زين نجد
12-06-12, 03:09 am
التـوقيـع على الكـذبة..
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) الآية
من المؤسف أن جداً أن ترى رجلاً متعلماً يعلم بالحلال ولا يعمل به ، ويعلم بالحرام ولا يجتنبه..
نعم.. هو يُعلِّم أولاده كل خصال الخير ومنها عدم الكذب مهما كلفهم ذلك..
يرى أنه القدوة لأهل بيته وأبناءه أولاً وطلابه ثانياً..
ثم يخالف هذا كله عندما يرى يكون الأمر له..
فهو يكذب متى أراد، ومتى كان الأمر لمصلحته..
يكذب على نفسه أولاً ويناقض قوله لأنه لم يكن صادقاً معها عندما خالف الواقع الذي يعيشه والذي هو مؤمن به حق الإيمان.
عندما يكون وقت الدوام الساعة ( 7,00 ص ) ثم يأتي موظف في الساعة التاسعة ويوقع وقت حضوره ( 7,00 أو 7.15 )
فهل يجوز له ذلك مع تكرار هذا الأمر كثيراً ؟
مع العلم أنه قد تأخر عن طلابه أو عن مراجعيه وعطّل مصالحهم..
فهذا المسكين يوقع على كذبته في الحضور والانصراف..!
فهل المقابل الذي يأخذه من هذه الوظيفة حلالٌ عليه أم حرام ؟
وإذا كان هذا الأمر حراماً وهو كذلك..
فهل تسمح له نفسه أن يأكل الحرام ؟
ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول :
يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) قال : وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبريمد يده إلى السماء يا رب ، يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك.
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال : تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا } فقام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوةوالذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به.
ثم في حال غيابه بدون عذر يذهب ويحضر أعذاراً مرضية وهو غير صادق.
فهل يجوز له أن يتقاضى راتب هذا اليوم الذي لم يحضر فيه ؟
إذاً :
لنراجع أنفسنا، ولنكن صادقين مع الله أولاً ثم مع أنفسنا في جميع تعاملاتنا ولو كلفنا ذلك الكثير فوالله ما رأيت أجمل من الصدق في جميع أمور الحياة ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم :
( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ومايزال الرجل يصدق ، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب ؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )
ولتعلم أنك مع الوقت سوف ترى أثر هذا الصدق في الحياة وقبل الممات فالناس القريبين من حولك سوف يحبونك وتكون بينهم مهاباً بسبب تعاملك معهم بالصدق..
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
( آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم : إذا حدث كذب ، إذا اؤتمن خان ، وإذا عاهد غدر).
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان )
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( أربع من كن فيه كان منافقا ، أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر).
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في منزلة الصدق:
" وهو منزل القوم الأعظم الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين، والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين ... إلى أن يقول: فهو روح الأعمال، ومحك الأحوال، والحامل على اقتحام الأهوال، والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال،وهو أساس بناء الدين، وعمود فسطاط اليقين ، ودرجته تالية لدرجة (النبوة) التي هي أرفع درجات العالمين ".
حكمة /
ألزم الصدق وإن خفت ضـره، فإنه خيرٌ من الكذب المرجو نفعه .
دمتــم بـود،،،
فهـــــــد
الثلاثاء 12 يونيو، 2012م
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) الآية
من المؤسف أن جداً أن ترى رجلاً متعلماً يعلم بالحلال ولا يعمل به ، ويعلم بالحرام ولا يجتنبه..
نعم.. هو يُعلِّم أولاده كل خصال الخير ومنها عدم الكذب مهما كلفهم ذلك..
يرى أنه القدوة لأهل بيته وأبناءه أولاً وطلابه ثانياً..
ثم يخالف هذا كله عندما يرى يكون الأمر له..
فهو يكذب متى أراد، ومتى كان الأمر لمصلحته..
يكذب على نفسه أولاً ويناقض قوله لأنه لم يكن صادقاً معها عندما خالف الواقع الذي يعيشه والذي هو مؤمن به حق الإيمان.
عندما يكون وقت الدوام الساعة ( 7,00 ص ) ثم يأتي موظف في الساعة التاسعة ويوقع وقت حضوره ( 7,00 أو 7.15 )
فهل يجوز له ذلك مع تكرار هذا الأمر كثيراً ؟
مع العلم أنه قد تأخر عن طلابه أو عن مراجعيه وعطّل مصالحهم..
فهذا المسكين يوقع على كذبته في الحضور والانصراف..!
فهل المقابل الذي يأخذه من هذه الوظيفة حلالٌ عليه أم حرام ؟
وإذا كان هذا الأمر حراماً وهو كذلك..
فهل تسمح له نفسه أن يأكل الحرام ؟
ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول :
يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) قال : وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبريمد يده إلى السماء يا رب ، يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك.
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال : تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا } فقام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوةوالذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به.
ثم في حال غيابه بدون عذر يذهب ويحضر أعذاراً مرضية وهو غير صادق.
فهل يجوز له أن يتقاضى راتب هذا اليوم الذي لم يحضر فيه ؟
إذاً :
لنراجع أنفسنا، ولنكن صادقين مع الله أولاً ثم مع أنفسنا في جميع تعاملاتنا ولو كلفنا ذلك الكثير فوالله ما رأيت أجمل من الصدق في جميع أمور الحياة ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم :
( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ومايزال الرجل يصدق ، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب ؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )
ولتعلم أنك مع الوقت سوف ترى أثر هذا الصدق في الحياة وقبل الممات فالناس القريبين من حولك سوف يحبونك وتكون بينهم مهاباً بسبب تعاملك معهم بالصدق..
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
( آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم : إذا حدث كذب ، إذا اؤتمن خان ، وإذا عاهد غدر).
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان )
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( أربع من كن فيه كان منافقا ، أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر).
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في منزلة الصدق:
" وهو منزل القوم الأعظم الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين، والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين ... إلى أن يقول: فهو روح الأعمال، ومحك الأحوال، والحامل على اقتحام الأهوال، والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال،وهو أساس بناء الدين، وعمود فسطاط اليقين ، ودرجته تالية لدرجة (النبوة) التي هي أرفع درجات العالمين ".
حكمة /
ألزم الصدق وإن خفت ضـره، فإنه خيرٌ من الكذب المرجو نفعه .
دمتــم بـود،،،
فهـــــــد
الثلاثاء 12 يونيو، 2012م