أباالخــــــيل
27-06-03, 02:39 pm
بإيجازيتحدث الحامد عن تصدّع قلاع التربية وأرجعه إلى استبداد الدولة العربية المعاصرة . وخضوع التشكيلات الثقافية للقمع، جعل العقل يستهوي مظاهرالحضارة على مضمونها، فكانت إستجابة التربية لهذه الأجواء الملغومة سريعة عندما أصبحت ولوداً للقطيع، وعقيمة عن حمل الأحرار. وخلص إلى أن الاستبداد خصوصية عربية أم إسلامية.!!!!!!!!!!!!!
إليك التفصيل........
+++++++++++++++++++++++++++++
تصــّدع قلاع التربيــة القمعيّـــة
(1-4)
الدولة العربية المعاصرة قامعة داخليا مقموعة خارجيا
"الاستبداد جرثومة كل فساد"
الكواكبي: في كتاب طبائع الاستبداد
1-الأخطبوط
لم يمررعلى العرب والمسلمين، بعد سقوط الخلافة العثمانية، ماهو أفظع من اليوم.
بل لعله لم يمرر على جيل عربي من مشاعر المرارة؛ مامر على جيلنا اليوم، من تتابع الهزائم والنكبات، وتوالي الإذلال والإهانات، وما يتبعها من مشاعر اليأس والقنوط والإحباط، فلماذا نحن العرب من دون بقية دول العالم؛ تدور بنا عقارب الساعة إلى الوراء؟.
حاولت السلطة العربية الحديثة(في غالبها)؛ أن تنتصر في مجالات ثلاثة: التنمية والعدالة الاجتماعية واستقلال الإرادة( وهمشت الإسلام)، ولكنها لم تنتصر في واحدة منها.
لأنها في الإدارة تبنت نموذج (الإدارة المركزية) أي الأخطبوط، الذي يدس أطرافه الثمانية في كل شيء، لكي يستحوذ عليه. فإذا أمسك شيئا لم يفلته. وكان من الطبيعي أن ينتج الأخطبوط إدارة بطيئة متصلبة أحادية قمعية، تنهش فيها أنياب المحسوبية والرشوة، ويعيث فيها سوس الفساد، والاختلاس من المال العام، وعاشت الدولة في واد، والمجتمع في واد آخر، وكانت الحصيلة الطبيعية؛ مزيدا من الفقر والقسوة والتغريب، وكان فشل التنمية هو كشف الحساب في موسم الحصاد الأول.
وانتهبت السلطة اللقم من أفواه الجائعين،كي تشتري بها سلاح معركة الكرامة، وكممت الأفواه، كي لا يعلو صوت على صوت معركة الكرامة، وأضاعت ما لشعوبها من ثروة، في مظاهر فارغة، وفي شراء أسلحة فاسدة، وأغفلت التخطيط للمستقبل البعيد، وتحدثت عن النصر في فلسطين، والصلاة في المسجد الأقصى، فلم نصل في الأقصى، بل صلت بنا الغطرسة الأمريكية في كل مكان قريب، ولم ننتصر في فلسطين بل ساقنا الهوان إلى الاستسلام لإسرائيل باسم السلام.
الصراع الصهيوني العربي؛ ألهم اليهود مزيدا من الإصرار على الدستور: ضمان حقوق الإنسان والشورى ومؤسسات المجتمع الأهلي، وحرية الرأي والتعبير والتجمع، وفصل السلطات الثلاث. أما السلطة العربية المعاصرة، فأوحى لها الميراث السياسي؛ بأن كرامة الإنسان والأمة تتنازعان، فأجلت كرامة المواطن، ووأدت المجتمع المدني، وفتكت بحقوق الإنسان، من أجل كرامة الوطن والتصدي للعدوان.
فكيف أدرك العقل الإسرائيلي من الدستور؛ مالم يدرك العقل العربي لزعيم كجمال عبد الناصر، وفي أكثر العربيات تحضرا مصر؟. وكانت نتيجة البطولة المستبدة، أن ضاعت الضفة الغربية وسيناء والجولان. وكان ذلك كشف الحساب الثاني في موسم الحصاد الثاني.
وتواصل تحويل المواطن الحر الشريف، إلى مهمش وضيع، وظيفته أن يسمع ويطيع، تسوقه السلطة، كما يسوق الراعي القطيع،ولكن الفارق بينهما:أن الراعي يقود إلى المرعى الخصيب، أماهي فتجر إلى الهوان والجوع.ومكنتها المخترعات الحديثة، وأجهزة الاتصالات، من إحكام السيطرة على المجتمع وابتلاعه، وتفننت في سبل ترعيعه وتركيعه؟.
