المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخيرة فيما يختاره الله


ضارج
08-06-03, 11:34 am
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الأمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه صيد الخاطر
إذا وقعت في محنة يصعب الخلاص منها فليس لك إلا الدعاء واللجأ إلى الله بعد إن تقدم
التوبة من الذنوب ، فإن الزلل يوجب العقوبة فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب ارتفع السبب
فإذا ثبت ودعوت ولم ترللإجابة أثرا فتفقد أمرك ، فربما كانت التوبة ما صحت فصححها
ثم ادع ولا تمل من الدعاء . فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة ، وربما لم تكن
المصلحة في الإجابة ، فأنت تثاب وتجاب إلى منافعك . ومن منافعك أن لا تعطى
ما طلبت بل تعوض غيره
فإذا جاء إبليس فقال كم تدعوه ولا ترى إجابة ، فقل أنا أتعبد بالدعاء . وأنا موقن أن الجواب
حاصل غير أنه ربما كان تأخيره لبعض المصالح ، فهو يجيء في وقت مناسب ،
ولو لم يحصل ، حصل التعبد والذل . فإياك أن تسأل شيئا إلا وتقرنه بسؤال الخيرة .
فرب مطلوب من الدنيا كان حصوله سببا للهلاك .
وإذا كنت قد أمرت بالمشاورة في أمور الدنيا ليبين صاحبك لك في بعض الآراء ما يعجز رأيك
عنه ، وترى أن ما وقع لك لا يصلح فكيف لا تسأل الخير ربك وهو أعلم بالمصالح ؟
والاستخارة من حسن المشاورة ............