المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبكي دموعا ... ونقول لماذا ...


ابو هيثم
26-07-03, 06:55 pm
( 1 )

هي قد أهملت .. وهو مهمل ..

هي بريئة تحمل أحلام الصبا ومشاعر الشباب وأفكار التلفاز ....

هو قد ألهبته غرائز تموج في جوفه .. وشهوة ملت من ( اليد ) مخرجا .. ( حتى متى ) .. يسأل نفسه .. التي تجردت من دين موروث لا سلطان له .. وعادات هي السجن .. لا يوجد فيها الا فتحة يحسبها من نور .. هي الذنب والخطيئة إنه الزنا ..

هي لا تهتم بشهوتها بل تريد من يحنو عليها .. من يعطيها اهتمامه .. فلا أم قد كلمتها ولا أب قد تفرغ لها ..

هذه هي المقدمات ..

لها صديقات من ضمنهن أخته هو .. ابدت اعجبها بصوته لاخته مازحة .. وابدى اعجابه بنعومة صوتها .. والأخت ساذجة تنقل من باب البراءة واللهو ..

يرد عليها كلما كلمت تريد اخته .. أوهمت بفسها بحبه وأمل نفسه بفرجها ...

كلمته وكلمها .. أحبته وأغواها .. وجدته الأب الحنون والقلب الدافيء وفارس الأحلام .. ووجدها الجسد الدافيء واللذة الكامنة وفتحة السجن ...

تجردا من لباس التقوى أولا .. فتجردا من كل لباس فيما بعد ... راها ورأته .. كلمها وكلمته .. ويلي أي دين يدعون وأي إنسانية يملكون .. تسائلت ذات مرة .. كيف أصبحت هكذا وهي ابنة الإسلام ؟؟ ... فجائها من نست أو تناست وجوده قائلا : مجرد هاتف لا بأس به ....

أما هو ففي كل ليلة يحلم أنه فوقها يقبلها ويفيق من أحلامه قائلا : ولكن كيف .. وأتاه من فرح بقدومه ودبرا المكيدة للفتاة المسكينة ..

طالبها بالمقابلة .. زاعما أن الحب مكانه المواجهه .. والعشق لا يوجد الا حين إشتباك الاياد والقبل ... رفضت ببراءة .. هددها بالتخلي عنها معللا .. هذا المهووس البهيمي .. معللا هروبه بأنه أفضل من عذاب الهاتف .. فابدت خوفها من المقابلة .. ومن تطور الامر .. وقالت : أخشى وأخشى .. وأخشى ..

فاجابها الإجابة الطازجة .. ( أنا أكثر منكي خوفا عليكي .. ولو حدث فعلا .. فمالمشكلة ؟! .. فأنتي زوجتي وحبيتي ) ... هتف قلبها عندما سمعت .. كلمة ( زوجتي ) .. وتذكرت ذاك الفلم وذاك المسلسل ..

وافقت أخيرا .. وحدد اللقاء .. ورفع ابليس رأسه منتصرا.. وتلاشى نور الإسلام ..

دبر مكانا خاليا .. ودبرت حيلة لتخرج .. أخذها من بيتها .. ركبت فأمسك يدها برفق .. وذهب بها .. وفي طريقهما إلى الحرام .. كرر جملته .. ( متى يأتي اليوم الذي تكونين بجانبي وأنتي زوجتي ) ... وهي يطير قلبها ...


يتبع ،،

ابو هيثم
27-07-03, 01:15 pm
( 2 )

زال خوف اللقاء .. وازدادت مشاعر الحب .. هذا بالنسبة لها .. أما هو فقد تجرد من انسانيته بعد ان تجرد من دينه ...

يراها فريسة وتراه منقذا ... يراها منفذ السجن وتراه منفذ السجن .. وشتان بين سجنه وسجنها ...

هي تريد أن تكون إنسانة وتشعر بانسان يحبها ... وهو يريد التحرر من أصفاد دين موروث وعادات شكلية ..

وصل إلى المكان ..

سرت فيها رعشة خوف اسكتها للأبد صوت قال : ( وهل نخاف من الأمان ) ..

كانت تراه الأمان مجسدا .. وهو يراها اللذة مجسدة ...