وكان من الطبيعي أن ينتج القمع أغلبية سادرة لامبالية، وشذاذا متمردين، وتنقل العنف في كل البلدان العربية، وحط رحاله في مصر والجزائر، ومر بكل قطر عربي، وشغل السلطة طويلا، وكان ذالك الحصاد المر،في موسم رابع، لا لبذور التطرف الديني-كمازعموا-، بل هو ثمرة طبيعية، من ثمرات حقول حقول التطرف السياسي:الاستبداد، وكان ذلك كشف حساب الحصاد الثالث.
يفترض أن طريق الوحدة العربية؛ يفضي إلى استرداد الكرامة،،وأن البداية تكون بالشورى، ولكن كلما حاولت دولة أن تتمقرط؛ أعادتها الأخوات الراشدات إلى الخيام.وانشغل الجميع بالصراعات على الحدود، وبالتقاتل والتناحر على النفوذ، وقدمت المصلحة المحلية الصغرى على مصالح الأمة الكبرى،وحاولت الدولة الصغيرة الغنية ؛أن تتقمص شخصية الكبيرة القوية، وسعت الدولة الكبيرة إلى الهيمنة على الصغيرة، فكانت حرب العراق الكويت، وسعت كل دولة صغيرة؛ إلى الاستقواء بالأجنبي، خيفة بطش الكبيرة،فوقعت في داء ملوك الطوائف في الأندلس؛ العياذ من ظلم الأهل بالأجانب.
واكتشف العرب أن قلوبهم وارتباطاتهم شتى، وإن كانت مظاهرهم وجامعتهم واحدة، وأنهم بحاجة إلى الدول الكبرى،(التي تتقمص قناع الأمم المتحدة) من أجل إصلاح ذات البين، ففقدوا الإرادة المستقلة، التي ظلوا يتغنون بها دهورا، وأخيرا ركعوا في المعبد الأمريكي واليهودي. كان الإذلال الخارجي؛ هو فصل الختام في التراجيديا الكسروية الصحراوية،التي خلاصتها: كل سلطة تقمع شعبها، تجد نفسها مقموعة أمام أعدائها في نهاية المطاف، هذه هي النهاية الطبيعية لتلك البداية الشاذة.
وكان ذلك كشف الحساب والحصاد المر، في الموسم الرابع.
2-الاستبداد جرثومة كل فساد:
لماذا كل هذه النتائج الفظيعة؟،رغم أن السلطة العربية، لم تخل من أشخاص وأعمال وأفكار، فيها من الإخلاص والحماسة، والإصلاح شيء غير قليل؟ .
لأن الخلل الجوهري ليس في الأشخاص، ولا في الأعمال ولا في الأفكار، الخلل في منهج الإصلاح، لأن الإصلاح العربي سار عبر طريق الاستبداد، والاستبداد طريق –في سنن الله الاجتماعية الحتمية-لا يؤدي إلا إلى الهاوية،كما قال الكواكبي"الاستبداد جرثومة كل فساد"، الاستبداد كمرض السكري, يفتك بجهاز المناعة, فيخلخل وظائف الأعضاء، ويصل أثره إلى العيون والآذان, كما يصل إلى العظام والأقدام, ويصل في النهاية إلى الكلى والدماغ, كما يصيب الإنسان بالخمول والإعياء.
وقد يتصور من لم يدرك طبيعة الداء؛ أن ثقل السمع كامن في الأذن، وأن غبش البصر كامن في العين، و يتصور أنه يكفي العلاج عند طبيب الآذان أو العيون, فلا يدرك أن هذه مضاعفات الداء, وأن العلاج الأساسي, ينبغي أن يتجه إلى جوهر الداء.
من أجل ذالك ظلت الدولة العربية وليدا لا يكير، أميا لايتعلم، وصحراويا لايتمدين؟ لذلك تولد السلطة العربية قامعة، وتشب قامعة، وتشيب قامعة وتموت أيضا قامعة، لا تبلغ رشدها في أي مرحلة من عمرها.
