المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أنت عصبية ..؟!


المتأمل
02-05-12, 09:12 pm
هل أنت عصبية ..؟!
الدكتور عبدالعزيز المقبل
أنا فتاة عصبية .. ومتزوجة من أربع شهور .. وخايفة تكون عصبيتي سبب في طلاقي .. تكفى يا دكتور قل لي وش أسوي ..؟!
هذه رسالة من فتاة ، وهي نموذج لعدد من الرسائل والاتصالات ، التي تصلني ، بين حين وآخر ، تشكو فيها صاحباتها ، من ( ارتفاع ) مستوى الغضب ، و ( سرعة ) الانفعال ، بما تخشى معه أن تسقط رياح الغضب العنيفة ، ذات مرة ، خيمةَ حياتها الزوجية .
وبين حين وآخرتتصل عليّ زوجة ، ليستشيرني ، ومن خلال عرضها لمشكلتها ، أبادرها بسؤال : هل أنت عصبية ..؟ فتكون الإجابات :
إي والله .. عصبية ..!
تقدر تقول .. أو نوعاً ما ..!
بل إن بعضهن أحس أنها ترتاح أن طرحت عليها السؤال ، فقد يكون محرجاً أن تبدأ بالاعتراف ، ولكن ارتياحها ، لأنه قد أصبح لديها فرصة لأن يسأل : كيف تتخلص من العصبية .؟
والرجال ، في ذلك ، مثل النساء ..
أحدهم حين اعترف بعصبيته ، راح يسرد لي بعض المواقف ، له مع أسرته ، ليقول –ضمنها – ابني أمس ( عمره 12 سنة ) قلت له ، وأنا منفعل : الله يهلكّْ ..!
قال : يبه .. قل الله يهديك ..!
وهو يذكر ذلك ، بقدر غير قليل ، من الخجل ، ليؤكد لي معاناته ، من العصبية .
...
إن اعتراف الإنسان بوقوعه في فخ سرعة الانفعال ، وبحثه عمن يساعده ، يجعله قد وضع قدمه ، بالفعل ، على طريق العلاج ..
لكن المشكلة في من ( ينكر ) أن يكون عصبياً أو سريع الانفعال ، ويجعل سبب عصبيته ( تصرفات ) من حوله من الأهل ، أو من يختلط بهم من الناس ..!.. فيظل يردّ على من يقول له : لماذا أنت عصبي ؟!
أنا لست عصبياً .. هم اللي يعصبونني ..!
والناس – بطبعهم – ينفرون من سريع الانفعال ، ومن ثم يبتعدون عنه ، ويكرهون صحبته فضلاً عن صداقته ، فكيف حين يكون زوجاً أو زوجة ..؟!
ترى هل كون الإنسان عصبياً أو سريع الغضب يعني أنه اكتسب هذه الصفة ، من بيئته ، أم قد ولدتْ معه ..؟!
هناك دراسات تثبت بأن الأبوين ، حين يكونان عصبيين أو يكون أحدهما كذلك ، فإن الأبناء قد يأتون / يصبحون عصبيين بنسبة 68 % ..!
ولا يشك عاقل أن البيئة ، التي يعيش فيها الإنسان ، تترك أثراً كبيراً ، في تشكيل سلوكه . وأقرب البيئات للإنسان بيئته الأسرية ، لطول مكثه فيها ، ولشعوره بالقرب الكبير من أفرادها ، ولبعده عن المجاملة ، في التعامل معهم .. ومن ثم ( ينصبغ ) بالألوان ( السلوكية ) التي يتعامل بها أفراد الأسرة .
وليس بالضرورة أن حِمْلَ العصبية ( الثقيل ) قد يكون الإنسان قد حمله من بيئته الأسرية ، لكنه ظل يجمعه في طرقات الحياة ، ومن خلال تفاعله مع أحداثها .
هناك الزوجة التي تزوجت دون أن تفكر بأن زواجها سيتطلب منها متطلبات جديدة ، لابد أن تروّض نفسها عليها . فمثلاً قد تكون تدرس ، ثم ترى نفسها مطالبة بالقيام على البيت ، ما يوجد ضغطاً نفسياً ، يمثل أرضاً خصبة لنمو أشجار الغضب .
وكذا الزوجة التي تعمل ، ثم تنجب طفلاً ، تكتشف أنه أصبحت له تبعاته ، التي أضيفت إلى أعبائها الأصلية ، من القيام بوظائفها الزوجية ، ومتطلبات عملها الوظيفي .
والرجال ، في ذلك ، مثل النساء .. فكثيرون منهم يقدمون على الحياة الزوجية ، دون أن يروّض الواحد منهم نفسه ، على متطلباتها ، التي تقتضي منه أن يغيّر مسمّى وظيفته الحياتية ، من ( عزابي ) إلى ( متزوج ) .. ومن ثم يريد أن يمارس برامجه الحياتية ، بعد الزواج ، كما كان يمارسها قبل الزواج ، وهو ما لا ترضاه الزوجة ، التي لم تقدم بيته ، لأنها لم تجد لدى أهلها طعاماً أو شراباً ، أو سكناً .. ومن ثم يشعر بالضغط ، لأنه يعد الزواج أفقده ( حريته ) .. فتبدأ أمواج الغضب تصفع كل حواراته مع زوجته .
وحين تشعر البنت أن والدتها تطالبها ببعض الأمور ، دون مراعاة ظروفها الدراسية ، أو تمنعها من بعض السلوكات دون حوار أو إقناع ، فإنها تحس بلون من الضغوط النفسية ، التي تجعل الانفعال يصبغ سلوكها مع والدتها .
بل إن شعور البنت ، أو أحد الأبناء ، بأن والديه أو أحدهما ( يفضل ) إخوته عليه ، ويلاقيه بوجه ( خشن ) بينما يلاقيهم بوجه ( ناعم ) قد يكون مصدراً للضغوط الجالبة للانفعالات .
والأم التي تجد ابنتها تعتذر عن مساعدتها ، ولو بالقليل ، بينما ( تقطع ) قلبها – حسب تعبير الأمهات – لزميلاتها ، من المؤكد أنه يدفع الأم إلى الغضب والانفعال .
والزوجة تحس بالغبن الكبير ، حين تُواجه بـ( تقصير ) زوجها ،في مسؤولياته أو ( تخلّيه ) عنها ، ثم حين تريد مناقشته لا يترك لها فرصة ، وقتها تبدأ الضغوط النفسية تحاصرها ، لكن الخطير أن ( تنفّس ) في أبنائها ، ويزيد ألَمَها أنها حين تخلو بنفسها ، وتهدأ تشعر بتأنيب ضمير ، لما فعلته أو تفعله ، مع أبنائها ، وهو ما يزيد الضغوط عليها .
والتنفيس في الأبناء ، ليس مقصوراً بوجود ظلم من الزوج ، بل حتى في ظل وجود ظلم في العمل ، أو ضغوط شديدة فيه .
ووجود مشكلة ، في دنيا الإنسان ؛ رجلاً أو امرأة ، وعدم قدرته على إيجاد حلٍّ لها ، أو شعوره بـ( حساسيتها ) ، ومن ثم صعوبة البوح بها ، يجعله أرضاً خصبة للضغوط ، ومن ثم القابلية للانفعالات .
ومثل ذلك حين تكون فتاة تعرضت ، في طفولتها للتحرش ، وتخشى أن تقدم على الزواج ، وترى أنها غير قادرة على إخبار أحد بالأمر ، أو أنها أقامت علاقة مع شاب ، باسم الحب ، ثم تنكّر لها ، وبدأ يبتزها ، ويهددها ، أو ربما نال منها شيئاً ، وهي مع شدة ما تواجهه ، ترى أن من الصعوبة البوح لأحد بشيء من ذلك .
أحياناً قد تكون الغيرة أحد عوامل سرعة الانفعال ، خاصة حين يرى الإنسان أحداً يراه أقل منه ، ومع ذلك نال فرصاً زواجية أو تعليمية أو وظيفية أفضل منه .
ومثل ذلك حين يخيّم على الإنسان الإحباط ، بتأخره الزواجي ، أو تدني مستواه الدراسي ، أو شعوره بعدم تقديره ممن حوله .
وحين يتأكد الإنسان أن ليس شيء ، من الأمور السابقة أو غيرها ، يدعوه للغضب فمن المهم مراجعة الطبيب ، إذ إن زيادة نسبة الثيروكسين في الغدة الدرقية يسبب المزاج الحاد والعصبية .
وقد تكون الزوجة عصبية ، وتحس أن زوجها يقابل عصبيتها بقدر كبير من الهدوء ، لكنها حين تكون عاقلة يفترض أن تدرك أن هذا الهدوء لا يمكن أن يستمر في مواجهة رياح غضبها المستمرة الهبوب .. بل قد يفعل في لحظة أو موقف ما لم يفعله في سنوات .. والعرب تقول : اتق غضبة الحليم ..!
ولذا أكبرت عدداً من الزوجات ، اللاتي اتصلن بي ، أو راسلنني ، يشكين وقوعهن ، في ( حفرة ) العصبية ، ويسألن عن ( أفضل ) الطرق ، للتخلص .. إدراكاً منهن أن ( استمرارهن ) في عصبيتهن ، قد ( ينهي ) حياتهن الزوجية ، التي تبدو كلوحة ( جميلة ) لا يكدر جمالها سوى بذرة ( العصبية ) القبيحة ..!
