أمواج
07-12-03, 04:55 pm
السلام عليكم
هذه معلومات عن داء الفصام كتبتها بتصرف من موسوعة طبية لدي أرجوا أن تفيدكم ..وحفظنا الله واياكم من كل مكروه
الفصـــــــــــام
يعتبر مرض الفصام من أخطر الأمراض النفسية والعقلية التي تصيب الانسان فتسبب له المشاكل المعقدة وتبعده عن أهله وأقربائه وأصدقائة ، وتدفعه إلى العزلة والوحدة والانطواءعلى ذاته ،ليسبح في أحلام خيالية لاتمت إلى الواقع بصلة ولا تستند إلى حقيقة ثابتة وواضحة .
وعندما يتعرض الانسان إلى مرض الفصام فهذا يعني انقساما في النفس نتيجة أعراض نفسية وأمراض عقلية تؤدي إلى ابتعاده الشديد عن حقيقة مايتصل به من معطيات اجتماعية فيفقد كل مايشده إلى العمليات العقلية والحياة الانفعالية .
ويسميه بعض العلماء والأطباء خرف الشباب ، ولكن هذا لايعني أن هذا المرض النفساني العقلي وقف على الشبان فقط بل هو يصيب الناس بمختلف الأعمار .
واختلف علماء النفس في تفسير مرض الفصام وتحديده..
أسباب الفصام
العوامل الأسرية والوراثية
يرى بعض علماء النفس أن أصل مرض الفصام يعود بالدرجة الأولى إلى الوراثة التي تكون المسبب الرئيسي لهذا المرض .
فقد أشارت نتائج بعض الدراسات الإحصائية إلى أن 60% من العائلات التي أصيبت بهذا المرض العقلي النفسي قد تعرض أفرادها لأمراض عقلية أو نفسية أخرى ؛ وليس من المؤكد أن وراثة المرض تكون صادرة عن الآباء إلى الأبناء مباشرة ، وفي حالة إصابة أحد الوالدين بهذا المرض فإن نسبة الأطفال الذين يحتمل اصابتهم ربما بلغت 10% أما إذا كان كلا الوالدين مصابا فإن أكثر من 50% يصبحون عرضة للإصابة .
وهناك نظريات نتندرج تحت هذا العامل ..ومنها نظرية تعتبر أن الفصام ينشأ من تعرض الطفل في أثناء نموه لمؤثرات شديدة من الوالدين تتميز بهذا الترابط المزدوج .فنحن نعلم أن التفكير والسلوك المنطقي يعتمدان على اكتساب القدرة للتفرقة بين المهم والتافه ، وتصفية الحقائق والعناصر المهمة مما يشوبها من اختلاط وتشويش . وهذه القدرة تكتسب من سلوك الوالدين ولا تورث . فإذا كان جو الوالدين مشوشا مملوءا بالمعاني غير المفهومة والسلوك الغامض ، نشأ مايسمى بالترابط المزدوج ، لذلك لا يستطيع الطفل الذي يعيش في أمثال هذه الأجواء أن ينظم عالمه .
ومن هذا المنطلق العائلي ينشأ الفصام ، فلايعرف الطفل السلوك السوي ومن ثم يعاقب على أي عمل يقوم به ، أو كلام يتفوه به ، فيضطر إلى تعلم الطريقة السليمة بالنسبة إليه ، وهي ألا يقوم بأي عمل وأن يسلك بطريقة سلبية مبهمة ، وانطلاقا من هنا تكون أجوبته خافية غامضة ، حتى لايتحمل المسؤولية كاملة ، وحتى لا يكون عرضة للعقاب.
العوامل النفسية
يؤكد الطبيب الالماني ماير أن الإصابة بالفصام تأتي نتيجة فشل الفرد في محاولته التكيف مع البيئة ، لأن الفصام برأيه ليس مرضا وظيفيا من نوع معين بل هو نتيجة لمجموعة متكررة من ردود الأفعال الفاشلة في نواح معينة ..وقد يهرب الشخص المصاب من مواجهة الموقف مباشرة أو قد يؤجله أملا منه في أن يحدث مايغيره لصالحه أو أن يجد من يقرر له مايجب فعله .
وقد وجد علماء النفس في نسبة معينة من الحالات أن المرض يبدأ مرتبطا ببعض الأسباب المباشرة كحدوث مشكلة مالية أو عائلية أو الفشل في علاقة ما .
