المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عــــصـــام قصة تحكيها الدماااااااااااااااء


هواجـــيـــس
05-03-04, 06:25 pm
وبعد ....


هذه قصة واحدة من ملايين القصص التي تحكي واقع امتنا الجريحة

بداية ...

في احد الجمع من فصل الربيع خرج احمد من معسكره

قاصدا احد الجبال ليتمتع بمنظر الطبيعة الخلابة

اخذ احمد يتسلى بقطف بعض اوراق الشجر

ويخرج من فمه صفيرا يشبه نقنقة الضفادع!!

فراى من بعيد شبحا اشبه بهيكل عظمي على حافة الطريق

فاسرع في خطواته حتى اصبح قاب قوسين او ادنىمنه فازدادت دقات

قلبه عندما راه شابا في الخامسة والعشرين من عمره

جميل الوجه يبكي بكاء شبيها بنواح النساء

فانحنى احمد نحوه ورفعه حتى اجلسه ومسح دموعه فكى الاثنان زهاء نصف ساعة
وساد صمت رهيب واخيرا

قطع احمد السكوت قائلا

_السلام عليك يااخي
_ وعليك السلام ورحمة الله
_مااسمك ؟
_ عصام
_لم تبكي ياعصام؟ ومافائدة البكاء لشاب مثلك؟؟

_ابكي قصة اشابت راسي وانا في الخامسة والعشرين من عمري

ورفع عصام العقال عن راسه فبان شعره كانه كتله ثلج بيضاء

_ احكي بربك قصتك رب اخ لم تلده امك

قصتي طويلة مؤلمة في ان واحد فدعني من فضلك اعيش في دموعي

لانه لا يوجد على وجه الارض من يصغي لقصتي

فالح احمد عليه ورجاه ان يتكلم ووعده بالاستماع

الى القصة من البداية الى النهاية

فاستند عصام الى جذع الشجرة وتنهد تنهيدة عميقة

وفكر برهة ثم بداء القصة ثم قال ::


كنت في العاشرة من عمرياعيش في كنف والدي ووالدتي وثلاثة من اخواتي الصغار في <<< دير ياسين >>>

حتى جاء اليوم الذي دخل اليهود بلدتنا مدججين بسلاح الغدر والخيانة بجانب سلاح

الحديد والنار وحمل رجال القرية سلا حهم ودافعو ببسالة

وكان من الممكن ان يستمر القتال الا ان الذخيرة نفذت

فسقطت القرية في ايديهم فعاثو فسادا في القرية

حتى جاء دور بيتنا !!!!!

فدخلوه فكان اول من رأو بالباب اخي الصغير يحبو على الارض

فطعنه احد الجنود بحربة دخلت من صدره وخرجت من ظهره

وحمله على راسها فدخل هو ورفاقة الى غرفة الاستقبال

حيث كان والدي ووالدتي يجزمان المتاع للهرب من وجه الطغيان

فما شعر والدي الا والجنود يدخلون عليه وهم يحلون اخي الصغير على راس الحربة ويسالون ولد من هذا ؟؟!!

وذهل والدي لهذا المشهد الرهيب فاستل مسدسه من جنبه وافرغه في راس الجندي الجاني فارداه قتيلا

وهجم على الاخرين بالسكين وصرخ باعلى صوته الله اكبر

الله اكبر

ونظرت من ثقب باب المطبخ فرايت هذا المنظر فاخذت كيس من الفحم

وافرغته في ارض المطبخ ولبسته وعيوني تدمع لانني كنت لا اعرف

نهاية عائلتنا ...

ورحت انظر من ثقب كان فيه وجلست خلف الباب اراقب تلك المسرحية التي سطرتها عائلتي بدمائها

دون ان اجرؤ على عمل شي سوى التربص والالم والحسرة

صرخ والدي الله اكبر وهجم علىالجنديين بالسكين

وارداهما قتيلين قبل ان يستعملا سلا حهما

واقترب ليحل الطفلين وانا ووالدتي ليهرب بنا فاذا به يفاجاء بدخول

اكثر من عشرة جنود اسرائليين من الباب فراؤ زملا ئهم قد قتلو

فشهرو السلا ح في وجه والدي ووالدتي

واوقفوهما وجردوهما من كل سلاح وربطوهما معا !!!!

