المتلولس
12-07-03, 06:45 am
السلام عليكم ورحمة الله
من جريد الرياض
البروفيسور الربيعي يتجاوب مع طرح الزامل إعادة النظر في عرض الأدب العامي، وعلى جامعاتنا دراسة لهجتنا وتأصيل مفرداتها بدل ابن جني وثعلب
قرأت ما سطره يراع الأستاذ صلاح الزامل، عن والدي عبدالرحمن بن إبراهيم الربيعي رحمه الله، في صفحة "خزامى الصحارى"، ضمن العدد 1294يوم 1424/5/5ه وإنني إذ أشكر الأخ صلاحا على طرحه الجيد، وأثني على أسلوبه الدمث في التعامل مع المعلومة ومصادرها البشرية والمادية، أود أن أحقق رغبته في إيضاح ما أورده من تساؤلات، أدبجها بفقرات مرقمة حتى لا نثقل على القارئ الواعي:
1- اعترف أنني - بحكم فخري باللسان العربي المبين - كنت لا أحفل كثيراً بالموروث الشعبي العامي، خوفاً من تأثيره السلبي على الفصاحة واللسن. ولكنني بعد أن بدأت أقسام اللغة العربية تخرج عرباً يلحنون، أدركت أن الشعر العامي ليس المتهم الرئيس في هذه القضية. يضاف إلى ذلك أن العولمة أتاحت للأقليات أن تعبر عن هويتها بتقاليدها وأهازيجها ولهجاتها رغم ضآلة أهميتها. إذن أدعو من هذا المنبر إلى إعادة النظر في عرض الأدب العامي بشعره ونثره وأمثاله وأساطيره على محك النقد، وأن تهتم جامعاتنا به باعتباره شواهد تاريخية لحقبة واكبت أحداث التاريخ الوطني منذ نهاية القرن العاشر الهجري إلى إعلان "المملكة العربية السعودية". كما أدعو أقسام اللغة العربية إلى دراسة لهجاتنا وتأصيل مفرداتها بدل أن نشغل باحثينا بابن جني وثعلب.
2- كان والدي يدون ما يسمعه من أبيه إبراهيم بن محمد الربيعي المتوفى سنة 1346ه، وهو راوية الشاعر محمد العبدالله القاضي، ثم أخذ والدي يقرض الشعر العامي الممزوج بالفصيح، إلى أن صار شاعراً عامياً، ينظم قصائده في أغراض مختلفة غزلية ووطنية ووصفية.. حتى ألفى نفسه أسير هذه الهواية: النظم والتدوين، فانصرف بها عما سواها من أعمال حياتية، وخط مئات "الدفاتر" لمئات من الشعراء، انتشرت بين أصدقائه في عنيزة وخارجها.
3- لم يفكر والدي رحمه الله بطبع "دفاتره" المتضمنة شعره وشعر غيره. وفوجئ بديوانه مطبوعاً بمصر عام 1380ه ضمن سلسلة "الأزهار النادية من أشعار البادية" التي كان يصدرها محمد سعيد كمال رحمه الله. ونرجح أن ذلك تم عن حسن نية، إلا أن أصدقاء الوالد وأبرزهم الشيخ محمد الحمد العمري تغمده الله بشآبيب رحمته - وهو شخصية أدبية دبلوماسية مرموقة، تاريخه حافل بالمواقف الوطنية - لم يرض عن طبع ديوان صديقه بهذا الأسلوب وبذاك الإخراج فطلب من محمد سعيد كمال إعادة طباعته، فظهرت نسخة عام 1391ه، مصححة، ومتوجة بمقدمة المربي الفاضل، الأستاذ عبدالرحمن بن إبراهيم البطحي، المفكر الوطني، الذي يتخذ من مزرعته بعنيزة مطلاً على الثقافة الوطنية بكل أطيافها وتنوعها وتسامحها ووسطيتها.
4- لم يكن الوالد متكسباً، بل رفض عروضاً مغرية لمغادرة عنيزة وألح عليه الوزير عبدالله بن سليمان رحمه الله مرافقته فاعتذر بلباقة قائلا: "ما هنا عنيزتين". بل وصف نفسه ب "الجدي" الذي لا يغير مكانه الفلكي، وعندما هدمت "الخريزة"، الحي الأصيل الذي كان رمز قيم تاريخية واجتماعية موروثة، قال والدي قصيدة تأبينية وهو يرى وأد مجلس الخريزة لصالح مدرسة ابتدائية، منها:
الجدي شد ومد عن منزله زيح
واخلف مكانه والخلايق تخليه
رحنا وخلينا ارفاع المنافيح
دار الرجال اللي تخوف قبيله
ورث خذو فيه الفخر والتماديح
تسلسلوا من بين أصيل وأصيلة
لقد كان رحمه الله وطنياً، أحب عنيزة باعتبارها زمردة في عقد هذا الوطن الفريد، واكب بقصائده إبداع عبدالعزيز وهو ينسج الوحدة الوطنية. كان الربيعي عفيف اليد واللسان، لا يسيء إلى أحد، يجامل ولكن ليس على حساب الحقيقة. كان محبوباً، فشغله هذا العشق عن طلب المزيد من الغني، بل صرفه هذا الوله الجماهيري عن التفكير في طبع موروثه، لأنه يريده نسخة أصلية محنطة، تنام بأمان في خزانته. لذلك يا أخي صلاح لم تسمح نفسه بأن تخرج هذه الثروة، ولم يتخل عن مفاتيحه إلا قبل موته بثلاثة أيام.
