المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أستوقفتني .... آية


الصفحات : [1] 2 3

oldman
22-07-11, 09:01 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/twu49301.jpg (http://www.u06p.com/up/)


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

أستوقفت الآية الكريمة من سورة الاعراف الشيخ الشنقيطي
( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)الاعراف

http://www.u06p.com/up/upfiles/bs549301.jpg (http://www.u06p.com/up/)

وعلى غرار ما استوقف الشيخ رحمه الله أستوقفنتي آية وهنا الاستوقاف ليس قياساً لنفسي بالشيخ وطريقة إستيقافه فالأكيد أن هذا الأمر مرّ بالعديد منّا مثل هذه الوقفات ولست وحيد زماني فالمعذرة من أفهمه موضوعي ذلك وعزائي هو أن تشاركوني إن أستطعم بما اوقفكم من الآيات إن إردتم ذلك فطبيعي نحن المسلمين إن سمعنا قرأنا يتلى أو قرأناه نحن فتمر على مسامعنا آية وكأن لأول مرة نسمعها أو نقرأها فتحدث لدينا ماتحدث ومنها تساؤلات يطرحها على نفسه فإن تدبرنا القرآن وغصنا فيه كما الغواص إن غاص في البحر سيرى مالايراه من هو على سطحه من غاص سيرى الشعب المرجانيه وسيرى المخلوقات العظيمه ويرى كنوز البحر .
فأعطونا التساؤلات ومتعو ناظرنا بالكنوز وهذبوا انفسنا لنتقرب إلى الله كل يوم أكثر من سابقيه .

قال الله سبحانه وتعالى

http://www.u06p.com/up/upfiles/37849301.jpg (http://www.u06p.com/up/)

تلك الآية جعلتني أتسائل وأقول كيف سيكون حالنا ووقوفنا أمام الله وهو سبحانه يسألنا ماذا أجبنا المرسلين ؟ وعندما تستنطق أعضائنا ونحن لسنا لها بمانعين ؟! والذي يشاهدنا وكيف نحن في الدنيا وما نحن عليه يقول أننا مخلّدين في الدنيا أو أننا سندخل الجنة من غير حساب ولا موت ولابعث ولا وقوف أنتظاراً للحساب[50000 سنه ] ولا مروراً على الصراط الذي هو أحد من الشعره وله تلابيب يتخطف بها الناس
ارى نفسي وضعفها وأقارنها بمن هم أعلم منا بالله وكيف حالهم معه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(مررت بجبريل ليلة أسري بي بالملإ الأعلى و هو كالحلس البالي1 من خشية الله). 2
جبريل عليه السلام شاهده الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كالبساط البالي القديم من خشيته لله فكيف بنا نحن ؟!!
أولو كنا نؤمن إيماناً حقيقياً باننا موقوفون ومسؤولون من قبل رب البرية أكنا في مثل هذا السعار في جميع شؤننا الحياتيه والذي وكأنها هي الفرصةالوحيده لنا إن لم نغنم الآن فلن نغنم أبداً وكأنها حياة أبدية فيها القوي يأكل الضعيف، الجسور يسرق المتردد ، المتمترسون بالأسلحة او بظهر قوي يسيطرون على مأكل ومشرب والحاجات الضروريه للعزل والغلابا !
وكأننا في غابات يحكمها الأقوياء ولاقوة إلا قوتهم
أو كأننا إن متنا إنتهى كل شيء فهذا هو جزائنا فقط ،
فقط الموت هو جزائنا وينتهي كل شيء قد فعلناه بالبشر وبالمخلوقات أجمع !
----------
قال الله سبحانه وتعالى
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ}
وهذا صريح في إثبات سؤال الجميع يوم القيامة
فما المشكل ومالذي يحدث لنا ومالذي يجعلنا في هذه الدنيا القصيرة بالنسبة ليوم القيامة تنشغل نفوسنا عن الاهم عن الوقوف والسؤال تنشغل عن العمل في تلك الرحلة اليسيرة رحلة إلى المقر الدائم ودار المقام سنرى أنها ساعة من نهار قضيناها حقيقة نحن البشر في التعارف فيما بيننا وهل قمنا بالتعارف كما يجب ؟ونحن يقع بيننا سوء التفاهم والتعارك والتنازع جعلنا كل همنا في هذه الرحلة والتي ستمر علينا وكأنها لمحة بالبصر ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)يونس . عندما نغادر إلى قبورنا ونُخرج منها وبعد اهواله أو نعيمه سنعلم أننا امضينا ساعة في الدنيا ومضت
والآن من هو يعقل وقد أمضى عمراً في الدنيا يعلم أن مامر من حياته كأن تلك الأيام والسنين ساعة ومضت ومابقي إلا القليل إن أستطاع اللحاق بنفسه وزكاها فقد يكون من المفلحين والله لايضيع اجر المحسنين .
قال الله جل الله
{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ}


ــــــــــــــــــــــــــــ

1الحلس / كساء يوضع على ظهر البعير . وهو البساط. والبالي/ القديم.
2الحديث رغم عن ماقيل عنه انه ضعيف ولكن يرتفع عن الضعيف عن طريق ابن أبي عاصم وهو لا بأس به الحديث مروي عن جابر رضي الله عنه وحسنه الألباني .


والحمدلله رب العالمين
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg (http://www.u06p.com/up/)

طقاقة بدون مايك
22-07-11, 09:59 pm
مرحبه...!http://www.vb.eqla3.com/images/smilies/004.gif (http://www.mjnonat.com/vb)

آنآ صرآحتن يستوقفني كل آية به إعجآز علمي...!http://www.vb.eqla3.com/images/smilies/004.gif (http://www.mjnonat.com/vb)




بس أكثر آيه أذهلتن آصرآحة...!http://www.vb.eqla3.com/images/smilies/004.gif (http://www.mjnonat.com/vb)



هي : { وقـــلنـــآ يآ نآر كوني بردآ وسلآمآ على إبرآهيم }...!http://www.vb.eqla3.com/images/smilies/004.gif (http://www.mjnonat.com/vb)
يقآل في الآثرالعلمي لو لم تذكر كلمة {و سلآمآ} في السيآق القرآني والامر الالهي لكآن النبي إبرآهيم مآت وهلك من شدة البـــرد الزمهرير وهو في وسط النآر >!..!http://www.vb.eqla3.com/images/smilies/004.gif (http://www.mjnonat.com/vb)



ف لذلك جآءت الكلمتين بردآ وليس بردآ فقط بل بردآ وسلآمآ حتى ينجو من النآر الحآرقة...!http://www.vb.eqla3.com/images/smilies/004.gif (http://www.mjnonat.com/vb)


ف سبحآن الرب...!http://www.vb.eqla3.com/images/smilies/004.gif (http://www.mjnonat.com/vb)

حسن القحطاني
22-07-11, 10:59 pm
انا استوقفتني ايتين الاول ((( ومنكم من يبخل ومن يبخل فأنما يبخل على نفسه والله الغني وانتم الفقراء ))) واستوقفتني هذة الاية ((( أ لم يجدك يتيما فأوى ووجدك ضال فهدى )) والايات كثير صحيح البخيل مايسرك لو هو قريبك والكريم محبوب ربي سبحانه من صفاته الكرم وشكرا ...

عازفة ألحان الليل
23-07-11, 02:36 am
الآيات كثيره التي استوقفتني
ومنها من سورة يوم القيامة( بل الإنسان على نفسه بصيرة )آية 14(ولوألقى معاذيره )آية 15

تفسير إبن كثير
بل الإنسان على نفسه بصيرة" بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره " أي هو شهيد على نفسه عالم بما فعله ولو اعتذر وأنكر كما قال تعالى " اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس " بل الإنسان على نفسه بصيرة " يقول سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه وقال قتادة شاهد على نفسه وفي رواية قال إذا شئت والله رأيته بصيرا بعيوب الناس وذنوبهم غافلا عن ذنوبه وكان يقال إن في الإنجيل مكتوبا يا ابن آدم تبصر القذاة في عين أخيك وتترك الجذع في عينك لا تبصره ؟ .

" TWIX "
23-07-11, 04:10 am
جزاك الله خيرا ..

╝◄ ساندرا ►╚
23-07-11, 04:32 am
جزاك الله الف خير

oldman
24-07-11, 11:24 pm
^^
جزاكم الله خير
وأجزل لكم الاجر والمثوبه وحرّم وجوهكم ووالديكم عن النار
------------------------

I
I
I

http://www.u06p.com/up/upfiles/96i34386.jpg (http://www.u06p.com/up/)


قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}

رؤساء الضلال وقادته يتحملوا وزرين:
أحدهما: وزر ضلالهم في أنفسهم.
والثاني: وزر إضلالهم غيرهم
لأنه من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً وإنما أخذ بعمل غيره لأنه هو الذي سنه وتسبب فيه فعوقب عليه من هذه الجهة لأنه من فعله.

جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصوف؛ فرأى سوء حالهم، قد أصابتهم حاجة، فحث الناس على الصدقة فأبطؤوا عنه حتى رؤي ذلك في وجهه،
ثم إن رجلاً من الأنصار جاء بصرة من ورق، ثم جاء آخر، ثمَّ تتابعوا حتَّى عرف السرور في وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء" .

أخرج مسلم في صحيحه هذا الحديث عن جرير بن عبد الله من طرق متعددة، وأخرجه نحوه أيضاً من حديث أبي هريرة بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "من دعى إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً" .

كما تدل على أن جميع حسنات هذه الأمة في صحيفة النبي صلى الله عليه وسلم فله مثل أجور جميعهم لأنه صلوات الله عليه وسلامه هو الذي سنّ لهم السنن الحسنة جميعها في الإسلام نرجو الله له الوسيلة والدرجة الرفيعة وأن يصلي ويسلم عليه أتم صلاة وأزكى سلام.

قال بعض العلماء:
معنى حملهم أوزارهم:
أن الواحد منهم عند خروجه من قبره يوم القيامة يستقبله شيء كأقبح صورة وأنتنها ريحا
فيقول: من أنت؟
فيقول: أو ما تعرفني؟!
فيقول: لا والله إلا أن الله قبّح وجهك! وأنتن ريحك!
فيقول: أنا عملك الخبيث كنت في الدنيا خبيث العمل منتنه فطالما ركبتني في الدنيا! هلم أركبك اليوم فيركب على ظهره .

أضواء البيان
(2/364)

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

مُلهمه
25-07-11, 01:03 am
طرح في غاية الجمال للوقوف والتمعن بدرر سطوره

بوركت اخي وجعله في ميزان حسناتك

دائما تستوقفني الأية ( كن فيكون)

إن الله أذا أراد أو قضى شيئا لا يتاخر، ولا يتخلف، ولا يختلف، ولا ينحكم بزمان أو مكان أو كيفية أو كمية، سواء كان بشرا، أو كان ملكا، أو كان سما ء أو أرضا.سبحانه

تركـي
25-07-11, 01:17 am
بارك الله فيك آخي سلمان
على هذا المتصفح الرائع
وجعله في موازين حسناتك ..

لسعه الخير
25-07-11, 02:19 am
دئما وغالبا تستوقفني هالاية
{انما اشكو بثي وحزني الى الله }
خصوصا لاضاقت بي الوسيعه وجتني الضيقة
اجلس اكرر هالاية بصوت عااالي
جزيت خيرا اخي الكريم

وضوح
25-07-11, 03:12 am
طرح مميز ..لاحرمك الله الأجر

كثيرة هي الأيات التي تستوقفنا ..،

ولكن لانستطيع التمعن في الآيات ونستشعر مانقرأه الا
عندما نعرف تفسير الآية ..!

تستوقفني آخر عشر آيات من سورة الكهف ..،
وخاصة !

قال تعالى: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ،
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )...
http://www.saaid.net/flash/kahf2.htm (http://www.saaid.net/flash/kahf2.htm)





http://mysmiles.hawahome.com/Smiles/coc/10.gif (http://www.almonizah.com/vb/www.almonizah.com)




:

SAGA
25-07-11, 03:36 am
إستوقفتني,,,,

قال تعالى (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ)

أثبت العلم الحديث أن مركز الإحساس هو الجلد
فعندما يحترق جلد ابن آدم بزول الإحساس عنده فيبدله الله بجلد آخر ليشعر بالعذاب,,
رحماك يــارب,,

جعله الله في موازين حسناتك أخ سلمان</span>

كااااجو
25-07-11, 04:01 am
(وتوكل على الحي اللذي لايموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً )الفرقان
سبحااانك يارب

موضوع رائع

ام ادويس
25-07-11, 04:06 am
طرحا جميل جداً

استوقفتني الكثير من الايات خاصه

إذا عرفت معناها تكتمل الصوره بذهنك

الله يسهل علينا ويجعل القران ربيع قلوبنا

متابعه للموضوع ومشاركه بإذن الله

oldman
29-07-11, 01:25 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/vmc85880.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/lvy85880.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/mfq85880.jpg (http://www.u06p.com/up/)

http://www.u06p.com/up/upfiles/ily85904.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/dl585904.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/sxv85904.jpg (http://www.u06p.com/up/)

http://www.u06p.com/up/upfiles/gsq85933.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/we285933.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/p5u85933.jpg (http://www.u06p.com/up/)

http://www.u06p.com/up/upfiles/ymr85963.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/akg85963.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/96d85963.jpg (http://www.u06p.com/up/)

جزاكم الله خير http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif حرم الله وجوهكم ووالديكم عن النار

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

يوم الوعيد

http://www.u06p.com/up/upfiles/0u586862.jpg (http://www.u06p.com/up/)

ستحدث في هذا اليوم العظيم أحداث فلكية ضخمة وكلها تشير إلى اختلال كامل في النظام الكوني المنظور بأفلاكه ونجومه وكواكبه وانقلاب في أوضاعه وأشكاله وارتباطاته تكون به نهاية العالم
وكلها ينبئ بأن نهاية هذا العالم ستكون نهاية مروعة مخيفة مذهلة للخلائق كما قال سبحانه :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) سورة الحج

ترج فيها الأرض وتدك.. وتنسف فيها الجبال وتبس.. وتسجر فيه البحار وتفجر.. وتطمس فيها النجوم وتنكدر.. وتشق فيها السماء وتنفطر.. وتسقط الكواكب وتنتثر.. وتكور الشمس.. ويخسف القمر.. وتختل المسافات فيجمع الشمس والقمر..
وتبدو السماء مرة كالدخان..
ومرة وردة كالدهان..
ومرة ملتهبة حمراء.. إلى آخر هذا الهول الكوني العظيم.


وقد بين الله بالتفصيل أهوال ذلك اليوم العظيم، ليتقيه الناس ويعملوا لما ينجيهم كما قال سبحانه:
(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].

فما ذلك اليوم؟..
وماذا يجري فيه؟..
وما هي أهواله؟..
وما حال الناس فيه؟.

قال الله تعالى: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا) [النبأ: 17-20].

وقال الله تعالى: (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ) [النازعات: 6-9].

وقال الله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) [إبراهيم: 48].

وقال الله تعالى: (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر: 16].

إنه يوم عظيم، ويوم عسير يهز القلوب هزاً بهذه المشاهد المزلزلة والتقلبات المخيفة، والأهوال المرعبة :
قال الله تعالى: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ) [التكوير: 1-14].

وإذا حصلت هذه الأمور العظيمة تميز الخلق وعلم كل أحد ما قدمه لآخرته وما أحضره فيها من خير أو شر.
وحينئذ ينكشف الغطاء ويزول ما كان خفياً وتعلم كل نفس ما معها من الأرباح والخسران.
وهنالك يعض الظالم على يديه إذا رأى أعماله باطلة وميزانه قد خف والمظالم قد تداعت إليه والسيئات قد حضرت لديه وأيقن بالشقاء الأبدي والعذاب السرمدي.
وهنالك يفوز المتقون بالفوز العظيم والنعيم المقيم والسلامة من عذاب الجحيم.
إنه يوم العدل والحساب الدقيق: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزلزلة: 6-8].
إنه يوم الموازين: (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ) [القارعة: 6-11].