واخذو يضربونهما بالسياط حتى نزفت دمائهما

وبعدها اتو باحد اخوتي الصغار وو ضعوه على رجلي امي

وذبحوه كما يذبح الخروف !!!!!

وامي تصرخ بهم حرام عليكم ايها اللئام .. ماذنب الصغار

وكان الاسرائليون اثناء فعلتهم الشنيعة يقهقهون ويتسلون بتقطيعه اربا اربا !!!!!!

ويرمون بها والدي ووالدتي وتصرخ والدتي اقتلوني لا تتركوني اتعذب

واراهم بعيني يصرخون ويبكون وكان اخوتي اثناء ذلك

يبكون يقولون اماه اماه انقذينا !!!!

ثم جاؤا باخي الثاني الذي عقد الرعب لسانه

واخذو من فمه >>اللهاية >>>

ولكمه احدهم بجمع يدية فوقع على الارض يصرخ وجاء الجندي ورفسه

على راسه بحذائه الكبير وجاء الثالث وتناوله من تجت اقدام زميله

وراح يضرب به الحائط ثم اطلق عليه ثلاث طلقات

نارية من مسدسه وتركه قتيلا كل ذلك على مراى ومسمع من والدي ووالدتي

وجاء دور والدي ليقتله المجرمون عند هذه الحظة

صاحت امي بصوت عالي الله اكبر

الله اكبر الى الحنة الى الحنة ولم تكمل كلمتها الثانية حتى فارقت الحياة

دون رصاص او حراب !!!!!!

فلم يصدقو انها ماتت بل ضربوها اكثر من ثلاثين رصاصة

ودخلو البيت ليجعلو منه خرابا ثم دخلو المطخ وانا جالس لم ينتبهو لي

وبعد ان جعلو من كل شي دمارا خرجو وانا لم يمسسني اي مكروه

فخرجت من الكيس وجلست جنب اخوتي بعد ان جمعتهم عند والدتي واخذت اودعهم بكلمات احر من الدموع

واصرخ بصوت بطئ خوفا من ان يسمعني احد



وعند هذا الحد استاذن عصام ليستريح

ثم عاد قائلا اخذت اسحب امي وابي حتى وضعتهم في حفرة حفرتها قنبله يهودية
قل ذلك بقليلفوضعتهم فيها واتيت باخوتي الصغار

ووضعتهم بين والدي ووالدتي فاتيت ببعض الملابس والبطانيات ووضعتها فوقهم

واخذت ماكان مع والدي من نقود وتسللت من باب الحديقة الخلفي وخرجت الى جبل قرب البلدة وجلست متوريا بالحجارة اراقب الاعمال الوحشية
من بعيد فرايتهم يقومون بجمع النساء الى ان يصل عددهن الى الخمسة والعشرين

فياتون بهن الى ساحة مكشوفة ويطلقون عليهن وابلا من رشاشاتهم

حتى يتساقطن صرعى

ورايتهم يجمعون الاطفال ويقتلونهم بالحراب ورايتهم يجمعةن الشباب

ويربطونهم خلف السيارات ويسحبونهم حتى تتقطع ايدهم والرجلهماو تنفصل رؤؤسهم عن اجسادهم

ويتركونهم بالشوارع!!!!!!!

ورايت كل هذا يااحمد وانا في العاشرة من عمري

غابت شمس ذلك اليوم ودخلت في ذلم الكهف المظلم

وما ان خطوة خطوتين !!!!!


حتى سمعت انينا في الداخل فزعت ثم تحول الا نين الى مناداة

باسمي عـــــــصــــام ؟؟!!!!


فاجبته من انت ؟؟؟؟

فقال ؟؟؟؟!!!!!!!!






بسم الله الرحمن الرحيم


نكمل القصة@@@


وتحول الانين الى مناداة باسمي عــــــصـــــام

فأجبته من انت ؟؟فقال انا يوسف انقذني ياعصام


وكان يوسف هذا احد زملاء الدراسة ويبلغ من العمر اربعة عشر عاما اصيب بعيار ناري في ساقه

