المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يحدث في مالي؟!


محمدإبرهيم المهوس
16-01-13, 05:46 pm
ماذا يحدث في مالي؟!

الانقلاب الذي حدث في مالي منذ تسعة أشهر لم يكن له سبب معلن إلا العداء للإسلاميين في شمال مالي، وهو الأمر الذي لم يتغير حتى اليوم، فالانقلابيون "العلمانيون" من صغار الضباط في الجيش المالي يرون أن في سيطرت الإسلاميين على زمام الأمور في الشمال المالي خطرا عليهم، وهو حق لأن منهجهم قائم على العلمانية وإزاحة الدين عن حياة الشعب المالي رغم أن الإسلام هو دين أغلبية الشعب.

شهدت مالي تمردا عسكريا في 21 مارس 2012م، حيث سيطرت مجموعة من العسكريين الماليين على السلطة، بعد استيلائها على القصر الرئاسي في العاصمة باماكو، وتم هذا الانقلاب قبل 5 أسابيع من الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في مالي، والتي كانت مقررة في 29 إبريل الماضي، وبرر القائمون بالانقلاب موقفهم بالقول إن "حكومة الرئيس المطاح به لم تدعم بشكل كاف المعركة التي يخوضها جيش مالي ضد الطوارق العرب في الشمال الذي يعج بالأسلحة والمقاتلين".
فالانقلاب الذي حدث في مالي منذ تسعة أشهر لم يكن له سبب معلن إلا العداء للإسلاميين في شمال مالي، وهو الأمر الذي لم يتغير حتى اليوم، فالانقلابيون "العلمانيون" من صغار الضباط في الجيش المالي يرون أن في سيطرت الإسلاميين على زمام الأمور في الشمال المالي خطرا عليهم، وهو حق لأن منهجهم قائم على العلمانية وإزاحة الدين عن حياة الشعب المالي رغم أن الإسلام هو دين أغلبية الشعب.
حيث يشكل المسلمون حاليا نحو 90% من سكان مالي التي تعتبر أكبر دولة في غرب أفريقيا، بينما لا تزيد نسبة المسيحية باختلاف طوائفها عن نسبة 5% من الشعب المالي، ويدين بديانات أخرى بقية الشعب البالغ نسبتهم5%.
وتزامنا مع هذا الانقلاب أعلنت عدة جماعات إسلامية استقلال منطقة أزواد (الشمال المالي) عن دولة مالي خوفا على الهوية الإسلامية لسكان هذه المنطقة، وحتى يُسمح لهم بتطبيق الشريعة الإسلامية والتحاكم إليها، لذلك أكدت حركة "أنصار الدين" التي تسيطر على مدينة تمبكتو في شمال مالي آنذاك أنها تخوض حربًا من أجل الإسلام في مالي، وأنها ضد أي ثورة لن تندلع باسم الإسلام.
وقال عمر هاماهاي القائد العسكري للحركة في شريط فيديو صوره هواة: "إن حربنا حرب مقدسة، إنها حرب قانونية.. نحن ضد عمليات التمرد، نحن ضد الاستقلالات، ونحن ضد جميع الثورات التي لم تنشب باسم الإسلام، جئنا لنمارس الإسلام باسم الله"، وأضاف: "ما نريد نحن ليس أزواد".
إذن فما يحصل في مالي هذه الأيام من قبل الإسلاميين في الشمال ليس تمردا على الدولة ولا طمعا في الانفصال- لمجرد الانفصال- وإنما هو تمرد على التمرد العلماني، وطلبا لحكم الشريعة وتحكيمها في حياة شعب مالي المسلم.
لأجل هذا حملت دول غربية وعلى رأسهم فرنسا على عاتقها محاربة هؤلاء المجاهدين وكبح جماحهم خوفا من بزوغ فجر جديد لدولة إسلامية وليدة تتحاكم إلى شرع الله، وحتى لا يتم تصدير هذه الفكرة إلى غيرها من البلدان المنابذة لحكم الشريعة.
من ناحية أخرى كشف المتحدث باسم حركة أنصار الدين المالية المعارضة، سنده ولد بوعمامة، عن سر الحملة العسكرية الفرنسية في مالي، وحذر من أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي يستهدف بالدرجة الأولى الجزائر، داعيا الجزائريين للوقوف إلى جانب الحركة.
وقال ولد بوعمامة، في حوار مع صحيفة (الشروق) الجزائرية "إنه مشروع فرنسي لإعادة مكانة فرنسا في المنطقة التي حظيت بها خلال ستينات القرن الماضي، ففرنسا أرادت هذه الحرب وخططت لها منذ سنوات، وهي الآن تنفذها، حيث الصراع يعود إلى سنوات، بل إلى عقود من الزمن".
والذي يدعو للعجب في هذا الأمر هو التحرك الفوري الذي شرعت فيه دول الغرب وبعض الدول الإسلامية للتدخل لوئد الحركات الإسلامية في شمال مالي، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوري الويلات بفعل بشار وعشيرته من قتلة الشيعة.
ألم يكن حريا بهؤلاء السعي لوقف آلة القتل التي تعمل في أهل سوريا ليل نهار حتى أتت على أكثر من ثلاثين ألفا منهم، أم أن قرارات مجلس الأمن والمجموعات الاقتصادية والاتحادات الدولية لا تصب إلا في مصلحة الغرب، ولا تعرف للمسلمين سبيلا إلا سبيل التآمر عليهم والنيل منهم؟
فقد بدأت فرنسا منذ صباح يوم الجمعة الماضي التدخل العسكري شمال مالي، لمطاردة الجماعات الإسلامية التي تسيطر على تلك المنطقة، وعلى رأسها جماعة "أنصار الدين"، كما أعلنت المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إيكواس) أنها تنوي إرسال مقاتلين إلى مالي لمساعدة الحكومة في وقف مد الإسلاميين.
وبناء على هذه الهجمة أكد علماء الدين المسلمون في إقليم آزواد، باستحلال دماء وأموال كل من يتدخل عسكريا في البلاد ومن يتعاون معه، وقال العلماء في اجتماع دعت إليه جماعة "أنصار الدين" الإسلامية المسلحة في مدينة آرياو الشمالية إن "كل من تعاون مع قوات أجنبية في حملتهم على الإسلام هو مستحل الدم والمال"، حسبما ذكر موقع "الحدث الأزوادي".
جدير بالذكر بيان أن منطقة آزواد تضم ثلاث ولايات وهي (تنبكت، غاو، كيدال)، ويصل عدد سكان المنطقة لقرابة المليوني نسمة، حيث تسكن المنطقة مجموعات الطوارق الذين يتحدثون لغتهم تـاماشيق، إضافة لأقليات من البدو الرحل بينهم المتحدثين بالحسانية من العرب وهي أقرب اللهجات للعربية المستخدمة في شمال أفريقيا، إضافة لبعـض قبائل الصنغاي الأفريقية وبعض قبائل الفلات، وهذه المنطقة مذ دخلها الإسلام لم تعرف ديانة أخرى غيره، وأهلها يغلب عليهم طابع الالتزام بالأحكام الشرعية، والحب الشديد للإسلام والتضحية في سبيل الدفاع عنه.