وهناك أشياء تدفع الزوج إلى العصبية ، يجب على الزوجة العاقلة تجنبها ، والبعد عنها .. فحين يأتي الزوج إلى البيت ، ثم يجد زوجته ممسكة بسماعة الهاتف ، في مكالمة هاتفية ، ينتظر إنهاءها .. وحين لا تفعل فإن نفسيته تصبح قابلة للانفعال ، خاصة حين يتكرر ذلك الموقف .. ويزداد الأمر سوءاً ، حين يفاجأ بوجود فوضى في البيت ، كان يفترض أن ترتبها قبل حضور الزوج .. أو أنها تأخرت في إعداد الطعام .. ما يفسره الزوج بانشغال الزوجة بمثل تلك المكالمات ، التي يراها مجرد ثرثرة ..!
وقد يفاجأ الزوج بأن زوجته قد ربطت موعداً مع أحد الأقارب ليأتوا لزيارتها ، أو لتذهب هي إليهم ، دون أن تنتظر الإذن من زوجها ، بـ( إبرام ) تلك المواعيد ، اتكالاً على ( الميانة ) .. فإن هذا مما يدفعه للضيق والعصبية ..
كما تدور – أحياناً – رحى مناقشات ( حامية ) حول موضوع ( ملاحظات ) الزوج أحياناً ، على ( لباس ) الزوجة أو الأبناء .. وبدلاً من أن تتفهم الزوجة وجهة نظر الزوج ، وتأخذ وجهة نظره بشيء من الجدية ، قد تتندر برأيه ، وتسخر من كلامه ، ما يجعل الكلام قد يأخذ منحى آخر ، فإذا الزوج يحتد ، ويصدر قراراً ( متعجلاً ) مشفوعاً باليمين ، أن ( يلغى ) ذلك المشوار ..!
وهو بالتأكيد ما يدفع الزوجة للغضب ، وقد تتصرف تصرفاً غير متزن ، فتثير الأبناء على والدهم ، ما يجعل نار المشكلة تزداد اضطراماً .
وأكثر ما يدفع الزوج للعصبية ، وقد ينسى معها نفسه ، ويرمي زوجته – ربما – بألفاظ مبتذلة ، حين ( تتكرر ) المواقف ، التي نبّهها عليها .. بحيث يرى نفسه أمام امرأة لا تقيم له وزناً ، أو إنها في غاية الغباء ، في رأيه ..!
ومشكلة بعض الزوجات أنها حين تهب رياح العصبية ، من جهة الزوج ( تقابلها ) بعصبية مماثلة ، ولا تحاول ( امتصاصها ) ، ليهدأ الوضع ، وتنتهي المشكلة .. وهنا يبدأ ( لهب ) الحريق ( العصبي ) يشوي – بحرارته – وجوه الأطفال ؛ الذين قد تقوم المعارك أمامهم ، ليشهدوا عليها ، ويروا كيف يتناطح والداهم ، بصورة مسفّة ، بعد أن يغتال الغضب العقل .
وقد يكون الأبوان بعيدين عن الأبناء ، لكن أصواتهما ( تصك ) مسامع الأبناء .. وقد يرى الأبناء ، بين حين وآخر ، فترات من التهاجر بين الأبوين ، ليصبح الأبناء مراسلين بينهما ..!
وهذه المظاهر كلها لها أثر بالغ ، في وضع ( بذور ) العصبية ، في نفوس الأبناء ؛ سواء في كونهم يتربون على أن ( واقع ) والديهم في ( حلول ) مشكلاتهما ، هو ( النموذج ) الذي يمكنهما ( تطبيقه ) في حياتهما المستقبلية .. أو أن شعورهما بعدم الأمان ، يزرع فيهما ضعف الثقة بالنفس ، ويورثهما ضغوطاً نفسية ، تنفجر على هيئة ( ألغام ) عصبية ..!
إن الحياة بطبعها تحوي مواقف وأحداثاً تشعرنا بالعجز ، سواء بوجود تسلّط على الإنسان ، ممن فوقه . أو بعدم حصوله على ما يأمله ويتمناه ، أو برؤيته أموراً تفوته لا لكونه لا يستحقها ، ولكن لأن ثمة طرقاً غير نزيهة يسلكها بعض من حوله .. كما أنه يرى – أحياناً – من حوله لا يقدرونه ، وربما يبالغون في النيل منه ، وربما يستعجلون بفهم رأيه ، بطريقة خاطئة .. وهكذا .
كيف نتخلص من العصبية :
