المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيبة سفر في رحلة الزواج ( للفتاة )


المتأمل
12-06-12, 03:47 pm
حقيبة سفر في رحلة الزواج ( للفتاة )
الدكتور عبدالعزيز المقبل
بنتي الكريمة : قبل سنوات كنت طفلة صغيرة ، لا يهمها في الحياة سوى شعورها أنها بالقرب من أمها ، وأكثر ما تطمح إليه ( فستان ) زاهٍ ، أو ( شباصة ) جميلة .. وبالأمس القريب كنت ( مراهقة ) تحاصرها الحيرة ، وتنتابها المخاوف ، وتضع عينها – بحساسية – على المستقبل .. واليوم ها أنت تضعين قدمك على طريق المستقبل ، بعد أن اتخذت أخطر قرار في حياتك ، وهو الزواج ؛ حيث رضيت هذا ( الشاب ) شريكاً لك في ( رحلة ) الحياة . وهي رحلة – كما تدركين – طويلة . وأنت وشريكك تحتاجان إلى السعادة والنجاح ، في رحلتكما تلك ..
ومن خلال تجربتي الطويلة في الاستشارات الأسرية ، وسماعي الكثير من المشكلات ، أضع بين يديك – بنتي الكريمة - ( وصفة ) تستطيعين من خلال ( العمل ) بها ، الإسهام بفاعلية في ( إنجاح ) تلك الرحلة ، بإذن الله .. فدونك الوصفة :
1 – نعم الله عليك لا حصر لها ، ومنها نعمة الزواج . والنعم إن شكرت قرّت ن وإن كفرت فرّت .. ومن أكبر علامات شكر النعم المحافظة على ما افترضه الله عليك ، وأداؤه بأفضل مستوى ، والابتعاد عما نهاك الله عنه . والمبادرة المستمرة إلى التوبة .
وأكثر الأزواج سعادة ، وارتياحاً نفسياً ، وتقارباً قلبياً ، وبعداً عن المنغصات ، أولئك الملتزمون التزاماً ( حقيقياً ) ، بدين الله ، العميقو الصلة بالله ، المتوكلون عليه ، المؤدون فرائضه ، المتقربون إليه بالنوافل .
2 – ربنا – سبحانه وتعالى قريب من عباده ، وهو يفرح بدعاء عبده حين يدعوه .. وما أجمل أن نرفع أكفنا – باستمرار - ضارعين إلى الله ، وفي الأوقات التي تكون أحرى بإجابة الدعاء ، أن يديم سعادتنا ، وأن يؤلف بين قلوبنا ، وأن يجمعنا في الدنيا على طاعته ، وفي الآخرة في جنته .
وبالذات حين تعرض في حياتنا مشكلة ؛ فربنا رحيم ودود ، حييّ كريم ، يستحيي – سبحانه – أن يمدّ عبده إليه يديه ، فيردهما خاليتين . كما أن كثرة الاستغفار يجعل الله بها من كل همٍّ فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ويرزق الإنسان من حيث لا يحتسب .
3 – من المهم جداً أن تشعر الفتاة أنها بالزواج انتقلت انتقالة كبيرة ، وأصبحت المسؤولية أمامها ضخمة ، فهي الآن مسؤولة عن بيت وزوج ، وهي تستعد لاستقبال الأطفال .. ومن هنا فمهم أن ( تغيّر ) الفتاة ( العاقلة ) حياتها واهتماماتها تبعاً لحياتها الجديدة ، خاصة وقد أصبحت حياتها الآن مرتبطة بشريك ، ولم تعد مستقلة كما كانت من قبل . ولذا فليس من الجيد أن تظل محافظة على جدول اجتماعات أهلها وأقاربها ، مفضلة لها على بقائها في بيتها ومع زوجها .