نزلت ودخلا معا .. جلسا جميعا .. رأى وجهها فلم يتردد بوصفها بالقمر مكتملا .. كلمها عن مستقبلهما الوهمي .. وأحلام مستحيلة التحقق .. وهي ترا كل ما فيه جميلا ..

أمسك يدها .. فاحمرت خجلا .. قال لها : ( كم أنتي دافئة ) .. حاولت أن تكون واثقة ... رفعت رأسها لتنظر إليه ... التقت عيناها بعينيه .. وكانت هذه اخر حركة فعلتها بإرادتها ...

اضحت ملكا لشهوته ... يفترسها كيف يشاء .. وينهش من كل مكان ...

ولما أن أراد غزو ( قدسها ) ... أبت وقالت : ( لا ) .. إذ ما زال للعادات سلطة عليها .. نظر إليها وقال بصوت يوهم بالصدق ... قال : ( أخشى أن تراودني أفكار فاعدل عن الزواج بكي .... لذلك دعيني احتل قدسك ..لكي أكون ملزما بكي .. ولا أفكر بغيركي .. وليكون هذا الاحتلال عهدا بيننا على حبنا وعلى زواجنا .. ) ..

وحلف بالله .. وهو كاذب .... وما قيمة الله عنده ؟ ..

قبلت بعد ان ظنت .. ان الكلام يعتبر عهدا وميثاقا ..

أعد جيوشه .. وفتحت أبواب قدسها .. احتلها بكل وحشية وافتراس ...

انتهى المشهد .. هما مستلقين ... دماء المعركة على الأرض .. هي انتهت من الحياة .. هو جرب طعم اللذة ..

خرجا ... أعادها إلى البيت .. تكررت الحادثة كثيرا ..

حتى أعد الملل جيوشه ليغزوه ... هو الان يريد غيرها .. يريد أن يجدد ..

فاجأه أهله بأنهم سيزوجونه ....


يتبع ،،،

ابو هيثم
28-07-03, 09:52 am
( 3 )

وافق على الفور ... وبقلب ميت لا دين فيه ولا حياء .. رفع سماعة الهاتف .. واخبرها بزواجه .. هكذا بلا مقدمات ... صدمها بالخبر .. لم تستطع الرد عليه .. لانه أغلق الخط في وجهها ...

يا لحقارة البشر .. أليست كائنة تحس ؟؟.. بنت تعيش ؟؟..

أليست تحبه لحد الجنون ؟؟ ..

ولكن هيهيات ... فقد نال غايته .. وانتهى ..

وهي .. ماذا سيحل بها ؟؟ .. كيف ستعيش ؟؟ .. هل ستتزوج ؟؟ ...

لا بد أن تتزوج ... فلا يمكن أن تظل بلا زواج .. في ظل هذه العادات والتقاليد ..

وان تزوجت ... ماذا سيحل بها ليلة الزفاف ؟؟ .. فهي بلا قدس ..

تكالبت عليها الماسي ...

خيانة من أعطته روحها قبل حبها ... ومجتمع لا يرحم من يخطئ ولا يغفر لمن يذنب ..

فهي الان لا قيمة لها .. وكيف يكون لها قيمة وهي بلا قدس ...؟؟ ... وما قدسها ؟؟ .. هل هو دين لم تلتزم به ؟ .. أم هو أنه خلق تركت التخلق به ؟ .. إنه غشاء فقدته في لحظة غفلة .. ففقدت من على الأرض ..

قطرات دماء يريدها أحدنا ليلة زفافه كي تستمر حياته ..

ماأتفه حياتكم ! .. وما أتفه تفكيركم ! .. وما أغباكم ! .. نعم أنتم .. كلنا يرحمها .. بل يعضنا يبكي لاجلها .. ولكنه لا يرضى بها زوجة .. هكذا نحن شعور فقط ..

وأفعالنا محددة بحدود العادات .. لا تخرق الا في ظلمة الليل ..

تبا لكم .. هل تريدون بقية القصة .. ألأجل أن تكملوا البكاء .. أم أنه الفضول لمعرفة النهاية ...

وان كنت لم تبكي بعد .. فخذ هذه القنابل علها تفجر قلبك المريض ...

أغلقت هاتفها .... لم تغلقه بل وقعت السماعة على الارض .. وكانت هي قد وقعت قبلها ..

