المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعب الله المختار [متجدد]


الفتى المرموز
12-09-12, 11:49 am
من أشهر أسماء بني إسرائيل: العبريون والإسرائيليون ويهود أو اليهود فقد سموا بالعبريين نسبة إلى سيدنا إبراهيم نفسه فقد ذكر في سفر التكوين باسم ( إبراهيم العبراني ) لأنه عبر نهر الفرات وأنهاراً أخرى[1] أما سبب تسميتهم بالإسرائيليين أو بني إسرائيل فقد سُمُّوا بذلك نسبة إلى أبيهم إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وإسرائيل كلمة عبرانية مركبة من ( إسرا) بمعنى: عبد أو صفوة و (إيل) وهو الله فيكون

معنى الكلمة عبد الله أو صفوة الله وقال ابن عباس قولك إسرائيل كقولك عبد الله[2]ولم تخاطب اليهود في القرآن إلا بيا بني إسرائيل دون يا بني يعقوب لحكمة تستحق الذكر وهي أنَّ الله خاطبهم وكأنه يقول لهم ويذكرهم دائماً بيا أبناء من كان عبداً لله أي خاطبهم الله بنسبتهم لعبادته حثَّاً لهممهم وتذكيراً بدين أبائهم عظة لهم وتنبيهًا من غيِّهم إثباتاً للحقيقة الواضحة أنهم أهل لجاج وعناد يحتاجون دائماً إلى تذكيرهم بعبادة الله لكي لا يحيدوا ويا ليتهم يفعلون وكان

أولاد يعقوب الذكور اثني عشر ولدا وقد جاء ذكر يعقوب في آيات كثيرة من القرآن الكريم منها قوله تعالى {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} وذكر يعقوب والأسباط في مواضع عدة من كتاب الله مثل {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ

وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} والأسباط[3] الذين تفرع منه وتناسل بنو إسرائيل جميعاً إنما هم ولَدُ يعقوبَ إبتداءاً والمعاني اللغوية للكلمة متنوعة ولكنها مترابطة قال الزمخشري: السِّبْط هو الحَافِدُ واشتقاقهم من السبط وهو التتابع وهم سُمُّوا بذلك لأنهم أمة متتابعون وقيل: من " السَّبَط " جمع سَبَطَة وهو الشجر الملتف أو في الكثرة كالشجر وواحدته سَبَطة (وسباطة الموز معروفة)وقيل للحَسَنَيْنِ سِبْطا رسول اللـه صلي الله عليه وسلم لانتشار ذرّيتهما ثم

قيل لكل ابن بنت:سِبْط وقال الإمام القرطبي: والسِّبْطُ في بني إسرائيل بمنزلة القبيلة في ولد إسماعيل وتجدر الإشارة إلى أن أبناء يعقوب أو الأسباط هم المعنيون بقوله تعالى {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ} يعني فيهم الإثنا عشر فرداً دلائل إعجاز للسائلين وسبب ذلك أن اليهود أرسلوا للنبي صلي الله عليه وسلم من يسأله في مكة عن خبر نبي كان بالشام أُخرج ابنه إلى مصر فبكى عليه حتى عمي؟ ولم يكن بمكة وقتها من يعرف الجواب فأنزل

الله سورة يوسف جملة واحدة فيها خبر التوراة وأكثر فأُفْحِمُوا وبُهتُوا وقيل أنهم سألوه صلي الله عليه وسلم لمَ نزل أبناء يعقوب مصر؟ فكانت هذه القصة دالة على نبوة رسول الله لأنه لم يقرأ الكتب المتقدمة ولم يجالس العلماء والأحبار ولم يأخذ عن أحد منهم شيئاً البتة فدلَّ ذلك على أن ما أتي به وحيٌّ سماويٌّ أوحاه الله إليه وأيده به[4] أما عن سبب تسميتهم بيهود فقد قيل إنهم سُمُّوا بذلك حين تابوا عن عبادة العجل وقالوا لله: إنا هدنا إليك أي تبنا ورجعنا وأنبنا إليك

يارب وفى لسان العرب: الهود: التوبة هاد يهود هودا: تاب ورجع إلى الحق فهو هائد وفى التنزيل العزيز{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ} أي تبنا ورجعنا إليك[5] ويهود اسم للقبيلة وقالوا (اليهود) فأدخلوا الألف واللام فيها على إرادة النسب يريدون اليهوديين وقد أورد الإمام ابن كثير أنهم سمُّوا باليهود لنسبتهم إلى يهوذا أكبر

أولاد يعقوب وأورده القرطبي وأضاف قائلاً: فقلبت العرب الذال دالاً لأن الأعجمية إذا عُرِّبت غُيّرت عن لفظها ويقول الدكتور جواد على : ولفظ يهود أعم من لفظة عبرانيين وبني إسرائيل ذلك أن لفظ يهود تطلق على العبرانيين وعلى غيرهم ممن دخلوا في دين يهود وهو ليس منهم وقد أطلق الإسرائيليون وأهل يهوذا لفظة يهود على أنفسهم وعلى كل من دخل في ديانتهم وتمييزا لهم عن غيرهم ممن لم يكن على هذا الدين.
[1] ذكره هشام الكلبى ومحمد بن جرير فى معجم البلدان لياقوت الحموى وقيل إنما سمى ابراهيم عبرانياً لأن الله تعالى أنطقه بالعبرانية حين عبر النهر فارّاً من النمرود ببابل فأدركه الجنود بعد عبوره وكانوا لسانهم السريانية فلما كلموه حوّل الله لسانه عبرانيّاً فسمّيت العبرانية لذلك وقيل لما أُمر بالهجرة قال: إني مهاجر إلى ربي أنطقه الله بلسان لم يكن قبله وهو العبرانية فسمى به وقيل سمّي العبرانيَّ من أجل أنه عبر إلى طاعة الله فكان عبرانيّاً وذكر أيضاً أنَّ غربيّ الفرات إلى برّية العرب يسمّى العِبر وإليه ينسب العِبْرِيّون من اليهود لأنهم لم يكونوا عبروا الفرات حينئذ وقيل إن بختنَصّر لما سبى بني إسرائيل وعبر بهم الفرات قيل لبني إسرائيل العبرانيون ولسانهم العبرانية وروى ابن عباس أنَّ أول من تكلم بالعبرانية موسى وبنو إسرائيل حين عبروا البحر وأغرق فرعون تكلموا بالعبرانية فسُموا العبرانيين لعبورهم البحر المؤلف: فالتسمية على الأرجح جاءت من إبراهيم وقد لا يخالف هذا أن موسى وقومه لما عبروا البحر وا تكلموا بالعبرانية التى كانت فيهم من أيام إبراهيم ولكن سراً فيما بينهم فلما تحرروا وصار لهم كيان مستقل تكلم بها موسى أو أنطقه الله بها جهراً فتبعوه[2] وأخرج ابن جرير من طريق عمير عن ابن عباس الإتقان في علوم القرآن [3]وهم: رُوبِيل وهو أكبرهم، وشَمْعُون، ولاَوي، ويَهُوذَا (وفى مصادر هو أكبرهم وإليه ينسبون) وريالُون أو زيولول ويشجر وأمهم ليا وهى بنت خال يعقوب ليان بن ناهر بن آزر ووُلِدَ له من سُرِّيَّتَيْنِ أختلف فى اسمهما كثيراً كانت إحداهما لزوجته راحيل والأخرى كانت لأختها ليا فولدتا له ذان وتفثالا أو نفتالى وجاد واشر وبعد موت ليا زوجته تزوَّج أختها رَاحِيل فولَدَتْ له يوسُفَ وبِنْيَامِين وماتت فى نفاسه فمجموعهم كان إثنا عشر سبطا من الرجال ذكر ذلك بالعديد من المراجع مع إختلاف بالأسماء واخترنا أغلب ما اتفقوا عليه [4] تفسير القرطبي، وتفسير لباب التأويل في معالم التنزيل وكثير غيرها[5] قال بذلك مجاهد وسعيد بن جبير وإبراهيم التيمى والسدى وقتادة
منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2
يتبع إن شاء الله

الفتى المرموز
14-09-12, 04:49 am
قدوم بني إسرائيل إلى مصر
متى حدث ذلك؟ ولماذا؟ بدأت علاقة بني إسرائيل بمصر بقوة عندما هاجر سيدنا يعقوب بأهله من فلسطين إلى مصر حوالي القرن السادس عشر قبل الميلاد على أثر ما حاق بفلسطين من مجاعة و ما أصاب مراعيها من جدب وقحط وجفاف وبداية الأمر أن أبناء يعقوب كانوا في هذه الفترة يترددون على مصر لقصد التجارة وطلب القوت كالكثير من الكنعانيين فتعرفوا على أخيهم يوسف الذي كان في ذلك الوقت أمينا على خزائن مصر فأكرمهم وطلب منهم أن

يحضروا جميعا ومعهم أبوهم يعقوب إلى أرض مصر ليعيشوا فيها ويهجروا فلسطين وقد لبَّى يعقوب طلب يوسف فحضروا إلى مصر وكان عددهم ستا وستين أو سبعا وستين نفسا [1] سوى نسوة أولاده وقد أكرم يوسف مثوى أبيه وأخوته ورقَّق عليهم قلب ملك مصر في ذلك الوقت وطلب بنو إسرائيل من ملك مصر أن يسكنهم في أرض جاسان [2] فاستجاب لهم وقال ليوسف (أبوك وأخوتك جاءوا إليك أرض مصر ففي أفضل أرضها أسكن أباك وأخوتك ليكونوا في أرض

جاسان فأسكن يوسف أباه وإخوته وأعطاهم ملكا في أرض مصر وفى أفضل الأرض وعال يوسف أباه وإخوته وكل بيت أبيه بطعام على حسب الأولاد) ذكر السدي ومحمد بن إسحاق وغيرهما من المفسرين أن السبب الذي من أجله قدم إخوة يوسف بلاد مصر أن يوسف لما باشر الوزارة بمصر ومضت السبع سنين المخصبة ثم تلتها السبع السنين المجدبة وعمَّ القحط بلاد مصر بأكملها ووصل إلى بلاد كنعان وهى التي فيها يعقوب وأولاده فحينئذ احتاط يوسف أكثر للناس في غلاتهم وجمعها أحسن جمع وعليها فقد ورد عليه الناس من سائر الأقاليم يمتارون [3] لأنفسهم وعيالهم فكان لا

يعطى الرجل أكثر من بعير أما هو فكان لا يشبع نفسه وكان في جملة من ورد للميرة أخوة يوسف عن أمر أبيهم لهم في ذلك فإنه بلغهم أن عزيز مصر يعطى الناس الطعام بثمنه فأخذوا معهم بضاعة يستبدلون بها طعاما وركبوا عشرة نفر واحتبس يعقوب عنده بنيامين شقيق يوسف وكان أحبَّ ولده إليه بعد يوسف فلما وصلوا مصر ودخلوا على يوسف وهو جالس في أبهته ورياسته عرفهم حين نظر إليهم وهم له منكرون أي لا يعرفونه لأنهم فارقوه وهو صغير وباعوه

للسيارة (القافلة ولم يعرفوا أين ذهبوا به؟ ولا كانوا يظنون في أنفسهم أن يصير إلى ما صار إليه فلهذا لم يعرفوه وأما هو فعرفهم وشرع يخاطبهم فقال لهم كالمنكر عليهم[4] : ما أقدمكم إلى بلادي؟ فقالوا : أيها العزيز إنا قدمنا للميرة قال: فلعلكم عيون؟ قالوا : معاذ الله قال: فمن أين أنتم؟ قالوا: من بلاد كنعان وأبونا يعقوب نبي الله قال: وهل له أولاد غيركم؟ قالوا: نعم كنا أثنى عشر فذهب أصغرنا فهلك في البرية وكان أحبنا إلى أبيه وبقى شقيقه فاحتبسه أبوه

ليتسلى به عنه (أي لينشغل به أو يُذهب به الحزن عن نفسه) وروى ابن وكيع عن السديّ ما يشبهه ونهايته قال يوسف: فكيف تـخبرونـي أن أبـاكم نبي وهو يحبُّ صغيركم دون الكبـير ؟ ائتونـي بأخيكم هذا حتـى أنظر إلـيه فإنْ لَـمْ تَأَتُونِـي بِهِ فَلا كَيْـلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ قالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أبـاهُ وإنَّا لَفـاعِلُونَ قال: فضعوا بعضكم رهينة حتـى ترجعوا فوضعوا شمعون وفى النهاية أمر يوسف بإنزالهم وإكرامهم وهنا سؤال هام له علاقة بسبب استمرار تواجد بني

إسرائيل بمصر من بعد يوسف وأبيه؟ ألا وهو: من الذي كان يحكم مصر عندما وصل إليها يعقوب وبنوه عندما استدعاهم يوسف ؟يقول المؤرخون: إن الذي كان يحكم مصر عندما هاجر إليها يعقوب وذريته في حوالي القرن السادس عشر ق م هم الهكسوس والهكسوس كانوا مستعمرون أجانب كانوا جماعات من الرعاة نشأوا في آسيا ثم دخلوا مصر على أثر المجاعات التي حلت ببلادهم وانتهزوا فرصة انحلال الأسرة الثالثة عشرة الفرعونية وكثرة خلاف ونزاع الأمراء فاستولى الهكسوس [5] على السلطة في مصر السفلى (الدلتا) وحكموا مصر على امتداد عهد أربع أسر من الأسر القديمة التي حكمت حوالي سنة.1675-1570ق م

[1] فصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الظاهري [2] اختلف علماء الآثار في تحديد المنطقة التي أقام بها أسباط يعقوب عند مجيئهم إلى مصر منذ حوالي 34 قرناً مضت وتطلق التوراة اسم جاسان على مكان سكنى إخوة يوسف وقد أوردت التوراة اسم «جاسان» على أنه أرض خصبة تقع شرق الدلتا المصرية بالقرب من الحدود وهي المنطقة التي سمحت السلطات المصرية لبني إسرائيل بالإقامة فيها عند نزوحهم إلى مصر [3] الميرة :جلب الطعام وقال البعض جلب الطعام لبيعه [4] ذكره السدي وغيره [5] الهكسوس والعماليق: هم أقوام من البدو ولم يكونوا من جنس واحد بل كانوا خليطا من قبائل متعددة.ممن كان يقطن في بلاد الشام وبين النهرين" وكان المصرين القدماء يطلقون اسم (هكا سوس) على ملوك الهكسوس في حين كانوا يطلقون اسم (العامو) أو (العاموليق) على شعب الهكسوس البدوي.

منقول من كتاب [واجب المسلمين المعاصرين نحو الرسول]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2

يتبع إن شاء الله

الفتى المرموز
16-09-12, 03:18 pm
كان يوسف قد تزوج زليخا بعد موت زوجها ودارت الأيام ومرت السنون فولدت له إفرايم أو إفراثيم ومنشا ورحمة وإفرايم هو جد يوشع بن نون فتى موسى في سورة الكهف وولي عهد نبي الله موسى من بعده على بني إسرائيل وهو من قادهم لدخول الأرض المقدسة بعد انقضاء فترة التيه فيما بعد ورحمة كانت زوجة أيوب نبي الله كما قيل وما زال بنو إسرائيل يتكاثرون ويتزايدون ثم قبض الله يعقوب وهو ابن مائة وأربعين سنة كما قيل فحمله يوسف

فدفنه ببلاد فلسطين عند تربة إبراهيم وإسحاق كما أوصاه وبعد حوالي عشرين عاماً تقريباً قبض الله يوسف وعمره حوالي مائة وعشرون عاماً واختلف الناس وتشاجروا أين يُدفن لما يرجون من بركته حتى همّوا بالقتال فرأوا أن يدفنوه في النيل حيث مفرق الماء بمصر فيمرُّ الماء عليه ثمّ يتفرع إلى جميع ربوع مصر فيصيبون جميعاً من بركته ففعلوا وجعلوه في تابوت من الرخام وسد بالرصاص وطلي بالأطلية وطرح في النيل نحو مدينة مَنْفَ التماساً لبركته على مصر

ونيلها[1] كما أسلفنا وقد نعم بنو إسرائيل بحياة آمنة رخيَّة طوال حكم الهكسوس الغرباء عن مصر فلما تمكن (أحمس) من الانتصار على الهكسوس وطردهم من مصر وأسس الأسرة الثامنة عشرة في القرن السادس عشر حوالي 1570 أو 1580 ق م بدأت المخاوف تراود بني إسرائيل من نظام الحكم الوطني الجديد ثم لما قامت الأسرة التاسعة عشرة التي من بين ملوكها (رمسيس الثاني) جاهر المصريون بعداوتهم لبنى إسرائيل وأخذوا ينزلون بهم أشد الضربات وألوان

العقوبات وذلك لأنهم شاهدوا منهم عزلة وغرورا واستلابا لأموالهم بطرق خبيثة ورأوا منهم أيضا تواطأ مع الهكسوس ضد أبناء الأمة الأصليين ومحاولات لقلب نظام الحكم القائم[2] ويصف المؤرخ الدكتور أحمد بدوى علاقة المصريين ببني إسرائيل في تلك الفترة فيقول: {من الثابت في تاريخ مصر بناء على ما جاء في كتب السماء من ناحية وما شهدت به آثار الفراعنة من ناحية أخرى أن (العبرانيين) قد عرفوا مصر منذ أيام الدولة الوسطى على الأقل يجيئوها أول الأمر

لاجئين يطلبون الرزق في أرضها ويلتمسون فيها وسائل العيش الناعم والحياة السهلة الرضية بين أهلها الكرام وكانوا أيضاً يجيئوها وهم أسرى في ركاب فرعون كلما عاد من حروبه في أقاليم الشرق ظافرا منصورا فينزلهم حول دور العبادة يخدمون في أعمال البناء ويعبدون أربابهم أحرارا لم يكرههم أحد على قبول مذهب أو اعتناق دين وتطيب لهم

الإقامة في مصر وتستقيم لهم فيها أمور الحياة ثم تنزل بالمصريين بعض الشدائد وتحل بديارهم بعض المحن والنوائب فيتنكر لهم بنو إسرائيل ويتربصون بهم الدوائر ويعملون على إفقارهم وإضعاف الروح المعنوية بين طبقات الشعب ابتغاء السيطرة على وسائل العيش في هذا القطر ليفرضوا عليه سلطانهم تارة عن طريق الضغط الاقتصادي وأخرى عن طريق الدين والعقيدة} انتهى

وهذا يشرح لك أيها القارئ السبب لماذا كان أهل مصر ينظرون لهم نظرة دنية؟ لأنهم كانوا يأتون إما للعمل بحثاً عن الرزق أو أسرى تحت سيف الذل فيسخرهم المصريون في أعمال الأسرى والفترة القصيرة التي نعموا فيها بحياة كريمة كانت أيام يوسف ويعقوب وتحت حكم الهكسوس المستعمرين قال صاحب (تاريخ بني إسرائيل من أسفارهم) والراجح أن حالة بني إسرائيل تبدلت بعد تقويض حكم الهكسوس في القرن السادس عشر ق م وقيام الإمبراطورية

المصرية ويستدل من أوراق البردي المذكورة أن تسخيرهم واضطهادهم قد بلغ الذروة في عهد رمسيس الثاني أعظم ملوك الأسرة التاسعة عشر وفى هذه الحالة المضطربة من تاريخ بني إسرائيل في مصر وأثناء تلك الإضطهادات التي بلغت ذروتها وفى خضم تلك النكبات وخلال تلك البلايا والمصائب التي كانت تنزل ببني إسرائيل من فرعون وجنده أراد الله سبحانه أن يمن عليهم وأن ينقذهم مما هم فيه فأرسل لإنقاذهم وهدايتهم سيدنا موسى
[1] مروج الذهب ومعادن الجوهر، وشجار الناس أورده الثعلبي في تفسيره.
[2] لا تنس أن الهكسوس والإسرائيليين تشابهوا مع بعضهم في أنهم قدموا من خارج مصر هرباً من القحط وبحثاً عن الحياة الرغدة وأقاموا بمصر مستعمرين ( الهكسوس) أو مستوطنين( الإسرائيليين) فتمكنوا فيها وصاروا من ذوى الشأن وهم ليسوا من أهلها أصلاً

منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2

يتبع إن شاء الله

ع ـروووبة
19-09-12, 09:13 pm
كان يوسف قد تزوج زليخا بعد موت زوجها ودارت الأيام ومرت السنون فولدت له إفرايم أو إفراثيم ومنشا ورحمة وإفرايم هو جد يوشع بن نون فتى موسى في سورة الكهف وولي عهد نبي الله موسى من بعده على بني إسرائيل وهو من قادهم لدخول الأرض المقدسة بعد انقضاء فترة التيه فيما بعد ورحمة كانت زوجة أيوب نبي الله كما قيل وما زال بنو إسرائيل يتكاثرون ويتزايدون ثم قبض الله يعقوب وهو ابن مائة وأربعين سنة كما قيل فحمله يوسف



معلومه أول مرهـ أسمعه

ماشاء الله موضوع متكآمل ومجهود تُـشكر عليه
وبــ إنتظــار البـقيــه : )

شكراً لك متميزنا الفتى المرموز
والله يعطيك 1000 عاافيه ,,

الفتى المرموز
20-09-12, 05:52 am
شكرا اختى الكريمة عروووبة وبارك الله فيك وثبت الله قلبك على الإيمان

الفتى المرموز
20-09-12, 05:59 am
تربي موسى في قصر فرعون وعُرف بالقوة العظيمة ثم صار إلى قتل المصري خطأً دفاعاً عن إسرائيلي فضح أمره لاحقاً فوشى القوم به عند فرعون لقتله قصاصاً للمصري فقيضَّ الله له من يحذِّره لينجو فهرب إلى مدين شمال خليج العقبة واستبدل حياة القصور والرفاهية بالخشونة والشظف والجلد وليعدَّه الله لتبعات الرسالة من تحمل المشاق والصبر والحياة بين الناس ووصل مدين مجهداً فقصد البئر ليشرب فالتقى الفتاتين وسقى لهما ثم قابل نبي

الله شعيباً وخطبه ابنته وأمهرها عشر سنوات من الرعي والسقيا والعمل المضني وكانت تلك التنشئة الثانية لموسى فقضى السنين يكدُّ في جو من الجدِّ والتأمل غير منشغل بزوجة ولا ولد ليتمَّ تجهيزه خلال تلك السنين الطوال محاطاً بعناية الله وملاحظة نبي الله شعيب له ومصاحبته إياه وصدق الله تعالى إذ قال ملخصاً أسرار عنايته بكليمه في كتابه الكريم {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} وقوله تعالى {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}

وبعد أن أتمَّ الله تجهيزه الظاهر الجسدي والعقلي اللازم لحمل الرسالة آن أوان التكليف فألقى الله في نفسه العودة لمصر بعد تلك السنين فسار موسى بأهله راجعاً لمصر في سيناء فَضَل الطريق في البرد وذهب يلتمس ناراً ليستدلَّ أو يتدفَّأ فتوالت الأحداث ونزلت عليه الرسالة وأمره الله بدعوة فرعون للإيمان وأيده بالآيات وأمره أن يطلب منه أن يكفَّ عن تعذيب بني إسرائيل وأن يرسلهم معه وكان ذلك بعد حوالي أربعمائة سنة من قدومهم مع يعقوب وشدَّ الله أزره بأخيه

هارون وجعله نبيَّا كما أمنَّه من أن يناله أذى من فرعون وعاد موسى لمصر فأتى فرعون وأبلغه مع هارون رسالة الله له وحاوره فيمن خلق السموات والأرض وفى أخبار القرون الأولى وطلب منه أن يرسل معهم بني إسرائيل ويكف عن تسخيرهم وتعذيبهم وحاججه بالآيات ولكن معاناة موسى في الحقيقة لم تتوقف عند فرعون وجبروته وظلمه بل هي تضاعفت بسبب قومه من بني إسرائيل المطبوعين على الذلة والخسة والجدال والطباع الدنيئة ولم يكونوا ليتخلون عن

ذلك ولا حتى مع نبيهم الذي أرسل لتخليصهم من حياة الذل والقهر ففي الحقيقة كان موسى وهارون يحاربان على الجبهتين فمع فرعون وكهنته والمصريين حدثت وقائع عديدة مما أخبر الله من دعوته فرعون للإيمان ومناظراتهم وتهديد فرعون له بالسجن فإظهار آيات اليد والعصا فتحدى فرعون بسحرته في يوم الزينة وتأييد الله لموسى بآية العصا ثم بإيمان السحرة مع موسى ثم قتل فرعون لهم وصلبهم لترهيب الناس ثم أمر فرعون لهامان ببناء الصرح الشاهق ليرى

إله موسى وقيل أن هذا استهلك عدداً من السنين وفى داخل بلاط فرعون ووراء جدران المعابد زاد قادة فرعون وكهنته من تأليبهم له على موسى وقومه خوفا على منافعهم ومناصبهم واستغلالهم لبنى إسرائيل في الخدمة والصناعات والأعمال الدنية فزاد فرعون بدوره في إيذاء بني إسرائيل واستمر في تعذيبهم وعاد لتقتيلهم وليقيم الله الحجة على فرعون وملأه أكثر وأكثر توالى تأييده سبحانه لموسى وبني إسرائيل بعجائب الآيات العديدة من القحط والجدب ونقص

الثمار والطوفان والجراد والدم والقمل والضفادع والمسخ وغيرها من الآيات البينات علَّ فرعون يرعوى أو يتعظ وفى كل مرة يطلب المصريون من موسى رفع البلاء عنهم وأنهم سيتركون له بني إسرائيل يخرجون معه ثم يعودون كما كانوا وأكثر واستمر ذلك سنوات عديدة أيضاَ وقال بعضهم بلغ ذلك عشرين عاماً من الدعوة والآيات والنكث ولا حياة لمن تنادى والعجب الأشد لم يكن على جبهة فرعون وقومه ممن لم يؤمنوا بل كان العجب العجاب من بني إسرائيل فطوال هذه

السنين المتعاقبة ومنذ أرسل الله موسى ومعه هارون كانا يحاربان مع بني إسرائيل أيضا فكل ما دار بين موسى وفرعون وملأه وقومه من الأحداث والمعجزات والآيات التي كانت في نفس الوقت آيات لبنى إسرائيل يشهدون بعيون رؤوسهم كيف يؤيدهم الله وكيف يجيب سبحانه دعوة نبيهم لعلهم يغيرون من طباعهم البائسة ويبدلوا سيء عاداتهم التي اكتسبوها على مر السنين الطوال ولكنهم لم يكونوا ليساعدوا نبيهم في مهمته ولا حياة لمن تنادى فقد دارت

بينهم وبين نبيهم العشرات من الحكايات والعجائب التي تحكى تعسفهم وإلحاحهم وتخبطهم وسوء نواياهم وظنهم حتى في أنبيائهم وكثيراً ما قالوا لموسى قد كنا نعيش مرتاحين قبل أن تأتينا من مدين برسالتك وتؤلب علينا فرعون وكهنته أكثر وأكثر نعم كنا في ذلٍّ وخدمة وجرى علينا قتل وسلب ولكنا كنا نجد الشرب والخبز واللحم والآن فرعون وملؤه يعادوننا بسببك ولأنك تريد أن تخرجنا معك من مصر فأين وقع الآيات التي شهدوها والعجائب التي حضروها؟

والعشرات من القصص والحوادث والوقائع التي دارت رحاها خلال تلك السنين ورد الكثير منها إما في كتاب الله أو على لسان رسول الله صلي الله عليه وسلم مثل طلبهم من موسى أن يرفع الله الموت عنهم فينهاهم عن طلبهم فلا ينتهون ويلحون فيدعو موسى ويستجاب له ويُرْفَعُ الموت عنهم فتسوء حياتهم ويسأم الزمني والمرضى ويضجُّ الناس بالشكوى ويطلبون عودة الموت لهم كما كانوا وكما خلقوا فيحدث ولا يتعظون ويطلبون منه مرة أخرى أن يرفع الله الفقر

عنهم ويصيروا جميعاً من الأغنياء فينهاهم فلا ينتهون ويصرون فيسأل موسى الله ويستجاب له فتخرب حياتهم بذلك ويعودوا يطلبون أن يرجعوا كما كانوا غنياً وفقير فمرت السنون وموسى يعانى من قومه كما يعانى من فرعون وملأه وفى قلب الأحداث ومن ضمن إعداد الله تعالى لموسى وتجهيزه لتلك الرسالة المضنية مع بني إسرائيل جرت واقعة سيدنا موسى والخضر[1] بما فيها من عجائب الآيات والتعليم الرباني لنبيه على يد عبد آتاه الله رحمة من عند وعلَّمه

من لدنه علما وجرت تلك الواقعة بالقرب من دمياط كما حدثت أيضاً أحداث قصة بقرة بني إسرائيل وضرب الميت ببعضها وإحيائه ليدل على قاتله ومع تلك الغرائب والعجائب التي يشيب لهول وقعها وسرِّها الولدان فإن بنو إسرائيل لم يزدادوا معها إلا لجاجاً وعناداً وفى وسط وقلب قصر فرعون المتأله وفى داخل مخدعه يلقى الله الإيمان في قلب زوجته آسية وفى قلب ماشطة ابنته فيذيقهم فرعون العذاب ويقتلهم بإيمانهم وتشيع أخبارهم وبالطبع لا يمكن تحديد توقيت تلك

الحوادث وذالك لا يهم المهم أنها حدثت في وقت ما أثناء فترة الدعوة وتحدث أيضاً عجائب واقعة قارون وكان ابن عم موسى وقيل ولاه فرعون إقليما من مصر فجمع مالاً ليس له نظير ورأى أن لا أحداً فوقه فيما كنز وروى القرآن تلك القصة بما فيها العبر والعظات لبنى إسرائيل في عاقبة من يجمع المال ولا يهمه سوى المال وتدبير المكائد وهى حالة بني إسرائيل أنفسهم وكأن الله تعالى يريهم أنفسهم وعاقبتهم في قارون الذي حسد موسى قريبه على رسالته

فأراد أن يفضحه في قومه فدبَّر فرية المرأة البغي لتتهم موسى بالفاحشة فبرأه الله ويَهْلَكُ قارونُ بكلمة موسى فيعلم الله بني إسرائيل أن الدسائس لا تفيد بل تهلك صاحبها ولكنهم لا يعقلون وبلغ من غيِّ بني إسرائيل وسوء ظنهم بأنبيائهم أنه لما خسف بقارون الأرض قالوا أن موسى أمر الأرض أن تأخذه ليستولى على أمواله وأساؤا الظنَّ بنبي الله فخسف الله بدار قارون وبماله الأرض فضاع المال منهم أيضاً ولو لم يفعلوا فلربما ورثوه ولكن سوء طبعهم لم يبق لهم

من قصة قارون إلا العظة والعبرة ولكنهم لا يعتبرون وقال بعض أهل العلم أن قصة قارون وقعت بعد الخروج من مصر والأقرب لصحة الوقائع أنها قبله واستمر فرعون وزاد وأفاض في قتل الأبناء واستعباد النساء وهو وقومه يرون أن موسى وبني إسرائيل سبب البلاءات المتعددة التي ابتلوا بها لأنهم شؤم عليهم وصار فرعون وقد أصم أذنيه فصار لا يستمع لنصح ناصح من قومه إذا فعل مهما آتى من بينة أو حجة وارتفع بكبريائه واستعلائه وصار ولا يري قومه إلا ما يرى

ويستمر في الإيذاء واستخفافه بعقول قومه الذين أطاعوه كالعميان وبدا أن المسلسل لا نهاية له بل إن قوم موسى ومع تلك الآيات العظيمة والمتتالية لم يزدادوا إلا حنقاً على موسى ولم يستمعوا لنصائح موسى أن اصبروا ووعد الله لهم أن يورثهم الأرض وصار موسى وهارون بين شقي الرحى فالعذاب يزداد من فرعون لبنى إسرائيل وبنو إسرائيل ضجُّوا بالشكوى وعدم الاحتمال وقلة المعونة وانقطاع حبال الصبر والمزيد من سوء الأخلاق والطباع والتبكيت لموسى

فكان أن بلغ السيل الزبى ووصل الأمر لنهايته وعلم موسى أن فرعون وقومه لن يؤمنوا إلا من آمن وهم قلة معدودة وفى النهاية أدرك موسى بإلهامه النبوي أن الأمر وصل ذروته التي قدرها الله فدعا الله علي فرعون وقومه فاستجاب الله له وأخبره بذلك وأمره وقومه بالهرب والخروج من مصر وبأن الله حاميهم ومهلك عدوهم قال تعالى {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى

قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} وقيل في بعض التفاسير أن بعضاً من الآيات التسع مثل الدم والطمس كان من استجابة الله لدعاء موسى كما حكت الآيات ثم شدَّد الله على قلوبهم فأغلق باب استجابة فرعون وقومه وجاء الأمر بالخروج
[1] اقرأ كتاب " أسرار العبد الصالح وموسى عليه السلام".

منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2

الفتى المرموز
22-09-12, 08:11 am
يرى بعض المؤرخين أن بني إسرائيل خرجوا من مصر بقيادة موسى في عهد رمسيس الثاني وقيل في عهد ( منفتاح بن رمسيس الثاني) حوالي سنة 1213 ق م بعد أن طالبه موسى أكثر من مرة بأن يرسل معه بني إسرائيل ليخرجوا إلى أرض الشام وقد وردت قصة خروج بني إسرائيل من مصر إلى أرض الشام في مواضع متعددة من القرآن الكريم ومن ذلك قولة تعالى {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي

الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} قال الإمام ابن كثير {لما طال مقام موسى ببلاد مصر وأقام بها حجج الله وبراهينه على فرعون وملئه وهم مع ذلك يكابرون ويعاندون لم يبق لهم إلا العذاب والنكال فأمر الله موسى أن يخرج ببني إسرائيل ليلا من

مصر وأن يمضى بهم حيث يؤمر ففعل موسى ما أمره به ربه وخرج بهم وقت طلوع القمر وعن مجاهد أنه كسف قمر تلك الليلة}وورد أنهم حملوا تابوت يوسف معهم عند خروجهم وكان وقت طلوع القمر وكانوا نسوا وصية يوسف لهم أن يحملوه معهم عند خروجهم من مصر فكُسفَ القمرُ فأظلموا فأخبر علماؤهم موسى ذلك إن يوسف عاهدهم أن يحملوه معهم عند خروجهم من مصر وقد نسوا ذلك فسأل موسى عن قبر

يوسف فدلَّته امرأة عجوز من بني إسرائيل فاحتمل موسى تابوته معهم بنفسه كما أوصاهم وهنا لطيفة من لطائف أحاديث النبى صلي الله عليه وسلم إذ ورد في الحديث الشريف {أَتَى النَّبِيُّ أَعْرَابِياً فَأَكْرَمَهُ فَقَالَ لَهُ: ائْتِنَا فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: سَلْ حَاجَتَكَ قَالَ: نَاقَةٌ نَرْكَبُهَا وَأَعْنُزٌ يَحْلِبُهَا أَهْلِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّه: أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَما عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: إنَّ مُوسَى لمَّا سَارَ بِبَنِي

إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ ضَلُّوا الطَّرِيقَ فَقَالَ: مَا هذَا؟ فَقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ: إِنَّ يُوسُفَ لَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ أَنْ لا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى نَنْقُلَ عِظَامَهُ مَعَنَا قَالَ: فَمَنْ يَعْلَمُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ؟ قَالَ: عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ فَقَالَ: دُلِّيني عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ قالَتْ: حَتَّى تُعْطِيني حُكْمِي قَالَ: وَمَا حُكْمُكِ؟ قَالَتْ: أَكُونُ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذلِكَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا – وإختصاراً فدلتهم فحفروا

وحملوه- وَإِذَا الطَّرِيقُ مِثْلُ ضَوْءِ النَّهَارِ}[1] فخرجوا فلما أصبح قوم فرعون وليس في ناديهم داع ولا مجيب غاظ فرعون ذلك وأشتد غضبه على بني إسرائيل لما يريد الله به من الدمار فأرسل سريعا في بلاده من يحشر الجند ويجمعهم للإيقاع ببني إسرائيل وكان بنو إسرائيل قد استعاروا حلى وذهب جيرانهم ومعارفهم من المصريين قبل خروجهم ولم يعيدوه لهم بل أخذوه وخرجوا ويعلق أحد المؤرخين على قصة استلاب بنى

إسرائيل لحلى المصريين عند خروجهم فيقول [ويلفت النظر خاصة ما جاء في التوراة من سلب رجال ونساء بني إسرائيل أمتعة جيرانهم الذهبية والفضية بحيلة الاستعارة ونسبة ذلك إلى الله تعالى ومهما كان من أمر فإن تسجيل هذا الخبر بهذا الأسلوب يدل على ما كان وظل يتحكم في نفوس بني إسرائيل من فكرة استحلال أموال الغير وسلبها بأية وسيلة ولو لم تكن حالة حرب ودفاع عن النفس كما أنه كان ذا أثر شديد بدون ريب

في رسوخ هذا الخلق العجيب في ذراريهم ممن دخل في دينهم من غير جنسهم] ووصل موسى وبنو إسرائيل للبحر وفرعون وجنده من ورائهم وبنو إسرائيل يضجون بالشكوى أنهم مدركون فأمر الله موسى فضرب بعصاه البحر فانفلق وظهر فيه اثنا عشر طريقاً لكلّ سبط طريق قيل كانوا ستمائة ألف فكل سبط خمسون ألفا وأرسل الله الريح والشمس في الحال على قاعه حتى صار يبساً [2] فخاضت بنو إسرائيل البحر كل سبط

في طريق وعن جانبه الماء كالجبل الضخم ولا يرى بعضهم بعضاً فخافوا وقال كل سبط قد غرق كل إخواننا فأوحى الله إلى حال الماء أن تشبّكي فصار الماء شبكات يرى بعضهم بعضا ويسمع بعضهم كلام بعض حتى عبروا البحر سالمين ثم وصل فرعون إلى البحر فرآه منفلقاً فمن كبره قال لقومه: انظروا قد انفلق لهيبتي حتى أدرك أعدائي أدخلوا البحر فهابوا وكانت خيل فرعون كلها ذكوراً فجاء جبرائيل على فرس أنثى وديق

فتقدّمهم فخاض البحر فشمّت الخيول ريحها فاقتحمت البحر في أثرها حتى خاضوا كلهم في الشق وجاء ميكائيل على فرس خلف القوم يستحثهم ويقول لهم:الحقوا بأصحابكم وهكذا اندفعوا في إثر بعضهم حتى إذا

خرج جبرائيل من البحر وقبل أن يخرج أولهم أمر الله البحر أن يأخذهم والتطم عليهم فأغرقهم أجمعين وذلك بمرأى من بني إسرائيل وبعد أن رأوا غرق فرعون بأعينهم سار بهم موسى إلى أرض فلسطين بالشام مؤملا أن يصبحوا أمة قوية بإيمانها وصالح عملها فقد ترتب على خروجهم من مصر وهلاك فرعون أن أصبحوا أحرارا في شئونهم وأحوالهم بعد أن كانوا يذوقون في مصر سوء العذاب على أيدي فرعون وجنده
[1] صحيح ابن حبان عن أبي موسى، والمستدرك على الصحيحين، ومجمع الزوائد
[2] هنا لطيفة: قال سعيد بن جبير: أرسل معاوية إلى ابن عباس فسأله عن مكان لم تطلع فيه الشمس إلاّ مرة واحدة؟ فكتب إليه: إنه المكان الذي انفلق منه البحر لبني إسرائيل.

منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الاخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2

الفتى المرموز
27-09-12, 04:14 am
يقول صاحب تاريخ الإسرائيليين (وقد كان تاريخ اليهود إلى وقت خروجهم من مصر تاريخ أسرة صغيرة أخذت تنمو وتزداد حتى صارت قبيلة كبيرة لا كيان لها ولا حكومة منها ولا شارع أو وازع فيها ينظر في أمورها ويرد قويها عن ضعيفها متفرقة في أرض مصر عرضة للعبودية والسخرة والاستبداد والإهانة أما بعد الخروج فإنهم تألفوا شعبا واحدا وأمة واحدة لها قائدها من بنيها وجيش يقوم على حمايتها وحاكم يتولى أمورها وشئونها وأخذت تبدو فيها صفات الأمة المستقلة فإنها لم تكد تغادر مصر حتى بدأ الشارع في سن النواميس والقوانين والشرائع الدينية والأدبية والمدنية كما تكون في الأمة المستقلة القائمة بنفسها

وعليه فتاريخ الإسرائيليين لا يبتدئ إلا بعد خروجهم من مصر وتاريخهم هذا يستغرق قرونا عديدة اتفق لهم في خلالها كثير من الحوادث العادية من حروب وتقدم وانحطاط) ولكن بنو إسرائيل لم يقدروا نعمة الحرية ولم يشكروا الله على إنجائه لهم من عدوهم ولم يطيعوا نبيهم موسى الذي جاء لهدايتهم وإصلاحهم والدفاع عنهم بل آذوه إيذاءاً شديدا وفى الطريق إلى الشام حدث العديد من الوقائع من بني إسرائيل مع نبي الله موسى وأخيه هارون

وكانت أفعال بني إسرائيل كلها قبائح ونقائص تدل على خبث طبعهم وسوء فعالهم ونذكر ملخص للحوادث التي حدثت في طريقهم مع موسى وأخيه إلى الشام وفيه تتضح قبائح أفعالهم وسوء طباعهم فبعد أن سار بهم موسى في أرض سيناء فترة من الوقت جاعلا وجهته أرض فلسطين من بلاد الشام ثاروا عليه وعلى أخيه هارون وقالوا لموسى وهارون كما تحكى التوراة عنهم (ليتنا متنا في مصر إذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزا للشبع فإنكما أخرجتمانا إلى هذا القفر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع لماذا أصعدتمانا من مصر؟ أمن أجل أن نموت نحن وأولادنا ومواشينا بالعطش)

وتحكى التوراة أن موسى ضاق بهم ذرعا لكثرة جهالاتهم وسوء أعمالهم وأنه تضرَّع إلى الله قائلا (ربِّ لم ابتليت عبدك ووضعت أثقال هذا الشعب علىَّ؟ وهل أنا الذي ولدتهم حتى تقول لي : احملهم في حجرك كما تحمل الحاضن الرضيع وإني لست طائقا حمله وحدي لأنه ثقيلٌ علىَّ وإلا فاقتلني ولا أرى بليتي) وبعد أن رأى بنو إسرائيل غرق فرعون بأعينهم وساروا مع موسى إلى بلاد الشام شاهدوا قوما يعبدون أصناما لهم فما لبث بنو إسرائيل بعد مشاهدتهم لهؤلاء الوثنيين إلا أن قالوا لنبيهم موسى اجعل لنا أصناما نعبدها كما أن لهؤلاء أصناما يعبدونها

وذلك لأن الوثنية التي عاشوا فيها في مصر كانت مازالت بنفوسهم الضعيفة وقد حكي القرآن الكريم عنهم هذه الرذيلة فقال تعالى {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} وخلال سير موسى بقومه في صحراء سيناء إلى بلاد الشام واعد الله تعالى موسى أن يعطيه التوراة لتكون هدى لبنى إسرائيل

وأمره بصيام ثلاثين يوما فلما حلَّ الموعد ترك موسى بني إسرائيل مستخلفا عليهم أخاه هارون وذهب إلى الطور لتلقى التوراة فزاده الله عشرة أيام وقد حكي القرآن ذلك فقال {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} وأثناء غياب موسى عن قومه لتلقى التوراة وتركهم في رعاية أخيه هارون وضرب لهم ميعاداً إلى ثلاثين يوماً فلما انقضت الثلاثون يوماً أولاً ولم يعد موسى كما وعدهم ماذا وقع من بني إسرائيل؟

وكعادتهم في انتهازهم للفرص بقبيح الفعال كان فيهم رجلٌ ذو شأن وذو حيلة ومكر يدعى السامرى فدبر حيلة ومكر مكراً مستغلاً لين جانب هارون فصنع لهم عجلا جسدا له خوار من ذهب وحلى نسائهم التي استعاروها من قبط مصر قبل خروجهم وعبدوه وحاول هارون أن يصدَّهم عما تردوا فيه من ضلال وكفر ولكنهم أعرضوا عنه قائلين كما حكي القرآن الكريم عنهم {قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} فلما اشتدَّ عليهم هارون في النهى عن عبادة العجل تطاولوا عليه وكادوا يقتلونه فصبر عليهم حتى لا يتفرقوا حتى يرجع موسى

وبعد أن تلقَّى موسى التوراة من ربه أعلمه الله أن قومه قد فتنهم السامرى بعبادة العجل فعاد إليهم مغضبا حزينا وأخذ يوبِّخهم بقوارص الكلم وينذرهم بسوء المصير فاعتذروا إليه بأن السامرى هو الذي أضلهم ولكن الحقيقة التي يعلمها الله أن الكثيرين منهم قد أشربوا حبَّ العجل في قلوبهم بدليل طلبهم من موسى أن يتخذوا آلهة عندما مرُّوا في طريقهم على قوم وثنين يعبدون آلهة لهم وظنَّ موسى أن أخاه هارون قد قصر معهم فعاتبه ولامه على ذلك فأخبره هارون بأنه لم يقصر في نصيحتهم وزجرهم عن عبادة غير الله ولكنهم لم يستجيبوا له بل آذوه وكادوا يقتلونه

ثم صبَّ موسى جام غضبه على السامرى -رأس الفتنة ومدبرها – فقال له بعد أن سمع كلامه ودفاعه الواهي عن نفسه {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} وعلى مشهد من بني إسرائيل نفذ موسى ما توعَّدَ به السامرى فأحرق العجل وألقى ترابه في البحر وأثبت للجميع أن المستحق للعبادة إنما هو الله تعالى وأن العجل الذي عبدوه بجهلهم وغبائهم لا يملك ضرَّا ولا نفعا.

منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2


http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
30-09-12, 12:10 pm
كان سيدنا موسى يعلم أنَّ قومه قد ضلوا ووقعوا في ذلك الأمر المريع من عبادة العجل وقد انتهى أمر العجل وصدر الحكم على السامرى وبقيت فعلة بني إسرائيل المريعة؟ كيف تتوب بنو إسرائيل منها؟ إذ لابد من اعتذار خاص لله عن هذا وتوبة مخصوصة من الله تعالى عليهم فوقَّت الله تعالى له ولقومه ميقاتاً للتوبة والدعاء وقيل كانا ميقاتان ميقات للتوبة والاعتذار وميقات آخر للمناجاة فأختار موسى منهم سبعين رجلاً من الأسباط الإثنى عشر وممن لم يشتركوا في العجل وأخذهم معه إلى الطور أو الجبل ليعتذروا إلى الله ويتوبوا ويسألوه الصفح عن المذنبين منهم فذهبوا ودعوا الله واعتذروا إليه وهناك أخذتهم الرجفة فصعقوا وتضرَّع موسى لربِّه


فأحياهم واختلف في سبب الرجفة أو الصعق وقيل في ذلك:أنهم لما دعوا الله اعتدوا في دعائهم بما لا يحق أو لا يليق أو عقاباً لأنهم لم ينهوا أصحاب العجل ولم يتجنبوهم وأشهرها أنهم طلبوا من موسى أن يسمعوا خطاب الله له فهو يذهب للمناجاة ويعود يخبرهم أنه كلَّم الله ولا دليل لديه فلما أخذهم موسى معه للجبل وأذن الله لهم وأسمعهم كلامه قيل سمعوه يخبر موسى أن توبتهم بقتلهم أنفسهم فطلبوا رؤية الله جهراً ليستوثقوا من أنه هو الله أو أنهم لما سمعوا كلام الله وطبعهم اللجاج والعناد لم يكتفوا بالسماع بل تمادوا وقالوا لا نصدق


حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الرجفة وصعقوا قال الله تعالى {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} وهكذا كان خبر الله لهم ووحيه لنبيه موسى أن توبة عابدي العجل من قومه لن تكون مقبولة منهم إلا بقتلهم لأنفسهم وهنا يجدر بنا أن نبين أنَّ الله تعالى لم يأمرهم بذلك انتقاما وإنما الحقيقة أن حبُّ العجل قد استقرَّ في قلوب كثيرين منهم وأخفوا ذلك فمنهم من أظهر ميله لهارون ولم يصرح بحبه للعجل وآخرون أعلنوا التوبة لموسى والندم عند عودته ولكنهم


كذبوا في توبتهم فأراد الله أن يطهرَّ بني إسرائيل من هؤلاء المنافقين والكافرين فلما نفذوا ما أمروا به من الله بقتلهم أنفسهم كان الكافر يتبدى للمؤمن أولا فيقتله المؤمن فلم يقتل إلا كافرٌ أو منافق فلما فشا القتل دعا موسى ربه أن يعفو عنهم لما أطاعوا الأمر فقبل الله توبتهم وعفا عنهم أجمعين قاتلين ومقتولين لعلهم يشكرونه على نعمه قال تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} وهنا إشارة وتنبيهٌ أن الحلي التي استعارتها نسوة بني إسرائيل من المصريين بحيلة أنهم سيتزينون بها في عيدهم وهن يضمرن


أخذها معهن عند الخروج مع موسى كانت عليهم وبالاً وبليَّة لأنها مالٌ مغدورٌ ليس وراءه إلا الشرور فصنع السامرى منه عجلاً من الذهب وكان وقوعهم في عبادته ثم تحريقه على يد موسى وتذريته في اليم ثم التوبة عن عبادة العجل بقتلهم لأنفسهم يا ألله احمنا من شرور أنفسنا فهل اعتبر أحدٌ فيما يجلبه المال المغدور لمستحلِّيه من الآثام والشرور وعذاب يوم النشور والآن استقرَّ الأمر وقبل الله توبتهم وطهرهم من أهل الكفر والنفاق وتاب على الجميع والألواح فيها التوراة مع موسى ولم يبق إلا أن يتبعوا أوامر الله لهم فيها ويطبقوا شرع ربهم وهم في طريقهم للأرض المقدسة {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} ولكن بنو إسرائيل لم يتقبلوا الأمر هكذا لأن الشرائع ثقلت عليهم كالرجم


والقطع والقصاص ولم يقبلوا التكليف بطيب خاطرهم وإنما قبلوه برفع الجبل فوقهم كأنه ظلة وإلا سيسقط عليهم فيفنيهم وقد ورد في الحديث {وَأَخَذَ الألْوَاحَ بَعْدَ مَا سَكَنَ عَنْهُ الغَضَبُ وَأَمَرَهُمْ بِالَّذِي أُمِرَ بِهِ أَنْ يُبَلِّغَهُمْ مِنَ الوَظَائِفِ فَثَقُلَ (ذَلِكَ عَلَيْهِمْ) وَأَبَوْا أَنْ يُقِرُّوا بِهَا فَنَتَقَ الله عَلَيْهِمْ الجَبَلَ كأنَّهُ ظُلَّةٌ وَدَنَا مِنْهُمْ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ اخَذُوا الكِتَابَ بأيْمَانِهِمْ وَهُمْ مُصْغُوْنَ إِلى الجَبَلِ وَالأرْضِ وَالكِتَابُ بأيْدِيْهِمْ وَهُمْ يَنْظُرُوْنَ إِلى الجَبَلِ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ}[1] وحكي الله عن تلك الآية المعجزة الغريبة في كتابه العزيز فقال {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فهؤلاء هم اليهود رأوا وشاهدوا


وعاينوا من الآيات مع موسى وفرعون ما شاء الله لهم من الآيات البينات المتتاليات وكل واحدة أعجب من أختها وأثبت الله لهم مرة بعد مرة أن تشددهم ولجاجهم وعنادهم لا يعود عليهم إلا بكل جفاء وشدة وغلظة ولا يعتبرون ولا يتعظون وقد كانت قصة البقرة التي أمروا بذبحها خير دليل لهم على عاقبة هذا السبيل ثم معجزة شق البحر وعجيب نجاتهم من فرعون ثم ما وقعوا فيه من العجل والصعق والقتل وآيات بلا عدد ولكنها بنو إسرائيل فبعد كل ما شهدوه من العجائب لم يؤمنوا بما جاءهم به موسى إلا والجبل مرفوعاً فوق رؤوسهم وهم سجودٌ على أنصاف وجوههم ينظرون إلى الجبل يكاد يطبق عليهم وعندها فقط قبلوا ما جاء به موسى من التوراة


[1] مجمع الزوائد عن ابن عباس


منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2



http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
01-10-12, 07:43 am
بعد خروج موسى ببني إسرائيل من مصر ونجاتهم من فرعون ومع ما تعرض له موسى من إساءة بني إسرائيل المتكررة له واصل بهم موسى سيره إلى أرض الشام وتوالت الأيام وفى الطريق وقبل أن يصل بهم موسى إلى الأرض المقدسة التي كان يسكنها الكنعانيون الجبابرة أمرهم أن يعدوا أنفسهم لدخولها وأن يوطنوا أنفسهم على الجهاد في سبيل الله ليحصل لهم ذلك وفى سبيل الاستعداد والإعداد لدخول الأرض المقدسة اختار موسى منهم اثني عشر نقيبا أمرهم أن يتقدموه في دخول الأرض المقدسة ليعرفوا أحوالها وأحوال سكانها ونفذ النقباء ما كلفهم به موسى ثم عادوا بعد تعرفهم على أحوالها وأحوال سكانها ليقولوا له : إن الأرض المقدسة تدر لبنا وعسلا إلا أن سكانها من الجبارين

وأخذ كل نقيب يخذل ويثبط جماعته عن دخولها إلا رجلان منهم فإنهما أمرا بني إسرائيل بأن يطيعوا نبيهم موسى وأن يصمموا على دخول الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم وبشرهم بالنصر إذا اعتمدوا على الله تعالى وأخلصوا النية للجهاد ولكن بنو إسرائيل عصوا نصيحة الرجلين الناصحين لهم كما عصوا نبيهم موسى فكانت نتيجة جبنهم وعصيانهم أن ابتلاهم الله تعالى بالتيه أربعين سنة

وقد حكي القرآن الكريم بأسلوبه البليغ المعجز هذه القصة فقال الله تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} فسماهم موسى بالفاسقين ودعا عليهم فصدق الله على كلامه وأسماهم بالفاسقين كذلك

وهنا أكثر من إشارة سريعة أوجه لها أنظاركم أنه لما يئس موسى من فرعون وقومه دعا عليهم فاستجاب الله له وشدَّ على قلوبهم وأهلك فرعون وجنوده بالعذاب الأليم كما دعا وبعد خروج بني إسرائيل وبمرور الحوادث والأيام أيأسه قومه كما أيأسه فرعون من قبل أيأسوه بعنادهم وترددهم ولجاجهم وجبنهم وتخاذلهم وسوء أخلاقهم وقد أعلمه الله ببصيرته النبوية أنهم بعد أن تخلوا عنه صارت لا فائدة ترجى منهم ولا يصلحون للعهد الجديد ولما كان موسى من أولى العزم من الرسل وممن لا يحابى في الله تاقت نفسه للخلاص من الفاسقين منهم حتى يبدلهم الله بمن يصلحون للمهمة المقدسة التي أمروا بها

فدعا الله أن يفصل بينه وبينهم وشفع طلبه بوصفهم بالفاسقين فوافق طلبه مراد مولاه وأنزل له تفصيل قبول دعواه بالحكم عليهم بالتيه أربعين عاماً فيها يهلك كل من جبن عن أمر الله وكان فاسقا كما اسماه نبي الله فحرَّم الله عليهم فيها دخول الأرض المقدسة يتيهون في الصحراء متحيِّرين لا يرون طريقاً وهذا جزاء كل من اتبع هواه وخالف أمر مولاه فجزاءه أن يتيه في فيافي الزيغ ولا يبلغ أبداً مناه وعلى الرغم من عقاب الله لهم بالتيه فمن بركة موسى وهارون عليهم أنهم لما ضجُّوا من الحرِّ جعل الله لهم الغمام يظلُّهم من الشمس وجعل لهم عموداً من نور يطلع بالليل فيضيء لهم الظلمات

ولما اشتكوا من العطش أمر الله موسى أن يضرب الحجر بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا بلا اختلاط ولكن بنظام فكان ماؤهم من حجر يحملونه منه يشربون ويسقون فإذا اكتفوا جف الماء ووقف وكان طعامهم المن (وهو يشبه العسل ينزل لهم من السماء) والسلوى (السمان فإذا طلبوه وجدوه جاهزا للأكل) وأمروا ألا يخزنوا من هذا الطعام لعلم الله بحرصهم وأورد الكثيرون من أهل العلم أنهم كانوا لا تطول شعورهم ولا تشعث ولا تبلى ثيابهم ولا تنجس وتطول مع صغارهم وتكبر إذا كبروا وحكي الله عن تلك الفترة من تاريخهم فقال {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} وقال تعالى {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}

ولكنهم كانوا أهل بطر فملُّوا العسل والطير واشتاقوا للفلاحة التي تعودوا عليها وعلى نتاجها فطلبوا العدس والبصل قال تعالى {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}

يروى سيدنا سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس في الحديث المعروف بحديث الفتون وهو حديث طويل جداَ نذكر منه قوله {وقَالُوا: يَا مُوسى اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنّا ههُنَا قَاعِدُوْنَ اغْضَبُوا مُوسى فَدَعَا عَلَيْهِمْ وَسَمَّاهُمْ: فاسِقِيْنَ وَلَمْ يَدْعُ عَلَيْهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ لِمَا رَأَى مِنْهُمْ مِنَ المَعْصِيَةِ وَإِسَاءَتِهِمْ حَتَّى كَانَ يَوْمَئِذٍ فَاسْتَجَابَ الله لَهُ فِيْهِمْ وَسَمَّاهُمْ فَاسِقِيْنَ وَحَرَّمَهَا عَلَيْهِمْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً يَتِيْهُوْنَ فِي اَلارْضِ يُصْبِحُوْنَ كُلَّ يْوْمٍ فَيَسِيْرُوْنَ لَيْسَ لَهُم قَرَارٌ ثُمَّ ظَلَّلَ عَلَيْهِمْ الغَمَامَ في التِّيْهِ وَأَنْزَلَ علَيْهِمْ المَنَّ وَالسَّلْوَى وَجَعَلَ لَهُمْ ثِيَاباً لا تَبْلَى وَلاَ تَتَّسِخُ وَجَعَلَ بَيْنَهُمْ حَجَراً مُرَبَّعاً وَأَمَرَ مُوسى فَضَرَبَهُ بِعَصَاهُ {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشَرَةَ عَيْناً} في كُلِّ نَاحِيَةٍ ثَلاَثَةُ أَعْيُنٍ وَأَعْلَمَ كُلَّ سِبْطٍ عَيْنَهُمْ الَّتِي يَشْرَبُوْنَ مِنْهَا لاَ يَرْتَحِلُوْنَ مِنْ مَنْقَلَةٍ إِلاَّ وَجَدُوْا ذلِكَ الحَجَرَ فِيْهِمْ بِالمَكَانِ الذي بالأمْسِ}[1]

روى في "تنوير الأذهان" أن موسى ندم على دعائه عليهم فقيل لا تندم فإنهم أحقاء بذلك لفسقهم فلبثوا أربعين سنة في ستة فراسخ وهم ستمائة ألف يسيرون كل يوم جادين فإذا أمسوا كانوا حيث بدأوا وهذه الإنعامات عليهم مع معاقبتهم لأن عقابهم كان بطريق الفرك والتأديب وموسى وهارون كانا معهم في التيه ولكن كان ذلك لـهما روحا وسلامة وزيادة في درجتهما قال في التأويلات النجمية والتعجب في إن موسى وهارون بشؤم معاملة بني إسرائيل بقيا في التيه أربعين سنة وبنو إسرائيل ببركة كرامتهما ظلل عليهم الغمام وانزل عليهم المن والسلوى في التيه ليعلم اثر بركة صحبة الصالحين واثر شؤم صحبة الفاسقين ومات النقباء كلهم في التيه بغتة غير كالب ويوشع ولم يدخل الأرض المقدسة أحد ممن قال إنا لن ندخلها بل هلكوا في التيه وقاتل الجبابرة أبائهم

ومات هارون قرابة نهاية مدة التيه ومات بعده موسى بسنة تقريباً واستخلف الله عليهم النبي يوشع بن نون وهو من دخلوا الأرض المقدسة تحت قيادته وقد بلغ من سوء طباعهم وظنهم بأنبيائهم أن موسى وهارون لما خرجوا معا وقد أذن الله أن يقبض هارون فدفنه موسى وعاد وحده فقالوا له إنك قتلته لحبنا له ولم يكفوا حتى أشهدهم الله آية فصدقوا موسى وعن عليّ بن أبي طالب كما أورد البغوى في تفسيره قال{صعد موسى وهارون الجبل فمات هارون [وبقي موسى] فقالت بنو إسرائيل لموسى: أنت قتلته فآذوه فأمر الله الملائكة فحملوه حتى مرّوا به على بني إسرائيل وتكلّمت الملائكة بموته حتى عرف بنو إسرائيل أنه قد مات فبرّأه الله تعالى ممّا قالوا ثم إن الملائكة حملوه ودفنوه فلم يطلع على موضع قبره أحد}

[1] مجمع الزوائد والسنن الكبرى للنسائى وغيرها
منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2


http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
11-10-12, 01:17 am
بعد وفاة موسى وهارون عليهما السلام تولى ( يوشع بن نون ) رئاسة بني إسرائيل وكانوا في ذلك الوقت قد هلك منهم ذلك الجيل الذي تربى على الذل والعبودية والذي قال لموسى (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ونشأ جيل آخر تربى خلال مدة التيه على التحمل والخشونة وحرية البداوة فقاده ( يوشع بن نون ) لدخول الأرض المقدسة ويصف الدكتور على عبد الواحد وافى كيف دخل بنو إسرائيل فلسطين بقيادة (يوشع) وكيف عاشوا فيها فيقول (حوالي القرن الثالث عشر قبل الميلاد أغار بنو إسرائيل بقيادة (يوشع) خليفة موسى بعد وفاته على بلاد كنعان فلسطين وما إليها وهى الأرض المقدسة التي وعدهم الله بها