نـدى الـورد
16-01-13, 09:14 pm
الله حسيب اعداء الاسلام

واللهم اعز الاسلام والمسلمين

وانصرهم على اعداء الدين

تكتيكات خفية من قبل الدولة الاجنبية لمراعاة مصالحها لاجديد
.

عبد الفتاح الهادي
18-01-13, 12:56 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/s480x480/312438_585398968143594_873577699_n.jpg

https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/318008_524290647616351_220525903_n.jpg


http://www6.0zz0.com/2013/01/15/19/811598286.jpg (http://www.0zz0.com/)


http://www.m5zn.com/newuploads/2013/01/15/jpg//m5zn_f0c595f542e4afe.jpg (http://www.m5zn.com/out.php?code=14362748)

http://www10.0zz0.com/2013/01/15/21/174708837.jpg (http://www.0zz0.com/)

http://www10.0zz0.com/2013/01/15/21/195428068.jpg (http://www.0zz0.com/)

http://www10.0zz0.com/2013/01/15/21/801363022.jpg (http://www.0zz0.com/)

عبد الفتاح الهادي
18-01-13, 12:57 am
http://im33.gulfup.com/0gv52.jpg (http://www.gulfup.com/?VixW0m)


http://im36.gulfup.com/7wDv1.png




http://www10.0zz0.com/2013/01/15/23/828186615.jpg (http://www.0zz0.com/)

عبد الفتاح الهادي
18-01-13, 01:01 am
الجيش الفرنسي يتحرك
الجيش الفرنسي يتعفن

https://sphotos-b.xx.fbcdn.net/hphotos-snc7/c15.0.403.403/p403x403/405987_575036952513758_382787818_n.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=575036952513758&set=a.549382798412507.140297.549377338413053&type=1&relevant_count=1)



http://im31.gulfup.com/kL1O1.png (http://www.gulfup.com/?0atUhD)


http://img03.arabsh.com/uploads/image/2013/01/16/0d30464a64f403.jpg (http://arabsh.com/)

تصميم للفيس

http://img03.arabsh.com/uploads/image/2013/01/16/0d30464a64f402.jpg (http://arabsh.com/)

التصميم " 2 "

http://img03.arabsh.com/uploads/image/2013/01/16/0d30464a64f40d.jpg (http://arabsh.com/)

تصميم للفيس

http://img03.arabsh.com/uploads/image/2013/01/16/0d30464a64f40c.jpg (http://arabsh.com/)


http://im33.gulfup.com/Frjw1.jpg (http://www.gulfup.com/?IFY3Qh)




http://img04.arabsh.com/uploads/image/2013/01/17/0d30464b62f104.jpg

http://im16.gulfup.com/M0IQ1.jpg (http://www.gulfup.com/?CS0BV4)


http://im16.gulfup.com/CTof2.jpg (http://www.gulfup.com/?w5bXrg)


[/URL]
http://im33.gulfup.com/lW1R4.png (http://forum.ashefaa.com/editpost.php?do=editpost&p=1353209)


http://img03.arabsh.com/uploads/image/2013/01/17/0d30464b62f30d.jpg (http://arabsh.com/)[ الترويسات ]
[1]
http://im33.gulfup.com/9cHt1.jpg