بعد ان قتل اليهود اهله وهرب حتى جاء الى هذا الكهف

اقتربت منه وسالته اين الالم ؟

فقال في رجلي وصدري وماان وصلت منه حتى فارق الحياة



متبسما وهو يقول الى الجنة وداعا ياعصام

وداعا يارفيق الدراسة

فبكيت يوسف بكاء شديدا فقد كان صديقا عزيزا علي

وفياً

وتركته كما هو وخرجت وسرت ثــــــــــلاثــــــــة ايــــــــــام

بلياليها قضيتها متنقلا من كهف الى كهف ومن جبل الى جبل

ومن واد الى واد





قضيتها سائرا على اقدامي لا يعرف النوم طريقه الى عيني

وكيف ينام من يعاني الام الجوع والعطش ويهزه الخوف

باستمرا ر وانى بمثل سني ان يتحمل كل هذا العناء ويسر مطمئنا

في طريق ملئ بالوحوش الكاسرة

ولكن رحمة الله ادركتني

فجعلني اقطع هذه المسافة رغم كل شي

ووصلت الى <<< مدينة الخليل >>>

فتشت عن بيت اخي الكبير فدلني عليه احد المارة طرقت الباب فإذا صوت يامرني بالدخول

فدخلت فوجدت اخي وزوجته جالسان على مائدة الغداء فما ان رايته وراني حتى

سقطت مغشيا علي






وبعد ما افقت وجدت نفسي على سرير ابيض واخي بجانبي دامع العينين وزوجته تبكي

فما ان فتحت عيني حتى اطبق علي اخي بالقبل
وهو يقول اخبرني ماذا حدث ؟؟

فطلبت منهم اولا طعاما وشرابا ثم استراحة ساعة

لاستعيد ذاكرتي



اصحيح هو او خيال ففعلو ذلك واستلقيت على السرير بعد الطعام

ووضعت وجهي على الغطاء لاقنعهم اني نائم

واخذت اتصور الامس تذكرت امي وابي واخواتي فصرخت فجاءة

فرفع الغطاء اخي عن وجهي فوجدني غارقا بالدموع

فقال ويحك لقد كدت تقتلني بصمتك

قل لي ماحدث ؟؟

فرويت لهم القصة حتى يشاركني البكاء هو وزوجته فبكياء

ماشاء الله لهما ان يبكياء
ثم اخذني اخي من يدي واخذ يشجعني بقوله

نحن مسلمون يا عصام ومامن احد الا وارد هذا الموت

الذي هو كاس لا بد لكل انسان ان يشربه

وغدا ستكبر وتاخذ بثار عائلتك
فتوكل على الله واصبر

في اليوم الثاني كنت احمل بيدي حقيبة مدرسية متوجها الى المدرسة
لا واصل دراستي ,,,,,,,,,,












مضت اربعة اعوام مليءة بالهواجس والاحلام المزعجة

في بيت اخي ومع زوجته التي شملتني بعطفها وحنانها

ولكن لم انس الا نتقام لاهلي
في العام الخامس ذهبت الالتحق بالجيش وودعت اخي وزوجته

والتحقت بالجيش الاردني

وتدربت تدريبا عسكريا

واصبحت رجلا قادرا على حمل السلاح مضى عامان

ثم ترقيت الى رتبة جندي اول
واصبحت مسؤؤل عن 8 جنود

تركت المزح واللهو والضحك لا ادري لماذا اصبح جل تفكيري في الا نتقام


حتى جاء فصل الشتاء فتذكرت اخي وزوجته وغيابي عنهم 3 اعوام

فا اشتقت لهم وفي صباح اليوم الثاني





طلبت اجازة فوافق القائد على عشرة ايام
حملت حقيبتي وركبت الحافلة وو صلت الى بيتهم طرقت الباب ففتح اخي فطوقني بذراعيه وعانقني عناقا باكيا
ودخلت البيت استقبلتني زوجته وكان معها طفلان

وبعد ان تناولنا الطعام جلست مع اخي نرتب برنامج الانتقام واتفقنا على ان نبداء العملية مع صلاة الفجر اليوم الثاني

وفي المساء زرت بعض الا صدقاء

وكان الجو باردا والمطر ينهمر بكثرة

والرياح عاصفة فجلست مع اصدقائى اشرح لهم

طريقة الانتقام فحبذو الفكرة وتجاذبنا اطراف الحيث الى الساعة


1 بعد منتصف الليل
فاستئذنت من زملا ئي على ان يكون اللقاء بعد ساعتين


في بيت اخي خرجت فوجدت السهول مكفهرة والسيول تنحدر بشدة

اسرعت نحو بيت اخي ورايته ولم اصدق مارايت فركت عيناي هل انا في حلم ام يقظة






















لقد كان البيت قديما فعلا ولشدة الرياح تصدع وسقط على

نزلائه فدخلت بين النقاض واصدمت رجلي في شي لين

فاشعلت عود ثقاب فاذا انا فوق راس اخي الحبيب وقد انشطر

االى شطرين ودماغه تجمدت من شدة البرد فصرخت باعلى صوتي لهول مارايت فهرع الجيران وقامو بمساعدتي في اخراج الجثث من الانقاض فتبين من تحت الانقاض جثة زوجة اخي وبجانبها طفلاها وقد تحولو اشلاء واخرجناهم جميعهم بين بكاء الجيران ونحيبهم