واحتلوها واستولوا على جميع ما فيها من خيرات وثروات بعد أن أبادوا معظم أهلها واستعبدوا من أبقوا عليه منهم فانتهت لديهم بذلك حياة الخشونة والبداوة والتنقل وافتتحوا عهد الدعة والحضارة والاستقرار وسكنوا المدن والقرى والمنازل والقصور التي ورثوها عن الكنعانيين وأخذت مزاولتهم لشئون دينهم تسير على طريق منظم تحت إشراف أحبارهم وربانييهم وفقهائهم وسدنة مساجدهم ومذابحهم وكان معظم هؤلاء يتألفون من نسل لاوى أحد أبناء يعقوب وهم رهط موسى وهارون) وقصة دخول بني إسرائيل بقيادة (يوشع) الأرض المقدسة قد أشار إليها القرآن الكريم في آيات متعددة منها قوله تعالى

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} قال الإمام ابن كثير (وهذا لما خرجوا من التيه بعد أربعين سنه مع (يوشع بن نون ) وفتحها الله عليهم عشية جمعة وقد حبست لهم الشمس يومئذ قليلا حتى أمكن الفتح ولما فتحوها أمروا أن يدخلوا باب البلد سجدا شكرا لله تعالى على ما أنعم الله عليهم به من الفتح والنصر وإنقاذهم من التيه والضلال) ولكنهم لم يفعلوا فأنزل الله عليهم عذابا من السماء بسبب فسقهم وظلمهم هذا ثم مات يوشع بن نون بعد ذلك وأعقب موت (يوشع بن نون) عهد عرف بعهد القضاة

لأن الزعماء والقواد الذين تزعموا أو قادوا بني إسرائيل بعد (يوشع) سموا قضاة وعهدهم امتد إلى أن قامت مملكة بني إسرائيل على يد (طالوت) المعروف في التوراة باسم (شاول) ويبلغ عدد القضاة الذين تولوا حكم بني إسرائيل في هذه الفترة حوالي خمسة عشر قاضيا كانت البلاد في عهد القضاة أشبه شئ بولايات متحدة في كل ولاية سبط من الأسباط الإثنى عشر يحكمه كبار العشائر فيه وهذه الأسباط جميعا مرتبطة برباط واحد وكانوا يشتركون في الحفلات الدينية الكبرى على أنهم كثيرا ما ارتدوا عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام

وإن عهد القضاة من أسوأ عهود بني إسرائيل ففيه انتشرت بينهم شتى الرذائل والمنكرات إذ عبدوا الأصنام وقتلوا المصلحين وفشا فيهم الزنا وقد ترتب على ذلك أن تعرضوا خلال عهد حكم القضاة لنكبات وغارات عليهم من غيرهم وكان آخر قضاة بني إسرائيل في هذه الفترة هو (صموئيل) الذي كثرت في عهده الفوضى والمفاسد وذلك أنه بعد أن شاخ كان يوكل أبناءه بدله في القيام بشئون القضاء ولكن أولئك الأبناء كانوا يأخذون الرشوة ويجورون في الحكم فقام بنو إسرائيل بثورة ضده وضد أبنائه انتهت بزوال عهد القضاة وحلول عهد الملوك

منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2


http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

سراج الجهني
02-11-12, 12:32 am
بوركت اخي الفاااااااااااااااضل

الفتى المرموز
22-11-12, 11:32 pm
شكرا اخى الكريم سراج وبارك الله فيك

الفتى المرموز
22-11-12, 11:32 pm
بعد وفاة الاسكندر سنة 323 ق م اقتسم قواده ملكه الكبير فكانت فلسطين من نصيب القائد (بطليموس) الأول ملك مصر وقد استمر حكم البطالسة على فلسطين حتى 200ق م تقريبا ثم شهدت فلسطين وبلاد الشام نزاعات مستمرة تسببت في حالةٍ من الفوضى والاضطراب ظلت مستمرة حتى استولى عليها الرومان في نحو سنة (63 ق م) بقيادة القائد الروماني "بومبي" بعد انتصاره على ملك "بونتوس" وضمه آسيا الصغرى وسوريا وفلسطين إلى الإمبراطورية الرومانية وبذا خضعت فلسطين للحكم الروماني الذي استمر إلى سنة 614 م وقد سمح أباطرة الرومان لأبناء فلسطين بنوع من الحكم الذاتي ونصبوا سنة (37 ق م) "هيرودس الآدومي" ملكًا على "الخليل" و"بلاد يهودا"- أو"المملكة الجنوبية" المقاطعة المحيطة بالقدس- "يوديا" الرومانية وكانت مساحتها نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة ميل مربع وكان "هيرودس" قد اعتنق اليهودية وفي سنة (19ق م) رغب "هيرودس" في بناء الهيكل على طريقة بناء "سليمان" فقام بهدمه وبنائه ثانيةً وقد شهدت البلاد نوعًا من الاستقرار والهدوء طوال عهد "هيرودس" الذي ظل يحكم هذه البلاد باسم "الرومان" حتى وفاته سنة (4م)

وخلال حكم هيرودس 37ق.م- 4م ولد سيدنا عيسى ودور اليهود في محاربته معروفٌ ومسجَّلٌ بتفاصيله يقول صاحب تاريخ الإسرائيليين (على أن اليهود لم يخلدوا إلى السكينة بعد دخولهم تحت حكم الرومان وشق على نفوسهم أن يحتل الرومان عاصمة ملكهم وبيت مقدسهم فكانوا تارة يتهددون الولاة وطورا يطردون الجنود الرومانيين من أورشليم وآونة يظهرون الرضا بحكم الرومان عليهم وقد تعاقب عليهم ولاة رومانيون ساموهم سوء العذاب فرفعوا أمرهم إلى رومية ولما لم يأتهم منها الفرج تظاهروا بالعصيان وأحدثوا شغبا عظيما فأرسلت رومية قائدها المحنك (فاسباسيان) فحاصر أورشليم وحارب اليهود وظل على قتالهم إلى أن انتخبه الرومان إمبراطورا لهم فخلفه ابنه (تيطس) على الحصار وقتال اليهود وكان (تيطس) هذا قائدا مدربا وبطلا مجربا ذاق منه اليهود الأمرين وثابر على منازلتهم بالجنود الرومانية المشهورة ومنى اليهود بالانقسام الداخلي والفتن والمنازعات بينهم حتى ضعف أمرهم وتقلص ظلهم

وتقوى (تيطس) عليهم فمزق شملهم ودخل أورشليم فدكها دكاً ودمرها تدميرا ومات من اليهود في ذلك الحصار نحو مليون نسمة فسالت الدماء كالأنهار[1] ثم يقول: وإلى هنا ينتهي تاريخ الإسرائيليين كأمة فإنهم بعد خراب أورشليم الثاني على يد تيطس الروماني تفرقوا في جميع بلاد الله وتاريخهم فيما بقى من العصور ملحق بتاريخ الممالك التي توطنوها أو نزلوا فيها وقد قاسوا في غربتهم صنوف العذاب والبلاء فإن الرومان حظروا عليهم دخول أورشليم وكان تدمير تيطس لأورشليم سنة 70م وبعد هذا التدمير فرَّ من بقى حيا من اليهود إلى الأقطار المجاورة كمصر وقبرص وليبيا وجزيرة العرب (وفي سنة (132م) قام اليهود بالثورة مرة أخرى بقيادة "باركوخبا" واستمرت ثورتهم ثلاث سنوات حتى قام الإمبراطور "هادريانوس" بإخمادها بعد أن خرَّب "القدس" وأبادها نهائيَّاً وقام بتأسيس مستعمرة رومانية جديدة أطلق عليها "إيليا كابيتولينا"

وحرم على اليهود دخول هذه المدينة- وهي التي جاء ذكرها في "العهدة العمرية" باسم "إيلياء"- وأقام مكان الهيكل اليهودي هيكلاً وثنيًّا باسم "جوبيتر" وظل الهيكل على هذا الوضع حتى ظهور المسيحية ظل الرومان يمنعون اليهود من دخول "القدس" حتى تولى الإمبراطور "قسطنطين" في بداية القرن الرابع الميلادي والذي اعتنق المسيحية وأعاد للمدينة اسمها القديم "أورشليم القدس" وأجبر من بقى من اليهود في القدس على التنصر فوافقه بعضهم ظاهرياً وأما من رفض فقد قتل وهدم الهيكل الوثني الذي أقامه الرومان بدلاً من هيكل اليهود وأصبحت "القدس" تغلب عليها الصبغة المسيحية بعد أن كانت ذات صبغة يهودية منذ عهد داوود وسليمان ولما زارت الملكة "هيلانة" والدة الإمبراطور قسطنطين سنة (335م) القدس أمرت بهدم معبد (الجلجلة) الوثني أيضاً وأمرت ببناء "كنيسة القيامة" المعروفة اليوم وكذا العديد من الكنائس والأديرة

وفي سنة (361م) زار الإمبراطور يوليان القدس وكان قد عاد إلى الوثنية بعد النصرانية فأخذ في حشد اليهود إلى "القدس" وبدأ في إعمار هيكل اليهود من جديد وفى سنة (591م) أرسل "برويز" كسرى فارس جيوشه إلى "فلسطين" وأمرهم بتخريبها فخربوا معظم مدن "الشام" وخاصة "القدس" و"الخليل" و"الناصرة" و"صور" وكثيرًا من الكنائس وقتلوا كثيرًا من النصارى فلما رأى اليهود خلو بلاد "الشام" من "الرومان" اجتمعوا من "القدس" و"طبرية" و"قبرص" و"دمشق" نحو عشرين ألفًا وأتوا إلى "صور" ليستولوا عليها فعاد إليهم جيش الفرس وحاصرهم وهزمهم وقتل كثيرًا منهم وظلت بلاد "الشام" في أيدي الفرس إلى سنة (628م) عندما استعادها" هرقل" ملك الروم ودخل بجيوشه إلى "القدس" واستمرَّت "فلسطين"خاضعة للحكم الروماني إلى أن فتحها العرب المسلمون سنة (15هـ= 636م) بقيادة "أبي عبيدة بن الجراح" في عهد أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب"[2]
[1] ذكر في بعض المصادر التاريخية والنقدية أن هذه الأرقام من القتلى والأسرى والدمار والفتك الذي حاق باليهود مبالغ فيها كثيرا أو هي من وضع اليهود وأعوانهم من الكتبة والمؤرخين على مرِّ الأزمان والذين اعتادوا تهويل وتضخيم كل ما أصابهم من كوارث على مدى تاريخهم ليستجلبوا عطف الناس عليهم ومساندتهم لهم وفى نفس الوقت تجدهم يكذِّبون كل الجرائم والفظائع التي اقترفوها على مدى الأيام وأما ما لا يستطيعون تكذيبه فهم يهونونه ويدعون أنه مبالغ فيه ويبررونه بكل صلافة ووقاحة أنهم أنما فعلوها مضطرين ودفاعاً عن أنفسهم وهكذا هو دأبهم دائما وأبداً إلى الآن
[2] دراسة تاريخية علمية قائمة على المراجع: 1- تاريخ الأمم والملوك: الطبري (محمد بن جرير)ـ 2- تاريخ فلسطين القديم: ظفر الإسلام خان، 3- تاريخ القدس: عارف العارف، 4- الطريق إلى بيت المقدس: د. جمال عبد الهادي محمد، 5- عروبة فلسطين في التاريخ: محمد أديب العامري، 6- فلسطين أرض وتاريخ: د. محمد سلامة النحال، 7- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك: ابن الجوزي.

منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2


http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
26-11-12, 01:37 am
يهود جزيرة العرب ونعنى بهم : من سكن منهم المدينة وضواحيها كبني قينقاع والنضير وقريظة ونعنى بهم -أيضا- من سكن المدينة كيهود خيبر وتيماء ووادي القرى والذي ارتضاه بعض المؤرخين هو الرأي القائل بأن الهجرة الكبرى لليهود إلى جزيرة العرب كانت في القرن الأول الميلادي بعد تنكيل الرومان بهم سنة 70م وخراب القدس وهذا لا يمنع أنه كان يوجد عدد قليل من اليهود توطنوا الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ يقول الدكتور ولفنسون : بعد حرب اليهود والرومان سنة 70م التي انتهت بخراب فلسطين وتدمير هيكل بيت المقدس وتشتت اليهود في أصقاع العالم قصدت جموع غفيرة من اليهود بلاد العرب كما حدثنا عن ذلك المؤرخ اليهودي (يوسيفوس) الذي شهد تلك الحروب وكان قائدا لبعض وحداتها

ويرجع الدكتور جواد على أيضاً أن هجرة اليهود إلى جزيرة العرب كانت بعد غزو الرومان لهم فيقول (أما ما ورد في روايات أهل الأخبار عن هجرة بعض اليهود إلى أطراف يثرب وأعالي الحجاز على أثر ظهور الروم على بلاد الشام وفتكهم بالعبرانيين وتنكيلهم مما اضطر ذلك بعضهم إلى الفرار إلى تلك الأنحاء البعيدة عن مجالات الروم فإنه يستند إلى أساس تاريخي صحيح فالذي نعرفه أن فتح الرومان لفلسطين أدى إلى هجرة عدد كبير من اليهود إلى الخارج فلا يستبعد أن يكون يهود الحجاز من نسل أولئك المهاجرين ومن هؤلاء المهاجرين على رأى الإخباريين بنو قريظة وبنو قينقاع وبنو النضير وبنو بهدل ساروا إلى الجنوب في اتجاه يثرب فلما بلغوا موضع الغابة وجدوه رديئا فكرهوا الإقامة فيه وبعثوا رائدا أمروه أن يلتمس لهم منزلا طيبا وأرضا عذبه حتى إذا بلغ (العالية ) بطحان ومهزوز وهما واديان بأرض عذبه بها مياه وعيون استقر رأيهم على الإقامة فيها فنزل بنو النضير ومن معهم على بطحان ونزلت قريظة وبهدل ومن معهم على مهزوز

وبذلك نرى أن الرأي القريب من الصواب هو أن غالبية يهود جزيرة العرب حلوا بها في القرن الأول الميلادي أي بعد تدمير أورشليم الثاني على يد تيطس الروماني وكان أهم أسباب حلولهم بها هو فرارهم من وجه الرومان حتى يأمنوا من بطشهم وفتكهم بهم ومن أهم الأعمال التي اشتغل بها اليهود التجارة حتى صار لبعضهم فيها شهرة كبيرة ويمكن أن يقال إن تجارة التمر والشعير والقمح والخمر تكاد تكون وقفا عليهم في شمال الحجاز كذلك اشتغل اليهود بالزراعة التي كانت المهنة الرئيسية لسكان القرى منهم واشتغلوا بتربية الماشية والدواجن وكانوا يشتغلون بصيد الأسماك وكانت نساؤهم يشتغلن بنسج الأقمشة ومن الصناعات التي كان يهود الجزيرة العربية يزاولونها صناعة الصياغة وقد اشتهر بها بنو قينقاع كما كانوا يزاولون صناعة السيوف والدروع وسائر الآلات الحربية وكانت معظم معاملات اليهود مع غيرهم تقوم على المراهنات وتعاطي الربا وقد وبخهم القرآن الكريم على أخذهم الربا الذي نهاهم الله عن أخذه فقال تعالى {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}

وقد ترتب على سيطرة اليهود على الجوانب الاقتصادية في المدينة وضواحيها أن قوى نفوذهم المالي وتحكموا في الأسواق فحشاً وإحتكاراً لمصلحتهم ومنفعتهم فكرههم أغلب الناس لأنانيتهم واشتطاطهم في أخذ الربا وسعيهم للثراء بطرق خبيثة يأنفها العربي ويأباها وأما علاقة اليهود بالأوس والخزرج فقد كانت خاضعة للمنفعة الشخصية والمكاسب المادية فكان اليهود يعملون على إثارة الحرب بين الفريقين متى وجدوا في إثارتها فائدة لهم كما حصل ذلك في كثير من الحروب التي أنهكت الأوس والخزرج لأنهم كانوا يهمهم أن تكون لهم السيطرة المالية على المدينة والسيطرة على صناعة السلاح وجزء كبير من الزراعة ومصادر المياه وفوق ذلك كانوا يتحدثون عن النبي المرتقب وأنه لابد سيكون منهم وعندها يتحكمون فيهم ديناً ودنيا

منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2


http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
27-11-12, 05:16 am
كان لليهود الذين سكنوا جزيرة العرب مدارس يتدارسون فيها أمور دينهم وأحكام شريعتهم وأيامهم الماضية وأخبارهم الخاصة برسلهم وأنبيائهم كما كانت لهم أماكن خاصة يقيمون فيها عبادتهم وشعائر دينهم وكانت هذه الأماكن تسمى (المدراس) أي المكان الذي تدرس فيه نصوص التوراة وأمور الشريعة ولم يكن (المدراس) في الواقع موضع عبادة وصلوات وتدريس فحسب بل كان إلى جانب ذلك هو المكان الذي يتجمع فيه اليهود لتبادل المشورة في سائر أحوالهم الدينية والدنيوية وهو المكان الذي كان يقصده غيرهم حين يريد الاستفسار من أحبار اليهود عن شئ يريد الوقوف عليه والذين كانوا يقومون بمهمة تعليم اليهود أمور دينهم هم علماؤهم وأحبارهم

وقد ذكر المؤرخون أنه كان في مقدمة هؤلاء الأحبار عبد الله بن سلام الذي أعلن إسلامه بعد لقائه مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد جاءت الأخبار الصحيحة بان الرسول بعد هجرته إلى المدينة كان يذهب إلى اليهود في (مدراسهم) ليدعوهم إلى الإسلام وليحذرهم من الكفر به وبعض الصحابة أيضا كأبي بكر الصديق كان يذهب إليهم في هذا المكان ليأمرهم بإتباع محمد صلي الله عليه وسلم الذي كانوا يستفتحون (يستنصرون) به على غيرهم والذي يعرفون صدقه فيما يبلغه عن ربه كما يعرفون أبناءهم وقد حكي القرآن الكريم كثيرا من المجادلات الدينية والأسئلة المتعنتة التي كان اليهود يقومون بتوجيهها إلى النبي بقصد إحراجه وإظهاره بمظهر العاجز عن الرد على أسئلتهم ومجادلاتهم إلا أن الرسول كان يجيب على مجادلاتهم وأسئلتهم بما يدحض حجتهم ويخرس ألسنتهم

كذلك كان لليهود تشريعاتهم ونظمهم الخاصة بهم فيما يتعلق بالذبائح والقرابين والقصاص والميراث والاعتراف والتطهير والرق والختان والنكاح وشئون المرأة وغيرها من التشريعات التي بعضها أخذوه عن كتبهم وبعضها وضعه لهم كهانهم وأحبارهم من عند أنفسهم وأيضا كانت لهم أعيادهم الخاصة بهم والتي من أشهرها عيد الحصاد عيد رأس السنة وعيد الصوم الكبير وعيد الفصح ويسمونه عيد الفطير ويهتم اليهود بهذا العيد لأنه يوافق اليوم الذي خرج فيه بنو إسرائيل من مصر فرار من فرعون وظلمه ويعتبر اليهود كذلك يوم السبت عيدا لهم لا يجوز ليهودي أن يشتغل فيه ومن خالف حرمة هذا اليوم ودنسه بالاشتغال فيه يكون قد ارتكب جرما عظيما وكانت لليهود أيام خاصة يصومونها كيوم عاشوراء هذا ويزعم اليهود أنهم يعتمدون في عبادتهم وتشريعاتهم وآدابهم ومعاملاتهم على ما جاء في التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى

أشهر فرق بني إسرائيل

(1) فرقة الفريسيين :
بمعنى المنعزلين والمنفصلين عن بقية الشعب نشأت هذه الفرقة في عهد المكابيين وهدفهم المحافظة على الشريعة والتمسك بتعاليمها الحرفية دون أي اجتهاد فيها.

(2) فرقة الصدوقيين :
سموا بذلك نسبة إلى زعيمهم (صدوق الكاهن) وهم ينكرون البعث والحساب والجزاء والجنة والنار ويقولون إن جزاء الإنسان إنما يتم في الدنيا وينكرون كذلك التلمود .

(3) فرقة القرائين :
وهذه الفرقة تعترف بما جاء في التوراة وحدها ولا تعترف اعترافا تاما بأحكام وتعاليم الحاخامات .

(4) فرقة الكتبة:
وأفراد هذه الفرقة وظيفتهم كتابة الشريعة لمن يريدها فهم أشبه ما يكونوا بالنساخ وقد نتج عن كثرة مزاولتهم لهذا العمل أن عرف عدد منهم بالإلمام بأحكام شريعتهم فاتخذوا الوعظ والتدريس مهنة لهم.

منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2


http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
29-11-12, 10:04 am
التوراة : كلمة عبرانية معناها : الشريعة أو التعاليم الدينية وقد اعتمد اليهود تسعة وثلاثين سفرا أطلق عليها اسم (العهد القديم) للتفرقة بينهما وبين ما اعتمده المسيحيون من أسفارهم التي أطلقوا عليها (العهد الجديد) وجرت العادة أن يطلق على أسفار العهد القديم وأسفار العهد الجديد اسم ( الكتاب المقدس) واليهود يعتبرون التسعة والثلاثين سفرا هذه أسفارا مقدسة أي موحى بها ويطلقون على خمسة منها إطلاقا حقيقيا اسم التوراة أو كتب موسى لأنها في زعمهم أنزلها الله على موسى وكتبها موسى بنفسه وهذه الأسفار الخمسة هي : سِفر التكوين وسِفر الخروج وسِفر التثنية وسِفر اللاويين وسِفر العدد

1- أما سفر التكوين أو(الخلق) فسمى بذلك لأنه يقص خلق السموات والأرض ويحكى قصة خلق آدم وأكله من الشجرة ونزوله إلى الأرض كما يحكى قصة نوح وقصة الطوفان وقصة إبراهيم وأولاده وينتهي هذا السفر بالحديث عن قصة يوسف إلى أن مات

2- وأما سفر الخروج فسمى بذلك لأنه يحكى تاريخ بني إسرائيل في مصر وكيف خرجوا منها؟ وكيف عاشوا بعد ذلك؟ كما يحكى قصة تيههم وما جرى بينهم وبين موسى

3- وأما سفر التثنية فسمى بذلك لأنه يكرر ويعيد التعاليم التي أوحاها الله إلى موسى ومعظمه يدور حول الشئون التشريعية الاقتصادية والسياسية الخاصة ببني إسرائيل

4- وأما سفر اللاويين فمعظمه يدور حول شئون العبادات والوصايا والأحكام والطقوس والأعياد والنذور
واللاويون هم نسل لاوى أحد أبناء يعقوب ومنهم موسى وهارون عليهما السلام ونسب هذا السفر إليهم لأنهم كانوا سدنه الهيكل وحفظة الشريعة ومعظمه يدور حول ما يشرفون عليه من عبادات ومعاملات

5- وأما سفر العدد فمعظمه يدور حول تقسيم بني إسرائيل وبيان تعداد أسباطهم وجيوشهم وأموالهم وذكورهم وإناثهم وبجانب هذا به بعض الأحكام التي تتعلق بالعبادات والمعاملات

أما الأربعة والثلاثون سفرا الباقية فمنسوبة إلى أشخاص كتبوها بعد موسى بأزمان متفاوتة في وهذه الأسفار الأربعة والثلاثون أيضا عند اليهود ويطلق عليها تجوزا_ مع الأسفار الخمسة السابقة اسم التوراة وبعد هذا التعريف الموجز نسأل: هل هذه الأسفار المقدسة عندهم هي التوراة التي أنزلها الله على موسى؟ إن الذي ينظر في هذه الأسفار يجد فيها من التناقض والافتراء والانحراف عن الحق وسوء التعبير ما يجعله يحكم عليها بأنها –في مجموعها –ليست هي التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى وهذه بعض الأدلة

أولا : أخبرنا القرآن الكريم بأن اليهود قد امتدت أيديهم الأثيمة إلى التوراة فحرَّفوها وبدَّلوها وأخفوا منها ما لا يتفق مع أهوائهم وشهواتهم قال تعالى {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}

ثانيا: انقطاع سندها فإن التوراة الموجودة حاليا ليس لها سند متصل إلى موسى بل هي على النقيض من ذلك إذ يوجد فيها ما يدل دلالة قاطعة على أنها كتبت بعده بزمن طويل ويتحدث الدكتور على عبد الواحد وافى (هذا وأهم أسفار العهد القديم هي أسفار التكوين –الخروج والتثنية واللاويين والعدد- التي ينسبها اليهود إلى موسى ويعتقدون أنها بوحي من الله وأنها تتضمن التوراة لكن ظهر للمحدثين من الباحثين من ملاحظة اللغات والأساليب التي كتبت بها هذه الأسفار وما تشتمل عليه من موضوعات وأحكام وتشاريع والبيئات الاجتماعية والسياسية التي تنعكس فيها ظهر لهم من ملاحظة هذا كله أنها قد ألفت في عصور لاحقة لعصر موسى بأمد غير قصير- وعصر موسى يقع على الأرجح حوالي القرن الرابع عشر أو الثالث عشر قبل الميلاد - وأن معظم سفري التكوين والخروج قد ألف حوالي القرن السابع قبل الميلاد وأن سفري العدد واللاويين قد ألفا في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد وأنها جميعا مكتوبة بأقلام اليهود وتتمثل في هذه الأسفار عقائد وشرائع مختلفة تعكس الأفكار والنظم المتعددة التي كانت سائدة لديهم في مختلف أدوار تاريخهم الطويل فهي إذاً تختلف كل الاختلاف عن التوراة التي يذكر القرآن أنها كتاب سماوي مقدس أنزله الله على موسى)

ثالثا: إذا نظرنا إلى التوراة الحالية من حيث المتن نجدها محشوة بالقصص والعبارات والمتناقضات التي تتنزه الكتب السماوية الصحيحة عن ذكرها من سبيلين اثنين : أولهما تنسب التوراة الحالية لبعض الأنبياء أعمالا قبيحة تتنافى مع العصمة التي منحها الله تعالى لهم ولا يتصور صدورها إلا من سفلة الناس ثم أنك تجد فيها الكثير من مظاهر التناقض والتضارب في الأحكام مما يتنافى مع كونه كتاب من عند الله وثانيهما أنك تجد أن بعض الأسفار قد اشتملت علي غزل شهواني صريح فج و تخجل مما تجد فيها في الكثير من المواضع من تعبير ماجن خليع يجعل العاقل يستبعد أن تكون هذه الأسفار منزله من السماء وهذه النقطة وحدها كانت سبب في إسلام الكثيرين من اليهود لما بحثوا في القرآن فوجدوا أنه يعبر عن أخص حالات الجنس بعبارات راقية وألفاظ غاية في الأدب والتهذيب حتى قال أحدهم ما كنت أستطيع أن أقرأ التوراة مع إبنتى إلا وأنا أقول أتركي تلك العبارات أو أقلبي هذه الصفحة والخجل يعتريني فلما قرأت القرآن لم أجد فيه لفظاً واحد أخجل منه أمام إبنتى فعلمت أنه كتاب الله حقاً

وقصارى القول: أن التوراة الحالية قد كتبت بعد موسى بأزمان متفاوتة وبأفكار مختلفة وأن اليهود كتبوها انعكاسا لأخلاقهم وتاريخهم وآمالهم وآلامهم وكان مقصدهم من وراء ذلك إظهارهم بمظهر الشعب المقرب إلى الله والمفضل على غيره من الشعوب ولكثرة الأشخاص الذين اشتركوا في كتابتها امتلأت بالأخطاء والمفتريات والمتناقضات وليست الأسفار هي الكتب الوحيدة المقدسة عند اليهود وإنما عندهم كتاب آخر يعتبرونه في منزلة لا تقل عن منزلة التوراة وهو ( التلمود) والتلمود كتاب بمعنى التعاليم والآداب الدينية لليهود وهو يتكون من شيئين : المشناة والجمارا , و(المشناة) هي عبارة عن شروح وتفاسير للتوراة و(الجمارا) هي عبارة عن حواشي وتعليقات وتفسيرات للمشناة ويعتقد معظم اليهود أن التلمود كتاب مقدس يضعونه في منزلة التوراة وقد احتوى التلمود على كثير من الأكاذيب والمفتريات التي لا يقبلها عقل.


منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2


http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
01-12-12, 09:10 am
إن القارئ لكتاب الله يرى بوضوح أنه قد سجل على بني إسرائيل كثيرا من الأخلاق السيئة والطباع القبيحة والمسالك الخبيثة فقد وصفهم بالكفر والجحود والأنانية والغرور والجبن والكذب واللجاج والمخادعة والعصيان والتعدي وقسوة القلب وانحراف الطبع والمسارعة في الإثم والعدوان وأكل أموال الناس بالباطل إلى غير ذلك من الرذائل التي سجلها القرآن عليهم واستحقوا بسببها الطرد من رحمة الله وضرب الذلة والمسكنة عليهم وإن هذه القبائح التي سجلها القرآن عليهم يراها الإنسان واضحة جلية فيهم على مر العصور واختلاف الأمكنة ولم تزدهم الأيام إلا رسوخا فيها وتمكنا منها وتعلقا بها وأبرز هذه الأخلاق السيئة نقضهم للعهود والمواثيق والمتتبع لتاريخهم قديما وحديثا يرى هذه الرذيلة تكاد تكون طبيعة فيهم فقد أخذ الله عليهم كثيرا من المواثيق على لسان أنبيائه ورسله ولكنهم نقضوها وعاهدهم النبي غير مرة فكانوا ينقضون عهدهم في كل مرة وقد قال تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ}

وهذا الخلق طبيعة اليهود في كل زمان ومكان فهم قبل الإسلام نقضوا عهودهم مع الله تعالى وآذوا أنبيائه ورسله فلما بعث النبي صلي الله عليه وسلم الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم كفروا به ونقضوا عهودهم معه في كل مرة وحاربوه بكل وسيلة واستمر حال اليهود مع المسلمين على ذلك منذ البعثة النبوية إلى اليوم ما عرف عنهم وفاء ولا إيمان وإنما ديدنهم مع المسلمين الخيانة والغدر ونقض العهود وإن أعوزتهم القدرة الظاهرة على الأذى استعملوا الوسائل الخفية وتآمروا مع كل عدو للدعوة الإسلامية وإذا ما حانت لهم الفرصة انقضوا على أتباعها بقسوة وغلظة دون أن يرقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة ومع ذلك فإن الإسلام أمر بحسن معاملتهم ومن مظاهر ذلك مسالمتهم ومساكنتهم وقبول الجزية منهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن ومعاملتهم بمبدأ (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) مع العفو والصفح عن زلاتهم التي لا تؤثر على كيان الدعوة الإسلامية فإذا ما نقضوا عهودهم وخانوا الله ورسوله والمؤمنين وأصبح العفو عنهم فيه مضرة بالمسلمين ففي هذه الحالة يجب معاملتهم بالطريقة التي تقي المسلمين شرورهم لأن العفو عنهم عند استلزام قتالهم للدفاع عن النفس والعقيدة فيه إلقاء بالنفس إلى التهلكة

والمتتبع لتاريخ الدولة الإسلامية يرى أن الرسول صلي الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة عامل اليهود القاطنين بها معاملة طيبة فعقد معهم معاهدة عدم اعتداء وصابرهم رغم أذاهم وعفا وصفح عن إساءتهم أملاً في هدايتهم فلما نقضوا عهودهم ولجوا في طغيانهم عاقب كل طائفة بالعقوبة التي تناسب ذنبها فأجلى بني قينقاع وبني النضير وقتل بني قريظة وصالح أهل خيبر على جزء من ثمارهم على أن يجليهم متى شاء ثم أمر في أواخر حياته بإجلاء اليهود عن جزيرة العرب كلها حتى لا يبقى بها دينان وعلى المسلمين أن يطبقوا هذه المعاملة على اليهود اليوم فاليهود الذين اعتدوا على ديارنا يجب أن يقاتلوا ويطردوا منها وغيرهم نعاملهم بالحسنى إلا أن يعاونوا ويظاهروا شرارهم وقليل منهم من لم يفعل ذلك بعد أن هاجر النبي إلى المدينة عقد مع اليهود الذين كانوا يسكنونها معاهدة ضمن لهم فيها الحرية والاستقرار وكان من أهم نصوص هذه المعاهدة (أنه إذا حصل اعتداء على المدينة فعلى اليهود أن يدافعوا مع المسلمين عنها وأن على اليهود أن يتفقوا مع المسلمين ما داموا محاربين) لكن اليهود بطوائفهم المختلفة قد نقضوا عهودهم بالنسبة لهذا النص الذي يحتم عليهم الدفاع عن المدينة مع المسلمين

فبنو قينقاع الذين كانوا يقيمون داخل المدينة وبيوتهم تلاصق بيوت المسلمين لم يكتفوا بالامتناع عن مد يد العون والمساعدة للمسلمين في غزوة بدر بل ساءهم أن ينتصروا على قريش وصرحوا بحزنهم لهزيمة أهل مكة وأخذوا يتحرشون بالمسلمين وفى خلال ذلك نزل جبريل على النبي بقوله تعالى {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} فلما فرغ جبريل من قراءتها قال النبي صلي الله عليه وسلم {إني أخاف من بني قينقاع ثم سار إليهم في سوقهم وقال لهم: يا مَعْشَرَ الـيَهُودِ احْذَرُوا مِنَ اللَّهِ مِثْلَ مَا نَزَلَ بِقُرَيْشٍ مِنَ النّقْمَةِ وَأَسْلِـمُوا فَـإِنّكُمْ قَدْ عَرَفْتُـمْ أنّـي نَبِـيٌّ مُرْسَلٌ تَـجِدُونَ ذلك فـي كِتابِكُمْ وعَهْدِ الله إِلَـيْكُمْ فقالوا: يا مـحمد إنك ترى أنا كقومك لا يغرنَّك أنك لقـيت قوما لا علـم لهم بـالـحرب فأصبت فـيهم فرصة إنا والله لئن حاربناك لتعلـمنّ أنا نـحن الناسي}[1] ولما وجد الرسول منهم استعراضاً لقوتهم وتصميما على نقضهم لعهودهم ومحاربة مستمرة للدعوة الإسلامية ومآزره لكل معارض لها طردهم من المدينة إلى أذرعات جزاء غدرهم وخيانتهم وأما بنو النضير فكانوا في نقضهم لعهودهم مع المسلمين أفحش من سابقيهم فإنهم لم يكتفوا بمنع يد المعونة عن المسلمين في بدر بل آووا الأعداء الذين جاءوا للإفساد في المدينة بعد ذلك

وبنو النضير أيضا هم الذين حاولوا اغتيال الرسول صلي الله عليه وسلم حين جاءهم إلى بيوتهم ليطلب منهم المعونة في دفع دية قتيل قتل خطأ وكانت عقوبتهم جزاء خياناتهم ونقضهم لعهودهم أن طردهم المسلمون من المدينة كسابقيهم وأما بنو قريظة فقد كانوا في نقضهم لعهودهم مع المسلمين ونكثهم مواثيقهم أشد من كافة طوائف اليهود لأنهم لم ينقضوا عهودهم في وقت السلم بل تحللوا منها في وقت الشدة والعسر وإحاطة أحزاب الكفر بالمدينة وذلك أن المشركين بعد أن جمعوا جموعهم في غزوة الأحزاب بقيادة أبى سفيان وبتحريض من حيى بن أخطب اليهودي بلغ المسلمين في ذلك الوقت أن يهود بني قريظة قد نقضوا عهودهم وانضموا إلى جيش الكفر وأرسل الرسول إليهم من يحذرهم من مغبة خياناتهم ولكنهم أصروا عليها وكذبوا الرسول وذكروه بسوء وبعد أن رد الله الذين كفروا عن المدينة دون أن ينالوا منها تفرغ الرسول والمسلمون لتأديب بني قريظة الذين نقضوا عهودهم في ساعة العسرة وكان حكم الله فيهم القتل جزاء غدرهم وخياناتهم وهكذا نجد القرآن الكريم وصف اليهود بنقضهم لعهودهم التي أخذها الله تعالى عليهم ليعبدوه ولا يشركوا به شيئا ويحافظوا على أداء العمل الصالح ونقضوا عهودهم التي أمرتهم بها كتبهم حيث سفك بعضهم دم بعض ونقضوا عهودهم مع أنبيائهم إذ آذوهم وعصوهم ونقضوا عهودهم التي أخذت عليهم بأن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم عند ظهوره ونقضوا عهودهم في كل موطن يرون النقض فيه يوافق أهواءهم ويساير شهواتهم ولهذا طبع الله على قلوبهم فلا يؤمنوا إلا قليلا .
[1] عن ابن إسحاق تفسير الطبري وسيرة ابن هشام وغيرها

منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2



http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
04-12-12, 08:04 am
قال تعالى{لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} وقال سيدنا عبد الله بن عباس لما نزل قوله تعالى {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} قالت اليهود : يا محمد افتقر ربك فسأل عباده القرض فأنزل الله تعالى هذه الآية}[1] وروى أن أبا بكر الصديق دخل بيت المدراس فوجد من يهود ناسا كثيرين قد اجتمعوا على رجل منهم يقال له فنحاص فقال له أبو بكر : ويحك يا فنحاص اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله قد جاءكم بالحق من عنده تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل فقال فنحاص : والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من حاجة وإنه إلينا لفقير وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا وإننا عنه لأغنياء ولو كان غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم ينهاكم عن الربا ويعطينا ولو كان غنيا ما أعطانا الربا [2] فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص ضربا شديدا وقال : والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله فذهب فنحاص إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا محمد انظر ما صنع صاحبك فقال النبي لأبى بكر (ما حملك على ما صنعت يا أبا بكر؟) فقال يا رسول الله إن عدو الله قال قولا عظيما زعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء فلما قال ذلك غضبت مما قال فضربت وجهه فجحد فنحاص ذلك وقال : ما قلت ذلك فأنزل الله تعالى فيما قال فنحاص {لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء}

وهكذا فقد كانوا يتهكمون على القرآن الكريم عندما كان يدعو الناس إلى البذل والإنفاق ويستهزئون بتعاليم الإسلام التي تحض على الجود والسخاء ويصفون الله بما هو منزه عنه ويحاولون بطرق شتى تحريض المؤمنين على الشح وعدم الإنفاق لتشكيكهم في دينهم وصرفهم عن الاستجابة لكتاب ربهم وسنة نبيهم وليس هذا القول القبيح غريبا على اليهود وقال تعالى {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} لقد سمعوا أن جبريل ينزل بالوحي من عند الله على محمد صلي الله عليه وسلم وهم يحسدونه على النبوة فلج بهم الحقد والغيظ إلي أن أعلنوا عن عدائهم لجبريل أيضا وهذه حماقة وجهالة منهم لأن جبريل نزل بالخير لهم في دينهم وفى دنياهم ولكن الحقد والحسد إذا استوليا على النفوس جعلاها لا تفرق بين الخير والشر قال الإمام ابن جرير (أجمع أهل العلم بالتأويل جميعا على أن الآية نزلت جوابا لليهود من بني إسرائيل إذ زعموا أن جبريل عدو لهم وميكائيل ولي لهم)

وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ أُولَـئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} فقد قتل اليهود من الأنبياء الكثيرين قتلوا (أشيعاء بن موص) الذي عاش في منتصف القرن الثامن قبل ميلاد المسيح قتله (منسي) ملك اليهود بأن أمر بنشره نشرا على جذع شجرة عام سبعمائة قبل الميلاد لأنه كان ينصحه بترك السيئات وقتلوا النبي (أرما) رميا بالحجارة لأنه أكثر من توبيخهم على منكرات أعمالهم وكان ذلك في أواسط القرن السابع قبل الميلاد وقتلوا النبي زكريا لأنه حاول الدفاع عن ابنه يحيى قتله (هيرودوس) العبراني ملك اليهود من قبل الرومان وقتلوا النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام قتله هيرودوس أيضا لأن ابنه أخته غضبت على يحيى لأنه لم يصدر الفتوى التي تهواها وهى زواجها بهيرودوس وقتلوا النبي (حزقيال) قتله أحد قضاتهم لأنه نهاه عن منكرات فعلها وزعموا أنهم قتلوا (عيسى) وافتخروا بذلك فوبخهم القرآن الكريم بقوله {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ} وحاولوا قتل النبي صلي الله عليه وسلم مرارا ولكن الله تعالى خيب محاولاتهم وعصمه منهم وحفظه من شرورهم

ومن هذه الوقائع التاريخية الثابتة نرى أن قتل اليهود للنبيين قد تعدد منهم في أوقات مختلفة ومن أجيال متعاقبة وبعد أن دمغهم سبحانه بجريمة قتل الأنبياء وهى أعظم جريمة في هذا الوجود عقبها بجريمة ثالثة من جرائمهم وهى {وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} أي قتلهم الدعاة إلى الحق واعتداؤهم على الآمرين بالقسط الذي هو ميزان الاعتدال في كل شئ وإيذاؤهم للمرشدين الذين يبثون روح الفضائل بين الناس وفعلهم هذا من أسبابه صممهم عن الانصياع للهدى وإعراضهم عن سبيل الرشاد وضيق نفوسهم عن تقبل كلمة الحق فهم ممن ينطبق عليهم قول رسول الله الوارد في أحاديث عديدة {بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالقسط } وقال صلي الله عليه وسلم{بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ يَسْتَحِلُّونَ الْمُحَرَّمَاتِ بِالشُّبُهَاتِ بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ لاَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ يَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ} وقال أيضاً {بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ يَمْشِي الْمُؤْمِنُ فِيهِمْ بِالتَّقِيَّةِ وَالْكِتْمَانِ} [3] وسئل النبي :أيُّ النَّاسِ أشَدُّ عَذَاباً يَوْمَ القيامة؟ قال{ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيّاً أو رَجل أمَرَ بالمُنكَر ونَهَى عن المَعْرُوفِ ثم قرأ {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} ثم قال: بَنِي إسْرَائِيلَ قَتَلُوا ثَلاَثَةً وَأَرْبَعِينَ نَبِيًّا فَاجْتَمَعَ مِنْ عُبَّادِهِمْ وأَحْبَارِهِمْ مِائَةٌ وعِشْرُونَ لِيُغَيِّرُوا المُنْكَرَ وَيُنْكِرُوا فَقُتِلُوا جَمِيعاً كُلُّ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ }[4]
[1] الحافظ ابن مردويه وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
[2] واخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس
[3] الأول : الدر المنثور أخرجه مردويه عن ابن مسعود والثاني : أَبو الشَّيخ عن ابنِ مسعُودٍ جامع المسانيد والمراسيل والثالث: الديلمي في الفردوس عن ابنِ مسعُودٍ جامع المسانيد والمراسيل.
[4] عن أبى عبيدة بن الجراح، تفسير بن كثير والبحر المديد وغيرهما من التفاسير

منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2 (http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2)

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
05-12-12, 06:16 am
من رذائل بني إسرائيل التي وقعوا فيها نتيجة جهلهم وفسوقهم وجشعهم وضعف إرادتهم رذيلة التحايل على هدم الشرائع ليصلوا إلى مطامعهم وشهواتهم ظانين لجهلهم وعدم فقههم أنهم عن طريق ذلك التحايل المحرم سيفلتون من المؤاخذة والعقوبة وقصة أصحاب السبت التي ورد ذكرها في القرآن أكبر دليل على تلاعبهم بالدين، وتهالكهم على الدنيا والحديث عن أصحاب السبت {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} وتفصيل هذا الاعتداء الذي حصل منهم في يوم السبت أنهم قد حفروا حياضا إلى جانب البحر الذي كانت تكثر فيه الأسماك في هذا اليوم فكانت المياه تنساب إلى تلك الحياض في يوم السبت مع ما تحمله من الأسماك الكثيرة ثم إذا أرادت الرجوع للبحر لا تستطيع لضآلة الماء الذي بالحياض فتبقى فيها إلى أن يصطادوها بعد يوم السبت وصنيعهم هذا ظاهره امتثال أمر الله تعالى لأنهم لم يصطادوا في يوم السبت وحقيقته أنه مجاوزة لما حرم الله عليهم من الصيد فإن حجزها في الحياض صيد لها في المعنى والحقيقة

قال الإمام القرطبي عند تفسيره الآية الكريمة (إن بني إسرائيل افترقت ثلاث فرق : فرقة عصت وصدت وكانوا نحوا من سبعين ألفا وفرقة نهت واعتزلت وكانوا نحوا من اثني عشر ألفا وفرقة اعتزلت ولم تنه ولم تعص وأن هذه الطائفة هي التي قالت للناهية لم تعظون قوماً عصاه الله مهلكهم أو معذبهم على غلبة الظن وما عهد حينئذ من فعل الله تعالى بالأمم العاصية؟) ثم بين سبحانه عاقبة كل من الفرق الناهية والعاصية فقال تعالى {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} أي فلما لجَّ الظالمون في طغيانهم وعموا عن النصيحة أنجينا الناصحين وأخذنا العادين بعذاب شديد لا رحمة فيه بسبب خروجهم على أوامر الله ومن الرذائل التي تكرر وصف اليهود بها في القرآن رذيلة جحود الحق عن معرفة وعلم ورذيلة الأنانية المفرطة التي تحيا في نطاق من التعصب الذميم والعنصرية المقيتة فتجعلهم يحرصون على احتجاز الخيرات لأنفسهم دون سائر الناس وتحملهم على الشعور بأن كل بر يصيب غيرهم فكأنما قد اقتطع منهم وتحولهم إلى أناس يتميزون من الغيظ إذا ما رأوا نعمة تساق لغير أبناء ملتهم

وقد سجل القرآن عليهم هذه القبائح في آيات متعددة ومن ذلك قوله تعالى {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} عن أبى العالية قال {كانت اليهود تستنصر بمحمد صلي الله عليه وسلم على مشركى العرب ويقولون : اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا عندنا حتى يعذب المشركين ويقتلهم فلما بعث الله – تعالى- محمد ورأوا أنه من غيرهم كفروا به حسدا للعرب وهم يعلمون أنه رسول الله فقال تعالى {فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ}أصحاب القلوب المريضة والنفوس الخبيثة والعقول التافهة ومن طباعهم أنهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وبنو إسرائيل لهم في هذا المجال نصيب موفور وتاريخهم في مختلف العصور يشهد بأن أكثرهم من الذين استحبوا العمى على الهدى واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ومن الرذائل التي وصمتهم الآيات القرآنية بها نبذهم لكتاب الله وإتباعهم للأساطير الباطلة وفى ذلك يقول الله {وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}

ونبذهم لكتاب الله فيه معاني عديدة كما قال أهل العلم فمنها في عهده صلي الله عليه وسلم أنهم لم يتبعوه مع أنهم قرأوا صفته هو وأصحابه في كتاب الله التوراة التي عندهم وعلموا يقيناً أنه النبي المنتظر الذي به يستنصرون وهو من سكنوا المدينة ينتظرونه ومع ذلك اتبعوا أهواءهم وأساطيرهم لما بعث في غيرهم وقيل نبذوا التوراة الحقة وأخذوا بكتاب آصف ( كتبوه بأيديهم) وأخذوا بسِحْرِ هاروت وماروت وقيل نبذوا كتاب الله لهم فهو بين أيديهم يقرءونه ولكن نبذوا العمل به وقال بن عُيَيْنة: أدرجوه في الحرير والديباج وحلَّوه بالذهب والفضة ولم يُحِلُّوا حلاله ولم يحرّموا حرامه فذلك النَّبذ وقيل كتاب الله أي القرآن علموا أنه الحق فتركوه واتبعوا الباطل وأثبتت الآيات كذب دعواهم أن السحر الذي يتناولونه ويشتهرون به أتى به جبريل وميكائيل وعلموه لسليمان فهذا كذب وأثبت أن السحر من عمل وتعليم الشياطين وأنه ضار مضر ولكنهم نبذوا ما توثق عندهم من العلم بكل هذه الأشياء واتبعوا شياطين انسهم وجنهم وهذا دأبهم

منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2 (http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2)

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
05-12-12, 01:51 pm
قال تعالى {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } من تحريف اليهود للكلم أنهم كانوا يخفون من التوراة آيات ويظهرون ما وضعوه بأيديهم إذا ذهبوا يحتكمون للنبي صلي الله عليه وسلم ومثال ذلك ما روى ابن أبي حاتم عن عكرمة أن امرأة من اليهود أصابت فاحشة فجاءوا إلى النبي يبتغون منه الحكم رجاء الرخصة فدعا صلي الله عليه وسلم عالمهم وهو ابن صوريا فقال له: احكم قال: فجبُّوه (التجبية هي أن يحملوه على حمار ويجعلون وجهه إلى ناحية مؤخرة الحمار) فسأله النبي : أبحكم الله حكمت؟ قال: لا ولكن نساءنا كنّ حساناً فأسرع فيهنّ رجالنا ( أي كثر فحش رجالنا بنسائنا لحسنهن) فغيَّرنا الحكم ولهم قصص عديدة في ذلك وهذا من أخصِّ وأخسِّ صفاتهم فهم يغيرون ويحرفون ويبدلون لخدمة أهوائهم وأغراضهم وهذا حالهم إلى اليوم وهم لا يتورعون عن النفاق بأي حال لخدمة أغراضهن فلما قال النبي {لا يدخلنّ علينا قصبة المدينة إلا مؤمن} أظهر بعضهم الإيمان ليدخلون ويرجعون إلى قومهم بالأخبار وكان المؤمنون يقولون لهم: أليس الله في التوراة قال كذا وكذا؟ فيقولون نعم فإذا رجعوا إلى قومهم لاموهم كيف يحدثونهم بما في التوراة ليحاجوهم به بعد ذلك؟

وروى أنه لما قام لهم النبي صلي الله عليه وسلم لقوم قريظة تحت حصونهم فقال: يا إخوان القردة والخنازير ويا عبده الطاغوت فقالوا: من أخبر هذا الأمر محمداً؟أنتم من أخبرتموه بما في كتابكم فكان اليهود إذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا فصانعوهم بذلك ليرضوا عنهم وإذا خلوا لبعضهم تعاتبوا على ما أظهروه أو ما قالوه وتعاهدوا على الخسة والنذالة للوصول إلى أغراضهم وتبرير شنيع فعالهم ومن شهير خستهم وتحريفهم أنهم كتبوا بأيديهم الكتب وادعوا أنها من عند الله وهى ليست كذلك ومنها توراتهم وكذلك الإنجيل فإن الكتبة كانت في ذلك العهد منهم فكانوا يكتبون وينسخون ويحرفون فتعددت الكتب والأناجيل وصار ما بين أيدي أهل الكتاب شيء وما أنزل الله شيئاً آخر ولذا فإن من أسرار حفظ الله للقرآن أنه كان يكتب وقت سماعه من النبي بأيدي كتبة من حفظة المسلمين الصادقين الذين كانوا يتقنون فنون الكتابة

ومن أسرار إعجاز هذه الآية التي فضح الله فيها اليهود أنهم مع علمهم أن القرآن وصمهم بهذه الصفة الشنيعة من تحريف كلام الله استمروا على ذلك وطوَّروا أساليبهم فيما استقبل من الأيام وإيجاز ذلك أنهم لما أبطنوا الكفر والعداوة وأظهروا الإيمان والمسكنة وكانت منهم الكتبة والمترجمون من لغات أخرى للعربية والعكس أكثر الخلفاء من توزيرهم واستخدامهم في شئون الدواوين والكتابة والترجمة وأعمال البريد ودفاتر الوزارات ونسخ الكتب فاستغلوا ذلك أسوأ استغلال وجمعوا أموالاً طائلة وأحكموا مؤامرات هائلة ونفثوا الكثير من سمومهم فيما كتبوا وأضافوا العديد من الإسرائيليات عند نسخهم للكتب وأدخلوا الكثير من المغالطات ولم يتورعوا أن ينسبوه لفلان وفلان لتبدو أنها صادقة وذات مرجعية {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} ومن إسرائيلياتهم تلك الكثير والكثير ونشير إلى البعض منها فقط على سبيل المثال لا الحصر لتعرفوا كيف وصلوا بإفسادهم لكتب السنة والسير المشهورة: قصة أنهم سحروا النبي وهى إكذوبة حققها العلماء وللأسف يتناولها حتى دعاة المسلمين للدلالة على وجود السحر وتأثيره وقصة أنه صلي الله عليه وسلم توفى ودرعه مرهونة عند يهودي ولم يكن بالمدينة وقتها يهود وهل يعقل أن يترك أثرياء المسلمين كابن عوف وعثمان رسول الله هكذا وقد ثبت بالسنة أن عثمان ذهب يوماً لبيت النبي فوجد عائشة لم تعد طعاما بعد لأنه نفد الدقيق من عندهم فبكى وقال كيف لم تعلميني يا أماه وسيَّر إليهم بعير دقيق وبعير سمن وصار يفعل ذلك كل مدة قصيرة دون أن يسأل وقصصاً أخرى أدخلها اليهود ليقولوا أنه نبي الفقر ومن يتبعونه يأتيهم الفقر والأمر ليس كذلك

وواجب علماؤنا أن ينقُّوا كتب التراث مما علق بها من القصص المغرضة وكانت اليهود من أوائل من ساهموا في نشر حادثة الإفك واتهام السيدة عائشة وترويج الإشاعات حولها وحديثاً وبعد أن دار الزمان ومنذ شهور اشتركوا مع دور أوروبية لصناعة لعب الأطفال لصنع لعب جنسية وضيعة ومقززة وأسموها عائشة وزوجات محمد لينشروا بها أفكارهم الوضيعة عن زوجات النبي الطاهرات وقد أكثروا من إدعاء وصاية موسى على محمد صلي الله عليه وسلم لما قابله في المعراج وعند فرض الصلاة خمسين أولاً ونصحه للنبي أن يسأل ربه التخفيف وإن كان العلماء أفاضوا في ردِّ شبهة الوصاية علينا إلا أن اليهود ما انفكوا يحاولون الإدعاءات الكاذبة ليحوزوا الفضل وفريتهم الشهيرة أنهم قتلوا النبي ويستخدمون الحديث الذي حقق العلماء وضعه {ما زالت أكلة خيبر تعاودني حتى قطعت إبهرى} فأي سم لم يخلق هذا الذي يقتل بعد سنين مع أن من طعموا منها ماتوا والشاة نطقت لا تأكلني فإني مسمومة فهل أنطقها الله بعد أن أكل منها ولكنها وضاعة اليهود في افتراء الوقائع وللأسف فبعض الدعاة يرددون تلك الفرية ليثبتوا الشهادة للنبي وهل النبي يحتاج هذا وقد وصفه الله بالشهيد في كتابه في مواضع عدة وكم من فرية نسجوها ليثبتوا أن الذبيح إسحاق وليس إسماعيل ليذهب فضل التضحية السماوية لجدهم لا لجد العرب

وفى عصرنا الحديث ومع تطور المطابع كم من مرة طبعوا القرآن الكريم وحرفوا الآيات التي تخصهم أو حرفوا تشكيل بعض الكلمات ليبثوا في المسلمين كتاباً محرفاً ولكن الله يفضحهم دائماً وشاركوا أخيرا في أمريكا لوضع كتاب محرَّف أسموه الفرقان ليقولوا هذه الصورة الحديثة من القرآن والتي تناسب العصر فماتت دعوتهم في مهدها وواجههم المسلمون بشدة وقوة وأيضاً في العصر الحديث ثبت بالدليل القاطع محاولة تلاعبهم وتحريفهم للتاريخ المصري القديم عن طريق بعض علماء المصريات[1] اليهود الغربيين لمحاولة إثبات أن اليهود هم من بنوا أهرامات الجيزة وكذبوا فليس لهم في ذلك قليل ولا كثير ولما لم تنجح محاولتهم حاولوا أن يثبتوا بالكذب أن الأهرامات بنتها مخلوقات فضائية أو من الجنِّ وليس قدماء المصريين فاليهود إن لم يستطيعوا أن ينسبوا السبق والفضل لأنفسهم بالكذب حاولوا أن يسلبوا الفضل وينزعوه عن أهله بالتضليل والافتراء قاتلهم الله أنى يؤفكون ومن القبائح التي طبع عليها اليهود في كل زمان ومكان صفة التهالك على الدنيا والحرص على الحياة مهما اتسمت بالذل أو تلطخت بالعار وقد أدى بهم هذا الحب الشديد للحياة إلى الجبن الهالع والنكوص على الأعقاب في كل موطن شريف والاعتذار عن القتال في سبيل الحق بشتى ألوان المعاذير ولقد صور القرآن هذه الرذائل التي جبل عليها اليهود أكمل تصوير وأصدقه ومن بعض الآيات التي وردت في ذلك {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}
[1] المصريات هو علم دراسة آثار الحضارة المصرية القديمة وهو علم له أساتذة مشهورون أوروبيون في كبرى جامعات العالم
منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2 (http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2)

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
07-12-12, 01:09 am
ما أظهره اليهود في هذا العصر من تعاون وتساند واحتيال ومكر وصلوا عن طريقة إلى إنشاء دولة لهم بفلسطين هو أمر مؤقت فإن وجودهم بفلسطين لن يستمر طويلا مهما نوصروا وأعينوا بل هو في الحقيقة من علامات نهاية اليهود بل ستعود فلسطين إلى أهلها متى صدق المسلمون في جهادهم واتبعوا تعاليم إسلامهم وأعدوا العدة الكاملة لاسترداد أرضهم المغتصبة وإن التاريخ ليشهد بأن المسلمين قد تعرضوا للكثير من أذى اليهود ومكرهم وتعديهم ولكن الله نصر المؤمنين عليهم بفضل إخلاصهم له واعتمادهم عليه وحسن استعدادهم لملاقاة أعدائهم إن إفساد اليهود في الأرض أمر اتَّسع نطاقه وعمَّ بلاؤه وتعدَّدت أساليبه وتنوَّعت وسائله وهذه بعض ألوانه ونحن نذكرها على سبيل المثال لا الحصر فإن اليهود تفنَّنوا في التنكُّر وتلبيس الحق بالباطل وكم من مفسدة في الأرض ظهر فيما بعد أنهم كانوا وراءها وهم الذين خططوا لها فقد قتل اليهود من أنبياء الله تعالى زكريا ويحيى وحاولوا قتل عيسى واتخذوا جميع السبل لذلك إلا أن الله عصمه منهم لأسباب خارجه عن إرادتهم وحاولوا أيضا قتل النبي صلي الله عليه وسلم ولكنهم لم يفلحوا لأن الله نجَّاه من شرورهم ومكرهم والذي يتتبع التاريخ في جميع مراحله يجد أن رذيلة الخطف والقتل والاغتيال طبيعة في اليهود في كل عصورهم

والذي ينظر للكثير من عمليات التصفية بالاختطاف وبالقتل وبالاغتيالات في العصر الحديث في جميع أنحاء العالم من مسئولين في الأمم المتحدة ونشطاء سلام أو ساسة غربيين وعرب ومسلمين وعلماء ذرة ومناضلين ثبت بالدليل القاطع اغتيالهم على أيدي اليهود يعلم يقيناً أنَّ الخطف والقتل والتصفية والاغتيال صفة ملازمة لفسادهم وأداة أصيلة لتحقيق أغراضهم على مرِّ السنين والأعوام وكذلك التجسس على الدول المختلفة من أهم الوسائل التي يستغلها اليهود لمصلحتهم وللإفساد في الأرض وقد حكي القرآن عنهم أنهم كانوا يظهرون الإيمان ويخفون الكفر ثم يحضرون مجالس رسول الله ليسمعوا منه ما يقول ثم ينقلوا ما يسمعونه إلى زعمائهم وأبناء ملتهم ومن ذلك قوله تعالى {وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} أي أنهم عيون وجواسيس لقوم آخرين لم يأتوك ولم يحضروا مجالسك وقد ساق ابن إسحاق أسماء بعض اليهود الذين أظهروا الإسلام نفاقا ليتمكنوا من التجسس على المسلمين فقال : وكان ممن تعوذ بالإسلام ودخل فيه مع المسلمين وأظهره وهو منافق من أحبار اليهود سعد بن حنيف وزيد بن اللصيت ونعمان ابن أوفى ورافع بن حريملة ورفاعة بن التابوت

وكان هؤلاء المنافقون يحضرون إلى المسجد فيستمعون إلى أحاديث المسلمين ويسخرون ويستهزئون بدينهم فاجتمع يوما في المسجد منهم أناس فرآهم رسول الله يتحدثون بينهم خافضي أصواتهم قد لصق بعضهم ببعض فأمر بهم رسول الله فأخرجوا من المسجد إخراجا عنيفا والخلاصة أن التجسس من الأعمال التي برع فيها اليهود ولا يزال من أهم الوسائل التي يلجأون إليها لمعرفة أسرار الدول والجماعات ليستغلوا هذه الأسرار في خدمة مصالحهم وللكيد لغيرهم وفى نشر الفساد في الأرض والوقيعة وتكاد كل الوسائل الحديثة من أساليب التجسس والمخابرات وتجنيد الجواسيس وجمع المعلومات وتحليلها بالوسائل التقنية والحديثة مما لا يخطر على البال تكاد تكون من صنع أيديهم أو من يسخرونه لأغراضهم الدنيئة إن تسترهم بالأديان قد يكون لأغراض أخرى كثيرة من أهمها: خدمة عقيدتهم اليهودية وخدمة مصالحهم الشخصية ونشر الشرور في الأمم التي ليست على ملتهم

ولقد دخل اليهود جميع الأديان نفاقاً لخدمة يهوديتهم فدخلوا البوذية والمسيحية والإسلام ومن أشهر اليهود الذين تظاهروا بالدخول في الإسلام وأثاروا الفتن والمنازعات بين المسلمين (عبد الله بن سبأ ) المتوفى سنة 40 هجرية ذلك اليهودي الذي لم يكن يضمر للمسلمين إلا الشر فهو الذي قام بتكوين الجمعيات السرية لزعزعة العقيدة الإسلامية في النفوس وأخذ يتنقل في الأقطار الإسلامية لينشر سمومه وشروره كما نادي هذا المنافق بأمور ما أنزل الله بها من سلطان كقوله برجعة النبي صلي الله عليه وسلم ثم أخذ يفسر الآيات القرآنية تفسيرا سقيما ليؤيد أقواله كما أنه وضع الأحاديث ليدعم بها رأيه وقد استطاع بدهائه ومكره أن يضم إلى صفه عددا كبيرا من ضعاف الإيمان واستطاع أن يثير الفتن والدسائس التي أدت إلى مقتل الخليفة الثالث (عثمان بن عفان)


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2 (http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2)

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
08-12-12, 11:44 am
من أخطر الجماعات اليهودية التي تسترت بالإسلام في العصر الحديث لكي تكيد له جماعة (الدونما) في تركيا فإن هذه الجماعة أفرادها يهود لحما ودما ولكنهم تظاهروا بالإسلام حتى قضوا على الدولة العثمانية كان لجماعة الدونما في تركيا أكبر الأثر في طرح تركيا لدينها الإسلامي ومحاربة اللغة العربية والتنصل من أية صلة بالعرب والمناداة بالجامعة الطورانية للتخلص من الإسلام وذلك لأنه بعد أن تولى (مصطفى كمال أتاتورك) حكم تركيا تحولت إلى دولة علمانية لا تعترف بالدين الإسلامي ولا بغيره ومصطفى كمال هذا ما هو إلا صنيعة من صنائع حزب الدونما في تركيا وقد بدأت الأحوال في التغيير الآن وسبحان من يفعل ما يريد واليهود في كل زمان ومكان معروفون بإثارتهم للفتن وإشعالهم نار الحرب وتحريضهم على الثورات ضد الأوضاع القائمة ففي باب إثارة الفتن نجدهم بعد هجرة الرسول قد حاربوا دعوته بوسائل متعددة وكان أبرزها: مجادلاتهم الدينية ومخاصماتهم الكلامية لإثارة الفتنة بين صفوف المسلمين ولليهود الباب الواسع في إيقاد نار الحروب وما الاعتداء الثلاثي على مصر سنة 1956 إلا من تدبيرهم ومكرهم وهم الذين عقدوا الاجتماعات ورسموا الخطط مع المسئولين في حكومات إنجلترا وفرنسا للانقضاض على مصر وتدمير منشآتها العسكرية انتقاما منها لتأميم قناة السويس

وأما في باب إشعال نار الثورات فلليهود القدح المعلى فهم في أي مكان يوجدون توجد معهم الإثارة فالثورة حصل ذلك في الشرق وفى الغرب على السواء فهم يحركون الرأسمالية على الشيوعية أو العكس وفى الحالتين هم المستفيدون وهدفهم هو الثورة والتدمير على كل حال ولنأخذ على سبيل المثال الثورة الشيوعية التي قامت في أكتوبر سنة 1917م من الذي قام بها وأعد لها؟ إنهم اليهود والحركة الشيوعية بصفة عامة من صنع اليهود فمؤسسها وواضع أصولها هو اليهودي (كارل ماركس) ودور اليهود في إشعال وتغذية النعرات العرقية والطائفية في دول إفريقيا كجنوب السودان وإريتريا والحبشة وكذلك في جنوب شرق آسيا لتنشب الحروب واضح وجلي ويمكننا أن نضيف أن تفجير برجي التجارة بالأمس القريب في أمريكا والذي أشعل فتيل حرب الغرب على الإسلام من عشرة سنوات في الدنيا كلها والذي كان السبب المباشر في كثير من المصائب للعالم الإسلامي ما يزال سر تخطيطها لغزُّ لا يستطيع أحد أن يجيب فيه عن السؤال البسيط ألا وهو : لماذا لم يقتل يهودي واحدٌ ضمن الخمسة ألاف الذين قتلوا ساعتها؟ مع أن مئات اليهود يعملون بالبرجين وكانوا متواجدين جميعاً في اليوم السابق للتفجيرات؟ هل من مجيب؟

يعتمد اليهود في إفسادهم على ما تأمرهم به كتبهم ومقرراتهم من شرور وآثام وهم بالطبع ينسبونها للرب مباشرة وقد بينا زيف ذلك وكتبهم تلك تخبرهم بأشياء تدعو كلها للعنصرية والتعصب مثل أن الأرض وما فيها لبنى إسرائيل وحدهم وأن سواهم من البشر خدم وعبيد لهم وأن كل شريعة سوى الشريعة اليهودية هي فاسدة وأن كل شعب غير شعبهم هو مغتصب للسلطة منهم وأن عليهم أن يستعيدوا سلطانهم منه وأن الرب حرم عليهم استعمال الشفقة والرحمة مع غيرهم وأن جميع الأساليب والوسائل بدون استثناء مباحة لهم مع غير اليهود في أي وقت وأي مكان ويعتمد اليهود اعتمادا كبيرا في بلوغ غاياتهم ونشر مفاسدهم على الجمعيات السرية والحركات الهدامة وهم ينشئون هذه الجمعيات بأنفسهم أو يوعزون بإنشائها أو يجدونها قائمة فيندسون فيها ليصلوا إلى مأربهم ولينفثوا فيها سمومهم وليوجهوا أتباعها الوجهة التي يريدونها ولا تكاد توجد في العالم جمعية ذات أسرار وأخطار إلا واليهود خلفها ويحدثنا الأستاذ محمد عبد الله عنان عن أثر اليهود في الجمعيات السرية فيقول ( إن الدور الذي قام به اليهود في بث روح الثورة وإنشاء الجمعيات السرية وإثارة الحركات الهدامة عظيم جدا وإن كان من الصعب أن نعينه بالتحقيق فمنذ أقدم العصور نرى أثر تعاليم اليهودية الفلسفية السرية ظاهرا في معظم الحركات الثورية والسرية)

ومن أشهر الجمعيات التي أقامتها اليهودية العالمية لخدمتها (الماسونية) والماسونية جمعية سرية يهودية يرجع تاريخها إلى أيام اليهود الأولى أهداف هذه الجمعية في الظاهر تختلف اختلافا كبيرا عن أهدافها الحقيقية الخفية فهي في الظاهر جمعية خيرية قامت لخدمة الإنسانية ونشر الإخاء والمحبة بين الأعضاء بصرف النظر عن أديانهم وعقائدهم وأجناسهم وأما في الباطن والحقيقة فهي كما يقول الحاخام إسحاق ويز (هي مؤسسة يهودية وليس تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وشروحها إلا أفكارا يهودية من البداية إلى النهاية) وقد تغلغل نفوذ الماسونية ونشاطها في معظم أنحاء العالم منذ القرن الثامن عشر حتى وقتنا هذا وقد أسسوا محفلهم الأعظم في بريطانيا سنة 1717 م و أطلقوا على أنفسهم اسم (البنائين الأحرار) وبعد تأسيس هذا المحفل كشفوا عن بعض نواياهم من أهداف الماسونية 1- المحافظة على اليهودية 2- محاربة الأديان بصورة عامة 3- بث روح الإلحاد والإباحية بين الشعوب وقد أنشئ العديد من النوادي الاجتماعية في أمريكا وأوروبا وصار لها العديد من الفروع في الدول العربية والإسلامية تحت مسميات راقية ومستويات عالية لتجذب علية القوم لخدمة أهداف اجتماعية وفى الحقيقة ما هي إلا فروع سرية للماسونية العالمية وقد انضم إليها منذ منتصف الربع الأخير من القرن الماضي ما بات يعرف بالكافي شوب وسلاسله التي عمَّت أرجاء العالم تحت أسماء ومسميات مختلفة والتي أصبحت أداة قوية للغاية لتجميع الشباب ونفث سموم وأفكار وأساليب إغوائهم.


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2 (http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2)

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
10-12-12, 05:52 am
إن اليهود يسعون لهدم الأديان والخلاق والقيم الروحية لأن ذلك يعود عليهم بالغنى والثراء ويمكنهم من بلوغ أهدافهم وغايتهم وهم يتخذون لإشاعة الرذائل والفواحش بين الأمم وسائل كثيرة من بينها : وسائل الإعلام المختلفة كالصحافة والإذاعة ودور النشر والسينما والمسرح ومصادر الإعلام المختلفة التي سيطر اليهود عليها منذ عشرات السنين وهم يستغلون كل هذه الأجهزة لإشاعة الرذيلة والانحلال الخلقي بين الأفراد والجماعات والأمم وبالطبع كلنا يعرف ماذا يفعل اليهود بالوسائل التكنولوجية الحديث من موبايل فون، أي فون، إم بى ثرى، إم بى فور، دى في دى والإنترنت بجميع عوالمها ودهاليزها وعجائبها والأقمار الصناعية والقنوات الفضائية الإذاعية والمرئية ويكاد يكون تحكم اليهود في هذه التكنولوجيات من ناحية الاقتصاديات ومن حيث توجيهها واستخدامها لأغراض محاربة الأديان وقتل الفضيلة يكاد يكون تحكما كاملاً وقد استطاعوا أن ينشروا أفكارهم الهدامة حتى في الأوساط الدينية والإسلامية مستخدمين في ذلك أحط الأساليب الملتوية للوصول إلى جميع المجتمعات والفئات العمرية وبخاصة الشباب وكلنا يسمع عن إمبراطوريات الملياردير مردوخ اليهودي في عالم إعلام اليوم وسوف أسوق فقط بعض الأمثلة الحديثة على أفاعيل اليهود في السنين القلائل الماضية تحكما في وسائل الإعلام لحرب الإسلام: الموضوع الشهير بالرسوم الكاريكاتورية التي بدأت في الدانمارك وانتشرت للنيل من رسول الله صلي الله عليه وسلم وساهم الإعلام اليهودي فيها بقسط وافر وانقلبت عليهم فكانت أحد أكبر أسباب انتشار الإسلام في أوروبا

والمساهمات الهائلة التي قدمها اللوبي الصهيوني الإعلامي لتلميع سلمان رشدي وتسليمة نسرين ضد الإسلام ونشر كتاباتهما المليئة بالكراهية والافتراءات الخائبة والتافهة الفكر والمتواضعة جداً أدبياً وتصويرها على أنها من روائع الأدب والنقد الحديث وأفاضوا عليهما الجوائز كالمطر والدعم الإعلامي السافر حينا والمختفي أحياناً أخرى للحرب ضد الحجاب بصفته رمزاً إسلامياً ومحاولة منعه في أوروبا والكثير من الدول والدعم الهائل الذي يقدمونه لإنتاج أفلام فضائحية جنسية لتشويه القرآن وسيرة النبي في الدول الأوروبية وما هي في الحقيقة إلا تعبير عن شديد خوفهم من شدة انتشار الدين الإسلامي وقد أسلم في النمسا العام الماضي الآلاف بعد أن نفذت جميع نسخ القرآن المترجمة المطبوعة والإلكترونية من المحلات بعد أن أعلن المتطرفون المدعومون باليهود عن إنتاج فيلم يحارب القرآن ويصفه بأنه دين العنف والتطرف فقلب الله عليهم أعمالهم والحرب الإعلامية الهائلة التي يتزعمها اليهود ضد الدول الإسلامية التي تمتلك سلاحاً نوويا كباكستان وكيف توصلوا إلى إشعال الحروب فيها ضد الجماعات الإسلامية لتتأخر البلد عشرات السنين والحرب التي لا هوادة فيها التي تشنها على إيران حتى لا تتمكن دولة إسلامية أخرى من تملك السلاح النووي ليبقى لها التفوق فعند إسرائيل مئات الرؤوس النووية ويلحق بهذا النجاح الإعلامي الهائل الذي يحرزونه في تصوير المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالإرهابيين المجرمين الذين يروعون الآمنين من اليهود بينما هم يسفكون دماء المئات ويدكون القرى والبلاد بالصواريخ ويدمرونها تدميرا ولكن ينجحون كل النجاح في تقليل شأن ذلك فلا يرى العالم منه إلا لمحاً يسيرا ويرى المقاومين المسلمين أشد فتكا من الإرهابيين النازيين إنه إعلام اليهود

فاليهود أبرع الناس في الترويج للمبادئ والمذاهب والفلسفات والنظريات التي تنفعهم وتضر غيرهم وما من مذهب يوصل إلى خير لهم إلا نشروه وقنَّنوه والأمثلة كثيرة منها على سبيل المثال: أولهما تهمة معاداة السامية التي تمكنوا من أن يجرِّموا من يقوم بعدائهم أو كشف إجرامهم في المحافل العالمية وأصبحوا يستصدرون ضده أحكام السجن في أكثر دول أوروبا وقد استطاعوا بهذا إخراس الكثير من الألسنة بل وتوصلوا إلى تغيير المناهج التعليمية في العديد من الدول بنفس الحجة والثانية هي المحرقة اليهودية التي أقامها هتلر لهم إبان الحرب العالمية الثانية والتي أصبح مجرد إنكارها تهمة أيضاً يعاقب عليها القانون وصارت سيفاً مصلتاً يستخدمونه عندما يريدون لإخضاع من يريدون من الأفراد والدول التي يبتزونها بهذه التهمة على مدى سنين طوال وهلم جراً والثالثة: فكرة "الحرية الشخصية" وهى حقٌ أرادوا به باطل وأصبحت الباب الذي يدخلون منه لهدم جميع القيم تذرعاً بها وأمكنهم أن يجرموا الأهل إذا منعوا أولادهم من ممارسة الجنس إذا رغبوا في ذلك كما فعلوا في أمريكا وحرية الشذوذ الجنسي للذكور والإناث ومقاومة النظرة الدونية في المجتمع للمثليين وأن منع الشذوذ ومنع الإجهاض مظهر أساسي للتخلف وأخذوا الأمم المتحدة والمحافل الدولية وسيلة ومطية ذلولاً لإجبار الدول والمجتمعات على الفجور والتسيب وهدم ما بقى من أخلاق تحت شعار التطور و"الحرية" وإلا حوربت تلك المجتمعات وحرمت من المساعدات وربما شنت عليها وعلى قادتها الحروب وطُلِبُوا في المحاكم الدولية


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
10-12-12, 03:18 pm
يجند اليهود لفكرة " الدفاع عن حقوق المرأة المقهورة في البلاد الإسلامية" الكثير من المفكرين المحليين والنساء المسلمات اللاتي لديهن الرغبة في نيل المناصب ويساعدونهن بالوسائل التي لا تخفى على أحد من المساعدات اللوجستية والتكنولوجية والأدبية لنشر أفكار تحرير المرأة ونيل حقوقها المغصوبة وتشجيع الطلاق وإباحة الإجهاض بلا رابط والإنفاق على المطلقات وأبنائهن وتسمية أولاد الزنا بأسماء أمهاتهن كما بأوروبا وجعل ممارسة الجنس قبل الزواج حقاً من حقوق المرأة المقهورة ومحاربة الختان ومحاربة فكرة أن بكارة الفتاة دليل عفتها إذ ليست العفة بضاعة هامة للفتاة الحديثة مادمت تكشف شعرها أو ساقيها وتعرف الكمبيوتر وتعليم الجنس عملياً في المدارس وبخاصة للفتيات بحجة تجهيزهن ليصرن أمهات المستقبل مع تدريبهن الكافي بالمرة على وسائل منع الحمل ويقيمون لذلك مجالساً قومية لحقوق وحرية النساء اللائي هن جواري وعبيد في بلاد المسلمين إنها القدرة الجبارة لليهود في نشر الفكر الحديث الخبيث وعندما يريد اليهود نشر مذهب لأحد يهمهم أو يساعدهم فكره فإنهم يرفعون صاحبه إلى مصاف العلماء ولو كان حقيراً وأعدوا لذلك عددا من الجوائز العالمية المغرية ومراكز الأبحاث والمجلات العلمية الرصينة وغيرها وسخروا لأغراضهم جميع وسائلهم التي ذكرناها بلا استثناء وخذوا أمثلة: لقد رفعوا (نيتشه ) إلى القمة لأنه سخر من الأخلاق الفاضلة كالرحمة والشفقة ونادي بأخلاق العنف والاستخفاف بالقيم التي تتفق مع الروح اليهودية الشريرة وتاريخها الأسود

ورفعوا(دارون) صاحب نظرية النشوء والارتقاء إلى مرتبة العظماء وروَّجوا لمذهبه واستخدموه لمصلحتهم في التهوين من شأن الأديان والأخلاق لأنه ما دام كل شئ يبدأ ناقصا مشوها ثم يتطور – كما يرى دارون – إذاً فلا قداسة لدين ولا لخلق ولا لعرف متبع ومع أن نظرية دارون قد ماتت كنظرية علمية إلا أنها مازالت تدرس في أمريكا وأوروبا في المدارس والجامعات بتأثير جمعيات الضغط وطبعا لا تزال تدرس في الدول العربية والإسلامية على مساوئها وللأستاذ عباس العقاد كلام حسن في هذا المعنى فهو يقول (ولن تفهم المدارس الحديثة في أوربا ما لم تفهم هذه الحقيقة وهى أن إصبعا من الأصابع اليهودية كامنة وراء كل دعوة أو فكرة تستخف بالقيم الأخلاقية وتهدف إلى هدم القواعد التي يقوم عليها مجتمع الإنسان في جميع الأزمان فاليهودي (كارل ماركس)وراء الشيوعية التي تهدم قواعد الأخلاق والأديان والطموحات الشخصية للأفراد واليهودي(دركيم) وراء علم الاجتماع الذي يلحق نظام الأسرة بالأوضاع المصطنعة ويحاول أن يبطل آثرها في تطور الفضائل والآداب والأخلاق واليهودي (سارتر) وراء الوجودية التي نشأت معزِّزة كرامة الفرد فجنح بها إلى حيوانية تصيب الفرد والجماعة ومن الخير أن تدرس المذاهب الفكرية بل الأزياء الفكرية كلما شاع منها في أوربا مذهب جديد ولكن من الشر أن تدرس بعناوينها ومظاهرها دون ما وراءها من عوامل المصادفة العارضة والتدبير المقصود) وقل مثل ذلك في اليهودي (فرويد) الذي يرجع كل الميول والآداب الدينية والخلقية والفنية إلى الغريزة الجنسية وبهذا تنحط في نظره صلة الفرد بمجتمعه وبأسرته وبالكون وما وراءه

مع أن نظريات فرويد الجنسية قد أصبحت اليوم في عداد النظريات التي لا تصمد للبحوث العلمية والمناقشات الرصينة إلا أن اليهود مازالوا يحافظون لها على وجود علمي قيم ومعتبر من خلاك تحكمهم في الكثير من الجامعات الراقية والمعاهد العلمية والمجلات المعتبرة تماما كما يفعلون مع نظريات دارون التي عفا عليها الدهر وكما سبق وأشرنا إلى سلمان رشدي ونسرين وغيرهم ومن هذا نرى أن الأفكار الخبيثة من أهم الوسائل التي يلجأ اليهود إلى نشرها لإشاعة الرذيلة والفاحشة بين الأمم فالمرأة اليهودية مشهورة بأنها لا ترد يد لامس وتفترش عرضها في سبيل الحصول على منفعة ما واليهود يعتمدون على المرأة اعتمادا كبيرا من أجل غاياتهم ومطامعهم وكلنا يعلم كيف استخدم اليهود سلاح المرأة في الغواية والإيقاع بالجواسيس في مختلف بقاع الدنيا أو في ابتزاز وتهديد من يريدون إخضاعهم لأي سبب أو فكرة وقصص النساء اليهوديات اللائي استخدمن بعناية وحرفية ومهنية بالغة للإيقاع بمشاهير القادة في العالم أو للتوصل لأسرارهم بإغوائهم أو حتى بطرحهن بدقة فائقة في طريق ذاك السياسي أو الزعيم ويسلمن على يديه إن أهمه ذلك ويتزوجها ويحميها وهى يهودية جاسوسة أو مدسوسة وتمر الأيام وتنكشف الحقائق العجيبة

وقد استيقظ العالم منذ سنوات على قصة أشهر أحد القواد المسلمين الذين القوا الرعب في قلوب العالم الغربي وهو يتزوج امرأة أسلمت كانت يهودية في الأصل فأسلمت وعاشت معه سنة أو أكثر ثم انفصلا بعدها ونشرت المرأة العديد من خبايا أسراره وحياتها معه وربحت من وراء ذلك شهرة هائلة وثروة طائلة مع تشويه متعمد لسير هؤلاء الأفراد والحقيقة أن تجارة الدعارة والجنس التي يسيطر عليها اليهود تكاد تكون أكبر تجارة في الدنيا بعد تجارة السلاح والتي يسيطر عليها اليهود أيضاً وهم اليوم أصحاب بيوت الدعارة في العالم وأصحاب المحطات الفضائية والمجلات الجنسية التي تعد بالآلاف وهم ناشرو الانحلال الجنسي والخلقي في كل مكان في العالم الواقعي والعالم الإفتراضى من المواقع الجنسية على الإنترنت وغيرها وأمكن اليهود منذ أيام قليلة أن يقنعوا فتاة شرقية شهيرة مسلمة مقيمة بأوروبا تحت ستار الحرية أن تنشر صورا عارية لها بأشهر مجلات العرى وقالوا أخيراَ تحررت المرأة المسلمة فمن الحجاب إلى البلاى بوى وفى دولة إسرائيل عشرات القرى لا تخضع في علاقاتها الجنسية لنظم الزواج وإنما تقوم العلاقات بين الرجال والنساء على الإباحية المطلقة وكلنا يعرف ماذا كانت تفعل بناتهم لإغواء شبابنا في الأماكن السياحية الشهيرة في مصر والعالم العربي بل وفى العالم كله


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
12-12-12, 08:55 pm
ومن أهم الحيل التي يتوصل بها اليهود اليوم لنشر أفكارهم وكسب تعاطف العالم معهم وإذلال أعدائهم والوصول لأذية من يناوئهم ولا يوافق خططهم ولا يساير أفكارهم :استخدام أسلحة المساعدات الدولية من أمريكا والدول الغربية والبنك الدولي لربطها بمخططات التعاون مع اليهود أو أخذ موافقاتها عن طريق هيئات عالمية يسيطر عليها اليهود فلا تكون إلا برضاهم وحتى الكونجرس الأمريكي ومجلس الشيوخ وقس على ذلك الكثير من المجالس الأوروبية يسيطرون على القرار فيها من خلال اللوبي الصهيوني فيدخلون من يشاءون جنتهم ويكوون من شاءوا بنارهم وأيضاً عمل اتفاقيات عالمية عديدة لها مزايا تجارية هائلة وهى تسمى الدول الأحق بالرعاية ويمنح شرف الانتساب إليها لكل من يقف بصفهم أو يساعدهم مثل اتفاقية دول الكويز الشهيرة والتي تمنح مزاياها بقدر ما تستورد الدولة من مواد مصنعة من إسرائيل

وكذلك مراكز الأبحاث العالمية سوءاً العسكرية أو الزراعية والجامعات اليهودية والإسرائيلية التي ضخمتها آله الدعاية الصهيونية حتى ألحقتها بمصاف المراكز الأولى العالمية فتهافتت دول العالم الثالث عليها من مراكز أبحاث وجامعات مصنفة عالمياً بعد أن رأوا دول العالم الغربي تتعاون معا في منظومات الصواريخ دفاعا وهجوما وفى التطوير الزراعي المتقدم فأمكن لهذه المراكز أن تتسلل لكثير من الدول الأفريقية وتبث مع التطور سمومها وتتمكن بالأموال من زعمائها وساستها أو تفسد الأنظمة الزراعية في الخفاء بدعوى التطوير ففي مصر مثلاً تمكنوا من إدخال سوسة النخيل لضرب النخيل المصري وتمكنوا من إفساد سلالات النحل المصرية بسلالات شرسة أضرت بالنحل في مصر بشدة وسلالات كتاكيت تحمل أمراضاً فيروسية قاتلة وأحزمة مشعة تسبب العقم ولبان يسبب الهياج الجنسي وشامبو به مواد كيماوية تؤذى المخ

وأطرح عليكم سؤالاً ربما ظنه البعض من الخيال العلمي: هل يتخيل أحدٌ أنهم يطورون حالياً أسلحة بيولوجية انتقائية تعمل على الجينات البشرية فتوضع في الماء والهواء فتنتقى العرب في إسرائيل فتؤثر فيهم أما اليهود الذين يحملون جينات اليهود الوراثية فلا تتفاعل معهم والله من ورائهم محيط[1] وأيضاً مراكز الاستخدام والتشغيل التي تقوم بتشغيل شباب العالم الثالث وبخاصة المسلمين في أمريكا وأوروبا وإسرائيل بشرط التحلل من الدين واستغلال الحاجة للمال وللنساء لتجنيد بعضهم أو استخدامهم في النشاطات المساعدة أو لتكوين الخلايا النائمة الجاهزة للاستخدام دائماً وكذلك شركات ومصارف غسل وتبييض الأموال لمساعدة عصابات العالم التي تعمل بجميع المحرمات الدولية من النشاطات مثل بيوت الدعارة التقليدية وتجارة النساء للعمل والرق وتجارة توريد العاهرات وهى من أكبر شبكات العالم قاطبة

وتجارة الجنس المتخصص لممارسة الشذوذ والأطفال وتجارة الجنس بالصور والأفلام والتمثيل ومواقع النت وتجارة مزارع المطاط والدخان وتراب الذهب والألماظ وبيع الأطفال للتبني وبيع الأعضاء وتجارة بيع الأجنة والسقط وصناعة وتجارة المخدرات والأسلحة والتصفية الجسدية والخطف وتجارة بيع النفايات النووية وتجارة دفن النفايات النووية وتجارة جلب المرتزقة والطيارين وتجارة جلب وتشغيل العلماء السابقين وتصريف بلايين الأجهزة الكهربية المستعملة بحجة نقل التكنولوجيا بتكلفة زهيدة وتهريب الآثار واللوحات وتصريف المقتنيات الثمينة وصنع الخلايا النائمة ومافيا تهريب اليهود وتجارة الجواسيس كل ذلك مع تمكين العصابات من تبييض أو تسييل أموالهم لتهريبها حيث شاءوا خدمة لجميع الأغراض بالإضافة بالطبع لأغراض اليهود الأساسية من تمويل عمليات إفساد الأخلاق وتخطيط وتنفيذ مخططات الإخلال بالأمن وتنشيط العصابات والحركات المسلحة والنعرات الطائفية لخدمة أغراضهم في النهاية

والأمثلة الاقتصادية لا تنتهي فتجدهم في كل مكان يبنون السدود ويدربون المرتزقة ويقيمون محطات المياه والكهرباء والصرف الصحي ويقيمون المدارس ويحاربون الأمراض والأوبئة وينشئون المحطات الإذاعية والتلفزيونية وينقلون الحضارة وهم يقومون بتنفيذ كل ما سبق من الألف إلى الياء من أول دراسات الجدوى الموثقة وإنشاء الشركات وتشغيل العمالة وتصريف المنتج وعمل الدعاية والتمويل المالي واللوجستى في جميع المراحل وبحيث تكون العمليات في النهاية محكمة تحت ستار مساعدات اقتصادية أو قروض بنكية ومشاريع تنموية وأهداف إنسانية ويكون الأمر كله برمته تحت سيطرتهم ولخدمة كل أغراضهم الدنيئة فمع كل قرش ينفق تعود إليهم عوائد لا حصر لها من السيطرة على البلاد وساستها وزعمائها ومنابع ثروتها من المواد الخام والأيدي العاملة وهكذا كانوا على مر الزمان منذ بدايتهم وهكذا هم
[1] [كان العلماء الأمريكيون قد أعلنوا في مطلع هذا القرن أنهم سينجحون في غضون عشر سنوات في إنتاج نوع جديد من السلاح الحيوي سيغير مجرى التاريخ بشكل جذري وطبقا لتصريحات العلماء الأمريكيين فقد آن الأوان لظهور هذا السلاح وسيظهر في المستقبل القريب نوع جديد من الأسلحة الحيوية الانتقائية يمكنها أن تغير توازن السلطة السياسية في العالم والمبدأ الرئيسي لهذا السلاح "ابحث عنه وأبده نهائيا تبعا لبصمته الوراثية" هذا السلاح الانتقائي سيكون قادرا على إصابة بعض الناس ولا يصيب البعض الآخر طبقا لعلامة وراثية محددة سلفا مثل شكل العين أو لون البشرة ويمكن أن تظل العدوى المرضية كامنة وتظهر متأخرة أو تبدأ فقط عند تعاطي نوع محدد من الدواء] نقلاً عن القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي



منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
15-12-12, 09:56 am
أخصَّ آية في كتاب الله شغلت المفسرين والمفكرين والمحللين والاجتماعيين والعلماء من لدن إنزالها إلى الآن وإلى ما شاء الله من الأزمان في شأن كشف ما خفي من ماضي ومستقبل تاريخ بني إسرائيل أو إن شئت قلت اليهود إنها الآيات الكريمة التي يكشف الله فيها النقاب عن أحداث ماضية في تاريخهم وأحداث آتية بعضها كان لم يظهر بعد عند نزول الآيات ثم ظهر مع مرِّ الزمان وتحقق للعيان وبعضها ما زال في رحم الزمان يسقى بخفي أقدار الرحمن حتى يأتي أوان ظهوره للعيان وإن كنَّا نراه على مرمى حجر آيات العجب والعجائب ترسم الوعد والوعيد إن الله لا يخلف الميعاد {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً}

وقيل في معني{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} أعلـمنا بني إسرائيل وقيل أخبرناهم وتفصيله أن الله يقول لنا أنه سبحانه أخبرهم وأعلمهم فـيـما أنزل من كتابه علـى موسى أو فيما أوحى إلى عبده موسى يقول: لتعصنّ الله يا معشر بنـي إسرائيـل ولتـخالفنّ أمره فـي بلاده مرّتـين وَلَتَعْلُنَّ عَلُوًّا كَبِـيرا ولتستكبرنّ علـى الله بـاجترائكم علـيه استكبـارا شديدا وقال آخرون إنما معناه أننا قضينا علـى بنـي إسرائيـل فـي أمّ الكتاب وسابق علـم الله بكذا وكذا وقال ابن عبـاس: هو قضاء قضى علـيهم.، وقال قتادة: قضاء قضاه علـى القوم كما تسمعون وكلّ هذه الأقوال تعود معانـيها إلـى قوله {وَقَضَيْنَا} وإن كان الذي اخترنا من التأويـل فـيه أشبه بـالصواب لإجماع القرّاء علـى قراءة قوله {لَتُفْسِدُنَّ} بـالتاء دون الـياء ولو كان معنى الكلام: وقضينا علـيهم فـي الكتاب لكانت القراءة بـالـياء أولـى منها بـالتاء ولكن معناه لـما كان أعلـمناهم وأخبرناهم وقلنا لهم كانت التاء أشبه وأولـى للـمخاطبة

ونحن نضيف أن المعنى بأخبرناهم وأعلمناهم أن هذا سيحدث منهم ربما كان أنسب لمحاججة بني إسرائيل من قولنا أخبرناهم أننا قضينا عليهم بتلك الأفعال لأن اليهود أهل لجاج وشقاق فسيحتجون أنه قضاء قضى عليهم ولا ذنب لهم فما كان منهم مخالفاً لم يكن لسوءهم بل لنفاذ القضاء عليهم وقد يكون إخبارهم أو إعلامهم بآيات أنزلت في كتابهم أو بوحي أو إلهام أحدث لنبيهم من باب إعلامه بغيوب سيحدثها قومه أو ستحدث لهم أو من باب إطلاعه على غيب مخطوط في اللوح المحفوظ أو غيوب أعلمها الله له مناجاة مباشرة أو عن طريق الملك أو كيفما شاء الله والكتاب هو التوراة أو اللوح المحفوظ أو علم الله الأزلي وهنا مقابلة رائعة أشير إليها لتوضيح طبيعة بني إسرائيل وحبهم للفساد والعلو في الأرض وأعيروني أفهامكم وانتباهكم كلكم يعرف ماذا كان رد فعل بني إسرائيل لما أخبرهم موسى بأن الله كتب عليهم قتال الجبارين شرطاً لدخول الأرض الموعودة أو الأرض المقدسة

