تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة مع آية


المتأمل
31-08-13, 03:31 pm
وقفة مع آية ..



الآيه
قال تعالى : ( فلما نسوا ما ذُكِّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) الأنعام 44 .

💥التفسير 💥
يقول الله عز وجل ( فلما نسوا ماذكروا به )
أي : فلما أعرضوا عن ماذكرهم الله به في كتابه وتناسوه وتركوا العمل به حصلت العقوبة .

💥ماهي العقوبة ؟
( فتحنا عليهم أبواب كل شيء )

ولنتأمل قوله : ( فتحنا ) سمى الله عز وجل العقوبه ( فتح )
والفتح غالبا يكون في النعمة ..

🔸يقول تعالى : فتحنا عليهم !!!
( أبواب كل شيء )
من الأرزاق والخيرات ، والمتاع ، والصحة ، والجاه ...


🔸( حتى إذا فرحوا بما أوتوا )
حتى إذا فرحوا بالأموال والأولاد ، فرحوا بالخيرات والأرزاق المتدفقة واستغرقوا في الاستمتاع بها وخلت قلوبهم من ذكر المنعم ومن خشيته وتقواه ؛
وانحصرت اهتماماتهم في لذائذ الدنيا جاء موعد القانون الإلهي الذي لايتبدل ولايتغير

الا وهو ..
🔸( أخذناهم بغتة )
أي على غرة ؛ وهم في سهوة وغفلة .

🔸( فإذا هم مبلسون ) أي : فإذا هم آيسون من كل خير .



💥 مشهد عجيب يصور أحوال كثير من الناس اليوم .


كم هم الذين يفرحون بما أوتوا ولايخطر لهم على بال أن ذلك قد يكون استدراج .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معصيته ، فإنما ذلك استدراج )

ثم قرأ هذه الآيات السابقه (( فلما نسوا ما ذكروا به ...))

 لنأخذ دروس من هذه الآية

(1)ليس كل نعمة تأتيك هي نعمة فكن على حذر :
فليس كل فتح فتح
وليس كل عطاء عطاء
وليس كل فرح فرح .

(2) إذارأيت النعم تأتيك وأنت مقيم على الطاعات فاعلم أن ذلك فضل من الله ونعمه ،
وإذا رأيت النعم تتدفق عليك وأنت مقيم على المعاصي والذنوب فاعلم إن هذا استدراج .

(3) قل لكل مفتون بما عند الغرب من فتوحات وأرزاق
مهلاً فإنها استدراج من الله تعالى لهم عياذاً بالله .
فكم من المخدوعين اليوم من المسلمين بهذا الفتح الذي فتح الله به على الكفار ، ويجهلون أن هناك قوانين إلهيه لاتتبدل ولا تتحول .

قال تعالى :( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين ، نسارع لهم في الخيرات بل لايشعرون )

 اللهم لاتجعل مانحن فيه من النعم استدراجآ بذنوبنا ..
ووفقنا لذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..
وردنا اليك ردآ جميلا حتى ترضى عنا ..
برحمتك يا ارحم الرحمين@