[2]
http://im35.gulfup.com/dMmg1.jpg


[3]
http://im16.gulfup.com/4QbY1.jpg


[4]
http://im16.gulfup.com/Mytt1.jpg


[5]
http://im32.gulfup.com/iISv1.jpg


[6]
http://im34.gulfup.com/vw3b1.jpg


[7]
http://im16.gulfup.com/nCjz1.jpg


[8]
http://im33.gulfup.com/Jfn51.jpg


[9]
http://im33.gulfup.com/u9Dw1.jpg





[ التواقيع ]
[1]
http://im35.gulfup.com/NMiP1.jpg

[2]
http://im35.gulfup.com/JkYe1.jpg

[3]
http://im34.gulfup.com/daMk1.jpg

[4]
http://im33.gulfup.com/WBPk1.jpg

[5]
http://im31.gulfup.com/4tTT1.jpg

[6]
http://im17.gulfup.com/O5vD1.jpg

[7]
http://im32.gulfup.com/fGlk1.jpg

[8]
http://im17.gulfup.com/bVOa1.jpg

[9]
http://im18.gulfup.com/zwli1.jpg






[URL="http://forum.ashefaa.com/editpost.php?do=editpost&p=1353208"] (http://forum.ashefaa.com/editpost.php?do=editpost&p=1353218)

محمدإبرهيم المهوس
18-01-13, 02:27 pm
شكر الله لك أخي عبد الفتاح على هذه المشاركة الرائعة ،،

عبد الفتاح الهادي
18-01-13, 08:57 pm
وبارك فيك اخي محمد وفي من صممها حيث نقلتها لكم من منتدى انصار المجاهدين

القلم الصريح
18-01-13, 09:37 pm
اللهم انصر المسلمين فوق كل ارض وكن عونا لهم ونصير .
لا حول ولا قوة الا بالله .

محمدإبرهيم المهوس
19-01-13, 03:42 pm
سم الله الرحمن الرحيم

بيان حول الحرب الفرنسية الظالمة ضد مسلمي مالي




الحمد لله ناصر المستضعفين، وجاعل الدائرة على أعداء الدين المحاربين (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). وصلى الله وسلم على إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين القائل: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) والقائل: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه)الحديث، وعلى آله وصحابته أجمعين.


أما بعد،


فإن الحرب التي تشنها فرنسا على المسلمين في مالي ضرب من العدوان السافر، والتدخل في شؤون لا مسوغ لدخولها فيها، لكنها حرب طوائف من الإسلاميين بدعوى الإرهاب والتشدد، فما كان ذنبهم إلاّ سعيهم لإقامة حكم إسلامي في بلدهم الذي طالما اخضع للاستعمار وشريعة الغرب، فالمسلمون في مالي لم يرتكبوا جرائم حرب، ولا جرائم ضد الإنسانية، ولا هددوا الأمن والسلم الإقليمي فضلاً عن الدولي! بينما يرتكب نظام مجرم في الشام أبشع الجرائم ضد البشرية، وفرنسا كسائر الأمم الغربية تتفرج، وتكتفي بالشجب البارد، ولا تحرك ساكناً، بل تتربص للتدخل إذا استتبت الأمور للمجاهدين ، للحيلولة دون أن يقطفوا ثمرة جهادهم!


وحيال هذا الظلم والعدوان نبين للأمة ما يأتي:


أولاً: ما فعلته فرنسا حرب وعدوان على المسلمين، يجب إنكاره، ولا يجوز إقراره فضلاً عن دعمه مادياً أو إعلامياً أو بأي نوع من أنواع الدعم المعنوي، فمظاهرة الكافرين على المسلمين من نواقض الإسلام كما هو ظاهر القرآن وبينه أئمة وعلماء الإسلام، ولاسيما إن كان الكافر يعلن بأن حربه على قوم يريدون إقامة حكم إسلامي في بلدهم، فإعانته الكفار في هذه الحال من الموبقات العظيمة التي لا يجوز لمسلم أن يسهم فيها، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) [المائدة: 51-52].



ثانياً: على جميع المسلمين دولا وشعوبا رد هذا العدوان ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ودعم المجاهدين هناك بما أطاقوا، فإن لم تكن لهم على الحرب قدرة، ولم يكن لهم إلى دعم المجاهدين سبيل، فلا أقل من الوساطة للخروج بحل سلمي مشروع يكف المعتدي، ويصلح ما بين الإخوة في مالي، ويقع على عاتق أهل العلم والعقل والديانة في تلك البلاد من ذلك الثقل الأكبر، وكل ذلك من جملة الولاء الواجب بين المؤمنين. لأن الكفار يوالي بعضهم بعضا، كما بين سبحانه (وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) [الأنفال: 73]، وقد فعلوا ذلك، فتمالؤا في هذه النازلة، ودعموا الفرنسيين دون مواربة، وحري بالمؤمنين أن يوالي بعضهم بعضاً: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) [الأنفال: 72].



ثالثاً: حال المسلمين اليوم، تقتضي العمل على إقامة الدين بحكمة، فتراعى العواقب، وتدرك حدود الطاقة، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها وما آتاها، ورحم الله امرئً عرف قدر نفسه، وقدر قبل الخطو لرجله؛ فلم يعنت نفسه أو يسبب العنت لغيره، لكن تقدير هذه الأمور كثيراً ما يكون موضع اجتهاد، فلا يجوز أن يكون الخلاف فيه سبباً في خذلان المسلم لأخيه المسلم، ولا مسوغاً لإسلامه لعدوه، دع الإعانة عليه أو الشماتة به، أو إقرار احتلال بلاده، فهذا فعل من لا خلاق لهم، وقد قال الله فيهم: (الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [آل عمران: 168]، وقد كان هذا يوم أحد حيث خرج المسلمون باجتهاد، ونزلوا من الجبل باجتهاد.



وأخيراً، فإن مما ليس لمسلم أي عذر فيه هو واجب النصرة بالدعاء لإخواننا في مالي بأن يذل الله أعداءهم، وينصرهم عليهم، وأن يرزق المسلمين من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء، وأن يلطف بهم، ويداوي جرحاهم ويشفي مرضاهم، ويرحم قتلاهم، وأن ينجي المستضعفين ويهلك الظالمين، والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



رابطة علماء المسلمين

عبد الفتاح الهادي
20-01-13, 12:20 am
بارك الله فيك على هذا النقل

عبد الفتاح الهادي
20-01-13, 12:25 am
بسم الله الرحمن الرحيم



مقالة جديدة للشيخ أبى المنذر الشنقيطى



بعنوان



معركة الشريعة فى مالى






https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-snc6/227605_321277914644944_1495204921_n.jpg



معركة الشريعة في مالي



الشيخ أبو المنذر الشنقيطي


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال تعالى مبينا عداء الكفار للمسلمين ومحاربتهم لهم وسعيهم إلى طمس
معالم هذا الدين :
- {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: 89]{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217]{ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } [البقرة: 109]. {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120].{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } [آل عمران:118].
عداء الغرب للإسلام :
لقد أيقن الغرب الصليبي أن الإسلام يشكل خطراً كبيراً عليه وعلى مصالحه،وأنه هو القوة التي تبعث الحماس في قلوب المسلمين وهو الإطار الذي يجمعهم في كيان واحد. ولكي يظل المسلمون في حالة ضعف دائم فلا بد من تجريدهم من الإسلام وعقيدته وثوابته .
ومن تصريحاتهم في ذالك :
1- يقول غلادستون وهو أحد مؤسسي الاستعمار البريطاني في الشرق الأوسط : (ما دام هذا القرآن موجوداً فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق بل ولا أن تكون هي نفسها في مأمن)
2- يقول وليم جيفورد بالكراف: (متى توارى هذا القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه)
3- يقول المنصر لورانس براون : (إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطراً، أو أمكن أن يصبحوا أيضاً نقمة له، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير)
4- يقول المستشرق غاردنر: (إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوربة).
5- قال سالازار في مؤتمر صحفي : (إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يحدثه المسلمون حين يغيرون نظام العالم).
6- يقول المستشرق "كانتول سميت" في كتابه (الإسلام في التاريخ الحديث): "كان النبي محمد هو التحدي الوحيد للحضارة الغربية الذي واجهته في تاريخها كله، وإنه لمن المهم أن نتذكر كم كان هذا التحدي حقيقياً، وكم كان يبدو في بعض الأوقات تهديداً خطيراً حقاً"،
7- صرح ريتشارد نيكسون في كتابه "لفرصة السانحة" أن الإسلام قد أضحى هو العدو الرئيسي للغرب بعد سقوط الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفيتي .
8- قال فيليب فونداس: "إن من الضروري لفرنسا أن تقاوم الإسلام في هذا العالم، وأن تنتهج سياسة عدائية للإسلام، وأن تحاول على الأقل إيقاف انتشاره".
9- قال المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه "باثولوجيا الإسلام" : (أعتقد أن من الواجب إبادة خمس المسلمين، والحكم على الباقي بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر!).
10- مارتن لوثر - زعيم حركة الإصلاح البروتستانتي – قال عن الإسلام بأنه "حركة عنيفة تخدم أعداء المسيح لا يمكن جلبها للمسيحية؛ لأنها مغلقة أمام المنطق، ولكن يمكن فقط مقاومتها بالسيف".
حرب صليبية معاصرة :
وللقضاء على هذا الدين كان لا بد من للغرب أن يتحد ضد الإسلام في حملة صليبية جديدة ..
وهذه الحرب التي تشنها الدول الغربية على العالم الإسلامي اليوم ما هي إلا حلقة من حلقات الحروب الصليبية القديمة في ثوب جديد يتلاءم مع المصالح الغربية .
- فقد أعلن بوش الابن في 16 / 9 / 2001 م بأنه سيقوم (بشنّ ما سماه حملة صليبية طويلة الأمد لتخليص العالم ممن وصفهم بفاعلي الشر). وعبر في هذا التصريح بعبارة : (CRUSADE) التي تعني الصليبية . واستعمل أيضاً عبارة (النسر النبيل) في حربه على أفغانستان وهي عبارات ورد ذكرها في التوراة المحرفة.
بل إن الجيش الأمريكي نفسه كان يضم مجموعة من المنصرين وقد خاطبهم بوش قائلا : (جميعنا مطالبون بنشر كلمة الله وتحقيق مملكة الرب)"