إنه يوم بياض الوجوه وسوادها: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [آل عمران: 106، 107].

إنه يوم الحسرة والندامة
يوم الصراخ والبكاء..
يوم الذل والهوان
يوم العذاب والشقاء لكل ظالم ضال ولكل كافر جاحد ولكل مفسد وطاغ :

(إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا) [النبأ: 21-30].

وهو يوم الفرح والسرور ويوم التسليم والتسبيح بحمد الله ويوم العزة والتكريم ويوم السعادة والحبور ويوم اللذات والنعيم لكل مؤمن تقي عرف هذا اليوم واستعد له فنال بذلك الفوز والفلاح كما قال سبحانه:
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا) [النبأ: 31-36].

ويوم القيامة هو اليوم الحق الذي لا يروج فيه الباطل ولا يقبل فيه الكذب وجميع الخلق ساكتون لا يتكلمون إلا من أذن الرحمن له بالكلام، وقال صواباً:
(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا) [النبأ: 38، 39].

وبعد اليس علينا الاستعداد لذلك اليوم العظيم بالإيمان والأعمال الصالحة والمبادرة إلى التوبة من الذنوب والاستغفار من كل خلل أو تقصير
وليستعد العبد لذلك اليوم العظيم الذي فيه الوعد على فعل الخير والوعيد على فعل الشر كما قال سبحانه: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].

فمن علم أنه راجع إلى الله.. فمجازيه على الصغير والكبير..
والجلي والخفي.. وأن الله لا يظلمه مثقال ذرة..
أوجب له ذلك الرغبة والرهبة..
والانتباه من الغفلة.

وأخيراً
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)الاحقاف


اللهم :

(رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران: 192-194].


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

عاشق ديرتي بريده
29-07-11, 02:14 am
قال تعالى (( خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=64&ID=637#docu)))

<<< وده تحط اسمه مثل اللي فوق جازتله

oldman
29-07-11, 02:38 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/dgb92376.jpg (http://www.u06p.com/up/)

جزاك الله خير http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
وحرم الله وجهك واشقاءك ووالديك وكل من يعز عليك عن النار

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

http://www.youtube.com/watch?v=Ohrlwf0PQS4&feature=youtube_gdata_player

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

منذ مبطي
29-07-11, 03:10 am
جزاك الله خير على هالتذكير
وذكرتن مره اسمع قران وسمعت ايه كاني اول مره اسمعها
يقول الله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)[المؤمنون:115].

oldman
29-07-11, 03:28 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/poq95495.jpg (http://www.u06p.com/up/)

جزاك الله خير http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
وحرم الله وجهك ووالديك عن النار

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

http://www.youtube.com/watch?v=fdI5kVWXbpQ&feature=related

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

oldman
29-07-11, 03:50 am
قال الله جل الله سبحانه وتعالى
http://www.u06p.com/up/upfiles/wyp96795.jpg (http://www.u06p.com/up/)

وذلك اليوم هو اليوم الذي يُخاف عذابه ويُحذر عقابه لأنه مَن صُرف عنه العذاب يومئذ
فهو المرحوم ومن نجا فيه فهو الفائز حقا كما أن من لم ينج منه فهو الهالك الشقي.

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

http://www.youtube.com/watch?v=QMdQg0kJA5w&NR=1

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

oldman
29-07-11, 03:58 pm
قوله تعالى:

http://www.u06p.com/up/upfiles/yo939916.jpg (http://www.u06p.com/up/)

{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا }(108).طه
يوم إذ نسفت الجبال يتبعون الداعي والداعي: هو الملك الذي يدعوهم إلى الحضور للحساب
قال بعض أهل العلم:
يناديهم أيتها العظام النخرة، والأوصال المتفرقة، واللحوم المتمزقة، قومي إلى ربك للحساب والجزاء
فيسمعون الصوت ويتبعونه ولا يحيدون عنه ولا يميلون يميناً ولا شمالاً
وقيل: أن لا عوج لدعاء الملك عن أحد، أي انه لا يعدل بدعائه عن أحد، بل يدعوهم جميعاً.
وما ذكره جلّ وعلا في هذه الآية الكريمة من اتباعهم للداعي للحساب، وعدم عدولهم عنه وزاد أنهم يسرعون إليه كقوله تعالى
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6)خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7)مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ(8)}القمر
الإهطاع هوالإسراع
وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ وخفضت وخفتت وسكنت هيبة لله وإجلالاً وخوفاً فَلا تَسْمَعُ في ذلك اليوم صوتاً عالياً بل لا تسمع إِلَّا هَمْسا صوتاً خفياً خافتاً من شدة الخوف أو إلا صوت خفق الأقدام ونقلها إلى المحشر
والهمس يطلق في اللغة على الخفاء فيشمل خفض الصوت وصوت الأقدام.
كصوت أخفاف الإبل في الأرض التي فيها يابس النبات
وهن يمشين بنا هميسا ... إن تصدق الطير ننك لميسا

أضواء البيان

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

http://www.tvquran.com/Al-Shuraim_2.htm

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

الفتى السمنسي
29-07-11, 07:43 pm
هلا بأخي سلمان ,, كان ودي أن تقول (إستوقفني كتاب الله) فالقرآن الكريم كله معجز ولكن عقولنا قاصرة عن فهم هذا الإعجاز .
فقط الأغلبية يفهمون مايتحدث عن الجنة وزخرفها والنار وعذابها أما بقية الإعجاز العلمي فهم يقرأونه ولا يكادون يفقهونه .
كنت أنا كذلك فيما مضى ولكن بعد أن بدأت بقراءة كتب علماء الإعجاز العلمي في القرآن عرفت أنني قاصر الفهم .
قرأت للعلامة الشيخ الدكتور (عبدالمجيد الزنداني) المتخصص في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وصدقني بكيت كثيرا وكثيرا فنحن مع الأسف بعيدون عن فهم كتاب الله .
كل الشكر والتقدير لك .
هناك اشرطة للإعجاز العلمي في القرآن الكريم للبروفيسور الشيخ (عبدالمجيد الزنداني) عبارة عن اشرطة كاسيت وفيديو وسيديات .

الفتى السمنسي
29-07-11, 07:52 pm
فقط لنأخذ من تلك الآية الكريمة عبرة ولكي نتعرف على عظمة الملك الجبار حينما أخرج لنا (حليبا سائغا ) من بين (دم وفرث) .
هكذا هو الإعجاز والتحدي .
قال تبارك وتعالى: (وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغاً للشاربين) . [سورة النحل: الآية 66].
يكشف القرآن الكريم عن سر عميق من أسرار الطبيعة الحيوانية حيث يبين طريقة تحضير اللبن من الحيوان مما نلاحظ أن العلم بأساليبه الحديثة وأدواته المتطورة وصل إلى نفس النتائج يقول الدكتور موريس بوكاي:
(إن المواد الأساسية التي تؤمن للبدن ما يحتاج من غذاء تأتي من التبدلات الكيميائية الحاصلة في طول جهاز الهضم وتتكون هذه المواد من العناصر الموجودة فيها تحتويه الأمعاء وعندما تصل هذه العناصر في الأمعاء إلى مرحلة التغيير الكيميائي تمر عبر جدار الأمعاء نحو التيار العام المتحرك إن هذا العبور يتم عن طريقين: إما مباشرة بواسطة العروق اللمفاوية وإما بطريق غير مباشر بواسطة الدوران وفي هذه الصورة تذهب هذه المواد أولا إلى الكبد وتحدث فيها هناك بعض التغيرات ثم تخرج منه لتلتحق بالتيار العام وعلى هذا فإن جميع المواد تنتقل بواسطة حركة الدم والعوامل المكونة للبن تترشح من الغدد المغروسة في الثدي وتتغذى هذه الغدد من نتائج هضم الغذاء التي تأتيها بواسطة حركة الدم إذن أصبح للدم امتصاص ونقل المواد المستخرجة من الأغذية لحمل الغذاء إلى غدد الثدي المولدة للبن وهو نفس الدور الذي يقوم به لخدمة أي عضو آخر... إن هذه الحقيقة الرائعة من نتائج ومنجزات كيمياء وفسلجة الهضم التي لم تكن معروفة على الإطلاق في زمان النبي (صلى الله عليه وآله) وقد بدأت معرفة ذلك في النهضة الحديثة عندما اكتشفت الدورة الدموية بعد الوحي القرآني بقرون)

الفتى السمنسي
29-07-11, 07:53 pm
اتمنى تثبيت الموضوع .

طقاقة بدون مايك
30-07-11, 01:00 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/vmc85880.jpg (http://www.u06p.com/up/)

الله حلو ...شكرن مآيسترو سلمآن العبد العزيز...!http://www.vb.eqla3.com/images/smilies/004.gif (http://www.mjnonat.com/vb)

oldman
31-07-11, 01:35 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/87l59671.jpg (http://www.u06p.com/up/)
جزاك الله خير http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
وحرم الله وجهك ووالديك عن النار.
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

ذكرت في أول الموضوع أني سأضع الآية التي استوقفتني وأثرت فيّ
وكثير ماتمر علينا آيات وكاننا لأول مرة نسمعها ومرات لاتحرك فينا ساكن وأعتقد أنها عائده لحالة المرء عند السماع يكون ذا قلب لاهـ أو متدبر ومرات تكون نفس الآية التي أثرت فينا لاتؤثر بنا عند سماعها مرة من قاريء وتؤثر فينا عند سماعها من قاريء أخر ،أوأثرت فينا في مكان ما ولاتؤثر فينا في مكان آخر حتى في بعض المرات تقف وتنصت لقرآءة آية تسمعها من إذاعة القرآن قد أثرت فينا أو كأننا نسمعها لأول مرة .
هنا اذكر الآية والحقها بتفسير لها من أحد كتب تفاسير القرآن من سلف هذه الأمه لكي لاتكون هناك إجتهادات أو خواطر مخالفة لفهم السلف .
وإن كان هناك ملاحظات على الموضوع أو في ثناياه ارجو ذكره حتى لو أدى لإغلاقه .

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg


قوله تعالى :

http://www.u06p.com/up/upfiles/qxr59671.jpg (http://www.u06p.com/up/)

{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً}.
وَعَنَتِ: ذلّت وخضعت. تقول العرب:
عنا يعنو عنواً وعناء:
إذ ذلّ وخضع، وخشع.
ومنه قيل: للأسير عان. لذله وخضوعه لمن أسره.
ومنه قول أمية بن أبي الصلت الثقفي:
مليك على عرش السماء مهيمن ... لعزته تعنو الوجوه وتسجد
وقوله أيضاً:
وعنا له وجهي وخلقي كله ... في الساجدين لوجهه مشكورا
وذلّت وخضعت وجوه المؤمنين لله في دار الدنيا، وذلك بالسجود والركوع.
وظاهر القرآن يدّل على أن المراد الذل والخضوع لله يوم القيامة لأن السياق في يوم القيامة وكل الخلائق تظهر عليهم في ذلك اليوم علامات الذّل والخضوع لله جلّ وعلا.
وقول الله جل الله
{وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً}
يعمّ الشرك وغيره من المعاصي.
وخيبة كل ظالم بقدر ما حل من الظلم
والعلم عند الله تعالى.
أضواء البيان

http://www.saaid.net/book/3/643.zip
تحميل كتاب /مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة / د.خالد بن عبد الكريم اللاحم.
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=82&book=1262
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

الفتى السمنسي
31-07-11, 01:36 am
أخ سلمان والأخوة والأخوات ,هذا رابط رائع جدا عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم .
انصح بالإطلاع عليه وسترون العجب العجاب .
http://www.eajaz.com/agaaz%20Qran%20-nassi-.htm

oldman
31-07-11, 02:02 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/6x763205.jpg (http://www.u06p.com/up/)

شكراً لك أخي الفتى السمنسيhttp://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
ومبارك قدوم شهر رمضان وبلغنا الله أياه وجعلنا من صوامه وقوامه بأكمل صحة وعافيه

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

صيـدلآنــي
31-07-11, 10:25 pm
جزآكـ الله خيــر

وأكثر مآيستوقفُني ذآكـ المشهــد
عندمآ يقُول أهــل النــآر ( ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين . ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون )
ويأتي رد ربُ العِبــآد ( اخسئوا فيها ولا تكلمون )

اللهم اختم لنا بالمغفرة

احلام الداعية
01-08-11, 06:22 pm
كنت اقرا..
"ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم""
استوقفتني هذه الآيه...
وتذكرت ذنوبي ومعاصيّ...
ثم ايقنت
اني اذا تمثلت هذا القران..
وطبقته
وعملت بمافيه
لهداني الى الطريق الصحيح
يااارب
"اهدنا الصراط المستقيم"

10:45م

موضوع اكثر من راائع
الله يكتب اجرك
ويرفع قدرك

احلام الداعية
01-08-11, 06:23 pm
استوقفتني آيات متتاليه في سورة الانبياء..
قال اللـــــــــــــــه..

﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾‏
*فياتي الجواب مباشره..
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾‏

قال ربي جل جلاله..
"وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"
وياتي الجواب من الرحمن الرحيم..
"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكذلك نُجِى الْمُؤْمِنِينَ"
وقال ذو العزه..
"وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين"
وياتي الجواب..
"فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين "

سبحان ربي وخالقي مااعظمك...
قلت ادعوني استجب لكم..
اذا علينا الدعاء ومنك الاجابه..
ولكن..
"يستجاب لاحدكم مالم يعجل"

ومن الكلمات التي وجدتها تناسب الآيات..
"اذا اتعبتك الآلام فلاتحزن..فربما اشتاق الله لسماع صوتك وانت تدعوه"

يارب..
لاتحرمنا الدعااااء..
فقد قال احد الصحابة او احد السلف..
انا لانحمل هم الاجابه ولكنا نحمل هم الدعاء"

فيارب وفقنا له..
فوالله فيه المتعة والانس واللذه..
الا يكفي اننا نكون حينها اليك اقرب..؟؟!!

11:4م

احلام الداعية
01-08-11, 06:24 pm
ياالله..
مااجمل الايمان حين يتعمق في القلب..
ويتغلغل في العروق..

ذلك الايمان
الذي جعل السحرة الذين آمنوا من آل فرعون يقولون"لاضير..انــــــــــا الى ربنا منقلبون"
حينما قال لهم الطاغية فرعون:
"لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلف ولاصلبنكم اجمعين"

اي ايمان هذا الذي يجعلهم لايبالون بما سياتيهم من العذاب ماداموا قد آمنوا بالله..
انه طعم الايمان وحلاوته..

"ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا..
ووجد حلاوة الايمان من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما........."

ياارب انا نسالك من فضلك..
ياالله..
ثبتنا..
ثبتنا..

5:36ص

مدرعمهـ
02-08-11, 04:00 am
((يوم لا ينفع مالا ولا بنون الا من آتاء الله بقلب سليم ))
دائما ماتستوقفني هالايه

شكرا على طرحك المفيد

oldman
03-08-11, 01:53 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/ie121223.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/n4m21223.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/jtn21227.jpg (http://www.u06p.com/up/)

جزاكم الله خير وحرم وجوهكم ووالديكم عن النارhttp://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif

http://www.u06p.com/up/upfiles/tml21271.jpg (http://www.u06p.com/up/)

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

http://www.u06p.com/up/upfiles/lyp21223.jpg (http://www.u06p.com/up/)

(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220).البقرة

د. خالد المزيني
تويتر

من الآيات الشريفة التي قرأها إمامنا الليلة: (ولو شاء الله لأعنتكم)، ما أرحمك وأحلمك يا الله
قلت لصاحبي: هل استطعمت هذا المعنى الرائع، قال: كيف؟
قلت: بعد جواب أسئلتهم: يسألونك عن الخمر ويسألونك ماذا ينفقون ويسألونك عن اليتامى، ختم الفتوى الربانية بقوله: (ولو شاء الله لأعنتكم)، يعني أن موارد الشريعة الإسلامية جارية على سبيل طرح العنت والصعوبة والمشقة الشديدة
قال: ولكن نحن عبيد مكلفون، والعبد ليس له أن يشترط عدم المشقة على ربه، فقلت: سبحان الله، ربنا ينفي عن دينه المشقة والعنت والصعوبة، ألا تفهم من هذا أن الشرع مبني على أضداد هذه المعاني
فسكت .