4 – من حق الفتاة أن تفرح بهذه المناسبة التاريخية ، وهي مناسبة زواجها .. ولكن التوازن مهم ، وليس من الجيد أن نستهلك مبالغ طائلة ، في أمور شكلية سريعة .. وإذا كان اختيار الملابس ، والإبداع في موديلاتها ، والإعداد الجيد للحفل دليل على العناية والاهتمام .. فإن من المهم أن تعنى الزوجة – جيداً – بمعرفة ( كل ) ما يتصل بالحياة الزوجية ، ويساعد على إنجاحها .. سواء ما يتصل بأصول التعامل مع الزوج ، أو القيام على البيت ، أو إعداد الطعام .. وكل فتاة قادرة على التعلم .. والوسائل ، من الكتب والأشرطة والدورات ومواقع الانترنت ، تساعد – كثيراً – في ذلك .
5 – قد تعتري الزوجة ، في بدايات الزواج ، ( مشاعر ) بعدم الارتياح ، أو الشعور بكراهية الزوج .. وهذه المشاعر قد تكون بسبب انطباع أولي ، غير ناضج ، أو توهمٍ ، أو رؤية أمرٍ سلبي ، يظل يملأ ذهن الزوجة ، بعيداً عن الجوانب الإيجابية ( الكثيرة ) في الزوج .. لكن تجاهل تلك المشاعر ، والاندفاع نحو التفاعل مع الزوج ، يضعف تلك المشاعر حتى تزول .. واحذري أن يوهمك أحد أن عدم الراحة بسبب ( عين ) ، فيترسخ ذلك في نفسك .. ولو مرّ عليك شيء من ذلك ، فلتتذكري أن ذلك يصيب عدداً من الأزواج ، في بدايات زواجهم ، فلست وحدك !!
6 - إن الزواج ميثاق غليظ ، يفترض أن تحافظي عليه ما استطعت .. وليس من العقل المسارعة إلى طلب الطلاق ، لأي سبب ؛ فقد يتضح لك شيء وتخفى عليك أشياء .. ولتستشيري من هو أكثر علماً وعقلاً وخبرة ، حين يطرأ في بالك التفكير ، في الطلاق ، وقبل أن تقدمي .
7 – إن من أغلى أماني إبليس اللعين وقوع الطلاق ، وهو يبعث جنوده للتحريش بين الأزواج ، وأحب جنود إبليس إليه من يبذل مجهوداً ، يستطيع به التفريق بين الزوجين ، كما أخبر المصطفى ، صلى الله عليه وسلم . ولذا فمن العقل والحكمة أن تعوّدي نفسك على ذكر الله ، والقرب منه .. وأن تملئي وزوجك بيتكما بما يطرد عنها الشياطين ، من الصلاة والخير وقراءة القرآن .
8 - إن زواجكما ميثاق غليظ ، يفترض أن تحافظا عليه ما استطعتما .. ولذا فينبغي أن تحذري من جعل الطلاق وسيلة لاستسلام الزوج ، وتوقفه عن مطالبتك بالتغيير .. ( أنا ما عندي إلا كذا .. إذا ما أعجبتك طلقني ) .. فإن ذلك – مع مرور الوقت – قد يجعل الزوج يفعلها ، بعد أن يصيبه الملل ، وتقل قيمتك عنده .. وفي أقل الأحوال علاقته بك في غاية البرود !.
9 – الجنس بين الزوجين أمر اقتضته حكمة الله لتقوية الروابط بينهما ، وممارسته في جوّ من الحب ، والرغبة المشتركة ، له تأثير نفسي إيجابي عليهما .. وانتبهي أن كثيراً مما تسمعينه ، في مجالس النساء ، عن اللقاء الجنسي ( الأول ) ، بين الزوجين ، يخالطه الكثير من المبالغات ، وأنه – في حقيقته - أمر عادي جداً .. فلتكوني هادئة ، لأن توترك قد ينعكس على زوجك .
10 – احذري أن تتأثري ، في الحكم على علاقتك الجنسية بزوجك ، بما تسمعينه ، في مجالس النساء .. فكثير مما تسمعينه مفتعل أو مبالغ فيه .. ولتحذري أن تُستدرجي من قبل بعض النساء لتفضي بما يجري بينك وبين زوجك ، فقد وصف النبي – صلى الله عليه وسلم – الزوجين الذين يفعلان ذلك بأنهما من ( شرار ) الناس ، وشبههما بشيطان وجد شيطانة في الطريق ، فقضى منها حاجته ، والناس ينظرون !!
11 – يمثل الجنس للزوج أهمية كبيرة ، وقد تدفعه رؤية المناظر المؤثرة للاستثارة ، ولذا فمن المهم – أيها الكريمة - أن تظهري – دائماً – لزوجك في أجمل منظر ، وأفضل رائحة ، وأزهى ثوب .. وأن تجتهدي في المسارعة لتلبية رغبته حين يطلبها ، قدر الإمكان .. وأهم من ذلك تفاعلها معه في الممارسة الجنسية . ولو كان لديك ظروف جسدية أو نفسية ، يصعب معها تلبية طلبه ، فلتطيبي خاطره ، ولتعديه خيراً ، متأملة منه أن يعذرك . وحين يرتاح الرجل في علاقته الجنسية ، مع زوجته ، يصرفه ذلك – غالباً – عن التفكير في غيرها .
12 – يجوز استمتاع كل من الزوجين بالآخر ، بكل الجوانب ، ويحرم الإيلاج في الدبر، والجماع وقت الحيض . وقد أثبت الطب الحديث بعض الحكم ، المتمثلة بالأضرار ، التي تترتب على مثل تلك الممارسات .
13 – أقترح عليك- بنتي الكريمة - ألا تعجلي في الحمل . وفي رأيي أن لتأخيره بعض الوقت فوائد ؛ منها إعطاء فرصة كافية للتعارف والتآلف ، بينك وبين زوجك . ولكون الحمل قد يؤثر في العلاقة الجنسية بينكما . ولكي يمكنكما تكوين ثقافة ، فيما يتصل بتربية أطفالكما ، قبل مجيئهم . ثم لو ، لا قدر الله ، لم يكتب بينكما الاستمرار ، لم يكن الطفل يمثل عقبة ، في طريق الفراق . ولكن من المهم أن تستشيري طبيبة ماهرة ، في ما يناسبك من موانع الحمل .
14 - عليك أن تكوني صادقة في حبّك لزوجك ، ومشاعرك نحوه ، واحذري أن تستغلي حسن نيته فيك ، أو شعورك بحبه لك ، وتعلّقه بك . فالزواج الناجح هو مركب يجدف فيه الزوجان كلاهما ، حتى يظل سيره متوازناً ، ونشاطهما متجدداً . وحين يرى أحد الزوجين حماسه وعطاءه ويرى سلبية الآخر ، قد يدفعه هذا للتراجع والسلبية .
15 - تعوّدي الصدق واعملي به ، وتجنبي الكذب ، فما أسوأ أن يكتشف زوجك أنك تكذبين عليه ، فإنه سيظل يتشكك في كل ما تقولينه له .. ولا تنسي أن الكذب دليل كبير على ضعف الثقة بالنفس أو عدمها .
ولا يغرنّك أو يغرينّك ما ترينه من بعض تصرفات صديقاتك أو قريباتك .. أو أن تحتجي به على زوجك ، فيس كل الناس عقلاء . ومثل أولئك يعيشون مشكلات ، أنت وزوجك في غنى عنها .
16 - افتحي ( حساباً ) تعاملياً راقياً ، في ( بنك ) زوجك ، واجتهدي في ( الإيداع ) فيه .. فإنه بقدر ما ( تودعين ) فيه من اللغة الجميلة ، والتعامل الراقي معه ، وتوفير جو الراحة والأنس ، وتلبية الطلبات الممكنة .. ستجدين ( رصيداً ) وافراً ، وبقدر ذلك سينعكس تعامله معك .
17 - إن من الصفات السيئة ، التي تترك آثاراً مدمرة ، في الحياة الزوجية ( الغضب ) والعصبية وسرعة الانفعال .. والزوجة العاقلة هي التي تروض نفسها على الحلم وسعة الصدر ، وتراعي الحالة النفسية لزوجها . فليس من العقل أن أقابل انفعال شريك حياتي بانفعال مماثل ، فأزيد رقعة الحريق بدلاً من إطفائه . خاصة والزوج يتحمل مسؤولية ، ويلاقي – أحياناً – ضغوطات في عمله ، وربما من أهله ، أو يكون قد تحمّل ديوناً .