- صحيفة (دير شبيجل) الألمانية في العدد الصادر بتاريخ : 17/ 2/ 2003 ذكرت أن الحرب ضد العراق ما هي إلا جزء من حرب صليبية يشنها اليمين المسيحي الصهيوني المتطرف على العالم الإسلامي للإعداد لما يسمى بمعركة (هيرمجيدون) التي تهيئ للعودة الثانية للمسيح.
- الكاتبة الإيطالية (أوريانا فالاتشي)، أكدت على أن الغرب يعيش حربا
صليبية بالفعل..!
- ونشرت جريدة الصنداي تليغراف مقالا بعنوان «هذه الحرب ليس موضوعها
الإرهاب بل الإسلام»،
- بني هن (Benny Hinn) - مقدم برنامج معروف- قال : " إنها حرب بين الله
وبين الشيطان".
- وبدت البغضاء في تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي سيليفيو بير لوسكوني عندما قارن بين (الإرهاب الإسلامي) - حسب تعبيره - وبين الحركة المناهظة للعولمة في أوربا فقال في يوم 26 / 9 / 2001 م : (إنّ الأول حاول استفزاز العالم الغربي لدفعه لرد فعل عنيف، بينما سعى الآخر لدفع العالم الغربي للشعور بالذنب) وأضاف قائلا إنّ ذلك يرجع إلى سمو الحضارة الغربية على غيرها من حضارات العالم لأن الغرب يضمن حقوق الإنسان، وحرية الأديان، وهو ما لا وجود له بين المسلمين !!..
- بعد هذه التصريحات دعى قسيس أمريكي إلى حرب المسلمين جميعاً في العالم لقتل ثلثيهم وتنصير الثلث الباقي.
- والخطاب الديني كان واضحا في حملة الأمريكيين على أفغانستان والعراق . فقد قال القس الإنجيلي جيري فالويل لشبكة « برودكاستنغ نتوورك » المسيحية أن هجمات 11سبتمبر الدامية يمكن أن تكون مقدمة لأمر أشد جللاً « إذا ما واصل الرب التخلي عنا والسماح لأعداء أمريكا بالتسبب لنا بما نستحق على الأرجح » .
- في شهر يوناير من عام 2004 ذكرت جريدة الديلي تلجراف البريطانية على لسان (جون برادي) رئيس هيئة الإرساليات الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا (وهي هيئة تنصيرية) ذكر ان الهيئة طالبت بجعل العراق مفتوحاً للتنصير من أجل ان يكون بوابة لتنصير المنطقة كلها, وهو ما حدث بالفعل حيث تم في العراق توزيع اكثر من مليون نسخة من الإنجيل.
ومما يدل على جدية الحكومة الامريكية في محاربتها للإسلام وسذاجتها في الوقت نفسه أنها سعت إلى كتابة قرآن معاصر للمسلمين تحت عنوان "الفرقان الجديد" وقام (أنيس شورش) بعد طباعته ونشره بإرسال نسخ منه إلى الرئيس الأمريكي بوش وأعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي لاعتماده رسمياً في كافة مواقع الإدارة الأمريكية والأخرى المتعاملة مع المسلمين، الأمر الذي ساهم في توزيعه على السفارات العربية والإسلامية في كل من باريس وواشنطن ولندن والعديد من المنظمات والهيئات الإسلامية والعربية بتاريخ 17/ 4/2004
وإلى جميع الدوريات والمجلات التي تطبع في القدس ولندن فيما بعد.
حقيقة المعركة :
منذ أن ضعفت الخلافة العثمانية وقعت بلاد الإسلام في قبضة وهيمنة الدول الأوروبية الاستعمارية ,وحتى الأمراء العرب الذين كانوا يحكمون المناطق العربية كانوا مجرد موظفين عند ابريطانيا .
وقد ورد في بعض الوثائق البريطانية التي تدولها الإعلام مؤخرا أن حكومة بريطانيا كانت تدفع مرتبات سنوية وشهرية للزعماء العرب من أجل الحفاظ على رعاياهم "المتطرفة" حتى لا يعتدوا على راحة الجنود البريطانيين الذي كانوا يخوضون حربا شعواء من أجل السيطرة على فلسطين .
وكان من بين هؤلاء الأمراء :
عبد العزيز ابن سعود ،والشريف حسين بن علي , والأمير محمد علي الأدريسي و حاكم عسير, وإمام اليمن يحيى حميد. وبعد أن انتهت حقبة الاستعمار المباشر رحل الأوروبيون عن معظم بلاد الإسلام , لكنهم استمروا في التحكم فيها من خلال الحكام العملاء الذين نصبوهم ليسوسوا البلاد بطريقة لا تتعارض مع مصالحهم وقيمهم. وإلى يومنا هذا ما زالت الحكومات الاستعمارية والدول الغربية ترفض أن يتولى الحكم في بلاد الإسلام أي حاكم لا يخضع لها أو لمبادئها وقيمها.
إن الدول الصليبية التي تحارب الإسلام اليوم لن تسمح أبدا بقيام أي حكم يسعى إلى إقامة شرع الله واستعادة الخلافة الراشدة .
عملا بوصية لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان بالمنصورة. فقد ورد في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس أنه قال : إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال الحرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع أمور ذكر من ضمنها : "عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح".
وهذا هو ما يحدث اليوم ..فبمجرد أن تهيمن جماعة إسلامية وتعلن نيتها وعزمها على تطبيق الشريعة تقوم هذه الدول الصليبية بمحاصرتها وشن الحرب عليها من اجل انتزاع الحكم منها وتسليمه إلى عميل يطبق القوانين الوضعية ويحتكم إلى الديمقراطية .