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
د. خالد المزيني

كيف لم يؤثر فينا القرآن ؟
لأننا تركنا الفهم والعمل به
حديث زياد بن لبيد يجيب عن السؤال: لماذا لم يؤثر فينا القرآن، وأيضاً حالنا مع القرآن كمن وصف له الطبيب دواء لمرض عضال، فأخذ الدواء ووضعه في إطار جميل وعلقه في مجلسه، هل تراه ينتفع بالدواء
عن زياد بن لبيد - رضي الله عنه - ، قال : ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا : فقال : ذاك عند أوان ذهاب العلم " قلت : يا رسول الله ! وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة ؟ فقال : ثكلتك أمك زياد ! إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة ! أوليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء مما فيهما ؟ ! " رواه أحمد وابن ماجه .


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

t u l i p | n
03-08-11, 07:19 am
هذه الآيه العظيمه سرقت لبابي ...~

[ وَبَشِّرِ (http://www.3iny3ink.com/forum/t209747.html)الصَّابِرِينَ (http://www.3iny3ink.com/forum/t209747.html)* الَّذِينَ (http://www.3iny3ink.com/forum/t209747.html)إِذَا (http://www.3iny3ink.com/forum/t209747.html)أَصَابَتْهُم (http://www.3iny3ink.com/forum/t209747.html)مُّصِيبَةٌ (http://www.3iny3ink.com/forum/t209747.html)قَالُواْ (http://www.3iny3ink.com/forum/t209747.html)إِنَّا (http://www.3iny3ink.com/forum/t209747.html)لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ] البقرة/154-156

آيه تجعل العبد منشرح الصدر وهو في معمعة الهم و البلاء
تستدرّ الدمع بحق

لا هنت أخونا سلمان
جعله ربي في ميزان أعمالك الصالحه
آمين
و كل من شارك

احمد النجم
03-08-11, 03:32 pm
توقفت عند هذه الايه كثير

فيها عبره أن دوام الحال من المحال .
أين الامم السابقه وماعمروه وما شيدوه ؟
انها سنه الله في هذا الكون:
ونهايه الظالم بسبب ماقترفت يــــداه
---------------------------------------------------


http://tabalkhater.barzan.ws/pages/page025/ayah03.png (http://tabalkhater.barzan.ws/pages/page025/ayah03.png)

oldman
04-08-11, 07:37 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/yy871487.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/vah71490.jpg (http://www.u06p.com/up/)

حرم الله وجوهكم عن النار ووالديكمhttp://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
http://www.u06p.com/up/upfiles/tml21271.jpg

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

قول الله جل الله

http://www.u06p.com/up/upfiles/cq471487.jpg (http://www.u06p.com/up/)

قوله تعالى: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} 7الاعراف
يبين الله تعالى في هذه الآيةالكريمة أنه يقص على عباده يوم القيامة ما كانوا يعملونه في الدنيا ويخبرهم بأنه جل وعلا لم يكن غائباً عما فعلوه أيام فعلهم له في دار الدنيا بل هو الرقيب الشهيد على جميع الخلق المحيط علمه بكل ما فعلوه من صغير وكبير وجليل وحقير وبين هذا المعنى في آيات كثيرة كقوله:
{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
وقوله:
{ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ }
وقوله:
{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}
اضواء البيان
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

وقوله تعالى :
http://www.u06p.com/up/upfiles/lx571487.jpg (http://www.u06p.com/up/)

{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } (6) المجادله

يخبرهم بما عملوه في الدنيا من الأعمال القبيحة توبيخاً لهم وتبكيتاً ، ولتكميل الحجة عليهم
وجملة { أحصاه الله وَنَسُوهُ }
مستأنفة جواب سؤال مقدّر .
كأنه قيل كيف ينبئهم بذلك على كثرته واختلاف أنواعه
فقيل :
أحصاه الله جميعاً ، ولم يفته منه شيء
والحال أنهم قد نسوه ولم يحفظوه
بل وجدوه حاضراً مكتوباً في صحائفهم
{ والله على كُلّ شَىْء شَهِيدٌ }
لا يخفى عليه شيء من الأشياء ، بل هو مطلع وناظر . ثم أكّد سبحانه بيان كونه عالماً بكل شيء ، فقال :
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِى السموات وَمَا فِي الأرض }
ألم تعلم أن علمه محيط بما فيهما بحيث لا يخفى عليه شيء مما فيهما .
[تفسير فتح القدير]

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

oldman
09-08-11, 02:55 am
السلام عليكم

هنا أستأذن زوار هذالموضوع بنشر بعض الأقتباسات من تأملات أكثر من 120 عالم وطالب
كتاب ليدبروا آياته ( من جزئين وكل منهما يزيد عن 300صفحة)
جُمع فيه عدداً كبيراً من تلك الرسائل والتي كانت تأتي على جوال تدبر أستأذنكم في طرحها هنا .
في البداية سأختار ثلاث تأملات من ثلاث مشائخ في آيات من سورة يوسف تأملها كل من :
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
الزركشي /في البرهان 66/3

قول يوسف عليه السلام (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ) 100
لم يذكر خروجه من الجب ، مع أن النعمة فيه أعظم ، لوجهين :
أحدهما : لئلا يستحي إخوته، والكريم يغضي عن اللوم ، ولاسيما في وقت الصفاء .
والثاني : لأن السجن كان بإختياره ، فكان الخروج منه أعظم بخلاف الجب .

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
الشيخ محمد المنجد/100فائدة من سورة يوسف.

(وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) 100
فيه الحفاظ على مشاعر الآخرين وعدم جرحها ، فإنه لم يقل :بعدما ظلمني إخوتي ، وبعدما ألقوني في الجب ؛
بل أضاف ذلك للشيطان، وهذا من مكارم الأخلاق وتلك أخلاق الأنبياء.

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
أ.د.ناصر العمر

(حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ) 110
هذه الآية تجعل الداعية يترقب الخروج من الضيق إلى السعة ،مبشرة بعيشة راضية،ومستقبل واعد
رغم المحن القاسية،والظروف المحيطه؛فالحوادث المؤلمة مكسبة لحظوظ جليلة من نصر مرتقب،وثواب مدخر،
وتطهير من ذنب،وتنبيه من غفلة،وكل ذلك خير
فـ (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير)
فلماذا اليأس والقنوط؟

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

عاشق الخير
09-08-11, 03:05 am
يقول تعالى (وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ )
أليست كلمة سبحانه هنا ( للتزيه )
فهل أخطأ من رددها في دعاء القنوت عندما يبدأ الأمام بالثناء والمدح على الله سبحانه وتعالى ..
وهذا أمر شائع ..
كأني اذكر كلام لأحد المشائخ عن انه لا يصح قولها اذا كان الامام يثني ويمجد ويعدد صفاته سبحانه وتعالى

ندى المطيري
09-08-11, 03:09 am
حقيقة نعمت كثيرا في التجوال هاهنا
بين الرياض المثمرة
وجنيت منها أطيب الثمار
فلا حرم الله الجميع الأجر
وبالنسبة لي
فهناك آية لطالما جعلتها نصب عيني
وهي قوله
( يا أيها الإنسان ماغرك بربك الكريم)

عاشق الخير
09-08-11, 03:09 am
وهنا
تفسير سورة الصافات (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1571&idto=1594&lang=&bk_no=49&ID=1609) » تفسير قوله تعالى " سبحان ربك رب العزة عما يصفون "
سبحان ربك رب العزة عما يصفون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1594#docu)( 180 ) وسلام على المرسلين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1594#docu)( 181 ) والحمد لله رب العالمين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1594#docu)( 182 ) )

ينزه تعالى نفسه الكريمة ويقدسها ويبرئها عما يقوله الظالمون المكذبون المعتدون - تعالى وتقدس عن قولهم علوا كبيرا - ولهذا قال : ( سبحان ربك رب العزة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1594#docu)) ، أي : ذي العزة التي لا ترام ، ( عما يصفون ) أي : عن قول هؤلاء المعتدين المفترين .

عاشق الخير
09-08-11, 03:12 am
وجدت قولين ..
ج4 : يشرع التأمين على الدعاء في القنوت ، وعند الثناء على الله سبحانه يكفيه السكوت وإن قال سبحانك أو سبحانه فلا بأس ، ويرفع يديه في دعاء القنوت وتكبيرات الجنازة والعيدين ، لأنه قد ورد ما يدل على ذلك .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
برئاسة ابن باز رحمه الله تعالى
ويقول الشيخ صالح المغامسي حفظه الله
الامام إذا أثنى على الله في دعاء القنوت فإن المشروع في حق المأموم أن يؤمن , لأن هذا الثناء دعاء , وحق الدعاء التأمين أما قول يالله أو سبحانك فلا أعلم ما يدل عليه في مثل هذا الموضع وإنما يقوله بعض العوام اجتهاداً منهم . انتهى

oldman
09-08-11, 05:42 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/su896603.jpg (http://www.u06p.com/up/)...http://www.u06p.com/up/upfiles/rze96604.jpg (http://www.u06p.com/up/)

حرم الله وجوهكم عن النار ووالديكم http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif

http://www.u06p.com/up/upfiles/tml21271.jpg

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
في اختلاف نظرة المرأة ونظرة الرجل
قوله تعالى عن النسوة :
http://www.u06p.com/up/upfiles/t4m96603.jpg (http://www.u06p.com/up/)
وقول الملك ليوسف عليه الصلاة والسلام :
http://www.u06p.com/up/upfiles/mg696602.jpg (http://www.u06p.com/up/)
فيه أن النساء يروقهن حسن المظهر
وأما الرجال فيروقهم جمال المنطق والمخبر وتلك من طبيعة التي خلقها الله تعالى في النفوس.
د.محمد الحمد
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

عاشق الخير
09-08-11, 08:47 pm
ضرب الله مثلا لمن أعرض عن آياته وانغمس في الدنيا بقوله{..فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث}
قال ابن قتيبة:"كل شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء أو عطش إلا الكلب؛ فإنه يلهث في حال الراحة وحال المرض وحال الصحة وحال الري وحال العطش"

جزيرة
10-08-11, 02:47 am
قال الله تعالى :::::::::

وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً(27)يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً(28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً(29)}.
سورة الفرقان



يوم يندم ويتحسر الظالم على نفسه لما فرَّط في جنب الله، وعضُّ اليدين كنايةٌ عن الندم والحسرة،

oldman
12-08-11, 04:04 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/rze96604.jpg... http://www.u06p.com/up/upfiles/hld47497.jpg (http://www.u06p.com/up/)

حرم الله وجوهكم عن النار ووالديكم http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif

http://www.u06p.com/up/upfiles/qhl48426.jpg (http://www.u06p.com/up/)

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

قول الله جل وعلا

http://www.u06p.com/up/upfiles/rln47497.jpg (http://www.u06p.com/up/)

أيها القلب الحزين:
إياك أن تنسى العليَّ ،كن مثل كليم الرحمن ،
خرج خائفاً سافر راجلاً أخضر جوعاً، فنادى منكسراً:
{رَبِّ}،فحذف ياء النداء {إِنِّي} لتأكيد المسكنة ،ولميقل أنا { لِمَا } لأيّ شيء { أَنزلْتَ إِلَيَّ }
بصيغة الماضي لشدَّة يقينِه بالإجابة، فكأنَّها تحقَّقت،{ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }
فكان جزاءُ هذا الإنكسار التام : أهلاً ومالاً ،ونبوة وحفظاً.
د.عصام العويد

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
وقوله:
{ ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }
قال ابن عباس: سار موسى من مصر إلى مدين، ليس له طعام إلا البقل وورق الشجر،
وكان حافيًا فما وصل مَدْيَن حتى سقطت نعل قدمه، وجلس في الظل وهو صفوة الله من خلقه،
وإن بطنه لاصق بظهره من الجوع، وإن خضرة البقل لتُرى من داخل جوفه وإنه لمحتاج إلى شق تمرة.
ابن كثير

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
{ فَقَالَ } في تلك الحالة، مسترزقا ربه { رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }
أي: إني مفتقر للخير الذي تسوقه إليَّ وتيسره لي. وهذا سؤال منه بحاله،
والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال، فلم يزل في هذه الحالة داعيا ربه متملقا.

*******
وأما المرأتان، فذهبتا إلى أبيهما، وأخبرتاه بما جرى.
فأرسل أبوهما إحداهما إلى موسى، فجاءته { تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ } وهذا يدل على كرم عنصرها، وخلقها الحسن، فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة، وخصوصا في النساء.
ويدل على أن موسى عليه السلام، لم يكن فيما فعله من السقي بمنزلة الأجير والخادم الذي لا يستحى منه عادة، وإنما هو عزيز النفس، رأت من حسن خلقه ومكارم أخلاقه، ما أوجب لها الحياء منه، فـ { قَالَتْ } له: { إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } أي: لا لِيمُنَّ عليك، بل أنت الذي ابتدأتنا بالإحسان، وإنما قصده أن يكافئك على إحسانك، فأجابها موسى.
الشيخ السعدي
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
السلفع
فرجعت المرأتان إلى أبيهما فحدثتاه ، وتولى موسى عليه السلام إلى الظل { فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير } قال : { فجاءته إحداهما تمشي على استحياء } واضعة ثوبها على وجهه ليست بسلفع من الناس خراجة ولاجة { قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا } فقام معها موسى عليه السلام فقال لها : امشي خلفي وانعتي لي الطريق ، فإني أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف جسدك . فلما انتهى إلى أبيها قص عليه فقالت احداهما { يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين } قال : يا بنية ما علمك بأمانته وقوته؟ قالت : أما قوّته : فرفعه الحجر ولا يطيقه إلا عشرة رجال ، وأما أمانته ، فقال : امشي خلفي وانعتي لي الطريق ، فإني أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف لي جسدك .
الدر المنثور
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
السلفع
{ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ }
أي: مشي الحرائر، كما روي عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، أنه قال: كانت مستتَرة بكم درْعها.
وقال ابن أبي حاتم:
عن عمر بن ميمون قال: قال عمر رضي الله عنه: جاءت تمشي على استحياء، قائلة بثوبها على وجهها، ليست بسلفع خَرَّاجة ولاجة. [هذا إسناد صحيح].
قال الجوهري:
السلفع من الرجال: الجسور، ومن النساء: الجريئة السليطة، ومن النوق: الشديدة.
تفسير ابن كثير
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

رايق دايم
12-08-11, 11:21 pm
آيه دائما تهز كياني ويقشعر جسمي خوفا من هذا المصير :
قال تعالى (وإن منكم إلا واردها كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) .
اللهم سلم سلم جميع البشر سيردون إلى النار ويرونها رأي العين فالذين اتقوا وآمنوا ولم يعصوا الله ينجيهم الله بسبب طاعتهم له وأما العاصين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يدخلون النار ويعذبون فيها وهم العصاة الذين ماتوا ولم يتوبوا ولكنهم غير خالدين فيها .

عاشق الخير
12-08-11, 11:29 pm
للتصحيح اخي الفاضل
قال تعالى ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا )

oldman
15-08-11, 02:51 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/vvi60861.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/rze96604.jpg
حرم الله وجوهكم عن النار ووالديكم http://vb.eqla3.com/images/smilies/rolleyes.gif
http://www.u06p.com/up/upfiles/qhl48426.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
سورة الأحزاب
من تدبر سورة الأحزاب وجد طائفة من صفات مرضى القلوب
والتي تبرز عند ضعف المسلمين وقدوم الأحزاب عليهم فمنها:
التكذيب :(وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) (12).
التخذيل : ( وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ )(13).
البخل: (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ )
الخوف: (تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ )
اتهام المسلمين بأنهم سبب المشكلة: (سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ)(19).
د/.عبدالله الفوزان

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg (http://www.u06p.com/up/)

oldman
15-08-11, 04:28 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

لما ذكر الله تعالى آيات الحجاب في سورة الأحزاب في قوله تعالى:
( ..يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ .. )الحزاب 59
أعقبها بقوله : (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ ..)60
وهكذا تجد آيات الحجاب مصاحبة لآيات التحذير من المنافقين ومرضى القلوب،
وقد تعدَّد هذا في سورة الأحزاب، وسورة النور، والواقع شاهد بذلك .

