محاضرة الصدق... للداعية نورة الجاسر .. [الأرشيف]

جاليات شرق بريدة

04-02-12, 05:08 pm

محاور المحاضرة :

- ابتدأت الداعية حفظها الله بالثناء على الله والصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم استهلت المحاضرة بالتنبيه على أهمية استغلال الأوقات في طاعة الله  والحرص على ذلك ، وأن الوقت إذا فات لا يعوض .
- كان أبن عمر رضي الله عنهما , يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح , وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء , وخذ من صحتك لمرضك , ومن حياتك لموتك . رواه البخاري .
- كم من شخص لبس ثوبه وما خلعه له إلا مغسله وكم من شخص خرج ولم يعد ... فاحرصي أخية على الطاعات قبل فوات الأوان واحرصي على انكار المنكر وتجنب المنهيات ...
فعلى المرء أن يأخذ من حياته لموته حتى لو كان شاباً فقد يأتيه عجز أو تأتيه المنية فلا بد أن يكون مستعداً لموته .
- وكفى بالموت واعظاً وعلى المرء ألا يبات إلا ووصيته مكتوبة وهذا من السنة وخصوصاً من عليه حقوق أو له حقوق فيجب عليه ذلك ..
- واضافت" على من ترغب في نموذج للوصية الشرعية تخبرنا نعطيها فلدينا نموذج "
- اخواتي المباركات : الصحابة رضوان الله عليهم هم قدوتنا في تنفيذ أوامر الله  وسرعة استجابتهم وتطبيقهم بلا جدل ولا سؤال وعلينا أن نحرص على ذلك كما فعلوا والاكثار من الطاعات ، ولا بد في العمل من صدق في النية والعزيمة ..

_ اقسام الصدق :

1- صدق النية .
2- صدق العزيمة .
3- صدق اللسان .
4- صدق العمل .

أولاً : صدق النية
علينا الحرص على صدق النية في العمل والحذر من شوائبه أو ما قد يحبطه ... وهذا حديث في أول من تسعر بهم النار – نسأل الله العافية – وهم :
الأول : رجل أستشهد ، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها فقال: ما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى قتلت.قال: كذبت ولكن قاتلت ليقال هو جرئ ، فقد قيل . ثم يأمر به فيسحب على وجهه حتى ألقي في النار.

الثاني : ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القران ، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها ، فقال ما عملت فيها ؟ قال : تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القران . فقال : كذبت ولكنك تعلمت ليقال هوعالم فقد قيل وقرأت القران ليقال : هو قارئ فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار .

الثالث : ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال : ماعملت فيها ؟ فقال : ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها إلا انفقت فيها لك.قال:كذبت ولكنك فعلت ليقال : هو جواد فقد قيل.ثم امر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.

هذا أخياتي سبب كذب النية - نسأل الله العافية – فلا بد من تجديد النية دائماً .

ثانياً : صدق العزيمة :
غاب أنس بن النضير - عم أنس بن مالك - عن قتال بدر، فلما قدم قل : غبت عن أول قتال قاتله رسـول الله المشركين ، لئن أشهـدني الله  قتالاً ليرين الله ما أصنع .

فلما كان يـوم أُحـد انكشـف الناس، قــال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر إليك مما صنع هـؤلاء ثم مشى بسيفه فلقيه سعـد بن معاذ ، فقال : أي سعـد والذي نفسي بيـده إني لأجد ريح الجنة دون أحد ، واهاً لريـح الجنة. قال سعـد : فما استطعت يارسول الله ما صنع ، قال أنـس :
فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جراحة مـن ضربة بسيـف وطعنة برمح ورمية بسهم، وقد مثلوا به ، قال : فماعرفاه حتى عرفته أخته ببنانه ، قال أنـس : فكنا نقول لما أنزلت آية ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبة ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )
هذا من صدق العزيمة قالوا ففعلوا – نسأل الله من فضله .

ثالثاً : صدق اللسان :
وهذا مهم لكثرة تهاون الناس به ، وكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع .
وقال  : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) .
بعض الناس إيمانه أسفل السافلين نسأل الله العافية ، يقول الرسول  : (أربع من كن فيه كان منافقا خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ) .
فلا بد إن كانت عندنا أحدى هذه الخصال لابد من تبديلها وتركها ، لأنه من كانت به هذه الخصال اتصف بالنفاق ولا بد أن نسأل الله الثبات على الحق ولا نأمن الفتنة ، فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يخافون على أنفسهم من النفاق وكان يقول أحدهم : هل عدني الرسول  من المنافقين ..
والدين يا أخوات ليس بأهواء الناس وأرائهم بل هو كما يريد الله تعالى .

رابعاً : الصدق في العمل :
الأبناء أمانة ، وتربيتهم أمانة ، والودائع أمانة ، والعمل أمانة ... وعلينا أن نتقي الله في تربية أبناءنا على الإيمان والحرص على الطاعات وخصوصاً الصلاة ، وليس فقط نربيهم على الأكل والزيارات، فنحن مسئولون عنهم وعن تربيتهم قال تعالى : ( وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)) . فكان جزائهم أنهم (أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ) هؤلاء من حافظوا على الأمانات وحرصوا عليها ..

ومن علامات الصدق :

على المرء أن يعمل العمل كأنه له وأن يدع ما فيه ريبة فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة .
ذكرت الداعية عدة أمثله على من صدقوا في إيمانهم منهم :
- الغلام مع الملك ... وتخلل القضة فوائد
- ماشطة بنت فرعون ... ذكرت القصة ، وذكرت أن الرسول  حين أسري به شم رائحة طيبة فسأل عنها فقيل له هذه رائحة ماشطة بيت فرعون .
- قصة كعب ابن مالك حين تخلف عن معركة تبوك وما فيها من فوائد ، وأنه ما أنجي إلا بالصدق .
- قصة الرجل الذي كان يجاهد بشجاعة فقال الصحابة أنه هنيئاً له إن استشهد فقال الرسول  : إنه في النار ............ الحديث ) ، وهذا من كذب في النية .

فوائد الصدق :
- فيه بركة وطمأنينة .
- ويكتب المرء الصادق في الصديقين لو تحرى الصدق في كل معاملاته وقوله .
- والله تعالى يحب الصادقين .
- لابد من مجالسة الصادقين الذين يعينوا المرء على الصدق .

فعلينا أن نحرص على الصدق مع الله تعالى ومع الناس في جميع الأمور ولنكثر من دعاء الله تعالى أن يجعل لنا لسان صدق ونسأله تعالى الثبات على الحق والصدق في النيات ...

• المحاضرة ممتازة وتخللها الكثير من الفوائد فجزى الله الداعية خير الجزاء .
• الحضور : ما يقارب 270 امرأة

هذا والله أعلم وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين