عيون الخير
31-12-03, 08:23 pm
أنــــــتِ أمـــــــــــــــة بأكملهــــــــــــــا ..
لأنك نصف الأمة
وتلدين النصف الآخر
كما لكل شيء بداية ونهاية.. كذا المهزلة
قُطعت ساقه ومازال لديه رغبة في الجري، وعندما ضعف بصره بالشيخوخة زادت رغبته في الرؤية، وحينما ضعف سمعه لم يزهد في الطرب، وعندما ضعف بدنه لم تمت شهوته، وحينما سقطت أسنانه ازدادت رغبته في المضغ.. وبدأت المهزلة.
فمن لم يؤدب شبابه لن يستطيع أن يؤدب شيخوخته، ومن لم يكبح نفسه صبياً لن يقدر على ذلك كهلاً، بل إن لذته ستموت لتصبح يوماً ما هي عين مهانته. ويبدو أن للمأساة سراً، فقد شاخ الجسد وما هرمت النفس، وشُلّ الجسد ومازالت النفس تتحرك برغباتها وشهواتها.
ولأن هذه المعادلة معلومة لدى أصحاب الاستثمارات فقد خططوا لاستثمار رأسماله بأرخص التكاليف .. نعم فرأسماله هو "غرور المرأة".
فإلى ضحية الإيحاء والاستهواء كل الحزن ..
وإلى ضحية بريق الألفاظ كل الأسى
وإلى خداع الفن وأجهزة الإعلام كل الشجن ..
وإلى شريكة الليل لا شريكة العمر كل الضنى ..
وإلى صنيعة اللذائذ والحضارات المادية كل العناء والتعب .
ما دفعني إلى تلك المعادلة هو الشارع، وواجهات المحلات، ومجلات الموضة والأزياء، وإعلانات الماكياج...
عندها شعرت بالجناية التي جنتها الحضارة والخيانة التي خانوا بها عقلكِ أنتِ.
تلك الحضارة التي رأت في المرأة الدمية واللعبة لإثارة الرغبة والشهوة وإشعال الخيال.... هكذا أرادوكِ حينما صمموا لك الفساتين ورسموا لك فتحات الصدر والظهر، وضيقوا البلوزة، واستدرجوك إلى ما بعد الغرور فهتف البعض "ما أجمل صدرك، ما أروع ساقك، ما أكثر جاذبيتك إذا كنت عارية أو شبه عارية" وصفق البعض الآخر.
وتستمر المهزلة.. فالبيت سجن ، وإرضاع الطفل تخلف، ولأن الفكرة تتطلب تسويقاً فقد صدحت الشعارات "جسمك ملكٌ لك، الحياة واحدة .. وكل يوم يمضي لن يعود، عيشي حياتك، أنفقي شبابك قبل أن ينفد، استثمري أنوثتك قبل أن تشيخ".
وصدّقت المسكينة لتقع في الفخ فخلعت حياءها، وعرضت جسمها سلعة تنهشها الذئاب...
وهنا نهاية المهزلة عفواً نهاية البداية وبداية النهاية.
وساهم الفن ليروج هذا المفهوم، ساهمت القصيدة والأغنية والرقصة وصادقت على ذلك وسائل الإعلام، لتدخل الغواية كل بيت من كل باب ، وتتسرب إلى العقول فأشعلت الخيال بشعار الشهوات وأمرضت القلوب بداء الخيانة. وأصبحت صاحبات المجد هن حثالة المجتمع، وأصبحت المثل العليا في المجتمع هي مثل دنيا ، فظننتِ أنكِ من الشطارة والفطنة بأن سبقت أمكِ وجدتكِ حينما أخذتِ تلك المسالك.. والحقيقة أنك استُدرجتِ من حيث لا تدرين استُدرجتِ إلى حتفكِ فخلعوك من عرشكِ وباعوكِ في سوق الخساسة والرق لتجدي نفسكِ في هاوية من الفتن والأفكار الاستهلاكية لتعبدي ذلك الصنم في داخلكِ.. إنه النفس والهوى.
إن جمال ألوان قوس قزح ليس منه ، بل من فعل الشمس على الرذاذ المعلق بالهواء، فإذا غابت الشمس وجف الرذاذ اختفت الألوان وذهب الجمال.
وهكذا المحبوب جماله يوهب إليه من خالقه، فإذا انقطع الموهوب مرض وذبل، فالجمال ليس ملكاً لأحد بالأصالة بل هو سجايا حلوة، ونفوس عذبة، وصفات كريمة يهبها الرحيم الودود الرؤوف.