باسل الرشود
ليدبروا آياته



http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

ندى المطيري
16-08-11, 04:53 am
( ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻏﺮﻙ ﺑﺮﺑﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ )
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ
ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻏﺮﻙ ﺑﻲ ﻟﻘﻠﺖ ﺳﺘﻮﺭﻙ ﺍﻟﻤﺮﺧﺎﺓ
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ
ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻏﺮﻙ ﺑﺮﺑﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻟﻘﻠﺖ ﻏﺮﻧﻲ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻹ‌ﺷﺎﺭﺓ
ﺇﻧﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﺮﺑﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ
ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻘﻨﻪ ﺍﻹ‌ﺟﺎﺑﺔ
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﻴﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﻄﺎﺋﻞ
ﻷ‌ﻧﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻟﻴﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ‌ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺎﻷ‌ﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ

oldman
16-08-11, 05:16 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/su896603.jpg

حرم الله وجهك عن النار ووالديك واحسن الله إليك واعزك بعزه http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif

http://www.u06p.com/up/upfiles/qac56776.jpg (http://www.u06p.com/up/)

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
قول الله عز وجل
http://www.u06p.com/up/upfiles/xbc56776.jpg (http://www.u06p.com/up/)

قوله { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ }
إخبار أنه تعالى هو الرزاق، القابض الباسط، المتصرف في خلقه بما يشاء، فيغني من يشاء، ويفقر من يشاء،
بما له في ذلك من الحكمة؛
ولهذا قال:
{ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا }
خبير بصير بمن يستحق الغنى ومن يستحق الفقر كما جاء في الحديث:
"إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغنيته لأفسدت عليه دينه، وإن من عبادي لمن لا يصلحه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه".
وقد يكون الغنى في حق بعض الناس استدراجًا، والفقر عقوبة عياذًا بالله من هذا وهذا.
تفسير ابن كثير

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

ندى المطيري
16-08-11, 06:34 am
بل الشكر والدعوات بالخير لك أيها الفاضل ^_^

oldman
16-08-11, 07:37 am
الله يوفقك دنيا وآخرهhttp://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
جزاك الله خير
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
قوله تعالى :
http://www.u06p.com/up/upfiles/ddo64901.jpg (http://www.u06p.com/up/)
فالتهليل والتسبيح يجليان الغموم، وينجيان من
الكرب والمصائب، فحقيق على مَن آمن بكتاب الله أن يجعلها ملجأً في شدائده ومطيَّةً
في رخائة ثقةً بما وعد الله المؤمنين من إلحاقهم بذي النون في ذلك حيث يقول:
http://www.u06p.com/up/upfiles/lxl64901.jpg (http://www.u06p.com/up/)

(نكت القرآن الدالة على أنواع العلوم والبيان)
لـ محمد بن علي أبي الحسن الكَرَجِي القصّاب -رحمه الله
التعريف بكتاب (نكت القرآن..) والتعريف بالإمام (القصاب) (http://www.alathary.net/vb2/showpost.php?p=18750&postcount=1)
نكت القرآن للإمام أبي الحسن القصاب (أربعة مجلدات) (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=262439&postcount=11)
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

عاشق ديرتي بريده
16-08-11, 11:21 pm
ايتين يجب ان يتوقف عندها اي شخص يقراء القران

الأولى واكثر الناس يحفظونها عندما يتكلمون عن البدو وهي

الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

اتمنى ان تكملوا الايات لكي تنصفوا بالحكم

الأيه الثانيه

وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

للتذكير فقط وجزاء اخوي سلمان خير الجزاء ورزقه من واسع فضله

حطلي ذيك اللي به اسمي

oldman
17-08-11, 06:36 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/dgb92376.jpg
حرم الله وجهك واشقاءك ووالديك وكل من يعز عليك عن النار
الله يوفقك وينولك ماتتمناه ويجعله خير عليك
أعزك الله بعزه وكفاك شر كل من فيه شر
http://www.u06p.com/up/upfiles/qac56776.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

شهدت عدداً من الكتاب لازالت خصومتهم مع المتدينيين تتمادى بهم، تورَّطوا بمقالات محادَّة للوحي،
كل ذلك بدافع النكاية بالمتدينين وإغاضتهم فقط، وكنت أظنُّها صرعة جديدة حتى قرأت قوله تعالى :
{إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109)
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110)} المؤمنون.
ابراهيم السكران

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/xj947055.jpg (http://www.u06p.com/up/)

oldman
17-08-11, 06:59 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
قوله تعالى :
{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ
وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)}
النور
نهى الله عن التهاون في أقامة العقوبات عموماً، والفواحش خصوصاً؛
لأن مبناها على المحبة والشهوة،فيزيّن الشيطان انعطاف القلوب على أهلها،
حتى يدخل كثير من الناس في الدياثة وقلة الغيرة،
وربما ظن أنَّ هذا رحمة ولين جانب،
وإنما ذلك مهانة وضعف إيمان وإعانة على الإثم والعدوان، وترك للتناهي عن الفحشاء والمنكر.
ابن تيمية الفتاوى

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/xj947055.jpg

نبض قلب
17-08-11, 09:05 pm
الله يجزاك جنة الفردوس اخي سلمان 0

oldman
20-08-11, 01:26 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/yzr87582.jpg (http://www.u06p.com/up/)

حرم الله وجهك عن النار ووالديك واحسن إليك واعزك بعزهhttp://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
http://www.u06p.com/up/upfiles/qac56776.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

في سورة الكهف قال الخضر في خرق السفينة : (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا )
وفي قتل اغلام : (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا ) وفي بناء الجدار: ( فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا )
فلماذا غيّر في نسبة الأفعال في كل واحدة ؟
لما كان في عيب السفينة قال: (فَأَرَدْتُ)، فأضاف إرادة العيب لنفسه لا إلى الله تأدُّباً معه،ولأنَّ نفس العيب مفسدة
ولما قتل الغلام قال : (فَأَرَدْنَا) بلفظ الجمع، تنبيهاً على أنَّ القتل كان منه بأمر الله حكمة مستقبليَّة،ولأنه مصلحةٌ مشوبةٌ بمفسدة،
ولما ذكر السعي في مصلحة اليتيمين قال: (فَأَرَادَ رَبُّكَ)، فنسب النعمة لله لأنها منه،ولأنها مصلحة خالصة.

تفسير الخازن
( لباب التأويل في معاني التنزيل )
كتاب بمثابة تهذيب لتفسير الإمام البغوي
المؤلف أبو الحسن علي بن محمد الخازن
لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/t_alkazeen.zip)
http://www.almeshkat.net/vb/images/banners/kz.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
حسبنا الله، سيؤتينا الله من فضله، انا الى الله راغبون.
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

oldman
22-08-11, 08:08 am
قال تعالى:
(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)مربم
أمر الله مريم عليها السلام(المرأة الضعيفة النفساء )بهزَّ جذع النخلة التي تثقل الرجال،والله قادر أن يكرمها برزق ليعلم اناس أهمية بذل السبب:
ألم تر أن الله قال لمريم ... وهزي إليك الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزه ... جنته ولكن كل شيء له سبب.

مسألة
أخذ بعض العلماء من قوله: تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ...} أن السعي والتسبب في تحصيل الرزق أمر مأمور به شرعا وأنه لا ينافي التوكل على الله جل وعلا. وهذا أمر كالمعلوم من الدين بالضرورة. أن الأخذ بالأسباب في تحصيل المنافع ودفع المضار في الدنيا أمر مأمور به شرعا لا ينافي التوكل على الله بحال؛ لأن المكلف يتعاطى السبب امتثالاً لأمر ربه مع علمه ويقينه أنه لا يقع إلا ما يشاء الله وقوعه. فهو متوكل على الله، عالم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له من خير أو شر. ولو شاء الله تخلف تأثير الأسباب عن مسبباتها لتخلف.
ومن أصرح الأدلة في ذلك قوله تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ...} فطبيعة الإحراق في النار معنى واحد لا يتجَّزأ إلى معان مختلفة، ومع هذا أحرقت الحطب فصار رماداً من حرها في الوقت الذي هي كائنة برداً وسلاماً على إبراهيم. فدل ذلك دلالة قاطعة على أن التأثير حقيقة إنما هو بمشيئة خالق السموات والأرض، وأنه يسبب ما شاء من المسببات على ما شاء من الأسباب، وأنه لا تأثير لشيء من ذلك إلا بمشيئته جل وعلا.

ومن أوضح الأدلة في ذلك: أنه ربما جعل الشيء سبباً لشيء آخر مع أنه مناف له: كجعله ضرب ميت بني إسرائيل ببعض من بقرة مذبوحة سبباً لحياته، وضربه بقطعة ميتة من بقرة ميتة مناف لحياته. إذ لا تكسب الحياة من ضرب بميت؟ وذلك يوضح أنه جل وعلا يسبب ما شاء من المسببات على ما شاء من الأسباب، ولا يقع تأثير البتة إلا بمشيئته جل وعلا.
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
وقد أخذ بعض العلماء من هذه الآية أن خير ما تطعمه النفساء الرطب، قالوا:
لو كان شيء أحسن للنفساء من الرطب لأطعمه الله مريم وقت نفاسها بعيسى.

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال بعض العلماء:
إن جذع النخلة الذي أمرها أن تهز به كان جزعاً يابساً؛ فلما هزته جعله الله نخلة ذات رطب جني. وقال بعض العلماء: كان الجذع جذع نخلة نابتة إلا أنها غير مثمرة، فلما هزته أنبت الله فيه الثمر وجعله رطباً جنياً. وقال بعض العلماء: كانت النخلة مثمرة، وقد أمرها الله بهزها ليتساقط لها الرطب الذي كان موجوداً. والذي يفهم من سياق القرآن: أن الله أنبت لها ذلك الرطب على سبيل خرق العادة، وأجرى لها ذلك النهر على سبيل خرق العادة. ولم يكن الرطب والنهر موجودين قبل ذلك، سواء قلنا إن الجذع كان يابساً أو نخلة غير مثمرة، إلا أن الله أنبت فيه الثمر وجعله رطباً جنياً. ووجه دلالة السياق على ذلك أن قوله تعالى: {فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْناً} ، يدل على أن عينها إنما تقر في ذلك الوقت بالأمور الخارقة للعادة؛ لأنها هي التي تبين براءتها مما اتهموها به. فوجود هذه الخوارق من تفجير النهر، وإنبات الرطب، وكلام المولود تطمئن إليه نفسها وتزول به عنها الربية، وبذلك يكون قرة عين لها؛ لأن مجرد الأكل والشرب مع بقاء التهمة التي تمنت بسببها أن تكون قد ماتت من قبل وكانت نسياً منسياً لم يكن قرة لعينها في ذلك الوقت كما هو ظاهر. وخرق الله لها العادة بتفجير الماء، وإنبات الرطب، وكلام المولود لا غرابة فيه. وقد نص الله جل وعلا في «آل عمران» على خرقه لها العادة في قوله: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
قال العلماء: كان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف. وإجراء النهر وإنبات الرطب ليس أغرب من هذا المذكور في سورة «آل عمران».

أضواء البيان

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

oldman
23-08-11, 01:13 am
قال ابن مسعود:
مافي القرآن آية أعظم فرجاً من آية في سورة الغرف_ أي الزمر _
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
يقول أحدُهم : كلّما ضاقت بي الدنيا صلّيت وقرأت هذه الآية، فاتسع كلُّ ضيق، وانفرج كل مضيق .
الإتقان في علوم القرآن

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
ليلة 23 من رمضان والعشر الأواخر
وهي من الليالي التي يرجى فيها ليلة القدر
اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني.

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

oldman
24-08-11, 10:21 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

قوله تعالى:
{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} 28الانعام .
هذه الآية الكريمة تدل على أن الله جل وعلا الذي أحاط علمه بكل موجود ومعدوم،
يعلم المعدوم الذي سبق في الأزل أنه لا يكون لو وجد كيف يكون.
لأنه يعلم أن رد الكفار يوم القيامة إلى الدنيا مرة أخرى لا يكون،
ويعلم هذا الرد الذي لا يكون لو وقع كيف يكون
كما صرح به بقوله تعالى:
{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}
وهذا المعنى جاء مصرحاً به في آيات أخر.
فمن ذلك أنه تعالى سبق في علمه أن المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك،
لا يخرجون إليها معه صلى الله عليه وسلم
والله ثبطهم عنها لحكمة. كما صرح به في قوله سبحانه وتعالى :
{وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ}
وهو يعلم هذا الخروج الذي لا يكون لو وقع كيف يكون.
كما صرح به تعالى في قوله :
{لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً}
ومن الآيات الدالة على المعنى المذكور قوله تعالى:
{وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} .

أضواء البيان
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
24-08-11, 10:54 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg


قوله تعالى:
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ...} 33الانعام
صرح تعالى في هذه الآية الكريمة، بأنه يعلم أن رسوله صلى الله عليه وسلم
يحزنه ما يقوله الكفار من تكذيبه صلى الله عليه وسلم،
وقد نهاه تعالى عن هذا الحزن المفرط في مواضع أخر
كقوله: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ}
وقوله: {فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
وقوله: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً}
وقوله: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}
والباخع: هو المهلك نفسه، ومنه قول غيلان بن عقبة:[الطويل]
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه ... لشيء نحته عن يديه المقادر
وقوله: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ} ،
في الآيتين يراد به النهي عن ذلك، ونظيره:
{فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ}
لا تهلك نفسك حزناً عليهم في الأول، ولا تترك بعض ما يوحى إليك في الثاني.

أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ)


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

تسلية للرسول وتثبيت ولإطمئنان قلبه عليه الصلاة والسلام
يقول الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم :
{ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ * وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ } 35الانعام.
قد نعلم أن الذي يقول المكذبون فيك يحزنك ويسوءك، ولم نأمرك بما أمرناك به من الصبر إلا لتحصل لك المنازل العالية والأحوال الغالية.
فلا تظن أن قولهم صادر عن اشتباه في أمرك، وشك فيك.
{ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ }
لأنهم يعرفون صدقك، ومدخلك ومخرجك، وجميع أحوالك، حتى إنهم كانوا يسمونه -قبل البعثة- الأمين.
{ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }
فإن تكذيبهم لآيات الله التي جعلها الله على يديك .
{ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا }
فاصبر كما صبروا، تظفر كما ظفروا. { وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ } ما به يثبت فؤادك، ويطمئن به قلبك.
{ وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ }
شق عليك، من حرصك عليهم، ومحبتك لإيمانهم، فابذل وسعك في ذلك، فليس في مقدورك، أن تهدي من لم يرد الله هدايته.
{ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ }
فافعل ذلك، فإنه لا يفيدهم شيئا، وهذا قطع لطمعه في هدايته أشباه هؤلاء المعاندين.
{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى }
ولكن حكمته تعالى، اقتضت أنهم يبقون على الضلال.
{ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ }
الذين لا يعرفون حقائق الأمور، ولا ينزلونها على منازلها.

تفسير السعدي /
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى : 1376هـ)

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

oldman
27-08-11, 06:58 am
قوله تعالى:
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا...)
7غافر .
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
قال خلف بن هاشم:
أتيت سليم بن عيسى لأقرأ عليه، فكنت أقرأ عليه حتّى بلغت يوماً سورة غافر،
فلما بلغتُ قوله تعالى : ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا)
بكى بكاءً شديداً
ثم قال لي: ياخلف إلا ترى ما أعظم حقِّ المؤمن؟!
تُراه نائماً على فراشه والملائكة يستغفرون له.