فتصور يااخي كيف كان شعوري وانا اخرج من تحت الانقاض اخر رجل من عائلتي وماهو شعوري وانا اودعه الوداع الاخير

اخر رجل يبكي لبكائي ويفرح لفرحي
واخذنا الجثث ونقلناهم الى بيت احد الجيران و بقيت بجانبهم اودعهم الوداع الخير هكذا الى ان اذن الفجر والريح تلفح وجهي
حتى جاء اصدقائي

وكذبو مارات اعينهم وبكو بكاء شديدا لبكائي اولا ولفشل خطتنا ثانيا
وفي الصباح وضعنا التراب على اخر رجل كان من عائلتي

وعدت من المقبرة مطاطى الراس دامع العينين

ثقيل الخطى همت على وجهي سرت حيث لا ادري حيث شاء الله ان التقي
بفتاة وتبدو عليها علا مات الحزن فكان هذا الحوارفكان هذا الحوار :

_ يبدو انك غريب عن هذا البلد

_ نعم ياسيدتي .

_ من اين انت ؟

_ من دير ياسين القرية الشهيدة

_ مااسمك ؟

_ عصـام.

_ يبدو انك حزين ياسيد عصام .

_ نعم حزين وآخر ماعمر نفسي بالحزن مر قبل ساعات

_ فتنهدت فقالت بصوت تتخلله نبرة حزن اشد من حزني

_ إن الطيور على اشكالها تقع


_اخاف ان تكوني حزينة مثلي

_ مابك وماسبب حزنك ؟

وسالتها مااسمك ؟

فاجابت :فريال .

فقلت لها : سالتني عن سبب حزني وطلبت مني ان اقص عليك القصة فقالت نعم :

فبدات اقص عليها قصتي فرأيت دموعها تنساب على خديها

وصاحت بأعلى صوتها عــصام ابن عمي

رحم الله ابي واباك واخي واخاك

فاستغربت مما قالت فسألتها عن حقيقة امرها فقصت علي

قصتها وكانت مشابهه لقصتي وكان بيتهم بقرب بيتنا في دير ياسين

ولكني حسبت انها قتلت لانها كانت صغيرة في ذلك الوقت فبكيت بعد ان تعارفنا

وقلت سبحان الله لقد عوضني في اخر ايام شقائي بهذه

الفتاة وسألتها هل انت متزوجة ؟؟

قالت : لا

قلت لها اين تسكنين فقالت مع والدتي

في ذلك الحي ...



ونهضنا وغادرنا المكان متوجهين الى البيت فوقفنا امام بيت متواضع


يدل على رقة اهل حال اصحابه

وفتحت الباب بمفتاح كان معها وصاحت امي امي هذا عصام ان عمي


فنهضت الام قائلة اصحيح ان اجدكم بعد انتعبت في التفتيش عليكم ؟؟






الحمدلله الذي بعث لفريال ابن عمها عصام ليعيد مجد هذه العائلة


راحت فريال تقص على امها قصتي فبكت حتى طلوع الفجر

وفي الصباح تناولت الطعام وبعد ان انتهينا قالت الام

انشرح قلبي الان ياولدي الحمدلله سأراكما انت وفريال بعد مدة عريسين

قبل ان اموت وسأشارككما سعادتكما

بقلبي وروحي فنحن امراتين نعيش في بيت لارجل فيه

فكن انت رجلنا فهذا بيتك وهذه خطيبتك وانا والدتك فما رايك ؟؟

فأجبتها ان قلبي يقول لي

ان هذه هي السعادة بعينها ولكِ ماتشائين يااماه ...