لقد رأينا ذالك في أفغانستان وفي الصومال وفي اليمن وها هو يتكرر اليوم في مالي .
إن مهمة الدول الصليبية التي تهيمن اليوم على السياسة العالمية باسم "القانون الدولي" هي حماية الدول النصرانية ومنحها الاستقلال والنفوذ والدعم ومحاربة الدول الإسلامية وجعلها تابعة للغرب سياسيا واقتصاديا وفكريا .
ولهذا فهي تدعم كل أقلية نصرانية تسعى إلى الاستقلال كما حدث في تيمور الشرقية وفي جنوب السودان. وفي الوقت نفسه تتغاضى عن المجازر والتنكيل بكل شعب مسلم يسعى إلى الاستقلال عن الدول الكافرة ويحاول الانفصال عنها كما هو حاصل في الشيشان وفي كشمير وسينكيانج, وغيرها.
إن مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي لم تكتب من أجل حماية المسلمين وإعطائهم حقوقهم وإنما كتبت لحماية النصارى واليهود والتمكين لهم في الأرض . وهذه المعركة التي بدأت في مالي ما هي إلا واحدة من سلسلة المعارك بين الإسلام والكفر .. لقد بات جليا ان أن الحكومات الغربية مستعدة للتعامل مع الأنظمة التي تتظاهر بتحكيم الشريعة إذا كانت عميلة لها ومستعدة لخدمة مصالحها في المنطقة كما هو الحال بالنسبة للنظام السعودي . وهي مستعدة كذالك للتعامل مع الحكومات الإخوانية التي تتاجر بالشعارات الدينية وتحتكم إلى الديمقراطية والقوانين الوضعية. لكنها غير مستعدة لغض الطرف عن وجود أي جماعة تفرض الشريعة بالقوة وتسعى
إلى إقامة حكم إسلامي جاد وشامل . فالمسلمون الآن مخيرون بين أن يكون حظهم من الحكم الإسلامي دائرا بين النموذج السعودي والنموذج الإخواني , اما حين يختارون النموذج الجهادي الذي يسعى إلى إقامة حكم إسلامي جاد وشامل ومستقل فلن يتعامل معهم الغرب بغير منطق القوة والحرب .
لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم للطائفة المنصورة عدة صفات من أهماه وأكثرها تكرارا في ورايات الحديث :
1 – أنهم قائمون بأمر الله أي مطبقون لشرعه وملتزمون بحكمه. روى البخاري عن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا "يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ، ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك". وفي لفظ عند مسلم : « لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم .... »
2 - أنهم يقاتلون على أمر الله أي يفرضون الشريعة بالقوة ويرفعون راية الجهاد في سبيل الله. روى مسلم عن جابر بن سمرة عن النبى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال « لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة ».
3 - أنهم ظاهرون على من ناوأهم والظهور هنا بمعنى الاستعلاء وعدم الخضوع . روى مسلم عن معاوية رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال :« ... ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة ». وروى البخاري عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون.
4- أنهم ظاهرون على الدين أي مظهرون له ومتمسكون به ولا يرضون بالتنازل عنه. روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة » وروى مسلم أيضا عن ثوبان قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتى أمر الله وهم كذلك ». والظهور على الأعداء وإظهار الدين أمران متلازمان لأنه لا يمكن إظهار الدين إلا بعد الظهور على الأعداء الذين يريدون طمس الدين ويحاربون ظهوره. فلا يمكن إظهار الدين ولا القيام به في ظل التبعية للكفار أو الخضوع لهمبل لا بد من الظهور عليهم أولا.
وفي هذا دليل على أن نموذج الحكم السعودي ونموذج الحكم الإخواني كلاهما خارج عن منهج الطائفة المنصورة. وأن الدين لا يقوم إلا بالجهاد .
دور الحكومات العميلة في محاربة الحكم الإسلامي :
الحكومات التي تحكم البلاد المسلمة اليوم ما هي إلا آلة لتنفيذ المخططات الغربية .. إنها حكومات رافضة لشرع الله وممتنعة عن تطبيقه , ومحاربة له ولكل من يسعى إلى تحكيمه . بل إنها عقدت المعاهدات والاتفاقات الدولية على محاربة كل من أراد أن يقوم بفريضة الجهاد . و لولا هذه الحكومات لما استطاعت دول الكفر إنجاز ما حققته من نجاحات في حربها على الإسلام وتضييقها على المجاهدين .. فاحتلالها لأفغانستان كان بإعانة من هذه الحكومات .. واحتلالها للعراق كان بدعم وتأييد من حكام الخليج ومصر و الاردن وسوريا وتركيا.. وأما بالنسبة لما يحدث اليوم في مالي فإن الحكومات الغربية أحست بالضعف امام المجاهدين وعدم القدرة على قتالهم بمفردها فقررت أن تخوض حربها ضد الإسلام في مالي اعتمادا على هذه الحكومات العميلة..! لقد قامت الحكومة الموريتانية بإرسال قوتها إلى الحدود مع مالي بالتزامن مع بداية الحملة الفرنسية وصرح ولد عبد العزيز بإمكانية التدخل في الحرب مما يعني انهم يمكن أن يشاركوا في الهجوم في أي وقت !