[ ابن خالكان- وفيات الأعيان(242/2) ]


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

oldman
28-08-11, 08:34 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) }الشورى.
أثر المعاصي في الحرمان من العلم النافع فمعلوم بالنص والواقع كما قال الله سبحانه وتعالى
ولاريب أن حرمان العلم النافع من أعظم المصائب.

ابن باز رحمه الله



http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
29-08-11, 02:16 am
قول الله جل الله:
( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)الاحزاب
تحذير يوجه للأطهار
فيه إشارة للمؤمنة أن لاتثق بنفسها
من الفاحشة فتتعرض لأسبابها
نظر وخلوة واختلاط
الشيخ عبدالعزيز الطريفي
موقع الشيخ بالفيس بوك (http://www.facebook.com/pages/%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D 8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%A9-/165756303455664?sk=wall)

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
04-09-11, 12:43 am
قال الله سبحانه وتعالى:
{ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60) } سورة النور.
حفصة بنت سيرين تنتقب وهي عجوز، فيقال لها: قال الله في القواعد: (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ )
فتقول: أتموا الآية: (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ).
الشيخ عبدالعزيز الطريفي
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
النية تجارة العلماء .. يُستحب أن يجعل الإنسان صيام ستٍ من شوال متوافقاً مع صيام الإثنين والبيض ونحوها، وثبت عن عمر جمع صيام القضاء مع النفل .
ـ يفضل أن يُجعل قضاء رمضان في الأيام الفاضلة كالإثنين والبيض وعشر ذي الحجة ويُرجى له أجر الجميع قال عمر: أيام العشر أحب إلي أن أقضي فيها رمضان .
الشيخ عبد العزيز الطريفي
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

Miss_Autumn
04-09-11, 11:31 am
متصفح غنيّ جداً كما عهدنا منك أخي سلمان، جزاك الله ووالديك الجنة .
..
كنت أقرأ في أحد ليالي رمضان أعاده الله علينا بالخير والعافية ..واستوقفتني آية..لايزال صدى وقعها يتردد في نفسي..
قوله تعالى:
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ [النمل:62]

أصبحت سرعان ما أتذكّرها كلما ضِقتُ همّاً..فأعود للابتهال إليه جل جلاله وأتذكّر إتّكالي عليه..

oldman
06-09-11, 03:00 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/zvy62952.jpg (http://www.u06p.com/up/)
حرم الله وجهك عن النار ووالديك واحسن الله إليك واعزك بعزه http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
http://www.u06p.com/up/upfiles/qac56776.jpg

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg


قوله تعالى:
{قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ}
أمر تعالى في هذه الآية الكريمة بالمبادرة إلى الطاعات كالصلوات والصدقات
من قبل إتيان يوم القيامة الذي هو اليوم الذي لا بيع فيه ولا مخالة بين خليلين فينتفع أحدهما بخلة الآخر،
فلا يمكن أحداً أن تباع له نفسه فيفديها، ولا خليل ينفع خليله يومئذ، وبين هذا المعنى في آيات كثيرة
كقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ}
وقوله: {فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}
وقوله: {وَاتَّقُوا يَوْماً لاتَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} .

والخلال في هذه الآية، قيل: جمع خلة كقلة وقلال، والخلة: المصادقة،
وقيل: هو مصدر خاله على وزن فاعل مخالة وخلالاً، ومعلوم أن فاعل ينقاس مصدرها على المفاعلة والفعال، وهذا هو الظاهر،
ومنه قول امرىء القيس:
صرفت الهوى عنهن من خشية الردى ... ولست بمقلي الخلال ولا قال
أي ليست بمكروه المخالة.

أضواء البيان

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
06-09-11, 04:11 am
قوله تعالى :
{ يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا...(8) }
هذه الصورة البغيضة [مع أنها صورة فريق من المشركين في مكة] إلا أنها تتكرَّر في كلِّ عصر
فكم في الناس من يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يُصرُّ مستكبراً كأن لم يسمعها؟!
لأنها لاتوافق هواه،
ولاتسير مع مألوفه،
ولاتتمشى له مع اتجاه.

سيد قطب


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

أسيل محمد
06-09-11, 09:20 pm
متصفح ثري يجبرنا على المبيت هنا
جعله الله ثقلا في ميزان حسناتك :)

"حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم"
نملة هنا نكرة, لم يقل (النملة),
فهي نملة نكرة حملت همّ أمة فأنقذتها, أليس الخطر الذي يهدد أمتنا
أعظم من الخطر الذي هدد نمل سليمان؟
كم منا من يحس بإحساس النملة, ويسعى منقذاً لأمته؟


،
،
،

(أ.د. ناصر العمر)

أســماء
08-09-11, 02:40 am
قال تعالى (( المال والبنون زينه الحياه الدنيا ))
وقال تعالى (( قال رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقده من لساني يقفهوا قولي

وايات الله عظاام فعلا يستوقفني الكثييير

شكرا مووضوع غايه في الرووعه

oldman
08-09-11, 11:43 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/qwk67398.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/nvp67398.jpg (http://www.u06p.com/up/)

حرم الله وجوهكم عن النار ووالديكم واحسن الله إليكم واعزكم بعزه http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif

http://www.u06p.com/up/upfiles/qhl48426.jpg


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

قال الله عن نفسه سبحانه وتعالى :

{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) }غافر
أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
{ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور }
قال : الرجل يكون في القوم ، فتمر بهم المرأة فيريهم أنه يغض بصره عنها ،
وإذا غفلوا لحظ إليها ، وإذا نظروا غض بصره عنها ، وقد اطلع الله من قلبه أنه ودَّ أنه ينظر إلى عورتها .

جميل ان نردد تلك الآية بيننا وبين انفسنا ونحن في مواقع غض البصر


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

أسيل محمد
09-09-11, 03:23 am
"وقالوا اتخذ الرحمن ولداً. لقد جِئتم شيئاً إدًّا، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً"


فإذا كانت الجبال تنهد غيرة على التوحيد والإيمان,
فكيف بقلب المؤمن الذي يخاف الله ويرجو رحمته, فإنه أولى وأحرى.
،

،

،

(د. محمد المختار الشنقيطي)







"فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقاً"



من ثمرة الإيمان أن أصبح الكهف الضيق الذي لايعد لسكنى:
منشوراً بالرحمة والتهيئة والارتفاق,
فاعلم أن الأمر كله لله, وأن الأمور بحقائقها,
لابما يراه أهل الدنيا منها.

،

،

،

لذلك لنرضى بما قسمه الله لنا ولنقس هذا على جميع امور حياتنا ..

oldman
09-09-11, 03:47 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/qwk67398.jpg
حرم الله وجهك عن النار ووالديك http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
http://www.u06p.com/up/upfiles/qac56776.jpg

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
قال الله سبحانه وتعالى:
{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) }الاعراف
أخرج ابن أبي حاتم عن إسمعيل بن رافع قال :
من الأمن لمكر الله
إقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة .
الدر المنثور
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

أسيل محمد
10-09-11, 01:46 am
يقول ربي وحبيبي وقرة عيني
في البقرَة : " والذين آمنُوا أشدُّ حُبًّا لله "
فكان عاقبةُ هذا الحُبّ أن قال في المائدَة " يُحبُّهُم ويحبُّونَه "
فأتساءل، آآآآلمُحبُّ يعذِّبُ حبيبه؟؟
أَتُراه يعذّب بالنار لسانا يُحدِّثُ عنه



،

،

،



قوله تعالى: "وقيل ياأرض ابلعي ماءك وياسماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين"

أمر فيها ونهى, وأخبر ونادى, ونعت وسمى,

وأهلك وأبقى, وأسعد وأشقى,

وقصّ من الأنباء ما لو شرح مااندرج في هذه الجملة

من بديع اللفظ والبلاغة والإيجاز والبيان لجفت الأقلام.








(السيوطي-الإتقان 3/165)

oldman
10-09-11, 03:43 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/qwk67398.jpg

حرم الله وجهك عن النار ووالديك وكل من يعزُّ عليك
شاكراً لك هذا الحضور والمشاركات لاحرمك الله الاجرhttp://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
http://www.u06p.com/up/upfiles/qac56776.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg


يقول:
كنت واقفاً عند إشارةٍ مروريَّة بجوار الأبراج الشاهقة في منطقة الخليج،
فحدثتني نفسي!؟ :
لو أنَّ هذا البرج بما فيه لك،ماذا أنت صانع؟!
فماهي إلا ثوان معدودة،وقبل أن ينبعث الضوء الأخضر عرضت لي آية في كتاب الله،
هي والله أحبُّ إلى قلبي من ملء الأرض ذهباً وأبراجاً
قال الله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)} غافر

من كتاب ليدبروا آياته(ج2)


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

سحر الورد
11-09-11, 06:01 am
لبسم الله الرحمن الرحيم
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) سورة العنكبوت













الله يكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن

اللهم ثبتنا على دينك











.

رفآت
11-09-11, 08:11 am
أخي الكريم ،
أكسبتنا العلم به وكسبت الأجر ،
أعاننا الله على العمل بما علمنا ،
وجزاك عنا كل خير وبارك في طرحك وعلمك وعملك
تقديري لك ،

oldman
12-09-11, 06:15 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/dgr36561.jpg (http://www.u06p.com/up/)
حرم الله وجهك عن النار ووالديك وكل من يعزُّ عليك
أسأل الله لكِ التوفيق أينما رحلتي وحللتي .http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
http://www.u06p.com/up/upfiles/qac56776.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
قال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ...(126)}البقرة.
لنتأمل التلازم الوثيق بين الأمن والرزق وبين الخوف والجوع نجده مطرداً في القرآن
كله مما يؤكد أهمية ووجوب المحافظة على الأمن؛
لما يترتب على ذلك من آثار كبرى في حياة الناس وعباداتهم واستقرارهم البدني والنفسي،
وأي طعم للحياة والعبادة إذا حل الخوف؟
بل تتعثر مشاريع الدين والدنيا،
وتدبر سورة قريش تجد ذلك جلياً.
{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2)
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) }قريش
أ.د. ناصر العمر


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

أسيل محمد
13-09-11, 12:41 am
{ ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ...}

ماأعظم ماتسكبه هذه الآية في قلب المتدبر لها
من طمأنينة ويقين بحكمة الله وعلمه,
وأنه سبحانه لايعجل لعجلة عباده,
وأن من وراء مايحصل حِكَماً بالغة,
تتقاصر دونها عقول البشر وأفهامهم.




(د. عمر المقبل)

{ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ }

لما احتضر أبو بكر –رضي الله عنه- تمثلت عائشة –رضي الله عنها-
ببيتٍ من الشِّعر..!
فكشف أبو بكر عن وجهه,
وقال: ليس كذا, ولكن قولي: "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد"
إنها لعبرة: في سكرات الموت لايتحدث الإنسان إلا بما امتلأ به قلبه,
فتفقد قلبك ياعبدالله.




(الإمام أحمد-الزهد 109)

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }





"إنما المؤمنون إخوة" قال محمد بن مناذر:
كنت أمشي مع الخليل بن أحمد,
فانقطع نعلي, فمشيت حافياً,
فخلع نعليه وحملها يمشي معي,
فقلت له: ماذا تصنع؟ فقال: أواسيك في الحفاء.




(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/242)

أسيل محمد
15-09-11, 04:55 am
قسمات وجوه الطلاب بعد تسليم ورقة الإجابة

تشعرك بما تكنه صدورهم, وهو شيء مؤقت..

فما ظنك بالوجوه حين تؤخذ الكتب –يوم القيامة- باليمين والشمال؟

إما وجوه { مسفرة. ضاحكة مستبشرة } أو { عليها غبرة. ترهقها قترة}

ومابعد ذلك: نعيم لاينفد, أو عذاب مؤبد,









فهل من معتبر؟

oldman
24-09-11, 10:11 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/qwk67398.jpg
حرم الله وجهك عن النار ووالديك وكل من يعزُّ عليك http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
http://www.u06p.com/up/upfiles/qac56776.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
قال الله تعالى:
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) } الفرقان.
تأمَّل مافي هذه الآية من سُنة المدافعة
نعم أدع الناس
ولكن لا تتصور أنَّ الدنيا ستستقيم بدعوتك
فوالله لو أقام صالح في رأس جبل لقيّض الله له من يعاديه في رأس الجبل .
[د.عائض القرني]
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

أسيل محمد
26-09-11, 09:42 am
{ فَقَالَ رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير } .القصص أية 24




أيها القلب الحزين:

إياك أن تنسى العلي, كن مثل كليم الرحمن,موسى عليه السلام ، خرج خائفاً, سافراً راجلاً, اخضر جوعاً, فنادى منكسراً:
"رب" فحذف ياء النداء, "إني" لتأكيد المسكنة, ولم يقل: أنا, "لِمَا" لأي شيء, "أنزلت إلي"
بصيغة الماضي لشدة يقينه بالإجابة,
فكأنها تحققت, "من خير فقير", فكان جزاء هذا الانكسار التام:
أهلاً ومالاً, ونبوة وحفظاً.




(د. عصام العويد)





اللهم أغنني بك عمن سواك

oldman
27-09-11, 06:58 pm
{إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77)}الواقعه
وصف القرآن بأنه كريم في قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) }فيه ميزة وهي :
أن الكلام إذا قرىء وتردد كثيراً يهون في الأعين والآذان
ولهذا ترى من قال شيئاً في مجلس الملوك لايذكره ثانياً ولايكرره
فقوله تعالى: { كَرِيمٌ } أي:
لايهون بكثرة التلاوة بل يبقى أبد الدهر كالكلام الغض والحديث الطري.

الرازي/ مفاتيح الغيب 166/29
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

أسيل محمد
30-09-11, 11:51 pm
{ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }



إنها قاعدة مطردة في بيان مصير أي نوع من العلاقات,

فتخيروا كيف تكون النهاية؟! فتشوا في زملائكم, وفيمن ينشيء العلاقة أثناء الفسح,

ونهاية الدوام, واختر اليوم صديقاً لايعاديك يوم القيامة,

وتذكر أن صحبة التقوى ثمارها تمتد إلى عالم الآخرة,

ألا ماأجمل التقوى حين تزين علاقاتنا, بل حياتنا كلها.





(د. عمر المقبل)

oldman
06-10-11, 12:53 pm
قال الله تعالى :
{ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال : دعاني معاوية فقال : بايع لابن أخيك . فقلت : يا معاوية
{ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً } فأسكته عني .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله { نوله ما تولى } من آلهة الباطل .
وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك
قال : كان عمر بن عبد العزيز يقول :
سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سنناً ، الأخذ بها تصديق لكتاب الله ، واستكمال لطاعة الله ، وقوّة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ، ولا النظر فيما خالفها ، من اقتدى بها مهتد ، ومن استنصر بها منصور ، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى ، وصلاه جهنم وساءت مصيراً .
وأخرج الترمذي والبيهقي في الأسماء والصفات
عن ابن عمر قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبداً ، ويد الله على الجماعة ، فمن شذ شذَّ في النار » .
وأخرج الترمذي والبيهقي عن ابن عباس
« أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يجمع الله أمتي . أو قال : هذه الأمة على الضلالة أبدًا ، ويد الله على الجماعة » .

قال أبو جعفر: (....نولّه ما تولّى يقول: نجعل ناصره ما استنصره واستعان به ...)


قال الله تعالى :
{ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) } النساء

الدر المنثور في التأويل بالمأثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ)



http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

أسيل محمد
13-10-11, 02:05 am
.
.
.
.




(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ }

أي: لم تقولون الخير وتحثون عليه،
وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه،
وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه،
وأنتم متلوثون به ومتصفون به.
فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة؟
أم من أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل؟
ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة،
وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه،
قال تعالى: { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ }
وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه: { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه } .


تفسير السعدي



والآية تذكرني بهذا الحديث :

يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار ،
فتندلق أقتابه في النار ،
فيدور كما يدور الحمار برحاه ،
فيجتمع أهل النار عليه فيقولون : أي فلانا ما شأنك ؟
أليس كنت تأمرننا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟
قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه .

oldman
13-10-11, 03:27 am
قال الله تعالى :

{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) } الفرقان
من إكرام النفس عدم الإنصات للأذى والرد عليه
كما أنه من إكرام القدم رفعها عن الأذى في طريقها .
الشيخ/ عبدالعزيز الطريفي

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
15-10-11, 12:47 am
قال الله تعالى:
{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) }يس
أخرج عبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات
عن أبي ذر قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال :
« يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ، فذلك قوله
{ والشمس تجري لمستقرٍ لها } قال : مستقرها تحت العرش » .
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن أبي ذر قال : دخلت المسجد حين غابت الشمس ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ، فقال « يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها ، فتستأذن في الرجوع ، فيأذن لها وكأنها قيل لها اطلعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها » ، ثم قرأ « وذلك مستقرٍ لها » قال : وذلك قراءة عبد الله .
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن عبد الله بن عمر في الآية قال { مستقرٍ لها } أن تطلع فتردها ذنوب بني آدم ، فإذا غربت سلمت ، وسجدت ، واستأذنت ، فيؤذن لها حتى إذا غربت سلمت ، فلا يؤذن لها فتقول : إن السير بعيد ، وإني لم يؤذن لي لا أبلغ ، فتحبس ما شاء الله أن تحبس ، ثم يقال اطلعي من حيث غربت . قال : فمن يومئذٍ إلى يوم القيامة { لا ينفع نفساً إيمانها } [ الأنعام : 158 ] .
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة
عن ابن عمرو قال : لو أن الشمس تجري مجرى واحداً من أهل الأرض فيخشى منها ، ولكنها تحلق في الصيف ، وتعترض في الشتاء ، فلو أنها طلعت مطلعها في الشتاء في الصيف ، لأنضجهم الحر . ولو أنها طلعت في الصيف لقطعهم البرد .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
عن أبي راشد رضي الله عنه في قوله { والشمس تجري لمستقر لها } قال : موضع سجودها .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف
عن قتادة رضي الله عنه في قوله { والشمس تجري لمستقر لها } قال : لوقتها ولأجلٍ لا تعدوه .
ـــــــــــــــــ
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ)



http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
17-10-11, 12:50 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
17-10-11, 12:52 am
قال الله تعالى:
{ وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37)}يس
على نفوذ مشيئة اللّه، وكمال قدرته، وإحيائه الموتى بعد موتهم
{ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ }
نزيل الضياء العظيم الذي طبق الأرض، فنبدله بالظلمة، ونحلها محله
{ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ }
وكذلك نزيل هذه الظلمة، التي عمتهم وشملتهم
فتطلع الشمس، فتضيء الأقطار، وينتشر الخلق لمعاشهم ومصالحهم
أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله { وآية لهم الليل نسلخ منه النهار } قال : يخرج أحدهما من الآخر .
وعن قتادة في قوله { وآية لهم الليل نسلخ منه النهار } قال :
كقوله { يولج الليل في النهار ، ويولج النهار في الليل } [ الحج : 61 ] .

ـــــــــــــــــ
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ)



http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

مليار
17-10-11, 01:15 am
قال تعالى

{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِين َ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا

اتوقف عندها كثيييرا ..

أميره في كلمتي
17-10-11, 01:43 am
جزاك الف خيرر

oldman
17-10-11, 03:02 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/1zd48546.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/jw048546.jpg (http://www.u06p.com/up/)
حرم الله وجوهكم عن النار ووالديكم وكل من يعزُّ عليكم http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif
http://www.u06p.com/up/upfiles/qhl48426.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

قال الله تعالى:
{وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ...(52) }الشورى
أعظم خصائص القرآن أنه نور
لأنه من عندالله جل في علاهـ فهو سبحانه وتعالى الذي تكلم به وأوحاهـ، وفصل آياته وأحكم بيناته:
(وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) الشورى
ومحمد صلى الله عليه وسلم نور ؛لأن الله بعثه ووهبه من نوره وهداه بهداه
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) الاحزاب
وبقدر اهتداء العبد ومتابعته وصدقه في طاعته يمنحه ربه نوراً من نوره يبقى معه حتى يصل به إلى جنات النعيم .
والمؤمنون لماصدقوا في العمل بالكتاب واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الله نورهم يسعى بين أيديهم جزاءً وفاقاً
ولماأعرض من أعرض من أعداء الله حرمهم الله ذلك النور فبقوا في الظلمات فما لهم من نور،فنور الفطرة مع نور الهداية، ونورالكتاب مع نور الرسول، ونورالبصيرة مع نور الحجه
(نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ...(35)النور
(وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)النور

(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) النور.


الشيخ/د.عائض القرني
إشراقات


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

أسيل محمد
17-10-11, 11:57 pm
.
.
.
.


"وَرَ‌ٰوَدَتْهُ ٱلَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِۦ
وَغَلَّقَتِ ٱلْأَبْوَ‌ٰبَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ ۖ
إِنَّهُۥ رَبِّىٓ أَحْسَنَ مَثْوَاىَ ۖ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ﴿23﴾"


.
.
.


"قال معاذ الله"
في إظهار قول يوسف عناية بإبراز ماتفوّه به في تلك اللحظة ؛
مقابل ما تفوّهت به, ليتضح الفرق بين لغة الشهوة والخيانة, ولغة العفة والوفاء,
وفي سبق التعوذ إلى لسانه دليل على عظم صلته بربه وقربه منه, وإلا فإنه لايوفق لمثل هذا كل أحد.

نجمة ساطعه
18-10-11, 01:20 am
جزاكم الله خير

oldman
20-10-11, 10:48 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/wrg91887.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/svm91887.jpg (http://www.u06p.com/up/)
حرم الله وجوهكم عن النار ووالديكم وكل من يعزُّ عليكم http://forum.ma3ali.net/images/smilies/smiles1/P2.gif

http://www.u06p.com/up/upfiles/qhl48426.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

قول الله سبحانه وتعالى في آخر سورة التين :
{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ }
أما هو أحكم الحاكمين
الذي لا يجور ولا يظلم أحدًا
ومن عَدْله أن يقيم القيامة فينصف المظلوم في الدنيا ممن ظلمه.
وفي حديث أبي هريرة مرفوعًا: "فإذا قرأ أحدكم { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ }
فأتى على آخرها: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين1.
ـــــــــ
(1) انظر: تفسير الآية الأخيرة من سورة القيامة.
(تفسير ابن كثير)
( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) القيامه.
تفسير القرآن العظيم(تفسير ابن كثير)
المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ)
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
27-10-11, 03:11 pm
قوله تعالى:
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}النساء

أقسم تعالى في هذه الآية الكريمة بنفسه الكريمة المقدسة، أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، ثم ينقاد لما حكم به ظاهرا وباطنا ويسلمه تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة، وبين في آية أخرى أن قول المؤمنين محصور في هذا التسليم الكلي، والانقياد التام ظاهرا وباطنا لما حكم به صلى الله عليه وسلم، وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)} النور

أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ)


***
أقسم الخالق بنفسه مبيناً حال المعرض عن تحكيم شريعته
وأمر الله في القرآن نبيه بتحكيم شرعته في الناس وذكر أن من يعارضه ثلاثة: يهود ونصارى ومنافقون
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)

الشيخ الدكتور/ عبدالعزيز الطريفي


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
29-10-11, 10:22 am
الاية تفسيرها طويل بعض الشيء لكن لمن يقرأه يرى مدى الاستشهاد بالآيات الأخرى من لدن الشيخ ويرى حكمة الله سبحانه وتعالى في خلقه .

أستوقفتني هذه الآية من سورة السجده
قوله تعالى:
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) السجده
وبحثت عن تفسيرها فوجدته من ضمن تفسير آية في سورة الاعراف
{يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} في كتاب أضواء البيان الذي يفسر القرآن بالقرآن والشيخ الشنقيطي تغمدنا الله وأياه ووالدينا بواسع رحمته يبحث عن الآية المتشابهه ويفسرها في أول آية مشابهه لغيرها في القرآن الكريم على ماعتقد.

{يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}،
بين تعالى في هذه الآية الكريمة:
أن الكفار، إذا عاينوا الحقيقة يوم القيامة يقرون بأن الرسل جاءت بالحق، ويتمنون أحد أمرين:
أن يشفع لهم شفعاء فينقذوهم،
أو يردوا إلى الدنيا ليصدقوا الرسل، ويعملوا بما يرضي الله،
ولم يبين هنا هل يشفع لهم أحد؟
وهل يردون؟
وماذا يفعلون لو ردوا؟
وهل اعترافهم ذلك بصدق الرسل ينفعهم؟
ولكنه تعالى بين ذلك كله في مواضع أخر، فبين:
أنهم لا يشفع لهم أحد بقوله: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ} وقوله: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} وقوله: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} مع قوله: {وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} وقوله: {فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}
وبين أنهم لا يردون في مواضع متعددة، كقوله:
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}
فقوله: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ} دليل على أن النار وجبت لهم، فلا يردون، ولا يعذرون،
وقوله:
{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}
فصرح بأنه قطع عذرهم في الدنيا؛ بالإمهال مدة يتذكرون فيها؛ وإنذار الرسل،وهو دليل على عدم ردهم إلى الدنيا مرة أخرى،
وأشار إلى ذلك بقوله:
{أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ}
جواباً لقولهم: {أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ}
وقوله: {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا}
بعد قوله تعالى عنهم:
{فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ}
وقوله: {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ}
بعد قوله:
{وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ}
وقوله هنا: {قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُم} بعد قوله: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ} .
فكل ذلك يدل على عدم الرد إلى الدنيا، وعلى وجوب العذاب، وأنه لا محيص لهم عنه.
وبين في موضع آخر أنهم لو ردوا لعادوا إلى الكفر والطغيان؛
وهو قوله: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}
وفي هذه الآية الكريمة دليل واضح على أنه تعالى يعلم المعدوم الممكن الذي سبق في علمه أنه لا يوجد كيف يكون لو وجد، فهو تعالى يعلم أنهم لا يردون إلى الدنيا مرة أخرى، ويعلم هذا الرد الذي لا يكون لو وقع كيف يكون، كما صرح به في قوله:
{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}
ويعلم أن المتخلفين من المنافقين عن غزوة تبوك لا يحضرونها؛ لأنه هو الذي ثبطهم عنها لحكمة كما بينه بقوله:
{وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ}
وهو يعلم هذا الخروج الذي لا يكون لو وقع كيف يكون، كما صرح به في قوله:
{لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ}
ونظير ذلك قوله تعالى:
{وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} إلى غير ذلك من الآيات.

وبين في مواضع أخر أن اعترافهم هذا بقولهم:
{قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ}
لا ينفعهم كقوله تعالى:
{فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ}
وقوله: {قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} .

التفسير من سورة الاعراف .
الكتاب : أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ)


(وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38)فاطر


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

الفتى السمنسي
29-10-11, 11:00 am
هذه الآية دائما أرددها لأنها الحقيقة التي سنصير عليها .
قال تعالى ( إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ) .
يالله ترحمنا برحمتك ياعظيم فنحن عبيدك بنو عبيدك الطف بحالنا وضعفنا ياجبار السموات والأرض ورحيمهما .

oldman
02-11-11, 05:27 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/87l59671.jpg

حرم الله وجهك عن النار ووالديك واحسن إليك واعزك بعزه

http://www.u06p.com/up/upfiles/qac56776.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg




قول الله تعالى :
{ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ }
وأما إن كان المحتضر من أصحاب اليمين
{ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ }
تبشرهم الملائكة بذلك، تقول لأحدهم:
سلام لك لا بأس عليك أنت إلى سلامة، أنت من أصحاب اليمين.
قال قتادة وابن زيد:
سَلِمَ من عذاب الله، وسَلَّمت عليه ملائكة الله.
كما قال عِكْرِمَة تسلم عليه الملائكة، وتخبره أنه من أصحاب اليمين.

ــــــــــــــــــــ
تفسير القرآن العظيم
المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ)


http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

مليار
05-11-11, 02:03 am
قال سبجانه وتعالى
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ
وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ
رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ )
يخبر تعالى (http://www.al-janh.com/vb/j12511)عن كمال لطفه تعالى بعباده المؤمنين،
وما قيض لأسباب سعادتهم من الأسباب الخارجة عن قدرهم،
من استغفار الملائكة (http://www.al-janh.com/vb/j12511)المقربين لهم، ودعائهم لهم بما فيه
صلاح (http://www.al-janh.com/vb/j12511)دينهم وآخرتهم، وفي ضمن ذلك الإخبار عن شرف
حملة (http://www.al-janh.com/vb/j12511)العرش ومن حوله، وقربهم من ربهم، وكثرة عبادتهم
ونصحهم لعباد الله، لعلمهم أن الله (http://www.al-janh.com/vb/j12511)يحب ذلك منهم

( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ )
أي: عرش الرحمن، الذي (http://www.al-janh.com/vb/j12511)هو سقف المخلوقات وأعظمها
وأوسعها وأحسنها، وأقربها من الله تعالى، الذي وسع
الأرض (http://www.al-janh.com/vb/j12511)والسماوات والكرسي، وهؤلاء الملائكة، قد وكلهم
الله تعالى بحمل عرشه العظيم، فلا شك أنهم من أكبر (http://www.al-janh.com/vb/j12511)
الملائكة وأعظمهم وأقواهم، واختيار الله لهم لحمل عرشه،
وتقديمهم في الذكر، وقربهم منه، يدل على أنهم أفضل (http://www.al-janh.com/vb/j12511)
أجناس الملائكة عليهم (http://www.al-janh.com/vb/j12511)السلام،
قال تعالى: (http://www.al-janh.com/vb/j12511)وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ

( وَمَنْ حَوْلَهُ )
من الملائكة المقربين في المنزلة والفضيلة
( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ )
هذا مدح لهم بكثرة عبادتهم للّه تعالى، وخصوصًا
التسبيح والتحميد، وسائر العبادات تدخل في تسبيح الله
وتحميده، لأنها تنزيه (http://www.al-janh.com/vb/j12511)له عن كون العبد يصرفها لغيره،
وحمد له تعالى، بل الحمد هو العبادة للّه تعالى،
وأما قول العبد: "سبحان الله وبحمده"فهو داخل (http://www.al-janh.com/vb/j12511)في ذلك
وهو من جملة العبادات.

( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا )
وهذا من جملة فوائد (http://www.al-janh.com/vb/j12511)الإيمان وفضائله الكثيرة جدًا،
أن الملائكة الذين (http://www.al-janh.com/vb/j12511)لا ذنوب (http://www.al-janh.com/vb/j12511)عليهم يستغفرون
لأهل الإيمان، فالمؤمن بإيمانه تسبب (http://www.al-janh.com/vb/j12511)لهذا (http://www.al-janh.com/vb/j12511)الفضل العظيم.
ثم ولما كانت (http://www.al-janh.com/vb/j12511)المغفرة (http://www.al-janh.com/vb/j12511)لها لوازم لا تتم إلا بها -غير ما يتبادر
إلى كثير من الأذهان، أن سؤالها وطلبها غايته مجرد
مغفرة الذنوب- ذكر تعالى صفة دعائهم لهم بالمغفرة،
بذكر ما لا تتم إلا به

( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا)
فعلمك قد أحاط بكل شيء، لا يخفى عليك خافية، ولا يعزب
عن علمك مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء،
ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، ورحمتك وسعت كل شيء،
فالكون علويه وسفليه قد امتلأ برحمة الله تعالى ووسعتهم،
ووصل إلى ما وصل إليه خلقه
( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا )
من الشرك والمعاصي
( وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ )
باتباع رسلك، بتوحيدك وطاعتك
( وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ )
أي: قهم العذاب نفسه، وقهم أسباب (http://www.al-janh.com/vb/j12511)العذاب


تفسير (http://www.al-janh.com/vb/j12511)السعدي سورة غافر

حنيني للجنة
10-11-11, 01:47 am
قوله تعالى : { واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=508&idto=508&bk_no=64&ID=378#docu)} .
أمر تعالى الناس في هذه الآية الكريمة أن يعلموا : أن أموالهم وأولادهم فتنة
يختبرون بها ، هل يكون المال والولد سببا للوقوع فيما لا يرضي الله ؟ وزاد في
موضع آخر أن الأزواج فتنة أيضا ، كالمال والولد ، فأمر الإنسان بالحذر منهم أن
يوقعوه فيما لا يرضي الله ، ثم أمره إن اطلع على ما يكره من أولئك الأعداء الذين
هم أقرب الناس له وأخصهم به وهم الأولاد والأزواج - أن يعفو عنهم ويصفح
ولا يؤاخذهم فيحذر منهم أولا ويصفح عنهم إن وقع منهم بعض الشيء .

