في كِلّ بدءٍ ومختوم به الكلمُ
إن عُدَّ أهل التقى كانوا أئمتهم = أو قيل من خير أهل الأرض قيل همُ
لا يستطيع جوادُ بعد جودهم = ولا يدانيهم قوم وإن كرُموا
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت = والأسْد أسدُ الشرى والبأس محتدم
لا ينقص العسر بسطاً من أكفّهم = سِيّان ذلك إن أثروا وإن عدُموا
يستدفع الشرُّ والبلوى بحبّهم = ويستربُّ به والأحسان والنِّعمُ

ندى المطيري
09-03-04, 11:11 pm
ما أجمل ذكريات المرحلة المتوسطة ..
وما أجمل تلك الرهبانية التي خيمت على الصف ..
والأعين شاخصة لتلك الواقفة وهي تقرأ القصيدة بلحن رهباني ..
أشعرنا عِظم الموقف وروعته ..
تحياتي لأخي الفاضل ..
أختك في الله ..
لبؤة

الرمادي
10-03-04, 10:01 am
السلام عليكم ,,,

أخي العزيز ماجد ..

مع روعة ماقاله الفرزدق من قصائد إلا أن هذه تسمو بكلماتها ومعناها عن كل ماقاله وقد يكون لقناعته الشخصية فيما يقول دورا في هذا الأبداع الكبير ...

لك تحياتي وشكري ,,,