ومن العوامل المعجلة بظهور الإصابة القلق الذي ينتاب الشخص بعد ممارسته للعادة السرية لسنين طويلة فيحس بالندم وعذاب الضمير وتظهر عليه بعض أعراض هذا المرض وقد تنتابه الهلوسة والانطواء الذاتي على نفسه ومحاولة الابتعاد عن المجتمعات التي تحيط به .
ومن أهم أعراض هذا المرض البرود العاطفي أو عدم التأثر الذي يبدو على المريض في عدم اهتمامه عاطفيا بمجريات المور حوله ، لإذ نجده يفقد الميل والاهتمام بمن كان يهتم بهم من أقارب وأصدقاء ، وربما يصل برود المصاب الى انفعالاته فيقابل المور التي تعترض سبيله كالحزن والخوف والغضب بعدم الاكتراث أو المبالاة .
التغيرات الكيميائية في الجسم
يعتقد الطبيب النفساني اميل أن الاسباب التي تقف وراء مرض الفصام تعود إلى تسمم داخلي ناتج عن تغيرات كيميائية في الجسم فقد ثبت أن بعض عقاقير الهلوسة والامفيتامين يؤدي إلى اضطرابات في التفكير والانفعال والهلوسة الشبيهة بمرض الفصام .وهذا مادفع العلماء إلى التفكير في احتمال وجود تغيير كيميائي في جسم هؤلاء المرضى شبيه بالتغيير الذي تحدثه هذه العقاقير .
كما حاول علماء النفس إيجاد ترابط بين نوع الطعام والفصام ، فلاحظ أحدهم أن عدد مرضى الفصام قد انخفض في مستشفيات العقول في كل من السويد والنرويج وفنلندا ، وذلك في أثناء الحرب العالمية الثانية . ولاحظ في الوقت نفسه أن عدد الفصاميين زاد بشكل واضح في كندا والولايات المتحدة وبعد الحرب عاد عدد المرضى إلى الارتفاع ارتفاعا حادا في الدول الاسكندنافية .
وبتحليل هذه النتائج مع ملاحظة نقص بعض المواد الغذائية في أثناء الحرب وجد الباحث أن نسبة الفصام تزداد ثلاث مرات في البلاد التي يستعمل فيها القمح غذاءً أساسيا عما هي عليه في البلاد التي لاتستعمله .. ووجد أيضا مادة خاصة تفرز مع عرق المرضى وتدعى حامض الهكوتيك ، كما لاحظ أن استجابة مرضى الفصام لمادة الهستامين تحت الجلد محدودة ، وأنها تعود الى طبيعتها بعد العلاج.
العوامل الاجتماعية
مالفت انتباه علماء النفس هو أن هذا المرض يكون أكثر انتشارا في الماكن الآهلة بالسكان منه في بقية الأماكن المنعزلة الخاصة وذلك لأن الشخص المصاب يشعر بالوحدة الاجتماعية في الأماكن الآهلة والتي تفصله عن أهلها فواصل وعوامل متنوعة سواء نفسية أو اجتماعية أو خلقية وهذا الشعور بالوحدة هو تماما عكس مايشعر به في الأماكن المنعزلة في الأرياف حيث يعم الشعور بالألفة وبالترابط الاجتماعي .
ودلت الاحصاءات التي أجراها علماء النفس أن 45% من الفصاميين يأتون من الفئة الاجتماعية القليلة الدخل . ومما لفت أنظار العلماء ارتباط العزلة الاجتماعية نتيجة فقدان احدى الحواس الخاصة كالسمع والبصر ، وارتباط مايحدث بعد الانطواء أو الخلوة النفسية أو السجن والاعتقال لمدة طويلة ، بالبارافرينيا والبارانويا وهي نوعان من انواع الفصام التي تتصف بالآراء الخاطئة وباختلاط الأفكار الانفعالية وتشتتها .
العوامل الفزيولوجية
وهو اما
1- خلل في افراز الهرمونات
يعتقد علماء النفس أن احتمال وجود ترابط بين الغدد الصماء (أو الهرمونات ) ومرض الفصام بات من الأمور المؤكدة المفروغ من البحث فيها فقد وجدوا أن مرضى الفصام الكتاتوني الدوري يحتفظون بكميات كبيرة من مادة النتروجين في الجسم ، وأنهم يتحسنون عند طردهم لهذه المادة .
واستخدم هرمون الغدة الدرقية للتخلص من هذه المادة ولشفاء المرضى ، ولاحظ العلماء ان 30% من مرضى الفصام يعانون من اضطراب نوعي في نشاط الغدة الدرقية.