5- وتجدر الإشارة إلى أن مركز ابن صالح الثقافي بعنيزة بادر إلى احتضان هذه المخطوطات، وقد عقد القائمون عليه من رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وأمين، العزم على نشر هذه المتون بأسلوب علمي يعتمد على دراسة ونقد وتحليل، فأشكرهم على جهودهم الموفقة. وقد سبق لي أن حاضرت في المركز عن "حياة الشاعر عبدالرحمن البراهيم الربيعي"، وقامت صحيفة "الرياض" بتغطية المحاضرة. ولا أنسى أن أشيد بالأستاذ أحمد الدامغ الذي أثار قضية هذه المخطوطات قبل خمس عشرة سنة عبر الصحافة، وتحدث عن الوالد في كتبه التي نشرها، متمنياً له راحة البال وصحة الحال ولابد من الإشادة باهتمام الأستاذ علي الصوينع الأمين العام لمكتبة الملك فهد الوطنية إذ وجه بتسجيل فيلم عن الوالد من خلال مقابلة أجراها معي الأستاذ محمد القشعم الذي كان على صلة بالحركة الأدبية بعنيزة.
6- أما ما ذكرته - أخي صلاح - عن استفادة الباحثين من مخطوطات الوالد، فهذا أمر رآه واجباً عليه، فمنهم من ذكره فشكره، ومنهم من صد عنه وأنكره، وهذه سجية قومنا الذين لا توسط بينهم. وعند الشيخ إبراهيم المحمد الواصل الخبر اليقين، هذا الراوية الموسوعة الذي إن حدثك أسرك بأسلوبه، وبهرك بتهذيبه، وإن سألته باختصار أجابك بإطناب لا يمل، فتمتاح من "عد" لا ينفد، وإني أرى تجاهل هؤلاء الرموز ينم عن ضعف عقل أولئك الذين يرون التنويه عن أصحاب الفضل ينقص من تحصيلهم العلمي، وما دروا أن عزو الفضل إلى أهله كمال في العقل، وزينة في الخلق. والكثيرون من محبي هذا الفن، ذوو وفاء، وتقدير للمرحوم، مثل محمد بن إبراهيم الهطلاني الذي طبع اجزاء عديدة عن شعراء كثر.
7- أما مشروعي عن الوالد، فقد تأخر كثيراً، لأنني أرى أن نشر كتاب شعري، لا يأتي بجديد، ولا أريد أن يكون كتابا مستنسخاً من ديوانه القديم. بل نحوت منحى آخر وهو دراسة حياته، والأحداث التي واكبها، ومنهجه، وأسلوبه، ونبذ عن مجالسيه ومحبية، وفي إطار مكاني هو عنيزة، وزماني يمتد من ميلاده عام 1309ه إلى وفاته سنة 1402ه. وأهيب بالأخوة من أبناء شعراء عنيزة الراحلين ومن مرتادي "دواير" عبدالله الحمد الخنيني، وحمد الدبيان، وعبدالله بن حسن، وعبدالعزيز الفهد البسام،و"آل عقيل" وغيرهم موافاتي بما لديهم من امور تفيدني في مشروعي هذا على عنواني البريدي: ص.ب 100107الرياض
11635.وفي الختام أشكر الأستاذ صلاح الزامل على "فلاشاته الشعبية" وسعة صدره، ودأبه في سبيل إثراء مقالاته عن أساطين الأدب العامي، ولا أقول "الشعبي" لأن الأخير مصطلح شامل تمتد جذوره الى أصول الحضارة العربية في الجزيرة العربية، بينما الأدب العامي يعني الأدب الشعبي الذي فقد الصبغة الفصحوية بفعل التراكيب اللهجوية، فهو بهذه الصفة أدب إقليمي. وأتطلع من وزارة الثقافة والإعلام إنشاء مركز بحوث يعنى بتتبع المفردات العامية في مختلف المناطق، والأمثال الشعبية، والقصص المروية، ليكون مشروعاً وطنياً متكاملاً. للجميع تحياياي.