إن الحكيم العارف لا يقف عند الأشخاص ولايدع بهرج الألوان يعطله، ليوفر على نفسه خيبة الأمل وانقطاع الرجاء وخداع الألوان... وصولاً للحب لمن لا يهجر، والعشق لمن لا يفتر، والارتباط بمن لا يموت، والتعلق بمن لا يغيب.
فهل عرفتِ؟!.. وإذا كنت عرفتِ فهل أنت بمستطيعة؟!.. ذلكم هو الحب وعلى غير مذهب الشهوة والجريمة والصدور العارية تملقاً لمن يطمع في الرواج والشهرة ليتيه في وادي الغفلة.
إنها لحظة قصيرة كالحلم.. والندم يتبعها.
ولكن لا أحد يتعلم .. ولا أحد يتعظ .. ولا أحد يتذكر... فأكثر الذين يعرفون تخذلهم هممهم ونفوسهم وشهواتهم.... ذلكم أن النفس تؤدب الجسد، والجسد يؤدب النفس في شد وجذب متبادلين.
فالنمو النفسي والروحي والتقدم المعنوي والتطهر الخلقي... كل ذلك يحتاج إلى سلم لنصعد إلى القمم لا أن نعيش ونموت في القاع.
فالبشرية تسير من الضعيف إلى الأضعف والأجيال الجديدة أكثر تهافتاً على العاجل البائد.
إن الرجل يصنع أي شيء ولكن المرأة وحدها وحدها فقط التي تصنع الرجال وهذه غاية التكريم.
أنت نصف الأمة.... ثم إنك تلدين النصف الآخر.. إنك أمة بأكملها.
فهل عرفتِ قدركِ... وعرفتِ دوركِ؟
فإذا عرفتِ فهل أنت مستطيعة؟!
ابكِي ما شئتِ من البكاء، فلا شيء يستحق أن تبكينه..لا الفقر ولا الفشل ولا التخلف ولا المرض. أما خطيئتك مع الله فهي التي تستحق البكاء فإن ضيعك الله .. فمن ذا الذي سوف يعوضك؟!
فمع أسرار الروح تنتفي المهزلة قبل بدايتها ناهيك عن نهايتها.
من احدى المجلات الاسلامية ..
لأنك نصف الأمة
وتلدين النصف الآخر
كما لكل شيء بداية ونهاية.. كذا المهزلة
قُطعت ساقه ومازال لديه رغبة في الجري، وعندما ضعف بصره بالشيخوخة زادت رغبته في الرؤية، وحينما ضعف سمعه لم يزهد في الطرب، وعندما ضعف بدنه لم تمت شهوته، وحينما سقطت أسنانه ازدادت رغبته في المضغ.. وبدأت المهزلة.
فمن لم يؤدب شبابه لن يستطيع أن يؤدب شيخوخته، ومن لم يكبح نفسه صبياً لن يقدر على ذلك كهلاً، بل إن لذته ستموت لتصبح يوماً ما هي عين مهانته. ويبدو أن للمأساة سراً، فقد شاخ الجسد وما هرمت النفس، وشُلّ الجسد ومازالت النفس تتحرك برغباتها وشهواتها.
ولأن هذه المعادلة معلومة لدى أصحاب الاستثمارات فقد خططوا لاستثمار رأسماله بأرخص التكاليف .. نعم فرأسماله هو "غرور المرأة".
فإلى ضحية الإيحاء والاستهواء كل الحزن ..
وإلى ضحية بريق الألفاظ كل الأسى
وإلى خداع الفن وأجهزة الإعلام كل الشجن ..
وإلى شريكة الليل لا شريكة العمر كل الضنى ..
وإلى صنيعة اللذائذ والحضارات المادية كل العناء والتعب .
ما دفعني إلى تلك المعادلة هو الشارع، وواجهات المحلات، ومجلات الموضة والأزياء، وإعلانات الماكياج...
عندها شعرت بالجناية التي جنتها الحضارة والخيانة التي خانوا بها عقلكِ أنتِ.
تلك الحضارة التي رأت في المرأة الدمية واللعبة لإثارة الرغبة والشهوة وإشعال الخيال.... هكذا أرادوكِ حينما صمموا لك الفساتين ورسموا لك فتحات الصدر والظهر، وضيقوا البلوزة، واستدرجوك إلى ما بعد الغرور فهتف البعض "ما أجمل صدرك، ما أروع ساقك، ما أكثر جاذبيتك إذا كنت عارية أو شبه عارية" وصفق البعض الآخر.