بارك الله فيك

جججود
10-11-11, 05:12 am
#c4ff00
اللــهـ يــووفــقــكــ دنيا واخرره ي اخ سلمان

مليار
11-11-11, 02:54 pm
قال تبارك وتعالى:

(( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ))
[الضحى:5]

جاء في بعض النصوص أن الله وعد نبيه - صلى الله عليه وسلم -أنه ــ أمته ومن ذلك أنه يأذن له بالشفاعة فيشفع لهم في دخول الجنة ويشفع في كثير منهم دخل النار أن يخرج منها وهذا مما أعطاه الله عليه الصلاة والسلام وهكذا الشفاعة في أهل الموقف حتى يقضى بينهم كل هذا مما أخصه الله به، الشفاعة في أهل الموقف والشفاعة في أهل الجنة حتى يدخلوها وأعطاه الله أيضاً الشفاعة في العصاة الذين دخلوا النار من أمته أن يشفع فيهم، فهو يشفع في عدد كبير ويحد الله لهم حداً، ولكن هذا ليس خاصاً به الشفاعة فيمن دخل النارليس خاصاً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -بل يشفع به المؤمنون والملائكة والأطفال فليست هذه خاصة به -صلى الله عليه وسلم -، أما الشفاعة في أهل الموقف حتى يقضى بينهم والشفاعة في أهل الجنة حتى يدخلونها هذه خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -وله شفاعة ثالثة خاصة به، وهي الشفاعة في عمه أبي طالب حتى خفف عنه، كان في ــ رأس النار فشفع فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى صار في ضحضاح من النار، لكنه لم يخرج من النار بل يبقى في النار نسأل الله العافية.

oldman
16-11-11, 02:45 pm
http://www.u06p.com/up/upfiles/1zd48546.jpg... http://www.u06p.com/up/upfiles/eh339087.jpg (http://www.u06p.com/up/) ... http://www.u06p.com/up/upfiles/uc739087.jpg (http://www.u06p.com/up/)
حرم الله وجوهكم عن النار ووالديكم وكل من يعزُّ عليكم
http://www.u06p.com/up/upfiles/qhl48426.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg

قال الله تعالى:
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)القيامه
قال مجاهد: دون أن يُؤمر أو ينهى.(تفسير ابن كثير)
الله خلق الخلق ولم يتركهم سدى بل خلقهم لغاية عظيمة
فمن تمام رحمته أن دلنا إلى الطريق الموصل إليه فأمرنا ونهانا ودعانا للاستجابة والمسارعة في مرضاته.

من مقدمة كتاب لك أستجبنا
دكتوره . أسماء بنت راشد الرويشد.



http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
20-11-11, 11:29 pm
قوله تعالى:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} 31آل عمران
صرح تعالى في هذه الآية الكريمة:
أن اتباع نبيه موجب لمحبته جل وعلا ذلك المتبع،
وذلك يدل على أن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هي عين طاعته تعالى، وصرح بهذا المدلول في قوله تعالى:
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}
وقال تعالى:
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
تنبيه:
يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم هي اتباعه صلى الله عليه وسلم، فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر؛ إذ لو كان محبا له لأطاعه، ومن المعلوم عند العامة أن المحبة تستجلب الطاعة، ومنه قول الشاعر: [الكامل]
لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع
وقول ابن أبي ربيعة المخزومي: [المتقارب]
ومن لو نهاني من حبه ... عن الماء عطشان لم أشرب
وقد أجاد من قال: [البسيط]
قالت: وقد سألت عن حال عاشقها ... بالله صفه ولا تنقص ولا تزد
فقلت: لو كان رهن الموت من ظمأ ... وقلت قف عن ورود الماء لم يرد

أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي
(المتوفى : 1393هـ)




http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
25-11-11, 11:38 pm
قال تعالى :
{ ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يحيى }

(الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13) الاعلى.
تفسير الشيخ السعدي.
{.. الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى }
وهي النار الموقدة، التي تطلع على الأفئدة.
{ ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا }
يعذب عذابًا أليمًا، من غير راحة ولا استراحة،
حتى إنهم يتمنون الموت فلا يحصل لهم، كما قال تعالى:
{ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا } .
ــــــــ
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى:1376هـ)
ــــــــ
تفسير الشوكاني
النار الكبرى/ العظيمة الفظيعة؛ لأنها أشدّ حراً من غيرها .
قال الحسن : النار الكبرى نار جهنم ، والنار الصغرى نار الدنيا .
وقال الزجاج : هي السفلى من أطباق النار
{ ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يحيى }
لا يموت فيها ، فيستريح مما هو فيه من العذاب ، ولا يحيا حياة ينتفع بها ،
ومنه قول الشاعر :
ألا ما لنفس لا تموت فينقضي ... عناها ولا تحيا حياة لها طعم.
ـــــــــــــــ
كتاب فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني
أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة وفقهائها، ومن كبار علماء اليمن، (1173 هـ ـ 1255 هـ، 1759-1834م).
ولد في وسط نهار الاثنين الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1173 هجرية في بلده هجرة شوكان،[1] ونشأ في صنعاء، وتلقى العلم على شيوخها. اشتغل بالقضاء والإفتاء.
مؤلفاته/نيل الأوطار في الحديث.
فتح القدير في التفسير.
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن التاسع.
وفاته/توفي الشوكاني في ليلة الأربعاء السابع والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة 1255 هـ..
الشوكاني (http://www.alshawkany.net/index.php?action=showDetails&id=41)





http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

مليار
03-12-11, 02:44 am
( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu)الشهوات فسوف يلقون غيا) ( 59 ) مريم
لما ذكر تعالى حزب السعداء ، وهم الأنبياء ،
عليهم السلام ، ومن اتبعهم ، من القائمين بحدود الله
وأوامره ، المؤدين فرائض الله ، التاركين لزواجره -
ذكر أنه ( خلف من بعدهم خلف (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu)) أي : قرون أخر ،
( أضاعوا الصلاة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu)) - وإذا أضاعوها فهم لما سواها من الواجبات أضيع ; لأنها عماد الدين وقوامه ، وخير أعمال
العباد - وأقبلوا على شهوات الدنيا وملاذها ، ورضوا
بالحياة الدنيا واطمأنوا بها ، فهؤلاء سيلقون غيا ،
أي : خسارا يوم القيامة .

وقال الأوزاعي ، عن موسى بن سليمان ، عن القاسم بن مخيمرة في قوله :
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu)) ،
قال : إنما أضاعوا المواقيت ، ولو كان تركا كان كفرا .

وقالوكيع ، (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17277)عن المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، والحسن بن سعد ، عن ابن مسعود أنه قيل له : إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu))و على صلاتهم دائمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu)) و ( على صلاتهم يحافظون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu))
قال ابن مسعود : على مواقيتها .
قالوا : ما كنا نرى ذلك إلا على الترك ؟ قال : ذاك الكفر .

وقال مسروق : لا يحافظ أحد على الصلوات الخمس ،
فيكتب من الغافلين ، وفي إفراطهن الهلكة ، وإفراطهن : إضاعتهن عن وقتهن .

وقال الأوزاعي ، عن إبراهيم بن يزيد : أن عمر بن عبد العزيز قرأ :
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu)
فسوف يلقون غيا ) ،
ثم قال : لم تكن إضاعتهم تركها ، ولكن أضاعوا الوقت .

وروى جابر الجعفي ، عن مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء بن أبي رباح (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16568): أنهم من هذه الأمة ، يعنون في آخر الزمان .

وقال ابن جرير
: ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu)) ، قال : هم في هذه الأمة ، يتراكبون تراكب الأنعام والحمر في الطرق ، لا يخافون الله في السماء ، ولا يستحيون الناس في الأرض .


وقال الحسن البصري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14102): عطلوا المساجد ، ولزموا الضيعات .

وقال
أبو الأشهب العطاردي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11825): أوحى الله - تعالى - إلى داود : يا داود ، حذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات ; فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة ، وإن أهون ما أصنع بالعبد من عبيدي إذا آثر شهوة من شهواته علي أن أحرمه طاعتي .

وقوله : ( فسوف يلقون غيا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu)) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( فسوف يلقون غيا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu)) أي : خسرانا .
وقال قتادة : شرا .
وقال
سفيان الثوري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16004)، وشعبة ، ومحمد بن إسحاق (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16903)،
عن أبي إسحاق السبيعي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11813)، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=10):
( فسوف يلقون غيا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1116#docu))
قال : واد في جهنم ، بعيد القعر ، خبيث الطعم .


تفسير ابن كثير

أسيل محمد
12-12-11, 12:05 am
يوسف عليه السلام.. آذاه إخوانه, وألقوه في بئر حتى سيق مملوكاً بثمن بخس, وسجن سنين, ثم بعد ذلك يصبح عزيز مصر, قال إخوته: "إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل" يقصدون يوسف, فماذا فعل؟ انظروا إلى ضبط النفس: "فأسرّها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا" حتى إنه لم يرد جرح مشاعرهم بهذه الكلمة, فقالها سراً في نفسه.
(أ.د. ناصر العمر)





نمد الأيدي في كل يوم لنعاهد الله "إياك نعبد وإياك نستعين", وهذا يعني أن تكون حياتنا كلها تمتد بين "الحمد لله" وحتى (آمين), لابد للوفاء بالعهد من قلب يطرب أنساً بسماع "الرحمن الرحيم", ويقف إجلالاً مع "مالك يوم الدين", وينكسر راجياً "اهدنا الصراط المستقيم", ويرتعد خوفاً من سبيل "المغضوب عليهم ولا الضالين",
إنه أعظم عهد في أعظم سورة,
فهل وَعَت قلوبُنا لوازم ذلك العهد؟
(عصام العويد)

oldman
24-12-11, 03:27 pm
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) }النحل

هذه الآية تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى:
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ }
من الأقوال الكفرية المتضمنة للطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحر والجنون والكهانة والكذب .
وقد كان يحصل ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقتضى الجبلة البشرية والمزاج الإنساني
ثم أمره سبحانه بأن يفزع لكشف ما نابه من ضيق الصدر إلى تسبيح الله سبحانه وحمده فقال :
{ فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ }
متلبساً بحمده افعل التسبيح المتلبس بالحمد
{ وَكُنْ مّنَ الساجدين } وكن من المصلين
فإنك إذا فعلت ذلك ، كشف الله همك ، وأذهب غمك ، وشرح صدرك .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير
المؤلف : محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)




http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

أسيل محمد
10-01-12, 12:18 am
.

.
.


{اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد... وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} العاقل إذا قرأ القرآن وتبصر عرف قيمة الدنيا، وأنها ليست بشيء، وأنها مزرعة للآخرة، فانظر ماذا زرعت فيها لآخرتك؟ إن كنت زرعت خيرا فأبشر بالحصاد الذي يرضيك، وإن كان الأمر بالعكس فقد خسرت الدنيا والآخرة.

[ابن عثيمين]




قال الحسن في قولة تعالى {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الذين يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الحق} قال : أمنعهم التفكر فيها .
يا رب لا تحرمنا من فضلك ......

أسيل محمد
10-01-12, 12:27 am
قال تعالى: ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .... )

قال قتادة -رحمه الله-:
اشتكى القوم كما تسمعون الإحصاء، ولم يشتك أحد ظلماً، فإن الله لا يظلم أحداً، فإياكم والمحقرات من الذنوب، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه.
[ الدر المنثور]..





قد يستغرب البعض، بل قد ييأس، وهو يرى بعض الكفرة يبغون ويظلمون، ومع ذلك لم يأخذهم الله بعذاب، ولكن من فقه سنن الله، وآثارها فى الأمم السابقة لا يستغرب ولا ييأس؛ لأنه يدرك أن هؤلاء الكفرة يعيشون سُنة الإملاء والاستدراج التى تقودهم إلى مزيد من الظلم والطغيان، وبالتالى إلى نهايتهم وهلاكهم؛ لكن فى الأجل الذى حدده الله، قال تعالى:

" وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا" [الكهف:59]

الغزال الشارد
13-01-12, 10:32 pm
الله يجزاك كل خير إستيقضت هممنا لتدبر كلام الله عز وجل جعل الله عملك وأعمالنا خالصة لوجهه سبحانه وتعالى

oldman
14-01-12, 12:22 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/1zd48546.jpg ... http://www.u06p.com/up/upfiles/wrg91887.jpg ... http://www.u06p.com/up/upfiles/dkm85123.jpg (http://www.u06p.com/up/)

http://www.u06p.com/up/upfiles/qhl48426.jpg
حرم الله وجوهكم عن النار ووالديكم وكل من يعزُّ عليكم
أسأل الله لي ولكم التوفيق
وأسأل الله أن يشفي إبني سعود .
اللهم رب الناس أذهب الباس واشف إبني شفاء لايغادر سقما
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg



قال الله تعالى:
(وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ (133)
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134)
قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135) الأنعام.

احذر وانتظر وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم مايشاء
أي إذا خالفتم أمره أهلككم كما أهلك غيركم إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.

د.سعد الشثري.



http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

الفتى السمنسي
14-01-12, 12:50 am
قال تعالى: ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا )

قوله عز وجل : ( ووضع الكتاب ) يعني : كتب [ أعمال العباد ] توضع في أيدي الناس في أيمانهم وشمائلهم وقيل : معناه توضع بين يدي الله تعالى ( فترى المجرمين مشفقين (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1011&idto=1011&bk_no=51&ID=1012#docu)) خائفين ( مما فيه (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1011&idto=1011&bk_no=51&ID=1012#docu)) من الأعمال السيئة ( ويقولون ) إذا رأوها ( يا ويلتنا (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1011&idto=1011&bk_no=51&ID=1012#docu)) يا هلاكنا و " الويل " و " الويلة " : الهلكة وكل من وقع في هلكة دعا بالويل ومعنى النداء تنبيه المخاطبين ( ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1011&idto=1011&bk_no=51&ID=1012#docu)) من ذنوبنا . قال ابن عباس : " الصغيرة " : التبسم و " الكبيرة " : القهقهة وقال سعيد بن جبير : " الصغيرة " : اللمم واللمس والقبلة و " الكبيرة " : الزنا . ( إلا أحصاها (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1011&idto=1011&bk_no=51&ID=1012#docu)) عدها قال السدي (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14468): كتبها وأثبتها قال مقاتل بن حيان حفظها .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب مثل قوم نزلوا بطن واد فجاء هذا بعود وجاء هذا بعود فأنضجوا خبزهم وإن محقرات الذنوب لموبقات . [ ص: 178 ]

قوله تعالى : ( ووجدوا ما عملوا حاضرا (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1011&idto=1011&bk_no=51&ID=1012#docu)) مكتوبا مثبتا في كتابهم ( ولا يظلم ربك أحدا (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1011&idto=1011&bk_no=51&ID=1012#docu)) أي لا ينقص ثواب أحد عمل خيرا .

وقال الضحاك : لا يؤاخذ أحدا بجرم لم يعمله .

