( قلم معطل )
14-08-03, 07:22 pm
قراءة في كتاب / الحلقة الاولى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
في البداية اود ان استميحكم عذرا احبتي الكرام على ان اتقدم بين ايديكم بطرح هذه السلسلة من (( قراءة في كتاب )) وستكون ان شاء الله على شكل حلقات اسبوعية .. او شهرية ان اردتم .. التي كنت انوي ان اطرح فكرتها في البداية عن طريق اقتراح نأخذ به الاصوات حول هذا الموضوع .. ولكنني قررت ان اطرح هذا الموضوع قبل مناقشته معتمدا بعد الله تعالى على طيب اخلاقكم ثم علمي انني ما اتيت هنا الا للتعلم والفائدة حتى وان كنت هذه المرة تسبقت الامور متحدثا قبل ان اكون مستمعا . ولعل ذلك يكون من قبيل تحدث المفضول بين يدي الفاضل .. فارجوا ان تغفروا لي زلتي وعثرتي .. ثم ايضا .. استميحكم عذرا مرة اخرى .. ان اطرح ايضا سلسلة اخترت لها عنوان ( من روائع حضارتنا ) نبحر عبر هذه السلسلة في تاريخنا الاسلامي العظيم ونذكر فيه جوانبنا من هذه الروعة الاخلاقية والادبية وغيرها .. ولعلي اذكر لك اخي الكريم نموذجا من جانبا واحدا وهو ( الرافة بالحيون ) وكيف عناية الاسلام والمسلمين به ..
يروى ان الصحابي الجليل عدي بن حاتم رضي الله عنه ( كان بجانب منزله قرية للنمل ( بيت نمل ) وكان رضي الله عنه يخرج اليهن ويفت لهن الخبز ويقول : انهن جارات لنا ولهن حق علينا ) فانظر اخي الكريم وامعن النظر وتأمل ثم انظر الى اين وصل اعجابنا بالغرب واهله لانهم يدافعونا عن حقوق الحيوانات وكاننا لم يكن اسلافنا السباقون الى هذا العمل ..
ومعذرة على الاطالة ونعود الى موضوعنا ( قراءة في كتاب ) والى اولى هذه الحلقات ..التي اتمنى ان تنال استحسانكم .
**************************************************
الكتاب / السنوات الرهيبة ... وهي رواية من روائع الادب العالمي .. والكتاب من الحجم المتوسط ويقع الكتاب في 293 صفحة .....
المولف / جنكيز. ضاغجي ... ترجمة الدكتور محمد حرب
** ** **
نبذة مختصرة عن المولف وقصة الكتاب/ هو جنكيز ضاغجي من مسلمي شعوب القرم الواقعة تحت الاحتلال الروسي الشيوعي .. وهذا الكتاب هو في الاصل ليس للمولف وانما مذكرات لمسلم اخر اسمه ( صادق طوران ) من شعوب القرم ايضا وقد عانى المولف من شدة قبضة الشيوعية في تلك الحقبة كما عانى المسملين غيره في تلك البلاد عندما كان الدكتاتور ستالين رئيس للاتحاد السوفيتي. ومعلوم ومعروف ما عاناه المسلمين في القوقاز والقرم من الاهوال على يدي هذا الطاغية .. فتقول بعض المصادر انه قتل من المسلمين ما يقارب الـعشرين مليون مسلم .. وقصة تهجير المسلمين من بلادهم الى مجاهل سبيريا معروفة ومشهورة ( ولعلي هنا اذكر كتابا اخر تعرض لوصف هذه الهجرة القسرية وهو ليس داخل بموضوعنا ولكن لمن اراد المزيد من الفائدة .. اسم الكتاب الهجرة من افغانستان .. للكاتبة مرال معروف ))..
وقد كان المولف ( صادق طوران ) من المسلمين الذين نالتهم يد هذا الطاغية واعوانه مع اهله وعشريته ..
