المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دمووووووع


نيكاربانو
10-08-11, 12:33 pm
دمــوع في حـيـاة الـنـبـي صـلـى الله عليه و سـلـم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين





البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده


قال تعالى : { وأنه هو أضحك وأبكى } ( النجم : 43 ) ،


فبه تحصل المواساة للمحزون ، والتسلية للمصاب ،


والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها .





ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم –


حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة ، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ،


ويخفق معها فؤاده الطاهر .




ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب


ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة ،


وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .





فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم - شاهدةً بتعظيمة


ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ،


ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم


وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء


عند غليانه - " رواه النسائي .




وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول : " قام رسول الله


– صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال : ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي )


فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى


بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنه


يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك


ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ ) " رواه ابن حبّان .



وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك


عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - :


( اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم )


فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد


وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك الآن ) ، فالتفتّ إليه


فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .




كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته


فعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله


- صلى الله عليه وسلم - في جنازة ، فجلس على شفير القبر – أي طرفه -


فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة


وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور


وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً


ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه.




وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله


كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل
{ إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 )


ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .





وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك


اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن


علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم


إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح )


رواه أحمد .



وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه العتاب


الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى ، قال تعالى : { ما كان لنبي أن يكون له


أسرى حتى يثخن في الأرض } ( الأنفال : 67 ) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب


رضي الله عنه من كثرة بكائه.




ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة


بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب


رضي الله عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ،


فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .




فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى وقال :


( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك


يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه.



ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم - زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى


أبكى من حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت ) رواه مسلم .




ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم يكن موقفه


مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت


القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي


– صلى الله عليه وسلم - الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكان جوابه عن سرّ بكائه :


( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه مسلم .


ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد وجعفر


وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام :


( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب


- وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري .


ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً


من مظاهر النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على


صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً


بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى .


لا تنس الصلاة على الحبيب .. رسول رب العالمين


عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم </b></i>

عزف الحقيقة
10-08-11, 08:40 pm
بارك الله فيك

00

فعلا الدمع هو الانسان

والانسان بلا دمع ذكرى انسان

لك ودي

عاشق ديرتي بريده
10-08-11, 11:04 pm
وين اللي يقولون دموع الرجل عيب !

هنااادي
10-08-11, 11:55 pm
يسلمو خيتو جزاك الله خير

نيكاربانو
11-08-11, 01:21 pm
جزاكم ربي الجنه على المرور

هلاوين
11-08-11, 06:45 pm
ربما يكون البكاء عبادة اذا كان من خشية لله

وليس العيب في البكاء انما العيب اذا كان الحدث لايستحق البكاء .


شكرا لك بنت املج