المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نساء ينتظرن الموت


التاج
18-09-03, 07:06 am
هناك من لا ينظر للقمر على أنه مضرب المثل للجمال ، فهو يراه متعظاً بمراحل نموه ولا يجد للجمال فيه مبتغًى . فالقمر كوكب يتدرج في مراحل نموه كل شهر فيبدأ صغيراً ويشب ليصل إلى مرحلة القوة والنشاط ثم يتدحرج ليصل إلى مرحلة الكهولة والضعف ، فهو شبيه بالإنسان في كل مرحلة وهذا ما يجعل أولئك الأشخاص يرونه من هذا المنظور الواقعي .

قال لي أحد الأصدقاء:

سافر أحد أصدقائي إلى دولة عربية ( …. ) وكان صديقي ممن يحب الاكتشاف ومن حسن الطالع أنه فكّر في أمر لم يفكر فيه أحد ممن يسافرون ويتخذون السياحة عادة لهم . يقول : قلت لأحد السائقين : أريد أن أطلب منك طلباً ،قال لي السائق : تفضّل . قلت له : في نفسي سؤال وأريد منك الإجابة عليه إن تكرّمت ، قال لي : أنت أسأل وأنا أجيب ولا مانع لديّ من أي سؤال ترغب في توجيهه ، قلت له : النساء اللاتي يمارسن البغاء في شبابهنّ ، أين يذهبن بعد كبر أعمارهنّ ؟ قال لي : يا أخي الكريم ، أنت تسأل سؤالاً ولن أجيب عليه إلا بعد أن تذهب معي إلى مكان يكون أبلغ من جوابي لسؤالك . قلت له : انطلق بمشيئة الله . يقول : فانطلق بي إلى مكان ملئ بالقبور فالمكان على ما يبدو لي مقبرة للمسلمين ، قلت له : ولماذا تأتي بي إلى المقبرة فنحن عندنا مقابر وهي تختلف عن مقابركم ؟ قال لي : انتظر لتر بأم عينك ما أنا جئت بك من أجله . قلت له : تابع طريقك . يقول : فوصلنا إلى مكان أشبه ما يكون بغرفة كبيرة مليئة بالأنوار الصفراء ومفروشة بالسجاد الأحمر شديد الحمرة . قال لي : انزل معي . يقول : فنزلت معه . وتابعنا سيرنا إلى أن دخلنا تلك الغرفة وهنا كانت المفاجأة . شاهدت أمراً عجيباً داخل تلك الغرفة الكبيرة ، لقد شاهدت نساء كبيرات في السن كل واحدة منهنّ تمسك بمصحف بيديها وتقرأ بصوت مرتفع والدموع تنهمر من عينيها . منظر أدخل في نفسي الخوف فتراجعت قليلاً فأمسك الرجل بيدي وقال : لا تخف . تعال واقترب لتشاهد إجابة سؤالك الذي سألتني عنه . قلت له : دعك من السؤال الآن وأخبرني عن هؤلاء النسوة اللاتي أمامي ، فرفع عيناه إلى السماء وقال : يا أخي هذه حال الدنيا . من تشاهد الآن كن في يوم من الأيام أشهر من علم فوق رأسه نار ، كانت كل واحدة منهن تتمتع بجمال آسر لأنظار من حولهن من الرجال ، لقد كن شابات في مقتبل حياتهن يافعات ولكنهنّ أضعن أنفسهنّ وسلكن طريق الشر بامتهان البغاء حتى أصبحت الواحدة منهنّ جميلة عصرها وفاتنة من حولها . هؤلاء النساء اللاتي أمامك هنّ الأشهر من بين النساء ولكن وما حظ هذه الشهرة إن كانت في طريق لا يرضاه الشرع فلم يقتدين بعائشة ولا بأم سلمة ولا بخديجة ولا بأي واحدة من الصحابيات الجليلات رضي الله عنهنّ أجمعين . إن هؤلاء النسوة أنرن طريقهنّ بالفساد العلني فلم ينتبهنّ لأحوالهنّ يوماً من الأيام بل كن يجارين بعضهنّ بعضاً في كثرة الزيائن وجمع الأموال ، وأصبح الرجل في نظرهنّ لا يمثل سوى ورقةٍ من المال ، فلم يفكرن في الزواج الذي شرعه الله لهنّ ، ولم يخطر ببالهنّ ذات يومٍ في إنجاب طفلٍ يكون يوماً سندهنّ لمواجهة مصاعب الحياة . أضعن أنفسهنّ و أطحن بغيرهنّ فدُمن على هذه الحال إلى أن كبرن ونفين كما ترى إلى سكراب الحياة وحيدات حزينات لا سمير يسامرهنّ ولا ولد يعطف عليهنّ . وأصبحن كالشجرة الشوكية في صحراء جرداء لا ماء فيها ولا كلأ ، فكل الناس يبتعدون عنهنّ إلا ما قلّ من أصحاب وصاحبات الخير وإلا فإنهنّ على هذه الحال ينتظرن الموت على طريقتهنّ الخاصة . يقول : فأمسكت برأسي وأجهشت عيناي بالدموع وقلت بصوت مرتفع : إنا لله وإنا إليه راجعون . فالتفتت النسوة إليّ وعرفن سبب بكائي فأجهشن بالبكاء والنياحة حتى انقلب المكان سحابة من الدموع . أمسك الرجل بيدي وأخرجني من ذلك المكان الحزين وبعد هذا الموقف لم أشأ الجلوس في تلك الدولة لأنني أصبت بعدها بالحزن العميق وقررت الرجوع إلى بلدي .