قرأت – ذات مرة – حكاية رجل أمريكي كتبها عن نفسه ، حيث إنه كان يريد السفر ، لأمر هام جداً .. ولكنه لاحظ أنه تأخر ، وأن وقت رحيل القطار أوشك .. نزل من سيارة الأجرة ، عند محطة النقل ، وجاء راكضاً .. أتجه إلى ( كبينة ) قطع التذاكر ، ورمى بقيمة التذكرة ، من الفتحة الصغيرة ، أسفل النافذة ، المغطاة بالزجاج الأسود .. كان متوفزاً جداً .. لاحظ أن الموظف لم يأخذ النقود .. وأشد من ذلك رأى وجه الموظف عابساً بدرجة لا تطاق .. لم يحتمل الموقف ، صرخ بالموظف أن يحترم الآخرين .. فوجئ أن الوجه العابس ، في الصورة أمامه ، هو من أطلق الصرخة .. لقد كانت تلك صورته !! لكنه بعدها – كما يقول – كلما كاد إعصار الغضب أن يهبّ عليه ، تذكر مباشرة ذلك المنظر العابس البائس .. فضحك ، ليهدأ ذلك الإعصار مباشرة .
كم أتمنى لو تستفيدين من هذه التجربة ، - بنتي الكريمة - فيكون معك مرآة ، تنظرين وجهك فيها ساعة تغضبين .. أو على الأقل حاولي التأمل في وجوه الغاضبين ، وقارني بين وجوههم وقت الرضا ووقت الغضب .. ستلاحظين بوناً شاسعاً .
إن كثيرين ممن يعانون من العصبية هم ( أول ) المتضررين منها .. فغالب أولئك قلّ أن يسلموا من القولون العصبي أو القرحة المعدية أو الإثنا عشرية .. ومع مرور الوقت يفعل بهم الغضب أسوأ من ذلك .
ولعل مما يعين على التخلص ، من العصبية :
1 - إن ما تحكم به الزوجة على بعض سلوك الزوج من عدم اهتمام بها ، ومن ثم تجعله مسوغاً للانفعال ، هو رؤية الزوجة ذاتها ، أحياناً يقول الزوج كلاماً ، فتنظر إليه الزوجة ، مغضبة ، قائلة : أفهم من كلامك ...
ولكن الزوج ربما غضب هو الآخر ، وهو يقول : لا يهمني فهمك ، إنما يهمني ما قلت !
وقد تكون نظرة الزوجة للاهتمام ، أو تفسيرها لسلوك الزوج خاطئاً ، أو ممزوجاً بنوع من عدم تقدير الذات ، أو ضعف الثقة بالنفس .. وحتى لو افترضنا أن سلوك الزوج يعكس عدم الاهتمام ، فإن النظرة الناضجة ، والتأمل الجيد يؤكد على أن مجرد الغضب والاحتجاج قد يفاقم الأمر ، وقد يجعله واقعاً بعد أن كان توقّعاً .. والحكمة تقتضي أن تفكر الزوجة في الأمور الإيجابية ، التي تساعد في ( جلب ) اهتمام الزوج ، لا أن توسع مساحة البعد .
2 - إن تجفيف منابع الغضب بصورة نهائية ، ومسح مسمّياته من الذاكرة أمر مستحيل ، ولكن المراد تدريب النفس على ( قيادها ) أثناء الغضب ، ومن ثم عدم اللجوء إلى خيار واحد ثبت ضرره ، وطرح عدة خيارات ، بحيث يمكن تصريف الغضب بذكاء ؛ فتنفس الزوجة عن نفسها ، ولا تؤذي زوجها أو أطفالها . ولتتذكر الزوجة أن من الحمق استمرارها على مجرد الغضب على الزوج ولومه ، لسبب من الأسباب ، وهي – لو تذكرت – تغضب وتلومه ربما من أشهر أو سنوات ، ولا يزيدها ذلك إلا بعداً منه ، وربما دفعه ذلك إلى الهرب إلى شقة الزملاء أو الاستراحة ، وحتى حين دخوله البيت في الليل ربما تعمد المشي على رؤوس الأصابع ، حتى لا تشعر به الزوجة ، فتكدر عليه نومه ، بزعمه !!
3 - إن الغضب يمثل مشكلة سريعة التوالد والكبر ؛ فالمرأة حين تسكن عاصفة الغضب تدرك أنها ربما أفرطت في كلمات اللوم لزوجها ، أو أن شدة الانفعال جعلها تقول لزوجها أموراً ما كانت تفكر في قولها ، أو استذكرت أن مفرداتها كانت قاسية ، وهذا سيترك أثراً نفسياً مزعجاً ثقيلاً على نفسيتها .. ويتكرر كلما تذكرت الموقف . وربما إنها – من فرط الشعور بالأسى ، وتخوفها من سوء العاقبة – قامت إلى زوجها معتذرة ، وحين يتلكأ الزوج في قبول العذر قد تغضب من جديد ، فينطبق المثل العامي : ( يبغى يكحلها وأعماها ) !