فهذا خبرٌ من موسى لهم بقضاء الله عليهم هل استكانوا للخبر وقالوا سمعنا وأطعنا لا بل قالوا سمعنا وعصينا وتحاججوا ورفضوا الانصياع لقضاء الله عليهم أو لأمر الله لهم وقالوا لموسى أذهب أنت وربك فقاتلا ولم يكتفوا بذلك بل تبجحوا وقالوا إنا ها هنا قاعدون فامتنعوا وتبجحوا وتمردوا بكل صلافة وتبجح وشطط وعناد على الأمر الواضح الصريح فإذا كان هذا طبعهم ودأبهم فهل يقدر أحدٌ أن يخبرني بالمقابل لما هو أعلاه إن كان لدى أحد إجابة: لماذا لما أخبر موسى قومه بقضاء الله عليهم أو بخبره لهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين وسيعلون علوا كبيراً وهى أخبار سيئة بقضاء ينبئ بالفساد والطغيان ومخالفة أمر الله والعقاب الجبار أيضا فلماذا لم ينتفضوا عليه ويقولوا لموسى لم كتب علينا ربك الفساد؟ أو لم قضى علينا بالمخالفة والعلو في الأرض بغير الحق ونحن أتباعك وشعب الله المختار؟ لم لَم يعترضوا مطلقاً على ذلك القضاء أو الخبر كما اعترضوا على كل خبر أتاهم أو قضاء نزل لهم أو حتى شرع نزل لهم ليحكموا به؟

لما لم يحكِ لنا الله أو رسوله أنهم بكوا واستغفروا وأنابوا وتطهروا أو سألوا الله أن يرحمهم من تلك الأقدار أو يتنزل عليهم بعفو العزيز الغفار مع أنهم كانوا دائماً أهل لجاج وعناد فلماذا تركوا اللجاج والعناد في هذه؟لماذا لم يقولوا: لم يارب كتبت علينا أن نفسد في الأرض أو نعلو بغير الحق كما قالوا لم كتبت علينا قتال العماليق ورفضوه بتاتاً وإجابة هذا أو سرُّ هذا: إن بنو إسرائيل تركوا اللجاج عندما سمعوا أخبار الغيب أنهم سيفسدون في الأرض لأنهم كانوا بالفعل يحبون الفساد وتميل له أنفسهم وطبائعهم وكانوا يحبون الكبر والعلو بغير الحق وكان بطر النعمة من شأنهم ووصفهم فلما أخبرهم الله بالسىء الذي تميل له طباعهم سكتوا وقالوا في أنفسهم لا نعترض في هذا الخبر فهو كتب علينا والحقيقة أن الخبر وافق طبائعهم و ميولهم ففرحت به نفوسهم الشريرة وطبائعهم المريضة وإنما سقت لكم تلك المقابلة لكي يدرك كل عاقل أنهم مسؤولون تماماً عن أفعالهم لأنهم سكتوا عما مالت له نفوسهم من الأخبار وارتكبوه وامتنعوا عما كرهوا مع صريح الأمر به فهم مسؤولون عن كل أفعالهم مسؤلية تامة فإخبار الله لهم واقعٌ من باب الإعلام لا من باب القهر على ولا الإجبار


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
16-12-12, 07:09 am
{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ}الإفساد في الأرض هو إظهار أنواع الفساد والفجر والمخالفات وقيل الفساد هو قتل الأنبياء والأرض قيل أرض الشام أو أرض مصر وقيل الأرض المقدسة وقد تعنى أي أرض أو حتى ربما كلَّ الأرض في وقت ما وفى المرتين اختلافات عديدة وأراء كثيرة أوردها العلماء الأفاضل في كتب التفسير ونجملها فنقول أن المرة الأولى من الإفساد هي تغيير التوراة وقيل بل هي مخالفة أحكام التوراة ومن قالوا أن الفساد قتل الأنبياء قالوا: المرة الأولى هي قتل زكرياء وحبس أرمياء وقيل قتل شعياء وقتل أرمياء أو حبس أرمياً وجرحه حين أنذرهم سخط الله إذ وعظهم وبشرهم بنبينا صلي الله عليه وسلم وهو أول من بشر به بعد بشارة التوراة والأخرى أو الثانية هي قتلُ زكريا ويحيـى ومن قال: إن زكريا مات في فراشه اقتصر على يحيـى ويضيفون عزمهم أو قصدُ قتلِ عيسى قيل كان بين الفسادين مائتا سنة وعشر سنين وقيل مائة وعشرون

وفى التحرير والتنوير أن هذه الآية تشير إلى حوادث عظيمة بين بني إسرائيل وأعدائهم من أمتين عظيمتين حوادث بينهم وبين البابليين وحوادث بينهم وبين الرومانيين فانقسمت بهذا الاعتبار إلى نوعين نوع منهما تنْدَرج فيه حوادثهم مع البابليين والنوع الآخر حوادثهم مع الرومانيين فعبر عن النوعين بمرتين لأن كل مرة منهما تحتوي على عدة ملاحم فالمرة الأولى هي مجموع حوادث متسلسلة تسمى في التاريخ بالأسر البابلي وهي غزوات (بختنصر) مَلِك بابل وأشور بلاَد أورشليم والغزو الأول كان سنة 606 ق م أسَر جماعات كثيرة من اليهود ويسمى الأسر الأول ثم غزاهم بالأسر الثاني وهو أشدُّ من الأول كان سنة 598 ق م وأسَرَ ملكَ يهوذا والكثير من الإسرائيليين وأخذ ذهب هيكل سليمان ونفائسه والأسر الثالث المهلك سنة 588 ق م غزاهم «بختنصر» وسبى كل شعب يهوذا وأحرق هيكل سليمان وبقيت أورشليم خراباً يباباً ثم أعادوا تعميرها أما المرة الثانية فهي سلسلة غزوات الرومانيين بلادَ أورشليم وإسناد الإفساد إلى ضمير بني إسرائيل مفيد أنه إفساد من جمهورهم بحيث تعد الأمة كلُّها مُفسدة وإن كانت لا تخلو من صالحين

وقال الجبائي رحمه الله إن اللـه تعالى ذكر فسادهم في الأرض مرتين ولم يبين تفصيل ذلك فلا يقطع بشيء مما ذكر فإنهم لما حملت مريم اتهموه بها وقالوا: ضيَّع بنت سيدنا حتى زنت فطلبوه فهرب منهم فانفتحت له شجرة فدخل فيها وبقي طرف ثوبه خارجاً من الشجرة فجاءهم الشيطان فدلَّهم عليه فقطعوا الشجرة بالمنشار وهو فيها وقيل بل لما مات ملكهم تنافسوا على الملك وقتل بعضهم بعضاً ولم يسمعوا من زكريا نصحاً فأمره اللـه تعالى أن قم في قومك أوح على لسانك فلما فرغ مما أوحى عليه عدواً عليه ليقتلوه فهرب فدخل الشجرة فقطعوه وورد أيضاً أن زكريا مات حتف أنفه ولم يقتل وأما السبب في قتلهم «شَعْيا» فهو أنه قام فيهم برسالة من الله ينهاهم عن المعاصي وقيل: هو الذي هرب منهم فدخل في الشجرة حتى قطعوه بالمنشار لأن زكريا مات ولم يقتل عند أصحاب هذا الرأي

وسبب قتلهم يحيى بن زكريا قبل لأن ملكهم أراد نكاح بنتاً أو امرأة لا تحل له ( ابنته أو ابنة أخيه أو امرأة أخيه وكانت لا تحل لهم وقيل ابنة امرأته) فسأل يحيى فنهاه عنها فقتله الملك وقيل لما نهاه يحيى عن نكاحها حنقت أمها على يحيى وعمدت إلى ابنتها فزينتها وأرسلتها إلى الملك ساعة شرابه وأمرتْها أن تسقيَه وتغريه بها فإِن أَرادها على نفسها أَبت حتى يؤتى برأس يحيى بن زكريا في طَسْت ففعلت، فقال: ويحك سليني غير هذا فقالت: ما أريد إلا هذا فأمر فأتي برأسه والرأس يتكلم ويقول: لا تحل لك لا تحل لك وقيل ما زال دم يحيى يغلي حتى قتل عليه من بني إسرائيل سبعون ألفا فسكن وقيل: لم يسكن حتى جاء قاتله فقال: أنا قتلته فقُتِل فسكن وقيل أغرب من ذلك {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً} وأصل معنى العلو الارتفاع فهو ضد السفل وتجوز به عن التكبر والاستيلاء على وجه الظلم أي لَتَعَظَّمُنَّ أو لتستكبرن عن طاعة اللـه تعالى وَلَتَبْغُنَّ ولتفجرن أو لتغلبن الناس بالظلم والعدوان وتفرطن في ذلك إفراطاً مجاوزاً للحد وهذا العلو الكبير لا يوجد له حدٌ أو توصيف فهو من غيوب الله ولكنه يكون في الحالتين وفى الفسادين الذين يظهرهما بنو إسرائيل أو في جميع الإفسادات التي يظهرونها وهو يزيد وينقص بحسب الحالة أو الزمن الذي يظهر فيه الفساد أو يعلون فيه


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
19-12-12, 10:31 am
{فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً} أي فإذا جاءت عقوبة أُولى المرَّتين على اليهود من الإفساد أرسلنا عليكم عباداً لنا وهؤلاء العباد قيل أنهم: جالوت وجنوده قتلوا علماءهم وأحرقوا التوراة وخربوا المسجد وسبوا منهم سبعين ألفاً وقيل بُخْتَنَصَّر وهو الذي دخل ووجد دم نبي الله يحيى يفور فسألهم لمن هذا فكذبوا فقتل أعداداً هائلة حتى اعترفوا أنه دم يحيى فأكمل السبعين ألفاً حتى سكن الدم وقيل بل سبعين ألفا مرتين وقيل بل قتل بختنصر أربعين ألفاً ممن يقرأ التوراة وخرب بيت المقدس وذهب بالبقية إلى أرضه فاستعبدهم هناك في الذل والخدمة بالخزي والنكال والعقاب على ما فعلوا مائة عام وقيل أن بختنصر وجنوده كانوا عبادا مؤمنين لله وهم البقية الباقية من إتباع النبي يونس فهم من بلده وباقي عشيرته وقيل هم العمالقة (البدو الرحل المقاتلين) وكانوا كفاراً ولكنهم عبيد لله ففي قراءة {عَبِيداً لَّنَا}

فإن سأل سائل هل يصح أن يبعث الله الكفرة على ذلك ويسلطهم عليه تكون الإجابة أن الله خلَّى بينهم وبين ما فعلوا ولم يمنعهم قيل هو ملك الموصل سنحاريب وجنوده أو قوم من أهل فارس وقالوا بل سلَّط الله عليهم سابور ذا الأكتاف من ملوك فارس وأيا من كانوا فقد كانوا ذوي عدد وقوة في القتال فجاسوا خلال الديار وجاسوا إما هي وصف لما فعلوه أي أنهم تملكوهم ومشوا خلال ديارهم إذلالاً وتكبراً وقهراً أو مشَوا بين منازلهم يتجسسون أخبارهم ولم يكن قتال وزاد البعض قليلاً فقالوا بل عاثوا وأفسدوا يقال: جاسوا وحاسوا فهم يجوسون ويحوسون إذا فعلوا ذلك وقد تكون جاسوا وصفاً لنتيجة تالية لما فعلوه بهم وهذا لمن قالوا بالتقتيل وقد حدث أكثر من مرة فقتلوهم وبلغ من تقتيلهم أنهم طافوا خلال الديار ينظرون هل بقي أحد لم يقتلوه؟ ليفعلوا لأن "الجوس" هو طلب الشيء باستقصاء فقد استقصوا في طلب قتلهم ويمكن أن تقول بلغة اليوم " تمشيط" الديار بحثا عنهم لقتلهم بعد أن قتلوا من قتلوا وقيل قتلوهم حيثما وجدوهم بين بيوتهم وفى شوارعهم أو في داخل مخادعهم وديارهم

واعلم أنه لا يتعلق كثير غرض في معرفة أولئك الأقوام بأعيانهم بل المقصود هو أنهم لما أكثروا من المعاصي سلط عليهم أقواماً قتلوهم وأفنوهم{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً} و"الكَرَّة":الرجعة والدُّولة أي ثم بعد مرور سنوات أو وقت مقدور غيرنا الأحوال وبدلنا الحوادث وأظفرناكم بهم والخطاب مازال لبنى إسرائيل: وذلك حين قتل داودُ جالوتَ وعاد ملكهم إليهم وحكي أن رجلاً دعا على «بختنصر» فقتله الله فبقتلُ بُخْتنصّر واستنقاذُ بني إسرائيلَ أُسراهم وأموالَهم ورجوعُ المُلْك إليهم ولكن لم تقم لهم دولة بذاتهم وقيل ذلك أنه لما ورِث بهمنُ بنُ إسفنديارَ المُلكَ من جدّه كشتاسفَ بنِ لـهراسب ألقى اللـه تعالى في قلبه الشفقةَ عليهم فردّ أُسراهم إلى الشام وملّك عليهم دانيال فاستولَوا على من كان فيها من أتباع بُخْتنصر وقيل بظهور كورش الهمذاني على بختنصر وقيل: قيض الله ملكاً آخر غزا أهل بابل واتفق أن تزوج الملك بامرأة من بني إسرائيل فطلبت تلك المرأة من ذلك الملك أن يرد بني إسرائيل إلى بيت المقدس ففعل فأخذوا ما كان في يد بختنصر من المال والأسرى

وبعد مدة قامت فيهم الأنبياء ورجعوا إلى أحسن ما كانوا أي صاروا أكثر عدداً وأموالاً وأنصاراً منهم بعد الانتقام منهم في المرة الأولى وكان ذلك بعد مدة من الزمن قدرها بعضهم بمائة سنة حين تاب بنو إسرائيل عن ذنوبهم ورجعوا عن الإفساد {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً} فإن أحسنتم بفعل الطاعات فإنَّ ببركة تلك الطاعات يفتح الله عليكم أبواب الخيرات وإن أسأتم بفعل المحرمات فقد أسأتم إلى أنفسكم فإن بشؤم تلك المعاصي يفتح الله عليكم أبواب العقوبات فإذا جاء وعد عقاب المرة الثانية أو وعد المرة الآخرة وهنا كما قيل في المرة الأولى أراء كثيرة للسادة المحدثين والعلماء أشهرها: بعثنا تطوس بن إسبيانوس الرومي مع جنوده ليجعلوا آثار الحزن ظاهرة في وجوهكم كما بكثير من كتب التفسير أو بعث الله عليهم قوماً ليسوءوا وجوههم فيظهر عليها أثر الحزن والقهر والمذلة بما استحقوا من العقاب

وعندها يدخل القاهرون الذين على أيديهم جاء العقاب المسجد أي بيت المقدس أو الأرض المقدسة فيستولون عليه أو يدمروه ويقهرونهم عليه ويملكونه من اليهود ثانية كما حدث مع العقاب أول مرة عندما دخله بختنصر وأصحابه وليتبروا ما علوا تتبيراً فيهدِّموا ويدمِّروا ما أقاموا وبنوا أو ما شيدوا وأنشأوا من البيوت أو المباني وقال بعضهم المرة الثانية هي مرة بختنصر إذ أن بختنصر غزاهم ثلاث مرات متتاليات وكانت ثالثتهم هي المدمرة {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً} وإن عدتم للإفساد المرة الثالثة فإنه جلَّ وعلا يعود للانتقام منهم بتسليط أعدائهم عليهم فالوعيد إن تكرر الإفساد تكرر الانتقام ولم يبين سبحانه هنا هل عادوا للإفساد المرة الثالثة أم لا؟ ولكنه أشار في آيات أخر إلى أنهم عادوا للإفساد بتكذيب الرسول صلي الله عليه وسلم وكتم صفاته ونقض عهوده ومظاهرة عدوه عليه ومحاولة قتله كما ورد في السنة الشريفة إلى غير ذلك من أفعالـهم القبيحة فعاد اللـه للانتقام منهم تصديقاً لقولـه بأن سلط عليهم نبيه صلي الله عليه وسلم فجرى على بني قريظة والنضير وبني قينقاع وخيبر ما جرى من القتل والسبي والإجلاء وضرب الجزية على من بقي منهم وضَرْب الذلة والمسكنة وربما كانت الثالثة والرابعة أو أكثر فقد تكرر الفساد والعقاب والعودة إلى الله ورفع العقاب وتحسبن الإحوال ثم تدور الدورة فتكرر ذلك العديد من المرات والله أعلم بمراده في آياته


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
21-12-12, 08:21 am
نقول وبالله التوفيق وقد رأى رأينا هذا آخرون من المتأخرين أيضاً إذ إنه مرتبط بالحوادث التي جدَّت منذ وعد بلفور وحرب عام 1948 وقيام دولة إسرائيل وهذه كلها غيبيات لم يطلع عليها أسلافنا المفسرون فبالله عليكم ماذا يقول سادتنا العلماء السابقون لو رأوا ما عليه اليهود اليوم من الغلبة والقوة والمنعة والقهر والإفساد الذي عمَّ البلاد والعباد ووصلوا به أن تحكموا في أقوى دول العالم وصارت أهم قرارات أكبر محافل الدنيا لا تتخذ إلا وعيون كبرى قادة العالم على تملقهم وطلب رضاهم بما نسمى هذا العلو في الأرض الذي بلغوه والفساد الذي أحكموه ورأينا أن أغلب ما قيل في تعيين مرات الفساد كان مرتبطاً في تعيينه من كونه الأولى أو الثانية بقتل الأنبياء مع أن الله ذكر قتل بني إسرائيل للأنبياء في كتابه الكريم بمواقف مختلفة ولم يعبر عن موقف واحد منها بلفظة الفساد وإنما يقول"يقتلون الأنبياء" وكان ذلك حوالي ثلاث عشرة مرة

ولو كان معنى الإفساد في الأرض مخصوصاً بقتل نبي بعينه فإن الله أخبرهم أن قتل نفس واحدة عنده كقتل الناس جميعاً فليس قتل نبي بعينه يكون بالضرورة المقصود من الإفساد الأول أو الثاني لأنهم كانوا يقتلون سبعين نبياً في الصباح ويعقدون أسواقهم بالعصر فكم وكم من الأنبياء قتلوا أو آذوا أو حاولوا أن يقتلون حتى نبينا صلي الله عليه وسلم حاولوا قتله وكما ترون فليس في كلام المفسرين من تعيين مرَّتي الإفساد في الأرض من أمر قاطع أو تبرير ساطع يصمد للنقد فقد تعددت الآراء واختلفت وتجمعت وافترقت ومن هنا فنحن نرى أن الله تعالى لم يعين أحداثاُ بعينها لعلمه أن غيبه عجيب غريب فلو أخبر الله أحداً بالتصريح أن اليهود الضعفاء المتفرقين الجبناء سيتمكنون من السيطرة على اقتصاديات العالم ويكون بيدهم مفاتيح السيطرة على زعمائه وقواده وسيفسدون الدنيا فساداً ما سبقه إليهم أحد من خلقه ربما ما صدق ذلك أحد منهم بسهولة أبداً

فإننا نرى أن كل ما سبق من إفسادهم في الأرض شاملاً كلّ ما كان منهم من سوء فعالهم وقبيح خصالهم أينما سكنوا وحلوا من لدن نبيهم موسى إلى أن شتتهم الرومان في الأرض وبعثروهم في كل مكان فكل هذا شاملاً للمرة الأولى التي حددها الغالبية العظمى بأنها مرة بختنصر ثم مرات عديدة من باب وإن عدتم عدنا وهذا بما يشمل من أفعال البابليين والآشوريين والرومان قتلاً وتدميرا واستعباداً وتشريداً ثم عودة مُلكهم في وسطها وتحسن أحوالهم مرات عديدة وسلبهم مُلكهم ثانية وقتلهم وسبيهم وانتهى الأمر بانتقام الله منهم من باب وإن عدتم عدنا بأن شتتهم الرومان في جميع الأنحاء فهذه كلها بما فيها من علو وخفض أو إفساد وعقاب ثم عودة لله وتوبة وإعادة وإصلاح وأوبة هي المرة الأولى ومكررات "وإن عدتم عدنا"

ثم عاشوا المئات من السنين كذلك وهم مشتتون لا دولة لهم ولا شوكة ظاهرة لهم إلا محافظتهم على مجتمعاتهم الصغيرة وتمسكهم بتقاليدهم وطبائعهم وسلوكياتهم وحلمهم بالعودة للأرض المقدسة التي حرموا منها وفى انتظار حدوث الفساد الثاني القاهر أو الآخر وانتقام الله الماحق فكان قيام دولة إسرائيل عام 48 بعد وعد بلفور وقد أطلق عليه اليهود وعد العودة للأرض المقدسة أو هو في الحقيقة باب وعد الآخرة ولذا قال الكثيرون من المحدثين أن تعيين المرتين هو في الحقيقة مرتبط بقيام دولة لليهود وهم لم تقم لهم دولة إلا مرتين فكأن الله تعهد لبني إسرائيل بقيام دولة لهم في هذه الأرض مرتين وبيَّن أنهم سيفسدون في هاتين الدولتين إفساداً ويعلون علوا كبيراً ثم يأتيهم انتقام الله ويُدَمَّرُون في كل مرة ويُسْلَب منهم مسجدهم أو بيت المقدس ويدمر[1] فالدولة الأولى هي التي أقامها سيدنا داود وسيدنا سليمان وحكما فيها ملوك بني إسرائيل من ذرية سليمان فأكثروا في الإفساد في الأرض وانحرفوا عن منهج الأنبياء والدولة الثانية هي إسرائيل في فلسطين والفساد والقهر والعلو فيها بالفعل قد عمَّ جميع الدنيا بلا استثناء

ثم جاء الفساد الثاني وهو الذي لم يره المفسرون القدامى أبداً وقامت دولتهم في إسرائيل كما قلنا وهذا هو التغير الأكبر الذي حدث لهم منذ أيام سيدنا سليمان فإنهم لم تقم لهم قائمة حقيقية كدولة بعد ملك داود وسليمان إلا باحتلالهم لفلسطين فنحن الآن في قلب المرة الثانية من الفساد وقد أوشكت على الانتهاء ومجيء عقابها مجيء وعد المرة الثانية أو المرة الآخرة و يؤيد ما ذهبنا إليه أن المرة الآخرة وصفها الله في موضع آخر من السورة بقوله {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً} فلكي تتحقق هذه الآية لابد أن يأتوا لفيفا من جميع البلاد وهذا ما حدث عندما أتت بهم مقادير الله لفيفا من جماعات وجماعات إلى فلسطين من جميع البقاع والأصقاع جمعهم فيها الله بوعد بلفور وهو باب تنفيذ وعد الآخرة ليلقوا في فلسطين وعد الآخرة

فالمرة الآخرة والتي فيها تدمير ما علوا تدمير والتي قبلها قد علوا في الأرض علواً كبيرا وتمكنوا من أن يبسطوا كبرهم وعلوهم وفسادهم في الأرض كلها وهى ما نحن فيه اليوم وهى التي بدأت من احتلالهم لفلسطين وما رافق ذلك وما تلاه من فظائع يشيب لها الولدان ولا يتخيلها عقل إنسان وسيبعث الله عليهم العباد أولى البأس الشديد ولا مانع من أن يتكرر جزء مما حدث من باب وإن عدتم عدنا فعند نفاذ وعد الانتقام منهم وظهور غيوب الأقدار فسيجوس العباد أولو البأس الشديد خلال الديار ولكن بما يناسب الزمان وتطور العلم والأوان فسيجوسوا بآلاتهم وأدواتهم وأجهزتهم وأدواتهم المتطورة والتي سيتمكنون بها من رؤية ما وراء الأشجار وخلف الجدر التي تحصنوا بها وما في داخل البيوت وحتى ما هو تحت الملابس وهذا العجب صار حقاً واقعاً الآن من القدرات التكنولوجية ولكن لابد من تسلح العباد أولى البأس الشديد بكل تلك القدرات حتى ينطبق الوصف عليهم لابد أن يستعدوا لهم برباط الخيل الحديث التكنولوجي وبكل ما أنتجت القريحة المتطورة حتى يكونوا جديرين بظهور النور على أيديهم وبدخول المسجد وتطهيره واستنقاذه من بين أيديهم للمرة الأخيرة إن شاء الله إنهم عباد الله أولى البأس الشديد والذين سيفعلوا ما به تسوء وجوه اليهود وتسعد به وتهنأ وتستنير وجوه أهل الإيمان
[1] لاحظ أن فتح المسلمين لبيت المقدس لم يكن فيه تدمير لبيت اليهود ولا لهيكلهم لأنه ليس بقائم يومها وهم لم ينتقموا من اليهود فليس هذا الأمر بذي علاقة بالتدمير الأخير ولذا فاليهود وبعد استيلائهم على القدس يجدون الآن في الحفريات تحت المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وربما أقاموا رمزا للهيكل في الأيام القادمة وقد زعموا أنهم رأوا أساساته وهم بصدد ترويج أفكار إنشاء الهيكل مرة أخرى


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
22-12-12, 11:04 am
{لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ} وهذا تعبير غريب قد مرَّ عليه المفسرون القدامى مرور الكرام بما كان لديهم من العلم المناسب لأوقاتهم ولكن الأمر اليوم يختلف بالنسبة لنا ولنظرنا في آيات ربنا في ضوء ما هدى الله إليه البشرية من التطور والعلم ففي الماضي كان لا يمكن أن يتأكد كيف سنعرف أنه قد ساءت وجوههم أو تكدرت أو غلب عليها الحزن والسواد أو الانكسار وكلها شئون معنوية لم يمكن حفظها من قبلهم إلا بالرواية فقط ومهما كانت من أخبار فلم يرد لنا مثل ذلك أبداً كما وردت أخبار مثل المسخ والخسف وغيرها وكلها حفظها التاريخ ولذلك فما تفسير أن الأخبار الواردة والتاريخ المسجل لم يترك ما به يفسر كيف لو أن المرة الثانية {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ} قد مرَّت بالفعل فأين التفسير العملي الذي يحفظ ما حدث لوجوههم لا يوجد

ولذا فهذا من الأسباب أن المرة الآخرة لما تأتى بعد بالإضافة أن سوء حالة الوجوه ليست في حقيقتها المعنوية نتيجة متعينة بمرَّة محددة إذ أن من الطبيعي أن كل أناس يقهرون ويغلبون ويظهر عليهم أعداؤهم تسوء وجووهم هذا طبيعي فلما إذاً اختارها الله علامة لتلك المرة تستأهل أن يخلد الله ذكرها في كتابه؟ لابد أن تكون شيئاً غير معتاداً ولا هيناً لتكون علامة فارقة على انتقام الله من هؤلاء الأقوام الطغاة المفسدين هذا لأن تلك المرة عندما تحدث سيكون الله قد جهَّز الله مسرح الدنيا لظهور تلك العلامة ويرى الخلق كلهم كيف تسوء وجوههم فهذا من إعجاز الله الذي سلَّط الضوء على ما سيحدث لوجوههم وهذا اختيار غريب ليكون دليلاً على العقاب

وهو شيء لم يمكن للبشرية تسجيله سابقاً ولكن اليوم مع التصوير والنت والتكنولوجيا الحديثة فسوف ينقل لنا الله بتلك الأجهزة صور وجوههم وعليها الخزي والسوء والحزن والعار والاستسلام عندما يهزمون لما يحيق بهم وعد الآخرة على مرأى ومشهد من الدنيا كلها وستظهر الآية جلية ونعرف لم ذكرها الله كعلامة فارقة للانتقام منهم في المرة الآخرة وسيعرضهم الله على سينما الوجود حقيقة لا خيالاً بتلك الوجوه الكالحة الحزينة ونشير جميعاً إليها ونقول: الله أكبر نعم صدق الله وهذا ما جاءنا من خبر الله في كتاب الله فلابد إذاً أن تكون
الآية هائلة ومؤثرة ومناسبة للحدث وتكون فضيحتهم على جميع الفضائيات وجميع الشاشات تماماً كما أن آيات فجرهم وإفسادهم وكبرهم وعلوهم على جميع الفضائيات وكل الشاشات

بل وربما رأينا ما يحدث لهم على موجات هوائية في الفضاء لأن أبحاث نقل الصور بأبعاد الطاقة ورؤيتها بدون شاشات وإنما للعقول مباشرة قد حققت نجاحاً ملحوظاً والله أعلم أين سنكون بعد سنوات وربما حدث شيء لوجوههم من استخدام سلاح ما أعدوه ليصيبونا به أو من تفجير ذرى أو من تأثير الدخان الذي سيغشى الناس (أي غير المؤمنين) أو من أخطار بيولوجية أو كيميائية يعدونها لإهلاكنا فيردها الله إلى نحورهم ويظهر أثرها على وجوههم ويراه الناس في الدنيا كلها ويحفظ الله المؤمنين كما أخبر في آياته ولا حرج على عجب غيب الله فإن غيبيات الله ساطعة بينة عند ظهورها والله متمٌّ نوره ولو كره الكافرون

ونحن نختم بكلمة ونقول أنه قد وردت في كل هذه الشؤون آثار كثيرة إسرائيلية منها الموضوع أو ما يحتمل الصحة وقد رويت فيها أحاديث ثبت وضعها أو ضعفها ونهاية المطاف ففيما قص الله علينا في كتابه مجملاً غني عما سواه من بقية الكتب قبله ولم يحوجنا الله ولا رسوله إليهم ولو كان في تفصيل ما أبهم الله في آياته فائدة قوية ترجى لفصَّله الله في كتابه أو على لسان حبيبه ولكنها إنما هي قصص للعبرة والاعتبار وللشهادة على من سبقونا من الأمم أو في إثبات أخبار غيبية فيما يستقبل من الأيام بما لا يقدح في الإيمان إجماله وإبهامه فمجمل الأمر أن الله أخبرنا عنهم أنهم لما طغوا وبغوا سلَّط عليهم عدوهم فملك مسجدهم واستباح حماهم حتى دخل بيوتهم وشوارعهم وأذلهم وقهرهم جزاء وفاقاً وما ربك بظلام للعبيد فإنهم كانوا قد أفسدوا وتمردوا وقتلوا من الأنبياء والعلماء وإن عادوا لذلك المسلك عاد الله لتأديبهم وقهرهم فإن تابوا وأنابوا عاد الله بعفوه ورحمته

منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
23-12-12, 06:04 pm
كثر الحديث عن الأسباب التي أدت إلى ثوران الشعوب وإلى انتفاض الملايين من الناس وأنا أرجع هذا إلى أسباب عديدة منها أسباب تكون مدخلاً للعبور إلى أحداث النهاية فالسبب الأول هو فقدان الرحمة بين الخلائق وأسألكم: لماذا يرحم الله القادة والحكام إذا لم يرحموا المحكومين والأنام؟ ولماذا يرحم الله خلقه إذا لم يتراحموا فيما بينهم؟ لماذا يبسط الله نعمه على عباده ويحييهم في سهولة وبسط ويسر وهم يشددون على بعضهم ويقسون؟ألم يقل رسول الله لكل من أحبَّ أن يكون بمنأى عن غضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة أن يرحم خلق الله حاكماً أو محكوما فقال صلي الله عليه وسلم {مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ} وقوله {الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ في اْلأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّماءِ}[1] وكلكم يعلم أين كنا وكيف كنا وكيف كانت رحمة بعضنا لبعض ولا حاجة لبسط ذلك فالأمور أوضح لكل واحد من ضوء النهار جعل الله الأمة الإسلامية ناشرة للرحمة الإلهية رحمة تشريعية ورحمة حياتية ورحمة فكرية ورحمة قلبية ورحمة حسية ورحمة لكل عوالم الله العلية والدنية هذه الرحمة تقوم بها الأمة المحمدية ولذلك أفراد الأمة هم الرحماء {رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} هكذا وصفهم الرحيم فالرحمة هي المشرط في يد الأفراد الذي يقضون به على الجهالات وعلى الظلمات في كل زمان ومكان ليؤهلوا الخلق لرحمة الرحيم الرحمن

لم يحمل فرد من الأولين سيفاً يقاتل به ليقهر الناس على الإسلام وإنما حمل مشرطاً كله رحمة يعالج الخلق ويأسوا جراحهم به ليفيقوا لهذا الجمال وليستيقظوا لهذا الكمال وليلوح لهم ضياء الله الواحد المتعال واضحاً في كل أفعالهم وشئونهم وتحت جميع الأحوال وطالما كانت الأمة الإسلامية موسومة بصفة الرحمة وهى التي تسيطر وتهيمن على كل أفرادها صغيرها وكبيرها فهم في خير والأمثلة في ذلك من تاريخ الأمة لا حدَّ لها ولا حصر ولكنى سأختار منها أمثلة من سيرة سيدنا عمر بن الخطاب لم؟ ليكون ذلك تأكيداً لكل واحد منَّا أن الرحمة لا تتنافى أبداً ولا تتعارض مع عدل الحاكم وقوة الحاكم في الله وشدته في إنفاذ الشرع وإدارة شئون الأمة انظر إلى هذه الرحمة في يد عمر يمشى في جنح الظلام يتحسس ويتعسس البؤساء والتعساء والفقراء يمشى ومعه عبد الرحمن بن عوف فيشاهد ناراً من بعيد تحت قدر فيذهبا إلى حيث النار وعندما يقتربا منها يسمع عمر بكاء صبية صغار وبكاء الصغير له شأن كبير فبكاء الطفل الصغير يؤثر في صاحب القلب الكبير إذا لم تتأثر ببكاء الطفل فاعلم أن على قلبك قفل – أي طفل كان - أنا آونة أبكى لبكاء الطفل لأنه لا سلطان له ولا دافع له إلا الله

وقد روت السيدة عائشة عن رسول الله لما رآه الإعرابي يُقَبل الحسن والحسين فقالت {جاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ فقالَ: أَتُقَبِّلُونَ الصبيانَ فما نُقَبِّلُهُمْ فقالَ رسولُ الله: أَوَ أَمْلِكُ لكَ أَنْ نَزَعَ الله الرحمةَ مِنْ قَلْبِكَ}[2] فعندما اقترب عمر من النار عنَّف المرأة التي توقد النار على القدر وقال لها: يا أمَةَ الله لِمَ يبكى هؤلاء الصغار؟ قالت: من الجوع قال: ولِمَ تتركيهم جياعاً؟ قالت: لا أجد فأوقدْتُ لهم القدر على الماء لأعللهم حتى يناموا فماذا فعل عمر عندئذ؟ وهنا فقرة اعتراضية لتتضح باقي القضية عمر بدَّله الله أخلاقاً عالية على يد رسول الله (عمر وهو الذي قيل في شأنه أنه قبل إسلامه حفر حفرة ليدفن فيها ابنته حية وكان التراب يأتي على لحيته فكانت تمسح التراب عن لحيته ومع ذلك لم يرحمها ووأدها – قيل هذا وإن كنت لا أستريح لهذه الرواية ولذلك أقولها حتى أقول لهم لا يُحدثون بها لأنها لا تليق بعمر لقوله صلي الله عليه وسلم {النَّاسُ مَعَادِنُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ خِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا}[3] فمثلاً أبو بكر حرَّم على نفسه الخمر في الجاهلية وكلهم كانوا على هذه الشاكلة فإياكم وهذه الروايات الإسرائيلية ومنها الكثير ونعود لموضوعنا فما كان من عمر إلا وذهب هو وعبد الرحمن بن عوف إلى بيت المال وقال: إحملنى هذا الجوال من الدقيق على ظهري قال: أحمل عنك يا أمير المؤمنين قال: أتحمل عنى يوم القيامة وحمل جوال الدقيق على ظهره وأعطى عبد الرحمن السمن وذهبا إلى المرأة فقال: يا أمة الله ضعي الدقيق ومعه السمن وأنا سأنفخ لكي في النار حتى يطيب الطعام فأخذ ينفخ في النار وسواد النار يأتي على وجهه ولا يعبأ حتى قالت له المرأة : والله يا هذا لأنت أولى بأن تكون أمير المؤمنين من عمر


لِِمَ يتحدث العالم كله عن عمر وأمثال عمر؟ للرحمة القرآنية النبوية التي استمدوها واستهدوا بها وتأسوا في هديها من خير البرية صلي الله عليه وسلم لو كان كل حاكم أو رئيس في عمله على هَدْى عُمر أو لو كان على هدى نبينا الذي علَّم عمر لو كان كل حاكم يقابل من يأتيه بالمودة واللين والرحمة كما يقابل أبنائه وأهله ومعارفه لو كان كل حاكم يبحث عن حاجات شعبه ليقضيها كيف سيكون حال المسلمين؟ لكنهم كانوا كما قال الحبيب واسمعوا وعوا {لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلاّ مِنْ شَقِّي}[4] كل من انتزعت عنه الرحمة اعلم علم اليقين أنه شقي وهؤلاء الأشقياء يقول فيهم أمير الرسل وسيد الأنبياء {الدنيا دار فناء ومنزل بلغة وعناء قد نزعت عنها نفوس السعداء وانتزعت بالكره من أيدي الأشقياء فأسعد الناس فيها أرغبهم عنها وأشقاهم بها أرغبهم فيها هي الغاشة لمن انتصحها والمغوية لمن أطاعها والجائرة لمن انقاد لها والفايز من أعرض عنها والهالك من هوى فيها}[5] فالأشقياء لا يتركونها إلا كُرهاً مرغمين إما من قِبَل من حولهم قهراً وجبراً وإما إذا جاء أجلهم فلا تخرج الدنيا من أيديهم بهوادة

وقد نرى أن عندهم الدنيا ولكنهم هم من قال الحبيب في شأنهم {لَوْ أَنَّ لابنِ آدَمَ وادِيَيْنِ من ذَهَبٍ لابْتَغَى إِلَيْهِمَا مِثْلَهُ ولا يَمْلأُ جَوْفَ ابنِ آدَمَ (وفى رواية: فاه ابن آدم وفى أخرى مشهورة: عين ابن آدم) إلا الترابُ ويتوبُ الله عَلَى مَنْ تَابَ}[6] لم يقل المؤمن ولكن قال ابن آدم لأن المؤمن بعيد عن هذا الأمر إذ أن حال المؤمنين في كل زمان ومكان هو الرحمة التامة لجميع الأُمة ولو نظرت في أصحاب رسول الله الذين تقلدوا الولايات وقرأت سيرتهم تجد العجب العجاب في أحوال هؤلاء القوم انظر إلى سلمان الفارسي عندما عُيِّن أميراً على المدائن كان يتجول في المدينة وإذا برجل تاجر غريب داخل المدينة ومعه حمل ثقيل فقال هذا الرجل لسلمان : يا هذا احمل عنى فحمل عنه وبينما هو سائر إذا رجل يقول له: أيها الأمير فقال الرجل: الأمير يحمل عنى قال: وما عليك .. والرجل الأعمى الذي اصطدم به عمر بن عبد العزيز في المسجد وهو يسير فيه فلم ينتبه إليه فصاح الرجل: أأنت أعمى؟ قال: لا واعتذر له فصاح به الناس يريدون أن يؤدبوه كيف يخاطب الخليفة هكذا فقال : أتركوه سألني أأنت أعمى فقلت له لا أي قوم هؤلاء هؤلاء أرقى من القديسين ومن ملائكة الله الكروبيين في أخلاقهم وأحوالهم

عمر بن العزيز كان وهو والياً على المدينة يأتيه التاجر بالحلة من الحرير بألف دينار فيمسكها بيده ويقول: ما أحسنها إلا أنها خشنة وعندما وُلىَّ الخلافة وحمل الحمل الثقيل للخلافة أحسَّ أنه عبء فكان يأتيه التاجر بالثوب بدينار واحد فيقول: ما أحسنه إلا أنه ناعم وأول ما وُلى الخلافة وكانت زوجته ابنة خليفة وإخوتها خلفاء فقال: يا فاطمة اختاري إما أن تأتى بالذهب الذي معك ويوضع في بيت مال المسلمين وإما لا حاجة لي به – وهذا سر الأمر فالرجل من لم يُملك زمامه لامرأته فزمامه لله تعالى ولرسوله لأنه إذا ملَّك زمامه لامرأته فسدت كل الأمور فقالت خذه فأخذ مالها ووضعه في بيت مال المسلمين هذه لقطة واللقطة الثانية بعدها بسنوات عندما جاء أجله وقف حوله أولاده وكانوا ثماني عشرة فقال له ابن عمه وأخو زوجته هشام بن عبد الملك: يا أمير المؤمنين تترك أولادك هكذا فقراء يتكففون الناس فقال: إنَّ بني أحد رجلين أما الصالح منهم فالله يتولاه {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} وأما غير الصالح منهم فما كنت أعينه على فجوره فيحاسبني الله على ذلك وترك لكل رجل منهم ديناراً وتاجروا فما مرَّ عليهم عام إلا وأصبح مع كل رجل منهم مائة ألف دينار من التجارة الحلال ألم يقل الله {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً}

وخذ اللقطة الثالثة المقابلة أبناء هشام بن عبد الملك ترك لكل رجل منهم مائة ألف دينار فما مرَّ عليهم عام إلا وصاروا يتكففون البيوت يسألون الناس ألم يقل الله في المقابل {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} فالرحمة التي أوجدها الله في المؤمنين والمؤمنات وبها سر السعادة في الدنيا وسر الفوز والنجاة يوم الميقات أن المؤمن عنده إحساس بكل من حوله يشعر بهم ويحس بمشاكلهم قال حبيب القلوب صلي الله عليه وسلم {لَيْسَ المُؤْمِنُ الَّذِي يَبِيتُ شَبْعَاناً وَجَارُهُ جَائِعٌ إلَى جَنْبِهِ وفى رواية : مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ}[7] إذاً شرط الإيمان أن يشعر بحاجة جيرانه وأن يشعر بأحوال إخوانه المؤمنين وأن يعاملهم بالإيثار كما أخبر الواحد القهار{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}وهذه هي الروح التي نحتاج إليها الآن ليرجع إلينا الخير في كل مكان فليس الأمر التخلص من رجال ومجئ رجال لكن الأمر التخلص من أوحال اتسم بها رجال والتَحَلِى بأخلاق وكمالات كان عليها سيد الرسل ومن حوله من كُمَّل الرجال وهذا هو بيت القصيد في هذا الأمر لأن شرط الرجال {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} الرحمة أولاً ولذلك إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله انظر إلى الرحمة التي في قلبك لمن حولك من خلق الله إذا لم يكن عندك رحمة فليس لك مقام ولا كرامة عند رب العالمين {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم}

الناس لا تحب إلا الرحماء فالطفل لا يحب إلا من يُربت عليه أو من يبحث عنه لكن من يعامله بفظاظة وغلاظه لن يحبه وكذلك المرأة فالمرأة تبغض زوجها إذا كان غليظ الطبع وقاسى القلب ولكن إذا كان كله حنان ورحمة فلِمَ تبغضه؟ ولكن مشكلة أغلب بني الإنسان أنه لا يعرف عيب نفسه بل يرى العيب الذي فيه ميزة فيه وهذه مصيبة المصائب، وما الحل لذلك، قال صلي الله عليه وسلم {الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ المؤمن} وقال في الحديث الآخر{إِنَّ أَحَدَكُمْ مِرْأَةُ أَخِيهِ فَإذَا رَأَىٰ بِهِ أَذَىً فَلْيُمِطْهُ عَنْهُ} [8] انظر إلى مرآة إخوانك المؤمنين وابدأ بمرآة سيد الأولين والآخرين هل رسول الله ضرب زوجة من زوجاته قط؟ لم يضرب إحداهن قط، ولا قال لإحداهن قولاً قبيحاً أو هجراً بل كان يعاملهن المعاملة الراقية التي علَّمها له رب العزة ومن فرط رحمته كانوا منشغلين بالضيفان فكان يشاركهم تقول السيدة عائشة (كان رسول الله يعمل في مهنة أهله فكان يقُمَّ المنزل ويحلب الشاة ويُخيط ثوبه ويخصف نعله) كثير من الناس يتعجرف لفعل هذه الأشياء بنفسه لا مانع من طلبها من زوجتك لكن بطريقة لطيفة وهى الطريق التي يقول فيها الله {بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} فبهذه الطريقة ستجد الكل حريص عليك وطوع أمرك ويبحث عنك ويحاول أن يسعى لإرضائك لأن أي إنسان يريد الكلمة الطيبة والمعاملة الطيبة فإياك أن تعامل زوجتك على أنها عبده أو أَمَة فبذلك تكون قد أخطأت خطيئة لا يسعها السموات والأرض بل عاملها بما أمرك به الله {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} وكل إنسان فيه مشاعر الإنسانية وإياك يا أخي ثم إياك من تفجير مشاعر الظلم عند أي إنسان أياً كان حتى وإن كان صبياً صغيراً لأن هذا يهز السموات والأرض {يا أَيُّها الناس إِياكم والظلم فان الظلم ظُلُماتٌ يومَ القيامة}[9]
[1]صحيح ابن حبان عن أبى هريرة والثاني:سنن الترمذي عن عبد الله بن عمرو [2]عن عائشة سنن الكبرى للبيهقي رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن يوسفَ الفِرْيَابِيِّ [3]أخرجه أحمد عن أبى هريرة المسند الجامع [4] عن أبى هريرة مسند الإمام أحمد [5] الكشكول للبهاء العاملى [6]سنن الكبرى للبيهقي عن ابن عباس [7] ورواه الحاكم من حديث عائشة الترغيب والترهيب والثاني: رواه الطبراني والبزار وإسناد البزار حسن مجمع الزوائد[8]للطبراني في الأوسط والضياءُ عن أَنسٍ جامع المسانيد والمراسيل والثاني : للترمذي عن أَبِي هُرَيْرَةَ جامع المسانيد والمراسيل [9]مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر

منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
24-12-12, 09:07 pm
هناك نقطة أساسية لو وعاها كل واحد ما تجبَّر أحدٌ ولا تكبَّر ولكفى الخلق شروره ودام في الدنيا وفى الآخرة سروره ولكن قتل الإنسان ما أكفره قال الله تعالى كتابه الكريم {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} الله أمر عباده بتطبيق شرعه وكتابه فإذا طبقوا شرعه وكتابه فسيكونون في خير دائم وإذا أعرضوا عن الله يُسلط نفوساً على نفوس كما رأينا في جميع مراحل التاريخ وكما شاهدنا بأم أعيننا في الأيام الماضية في أحداث ثورة مصر في 25 يناير 2011 من بعد ثورة تونس قبلها بأسابيع قليلة والثورات الأخرى الجارية حالياً بالمنطقة فما أريد أن ألفت أنظاركم إليه هو أمرٌ غاب بشدة عن أذهان الكثيرين من الحكام والمحكومين غاب عن الحكام فطغوا وتجبروا وتزينوا بما لا يحقُّ لهم وغاب عن المحكومين أيضاً فخنعوا وخضعوا وتركوا ما يحقُّ لهم أتعرفون ما هو؟ هو العزَّة نعم العزَّة فالعزَّة هي مربط الفرس وحجر الزاوية والنقطة التي تزلُّ فيها الأقدام ويسيل لها لعاب الحكام وأولو الأمر وأهل المال والنفوذ فيهلكون فيها ويضيع فيها أيضاً المحكومون ويرتضون المهانة والمذلة ويرخون الحبال لحكامهم فيحكمونها حول رقابهم هل فهمنا؟ الأمر من الطرفين كيف؟

قال المصطفى صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف مخبراً عن الغيوب العليَّة {إِنّ لله ثَلاثَةَ أَثْوابٍ اتّزَرَ الْعِزَّةَ وَتَسَرْبَلَ الرّحْمَة وَارْتَدَى الْكِبرياء فَمَنْ تَعَزَّزَ بِغَيْرِ ما أَعَزَّهُ الله فَذلِكَ الّذِي يُقال لَهُ {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} وَمَنْ رَحِمَ النّاسَ بِرَحْمَةِ الله فَذلِكَ الّذِي تَسَرْبَلَ بِسِربالِهِ الّذي يَنْبَغي لَهُ وَمَنْ نَازَعَ الله رِداءَهُ الّذِي يَنْبَغي لَهُ فَإِنّ الله يَقولُ: لا يَنْبَغي لِمَنْ نازَعَني أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّة }[1] فالكبرياء ثوب ليس لأحد إلا لله والرحمة ثوبٌ يحب الله من خلقه جميعاً أن يتزيوا به أما العزَّة فإن الله تعالى يذلُّ كل من تعزز بغير ما أعزَّه الله به فبمَ أعزنا الله؟ أعزنا الله به سبحانه وبرسوله وبدينه الإسلام واسمعوا لما جرى بين عمر وأبى عبيدة بن الجراح في موقف من أندر الحوادث في التاريخ {لما قدم عمر الشام عرضت لـه مخاضة فنزل عمر عن بعيره ونزع خفيه ثم أخذ بخطام راحلته وخاض المخاضة فقال لـه أبو عبيدة: لقد فعلت يا أمير المؤمنين فعلاً عظيماً عند أهل الأرض نزعت خفيك وقدمت راحلتك وخضت المخاضة قال: فصك عمر بيده في صدر أبي عبيدة فقال: أوه لو غيرك يقولـها يا أبا عبيدة أنتم كنتم أقلَّ الناس وأذلَّ الناس فأعزَّكم اللـه بالإسلام فمهما تطلبوا العزَّة بغيره يذلكم اللـه تعالى}[2] فمن أراد العزَّة وأحبَّ أن يكون عزيزاً فليس إلا سبيلٌ واحدٌ {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً}

فكلها لله وهو يهبها لمن اتبع دينه فكان على هداه فصار متسربلاً بسربال عزة دين الله وليس لهواه عليه من سبيل {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ويعلم كل طالب للعزة والرفعة والمنعة أنها حق أحقه الله بدين الله لجميع أهل الإيمان فمهما أعزَّه الله بالمال أو السلطان فلا يرى نفسه فوق الناس فهم جميعا يلبسون نفس ثوب عزة الإسلام وليس لأحد أن يكون أعزَّ ولا أكرم من إخوانه المسلمين مهما ولاه الله تعالى من أمورهم وشئونهم ويأتي الوجه الآخر للقضية فلو تعزَّز أحد بغير دين الله وأراد أن يذيق الناس الذَّل والهوان ويخلع عنهم ثوب عزة دين الله الذي أعزَّهم الله به فهل يتركونه يخلع عنهم ما كساهم الله؟ لو تركوه يفعل ذلك بهم لاستحقوا الذَّل والهوان لتفريطهم في حقهم لماذا؟ لأن تحذير رسول الله في الحديث للطرفين المؤمن دائماً عزيز بالله وبدين الله فإن حَكَمَ عزَّ وتعزَّز بالله وبدينه لا بشيء سواه من السلطة أو الزخرف والجاه والمال وإن حُكِمَ فهو أيضاً عزيز بالله وبدين الله ولا يرى لحاكمه عزة فوق عزته فكلهم عزتهم بالله وبدينه وهو أبداً لا يرضى بالذل ولا بالهوان ولا بالاستكانة ولا بالضعف ولا يسمح لأحد ما كان أن يسلبه ثوب العزة وسأعطيكم أمثلة على عزة المؤمنين محكومين من العامة أو أعلى مثل العلماء أو السفراء مثلاً أو حتى الأسرى وحكاماً في السلم والحرب حتى تعلموا أن العزة هي رأس مال المسلم أينما ذهب وأينما حل وإليكم الأمثلة:

حكي أن عضد الدولة أراد أن يبعث رسولاً إلى الروم وعلم أنهم يسألون ويناظرون فأشاروا عليه أن يرسل القاضي أبا بكر فبعثه إلى قيصر فلما وصل وأراد الدخول علم الحاجب أنه لا يسجد للملك كما تفعل الرسل فصنعوا له باباً قصيراً ليدخل منه إلى قيصر ولابد له أن ينحني ليدخل فلما رأى القاضي الباب عرف ذلك ولم يخش إلا الله و أدار ظهره إلى الباب ودخل راكعاً ظهره إلى الباب وإلى الملك فتعجب قيصر من فطنته ووقع في نفسه هيبته وشجاعته وعزَّته وعزَّة الدين الذي أتى باسمه والقصة لم تنته لأن القاضي بفطنته فقه أنهم يريدون إذلاله والانتقاص من عزَّة دينه فشحذَّ همته وأحبَّ أن يعطيهم مثلاً آخر أنَّ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين فقد رأى القاضي عنده بعض الرهبان فخاطب الراهب وقال له مستهزئاً: كيف أنت وكيف أولادك؟ فقال له قيصر: إنك مقدم علماء هذه الملة ولا تعلم أنَّ هؤلاء متنزهون عن الزوجة والولد فقال القاضي: فإنكم لا تنزهون الله عن الأهل والولد وتنزهون هؤلاء فرهبانكم أجلُّ وأعزُّ عندكم من الله تعالى فأفحموا جميعاً وباءوا بالذل والخزي

فقال بعض حاشية طاغية الروم للقاضي يريد أن يذلَّه بالخوض في موضوع الإفك الذي جرى لعائشة رضي الله عنها فقال للقاضي: اخبرني عن زوجة نبيكم عائشة وما قيل فيها فقال القاضي فوراً: قيل في حق عائشة ما قيل في حق مريم بنت عمران وعائشة لم تلد ومريم ولدت وقد برأ الله تعالى كل واحدة منهما فأفحموا ولم ينطقوا بكلمة [3] وحين وجّه سيدنا عمر جيشاً إلى الروم وفيهم صحابي يقال له عبد الله بن حذافه فأسره الروم وأتوا به ملكهم وقالوا له إنه من أصحاب محمد فقال له: هل لك أن تتنصر وأشرِكَك في ملكي وسلطاني؟ فرد عليه: لو أعطيتني ما تملك وجميع ملك العرب على أن أرجع عن دين محمد طَرْفة عين ما فعلت فقال: إذاً أقتلك قال: أنت وذاك فأَمر به فصُلب وأمر الرماة أن يرعبوه بالسهام وهو يعرض عليه و يأبى فأمر به فأنزل ثم دعا بقدر ضخم فيه ماء يغلى فأحرق يداه في الماء ثم دعا بأسير من المسلمين فألقي في الماء وهو يعرض عليه النصرانية ويأبى ثم أمر به أن يُلقى فيها فلما ذُهب به بكى فأعادوه إلى الملك فعرض عليه النصرانية فأبى فقال: ما أبكاك إذاً؟ قال: أبكاني أنك أمرت أن ألقى في القدر فأموت من ساعتي وكنت أشتهي أن يكون بعدد كل شعرة في جسدي نَفْس تموت في الله فقال له الطاغية: هل لك أن تقبّل رأسي وأخلّي عنك؟ قال له عبد الله: وعن جميع أساري المسلمين؟ قال: نعم قال عبد الله: فقلت في نفسي: لا أبالى أن أقبِّل رأس عدواً من أعداء الله يطلق سراحي ومعي أساري المسلمين فقبّل رأسه فدفع إليه الأسرى (ثمانين أسيراً) فقدم بهم على عمر فقال عمر {حقٌّ على كل مسلم أن يقبّل رأس عبد الله بن حذافه وأنا أبدأ فقام عمر فقبّل رأسه}[4] فانظر إلى عزتهم كيف كانت على الأعداء رفعة لشأن الإسلام وكيف كانت تلك العزة تذوب بينهم فتصير ماءاً زلالاً لينفعوا بعضهم كما قال تعالى { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}

[1] عن أبي هريرة رضي الله، المستدرك على الصحيحين وابن مردويه والبيهقى [2] عن طارق بن شهاب: المستدرك على الصحيحين [3] آثار البلاد وأخبار العباد للخطيب محمد القزوينى وغيرها من المراجع[4] أخرج البيهقي وابن عساكر عن أبي رافع حياة الصحابة لمحمد بن يوسف الكاندهلوى كذا في كنز العمال وغيره


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
26-12-12, 01:09 am
كان خلفاء المسلمين وحكامهم أعزَّة على الكافرين في أوقات الحرب والسلم وكانت ملوك الروم والفرس لا تستطيع أن تشرى عزَّة حكام المسلمين بهداياهم ولا تغريهم أو ترهبهم بما لديهم أياً ما كان وأنتم تعرفون جيداً ما للهدايا من تأثير على الحكام وأصحاب الرأي والنفوذ واسمعوا قدم بريد ملك الروم على عمر بن الخطاب فاستقرضت زوجة عمر ديناراً فاشترت به عطراً وجعلته في قوارير وبعثت به مع البريد إلى امرأة ملك الروم فلما تسلمت الهدية أفرغت القوارير وملأتهن جواهر وأرسلتها إلى امرأة عمر ثانية فلما أتاها أفرغتهن على البساط، فدخل عمر فقال: ما هذا؟ فأخبرته فأخذ عمر الجواهر فباعها ودفع إلى امرأته ديناراً وجعل ما بقي من ذلك في بيت المال للمسلمين[1] فهكذا كانت عزتهم وتمسكهم بدينهم هكذا كانوا يفعلون بالهدايا التي تهدى لهم وهم في الإمارة وهكذا علَّموا من ورائهم أن الإمارة ليست مغنماً ولا فرصة حدث ذلك في وقت عمر ولما اتسع ملك المسلمين تصرفوا أيضاً بعزَّة الإسلام بما يناسب وقتهم وملكهم كيف؟ روى أنه أهدى ملك الروم للخليفة المأمون نفائساً لتكون له بها يدٌ عليه ومنها مائة رطل مسك ومائة حلة سمور(وهى هدايا لا تقدر بثمن وقتها) فقال المأمون:أضعفوها له – ردُّوا له ضعفها- ليعلم عزَّ الإسلام[2]

وفوق ذلك كانت الحكام والخلفاء يعتزون بدينهم وبعلمائهم وبحكمائهم ولا يسمعون الوشاية فيهم من عدوهم لأنهم يعرفون أنهم يريدون الوقيعة بينهم وبين علمائهم وحكمائهم من أتباعهم فيقتلونهم أو يؤذونهم فيهربوا منهم وينفضوا عنهم وينتهي الأمر بأن يذلُّ الحكام بعد أن فقدوا علماءهم وحكماءهم بالحاجة إلي أعدائهم وبالإستقواء بهم وبعلمهم وبمستشاريهم وهذه للأسف من المصائب التي تعرفونها بوضوح وقد صار إليها المسلمون اليوم كيف ذلك؟ حكامنا يستمعون إلى أعدائهم وينتصحون بنصحهم بل يذلُّون أنفسهم بالإستقواء بهم ويبلغون أن يتخلصوا من علمائهم وحكمائهم وأكفائهم فيطردونهم أو يسجنونهم ويعذبونهم فيهربون منهم فصارت بلادنا ذابلة ضعيفة واستقوت بلاد الأعداء بمن هرب إليها من علماء المسلمين وحكمائهم وقامت حضارة بلاد الأعداء على أكتاف من طردوا من بلاد الإسلام واسمع لتلك القصة العجيبة التي يرويها الشعبي لتعلم أن حكام المسلمين الأوائل كانوا في غاية والحكمة والوعي والرؤية البعيدة ولو أنَّ حكام المسلمين الآن كانوا عشر ذلك لكانت أحوالنا غير ذلك قال: أرسلني الخليفة عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم فلما وصلتُ سألني الملك عن أشياء كثيرة فأجبته بعلم وافر وعند العودة سألني: أأنت أمير؟ قلت: لا إنني رجلٌ من العرب

فأعطاني رقعة وقال لي: سلم الرقعة للخليفة مع الرسائل قال: فعدت وسلمتها جميعاً فلما قرأ عبد الملك الرقعة أمرني بقراءتها فإذا فيها "عجبتُ من قوم فيهم مثل هذا كيف مَلَّكُوا غيره" قال: أفتدري لِمَ كتبها؟ حسدني عليك وأراد أن يغريني بقتلك لكي أفقدك قال: فلما بلغ قيصر مقالة عبد الملك فقال: نعم صدق أردت أن أوغر صدره عليه لقتله ولكن الخليفة لم يسمع له بل زاده إكراماً [3]أما عن عزتهم في الحروب فحدث ولا حرج عن الرفعة والمنعة ففي سنة سبع وثمانين ومائة خَلَعَت الرومُ ملكتهم ريني ونصَّبوا نِقْفور فكتب إلى الرشيد كتاباً فيه {هذا الكتاب من نقفور ملكُ الروم إِلى هارون ملك العرب: أَما بعد فإِن الملكة التي كانت قبلي أَقَامتْكَ مقامَ الرُخّ وأَقامت نفسها مقام البَيْدَق فحملت إِليك مِنْ أَموالِها وذلك لضعف النساء وحمقهنّ فإِذا قرأْتَ كتابي هذا فارْدُدْ ما حصل قبلك وافْتَدِ نفسك وَإِلاّ فالسيفُ بيننا} لما قرأَ الرشيدُ الكتابَ اشتدّ غضبُه وخاف جلساؤه ثم كتب بيده على ظهر الكتاب{من هارون أَميرِ المؤمنين إِلى نِقْفُور كلب الروم قرأْتُ كتابك يا ابن الكافرة والجوابُ ما تراه دون ما تسْمعه} ثم قاد جيشه مسرعاً حتى نزل مدينة هِرَقْلَة وأَوطأَ الروم قهراً وقتلاً وذُلّ نِقْفور وطلب الموادعة على خراج يدفعه فأَجابه فلمّا عاد الرشيد نقض نِقْفور عهده فعرف الرشيد وكرّ راجعاً في صقيع الشتاءِ حتى دخل قصره وهزمه شرَّ هزيمة[4]