وإذا كانت العصبية سيئة من الزوج ، فهي من الزوجة أسوأ .. ويماثلها لدى الزوجة الحساسية واللوم .
18 - حاولي تعلّم كل ما يسهم في رقي حياتك الزوجية ، وأول ذلك فهم طبيعة زوجك ، وحاجاته .. والأساليب المثلى في التأثير فيه واستمالته .. وتحمل المسؤولية ، وتقاسم السلطة البيتية ، حسب دور كل منكما ووظيفته . ويساعد في ذلك المشاركة في الدورات ، وسماع الأشرطة ، وقراءة الكتب ، التي تتحدث عن الموضوعات الزوجية .
ولزوجك طبيعتان يختلف بهما عنك ؛ طبيعته كرجل ، وطبيعته الخاصة بنمط شخصيته ، وما تربى عليه . ولكي تصلي معه إلى أقصى درجات السعادة لابد من فهم تلك الطبيعتين ومراعاتهما .
19 - ابتعدي عن كل ما يثير زوجك ويستفزه ، من الشك والغيرة ، والتجريح ، وكثرة النقد ، وجفاء المعاملة ، والحديث عنه بما يكره .
20 – اجتهدي - قدر الإمكان - أن تبقى مشكلاتك مع زوجك بينكما ، وألا تخرجاها حتى لأقرب الناس ، بمن فيهم الأهل .. واحذري من التسرع بتطبيق مقترحات الآخرين ، ولو كانوا مخلصين ، فأنت أقرب إلى فهم حالتك منهم .
21 – ضعي نظرك – دائماً – على ( أجمل ) ما ترينه في زوجك ، وغضي الطرف عما ترينه فيه ، مما لا يعجبك .. وسترين أنك حين تحبّينه بصدق سترينه غاية في الجمال .. ولتحذري من الاستمرار في التفكير في ما لا يعجبك منه ، فقد تتضخم تلك السلبيات ، حتى تحجب ما فيه من الإيجابيات . مما يؤدي لزهدك فيه ، وصغره في عينك .. وأسوأ شيء أن تقارني زوجك بغيره ممن حولك ، وتأكدي أن لكل جوانب يتميز بها ، سواء لاحظتيها أم غابت عنك !!
22 – أن الأزواج حساسون ، بدرجة غير عادية ، من وجود علاقة لزوجاتهم ، بأي صورة من الصور ، برجال آخرين .. فراعي ذلك .. واحذري أن تذكري له حدثأً جرى لك مع رجل ، ولو كان قديماً ، أو عبثاً طفولياً .. وفي المقابل أشعريه – من خلال سلوكك - بعفتك وطهارتك ونقائك .
23 – مهما بلغت من العلم والسن فستظل خبرتك محدودة ، ومن الحكمة حين يعترضك حياتك الزوجية مشكلات ، تختلفين فيها مع زوجك ، ويصعب وصولكما فيها إلى نتيجة أن تبحثي عن مستشار تثقين في دينه وعقله وخبرته .. ليساعدك – برأيه - في تجاوز تلك المشكلة .
24 – احذري أن تختلقي مشكلات مع زوجك ، بسبب مشكلات تلاقينها من غيره .. فالمشكلات حين تكثر تجعل الزوج يهرب من البيت ، ويجد راحته مع زملائه أكثر من راحته في بيته ، ووقتها قد تبحث عنه زوجته ، فلا تجده .
25 – أمك منزلتها عالية ، وبرها واجب .. لكن المسارعة إلى طاعتها في أمور قد تجلب غضب زوجك ، أو تجعله يفكر في طلاقك ، هو لون من الحمق !!
26 – اجتهدي في بناء علاقات رائعة ، مع أهل زوجك ، وتأملي من هو الرأس فيهم ؛ أماً أو أختاً ، واعرفي نمط شخصيتها ، وتعاملي معها وفق ذلك ، واجتهدي في التلطف ، فقد تختصر عليك الباقين .. وتعاملي مع الكل تعاملاً راقياً ، يليق بدينك وتربيتك .. وهو ما يجعل زوجك يزداد إعجاباً بك ، وحباً لك . وقد تجدين من أهل زوجك ، أو من بعضهم جفوة ، فاجتهدي ألا تبادليهم بمثلها . ولا تنقلي لزوجك كل ما يحدث ، ولا تنالي منهم عنده ، ولو رأيت منهم خطأ .. ولو قدر لك أن تدخلي في نقاش معه ، حول شيء من ذلك ، فلتكوني هادئة جداً ، ولتنتقي عباراتك ، ولتغلّبي حسن الظن . ولا تنسي أنهم أهل زوجك ، وأعمام أبنائك . ومن المهم ألا يُنقل عنك إساءة القول في أحدهم ، ولو عند صديقة أو قريبة ، فالكلام سريعاً ما ينقل ، ومن الطبيعي أن تضاف له الكثير من ( المنكهات ) ! .. ولتتقي الله في كل سلوكاتك معهم ، وكلامك فيهم ، يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً . ولتحرصي – منذ البداية - ألا تذكري عن أهلك ، لزوجك - في لحظة رضا - إلا الجوانب الجميلة ، حتى لا تندمي حين يذكّرك ببعض ما قلتيه عنهم ، في لحظة غضب !! .
27 – لا تسحبي مشكلاتك مع أهل زوجك على حياتك الزوجية مع زوجك وتعاملك معه .. وإياك أن تفتعلي مشكلاتك معهم ، لتجعلي منها وسيلة ضغط على زوجك للاستقلال ببيت ، إن كنتم تسكنون معهم . واجتهدي ألا تظلي تلحين بالشكوى عليه .. فهو لن يستطيع فعل شيء .. لكنه بالتأكيد سيشعر بالضيق .. وشعور زوجك أنك تتجنبين الحديث معه عن مشكلات أهله يجعل إعجابه بك يزداد . وإياك أن تورطك إحدى زوجات إخوة زوجك ، لتشكلي معها ( جبهة ) ضد أهل زوجك .. فقد تكونين أنت – وحدك – الخاسرة ، في النهاية ، ووقتها لا ينفع الندم !
28 - لكل رجل نمط شخصية ينفرد به ، وليس من العقل أن تتوقعي من زوجك أن يكون ( نسخة ) من والدك .. ومن الحمق أن تظلي تقارني سلوكه مع سلوك والدك ، في كل موقف .
29 - حين تشتعل نار مشكلة بينك وبين زوجك أو أحد من أهله فاجتهدي ألا تزيدي حطبها فإنها كلما ارتفع لهبها أصبح إطفاؤها أصعب !
30 – قبل اتخاذ ( أي ) قرار فكري بـ( نتائجه ) .. وماذا يمكن أن يحدث .. فقد تتوقفين عن اتخاذه .. فمثلاً ربما يغضبك سلوك من زوجك ، فتنفعلين وتطلبين منه أن يوصلك لأهلك ، وتظنين أنه بعد مدة من الزمن ، لن يصبر عنك وسيتصل أو يحضر لاسترضائك .. وقد تفاجئين بأن الأمر صار عكس ما توقعت ، لم يتصل عليك .. بل ربما فكر بالطلاق !!
31 - لا تنسي أن زوجك بشر .. ومعنى هذا أنه سيقع في الخطأ .. ومن هنا فغضي الطرف عن الأخطاء الصغيرة العارضة .. ونبّهيه – بلطف – عن الأخطاء الكبيرة .. وافرحي باعتذاره ، وسارعي في قبوله .. ولا تنسي أنه حين يخطئ في حق خالقه ، ثم يتوب توبة نصوحاً ، فإن الله يقبله .. بل ويبدل سيئاته حسنات !!