2- اضطراب في الجهز العصبي
نشأت نظرية تؤمن بأن الفصام هو حاله مرضية فزيولوجية سببها اندفاع موجات كهربائية وتخللها في الدماغ
===================
أنــــــواع الفصـــــام
الفصام البسيط
يعني التأخر النفسي العام الذي يؤدي بالمصاب إلى حب الابتعاد عن الناس والجلوس وحيدا يحدق في الفراغ ولا مطمح له ولا رغبات ، يتسكع في الشوارع ويجري خلف وسائل النقل أو يقضي أيامه بالمستشفى صامتا منزويا على نفسه لايقوم بأي عمل جسدي ، ولا يهتم بما يدور حوله من أحداث .
وربما عجز الأطباء عن شفاء أمثال هؤلاء المرضى فيقضون حياتهم في المستشفى.
ولقد اعتبر علماء النفس الفصام البسيط من أصعب الأنواع تشخيصا نظرا لغياب الأعراض الشديدة ، وإلى صعوبة تفرقته عن بعض الأمراض الأخرى والاضطرابات الشخصية . وله ميزات عديدة منها أنه يبدا في سن مبكرة ويزحف تدريجا حتى ينتهي بتدهور مستمر في الشخصية .
وينتشر هذا النوع من الفصام بين أقرباء مرضى الفصام وبين موظفي الدرجات الدنيا وبين المدمنين والمجرمين والمنحرفين ويكثر انتشاره أيضا بين متوهمي العلل البدنية .
فصام السخافة
يتميز هذا النوع من المرض بالقيام بالأعمال السخيفة وعدم انسجامها واتزانها . وربما قام المريض بهذا النوع من الفصام بتصرفات وحركات وإشارات مخلة بالآداب العامة والسلوك الاجتماعي من دون أن يشعر بأي حرج . وإذا لفت أحدهم نظره إلى مايقوم به فقد يستغرق بالضحك أحيانا او يجهش بالبكاء .
فصام التشنج
هو نوع آخر من أنواع الفصام الذي يتصف بميزات خاصة وأعراض تختلف عن أعراض الأنواع الأخرى . ومايتميز به فصام التشنج تدل إليه تسميته بحد ذاتها فالمصاب بفصام التشنج تنتابه انتصابات وتشنجات متواصلة ، وفقدان للمرونة ، وسلبية . فقد يتخذ المريض وضعا يبقى عليه ساعات طويلة من دون أن يبدله ، وإذا حاول الطبيب تبديل وضعه فقد يقاومه ، أو يعود إلى سابق وضعه إذا كان الطبيب قد تمكن تبديله .
وربما امتنع المريض عن الكلام ولاذ بالصمت المطبق لسنوات عديدة ، مما يضطر الطبيب اطعامه بالأنابيب والحقن ، وإلى حمله عندما يرفض السير على قدميه ، وربما أيضا حاول بعض المصابين بفصام التشنج أن يبتسم ابتسامه بلهاء في أثناء جلوسه وشروده منطويا على نفسه لا يفكر بما يجري حوله .
فصام الفكرة
يعتبر هذا النوع من انواع الانفصام المتميزة بوجود فكرة ثابتة عند المريض ، تلازمه ولا يمكن لأحد من الناس أن يقنعه بأنها فكرة خاطئة، ولا صحة لما تصوره من امور . ومن مظاهر هذه الفكر التي ترسخ في ذهن المريض اعتقاده مثلا بأن من حوله يحاولون القضاء عليه بواسطة السم ، أو يضعون له مسحوق الزجاج في طعامه . وقد تسيطر على ذهنه فكرة كون أعضائه مصنوعة من المطاط ، أو كونه مراقبا وملاحقا من قبل الشرطة ، وربما كانت الفكرة الثابتة لديه أحيانا فكرة عظمة وتعال بدلا من فكرة الاضطهاد والملاحقة .
الفصام العقلي
من أهم مايميز به ذها النوع من الفصام اضطرابات التفكير بأشكال عديدة ومتنوعة وخصوصا صعوبة التركيز في الدراسة والحفظ ، لأن هذا النوع من الفصام يهاجم الفرد في سن مبكرة ، أي عندما يكون المصاب على مقاعد الدراسة . ومن أعراضه في هذه المرحلة شعور المصاب بأنه يدور في حلقة مفرغة فيرسب في كل دروسه على الرغم من اقباله المتواصل على الدراسة طوال العام .
ومن مظاهره واعراضه أيضا اضطراب الاردادة السلبية والوجدان وتأرجحها بين التلبد والتجمد وعدم التناسب الانفعالي وتبدأ بالتدرج الهذاءات المتغيرة وربما بدأت أيضا الهلاوس السمعية ، وتخللت حياة الفصامي اضطرابات في السلوك مع تصرفات اندفاعية تلقائية غريبة وغير مفهومة .