وتستمر المهزلة.. فالبيت سجن ، وإرضاع الطفل تخلف، ولأن الفكرة تتطلب تسويقاً فقد صدحت الشعارات "جسمك ملكٌ لك، الحياة واحدة .. وكل يوم يمضي لن يعود، عيشي حياتك، أنفقي شبابك قبل أن ينفد، استثمري أنوثتك قبل أن تشيخ".
وصدّقت المسكينة لتقع في الفخ فخلعت حياءها، وعرضت جسمها سلعة تنهشها الذئاب...
وهنا نهاية المهزلة عفواً نهاية البداية وبداية النهاية.
وساهم الفن ليروج هذا المفهوم، ساهمت القصيدة والأغنية والرقصة وصادقت على ذلك وسائل الإعلام، لتدخل الغواية كل بيت من كل باب ، وتتسرب إلى العقول فأشعلت الخيال بشعار الشهوات وأمرضت القلوب بداء الخيانة. وأصبحت صاحبات المجد هن حثالة المجتمع، وأصبحت المثل العليا في المجتمع هي مثل دنيا ، فظننتِ أنكِ من الشطارة والفطنة بأن سبقت أمكِ وجدتكِ حينما أخذتِ تلك المسالك.. والحقيقة أنك استُدرجتِ من حيث لا تدرين استُدرجتِ إلى حتفكِ فخلعوك من عرشكِ وباعوكِ في سوق الخساسة والرق لتجدي نفسكِ في هاوية من الفتن والأفكار الاستهلاكية لتعبدي ذلك الصنم في داخلكِ.. إنه النفس والهوى.
إن جمال ألوان قوس قزح ليس منه ، بل من فعل الشمس على الرذاذ المعلق بالهواء، فإذا غابت الشمس وجف الرذاذ اختفت الألوان وذهب الجمال.
وهكذا المحبوب جماله يوهب إليه من خالقه، فإذا انقطع الموهوب مرض وذبل، فالجمال ليس ملكاً لأحد بالأصالة بل هو سجايا حلوة، ونفوس عذبة، وصفات كريمة يهبها الرحيم الودود الرؤوف.
إن الحكيم العارف لا يقف عند الأشخاص ولايدع بهرج الألوان يعطله، ليوفر على نفسه خيبة الأمل وانقطاع الرجاء وخداع الألوان... وصولاً للحب لمن لا يهجر، والعشق لمن لا يفتر، والارتباط بمن لا يموت، والتعلق بمن لا يغيب.
فهل عرفتِ؟!.. وإذا كنت عرفتِ فهل أنت بمستطيعة؟!.. ذلكم هو الحب وعلى غير مذهب الشهوة والجريمة والصدور العارية تملقاً لمن يطمع في الرواج والشهرة ليتيه في وادي الغفلة.
إنها لحظة قصيرة كالحلم.. والندم يتبعها.
ولكن لا أحد يتعلم .. ولا أحد يتعظ .. ولا أحد يتذكر... فأكثر الذين يعرفون تخذلهم هممهم ونفوسهم وشهواتهم.... ذلكم أن النفس تؤدب الجسد، والجسد يؤدب النفس في شد وجذب متبادلين.
فالنمو النفسي والروحي والتقدم المعنوي والتطهر الخلقي... كل ذلك يحتاج إلى سلم لنصعد إلى القمم لا أن نعيش ونموت في القاع.
فالبشرية تسير من الضعيف إلى الأضعف والأجيال الجديدة أكثر تهافتاً على العاجل البائد.
إن الرجل يصنع أي شيء ولكن المرأة وحدها وحدها فقط التي تصنع الرجال وهذه غاية التكريم.
أنت نصف الأمة.... ثم إنك تلدين النصف الآخر.. إنك أمة بأكملها.
فهل عرفتِ قدركِ... وعرفتِ دوركِ؟
فإذا عرفتِ فهل أنت مستطيعة؟!
ابكِي ما شئتِ من البكاء، فلا شيء يستحق أن تبكينه..لا الفقر ولا الفشل ولا التخلف ولا المرض. أما خطيئتك مع الله فهي التي تستحق البكاء فإن ضيعك الله .. فمن ذا الذي سوف يعوضك؟!
فمع أسرار الروح تنتفي المهزلة قبل بدايتها ناهيك عن نهايتها.
من احدى المجلات الاسلامية ..