واعترفت فرنسا بأنها تتلقى الدعم المادي لهذه الحرب من الإمارات , وسمحت الجزائر للطائرات الفرنسية بعبور مجالها وقامت حكومات المنطقة جميعا باعتقال كل من يمكن أن يكون داعما للمجاهدين في مالي أو مستعدا للنفير إليهم، هذا بالإضافة طبعا إلى الدول المشاركة في الحملة العسكرية ضد المجاهدين .
واجب المسلمين :
إذا كانت هذه هي الحقيقة , فهل المسلمون اليوم مستعدون للموت دون شريعة ربهم، أم سيبيعونها بعرض من الدنيا يسير؟
أيها المسلمون : إنه لن يُمَكّن لشرع الله فينا حتى نجاهد ونصبر ونُبْتَلى ويظهر مدى صدقنا واستعدادنا للتضحية في سبيل الله , وتلك هي علة تكليفنا بالجهاد .
قال تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31] وقال تعالى : {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } [العنكبوت: 1 - 3] وقال تعالى : {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 4 - 6] وإن من أقبح الخصال وأرذل الاعمال أن يدعي الناس محبة شرع الله ثم يعرضوا عن تحكيمه خشية عقوبة الكفار ..
قال تعالى مبينا حال المنافقين وضعفة الإيمان: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} [العنكبوت: 10]. وقد أخبر الله تعالى بأن زوال خشية الكفار من القلب شرط من شروط الإيمان فقال تعالى : {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 13] وقال تعالى : { إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (آل عمران:175) وقد وصف الله تعالى المنافقين بأنهم يتهربون من القتال الواجب بقولهم:{يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [سورة المائدة، الآية:52].
ووصف المؤمنين بأنهم يواجهون تهديد الكفار بالتوكل والثبات على الدين فقال تعالى : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [سورة آل عمران، الآية: 173].
أيها المسلمون :
إن المعركة في مالي معركة بين جماعة تسعى إلى تحكيم شرع الله ودول كفرية تريد القضاء على دين الله . فأين دوركم في هذه المعركة ؟
وما هو موقفهم منها ؟ وهل أنتم مستعدون لدفع ضريبة العيش في ظلال الشريعة , أم لا تريدونها إلا إذا كانت بالمجان ؟ ألا تستحق الشريعة أن تقاتلوا في سبيلها وتموتوا من أجلها ؟ أم أن المسلمين يرضون بالشريعة في ظل الازدهار ولا يرضون بها إذا كانت سببا للقتل والحصار والدمار .. إذا كانت الشريعة هي الرحمة وهي العدالة وهي الرخاء ألا تستحق منا ان
نضحي من اجلها ؟ أليس القتال في سبيل الشريعة جهادا مشروعا ؟ فإلى متى تبقى هذه الإمارات الإسلامية التي قامت من أجل تحكيم الشريعة بلا سند ولا نصير من المسلمين ؟ أين الألوف والملايين من طلبة العلم وأساتذة الشريعة ؟ لم لا ينخرطون في صفوف المدافعين عن الشريعة ويحملون لواء الدفاع عنها ؟ إذا لم يقاتلوا اليوم في هذه الحملة الصليبية التي تهدف إلى القضاء على الحكم الإسلامي فمتى سيقاتلون ؟ أيحبون الشريعة ولا يريدون الموت من أجلها ؟ فئات كثيرة من المسلمين اليوم مستعدة لنصرة الدين فقط بالخطب والكتابة والأشعار .. وهم في هذا المجال فرسان لا يشق لهم غبار !
أما حين يتعلق الأمر ببذل الدماء والتضحية بالمهج والأرواح فلا ترى منهم إلا التسويف والانتظار ! كأن تكاليف الجهاد لا تعنيهم ..أو كأن دماءهم وأرواحهم أرقى وأسمى من أن تبذل رخيصة في سبيل الدين ! يريدون الحياة في سبيل الله ..ويرفضون الموت في سبيل الله..
يا الله ..! ما قيمة الحياة في سبيل الله إن لم تكن سببا موصلا إلى الموت في سبيل الله ؟ كأنما يردّون على كل آية تحثهم على الجهاد بقولهم : "ربنا لم كتبت علينا القتال؟" !! ولله در ابن القيم حين قال : « وكفى بالعبد عمى وخذلاناً أن يرى عساكر الإيمان وجنود السنة والقرآن وقد لبسوا للحرب لأمته ، وأعدوا له عدته ، وأخذوا مصافهم ، ووقفوا مواقفهم ، وقد حمي الوطيس ، ودارت رحى الحرب واشتد القتال وتنازلت الأقران : النزال النزال ؛ وهو في الملجأ والمغارات، والمدخل مع الخوالف كمين ، وإذا ساعد القدر ، وعزم على الخروج قعد فوق التل مع الناظرين ينظر لمن الدائرة ليكون إليهم من المتحيّزين ، ثم يأتيهم وهو يقسم بالله جهد أيْمانه إني كنت معكم وكنت أتمنى أن تكونوا أنتم الغالبين» مقدمة النونيّة ، ص 5 . وحدهم اليوم المجاهدون تحملوا هذا العبأ الثقيل واستعدوا لهذه الفريضة الشاقة .. ورضوا بأن تروى شجرة الإسلام بدمائهم ويبنى جداره بجماجمهم .. جاد ناس بأموالهم, وجاد ناس بأوقاتهم ,وجاد ناس بجهودهم وطاقاتهم .. لكن المجاهدين جادوا بمهجهم وأرواحهم .. والجود بالنفس أقصى غاية الجود .. شباب خرجوا من ديارهم وأوطانهم يبتغون القتل والموت مظانه ! وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة ) رواه البخاري من حديث أبي هريرة. فمن يدانيهم منزلة ومن يعلوهم مقاما بعد ان قال النبي صلى الله عليه وسلم في امرأة من جهينة جاءت معترفة تريد إقامة الحد عليها : "وهل وجدت شيئا أفضل من ان جادت بنفسها لله تبارك وتعالى ؟ !!" رواه مسلم وغيره واللفظ لأحمد .