ثم لذكائه وشدة فطنته اخذه الجيش الاحمر وعين برتية ملازم في سلاح المدرعات في هذا الجيش لانه كان من سياسة الجيش ان تراقب الاستخبارات الاشخاص النابغين في الاتحاد السوفيتي ثم ترغمهم على الالتحاق بصفوفه.. وقد عاصر المولف ( صادق طوران ) اندلاع الحرب العالمية الثانية واشتراك الاتحاد السوفيتي فيها .. ومن ثم اسره في معتقلات الاسرى التي اقامتها الجيوش الالمانية للجيش الروسي .. وقد نال صادق طوران ومن معه من المسلمين في هذه المعتقلات صنوف من العذاب والجوع والذل ( حتى انك تكادلاتصدق ما يقع بين عينيك من مجازر سردها المؤلف في سياق حديثه من التجويع والتعذيب والاذى .. ومن يقوم بذلك انهم الالمان خبراء التعذيب المتخصصين في هذا الفن .. ولعل استعانة الدكتاتور جمال عبدالناصر بهم ابان قمعه للاخوان المسلمين غير بعيد عنا وما لاقوه من صنواف العذاب ) ..
ثم بعد ذلك انظمام المولف للجيش الذي اقامته المخابرات الالمانية من الشعوب المسلمة التي كانت تريد الانتقام من ستالين والحكومة الشيوعية .. ثم بعد ذلك هربه الى اوروبا مع بعض المسلمين وعيشه في مخيمات اقيمت هنالك لمسلمي الاتحاد السوفيتي ومعاناته من مرض نفسي على اثر ما تعرض له من تعذيب .. ثم اختفى اثره حسب ما يذكر راوي الكتاب ( جنكيز ضاغجي ) ولم يذكر شيء عن مصيرة سوء انه وجد ميت في احدى البلاد الاوربية ربما بسبب المرض ... ...
محتويات وفصول الكتاب / الكتاب يحتوي على بعضا من الحقائق التي يعيشها المسلمون تحت الشيوعية في الاتحاد السوفيتي السابق .. وما يدبر لهم هنالك .. والكتاب يروي لنا ايضا كيف تكون عزة الاسلام وتمسك هؤلاء المسلمين بالاسلام رغم ما تعرضوا له من تعذيب وتجويع واضطهاد ومع ذلك لم يرضوا عن الاسلام بديلا ثم انك ترى نوعا فريدا من الايثار الذي عرف به المسلمون ماثلا امامك في معتقلات التعذيب ( فهذا يؤثر اخاه بخبزة على نفسه وهو يجود بها .. ولعلي لاابالغ ان قلت انك لاتملك اخي الكريم دموعك عندما تقراء هذه الماثر ).. حتى انني والله يا اخوة لا اتصاغر نفسي بجانب هؤلاء الابطال المسلمين ..
والكتاب .. يروي لنا ايضا كيف هي لهفة المسلمين لرؤية المساجد وفرحهم الغامر بها . ونجد ذلك مجسداْ في احدى فصول الكتاب عندما راى المولف ( صادق طوران ) منارة مسجد تهدم في بلده من قبل الشيوعيين وما اصابه من مرض وانطواية وردة فعل عنيفة عندما راى ذلك المشهد وهذا في بداية عمره على ان حكومة ستالين لم تألو جهدا في طمس الاسلام ..
والكتاب .. يروي لنا ايضا كيف يكون تماسك المسلمين في تلك البلاد وافتخارهم بقوميتهم واسلامهم حتى انك ترى اثناء قراءة الرواية كيف يكون حسن الاخوة بينهم وهم من بلادوقوميات شتى ....
وانت اخي الكريم واجد في هذه الرواية ما تريد ان تعرفه عن مسلمي الاتحاد السوفيتي لانها فيما احسب تم روايتها باسلوب بعيد عن التكلف وفيه صدق . وقد قراءت فيما مضى ان بعض سكان الاتحاد السوفيتي بعد سقوطه وانهياره واظنهم من دولة اذربيجان .. لااذكر عددهم الان.. اقول ان هؤلاء اعلنوا انهم سوف يحجون الى مكة على اقدامهم من دولتهم التي كانت قابعة تحت نير الاحتلال الشيوعي فرحا بتحررهم.. وفعلا قاموا باداء الحج كما اعلنوا قبل بضع سنوات .. وقد تعجبت من هذه الهمة العظيمة ولكن من يطلع على احوال هذا الشعب وتمسكه بدينه لايستغرب ذلك ..
كلمة اخيرة / اصدقكم القول انني ما قراءة رواية احسبها في قمة الجمال والروعة مثل هذه الرواية او ان شئت فقل المذكرات .. ووالله ان كلمة رائعة لقليل في حقها بنظري .. فانت ترى العزة والشموخ والصبر على الاهوال والتفاني من اجل الصديق .. كل ذلك مجتمع في هذه الرواية .. انها حقا رائعة من روائع الادب العالمي ....
وتقبلوا فائق تقديري واحترامي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
في البداية اود ان استميحكم عذرا احبتي الكرام على ان اتقدم بين ايديكم بطرح هذه السلسلة من (( قراءة في كتاب )) وستكون ان شاء الله على شكل حلقات اسبوعية .. او شهرية ان اردتم .. التي كنت انوي ان اطرح فكرتها في البداية عن طريق اقتراح نأخذ به الاصوات حول هذا الموضوع .. ولكنني قررت ان اطرح هذا الموضوع قبل مناقشته معتمدا بعد الله تعالى على طيب اخلاقكم ثم علمي انني ما اتيت هنا الا للتعلم والفائدة حتى وان كنت هذه المرة تسبقت الامور متحدثا قبل ان اكون مستمعا . ولعل ذلك يكون من قبيل تحدث المفضول بين يدي الفاضل .. فارجوا ان تغفروا لي زلتي وعثرتي .. ثم ايضا .. استميحكم عذرا مرة اخرى .. ان اطرح ايضا سلسلة اخترت لها عنوان ( من روائع حضارتنا ) نبحر عبر هذه السلسلة في تاريخنا الاسلامي العظيم ونذكر فيه جوانبنا من هذه الروعة الاخلاقية والادبية وغيرها .. ولعلي اذكر لك اخي الكريم نموذجا من جانبا واحدا وهو ( الرافة بالحيون ) وكيف عناية الاسلام والمسلمين به ..
يروى ان الصحابي الجليل عدي بن حاتم رضي الله عنه ( كان بجانب منزله قرية للنمل ( بيت نمل ) وكان رضي الله عنه يخرج اليهن ويفت لهن الخبز ويقول : انهن جارات لنا ولهن حق علينا ) فانظر اخي الكريم وامعن النظر وتأمل ثم انظر الى اين وصل اعجابنا بالغرب واهله لانهم يدافعونا عن حقوق الحيوانات وكاننا لم يكن اسلافنا السباقون الى هذا العمل ..
ومعذرة على الاطالة ونعود الى موضوعنا ( قراءة في كتاب ) والى اولى هذه الحلقات ..التي اتمنى ان تنال استحسانكم .
**************************************************
الكتاب / السنوات الرهيبة ... وهي رواية من روائع الادب العالمي .. والكتاب من الحجم المتوسط ويقع الكتاب في 293 صفحة .....
المولف / جنكيز. ضاغجي ... ترجمة الدكتور محمد حرب
** ** **
نبذة مختصرة عن المولف وقصة الكتاب/ هو جنكيز ضاغجي من مسلمي شعوب القرم الواقعة تحت الاحتلال الروسي الشيوعي .. وهذا الكتاب هو في الاصل ليس للمولف وانما مذكرات لمسلم اخر اسمه ( صادق طوران ) من شعوب القرم ايضا وقد عانى المولف من شدة قبضة الشيوعية في تلك الحقبة كما عانى المسملين غيره في تلك البلاد عندما كان الدكتاتور ستالين رئيس للاتحاد السوفيتي. ومعلوم ومعروف ما عاناه المسلمين في القوقاز والقرم من الاهوال على يدي هذا الطاغية .. فتقول بعض المصادر انه قتل من المسلمين ما يقارب الـعشرين مليون مسلم .. وقصة تهجير المسلمين من بلادهم الى مجاهل سبيريا معروفة ومشهورة ( ولعلي هنا اذكر كتابا اخر تعرض لوصف هذه الهجرة القسرية وهو ليس داخل بموضوعنا ولكن لمن اراد المزيد من الفائدة .. اسم الكتاب الهجرة من افغانستان .. للكاتبة مرال معروف ))..
وقد كان المولف ( صادق طوران ) من المسلمين الذين نالتهم يد هذا الطاغية واعوانه مع اهله وعشريته ..
ثم لذكائه وشدة فطنته اخذه الجيش الاحمر وعين برتية ملازم في سلاح المدرعات في هذا الجيش لانه كان من سياسة الجيش ان تراقب الاستخبارات الاشخاص النابغين في الاتحاد السوفيتي ثم ترغمهم على الالتحاق بصفوفه.. وقد عاصر المولف ( صادق طوران ) اندلاع الحرب العالمية الثانية واشتراك الاتحاد السوفيتي فيها .. ومن ثم اسره في معتقلات الاسرى التي اقامتها الجيوش الالمانية للجيش الروسي .. وقد نال صادق طوران ومن معه من المسلمين في هذه المعتقلات صنوف من العذاب والجوع والذل ( حتى انك تكادلاتصدق ما يقع بين عينيك من مجازر سردها المؤلف في سياق حديثه من التجويع والتعذيب والاذى .. ومن يقوم بذلك انهم الالمان خبراء التعذيب المتخصصين في هذا الفن .. ولعل استعانة الدكتاتور جمال عبدالناصر بهم ابان قمعه للاخوان المسلمين غير بعيد عنا وما لاقوه من صنواف العذاب ) ..
ثم بعد ذلك انظمام المولف للجيش الذي اقامته المخابرات الالمانية من الشعوب المسلمة التي كانت تريد الانتقام من ستالين والحكومة الشيوعية .. ثم بعد ذلك هربه الى اوروبا مع بعض المسلمين وعيشه في مخيمات اقيمت هنالك لمسلمي الاتحاد السوفيتي ومعاناته من مرض نفسي على اثر ما تعرض له من تعذيب .. ثم اختفى اثره حسب ما يذكر راوي الكتاب ( جنكيز ضاغجي ) ولم يذكر شيء عن مصيرة سوء انه وجد ميت في احدى البلاد الاوربية ربما بسبب المرض ... ...
محتويات وفصول الكتاب / الكتاب يحتوي على بعضا من الحقائق التي يعيشها المسلمون تحت الشيوعية في الاتحاد السوفيتي السابق .. وما يدبر لهم هنالك .. والكتاب يروي لنا ايضا كيف تكون عزة الاسلام وتمسك هؤلاء المسلمين بالاسلام رغم ما تعرضوا له من تعذيب وتجويع واضطهاد ومع ذلك لم يرضوا عن الاسلام بديلا ثم انك ترى نوعا فريدا من الايثار الذي عرف به المسلمون ماثلا امامك في معتقلات التعذيب ( فهذا يؤثر اخاه بخبزة على نفسه وهو يجود بها .. ولعلي لاابالغ ان قلت انك لاتملك اخي الكريم دموعك عندما تقراء هذه الماثر ).. حتى انني والله يا اخوة لا اتصاغر نفسي بجانب هؤلاء الابطال المسلمين ..
والكتاب .. يروي لنا ايضا كيف هي لهفة المسلمين لرؤية المساجد وفرحهم الغامر بها . ونجد ذلك مجسداْ في احدى فصول الكتاب عندما راى المولف ( صادق طوران ) منارة مسجد تهدم في بلده من قبل الشيوعيين وما اصابه من مرض وانطواية وردة فعل عنيفة عندما راى ذلك المشهد وهذا في بداية عمره على ان حكومة ستالين لم تألو جهدا في طمس الاسلام ..
والكتاب .. يروي لنا ايضا كيف يكون تماسك المسلمين في تلك البلاد وافتخارهم بقوميتهم واسلامهم حتى انك ترى اثناء قراءة الرواية كيف يكون حسن الاخوة بينهم وهم من بلادوقوميات شتى ....
وانت اخي الكريم واجد في هذه الرواية ما تريد ان تعرفه عن مسلمي الاتحاد السوفيتي لانها فيما احسب تم روايتها باسلوب بعيد عن التكلف وفيه صدق . وقد قراءت فيما مضى ان بعض سكان الاتحاد السوفيتي بعد سقوطه وانهياره واظنهم من دولة اذربيجان .. لااذكر عددهم الان.. اقول ان هؤلاء اعلنوا انهم سوف يحجون الى مكة على اقدامهم من دولتهم التي كانت قابعة تحت نير الاحتلال الشيوعي فرحا بتحررهم.. وفعلا قاموا باداء الحج كما اعلنوا قبل بضع سنوات .. وقد تعجبت من هذه الهمة العظيمة ولكن من يطلع على احوال هذا الشعب وتمسكه بدينه لايستغرب ذلك ..
كلمة اخيرة / اصدقكم القول انني ما قراءة رواية احسبها في قمة الجمال والروعة مثل هذه الرواية او ان شئت فقل المذكرات .. ووالله ان كلمة رائعة لقليل في حقها بنظري .. فانت ترى العزة والشموخ والصبر على الاهوال والتفاني من اجل الصديق .. كل ذلك مجتمع في هذه الرواية .. انها حقا رائعة من روائع الادب العالمي ....
وتقبلوا فائق تقديري واحترامي