4 - تذكري ورقة تصوير بيضاء أمامك تسرّعتِ وأخذتها بدلاً من ورقة لا تحتاجينها ، وتنوين رميها في سلة المهملات .. وبعد أن جمعتيها بيدك ، وضغطت عليها براحتك ، أدركت أنها ليست هي الورقة المراد رميها ، فحاولتِ بسطها .. هل يمكن إرجاعها إلى وضعها الطبيعي ، وكيف هو منظرها ؟! .. تصوري وجهك حين تكوّره ( قبضة ) الغضب ، إنه مثلها ، فكيف وأنت ربما تغضبين في اليوم الواحد مرات ؟!! .. وقد تكونين زوجة / امرأة مثالية ، تحرصين على أناقتك ، ، وهو أمر غاية في الروعة .. لتثقي أن ترك الغضب ، واستبداله بالابتسام يوازن أثره ( الجمالي ) جميع المستحضرات التجميلية . وليت الزوجة – على الأقل – حين تغضب تسارع إلى النظر في المرآة ، من المؤكد – وقتها – أنها ستخاف من صورتها ، وتدرك كم إن الغضب عدوٌّ لها !!
5 – هناك علاقة عكسية بين الانفعالات والعمليات العقلية ، فحين ترتفع وتيرة الانفعالات ينخفض مستوى العمليات العقلية ؛ فعندما يغضب الإنسان أو يغلب عليه الحزن أو الخوف ينسى معلوماته ، ويتردد في اتخاذ القرار ، ويتشوش ذهنه ، ويضعف في إدراك ما حوله بصورة جيدة .. ولكنه حين يكون مبتسماً ، مرتاحاً نفسياً ، آمناً تسير عملياته العقلية بصورة رائعة ، والأخير هو ما تحتاجه الزوجة دائماً .
6 – الحوار بين الزوجين هو الأسلوب الأمثل للنجاح في الحياة الزوجية ، لكن الانفعال أثناء الحوار يخرِج ( قطار ) الحوار عن قضبانه ، وهنا يصبح الحوار حوار ( طرشان ) ، كما يقال . وبدلاً من أن يعمل على تقريب وجهات النظر ، يسهم في تباعد القلوب .
7 – إن الأم حين يكون الغضب ( عادة ) لها فإن ذلك يترك تأثيراً سلبياً أطفالها ، هذا حين تنفعل عليهم ، فكيف حين يرونها تنفعل حتى على والدهم .. وقتها سيتجاوز الأثر تحطيم صورة الوالدين في نفوس الأطفال ، إلى التأثير عليهم حتى في حياتهم الزوجية المستقبلية . هذا فضلاً عن انطباع نفوسهم بالخوف والفزع .
8 – يفترض في الزوجة حين تحس بـ( هبوب ) رياح الغضب أن تبادر إلى ( العلاج ) النبوي ، من الجلوس إن كانت قائمة ، والاضطجاع إن كانت قاعدة ، وتغيير المكان ما أمكن ، والمسارعة إلى الوضوء .
9 – لتتذكر الزوجة أجر ( كظم ) الغيظ ، فقد ورد عن المصطفى – صلى الله عليه وسلم – قوله : ( من كفّ غضبه ستر الله عورته ، و من كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة ) .
10 – لتتذكر الزوجة أجر الاحتساب ، وفضل ( حسن ) التبعل لزوجها ، والقيام على أولادها ، وتوفير الحنان لهم ، والصبر على ما يصدر منهم .
11 – يفترض في المرأة ألا تتكل على حب زوجها لها ، ومن ثم لا تبالي أن تغضب وتصخب ، فقديماً قالت العرب : الإدلال يدعو إلى الإملال .
12 –. يمكن للزوجة اعتياد التنفيس عن طريق الكتابة ، وذلك بكتابة رسائل إلى زوجها ، بكل ما تنقم عليه ، وتكون غير منقحة ، ولكن بعد أن تنتهي من كتابتها ، تمزقها وتودعها سلة المهملات ، لكنها – وقتها – تكون أدت مهمتها بالتنفيس ، وإخراج ما في ( قعر ) النفس من ترسبات نفسية ، من العتب والغيظ .
13 - يجدر بالزوجة الذكية أن تتأقلم مع عملها البيتي ( والوظيفي إن كان ) ، وتحاول أن تتطبع به ، وتجعله هواية ، وتدخل على أجوائه ما يخفف معاناتها معه ؛ لأن هذا الأمر مستمر معها . وشعورها بثقله أو كراهيته سيضاعف تعبها النفسي ، فهي ستقوم به من جهة ، مع شعورها بأنها مكرهة عليه ، من جهة أخرى !
14 – لتتخيل الزوجة صورتين لها ؛ الأولى ، وهي باسمة مشرقة الوجه ، طيبة النفس . والثانية : وهي في غاية الانفعال ، والشعور بالضيق ، وقد اكفهر وجهها ، وقطب جبينها ، وزوت شفتيها .. ولتختر من هاتين الصورتين الأليق بها .