ويتأرجح في أحيان أخرى بعض العراض القهرية الغامضة فتتحول هذه الأعراض إلى هذاءات وهلاوس بالاضافة إلى عصاب الوسواس القهري واختلال (الأنا ) والعالم الخارجي ، فيشرع المريض في الشعور بأنه قد تغير وبأن منظره وسيره وسلوكه ليست طبيعية وبان الناس الذي يحيطون به قد تغيروا ثم يبدا بالاحساس بأنه في حلم
وبعض العلما يسمي هذا النوع ( فصام المراهقة )
الفصام الكتاتوني
يبدأ هذا التوع من الفصام في سن متأخرة عن الفصامين البسيط والعقلي ، أي في السن المتراوحة بين العشرين والأربعين ويميز بنوع من اضطرابات الحركة ويتحسن عادة مع العلاج.
الفصام الخيلائي
ليس الفصام الخيلائي إلا نوعا من الفصام الذي تقل معه نسبة التدهور الاجتماعي في الشخصية عن باقي الأنواع . وهو يتميز بالهذاءات والهلاوس من دون أثر للإضطرابات الأخرى للفصام . وقد تكون شخصية المصاب متكاكلة أحيانا مع بهض الاستبصار ، لدرجة ان المريض يحاول نكران أعراضه التي لاتظهر إلا إذا أثير إثارة شديدة ...
وتتميز هذه الهذاءات عادة بقوتها وتنسيقها وترتيبها وكثيرا مانجد اتباعا للمرضى بهذه الهذاءات يؤمنون مثلهم بالاعتقاد الخاطئ نفسه .
وقد تكون شخصية المصاب بالبارانويا الهذائية قوية مسيطرة سائدة طاغية أنانية لاتحترم في داخلها عواطف الفراد ، ولو أنه تظاهر خارجيا بتمثيلها وهو أيضا يملك قدرة فائقة على الاقناع ولكنه دائم الشك بتصرفات كل من حوله فلايثق بأحد ويسخر من كل الآراء التي تخالف آراءه ويجبر الجميع على الخذ برأيه لأنه بحسب اعتقاده الأسلم الأصح.
الفصام الحاد
لايقل هذا النوع من الفصام خطورة عن بقية النواع الانفصامية ، فهو يتميز بظهور اعراض فصامية حادة فجائية يصحبها التشوش في الوعي واختلاط التفكير وإحساس المصاب بأنه في حلم دائم . ويتحول الواقع في مثل هذه الحالات إلى الشعور بالأهمية الذاتية وظهور بعض هذاءات المعرفة ، وتنتهي به الحالة بعد أسابيع أو شهور من دون تدهور وقد تتحول أخيرا إلى أحد أنواع الفصام التي سبق ذكرها .
الفصام الكامن
هو كما يدل عليه اسمه فصام غير ظاهر بوضوح إذ تختفي بعض العراض المعروفة للفصام ويظهر بعضها الآخر . وهو يعتمد على ملاحظتنا وإحساسنا بالسلوك الشاذ والغريب والغامض الذي ينتهجه المريض مع اضطرابات ملفته للأنظار في الوجدان.
الفصام المتخلف
بعد تماثل المريض بالفصام إلى الشفاء، تستمر أحيانا بعض الأعراض الفصامية مع المصاب مثل بقاء آثار فصامية في التفكير مع البلد الانفعالي وبقايا بسيطة من الهلاوس والهذاءات التي يستطيع المريض سترها من دون المساس بتوافقه الاجتماعي ، مع استمراره في السلوك السوي وهذه الحالة المتاخرة عن الفصام والتي تعتبر رواسب وبقايا فصامية هي مايطلق عليها علماء النفس اسم الفصام المتخلف الذي لايقف حائلا دون مضي المريض في عمله ونشاطه ومن غير أن يحتاج إلى الاعتماد على أحد أو يطلب مساعدة من أحد .
الفصام الوجداني
قد يتعرض المريض لحالات تجمع ظواهر اكتئابية ، أو أعراض مرح مع ظواهر الانفصام ، وهذه الحالات هي التي تعرف بحالات الفصام الوجداني التي تميل في معظمها إلى نوبات متكرره يشفى منها المريض تماما دون تدهور في الشخصية .
ولايجوز تشخيص هذه الحالة إلا إذا وجدت العراض الوجدانية والفصامية مقترنة بعضها ببعض في الوقت نفسه .