*أستاذ العلاقات الحضارية بكلية العلوم الاجتماعية بالرياض
من جريد الرياض
البروفيسور الربيعي يتجاوب مع طرح الزامل إعادة النظر في عرض الأدب العامي، وعلى جامعاتنا دراسة لهجتنا وتأصيل مفرداتها بدل ابن جني وثعلب
قرأت ما سطره يراع الأستاذ صلاح الزامل، عن والدي عبدالرحمن بن إبراهيم الربيعي رحمه الله، في صفحة "خزامى الصحارى"، ضمن العدد 1294يوم 1424/5/5ه وإنني إذ أشكر الأخ صلاحا على طرحه الجيد، وأثني على أسلوبه الدمث في التعامل مع المعلومة ومصادرها البشرية والمادية، أود أن أحقق رغبته في إيضاح ما أورده من تساؤلات، أدبجها بفقرات مرقمة حتى لا نثقل على القارئ الواعي:
1- اعترف أنني - بحكم فخري باللسان العربي المبين - كنت لا أحفل كثيراً بالموروث الشعبي العامي، خوفاً من تأثيره السلبي على الفصاحة واللسن. ولكنني بعد أن بدأت أقسام اللغة العربية تخرج عرباً يلحنون، أدركت أن الشعر العامي ليس المتهم الرئيس في هذه القضية. يضاف إلى ذلك أن العولمة أتاحت للأقليات أن تعبر عن هويتها بتقاليدها وأهازيجها ولهجاتها رغم ضآلة أهميتها. إذن أدعو من هذا المنبر إلى إعادة النظر في عرض الأدب العامي بشعره ونثره وأمثاله وأساطيره على محك النقد، وأن تهتم جامعاتنا به باعتباره شواهد تاريخية لحقبة واكبت أحداث التاريخ الوطني منذ نهاية القرن العاشر الهجري إلى إعلان "المملكة العربية السعودية". كما أدعو أقسام اللغة العربية إلى دراسة لهجاتنا وتأصيل مفرداتها بدل أن نشغل باحثينا بابن جني وثعلب.
2- كان والدي يدون ما يسمعه من أبيه إبراهيم بن محمد الربيعي المتوفى سنة 1346ه، وهو راوية الشاعر محمد العبدالله القاضي، ثم أخذ والدي يقرض الشعر العامي الممزوج بالفصيح، إلى أن صار شاعراً عامياً، ينظم قصائده في أغراض مختلفة غزلية ووطنية ووصفية.. حتى ألفى نفسه أسير هذه الهواية: النظم والتدوين، فانصرف بها عما سواها من أعمال حياتية، وخط مئات "الدفاتر" لمئات من الشعراء، انتشرت بين أصدقائه في عنيزة وخارجها.
3- لم يفكر والدي رحمه الله بطبع "دفاتره" المتضمنة شعره وشعر غيره. وفوجئ بديوانه مطبوعاً بمصر عام 1380ه ضمن سلسلة "الأزهار النادية من أشعار البادية" التي كان يصدرها محمد سعيد كمال رحمه الله. ونرجح أن ذلك تم عن حسن نية، إلا أن أصدقاء الوالد وأبرزهم الشيخ محمد الحمد العمري تغمده الله بشآبيب رحمته - وهو شخصية أدبية دبلوماسية مرموقة، تاريخه حافل بالمواقف الوطنية - لم يرض عن طبع ديوان صديقه بهذا الأسلوب وبذاك الإخراج فطلب من محمد سعيد كمال إعادة طباعته، فظهرت نسخة عام 1391ه، مصححة، ومتوجة بمقدمة المربي الفاضل، الأستاذ عبدالرحمن بن إبراهيم البطحي، المفكر الوطني، الذي يتخذ من مزرعته بعنيزة مطلاً على الثقافة الوطنية بكل أطيافها وتنوعها وتسامحها ووسطيتها.
4- لم يكن الوالد متكسباً، بل رفض عروضاً مغرية لمغادرة عنيزة وألح عليه الوزير عبدالله بن سليمان رحمه الله مرافقته فاعتذر بلباقة قائلا: "ما هنا عنيزتين". بل وصف نفسه ب "الجدي" الذي لا يغير مكانه الفلكي، وعندما هدمت "الخريزة"، الحي الأصيل الذي كان رمز قيم تاريخية واجتماعية موروثة، قال والدي قصيدة تأبينية وهو يرى وأد مجلس الخريزة لصالح مدرسة ابتدائية، منها:
الجدي شد ومد عن منزله زيح
واخلف مكانه والخلايق تخليه
رحنا وخلينا ارفاع المنافيح
دار الرجال اللي تخوف قبيله
ورث خذو فيه الفخر والتماديح
تسلسلوا من بين أصيل وأصيلة
لقد كان رحمه الله وطنياً، أحب عنيزة باعتبارها زمردة في عقد هذا الوطن الفريد، واكب بقصائده إبداع عبدالعزيز وهو ينسج الوحدة الوطنية. كان الربيعي عفيف اليد واللسان، لا يسيء إلى أحد، يجامل ولكن ليس على حساب الحقيقة. كان محبوباً، فشغله هذا العشق عن طلب المزيد من الغني، بل صرفه هذا الوله الجماهيري عن التفكير في طبع موروثه، لأنه يريده نسخة أصلية محنطة، تنام بأمان في خزانته. لذلك يا أخي صلاح لم تسمح نفسه بأن تخرج هذه الثروة، ولم يتخل عن مفاتيحه إلا قبل موته بثلاثة أيام.