ع ـروووبة
02-05-12, 09:27 pm
-

عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم :
" أوصني " ، قال : ( لا تغضب ) ،
فردّد ، قال : ( لا تغضب ) "

كم مشكله ومشكله نتجت من الغضب
لابد ان الواحد يمسك نفسه ويمتص غضبه

يحاول يكتسب الحلم ...
" إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم "

يعطيك العافيه استاذنا المتأمل ,,

المنغره
03-05-12, 12:39 am
موضوع في غايه الاهميه
الله يعطيك العافيه

الأميـــــرهـ
04-05-12, 02:59 pm
يعطيك العافيه

المتأمل
05-05-12, 07:36 pm
-

عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم :
" أوصني " ، قال : ( لا تغضب ) ،
فردّد ، قال : ( لا تغضب ) "

كم مشكله ومشكله نتجت من الغضب
لابد ان الواحد يمسك نفسه ويمتص غضبه

يحاول يكتسب الحلم ...
" إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم "

يعطيك العافيه استاذنا المتأمل ,,
شكراً مشرفتنا على هذه الإضافة الرائعة

المتأمل
05-05-12, 07:38 pm
موضوع في غايه الاهميه
الله يعطيك العافيه
ويعافيك
شكراً على مرورك

المتأمل
05-05-12, 07:40 pm
يعطيك العافيه
ويعافيك
شكراً على مرورك

الجــــــــازي
06-05-12, 01:09 pm
يعطيك الف عافيه