===============
تقبلوا تحيات أختكم
أمواج
هذه معلومات عن داء الفصام كتبتها بتصرف من موسوعة طبية لدي أرجوا أن تفيدكم ..وحفظنا الله واياكم من كل مكروه
الفصـــــــــــام
يعتبر مرض الفصام من أخطر الأمراض النفسية والعقلية التي تصيب الانسان فتسبب له المشاكل المعقدة وتبعده عن أهله وأقربائه وأصدقائة ، وتدفعه إلى العزلة والوحدة والانطواءعلى ذاته ،ليسبح في أحلام خيالية لاتمت إلى الواقع بصلة ولا تستند إلى حقيقة ثابتة وواضحة .
وعندما يتعرض الانسان إلى مرض الفصام فهذا يعني انقساما في النفس نتيجة أعراض نفسية وأمراض عقلية تؤدي إلى ابتعاده الشديد عن حقيقة مايتصل به من معطيات اجتماعية فيفقد كل مايشده إلى العمليات العقلية والحياة الانفعالية .
ويسميه بعض العلماء والأطباء خرف الشباب ، ولكن هذا لايعني أن هذا المرض النفساني العقلي وقف على الشبان فقط بل هو يصيب الناس بمختلف الأعمار .
واختلف علماء النفس في تفسير مرض الفصام وتحديده..
أسباب الفصام
العوامل الأسرية والوراثية
يرى بعض علماء النفس أن أصل مرض الفصام يعود بالدرجة الأولى إلى الوراثة التي تكون المسبب الرئيسي لهذا المرض .
فقد أشارت نتائج بعض الدراسات الإحصائية إلى أن 60% من العائلات التي أصيبت بهذا المرض العقلي النفسي قد تعرض أفرادها لأمراض عقلية أو نفسية أخرى ؛ وليس من المؤكد أن وراثة المرض تكون صادرة عن الآباء إلى الأبناء مباشرة ، وفي حالة إصابة أحد الوالدين بهذا المرض فإن نسبة الأطفال الذين يحتمل اصابتهم ربما بلغت 10% أما إذا كان كلا الوالدين مصابا فإن أكثر من 50% يصبحون عرضة للإصابة .
وهناك نظريات نتندرج تحت هذا العامل ..ومنها نظرية تعتبر أن الفصام ينشأ من تعرض الطفل في أثناء نموه لمؤثرات شديدة من الوالدين تتميز بهذا الترابط المزدوج .فنحن نعلم أن التفكير والسلوك المنطقي يعتمدان على اكتساب القدرة للتفرقة بين المهم والتافه ، وتصفية الحقائق والعناصر المهمة مما يشوبها من اختلاط وتشويش . وهذه القدرة تكتسب من سلوك الوالدين ولا تورث . فإذا كان جو الوالدين مشوشا مملوءا بالمعاني غير المفهومة والسلوك الغامض ، نشأ مايسمى بالترابط المزدوج ، لذلك لا يستطيع الطفل الذي يعيش في أمثال هذه الأجواء أن ينظم عالمه .
ومن هذا المنطلق العائلي ينشأ الفصام ، فلايعرف الطفل السلوك السوي ومن ثم يعاقب على أي عمل يقوم به ، أو كلام يتفوه به ، فيضطر إلى تعلم الطريقة السليمة بالنسبة إليه ، وهي ألا يقوم بأي عمل وأن يسلك بطريقة سلبية مبهمة ، وانطلاقا من هنا تكون أجوبته خافية غامضة ، حتى لايتحمل المسؤولية كاملة ، وحتى لا يكون عرضة للعقاب.
العوامل النفسية
يؤكد الطبيب الالماني ماير أن الإصابة بالفصام تأتي نتيجة فشل الفرد في محاولته التكيف مع البيئة ، لأن الفصام برأيه ليس مرضا وظيفيا من نوع معين بل هو نتيجة لمجموعة متكررة من ردود الأفعال الفاشلة في نواح معينة ..وقد يهرب الشخص المصاب من مواجهة الموقف مباشرة أو قد يؤجله أملا منه في أن يحدث مايغيره لصالحه أو أن يجد من يقرر له مايجب فعله .
وقد وجد علماء النفس في نسبة معينة من الحالات أن المرض يبدأ مرتبطا ببعض الأسباب المباشرة كحدوث مشكلة مالية أو عائلية أو الفشل في علاقة ما .
ومن العوامل المعجلة بظهور الإصابة القلق الذي ينتاب الشخص بعد ممارسته للعادة السرية لسنين طويلة فيحس بالندم وعذاب الضمير وتظهر عليه بعض أعراض هذا المرض وقد تنتابه الهلوسة والانطواء الذاتي على نفسه ومحاولة الابتعاد عن المجتمعات التي تحيط به .