وقــفـــة

وبعد أخي وأختي ،،،
ماذا عسانا نقول بعد تلك الأحزان ؟
نساء عرفن طريق الشهرة ثمّ ماذا ؟
كن في يوم من الأيام سيدات آمرات
أعطين الجمال وبسببه فقدن الحال
غرتهنّ الدنيا وأطعن العابثين فيها
عرفن طريق الخير ولم يتبّعنه
فسلكن طريق الشر الذي أودى بحياتهنّ للتعاسة
ليس الجمال ولا المال من يحكم سعادة النساء
لئن تكون المرأة فقيرة خير لها من حال أولئك النسوة
القبح في النساء هو قبح الأخلاق
كل يحلم ولكن الأصدق فينا من يحلم بواقعية
قصر وخدم ولكنّ كل ذلك بثمن هو الشرف
نخطئ عندما نقيس الحياة بالماديات
نعلم علم اليقين أحوال ممن ابتلي بالمال
ومع ذلك نحلم بتكوين ثروة كبيرة
الحياة سعيدة لمن أرادها كذلك
وتكون حزينة لمن أصر على ذلك
الموت واعظ وليس خطاً للنهاية كما يتصوره البعض
التوبة إصلاح لما فات وليست نهاية البداية
علينا أن نفكّر كثيراً
لا أن نجعل غيرنا يفكّر لنا
عش مع من تحب
ولكن لا تعش مع من اظهروا لك عكس ما ترى

هذا جانب مضيء لبعضهنّ فما بالكم بالجوانب المظلمة

* * * القصة حقيقية ولكن أحداثها تعرّضت لنزوة قلمي ،،،

حفظ الله المسلمين والمسلمات من كل الشرور

التاج في 21/7/1424هـ

بنت الشرقيه
18-09-03, 12:21 pm
اخي التاج

جزاك الله كل خير

الله يحفظ بنات المسلمين

ويستر عليهم

اخي اتفق معك لا المال يجلب السعاده

السعاده هي في الرضى عن النفس

ان تكون راضي عن نفسك هذه هي اجمل سعاده

الحمد لله اللذي انعم علينا بالسعاده


اشكرك

الرحـّـال
18-09-03, 01:41 pm
اخـــي التاج0


هذا حال من كتب الله لهن العيش الى مرحــــلة سكراب الحياة وهذا الوضع00





فماهو حل ومصير من ادركها المنون في ريعان شبابها وعلى سلوكها النحرف

في ممارسة البغاء ؟؟؟



اســأل الله العلي القدير ان يحفظ جميع المسلمين والمسلمات ويتوفاهم راض


عنهم00


جزاك الله خير الجزاء وأثقل موازين اعمالك الصالحة0

التاج
18-09-03, 07:04 pm
الأخت الكريمة بنت الشرقية


ان تكون راضي عن نفسك هذه هي اجمل سعاده

الرضا عن النفس هو القناعة ومتى ما توافرت القناعة في النفس

أصبح الإنسان حراً طليقاً

لا تستعبده لذة ولا يستوقفه حسد ولا طمع

جزاك الله خيراً أختي


تحياتي لك


التاج

التاج
18-09-03, 07:08 pm
أخي أسير الغربة

فماهو حل ومصير من ادركها المنون في ريعان شبابها وعلى سلوكها المنحرف في ممارسة البغاء ؟؟؟

إن النفس تظل تبحث عن السعادة

وإذا وجدت تلك النفس طاعة عمياء

أفرغت كل طاقاتها في تحقيق رغباتها

ولا فرق بين صغير ولا كبير

وإن كان الأمر أشد هولاً عند الكبر


حفظ الله نساء المسلمين


تحياتي لك

التاج