فالكلُّ كان عزيزا ولا أحد أعزَّ من أحد فلا يترك الناس حكامهم ينتقصونهم ولا يذلونهم ولا يرهبونهم لأنهم يرون أنفسهم على قدم المساواة معهم بعزة دين الله فكانوا ينصحونهم ويراجعونهم ولا يذلون أنفسهم لهم ولا يتملقونهم من كان أشدَّ الحكام في الإسلام كما نعلم؟ سيدنا عمر فاسمعوا إذاً: لما تقلد عمر ولاية المسلمين قال لهم: من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليذكرني فقام إليه بلال أو سلمان فقال: لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناك بسيوفنا فقال: الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من إذا رأي فيّ اعوجاجاً قومني بسيفه[5] وأثناء حكمه بدأ الناس يغالون في المهور فأراد عمر أن يرحم المسلمين بأن يحدد المهور فراجعته امرأة في المسجد على الملأ أثناء خطبته وحاججته بكتاب الله فقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر وأوقفته خوله بنت ثعلبه في الطريق أثناء خلافته وهى عجوز مسنَّة وهو على حمارٍه والناس حوله يعجبون من صبره إذ أوقفته طويلاً ووعظته قائلة: يا عمرُ قد كنت تدعى عُمَيراً ثم قيل عمر ثم قيل أمير المؤمنين فاتَّقِ اللـه يا عمر وأطالت واشتدت عليه فسمع كلامها وأنصت ولم يتململ حتى انتهت [6] وسأل رجلٌ علياً رضي الله عنه فأجابه فردَّ الرجل: ليس كذلك يا أمير المؤمنين ولكن كذا فقال علىٌ {أصبتَ وأخطأتُ وفوق كل ذي علم عليم} [7]

وكان الناس لا يتنازلون عن كرامتهم وعزتهم التي أعزَّهم الله بها لأحد ولا حتى الحاكم إن إنتقصهم أو قلل من شأنهم وخذوا أمثلة { روى أن سيدنا عمر قال لطليحة الأسدي: قتلت عكاشة فقلبي لا يحبك أبداً قال: فما عشرة جميلة فإن الناس يتعاشرون على البغضاء} [8] أي لا يمنعك ما تعرفه عنى من أن تلقاني بالعشرة الجميلة فلا داع إذاً لقولك أنك تبغضني لأن الناس يتعاشرون بالحسن وفى القلوب ما فيها {وقال الوليد وهو الخليفة لرجل: إني أبغضك فردَّ الرجل: إنما تجزع النساء من فقد المحبة ولكن عدل وإنصاف يا أمير المؤمنين}[9] أي أنت وشأنك لأنه لا يهتم لما تقول إلا النساء، وأنا أذكرك بالعدل والإنصاف فهما حقي عليك مهما تكرهني هل رأيتم كيف كان اعتزاز الناس العاديين بكرامتهم وبعزتهم و لا يتنازلون عنها لحكامهم الأشداء ولا أمرائهم الأقوياء بل بلغ من فقه الحكام لتساويهم في العزة والمقام الإنساني مع المحكومين أن علياً وهو أمير للمؤمنين غضب من القاضي شريح لمَّا كنَّاه بأبي الحسن ولم يفعل بخصمه وهما في جلسة القضاء فالكل يلزم حدوده ولا يتعداها إلى حدود الغير وحقوقه والكل يعلم يقيناً أنهم متساوون بعزة الإسلام لا سواه

وقال ابن أبي الحواري لأبي سليمان: إن فلاناً لا يقع من قلبي فقال: ولا من قلبي ولكنا لعلنا أتينا من قبل أنه ليس فينا خير فلسنا نحب الصالحين أي أنه عاد باللائمة على نفسه ولم يسمع لحديث النفس أو الإشاعات في فلان هذا بل جبر غيبته وفضَّل حسن الظنِّ فيه على سوء الظن [10] وهكذا كانت البطانة التي تعين على الخير وتحذِّر من الشَّرِّ لكن في بلادنا في الفترة الماضية في مصر وبعد ثورة 1952 ومع الأحداث التي تلتها بكل ما فيها من مثالب وعيوب وتوالى السير على هذا المنهاج المعيب والبعيد عن روح الدين في أغلب مجالات الحياة من الحكام والمحكومين ركبت في النفوس الذل والخنوع والنفاق وظهر النفاق بكل أنواعه وأشكاله وتوالى ظهور العيوب الأخرى من الأنانية والمصلحة الذاتية وصار أغلب الناس عيوناً والكلُّ يلهث وراء اللقمة ويبتغى التقرب للسلطة والعزَّ بعزِّها والانتفاع من ورائها ورائدهم الخنوع والنفاق والمصلحة الخاصة ولتذهب المثل والأخلاق إلى حيث شاءت ولذلك كنت دائماً ما أقول: بنو إسرائيل لما طلب منهم موسى دخول بيت المقدس قالوا له كما حكي ربنا {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ذلك لأنهم تعودوا على الذل والخنوع عند فرعون فتَوَّههم الله في صحراء سيناء أربعين سنة عقاباً لهم إلى أن ذهب جيلهم وجاء جيل جديد ليس عنده الخسف ولا الذل ولا العبودية فدخلوا كذلك نحن لنا أكثر من أربعين إلى ستين سنة ولا يوجد تغيير هذا لأن الجيل الذي تربى في هذه النظم هو سبب كل المشاكل الخسف والذل والنفاق والرشاوى والخداع والمصالح الشخصية والأنانية البحتة والأشياء التي شاهدناها ونعرفها كل ذلك بسبب التربية الخاطئة التي تربت فيهم وترعرعت عبر تلك السنوات وتوارثوها جيلاً بعد جيل لكن أراد الله ولا رادَّ لفعله
[1] وأخرجه الدِّينوَري في المجالسة عن مالك بن أوس بن الحَدَثان حياة الصحابة لمحمد بن يوسف الكاندهلوى كذا في منتخب الكنز [2]سير أعلام النبلاء للذهبي [3] الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدى [4] العبر في أخبار من غبر للذهبي [5] كفاية الطالب الرباني لرسالة أبي زيد القيرواني [6] تفسير اللباب في علوم الكتاب [7] إحياء علوم الدين [8] رواه أبو نعيم عن ابن الصواف فى تاريخ دمشق، وورد في عيون الأخبار ومحاورات الأدباء [9] محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء [10] محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
27-12-12, 02:51 pm
عندما دخل اليهود فلسطين وحدث ما حدث وإن كانت هناك حكم إلهية في كل شيء ولكنهم لم يتمكنوا من دخولها والاستيلاء على أراضيها إلا لأن الملوك والأمراء والرؤساء العرب خانوا القضية والكثيرين باعوا الأراضي لليهود تحت إغراء المال أو الخوف من عصابات اليهود وأيامها أصدر أحد الأئمة فتوى شهيرة في العالم الإسلامي عرفت بفتيا " تحريم الدين لبيع أراضى فلسطين" ولكن حدث ما حدث وتوالت الأيام والسنون وفى النهاية أصبح هؤلاء أو أصبح هذا الصنف الذي له مقاليد الأمور أصبح هذا الصنف لا ينفع له أن يحرر هذه الأرض إذاً ماذا سيحدث؟ لابد من التغيير لكي يأتي وعد الله لابد أن تتفجر براكين في كل البلاد العربية تُزيل كل التيجان وتأتى روح أخرى نقية إسلامية وهى التي تتجهز لتحرير فلسطين إن شاء الله ويقول في ذلك أحد الصالحين

جاس أعداء السلام ديارنا ***** كيف هذا الحرب شيطان الرهان
بعد هذا فانفجار براكن ****** تسلب التيجان في كل مكان
دولة المستضعفين ضياؤها **** قد يعم الخافقين بها الأمان
دولة الظلم تزول وتنتهي ***** دولة الحق تجدد بالقرآن

أعداء السلام هم اليهود لأنهم لا يحبون السلام في أي مكان في العالم والبراكن هي الثورات والثورات قد بدأت وستسلب التيجان في كل مكان وقد قام العرب بعمل مظاهرات تؤيد المصريين لثورتهم لأن الكل كان يعتقد أنه لن يزول النظام إلا بانقلاب عسكري وهؤلاء كانوا يعتقدون أن معهم الجيش والشرطة ولن يستطيع أحد أن يزيلهم فلمَّا رأى العرب ما فعله المصريون ومن قبلهم أهل تونس أصبح طريقهم سهلاً وتابعوهم دولة بعد أخرى وكلنا نتابع ما يحدث وما يظهر من الغيوب والأقدار وقد قال أحد الصالحين

رجفة زلزلت عروشاً بشرق ****** تُحى ما مات من ظلوم الريب
فيه ذكرى للشرق عود لبدء ****** من مياه الرومي لبحر الجذب
كل تاج يخفى بإشراق نور ******* وبشرق يُمحى ظلام الغرب

كل التيجان والممالك التي بنيت على باطل لابد أن تُمحى كل ما بني على الفردية والأنانية والديكتاتورية لابد أن يزول ويعود للإسلام الحق ملكه وهل الإسلام فيه مَلك إلا الله؟ فكل من يعتبر الدولة ملكه الخاص يوزعها كيفما شاء على من يشاء فقد ابتعد عن منهج الإسلام الحق في حكم الناس بما شرع الله وسنَّ رسوله ولذلك أذكر في هذا المقام أنى كنت أتحدث مع أحد الصالحين وكان أيامها لا حول لنا ولا طول في الدولة لأنها دولة بوليسية ومتجهة للتوريث فسألناه عن التوريث فقال: "لن يحدث ذلك في مصر أبداً"، ولذلك كنت أتعجب منذ فترة لهذا القول لأني أعلم أنه لا يقول إلا حقاً وكان التوريث وشيكاً حتى جاء فعل الله بقدرة الله وتغيرت الأمور بين عشية وضحاها الغريب في قول أحد الصالحين أنه ذكر شيئاً كنا فى حيرة منه كيف سيتحقق؟ والآن نراه يتحقق كيف ذلك؟ قال

في بلاد الأتراك يسرى ساطعٌ ***** يوقظ النوَّام ريح المكسب
وقال:

كوكب الترك قائدٌ وإمام ****** يجمع المسلمين باسترحام

فكنا نقول كيف ستكون تركيا قائد وإمام؟ رأينا الآن أن النموذج الاقتصادي في الكتلة الشرقية فشل والنموذج الرأسمالي في الغرب فشل والنظام الوحيد الآن الذي أصبح نظاماً ناجحاً والقائم به مسلمون هو النظام التركي فتركيا الآن تعتبر رابع قوة اقتصادية في العالم والقائم بذلك حزب إسلامي ليس لهم شأن بالشعارات ولا الشكليات مثل الذي يحدث عندنا لكن كل الموضوع تنمية والآن بعد ثورة تونس أعلن القائمون هناك أنهم سيأخذون النظام التركي السياسي والاقتصادي وفى مصر قالوا أنهم أيضاً على الأرجح سيأخذون النظام التركي فيكون رئيس الجمهورية رئيساً شرفياً والقائم بالحكم هو رئيس الوزراء تحت مسائلة البرلمان والنظام الاقتصادي هو النظام التركي وهو نظام إسلامي والموارد البشرية والعقلية اللازمة لهذه التنمية غنية جداً ومتوافرة عندنا جداً فمثلاً الذي قام بالمساهمة بقوة لعمل النظام الاقتصادي التركي هو وزير المالية المصري السابق د.سمير رضوان وهو أيضاً من قام بإرساء أسس عمل النظام الاقتصادي في جنوب أفريقيا وأيضاً الدكتور أحمد زويل ذهب إلى كندا وسأل عن منفذ النظام التعليمي عندهم فوجدهم الكثير من المصريين ناهيك عن العقول الهائلة المهاجرة والتي ساهمت مساهمات فعالة جداً وأساسية في نهضة أكبر بلدان العالم

فعندنا موارد لا عدَّ ولا حدَّ لها فالموارد التي عندنا أضعاف ما عند تركيا بسبع أو ثماني مرات وخمسين مرة قدر ما عند كوريا الجنوبية فما الذي يمنعنا إذاً من النهضة المنشودة؟ وأحداث النهاية في أيامنا لها بداية والبداية بدأت منذ سنين عدة منذ استيلاء اليهود على فلسطين كيف ذلك؟ إن الله تعالى قدر أن هلاك اليهود يكون في النهاية فكيف يمكن ذلك وهم مشردون في جميع أنحاء الدنيا؟ فصار ما صار من الأحداث التي تعرفونها جميعاً وجعل الله هذه الفترة الماضية منذ وعد بلفور ثم استيلائهم على فلسطين ثم بعد ذلك الضفة وغزة لماذا؟ حتى يتجمعون في فلسطين من جميع أنحاء الدنيا لأن الله قرر الحكم {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً} أي إذا جاء وعد الآخرة وأذن الله بالنهاية أحضرناكم من قبائل وجماعات شتى بألسنة شتى وثقافات متباعدة لا تعرفون بعضكم إلى حيث تلقون الوعد فهم قد نفذوا الخطة الموضوعة لهم بعد أن تشرذموا في الأرض وتفرقوا في ربوعها والمتبصر في عجائب أقدار الله يعلم أنهم لم يكن ليجتمعوا جميعاً في مكان واحد إلا بتشرذمهم أولاً في جميع البلاد لماذا؟ لأنهم بتقطعهم وتشردهم وتشرذمهم في البلاد شعروا بضعفهم فاختطوا لنفسهم خطة واحدة حيث ذهبوا أن يكونوا أقوياء بالمال والمادة وبالنساء وبالمؤامرات وبأي خطة تمكنهم من أن تقوى شوكتهم ويتحكموا في أهل السلطة والقرار

ولذا لم يذوبوا أبداً في الناس حيث حلوا وإنما انغلقوا على أنفسهم وصنعوا لهم مجتمعات مغلقة محدودة محرَّمة على غيرهم واشتغلوا بالمال وتجارة الجنس فصاروا معروفين في كل مكان أنهم أهل الربا والبخل وأهل المؤامرات والجنس مع استباحة جميع أنواع الشرور فكل ما عدا اليهودي مباحٌ له ومن هنا ضجت الناس منهم وذاقت على أيديهم الأمرين في كل بلاد الدنيا وتمنت جميع الشعوب أن يرحلوا عنهم ويتخلصوا منهم بأية وسيلة فلما كان وعد بلفور أيدت قوى العالم إنشاء دولتهم في فلسطين ليتخلصوا منهم ويبعدوا شرورهم عنهم وفى الحقيقة فهم ينفذوا خطة النهاية المرسومة وصبُّوا في مكان واحد فسكنوه وأطلقوا عليه اسما عجيباً أتعرفون لماذا؟ لأن اليهود أنفسهم أسموا هذا المكان بما أخبر به الله عنه هم أسموا فلسطين "أرض الموعد أو أرض الميعاد" {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً}ينفذون الأقدار المكتوبة بالحرف بل ولكي أزيد لكم الأمر إيضاحاً كيف ينفذون الوعد الإلهي المرسوم لهم بأيديهم وبأنفسهم وكما أخبر القرآن

قصة الجدار الفاصل كلكم يعرف موضوع الجدار الفاصل أو السور الحاجز الذي يبنونه حول المناطق الفلسطينية ليعزلوها ليحموا أنفسهم وهو موضوع كانوا يتناقشون فيه بعد احتلال فلسطين بمدة قصيرة ولكن كانوا يؤجلونه ولا يشرعون في تنفيذه حتى ضاق عليهم الخناق ولم يجدوا بداً من تنفيذه الآن مرغمين لماذا؟ لأنهم وعلى رأسهم علماء الدين عندهم يعلمون أنهم ببناء هذا السور أو الجدار يؤكدون ما حكاه الله عنهم في القرآن أنهم سيجعلون أنفسهم في قرى محصنة ومن وراء الجدر وبذلك يتموا إظهار الآية واضحة جلية وإثبات أنهم قومٌ لا يعقلون لأنهم ينفذون كلام الله عنهم ولن يفيدهم أو يحميهم فالوعد آت آت في أرض الوعد يقول الله {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} والآن نحن في المراحل قبل الأخيرة كيف؟ ما يحدث في العالم العربي الآن فكله مبشرات بأن كل الأنظمة البالية والفاسدة والتي كانت تحمى اليهود ستنتهي وتتحد الأُمة العربية كشعوب وستحيا هذه الشعوب وتنهض فعندها كل المقومات اللازمة وأكثر بكثير جداً مما عند أوروبا مثلاً وإنما المانع هم الحكام أنفسهم فعندما يزولون فما الذي يمنعنا من ذلك؟

فتبدأ الدول العربية في النهوض ثم بعد نهوض الدول العربية تحدث حرب النهاية وهى الحرب التي لابد منها وهى التي تنبأ بها رسول الله وأوضحها وهى الحرب العالمية الأخيرة وهى التي ذكرها الله {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ} والآن هم جاهزون فروسيا جهزت صواريخها والصندوق الصغير الذي سيطلق كل هذه الصواريخ موجود مع رئيسهم وأمريكا كذلك فتحدث حرب بين الاثنين وفى هذه الفترة من سيدافع عن إسرائيل؟ لا يوجد أحد والعرب لم يعد فيهم خيانة لأن ملوكهم ورؤسائهم ذهبوا فينزل العرب على اليهود فتأخذهم الوهلة ومن شدة الوهلة لا يستطيعون استخدام أسلحتهم حتى الذرية فيحصل فيهم قول رسول الله {لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّـى يُقَاتِلَ الـمُسْلِـمُونَ الْـيَهُودَ فَـيَقْتُلُهُمُ الـمُسْلِـمُونَ حَتَّـى يَخْتَبِىءَ الْـيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الـحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَـيَقُولُ الـحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِـمُ يَا عَبْدَ الله هذا يَهُودِيٌّ خَـلْفِـي فَتَعَالَ فَـاقْتُلْهُ إِلاَّ الْغَرْقَد[1] فَـإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْـيَهُودِ }[2]
[1] شجيرة رعي منتشرة منخفضة عرضها 60 سم ذات أوراق وبرية مزرقّة الأزهار صفراء مخضرة عرضها 6 ملم رائحتها زكية ثماره اسطوانية عصيرية حمراء يوجد النبات في مناطق متناثر في المنطقة الشرقية وعلى سواحل البحر شمال ينبع وفي وادي سرحان وشرمة قرب خليج العقبة كما ينتشر في كل من إسرائيل وسيناء ومصر والعراق واليمن ونبات العوسج إذا عظم يقال له الغرقد وفي الحديث (إنه من شجر اليهود فإذا نزل عيسى وقتل اليهود الذين مع الدجال فلا يختفي أحد منهم خلف شجرة إلا نطقت وقالت: يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود فلا ينطق) أخرجه الإمام مسلم في صحيحة توجد نباتاته البرية في فلسطين ويهتم اليهود الذين احتلوا أرضها بزراعة هذا النبات كسياج حماية حول بساتينهم وحدائقهم لأشواكه الحادة ونموه الكثيف وكأحد النباتات صادة الرياح
[2] صحيح مسلم عن أبـي هريرة الفتح الكبير



منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

الفتى المرموز
29-12-12, 03:05 am
ما صفة عباد الله هؤلاء الذين سيقاتلون اليهود؟ أخبر الله عنهم في كتابه العزيز فكما سماهم الحبيب "المسلم عبد الله "سماهم الله "عباداً لنا"أي عباد الله وأضاف ذوى بأس شديد{بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} لابد أن يكونوا عبادا لله وصفتهم أن بأسهم شديد متى سيحدث ذلك؟قال في ذلك أحد الصالحين

يوم يصغى كل مؤمن ......... لصوت المؤذن فوق منار

اللحظة التي ستجد فيها المسلمين عندما يسمعون صوت المؤذن يترك الكل ما في يده ويذهب للصلاة فاعلم أن الموضوع قد قرب لماذا؟لأن هذا الصنف من المسلمين هم الذين معهم تأييد رب العالمين وهم الذين معهم البأس الشديد والقلب الحديد الذي يصلح ليوم الوعد والوعيد والحمد لله النهضة الدينية تتفاعل بشدة هذه الأيام فبنو إسرائيل أو نسلهم من اليهود قد جاءوا لفيفاً من كل فج وسكنوا فلسطين وأسموها أرض الميعاد وأفسدوا فيها وفى الأرض كلها وعلوا وبنوا وتجبروا قد بنوا الجدار الفاصل وصاروا في سجن كبير ثم ملؤا فلسطين بشجر الغرقد وصحيح أنه مفيد ولكنها النبوءة فهم يعرفون أنه متشابك ولن يدلَّ عليهم فزرعوه في كل مكان بفلسطين ومستوطنات اليهود مليئة به وعندها تحدث الحرب فيُنطق الله الحجر والشجر لمن هو بالفعل عبد لله وليس عبداً للقائد أو المال وغيره وتكون هذه هي نهاية اليهود ونطق الحجر والشجر ربما لن يكون نطقاً بلسان وربما يكون إخباراً بآلة أو أداة أو أي وسيلة نعرفها أو لا نعرفها لأنهم عباد لله ذوى بأس شديد وربما كان من آيات بأسهم استنطاق الحجر أو الشجر أو الرؤية من خلالها بما يخلق الله من الآيات والأدوات وإن أبسط الأجهزة والآلات التي نستخدمها اليوم هي لمن سبقنا بمئات السنين فقط فوق كل صنوف السحر وتسخير الجن وفوق كل خيالهم والله يخلق ما يشاء

وأختم لكم تلك الأخبار بتفسير لكي تفهموا واقع اليهود بالنسبة للعالم أعطيكم مثالاً يسيراً أسوأ شئ في الإنسان يمنعه عن الفضل الإلهي والنور الرباني وعمل الصالحات هي النفس وأفضل شيء فيه يقربه لله هو القلب وقياساً على هذا المثال: فالعالم كله هو الجسم وقلب هذا الجسم هم المسلمون ونفس هذا الجسم هم اليهود ولذلك ابحث عن أي شرٍّ في أي مكان في العالم تجد وراءه اليهود معهم مصانع الأسلحة ومعهم البنوك ومعهم فتنة النساء ومعهم الإعلام ويسيطرون على أمريكا وأوروبا والمحافل الدولية ويلعبون بدول العالم الكبرى وقادتها وساستها وصناع القرار ومراكز المال فيها كما يشاءون ولذلك هم وراء أي مصيبة في العالم بلا جدال ولو انتهت هذه النفس فإن الإنسان سيعيش في جمال خالص وعندها فسيأذن الله بهلاك اليهود وسيُقبروا في فلسطين أرض موعدهم ووعد هلاكهم ويأتي بعد ذلك حديث النبي {طُوبَى لِعَيْشٍ بَعْدَ الْمَسِيحِ ( أي بعد هلاك اليهود) يُؤْذَنُ لَلسَّمَاءِ فِي الْقَطْرِ وَلِلأَرْضِ فِي النَّبَاتِ فَلَوْ بُذِرَتْ حَبَّةٌ عَلَى الصَّفَا لَنَبَتَتْ وَلاَ تَبَاغُضَ وَلاَ تَحَاسُدَ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الأَسَدِ فَلاَ يَضُرُّهُ وَيَطَأَ عَلَى الْحَيَّةِ فَلاَ تَضُرُّهُ}[1]

{وَتُرَدُّ إِلى الأَرْضِ بَرَكَتُهَا حَتَّى إِنَّ الْعِصَابَةَ لمجْتَمِعُونَ فِي الْعُنْقُودِ وَعَلى الرُّمَّانَةِ وَيُنْزَعُ مِنْ كُل ذَاتِ حِمَّةٍ حِمَّتُهَا ـ يَعْني سُمَّهَا ـ حَتَّى إِنَّ الْحَيَّةَ تَكُونُ مَعَ الصَّبي وَالأَسَدَ وَالْبَقَرَةَ لاَ تَضُرُّهُ شَيْئاً ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحاً طَيبَةً تَقْبِضُ رُوحَ كُل مُؤْمِنٍ وَيَبقى شَرُّ النَّاسِ تَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ }[2] تُنزع من كل ذي حمة حمتها – كل الأشياء السامة ينزع منها السم كالثعابين والعقارب وهذه الأشياء موجودة حتى تؤذى غير المؤمنين أو المؤمنين المستهترين البعيدين عن رب العالمين فإذا انتهى هؤلاء فيُنزع السم – هذه الحياة هي التي ستكون جمال في جمال ولكن بعد هلاك اليهود فالذي يحدث الآن هو عبارة عن تجهيز لهذا الأمر ليقضى الله أمراً كان مفعولا وحتى لا يقول لنا أحد وأين علامات الساعة وعلامات القيامة من أحداث النهاية أقول وقد كررت كلامي هذا بمحافل عدة إن علامات الساعة قد ظهر أغلبها من الدابة التي تكلم الناس فقد أجمع الكثير من العلماء على أنها الراديو والتليفون وجميع الأجهزة الناطقة التي تصنع من مواد ومصنوعات استخرجت من الأرض والمسيخ الدجال إنما هو شخصٌ معنوي وهو الحضارة الغربية والأمريكية العوراء والتي تدخل من آمن بها جنتهم أي معوناتهم وعطاياهم ويذيقون من كفروا بهم نار مقاطعتهم وحروبهم وويلاتهم

وقال الكثير من العلماء أن طلوع الشمس من مغربها هو أن العالم كله وشمس حضارته وقبلته صارت الغرب بعد أن كانت إلى الشرق أما الذين ينتظرون أن يختل نظام الجاذبية أو حركة الكواكب ودورانها وتتخبط الأفلاك فماذا يفيدهم ذلك عندما يرونه بأعينهم يوم ينسف الله الجبال نسفا وعودوا لكل أحاديث النبي العدنان في الفتن وعلامات الساعة فلا يكاد يوجد باقٍ لم يتحقق منها إلا النذر اليسير وقد انحسر الفرات عن نهر الذهب (البترول الذي هو سبب حرب الخليج) وتقاتل الناس ومات مئات الآلاف واشتعلت نيرانٌ هناك شهوراً لم يظهر مثلها من قبل في التاريخ وذلك عندما اشتعلت آبار البترول وأظلمت السماء ليلاً ونهاراً بسحابات الدخان الأسود شهوراً وظهر غيره كثير ولم يبق تقريباً إلا حرب النهاية وهلاك اليهود ونزول عيسى وهى علامات قد اقترب أجلها وأزف ميعادها وفى النهاية أريد أن أقول لكم كلمتين ماذا بقى من العمر؟ وماذا بقى من الدنيا؟ وقتكم ثمين جداً جداً فلا تضيعوا ما بقى أريد منكم ألا تنشغلوا بتحصيل الأخبار الحادثة هذه الأيام أكثر من اللازم لأن هذه الأخبار تستطيع أن تُحصلها في ساعة من الراديو أو التليفزيون أو من صحيفة لكن لا أقرأ كل الصحف وأتابع جميع الفضائيات أو الإذاعات لأننا هذه الأيام نجد كثير من الناس يتابعون كل البرامج الإخبارية ويشتغلون بها ويقرأون جميع الصحف

يجب ألا تُشغل بهذه الأمور إلا إلى الحد الضروري الذي يكفيني لأكون متابعاً للأحداث وكفى نعم يجب ألا نكون سلبيين ويكون لنا رأى ونشارك فيما يطلب من الشؤون والانتخابات وغيرها ولكن لا تضيِّع وقتك فيما لا يفيد اجعل أكبر شغلك بالله اعرف ما لابد لك منه من الأخبار ثم اشغل وقتك بذكر الله أو قراءة كتاب الله أو ما ينفعك أنت وأولادك لأن هذه الأمور هي المطلوبة من المؤمن احذر أن يشغلك أي شئ في الدنيا عن برنامجك مع الله وإلا متى تقرأ كتاب الله؟ افعل كما كان يفعل الصالحين كان الإمام علىّ يقول (لو ضاع عنى عقال بعير لوجدته في كتاب الله) اجعل أكبر شغلك بالله ولا تشغل نفسك بمجادلات ومناظرات أو مهاترات في علامات الساعة وأحاديث الفتن والنهاية يكفينا ما قل ودل كما بينت لكم واجعل شغلك بكتاب الله وما ينفع فعندما تقرأ كتاب الله فإنك سوف تقرأ الأخبار العاجلة النازلة في صحف مطهرة وليست صحف مزورة {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}شبابنا يرى النت وهؤلاء يروا روح القدس الأعلى الذي ينشر الأخبار على كل وسائل الإعلام الظاهرة والباطنة لماذا؟ لأنه من كتاب الله وهناك أمر آخر احتضنوا الشباب وقد سبق وقلت ذلك من قبل وطلبت منكم أن تفسحوا المجال للشباب وتعطونهم دور لممارسة نشاطهم وما عليكم إلا التوجيه لأن الشباب هو الأصلح ومعه التكنولوجيا العصرية الحديثة التي تُسير الأمور وأنت سترتاح

ويكفيك قول رسول الله {الدَّالُ على الخَيْرِ كفَاعِلِهِ}[3] فكونك قد وجهت فقد حصلت على الأجر لكننا نحتاج في هذه الظروف للشباب لأن أكبر المشاكل في مجتمعنا أنك تجد الرجل في وادي وأولاده في واد آخر كيف ذلك؟ ولماذا لا يحتضن الرجل أولاده ويكونون كبار مستشاريه؟ ويكون هو الرجل الحكيم الذي يلجأون له في المشورة بدلاً من أصدقائهم أو رفقاء السوء أو على النت والشات إذاً يجب أن نحتضن الشباب ونوجهه وهذه نصيحة عالية وغالية فلنفعل كما كان يفعل رسول الله وخذوا مثالين فقط: ولَّى رسول الله على الجيش الذاهب لبلاد الروم أسامة بن زيد وكان عنده سبعة عشر عاماً وكان تحت قيادته أبو بكر وعمر ولما فتح رسول الله مكة اختار شاباً اسمه عتَّاب بن أسيد وكان عمره سبعة عشر عاماً وولاه على مكة رغم وجود عتاولة مكة لماذا فعل ذلك رسول الله ؟ لأنه قال{أوصيكم بالشبان خيراً (ثلاثاً) فإنهم أرق أفئدة ألا وإن الله أرسلني شاهداً ومبشراً ونذيراً فخالصني (فحالفني) الشبان وخالفني الشيوخ}[4] فالعمل يحتاج إلى القوة الجسمانية مع القوة العقلية مع القوة الإيمانية وهذا في الشباب وفى عصرنا نحتاج أيضاً إلى القوة التكنولوجية وهى أيضاً في الشباب، إذاً أطلب منكم ألا تنشغلوا بهذه الأمور وابشروا فهذه هي بداية الخير للعرب أجمعين وهذا هو التأهيل لنهاية اليهود في فلسطين وما علينا في الوقت الحالي إلا كما قال أحد الأئمة:
وهذا جمال الصدق في نصرة الهدى ....... وأيام أهل العزم أين المصدق
فالذي سينجينا الآن {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ} بالصدق فيجب أن نصدق مع الله حتى ينجينا الله من أي نكسة أو ورطة
[1] لأبي نعيم في الحلية عن أَبي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ، جامع المسانيد والمراسيل
[2] عن ابن عايش الحضرمي’ (كر). جامع المسانيد والمراسيل
[3] مجمع الزوائد، رواه البزار عن ابن مسعود
[4] روح البيان، وتفسير حقي ونور الأذهان لإسماعيل البروسوى


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(%C8%E4%E6%20%C5%D3%D1%C7%C6% ED%E1%20%E6%E6%DA%CF%20%C7%E1%C2%CE%D1%C9)?&id=86&cat=2

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.jpg

ناطق اعلامي
09-01-13, 08:32 am
بارك الله لك اخوي