المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـــدقـــيـــقـــة .. أسرار وخفايا ..!


العمود
18-08-03, 07:40 am
الدقيقة .. أسرار وخفايا !

استوقفتني كثيراً كلمات يسيرات، كتبها أحد الدعاة الكبار – حفظه الله – عن قيمة الدقيقة وموقعها في عمر الإنسان، وعن قدر هذه الوحدة الضئيلة من الزمن إذ لا تقدر بأي ثمن، لو أحسن استغلالها والاستفادة منها. فقد يفجأ المرء كل المفاجأة إذا علم نزراً من أسرار هذه الدقيقة، الأمر غاية في السهولة، ولكن ندر من يفطن لهذه الملاحظات والخفايا.
فمثلاً يمكن قول ( سبحان الله وبحمده ) مائة مرة سراً وسرداً في دقيقة واحدة، وتعلم جيدأ، ما ورد في الأحاديث التي صحة عن نبينا المختار صلى الله عليه وسلم ما يترتب على ذلك من الأجر، وهذا يعني أن قد فزت ببستان في الجنة، سعة هذا البستان: مائة نخلة – في دقيقة واحدة- هذا بالإضافة إلى غفران ذنوبك وإن كانت مثل زبد البحر وليس هذا فحسب بل وكتبت لك ألف حسنة .
فكل هذه الصفقة، مضمونة المغنم، عديمة المغرم، غزيرة المرابح، في دقيقة واحدة.



عشرة آلاف حسنة في دقيقة واحدة ..
في نفس الوحدة من الزمن تستطيع أن تقرأ سورة الفاتحة "7 مرات" سراً وسرداً وسنوفر عليك عد حروف هذه السورة العظيمة، فقد كفيناك هذا، فإن عدد حروفها 143 حرفاً باعتبار أن البسملة آية من آياتها كما ذكر ذلك عدد من الأئمة وترجمة هذه الحروف إلى حسنات يساوي (1430) حسنة " من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها " الحديث.
ثم اضرب هذا العدد في 7 ليكون الناتج (10010) حسنات، وعند قراءتك للقرآن بهذه الطريقة لمدة ساعة وأربعين دقيقة أي ( 100 دقيقة ) تكون قد أحرزت مليون حسنة ..
وبهذه الطريقة أيضاً تستطيع أن تختم كتاب الله تعالى على الأقل في عشر ساعات وفي هذه العشر ساعات تحرز من الأجر عشرة ملايين ومائتين وسبعين ألف حسنة وذلك كما يأتي:
فقد ذكر الإمام السيوطي في الإتقان نقلاً عن الإمام الطبراني رحمهما الله تعالى :
{ القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف } .وإذا ضربت هذا العدد -أي عدد حروف القرآن- في عشرة يصبح الناتج عشرة ملايين ومئتان وسبعين ألف حسنة ..


حفظ.. قراءة.. تأليف.. في دقائق
أما في مجال الحفظ والقراءة والتأليف والتصنيف فإنك لو كررت بيتاً من الشعر عشرين مرة – في دقيقة واحدة- لحفظته، ولنقش هذا البيت نقشاً على خلايا المخ، فتخيل لو أنك حفظت في كل يوم بيت حكمة،لحفظت في عشر سنوات ( 3600 ) بيت شعر تكون لك زينة في المجالس، وحكمة في كلامك وقوة في لغتك، وإثراء لموهبتك .
أما لو استطعت أن تؤلف – أو قل – تقتنص فوائد واستنتاجات وتجارب ونوادر .. إن استطعت أن تجمع من ذلك أربعة أسطر في دقيقة واحدة أو أكثر وذلك يومياً ( أي ما يعادل ثلث صفحة ) لكتبت في عشر سنوات ما يقارب ( 1200 ) صفحة أي بقدر كتاب ( زاد المعاد ) لابن القيم أو أقل بقليل من تفسير ابن كثير .
هذا قليل من كثير، ونقطة في سيل، فإن الدقيقة ماضية ماضية، ولكن العاقل الحصيف هو الذي يعرف كيف يعمر دقائق عمره بما تقر به عينه في صحيفته يوم الدين .