32 - غالباً حين تتزوج الفتاة ، وتنتقل لبيت مستقل تشعر في البداية بنوع من الضيق خاصة حين يكون زوجها خارج البيت ؛ فالفراغ كثير ، وأعمال البيت محدودة . وقد اعتادت على صخب أهلها وإخوانها ، واليوم يزعجها الصمت . وقد يدفعها هذا إلى كثرة الذهاب لأهلها .. وهو ما يجعل الزوج يرتبط بزملائه أكثر من ارتباطه بها .. والحل الجيد أن تستعدي لهذا الأمر نفسياً ، قبل الزواج ، ومن ثم توطّني نفسك عليه .. ثم تحاولي التأقلم معه .. وتفيدي من تفعيل ما لديك من مهارات ومواهب .. ومن أجمل الأمور القراءة المفيدة ؛ فمن خلالها تكتسبين الكثير من المهارات .. ومن ذلك كيف تكسبين زوجك ، في الحاضر . وكيف تربين أولادك ، في المستقبل . وكيف تطورين حياتك للأفضل . وقد يساعد على ذلك أيضاً سماعك الأشرطة المتخصصة ، ومتابعتك البرامج الإذاعية والتلفزيونية الهادفة ، والتحاقك بالدورات المفيدة .
33 - قد تفاجئين بكلام بعض زميلاتك أو صديقاتك المتزوجات ، معك أو قبلك .. حيث يصورن لك كثرة ما يقدمه لهن أزواجهن من هدايا ، أو سرعة تجاوبهم مع طلباتهن ، أو كثرة سفراتهم بهن .. فكوني على حذر .. فأكثر ذلك لون من الادعاء الفارغ .. فلا يزهدنك في زوجك ، أو يدفعك إلى كثرة مطالبته !!
34 - بدلاً من أن تفرحي بكثرة سفرات زوجك بك ، أو سرعة استجابته لطلباتك ، أو استئجاره ( شقة ) فخمة ، وشرائه الأثاث الراقي ، حاولي مساعدته على ( التوفير ) .. فمن أجمل الأمور أن يمتلك الزوجان بيتاً .. ليعيشا فيه مع أطفالهما براحة ، وليتخلصا من ضيق الشقق ، وليوفرا نزف المال . فأمامهما مستقبل طويل بإذن الله .
35 - حين ترين أمراً يلفت نظرك في سلوك زوجك ، من نوم غير طبيعي ، أو توتر ، أو احمرار مستمر في العينين ، أو غموض يلف سلوكه ، ومكالماته .. فانتبهي فقد يكون متورطاً في الإدمان .. ويكون الأمر أوضح حين تجدين حبوباً مخفاة بطريقة غير عادية ، أو بطريقة غير نظيفة .. وحينها من المهم أن تخبري ( العاقل ) من أهلك .. فإن لم يوجد فأخبري العاقل من أهله ، فإن لم يكن فلتستشيري أحد المستشارين العقلاء .. ولتكوني جادة في استعمال أو تناول موانع الحمل .. وأذكرك أن بعض الزوجات تعيش مآسي كبيرة ، لأنها أدركت أن زوجها يتعاطى ، منذ البداية ، وأغمضت عينيها ، أو رضيت بقوله : إنه سيتركها ، دون أن يراجع عيادة لعلاج الإدمان . ولو رأيت أن علاقته بالإدمان قوية ، واستعداده للاستمرار فيه كبير ، ولا يبدو لديه الاستعداد ( الفعلي ) للتخلص والعلاج ، فقد يكون الطلاق ، مع مرارته ، أخف من المآسي ، التي تنتظرك لو بقيت معه .
36 - كل ما استطعت الاستغناء عن الخادمة فهو خير لك في حاضرك ومستقبلك .. خاصة وأنت في بداية حياتك ، ومسؤولياتك محدودة .. ومن ضعف التفكير أن تلحّي على زوجك بإحضار خادمة ، لمجرد تقليد الأخريات ، ودون أن تكوني بحاجة ( ماسة ) لها .. وحتى لو كنت موظفة ، وأنت من سيتولى كلفة إحضارها ، فإني – من خلال ما مرّ علي من مآسٍ – أنصحك بالاستغناء عنها ، قدر الإمكان . فقد تتقصد فتنة زوجك وإغراءه .. وقد تكتشفين لها علاقة بأحد ، ربما اجتمعت به داخل بيتكم ، وقد تحقد عليكم ، وتتقصدكم بأذى .
