سكر وملح !!
28-11-01, 07:49 pm
الاهداء : الى من عاش تلك السنوات ((2-1))
((الشمس آخذة في الزوال.. الطرقات آخذة في الامتلاء.. وعامل التوحد بين البرد والجوع.. يفرض هذه اللحظة بكآبتها.. والناس في قريتي.. توافدوا.. تضخمت أحلامهم.. نما في وجدانهم شعور بالأمان.. حول الجرين.. وقفت في قلب الحشد.. الأعين مصوبة باتجاه كومة الحبوب.. رغيف الخبز , غدا طوق نجاة.. أسطورة تسامت مع الأيام.. شعرت بالاختناق.. مددت قامتي معتمدا على أطراف القدمين ..(( حتى نسمة الهواء بدت شحيحة )).. أجلت نظري.. لمحت اطفالي الثلاثة , في جلسة ملتصقة .. بحثا عن الدفء.. في اعينهم قلق بدائي.. اضناهم الجوع والبرد..(( آه من هذا الزمن . زمن الغربة والتشرد . زمن الغربة الابدية )).. أحس بمرارة الكلمات تنزلق من لساني .. في داخلي عالم آخر ينضح بالحسرة والألم .. هؤلاء الأطفال من المسؤول عن اغتيال برائتهم ؟.. أنا أم الزمن الردىء ؟! بالتأكيد لم أكن في يوم من الأيام متخاذلا.. مشيت في كل الطرقات.. حافي القدمين.. أحمل في قلبي مرارة الصبر.. أبحث عن لقيمات تستكين في الأحشاءالصغيرة.. نداء الأفواه.. يؤلمني, يقلقني.. يزيد من حيرتي.. وها أنا اليوم أقف والذل يكسو موقفى.. انتظر رحمة الاله .
الآن , لم اعد في وضع يؤهلني للهدوء.. بدأت الأجساد في التزاحم.. لحظتها شعرت بأنني تائه وسط امواج متكسرة..((يا الهي.. ماذا أرى؟)) لا أصدق.. هل أنا أجتر بقايا حلم مخيف ؟!.. هذا المساء.. أي حكاية تنسي أطفالي شراسة الجوع ؟.. بأي منطق يمكن أن أقدم دليل برائتي ؟.. الاخفاق شىء مؤلم.. مضيت اليهم.. أتجشأ مرارة الخيبة.. قبلت اعينهم الدامعة.. لم احتمل كآبة الموقف.. أنا من أنا ؟!! انسان حبلى(بضم الحا) بأوجاع السنين.. انسان قسا الزمان عليه.. ادخلني متاهة بلا حدود.. من اي البلاد أتيت ؟ الى اي الأماكن انتهيت.. سفر طويل.. فيه الجوع والظمأ.. فيه الألم والتمزق. هاهي الأزهار من حولي.. تراقص الشقاء.. تغازل الذبول.. وأنا مأسور بكل هموم الدنيا.. مسحوق حتى العظم.. الهي ارحم ضعفي وضعفهم )).
يتــــــــــــــبع (3-1)
شوقر وملح !!
((الشمس آخذة في الزوال.. الطرقات آخذة في الامتلاء.. وعامل التوحد بين البرد والجوع.. يفرض هذه اللحظة بكآبتها.. والناس في قريتي.. توافدوا.. تضخمت أحلامهم.. نما في وجدانهم شعور بالأمان.. حول الجرين.. وقفت في قلب الحشد.. الأعين مصوبة باتجاه كومة الحبوب.. رغيف الخبز , غدا طوق نجاة.. أسطورة تسامت مع الأيام.. شعرت بالاختناق.. مددت قامتي معتمدا على أطراف القدمين ..(( حتى نسمة الهواء بدت شحيحة )).. أجلت نظري.. لمحت اطفالي الثلاثة , في جلسة ملتصقة .. بحثا عن الدفء.. في اعينهم قلق بدائي.. اضناهم الجوع والبرد..(( آه من هذا الزمن . زمن الغربة والتشرد . زمن الغربة الابدية )).. أحس بمرارة الكلمات تنزلق من لساني .. في داخلي عالم آخر ينضح بالحسرة والألم .. هؤلاء الأطفال من المسؤول عن اغتيال برائتهم ؟.. أنا أم الزمن الردىء ؟! بالتأكيد لم أكن في يوم من الأيام متخاذلا.. مشيت في كل الطرقات.. حافي القدمين.. أحمل في قلبي مرارة الصبر.. أبحث عن لقيمات تستكين في الأحشاءالصغيرة.. نداء الأفواه.. يؤلمني, يقلقني.. يزيد من حيرتي.. وها أنا اليوم أقف والذل يكسو موقفى.. انتظر رحمة الاله .
الآن , لم اعد في وضع يؤهلني للهدوء.. بدأت الأجساد في التزاحم.. لحظتها شعرت بأنني تائه وسط امواج متكسرة..((يا الهي.. ماذا أرى؟)) لا أصدق.. هل أنا أجتر بقايا حلم مخيف ؟!.. هذا المساء.. أي حكاية تنسي أطفالي شراسة الجوع ؟.. بأي منطق يمكن أن أقدم دليل برائتي ؟.. الاخفاق شىء مؤلم.. مضيت اليهم.. أتجشأ مرارة الخيبة.. قبلت اعينهم الدامعة.. لم احتمل كآبة الموقف.. أنا من أنا ؟!! انسان حبلى(بضم الحا) بأوجاع السنين.. انسان قسا الزمان عليه.. ادخلني متاهة بلا حدود.. من اي البلاد أتيت ؟ الى اي الأماكن انتهيت.. سفر طويل.. فيه الجوع والظمأ.. فيه الألم والتمزق. هاهي الأزهار من حولي.. تراقص الشقاء.. تغازل الذبول.. وأنا مأسور بكل هموم الدنيا.. مسحوق حتى العظم.. الهي ارحم ضعفي وضعفهم )).
يتــــــــــــــبع (3-1)
شوقر وملح !!