من أجل ذلك أيضا تتابعت الانقلابات، بين التصحيح وتصحيح التصحيح، والمراجعة ومراجعة المراجعة، والتجديد وتجديد التجديد.وتعددت الانتماءات بين الدولة القومية والاشتراكية، والوطنية والثورية والمحافظة، والإسلامية والعلمانية، وتعددت الولاءات بين الغرب والشرق، وأجمعت الدول الأشتات على الاستبداد.
يتبع.......
إليك التفصيل........
+++++++++++++++++++++++++++++
تصــّدع قلاع التربيــة القمعيّـــة
(1-4)
الدولة العربية المعاصرة قامعة داخليا مقموعة خارجيا
"الاستبداد جرثومة كل فساد"
الكواكبي: في كتاب طبائع الاستبداد
1-الأخطبوط
لم يمررعلى العرب والمسلمين، بعد سقوط الخلافة العثمانية، ماهو أفظع من اليوم.
بل لعله لم يمرر على جيل عربي من مشاعر المرارة؛ مامر على جيلنا اليوم، من تتابع الهزائم والنكبات، وتوالي الإذلال والإهانات، وما يتبعها من مشاعر اليأس والقنوط والإحباط، فلماذا نحن العرب من دون بقية دول العالم؛ تدور بنا عقارب الساعة إلى الوراء؟.
حاولت السلطة العربية الحديثة(في غالبها)؛ أن تنتصر في مجالات ثلاثة: التنمية والعدالة الاجتماعية واستقلال الإرادة( وهمشت الإسلام)، ولكنها لم تنتصر في واحدة منها.
لأنها في الإدارة تبنت نموذج (الإدارة المركزية) أي الأخطبوط، الذي يدس أطرافه الثمانية في كل شيء، لكي يستحوذ عليه. فإذا أمسك شيئا لم يفلته. وكان من الطبيعي أن ينتج الأخطبوط إدارة بطيئة متصلبة أحادية قمعية، تنهش فيها أنياب المحسوبية والرشوة، ويعيث فيها سوس الفساد، والاختلاس من المال العام، وعاشت الدولة في واد، والمجتمع في واد آخر، وكانت الحصيلة الطبيعية؛ مزيدا من الفقر والقسوة والتغريب، وكان فشل التنمية هو كشف الحساب في موسم الحصاد الأول.
وانتهبت السلطة اللقم من أفواه الجائعين،كي تشتري بها سلاح معركة الكرامة، وكممت الأفواه، كي لا يعلو صوت على صوت معركة الكرامة، وأضاعت ما لشعوبها من ثروة، في مظاهر فارغة، وفي شراء أسلحة فاسدة، وأغفلت التخطيط للمستقبل البعيد، وتحدثت عن النصر في فلسطين، والصلاة في المسجد الأقصى، فلم نصل في الأقصى، بل صلت بنا الغطرسة الأمريكية في كل مكان قريب، ولم ننتصر في فلسطين بل ساقنا الهوان إلى الاستسلام لإسرائيل باسم السلام.
الصراع الصهيوني العربي؛ ألهم اليهود مزيدا من الإصرار على الدستور: ضمان حقوق الإنسان والشورى ومؤسسات المجتمع الأهلي، وحرية الرأي والتعبير والتجمع، وفصل السلطات الثلاث. أما السلطة العربية المعاصرة، فأوحى لها الميراث السياسي؛ بأن كرامة الإنسان والأمة تتنازعان، فأجلت كرامة المواطن، ووأدت المجتمع المدني، وفتكت بحقوق الإنسان، من أجل كرامة الوطن والتصدي للعدوان.
فكيف أدرك العقل الإسرائيلي من الدستور؛ مالم يدرك العقل العربي لزعيم كجمال عبد الناصر، وفي أكثر العربيات تحضرا مصر؟. وكانت نتيجة البطولة المستبدة، أن ضاعت الضفة الغربية وسيناء والجولان. وكان ذلك كشف الحساب الثاني في موسم الحصاد الثاني.
وتواصل تحويل المواطن الحر الشريف، إلى مهمش وضيع، وظيفته أن يسمع ويطيع، تسوقه السلطة، كما يسوق الراعي القطيع،ولكن الفارق بينهما:أن الراعي يقود إلى المرعى الخصيب، أماهي فتجر إلى الهوان والجوع.ومكنتها المخترعات الحديثة، وأجهزة الاتصالات، من إحكام السيطرة على المجتمع وابتلاعه، وتفننت في سبل ترعيعه وتركيعه؟.
وكان من الطبيعي أن ينتج القمع أغلبية سادرة لامبالية، وشذاذا متمردين، وتنقل العنف في كل البلدان العربية، وحط رحاله في مصر والجزائر، ومر بكل قطر عربي، وشغل السلطة طويلا، وكان ذالك الحصاد المر،في موسم رابع، لا لبذور التطرف الديني-كمازعموا-، بل هو ثمرة طبيعية، من ثمرات حقول حقول التطرف السياسي:الاستبداد، وكان ذلك كشف حساب الحصاد الثالث.
يفترض أن طريق الوحدة العربية؛ يفضي إلى استرداد الكرامة،،وأن البداية تكون بالشورى، ولكن كلما حاولت دولة أن تتمقرط؛ أعادتها الأخوات الراشدات إلى الخيام.وانشغل الجميع بالصراعات على الحدود، وبالتقاتل والتناحر على النفوذ، وقدمت المصلحة المحلية الصغرى على مصالح الأمة الكبرى،وحاولت الدولة الصغيرة الغنية ؛أن تتقمص شخصية الكبيرة القوية، وسعت الدولة الكبيرة إلى الهيمنة على الصغيرة، فكانت حرب العراق الكويت، وسعت كل دولة صغيرة؛ إلى الاستقواء بالأجنبي، خيفة بطش الكبيرة،فوقعت في داء ملوك الطوائف في الأندلس؛ العياذ من ظلم الأهل بالأجانب.
واكتشف العرب أن قلوبهم وارتباطاتهم شتى، وإن كانت مظاهرهم وجامعتهم واحدة، وأنهم بحاجة إلى الدول الكبرى،(التي تتقمص قناع الأمم المتحدة) من أجل إصلاح ذات البين، ففقدوا الإرادة المستقلة، التي ظلوا يتغنون بها دهورا، وأخيرا ركعوا في المعبد الأمريكي واليهودي. كان الإذلال الخارجي؛ هو فصل الختام في التراجيديا الكسروية الصحراوية،التي خلاصتها: كل سلطة تقمع شعبها، تجد نفسها مقموعة أمام أعدائها في نهاية المطاف، هذه هي النهاية الطبيعية لتلك البداية الشاذة.
وكان ذلك كشف الحساب والحصاد المر، في الموسم الرابع.
2-الاستبداد جرثومة كل فساد:
لماذا كل هذه النتائج الفظيعة؟،رغم أن السلطة العربية، لم تخل من أشخاص وأعمال وأفكار، فيها من الإخلاص والحماسة، والإصلاح شيء غير قليل؟ .
لأن الخلل الجوهري ليس في الأشخاص، ولا في الأعمال ولا في الأفكار، الخلل في منهج الإصلاح، لأن الإصلاح العربي سار عبر طريق الاستبداد، والاستبداد طريق –في سنن الله الاجتماعية الحتمية-لا يؤدي إلا إلى الهاوية،كما قال الكواكبي"الاستبداد جرثومة كل فساد"، الاستبداد كمرض السكري, يفتك بجهاز المناعة, فيخلخل وظائف الأعضاء، ويصل أثره إلى العيون والآذان, كما يصل إلى العظام والأقدام, ويصل في النهاية إلى الكلى والدماغ, كما يصيب الإنسان بالخمول والإعياء.
وقد يتصور من لم يدرك طبيعة الداء؛ أن ثقل السمع كامن في الأذن، وأن غبش البصر كامن في العين، و يتصور أنه يكفي العلاج عند طبيب الآذان أو العيون, فلا يدرك أن هذه مضاعفات الداء, وأن العلاج الأساسي, ينبغي أن يتجه إلى جوهر الداء.
من أجل ذالك ظلت الدولة العربية وليدا لا يكير، أميا لايتعلم، وصحراويا لايتمدين؟ لذلك تولد السلطة العربية قامعة، وتشب قامعة، وتشيب قامعة وتموت أيضا قامعة، لا تبلغ رشدها في أي مرحلة من عمرها.
من أجل ذلك أيضا تتابعت الانقلابات، بين التصحيح وتصحيح التصحيح، والمراجعة ومراجعة المراجعة، والتجديد وتجديد التجديد.وتعددت الانتماءات بين الدولة القومية والاشتراكية، والوطنية والثورية والمحافظة، والإسلامية والعلمانية، وتعددت الولاءات بين الغرب والشرق، وأجمعت الدول الأشتات على الاستبداد.
يتبع.......