وبدات حياة جديدة في اليوم الاول اتيت بالماذون وعقدت قراني على فريال

اصبحت حياتي هادئة انستني الثأر لاهلي انستني واجبي

كرجل عسكري وبعد خمسة ايام ودعتهم ووعدتهم بالعودة اخر الشهر

فبكو وبكيت ولاول مرة ابكي بكاء عاطفي !!!!!

عدت الى المعسكر بعد ان قضيت اكثر من شهر بعيدا عنه وكنت قد تجاوزت اجازة عشرين

يوما فندمتلهذا العمل وعملت ان هذا سوف يغضب القائد

دخلت المعسكر فاسقبلني وكيل القوة فسلمت عليه

فاجابني لماذا تاخرت ياعصام فقلت

لاسباب عائلية

فقال حضر نفسك للمحاكمة غدا

امام القائد وادار ظهره وانصرف

وفي اليوم الثاني كنت اقف امام القائد وقفة المجرم الخائن

فقال القائد

_لماذا تاخرت عشرين يوما عن مركز عملك ياعصام ؟؟

_ اسباب عائلية ياسيدي دعتني الى ذلك

_ هل يوجد في الدنيا كلها شئ يؤخر الجندي عن واجبه

_ سأقص عليك القصة وستعذرني بعدها ياسيدي ,

وبدون ان يصغي الي اصدر امر حكمه قائلا

حكمت المحكمة وجاهيا على المتهم عصام الياسين بالسجن شهرين

مع الفصل من الخدمة العسكرية !!!

وصعقت للحكم ولم اصدق ماسمعت وتاكدت من ذلك بقوله ثانية

اخرجوه الى السجن


فانها كل احلامي فاصبحت الدنيا سوداء وسقطت مغشيا علي

وسمعت القائ كالحالم يقول انقلوه الى السجن

فوراً ........


****************************************



وصحوت من غشيتي بعد ثلاث ساعات فإذا بي داخل السجن

العسكري فحمدت الله وقلت لقد انهدم كل هذا البناء الذي بنيته

قبل ساعات وذهبت فريال وذهبت امها لقد كنت افكر بان الشقاء

قد انقضت ايامه وان فجر السعادة

قد اشرقت انواره فاذا بي اسير من ظلام الى ظلام فالحمدلله على كل حال

لكن عقلي ابى ان يرضخ لهذا الحكم الظالم فرحت احدث نفسي قائلا

لاشك بان القائد سيلوم نفسه على حكمه الصارم

وسيعيد النظر في حكمه

فان لم يكن اليوم فهو غدا او بعد غد

لكن شيئا لم يكن وكنت اقول ليت القائد يعلم ماحل بأهلي ليته يعلم ماحل باخي وزوجته

ليته يعلم بكل هذا فما شعرت الا والددموع تسيل بغزارة

على خدي حارة ملتهبة

انتهى الاسبوع الال فوردتني رسالة الاولى من فريال والاسبوع الثاني والثالث والرابع


وارسلت رسالة تقول فيها :

بأنها اعدت كل شئ لاستقبالي حيث ان موعد الجازة قرب واجبتها ان من المحتمل ان لا احضر هذا الشهر

لاسباب عسكرية خاصة ..

وفي الشهر الثاني وبعد وصول الرسالة الرابعة جائتني فريال

تخبرني فيها بأن والدتها انتقلت الى رحمة الله ....



************************************************** *******

و انها اصبحت وحيدة وتقول خلال اسبوع واحد اذا لم تحضر

فإنها سوف تحضر بنفسها الى المعسكر او تقتل نفسها لكثرة العذاب التي اصبحت لاتتحلمه وقالت في رسالتها

التي استفتحتها بقولها :

يامن بقي لي في هذه الدنيا وكان فيها : سأذهب الى ذلك الكوخ

الذي عرفتك عنده لغاية اسبوع واحد من كتابة الرسالة

اذا لم تحضر سأحضر لك انا واذا تعذر علي ذلك سأقتل نفسي

في ذلك الكوخ ... فريال ...


************************************************** *****



وعند وصول هذه الرسالة الي كان قد بقي على خروجي من السجن 3 ايام

فمضت وكأنها ثلاث سنوات وخرجت من المعسكر بعد ان سلمت عهدتي

ولبست ملابسي المدنية وخرجت من المعسكر كخروج ادم من الجنة !!!!!

او كخروج ابليس مذموماً

وهمت على وجهي وما ان جاء اليوم الخامس حتى كنت واقفاً

بباب فريال وطرقته فلم يجبني احد وفجأة تذكرت رسالتها

وقولها ستجدني بالكوخ ..