37 - من أسوأ الأمور أن تحملك الغيرة أو الشك على متابعة زوجك ، أو التجسس عليه ، أو ( تفتيش ) جواله ، أو حاجياته .. وقد يعبث الشيطان برأسك ، فيريك بعض الأمور وكأنها حقائق ، وتمتلئ نفسك على زوجك ، وتحملين في نفسك عليه .. وقد يكتشف ( تفتيشك ) عليه ، فتضعف قيمتك عنده ، وتسهمي في ضعف ثقته بنفسه .. وقد يدفعه الشيطان إلى تحديك ، وممارسة أمور قد لا تكون في باله .. أما حين تتعمدين مكاشفته ، والتحقيق معه ، فهو إما أن يظل يستثقل الجلوس معك ، ويستحب الخروج من البيت .. وإما أن يتعمد إهانتك وتهديدك .. وأنت في غنى عن ذلك كله .
38 – أنت أنثى ، ومن المؤكد أنك تطربين للكلمة الجميلة ، والعبارة الرشيقة ، وتتوقين إلى أن يكتشف زوجك ما تقومين به ، على مستوى نفسك ، أو بيتك ، وأن يثني على ذوقك في ذلك .. وقد تفاجئين أن زوجك جاف في طبعه ، أو أنه قد قدم من بيت يعيش جفافاً في التعامل والكلام .. وهنا ليس من الحكمة أن يقتصر دورك على مجرد الشكوى واللوم .. بل العمل الإيجابي ( المثمر ) ، بأن تكوني أنت قدوة له ، فتعاملينه برقة ، وتختارين الكلمات الجميلة ، في محادثتك إياه .. لينعكس ذلك على تعامله معك . ومن جهة أخرى تظهرين إشادتك ومشاعرك ، بأي كلمة ( جميلة ) يطلقها ، مهما كانت صغيرة ، ليتشجع وينطلق ، ولتحذري الاستعجال فإنه قاتل .. ولا تضعي نظرك على هذه ( الزاوية ) ، من صفات زوجك .. بل انظري إليه ، من خلال مجموع صفاته .. ولتتأكدي أن زوجك يضمر لك الحب ( العميق ) .. لكنه قد لا يستطيع التعبير عن ذلك ، بالشكل الذي تتمنين !
وبمناسبة هذا الأمر فلابد أن أذكرك أن ما يعرض من حياة رومانسية حالمة ؛ في الأفلام والروايات .. هي محض خيالات .. حتى ربما ما تنقله لك زميلتك ، عن رومانسية زوجها ، فيها الكثير من ( البهارات ) .. وهو مبني على ما تتمناه أكثر مما هو مبني على واقع حياتها !
39 - الهدايا والرسائل هي إحدى الوسائل الجميلة في ( التعبير ) عن الحب الزوجي . لكن من المهم ألا تتحول إلى صفقات تجارية ؛ بحيث كلما أهديت هدية انتظرت هدية ، أو كلما تأخر زوجي برد رسالة ، أو لم يرد أصلاً أغضبني ذلك ، أو لمته على ذلك .. وأسوأ من ذلك أن أشعر زوجي بـ( المنة ) عليه بذلك ، عند حدوث خلاف أو مشكلة .. لأقول : لقد كنت مغفلة ، وأنا أشتري لك الهدايا ، وأبعث لك التحايا !! .. فقد يستثار الزوج ، ليرد : وهل هناك أحد ألزمك بذلك ؟! .. وربما قال ، نكاية بالزوجة : لقد كانت رسائلك تضايقني ، لكني كنت أجاملك !
40 - الحوار الزوجي من أروع الأساليب ، للتقارب وحل المشكلات ، والوصول إلى النتائج الإيجابية .. وأهم شيء في ذلك أن يكون في جوّ من الحب والاحترام والهدوء .. وأن يكون كل من الزوجين صادقاً في الوصول إلى نتيجة مناسبة ، لا يلزم أن تكون منطلقة من رأيه ، أو وجهة نظره .. ويساعد على ذلك الاتفاق على وقت ( يناسب ) الطرفين ، وكون الزوجين يبنيان ( جدار ) الحوار ، بأجمل الألفاظ والعبارات . وحين يعتاد الزوجان على ذلك الأسلوب والمستوى ، فإنهما سيكونان مدرسة ( رائعة ) لأبنائهما ، من بعد .