ومن أهم أعراض هذا المرض البرود العاطفي أو عدم التأثر الذي يبدو على المريض في عدم اهتمامه عاطفيا بمجريات المور حوله ، لإذ نجده يفقد الميل والاهتمام بمن كان يهتم بهم من أقارب وأصدقاء ، وربما يصل برود المصاب الى انفعالاته فيقابل المور التي تعترض سبيله كالحزن والخوف والغضب بعدم الاكتراث أو المبالاة .
التغيرات الكيميائية في الجسم
يعتقد الطبيب النفساني اميل أن الاسباب التي تقف وراء مرض الفصام تعود إلى تسمم داخلي ناتج عن تغيرات كيميائية في الجسم فقد ثبت أن بعض عقاقير الهلوسة والامفيتامين يؤدي إلى اضطرابات في التفكير والانفعال والهلوسة الشبيهة بمرض الفصام .وهذا مادفع العلماء إلى التفكير في احتمال وجود تغيير كيميائي في جسم هؤلاء المرضى شبيه بالتغيير الذي تحدثه هذه العقاقير .
كما حاول علماء النفس إيجاد ترابط بين نوع الطعام والفصام ، فلاحظ أحدهم أن عدد مرضى الفصام قد انخفض في مستشفيات العقول في كل من السويد والنرويج وفنلندا ، وذلك في أثناء الحرب العالمية الثانية . ولاحظ في الوقت نفسه أن عدد الفصاميين زاد بشكل واضح في كندا والولايات المتحدة وبعد الحرب عاد عدد المرضى إلى الارتفاع ارتفاعا حادا في الدول الاسكندنافية .
وبتحليل هذه النتائج مع ملاحظة نقص بعض المواد الغذائية في أثناء الحرب وجد الباحث أن نسبة الفصام تزداد ثلاث مرات في البلاد التي يستعمل فيها القمح غذاءً أساسيا عما هي عليه في البلاد التي لاتستعمله .. ووجد أيضا مادة خاصة تفرز مع عرق المرضى وتدعى حامض الهكوتيك ، كما لاحظ أن استجابة مرضى الفصام لمادة الهستامين تحت الجلد محدودة ، وأنها تعود الى طبيعتها بعد العلاج.
العوامل الاجتماعية
مالفت انتباه علماء النفس هو أن هذا المرض يكون أكثر انتشارا في الماكن الآهلة بالسكان منه في بقية الأماكن المنعزلة الخاصة وذلك لأن الشخص المصاب يشعر بالوحدة الاجتماعية في الأماكن الآهلة والتي تفصله عن أهلها فواصل وعوامل متنوعة سواء نفسية أو اجتماعية أو خلقية وهذا الشعور بالوحدة هو تماما عكس مايشعر به في الأماكن المنعزلة في الأرياف حيث يعم الشعور بالألفة وبالترابط الاجتماعي .
ودلت الاحصاءات التي أجراها علماء النفس أن 45% من الفصاميين يأتون من الفئة الاجتماعية القليلة الدخل . ومما لفت أنظار العلماء ارتباط العزلة الاجتماعية نتيجة فقدان احدى الحواس الخاصة كالسمع والبصر ، وارتباط مايحدث بعد الانطواء أو الخلوة النفسية أو السجن والاعتقال لمدة طويلة ، بالبارافرينيا والبارانويا وهي نوعان من انواع الفصام التي تتصف بالآراء الخاطئة وباختلاط الأفكار الانفعالية وتشتتها .
العوامل الفزيولوجية
وهو اما
1- خلل في افراز الهرمونات
يعتقد علماء النفس أن احتمال وجود ترابط بين الغدد الصماء (أو الهرمونات ) ومرض الفصام بات من الأمور المؤكدة المفروغ من البحث فيها فقد وجدوا أن مرضى الفصام الكتاتوني الدوري يحتفظون بكميات كبيرة من مادة النتروجين في الجسم ، وأنهم يتحسنون عند طردهم لهذه المادة .
واستخدم هرمون الغدة الدرقية للتخلص من هذه المادة ولشفاء المرضى ، ولاحظ العلماء ان 30% من مرضى الفصام يعانون من اضطراب نوعي في نشاط الغدة الدرقية.
