المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حدث في منتصف الليل!!!!


the rocket
22-11-01, 05:40 pm
لا شك أن كل ابن آدم ينام ، وكل إنسان يؤوي إلى فراشه ليلاً ، ولكن هل
تعرفون
كيف نومتي تلك الليلة ؟
كنت نائماً في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ، من بعد نصب وتعب من مشاغل
الدنيا
، ما أكثرها. وقد استلقيت على فراشي ، وغرقت في نوم عميق جداً ، فاستيقظت
قبل
الفجر من عطش شديد ألم بي ، فقمت لأشرب
الماء فسمعت أنيناً يخرج من الأرض ، تلفت حولي فذهب الأنين ، ثم ذهبت وشربت

الماء ثم عدت إلى الفراش ، وإذا بالأنين يعود مرة أخرى ، وفي هذه المرة كان

الأنين قوياً وكأنه صوت بكاء ، فتحسست الأرض بيدي ، حتى أمسكت ( سجادتي )
فسكتت. قلت متعجباً: أأنت التي تأنين يا سجادتي ؟!
قالت: نعم.
قلت: ولماذا.
قالت: لقد أيقظك عطشك ، وشربت من الماء حتى ارتويت ، وأنا بحاجة إلى الماء
ولا
أجد من يرويني الماء !! قلت: وهل تريدين أن أحضر لك كأساً من الماء ؟
قالت: لا ليس هذا هو الماء الذي يرويني ، إنما يرويني دموع العابدين
التائبين.
قلت: ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من الماء ؟ قالت: وهذا هو سبب بكائي
فقم
يا عبدالله وصل لله ركعتين في ظلمة الليل ؛ حتى تنير لك ظلمة القبر والجزاء
من
جنس العمل ، ولم يبق من الوقت إلا القليل وبعدها يؤذن المؤذن لصلاة الفجر.
قلت: دعيني وشأني يا سجادتي. قالت: يا عبدالله قم لصلاة الفجر ، فإنها حياة

للقلب وللروح ، وقد حان موعد الأذان ليردد: ( الصلاة خير من النوم ، الصلاة
خير
من النوم ) وأنت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار. ولا تستجيب
لنداء العزيز القهار ؟!!
قلت متضايقاً: دعيني أنام يا سجادتي .. فأنت تشاهدينني كل يوم ، لا أعود
إلى
المنزل إلا وأنا منهك متعب .. ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء
واستسلم لسلطان النوم.
قالت السجادة: يا عبدالله. وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟ قلت
بلهجة
تهكمية: أسكتي يا سجادتي. أرجوك لا تتكلمي..
فإنني متعب ومرهق. أريد أن أنام . فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال
عبدالله
وقالت بصوت حزين: آه لرجال الفجر !! آه لرجال الفجر !! ألم تسمع قول النبي
صلى
الله عليه وسلم: " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ـ يعني

الفجر والعصر ـ ". وقال عليه الصلاة والسلام: " من صلى البردين دخل الجنة
".
وقال: " بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة
". وقال
أيضاً: " ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما
فيهما
لأتوهما ولو حبوا ".

فانتبه عبدالله من غفلته وقال: فعلاً إن صلاة الفجر مهمة.
السجادة: قم يا عبدالله قم. قال: غداً أبدا إن شاء الله .. ولكن اتركيني
اليوم
لأنام فإنني مرهق. السجادة: وهي متحسرة ( من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت
عليه في
جميع الأحوال ) . ثم قالت: ستنام غداً في قبرك كثيراً يا عبدالله ، وستذكر
كلامي ونصحي … ثم تركته السجادة ، ونام عبدالله ، ولكن ! كانت أطول نومة
ينامها
في حياته فقد مات تلك الساعة.
فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة:

يـا من يـعد غـداً لتـوبـتـه ..... أعلى يقين من بلوغ غد
المرء في عيشه على أمل ........ ومنيته الإنسـان بالـرصد
أيـام عـمـرك كلـهـا عـدد ......... ولعل يومك آخر العدد







--------------------------------------------------------------------------------

الذيب
22-11-01, 09:07 pm
جزاك الله خير اخوي the rocket

تحياتي لك.........