5- وتجدر الإشارة إلى أن مركز ابن صالح الثقافي بعنيزة بادر إلى احتضان هذه المخطوطات، وقد عقد القائمون عليه من رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وأمين، العزم على نشر هذه المتون بأسلوب علمي يعتمد على دراسة ونقد وتحليل، فأشكرهم على جهودهم الموفقة. وقد سبق لي أن حاضرت في المركز عن "حياة الشاعر عبدالرحمن البراهيم الربيعي"، وقامت صحيفة "الرياض" بتغطية المحاضرة. ولا أنسى أن أشيد بالأستاذ أحمد الدامغ الذي أثار قضية هذه المخطوطات قبل خمس عشرة سنة عبر الصحافة، وتحدث عن الوالد في كتبه التي نشرها، متمنياً له راحة البال وصحة الحال ولابد من الإشادة باهتمام الأستاذ علي الصوينع الأمين العام لمكتبة الملك فهد الوطنية إذ وجه بتسجيل فيلم عن الوالد من خلال مقابلة أجراها معي الأستاذ محمد القشعم الذي كان على صلة بالحركة الأدبية بعنيزة.
6- أما ما ذكرته - أخي صلاح - عن استفادة الباحثين من مخطوطات الوالد، فهذا أمر رآه واجباً عليه، فمنهم من ذكره فشكره، ومنهم من صد عنه وأنكره، وهذه سجية قومنا الذين لا توسط بينهم. وعند الشيخ إبراهيم المحمد الواصل الخبر اليقين، هذا الراوية الموسوعة الذي إن حدثك أسرك بأسلوبه، وبهرك بتهذيبه، وإن سألته باختصار أجابك بإطناب لا يمل، فتمتاح من "عد" لا ينفد، وإني أرى تجاهل هؤلاء الرموز ينم عن ضعف عقل أولئك الذين يرون التنويه عن أصحاب الفضل ينقص من تحصيلهم العلمي، وما دروا أن عزو الفضل إلى أهله كمال في العقل، وزينة في الخلق. والكثيرون من محبي هذا الفن، ذوو وفاء، وتقدير للمرحوم، مثل محمد بن إبراهيم الهطلاني الذي طبع اجزاء عديدة عن شعراء كثر.
7- أما مشروعي عن الوالد، فقد تأخر كثيراً، لأنني أرى أن نشر كتاب شعري، لا يأتي بجديد، ولا أريد أن يكون كتابا مستنسخاً من ديوانه القديم. بل نحوت منحى آخر وهو دراسة حياته، والأحداث التي واكبها، ومنهجه، وأسلوبه، ونبذ عن مجالسيه ومحبية، وفي إطار مكاني هو عنيزة، وزماني يمتد من ميلاده عام 1309ه إلى وفاته سنة 1402ه. وأهيب بالأخوة من أبناء شعراء عنيزة الراحلين ومن مرتادي "دواير" عبدالله الحمد الخنيني، وحمد الدبيان، وعبدالله بن حسن، وعبدالعزيز الفهد البسام،و"آل عقيل" وغيرهم موافاتي بما لديهم من امور تفيدني في مشروعي هذا على عنواني البريدي: ص.ب 100107الرياض
11635.وفي الختام أشكر الأستاذ صلاح الزامل على "فلاشاته الشعبية" وسعة صدره، ودأبه في سبيل إثراء مقالاته عن أساطين الأدب العامي، ولا أقول "الشعبي" لأن الأخير مصطلح شامل تمتد جذوره الى أصول الحضارة العربية في الجزيرة العربية، بينما الأدب العامي يعني الأدب الشعبي الذي فقد الصبغة الفصحوية بفعل التراكيب اللهجوية، فهو بهذه الصفة أدب إقليمي. وأتطلع من وزارة الثقافة والإعلام إنشاء مركز بحوث يعنى بتتبع المفردات العامية في مختلف المناطق، والأمثال الشعبية، والقصص المروية، ليكون مشروعاً وطنياً متكاملاً. للجميع تحياياي.
*أستاذ العلاقات الحضارية بكلية العلوم الاجتماعية بالرياض