مليون حسنة في أقل من نصف دقيقة
واصل القراءة معنا فلا زال لدينا الكثير ، فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من دخل السوق فقال: لا إله غلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيي ويميت، وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير. كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحي عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة ) رواه الترمذي والحاكم وابن السني وهو حديث حسن بطرقه .



أرقام فلكية .. في دقائق !!
وتتحول هذه الأرقام الكبيرة إلى أرقام فلكية – في رصيدك طبعاً – إن أنت دللت عليها غيرك فــ( الدال على الخير كفاعله ).
وقد يبلغ بك العجب مبلغاً كبيراً إذا علمت أن كل ما سبق من الحسنات والأجور لا يعد شيء أمام هذا الفضل الذي يزفه لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكل هذا يمكن فعله في دقائق معدودات، نعم إنما والله دقائق معدودة، متع ناظريك بقراءة هذا الحديث : عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من غسّل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، فاستمع، ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة .. أجر صيامها وقيامها ) ، رواه الأربعة وقد صححه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
وانظر إلى أقل القليل من الخطوات، من البيت إلى المسجد، فأقلها ( 100 ) خطوة، أي يكون لك من الأجر، أجر 100 سنة، أجر صيام وقيام كل هذه السنين، ولك أن تحسب كم في هذه السنين من الأشهر والأيام، وكم في كل يوم من حسنات جزاء القيام والصيام، فستكون الحصيلة أرقام هائلة من الحسنات، تضيق عن استيعابها شاشات الآلات الحاسبة .
كل ذلك في دقائق معدودة، ويعجز الإنسان بعد كل هذا عن وصف ثمن الوقت، فمن وصفه بأنه من ذهب، فقد أجحف والله، وجانب الصواب .



صفحة مشرقة ..
ولقد ضرب لنا سلفنا الصالح – رحمهم الله – أروع الأمثلة في حفظهم لأوقاتهم ودقائقهم بل وثوانيهم، ومن قبلهم، حبيبنا وقدوتنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكتب السنة والسير غنية بهذا.
فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم، لم يدخر ثانية واحدة لم يبذلها في الدعوة إلى الله وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن بعده صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
وهذا داوود الطائي كان يفضل سف الفتيت – الخبز المبلل – على أكل الخبز الجاف، لأن أكل الأخير يضيع عليه قراءة خمسين آية .
وهذا أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي – رحمه الله – ألف كتابه (الفنون) في أوقات فراغه. وهذا الكتاب الذي قال عنه الحافظ الذهبي : لم يصنف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب، حدثني من رأى من المجلد الفلاني بعد الأربع مئة.
وقيل لابن أبي حاتم الرازي ما سبب كثرة سماعك الحديث من أبيك، وكثرة سؤالاتك له؟ فقال : ربما كان يأكل طعامه، وأنا أقرأ عليه الحديث!
يمشي وأقرأ عليه! ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه؟!
وهذا النووي كان لا ينام إلا ضرورة، والمزني قرأ (الرسالة) للشافعي خمسمائة مرة، وابن إدريس ختم القرآن في زاوية بيته أربعة آلاف مرة، وقسمت كتب أبي جرير الطبري على عدد أيام عمره فصار لكل يوم كراسة من التأليف، وابن الجوزي يؤلف أكثر من ألف مصنف، وابن الأنباري يحفظ مائة وعشرين ألف بيت في شواهد اللغة.
هكذا هكذا وإلا فلا لا **** إسحق الحول والردى والجبالا
ولعمري لقد صدق في حالنا قول أحدهم :
لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم **** ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
فألئك حقاً هم الرجال، لم يتركوا لمن بعدهم من العلماء بها والعمال أي مقال، وكل من بعدهم عليهم عيال ..

==========

أحبتي هذا جهد بسيط أحببت تقديمه لكم للإستفادة منه ..

وتقبلوا خالص تحياتي ..

أخوكم .. العمود ،،،

بنت الشرقيه
18-08-03, 02:35 pm
اخي العمود



بارك الله فيك وجزاك الله خيرا


على المعلومات القيمه

وائل
18-08-03, 02:58 pm
ياااااااااااااااااااه واللة من خير وخير نضعه لتفريطنا


بالدقائق والساعات والأيام والأسابيع والأشهر والسنوات



اللة يوفقنا للخير ويعيننا عليه



جزاك اللة خير أخي العمود