لكم الله يا أهل الجهاد ..
فكم من زوجة حسناء فارقتموها وكم من شهادة تعليمية أهملتموها وكم من وظيفة هجرتموها وكم من صبية كالجمان كانوا يطربون أسماعكم بكلمة "بابا" فلم تأسركم عاطفة الأبوة ! كأن لم يعد في قلوبكم مكان لغير دين الله ..!
أيها المسلمون :
هلموا وانصروا هؤلاء المجاهدين الذين نذروا انفسهم في سبيل الله وحملوا السلاح دفاعا عن شريعة الله .. قال تعالى : { وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ...} [الأنفال: 72]. وقال صلى الله عليه وسلم : "انصر أخاك ظالما ، أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه ، أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره" رواه البخاري من حديث أنس . وقال صلى الله عليه وسلم : "المؤمنون تكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم" رواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث على رضي الله عنه . وقال صلى الله عليه وسلم : "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يسلمه .."رواه البخاري من حديث ابن عمر . قال صلى الله عليه وسلم : "إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك أصابعه" رواه البخاري من حديث أبي موسى . ألا فاعلموا أنه يجب على كل مسلم دعمهم بما يستطيع من نصرة وتأييد .. من استطاع النفير بنفسه وجب عليه , ومن استطاع بماله وجب عليه ,ومن
استطاع بلسانه وجب عليه . وقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "جاهدوا المشركين
بأموالكم وأيديكم وألسنتكم" . ويتأكد الأمر في حق المسلمين في الدول المجاورة والقريبة في ليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا والسنغال.
وأما سائر المسلمين الذين لم يتمكنوا من النفير إلى الجهاد فيجب عليهم إعلان رفضهم لسياسة الاستعمار الفرنسية من خلال التظاهرات والاعتصامات المنددة بهذه السياسة الاستعمارية ومهاجمة السفارات الفرنسية والمطالبة برحيلها .
ودعوة المسلمين إلى مناصرة إخوانهم والدعاء لهم والقنوت في الصلوات , وجمع أموال التبرعات لمساعدة اللاجئين الفقراء الذين تدفقوا على الحدود في موريتانيا والدول المجاورة وحث اهل الخير على الإنفاق في ذالك. واستغلال ما أمكن من وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية في توعية المسلمين وتبصيرهم بحقيقة المعركة وبيان عداء فرنسا والدول الصليبية للمسلمين وبغضهم لشريعة الإسلام , وأنهم لا ينقمون من المجاهدين إلا تطبيقهم لشرع الله وكفرهم بكل ما عداه . وعلى طلبة العلم الاتصال بالعلماء وحثهم على المشاركة في التصدي لهذه الهجمة الصليبية من خلال الفتاوى والمحاضرات . ولا نريد فتوى يكون دورها محصورا في تحريم شراء البيبسي والشوكلاطه وإنما نريد فتاوى تحث المسلمين على التصدى للعدوان الصليبي بالسلاح وتحث الشباب على القتال والجهاد في سبيل الله وتحث التجار على دعم الجهاد.
إن سفك الدماء لا يدفع بالكف عن الشراء , وإنما يدفع بالقتال والجهاد :

متى تحمل القلب الذكي وصارما *** وأنفا حميا تجتنبك المظالم

وليعلم المسلمون أن هذه المعركة معركتهم جميعا , فإذا كانوا جادين في السعي إلى تطبيق الشريعة فعليهم ان ينتفضوا ويصطفوا في خندق كل من يسعى إلى تحكيمها .
* أقول أخيرا للفرنسيين : إنكم بحربكم على الإسلام والمسلمين جعلتم من أنفسكم هدفا موضوعا وغرضا مشروعا للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها . فنسأل الله تعالى ان يسدد سهام المجاهدين وأن يرميكم بها في كل مكان , وان يعيدكم إلى دياركم خائبين مدحورين نادمين . فهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير .


والحمد لله رب العالمين .


كتبه أبو المنذر الشنقيطي .


الجمعة 05ربيع الأول 1434هـ


* ملحوظة لقد تم حذف جملة للكاتب في نهاية المقال من قبل إدارة موقع مركز المقريزي تفادياً للمتربصين بالموقع وإدارته نسأل أن يحفظنا وإياكم بحفظه الجميل.

سلسبيلا
22-01-13, 10:11 pm
حسبنا الله ونعم الوكيل
الله معهم