المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مالي وللنجم


روح الشهبد
13-11-12, 02:36 am
مالي وللنجم يرعاني وأرعاهُ ؟ *********أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جفناهُ

لي فيكَ ـ ياليلُ ـ آهاتٌ أردِّدُها*********أوَّاهُ لو أجْدت المحزونَ أواه!

لا تحسبَنِّي محبًّا يشتكى وَصباً*********أهْونْ بما في سبيل الحب ألقاه!

إنى تذكرتُ ـ والذكرى مُؤَرِّقةٌ ـ*********مجداً تليدا بأيدينا أضعناه

أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلد********* تجدْهُ ـ كالطير ـ مقصوصاً جناحاه

ويحَ العروبة! كان الكونُ مسرحها********* فأصبَحت تتوارى في زواياه

كم صرفَتْنَا يدٌ كنّا نصرِّفها *********وبات يملكنا شعبٌ ملكناه

كم بالعراق، وكم بالـهند ذو شجنٍ *********شكا؛ فردَّدَت الـأهرامُ شكواه!!

بنى العمومةِ إن القُرحَ مسّكموا *********ومسَّنا نحن في الآلام أشباه!

يا أهل يثرب أدمت مُقْلَتَيَّ يدٌ *********بدريةٌ تسأل المصريَّ جدواه

الدينُ والضادُ من مغناكم انبعثا*********فطبَّقا الشرقَ : أقصاه، وأدناه

لسنا نمدّ لكم أيماننا صلةً ********* لكنما هو دَيْن ما قضيناه

هل كان دِيْن ابنِ عدنانٍ سوى فلق*********شق الوجود، وليلُ الجهل يغشاه؟

سل الحضارة ـ ماضيها وحاضرها ـ*********هل كان يتصلُ العهدان لولاه؟

هي الحنيفةُ عينُ اللـه تكلؤها *********فكلما حاولوا تشويهها شاهوا

هل تطلبون من المختار معجزةً؟ *********يكفيه: شعبٌ من الـأجداث أحياه

مَنْ وحد العرب حتى كان واترهم*********إذا رأى ولَدَ الموتور آخاه ؟

وكيف كانوا يداً في الحرب واحدة *********مَن خاضها باع دنياه بأخراه ؟

وكيف ساس رعاةُ الإبْل مملكة *********ما ساسَهَا قيصرٌ من قبلُ أو شاه ؟

وكيف كان لـهم علم وفلسفة؟ *********وكيف كانت لـهم سُفْن وأمواه ؟

سنُّوا المساواة: لا عُرْبٌ، ولا عجَمٌ *********ما لامرىء شرفٌ إلا بتقواه

وقرَّرتْ مبدأ الشورى حكومتُهم*********فليس للفرد فيها ما تمناه

ورحبَّ الناسُ بالإسلام حين رأوْا*********أنَّ السلام وأن العدل مغزاه

يا من رأى عُمراً: تكسوه بردتُه *********والزيتُ أدْمٌ لـه والكوخُ مأواه ؟

يهتز كسرى على كرسيِّه فرَقاً *********من بأسه وملوكُ الرومِ تخشاه ؟

سل المعاليَ عنا إننا عَرَبٌ *********شعارُنا: المجدُ يهوانا ونهواه

هي العروبة لفظ إن نطقت به *********فالشرق، والضاد، والإسلام معناه

استرشد الغربُ بالماضي، فأرشده********* ونحن كان لنا ماضٍ نسيناه

إنا مشَيْنا وَرَاءَ الغرب نقبس من *********ضيائه فأصابتنا شظاياه

باللـه، سل خلف بحر الروم عن عرَبٍ*********بالـأمس كانوا هنا، واليوم قد تاهوا!

فإن تراءتْ لك الحمراء عن كَثَب ********* فسائل الصرحَ: أين العز والجاه؟

وانزلْ دمشق، وسائل صخر مسجدها*********عمن بناه، لعل الصخر ينعاه

وطُف ببغداد وابحث في مقابرها*********علَّ أمرأ من بنى العباس تلقاه

هذى معالم خرسٌ كلُّ واحدة ********* منهنَّ قامت خطيباٍ فاغراً فاه

إنى لـأَشْعُرُ ـ إذ أغشى معالِمَهم ـ *********كأنني راهبٌ يغشى مُصلاه

اللـه يعلم ما قلَّبتُ سيرتَهُمْ ********* يوماً وأخطأ دمعُ العين مجراه

أين الرشيد وقد طاف الغمام به *********فحين جاوز بغداداً تحداه؟

ملْكٌ كملك بنى التاميز ما غَرَبت *********شمسُ عليه، ولا برقُ تخطاه

ماضٍ تعيش على أنقاضه أمَمٌ ********* وتستمدُّ القوى من وحى ذكراه

لا در درُّ امرىء يُطرى أوائلـه *********فخراً، ويُطرق إن ساءلته: ما هو؟

ما بال شمل شعوبِ الضاد منصدعا؟ ********* رباهُ، أدركْ شعوب الضاد، رباه!

عهد الخلافة في البسفور قد درست *********آثارُه، طيب الرحمن مثواه!

تاج أغرّ على الـأتراك تعرضه ********* ما بالنا نجد الـأتراك تأباه؟

ألم يروْ : كيف فدّاه معاويةٌ *********وكيف راح عليٌّ من ضحاياه؟

غالَ ابنَ بنت رسول اللـه ثم عدا *********على ابن بنتِ أبى بكر فأرداه

لما ابتغى يدَها السفاحُ أمهرها *********نهراً من الدم فوق الـأرض أجراه

ما للْخلافة ذنبٌ عند شانئها *********قد يظلم السيفَ من خانته كفاه

الحكمُ يسلسُ باسم الدين جامحة *********ومن يرمُهْ بحد السيف أعياه

يا ربَّ مولى لـه الـأعناقُ خاضعةٌ *********وراهبُ الدَّير باسم الدين مولاه

إنى لـأعتبرُ الإسلام جامعةً ********* للشرق لا محضَ ، دين سنهُ اللـه

أرواحنا تتلاقى فيه خافقةً *********كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه

دستورهُ الوحي والمختارُ عاهلـهُ *********والمسلمون ـ وإن شتوا ـ رعاياه

لا هُمَّ، قد أصبحت أهواؤنا شيعا*********فامنُنْ علينا براع أنت ترضاه!

راع يعيد إلى الإسلام سيرتَهُ *********يرعى بنيه وعينُ اللـه ترعاه