فسرت اليه ووصلت الكوخ فوجدت شكله قد اختلف

والا زهار تحيط به وكانه اعد لاستقبال عروس !!!

فدخلت فوجدت ...............




فريال ساجدة تصلي بخشوع وتبكي بصوت منخفض

فوقفت ريثما تكمل صلاتها فشعرت بوصولي وخففت صلاتها

ثم اتجهت الي وهي تبكي وتقول :

لقد وصلت قبل فوات الآوان !!!!

بعد السلام اخبرتها عن احلامي قبل وصولي المسكر وماحدث لي بعد عودتي

اليه فبكت بكاء شديدا

وقالت :

سأحافظ على عهدك ياعصام حتى لو سكنا ذلك الكوخ

فسنتعاون على الحياة الى ان نستعيد ايامنا ونأخذ الثأر من اللئام

فعشنا الاسبوع الاول كأسعد زوجين على وجه الارض ...

فكنت انهض في الصباح الباكر لبيع وشراء الخضار

وأعود اليها في المساء حاملا النقود والهدايا

فعشنا شهرين على هذا المنوال

وفي احد ايام الربيع فلت لفريال مارايك ان نشتري ونتسوق

مع بعضنا قالت نعم

ولشدة الفرح ذهبنا نشتري مستلزمات البيت

وسرناالى متجر صغير اعرفه لناخذ طلباتنا

وصلنا الى المتجر اخذنا مانريد وبعدها سرنا في احد الشوارع المزدحمة

بالسيارات الغاصة بالمشاة ..

كنا نسير فرحين ولو كان الفرح يجعل الانسان يطير لطرنا

في اعالي الفضاء ....

كانت يدها في يدي وسكتنا عن الحديث فجاءة

وطارت افكاري تسرح في سماء الغد السعيد‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍!!!!!


وفجاءة !!!!!!!!!!




















































انقطع حبل افكاري على اثر صيحة عالية تشبه صوت فريال

فانتبهت ولم اجد فريال بجانبي ولم ادر كيف افلتت من يدي

فالتفت خلفي فوجدت فريال مضرجة بدمائها تتخبط على الاسفلت

ورجلاها لاتزلان تحت عجلات السيارة ......

وخرجت مني صيحة عالية رباه ....

فنظرت الى فريال فوجدتها قد فارقت الحياة

وابتسامة الفرح لازالت على شفتيها

فاجتمع الناس واخرجو الجثة وحملتها بين يدي

ولم ابالي بالسائق وماسيحل به

بل ان هول المصاب جعلني مذهولا فلم اوجد له كلمة

نابية ....

حملت الجثة وسرت وحاول البعض انتزاعها مني لاخذها الى المستشفى

لتشريحها ولكنهم لم يستطيعو فقد اصبحت واياها كتلة واحدة

عدت الى البيت

فوضعتها على سريرها الذي قمنا بشراءه

وقبل مغيب الشمس البارحة يااخي احمد

كنت اهيل التراب على اخر انسان تصلني به صلة رحم

خرجت فورا بعد دفنها

ونمت في الكوخ الذي جمعتنا به وددعته هذا الصباح

وتذكرت هذه الساقية يوم نسير بمحاذاتها

فجئت لاودعها وجلست هاهنا

وقد اصابني صداع شديد

وتذكرت ايامي منذ خروجي من دير ياسين حتى هذه الساعة

فإذا هي سلسلة من المآسي

وقال :

اشهد الله واشهدك يااحمد ااني منذ الساعة سأنهض وأولف جمعية شباب من الاصدقاء


وساطلق عليها >>جمعية الأخذ بالثأر <<<

وسنحارب اسرائيل معا

حتى نأخذ الثأر لوالدي والدتي واخواني

و زوجتي فريال

واهلها ...


الى هذا الحد حتى استلقى عصام على الارض والدموع تملاء عينه

وفجاءة انتقل عصام البطل الى رحمة الله .......



************************************************** **********

بندر الحمر
06-03-04, 06:50 pm
جزاك الله خيرا على هذه القصة يا اختي هاجس

هواجـــيـــس
06-03-04, 06:56 pm
وعليك السلام والرحمة

وايااااااااك اخي فيمتو


شكرا لك


ت ح ي ا ت ي

هواجيس