2- اضطراب في الجهز العصبي
نشأت نظرية تؤمن بأن الفصام هو حاله مرضية فزيولوجية سببها اندفاع موجات كهربائية وتخللها في الدماغ
===================
أنــــــواع الفصـــــام
الفصام البسيط
يعني التأخر النفسي العام الذي يؤدي بالمصاب إلى حب الابتعاد عن الناس والجلوس وحيدا يحدق في الفراغ ولا مطمح له ولا رغبات ، يتسكع في الشوارع ويجري خلف وسائل النقل أو يقضي أيامه بالمستشفى صامتا منزويا على نفسه لايقوم بأي عمل جسدي ، ولا يهتم بما يدور حوله من أحداث .
وربما عجز الأطباء عن شفاء أمثال هؤلاء المرضى فيقضون حياتهم في المستشفى.
ولقد اعتبر علماء النفس الفصام البسيط من أصعب الأنواع تشخيصا نظرا لغياب الأعراض الشديدة ، وإلى صعوبة تفرقته عن بعض الأمراض الأخرى والاضطرابات الشخصية . وله ميزات عديدة منها أنه يبدا في سن مبكرة ويزحف تدريجا حتى ينتهي بتدهور مستمر في الشخصية .
وينتشر هذا النوع من الفصام بين أقرباء مرضى الفصام وبين موظفي الدرجات الدنيا وبين المدمنين والمجرمين والمنحرفين ويكثر انتشاره أيضا بين متوهمي العلل البدنية .
فصام السخافة
يتميز هذا النوع من المرض بالقيام بالأعمال السخيفة وعدم انسجامها واتزانها . وربما قام المريض بهذا النوع من الفصام بتصرفات وحركات وإشارات مخلة بالآداب العامة والسلوك الاجتماعي من دون أن يشعر بأي حرج . وإذا لفت أحدهم نظره إلى مايقوم به فقد يستغرق بالضحك أحيانا او يجهش بالبكاء .
فصام التشنج
هو نوع آخر من أنواع الفصام الذي يتصف بميزات خاصة وأعراض تختلف عن أعراض الأنواع الأخرى . ومايتميز به فصام التشنج تدل إليه تسميته بحد ذاتها فالمصاب بفصام التشنج تنتابه انتصابات وتشنجات متواصلة ، وفقدان للمرونة ، وسلبية . فقد يتخذ المريض وضعا يبقى عليه ساعات طويلة من دون أن يبدله ، وإذا حاول الطبيب تبديل وضعه فقد يقاومه ، أو يعود إلى سابق وضعه إذا كان الطبيب قد تمكن تبديله .
وربما امتنع المريض عن الكلام ولاذ بالصمت المطبق لسنوات عديدة ، مما يضطر الطبيب اطعامه بالأنابيب والحقن ، وإلى حمله عندما يرفض السير على قدميه ، وربما أيضا حاول بعض المصابين بفصام التشنج أن يبتسم ابتسامه بلهاء في أثناء جلوسه وشروده منطويا على نفسه لا يفكر بما يجري حوله .
فصام الفكرة
يعتبر هذا النوع من انواع الانفصام المتميزة بوجود فكرة ثابتة عند المريض ، تلازمه ولا يمكن لأحد من الناس أن يقنعه بأنها فكرة خاطئة، ولا صحة لما تصوره من امور . ومن مظاهر هذه الفكر التي ترسخ في ذهن المريض اعتقاده مثلا بأن من حوله يحاولون القضاء عليه بواسطة السم ، أو يضعون له مسحوق الزجاج في طعامه . وقد تسيطر على ذهنه فكرة كون أعضائه مصنوعة من المطاط ، أو كونه مراقبا وملاحقا من قبل الشرطة ، وربما كانت الفكرة الثابتة لديه أحيانا فكرة عظمة وتعال بدلا من فكرة الاضطهاد والملاحقة .
الفصام العقلي
من أهم مايميز به ذها النوع من الفصام اضطرابات التفكير بأشكال عديدة ومتنوعة وخصوصا صعوبة التركيز في الدراسة والحفظ ، لأن هذا النوع من الفصام يهاجم الفرد في سن مبكرة ، أي عندما يكون المصاب على مقاعد الدراسة . ومن أعراضه في هذه المرحلة شعور المصاب بأنه يدور في حلقة مفرغة فيرسب في كل دروسه على الرغم من اقباله المتواصل على الدراسة طوال العام .
ومن مظاهره واعراضه أيضا اضطراب الاردادة السلبية والوجدان وتأرجحها بين التلبد والتجمد وعدم التناسب الانفعالي وتبدأ بالتدرج الهذاءات المتغيرة وربما بدأت أيضا الهلاوس السمعية ، وتخللت حياة الفصامي اضطرابات في السلوك مع تصرفات اندفاعية تلقائية غريبة وغير مفهومة .