41 – قد تكونين أكثر راتباً من زوجك ، أو أعلى شهادة ، أو يكون أهلك أكثر وجاهة .. لكن من المؤكد أنك تدركين أنه يجب أن تحافظي على مشاعر زوجك ، من ( أي ) كلمة أو سلوك يشعره بـ( تفوقك ) عليه ، في شيء من ذلك . ويلحق بذلك حين تكونين موظفة ، وتتحملين كل مصروفاتك من راتبك ، فيفترض ألا يدفعك استقلالك ( المالي ) إلى الشعور بالاستقلال ( المطلق ) .. فسينعكس ذلك على لغتك وسلوكك ، وسيؤثر في علاقتك بزوجك .
42 – لا تطمعي زوجك ، في شيء من مالك ، خاصة في البدايات .. وقد يطلب منك زوجك قرضاً ، أو تأخذي له أرضاً أو سيارة بالتقسيط .. فإن فعلت فلتفعلي وأنت موقنة بعدم السداد !! .. أي أنه إن ردها فجيد ، وإلا حاولت نسيانها . أما إن كنت ستثيرينها معه ، بين حين وآخر ، فمن البداية ( اعتذري ) بأي عذر .. فكونه يغضب ساعات أو أياماً ، أقل أثراً من مشكلة قد تحفر خندقاً بينكما . ثم إن بعض الأزواج ، حين يذوق ( طعم ) مال زوجته ، تظل شهوته لذلك المال ، تزداد باستمرار !
43 – قد تكونين اشترطت على زوجك الاستمرار في الدراسة أو العمل .. أو أن يسمح لك بالعمل ، متى ما سنحت الفرصة ، أو توفرت الوظيفة .. ولكن قد يعترض زوجك لأمور معتبرة ؛ كأن تكون الوظيفة في مدينة أخرى ، أو يتطلب العمل السفر ساعات طويلة ، وتحمل المخاطر ، والغياب عن البيت كثيراً . وقد يكون المرتب ضئيلاً لا يستحق ، في نظر الزوج ، قضاء كل ذلك الوقت ، كالعمل في المدارس الأهلية .. وعلى أي الأحوال فالزوجة العاقلة تفكر وتقدر وتستشير ، قبل اتخاذ القرار أو الإصرار !
44 – تؤكد جميع الدراسات أن الاهتمام المتبادل بمشاعر الآخر هو أول أساس من أسس الحياة الزوجية . وفي مقابل ذلك فإن الأنانية أول مسمار في نعش الحياة الزوجية .
أخيراً .. لقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – عن المتبايعين : (فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِى بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ) .. وقد يكون عقد بيعهما بريالات معدودة .. وعقدكما عقد عظيم .. ومن المؤكد أن كل منكما ، حين يصدق مع الآخر ، ويكون معه واضحاً ، فإن الله – عزّ وجل – سيبارك في حياتهما .
وفقكما الله لكل خير ، وأبعدكما عن كل شر ، ونشر فوقكما سحب السعادة والهناء .

ع ـروووبة
18-06-12, 12:46 am
-

مثل هالنصايح هامه للزوج والزوجه في بداية حياتهم
حيث انهم بذره لنجاح المجتمع بأكمله
وتربية ابناءهم كما يجب سبحانه ويرضاه ~

الله يوفق كل فتاة في حياتها الجديده
ويوفق الازواج لكل ما يحبه سبحانه ويرضاه
ولازم يعرفون انه اهم شي الصراحه والتضحيه بينهم

الله يجزاك خير إستاذنا المتأمل
وربي يجعله بميزان حسناتك ,,

المتأمل
20-06-12, 12:58 pm
-

مثل هالنصايح هامه للزوج والزوجه في بداية حياتهم
حيث انهم بذره لنجاح المجتمع بأكمله
وتربية ابناءهم كما يجب سبحانه ويرضاه ~

الله يوفق كل فتاة في حياتها الجديده
ويوفق الازواج لكل ما يحبه سبحانه ويرضاه
ولازم يعرفون انه اهم شي الصراحه والتضحيه بينهم

الله يجزاك خير إستاذنا المتأمل
وربي يجعله بميزان حسناتك ,,

اللهم امين
مشكور مشرفتنا على المرور