أفاقت بعد ساعة .. تذكرت .. لم تبك .. ولم تصرخ .. ظلت جامدة .. لا تعرف شيئا ... تفكر ولا تفكر .. كأنها صنم تجمد .. وكأن الموت أحاط بها ..

ماذا تفعل .. تذكرت تلك القصص .. وكيف أن الضحية انتحرت .. وكيف ان الأخرى قتلها أخوها .. أبوها .. الناس لا ترحم .. هي تعلم أن سمعة أبيها .. أهم عنده من روح ابنته ...

أخيرا .. نزلت دمعة ساخنة .. على خدها البارد .. اخترقت هذه الدمعة خدها .. ومرت برقبتها .. وقعت أخيرا على كفها ..

بكت على شرف قد ضاع .. وبكت على مجهول ترتقب .. ماذا تفعل ؟..

نظرت إلى السماء .. لكنها أنزلت رأسها بسرعة خجلا .. تحدث نفسه .. ( كيف أدعوه وأنا التي عصيته مرارا ) ..

فعاودت النظر إلى السماء ... ونزلت دمعة أخرى .. وثالثة .. قامت .. رفعت يديها .. صرخت .. ( ربي .. ربي .. ربي ) .. ولم تزد .. وقعت مغميا عليها ...


يتبع ،،،

ابو هيثم
01-08-03, 09:58 am
( 4 )

بعد طول تفكير ...

عادت إلى مصدر بؤسها .. رفعت السماعة .. كلمت أخته ...

أخته التي تزوجت ... أخته التي طالما كانت تنقدها لتصرفاتها ..

ها هي ستتوسل إليها .. لكي تجد حلا لمشكلتها ...

كلمتها وأخبرتها .. أنها زانية .. أخبرتها أن أخاها سلبها أعز ما تملك ... أخبرتها عن مصيبتها .. فبكت .. وبكت .. وأبكت أخته معها ..

وعدتها أخته أن تساعدها بكل ما تملك ..

ذهبت هذه الأخت إلى الأم .. قالت لها كل شيء ... صرعت الأم ..

لم تقل . إني لم أحسن تربية ولدي .. ولم تقل .. سأقتل هذا الأبن .. لم تفكر لماذا فعل ذلك .. بل هتفت قائلة .. ( هل هي حامل ؟ ) ..

يا لسخفكم .. ويا لحرصكم على أنفسكم ..

ذهلت الأخت .. التي لم يزل بها باق من الانسانية .. قالت .. ( أماه .. أخي تسبب لها بمشكلة .. وانتي تقولين هل هي حامل .. )

ردت أمها - تلك التي لا تفارق مصلاها - قائلة : ( وما شأننا بها .. نحن بخير وعافية .. )

فجعت الأخت لهذا الرد .. أين الرحمة .. سؤال .. مسكين من يسأله .. فالرحمة أيضا أصبحت قيمة إقتصادية ... لا نعطيها إلا بقدر ما نجني منها ..

انتهى دور الأخت ..

هي .. عاد يومها كما كان من قبل ان تعرف الحب .. ولكنها اليوم بلا شرف وبلا نوم وبلا صحة وبلا دموع .. شاحبة اللون .. شاردة الذهن .. سئمت الحياة .. أو أن الحياة سئمتها ..

تنظر لامها كل يوم .. هل تخبرها ؟؟

تنظر الى السكين كل يوم .. هل تفعلها ؟؟

حتى وقعت ... نعم وقعت .. مغميا عليها ..

جاء الطبيب .. كان طيبا .. أكثر منه طبيبا .. علم أنها حامل .. ولك يخبر أحدا .. ولما تفرد بها ..

قال لها .. ( ماذا فعلتي بنفسك ) . علمت كل شيء عن حملها .. بكت .. وأخبرته بكل شيء ..

طلبت منه أن يسقط ابنها .. رفض ذلك بأدب .. داعيا اياها ان تفكر وتخبرهم بذلك علهم يزوجونها اياه ..

قالت لاخته .. التي أخبرت أمها .. التي أهتمت بالأمر ..

فسمعتها الان مهددة .. اتصلت على البنت وقالت لها ...

( نحن في مشكلة .. ولا يوجد الا حلين .. )

لنتوقف الان ونكلمل فيما بعد ...