ويتأرجح في أحيان أخرى بعض العراض القهرية الغامضة فتتحول هذه الأعراض إلى هذاءات وهلاوس بالاضافة إلى عصاب الوسواس القهري واختلال (الأنا ) والعالم الخارجي ، فيشرع المريض في الشعور بأنه قد تغير وبأن منظره وسيره وسلوكه ليست طبيعية وبان الناس الذي يحيطون به قد تغيروا ثم يبدا بالاحساس بأنه في حلم
وبعض العلما يسمي هذا النوع ( فصام المراهقة )
الفصام الكتاتوني
يبدأ هذا التوع من الفصام في سن متأخرة عن الفصامين البسيط والعقلي ، أي في السن المتراوحة بين العشرين والأربعين ويميز بنوع من اضطرابات الحركة ويتحسن عادة مع العلاج.
الفصام الخيلائي
ليس الفصام الخيلائي إلا نوعا من الفصام الذي تقل معه نسبة التدهور الاجتماعي في الشخصية عن باقي الأنواع . وهو يتميز بالهذاءات والهلاوس من دون أثر للإضطرابات الأخرى للفصام . وقد تكون شخصية المصاب متكاكلة أحيانا مع بهض الاستبصار ، لدرجة ان المريض يحاول نكران أعراضه التي لاتظهر إلا إذا أثير إثارة شديدة ...
وتتميز هذه الهذاءات عادة بقوتها وتنسيقها وترتيبها وكثيرا مانجد اتباعا للمرضى بهذه الهذاءات يؤمنون مثلهم بالاعتقاد الخاطئ نفسه .
وقد تكون شخصية المصاب بالبارانويا الهذائية قوية مسيطرة سائدة طاغية أنانية لاتحترم في داخلها عواطف الفراد ، ولو أنه تظاهر خارجيا بتمثيلها وهو أيضا يملك قدرة فائقة على الاقناع ولكنه دائم الشك بتصرفات كل من حوله فلايثق بأحد ويسخر من كل الآراء التي تخالف آراءه ويجبر الجميع على الخذ برأيه لأنه بحسب اعتقاده الأسلم الأصح.
الفصام الحاد
لايقل هذا النوع من الفصام خطورة عن بقية النواع الانفصامية ، فهو يتميز بظهور اعراض فصامية حادة فجائية يصحبها التشوش في الوعي واختلاط التفكير وإحساس المصاب بأنه في حلم دائم . ويتحول الواقع في مثل هذه الحالات إلى الشعور بالأهمية الذاتية وظهور بعض هذاءات المعرفة ، وتنتهي به الحالة بعد أسابيع أو شهور من دون تدهور وقد تتحول أخيرا إلى أحد أنواع الفصام التي سبق ذكرها .
الفصام الكامن
هو كما يدل عليه اسمه فصام غير ظاهر بوضوح إذ تختفي بعض العراض المعروفة للفصام ويظهر بعضها الآخر . وهو يعتمد على ملاحظتنا وإحساسنا بالسلوك الشاذ والغريب والغامض الذي ينتهجه المريض مع اضطرابات ملفته للأنظار في الوجدان.
الفصام المتخلف
بعد تماثل المريض بالفصام إلى الشفاء، تستمر أحيانا بعض الأعراض الفصامية مع المصاب مثل بقاء آثار فصامية في التفكير مع البلد الانفعالي وبقايا بسيطة من الهلاوس والهذاءات التي يستطيع المريض سترها من دون المساس بتوافقه الاجتماعي ، مع استمراره في السلوك السوي وهذه الحالة المتاخرة عن الفصام والتي تعتبر رواسب وبقايا فصامية هي مايطلق عليها علماء النفس اسم الفصام المتخلف الذي لايقف حائلا دون مضي المريض في عمله ونشاطه ومن غير أن يحتاج إلى الاعتماد على أحد أو يطلب مساعدة من أحد .
الفصام الوجداني
قد يتعرض المريض لحالات تجمع ظواهر اكتئابية ، أو أعراض مرح مع ظواهر الانفصام ، وهذه الحالات هي التي تعرف بحالات الفصام الوجداني التي تميل في معظمها إلى نوبات متكرره يشفى منها المريض تماما دون تدهور في الشخصية .
ولايجوز تشخيص هذه الحالة إلا إذا وجدت العراض الوجدانية والفصامية مقترنة بعضها ببعض في الوقت نفسه .
===============
تقبلوا تحيات أختكم
أمواج