وقال عبد الله بن قيس (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=110): " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما العرضتان : فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة : فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله " ورفعه بعضهم عن أبي موسى .

أم سلطان
14-01-12, 04:27 am
جزاكم الله خير ونفع بكم .
اللهم اشفي الابن سعود شفاء لايغادر سقما اللهم اكشف ضره وضر كل مستضر ياارحم الراحمين
اللهم اجعلها توافق ساعة اجابه يارحمن يارحيم.

أسيل محمد
14-01-12, 01:24 pm
.

.
**

{اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد...
وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان
وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}

العاقل إذا قرأ القرآن وتبصر عرف قيمة الدنيا،
وأنها ليست بشيء، وأنها مزرعة للآخرة،
فانظر ماذا زرعت فيها لآخرتك؟
إن كنت زرعت خيرا فأبشر بالحصاد الذي يرضيك،
وإن كان الأمر بالعكس فقد خسرت الدنيا والآخرة.

[ابن عثيمين]

bant tamim
15-01-12, 01:17 am
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ
أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)






http://www.muslmh.com/vb/images/images_thumbs/f5f81e39dcd3d1f83bd6e2b6af358ecd.jpg




أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ
مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61)
http://www.kaheel7.com/userimages/mountain_rain_03.JPG




أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ (62)
http://www.lovely0smile.com/2008/30Reason/30Reason-13.jpg


أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ
تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(63)


http://www.michaeltotten.com/images/Yalta%20and%20Black%20Sea%20at%20Night.JPG


أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(64) سورة النمل


http://forum.ozkorallah.com/up/8798/1217347048.jpg

طموحي لاينتهي
16-01-12, 05:08 pm
هذه الايه دائماً تستوقفني في كل ختمه لكتاب الله جل جلاله
يقول ربي تبارك وتعالى في سورة ال عمران ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ) ﴿٨﴾
في ظل كثرة الفتن وزيادتها وتعدد اشكالها لا يستيطع المرء الا ان يحرك لسانه داعيا بهذا الدعاء القراني العظيم مع قلب واعي ومدرك بان الله جل جلاله سيعصمه من الفتن وهو قدير
وهذه سنة المصطفى تأتي مؤيدة لكلام رب العالمين فقد كان صلوات الله وسلامه عليه يرددو يقول : " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
فسر على هذا المنهج.....
(هداك ربي الى سبيل الصواب)

حنيني للجنة
16-01-12, 06:19 pm
قالى تعالي (سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين
الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين، )

سبحان الله العظيم /كم من معنى تحملها هذه الآية ..
صفات المؤمنين وهي كالاتي
1-ينفقون في السراء والضراء .
2- يكظمون الغيظ.
3- يعفون عن الناس
4- يخشون ربهم بالغيب وهم مشفقون
5- يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة .
6- يوفون بعهدهم إذا عاهدوا .
7- يصبرون في البأساء والضراء وعند لقاء العدو .
8- صادقون . ( أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )

أسيل محمد
20-01-12, 11:57 pm
~

من سلك سبيل العلم والقراءة؛ فإنه سينال: إكرام الله الواسع.
اقرأ قوله تعالى: {اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم}، فتأمل تعليق القراءة باسم الله الأكرم؛ ليدل على أن أعظم أبواب الإكرام لعبده: باب العلم.

غريب الماضي
23-01-12, 07:00 pm
مسألة: الجزء الرابعالتحليل الموضوعي( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)( 22 ) وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)( 23 ) )

يخبر تعالى عما خطب به إبليس [ لعنه الله ] أتباعه ، بعدما قضى الله بين عباده ، فأدخل المؤمنين الجنات ، وأسكن الكافرين الدركات ، فقام فيهم إبليس - لعنه الله - حينئذ خطيبا ليزيدهم حزنا إلى حزنهم وغبنا إلى غبنهم ، وحسرة إلى حسرتهم ، فقال : ( إن الله وعدكم وعد الحق (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) أي : على ألسنة رسله ، ووعدكم في اتباعهم النجاة والسلامة ، وكان وعدا حقا ، وخبرا صدقا ، وأما أنا فوعدتكم وأخلفتكم ، كما قال الله تعالى : ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) [ النساء : 120 ] .

ثم قال : ( وما كان لي عليكم من سلطان (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) أي : ما كان لي عليكم فيما دعوتكم إليه من دليل ولا حجة على صدق ما وعدتكم به ، ( إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) بمجرد ذلك ، هذا وقد أقامت عليكم الرسل الحجج والأدلة الصحيحة على صدق ما جاءوكم به ، فخالفتموهم فصرتم إلى ما أنتم فيه ، ( فلا تلوموني (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) اليوم ، ( ولوموا أنفسكم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) فإن الذنب لكم ، لكونكم خالفتم الحجج واتبعتموني بمجرد [ ص: 490 ] ما دعوتكم إلى الباطل ، ( ما أنا بمصرخكم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) أي : بنافعكم ومنقذكم ومخلصكم مما أنتم فيه ، ( وما أنتم بمصرخي (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) أي : بنافعي بإنقاذي مما أنا فيه من العذاب والنكال ، ( إني كفرت بما أشركتمون من قبل (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu))

قال قتادة : أي بسبب ما أشركتمون من قبل .

وقال ابن جرير : يقول : إني جحدت أن أكون شريكا لله ، عز وجل .

وهذا الذي قاله هو الراجح كما قال تعالى : ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) [ الأحقاف : 5 ، 6 ] ، وقال : ( كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) [ مريم : 82 ] .

وقوله : ( إن الظالمين ) أي : في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل ) لهم عذاب أليم )

والظاهر من سياق الآية : أن هذه الخطبة تكون من إبليس بعد دخولهم النار ، كما قدمنا . ولكن قد ورد في حديث رواه ابن أبي حاتم - وهذا لفظه - وابن جرير (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16935)من رواية عبد الرحمن بن زياد : حدثني دخين الحجري ، عن عقبة بن عامر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا جمع الله الأولين والآخرين ، فقضى بينهم ، ففرغ من القضاء ، قال المؤمنون : قد قضى بيننا ربنا ، فمن يشفع لنا ؟ فيقولون : انطلقوا بنا إلى آدم - وذكر نوحا ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى - فيقول عيسى : أدلكم على النبي الأمي . فيأتوني ، فيأذن الله لي أن أقوم إليه فيثور [ من ] مجلسي من أطيب ريح شمها أحد قط ، حتى آتي ربي فيشفعني ، ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ، ثم يقول الكافرون هذا : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ، فمن يشفع لنا ؟ ما هو إلا إبليس هو الذي أضلنا ، فيأتون إبليس فيقولون : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ، فقم أنت فاشفع لنا ، فإنك أنت أضللتنا . فيقوم فيثور من مجلسه من أنتن ريح شمها أحد قط ، ثم يعظم نحيبهم ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) .

وهذا سياق ابن أبي حاتم ، ورواه ابن المبارك عن رشدين بن سعد (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13172)، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13786)، عن دخين عن عقبة ، به مرفوعا .

[ ص: 491 ] وقال محمد بن كعب القرظي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14980)، رحمه الله : لما قال أهل النار : ( سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) قال لهم إبليس : ( إن الله وعدكم وعد الحق (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) الآية ، فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم ، فنودوا : ( لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) [ غافر : 10 ] .

وقال عامر الشعبي : يقوم خطيبان يوم القيامة على رءوس الناس ، يقول الله لعيسى ابن مريم : ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) إلى قوله : ( قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) [ المائدة : 116 ، 119 ] ، قال : ويقوم إبليس - لعنه الله - فيقول : ( وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) الآية .

ثم لما ذكر تعالى مآل الأشقياء وما صاروا إليه من الخزي والنكال . وأن خطيبهم إبليس ، عطف بحال السعداء وأنهم يدخلون يوم القيامة جنات تجري من تحتها الأنهار سارحة فيها حيث ساروا وأين ساروا ) خالدين فيها ) ماكثين أبدا لا يحولون ولا يزولون ، ( بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) كما قال تعالى : ( حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) [ الزمر : 73 ] ، وقال تعالى : ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) [ الرعد : 23 ، 24 ] وقال تعالى : ( ويلقون فيها تحية وسلاما (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) [ الفرقان : 75 ] ، وقال : ( دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=898&idto=898&bk_no=49&ID=914#docu)) [ يونس : 10 ] .

غريب الماضي
29-01-12, 12:53 pm
(ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) سورة الأعراف

قوله تعالى: « ونادى أصحاب الجنة » هذا سؤال تقريع وتعيير. « أن قد وجدنا » مثل « أن تلكم الجنة » أي أنه قد وجدنا. وقيل: هو نفس النداء. « فأذن مؤذن بينهم » أي نادى وصوت؛ يعني من الملائكة. « بينهم » ظرف؛ كما تقول: أعلم وسطهم. وقرأ الأعمش والكسائي: « نعم » بكسر العين وتجوز على هذه اللغة بإسكان العين. قال مكي: من قال « نعم » بكسر العين أراد أن يفرق بين « نعم » التي هي جواب وبين « نعم » التي هي اسم للإبل والبقر والغنم. وقد روي عن عمر إنكار « نعم » بفتح العين في الجواب، وقال: قل نعم. ونعم ونعم، لغتان بمعنى العدة والتصديق. فالعدة إذا استفهمت عن موجب نحو قولك: أيقوم زيد؟ فيقول نعم. والتصديق إذا أخبرت عما وقع، تقول: قد كان كذا وكذا، فيقول نعم. فإذا استفهمت عن منفي فالجواب بلى نحو قولك ألم أكرمك، فيقول بلى. فنعم لجواب الاستفهام الداخل على الإيجاب كما في هذه الآية. وبلى، لجواب الاستفهام الداخل على النفي؛ كما قال تعالى: « ألست بربكم قالوا بلى » [ الأعراف: 172 ] . وقرأ البزي وابن عامر وحمزة والكسائي « أن لعنة الله » وهو الأصل. وقرأ الباقون بتخفيف « أن » ورفع اللعنة على الابتداء. فـ « أن » في موضع نصب على القراءتين على إسقاط الخافض. ويجوز في المخففة ألا يكون لها موضع من الإعراب، وتكون مفسرة كما تقوم. وحكي عن الأعمش أنه قرأ « إن لعنة الله » بكسر الهمزة؛ فهذا على إضمار القول كما قرأ الكوفيون « فناداه الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب إن الله » ويروى أن طاوسا دخل على هشام بن عبدالملك فقال له: اتق الله واحذر يوم الأذان. فقال: وما يوم الأذان؟ قال: قوله تعالى: « فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين » فصعق هشام. فقال طاوس: هذا ذل الصفة فكيف ذل المعاينة

أم سلطان
30-01-12, 11:23 pm
بارك الله بالجميع وجعل ماكتبتو في مؤازيين حسناتكم.

أسيل محمد
31-01-12, 01:58 am
~


قال عزوجل { وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} .[الأحقاف:15].

تأمل كيف جعل صلاح الذرية من صلاح النفس ؛
لعظيم أثر الذرية على الإنسان في دنياه و آخرته .

[ د. عبد العزيز العويد ]

أسيل محمد
31-01-12, 02:07 am
http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/380904_243661325694393_170018969725296_661407_1024 64129_n.jpg

غريب الماضي
05-02-12, 08:08 pm
قال تعالى (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) [الأحزاب: 59] يأمره فيها بأن يلزم زوجاته ونساء المؤمنين بستر جميع أبدانهن إذا خرجن لحوائجهن، ليقع الفرق بينهن وبين الإماء فتعرف الحرائر بسترهن فيكف عن معارضتهن الشباب والسفهاء، وليعرفن بالحصانة والتقوى والعفاف فلا يؤذين بأعمال سافلة، ولا تنغص حياتهن بنظرات وقحة، فإن المؤمنة التقية يجب أن يدل مظهرها على مخبرها، وأن يبدو إيمانها وتقواها في ملبسها كما يبدو في أقوالها وأعمالها وأن يسطع الإيمان في كل تصرفاتها وأحوالها، فتعرف أنها من أهل القرآن بتنفيذها أوامره، فيحترمها المؤمنون ولا يؤذيها الفاسقون. . وفي السورة نفسها أنزل الله تعالى في شأن أمهات المؤمنين قوله: ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) [الأحزاب:53] فدخل في ذلك جميع نساء الأمة لعموم علة وجوب الحجاب، ولما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة، فلا يجوز لها كشف وجهها ولا كفيها فأولى غيرهما.
أما وجوبه على النساء اليوم فهو من باب أولى، فإذا كان الله تبارك وتعالى أوجب الحجاب على نساء النبي وهن بلا شك الخيرات الطاهرات المبرآت اللواتي اختارهن الله أزواجاً لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة معللاً ذلك بقوله: (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) وأوجبه على غيرهن من الصحابيات المهاجرات اللواتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يعصينه في معروف ، فما بالك بنساء هذا الزمن الذي كثر فيه أعوان الشيطان، وانتشر فيه الفسق وعم فيه الفجور واستبيحت فيه المحارم.

غريب الماضي
12-02-12, 08:31 pm
يقول تعالى : ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) أي : اعتقد المنافقون أن الله

لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين ؟ بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يفهمهم ذوو البصائر ، وقد أنزل

تعالى في ذلك سورة " براءة " ، فبين فيها فضائحهم وما يعتمدونه من الأفعال الدالة على نفاقهم ; ولهذا

إنما كانت تسمى الفاضحة .


والأضغان : جمع ضغن ، وهو ما في النفوس من الحسد والحقد للإسلام

وأهله والقائمين بنصره .

وقوله : ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ) يقول تعالى : ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم ،

فعرفتهم عيانا ، ولكن لم يفعل تعالى ذلك في جميع المنافقين سترا منه على خلقه ، وحملا للأمور على

ظاهر السلامة ، ورد السرائر إلى عالمها ، ( ولتعرفنهم في لحن القول ) أي : فيما يبدو من كلامهم الدال

على مقاصدهم ، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه ، وهو المراد من لحن القول ،

كما قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات

وجهه ، وفلتات لسانه . وفي الحديث : " ما أسر أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها ، إن خيرا فخير وإن شراً

فشر ."

وقوله : ( ولنبلونكم ) أي : ولنختبرنكم بالأوامر والنواهي ، ( حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو

أخباركم ) . وليس في تقدم علم الله تعالى بما هو كائن أنه سيكون شك ولا ريب ، فالمراد : حتى نعلم

وقوعه ; ولهذا يقول ابن عباس في مثل هذا : إلا لنعلم ، أي : لنرى .

غريب الماضي
15-02-12, 06:58 pm
( ‏وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )
- النور آية 31-
هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات وغيرة منه لأزواجهن عباده المؤمنين وتمييز لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركات.سبب النزول : ما ذكره مقاتل بن حيان قال: بلغنا والله أعلم أن جابر بن عبدالله الأنصاري حدث أن أسماء بنت مرثد كان في محل لها في بنى حارثه فجعل النساء يدخلن عليها غير متزرات فيبدو ما في أرجلهن من الخلاخل وتبدو صدورهن وذوائبهن فقالت أسماء: ما أقبح هذا فأنزل الله تعالى "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" الآية

"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
أي عما حرم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة النظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا واحتج كثير منهم بما رواه أبو داود والترمذي من حديث الزهري عن نبهان مولى أم سلمة أنه حدثه أن أم سلمة حدثته أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونه قالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعدما أمرنا بالحجاب
فقال رسول الله "احتجبا منه" فقلت يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوعمياوان أنتما؟ أو ألستما تبصرانه؟ " ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
وقوله ( "ويحفظن فروجهن" قيل عن الفواحش وقيل : عما لا يحل لهن وقيل عن الزنا
وقوله ( "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" )أي لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه قال ابن مسعود: كالرداء والثياب يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكنها إخفاؤه ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها وما لا يمكن إخفاؤه
وقوله ("وليضربن بخمرهن على جيوبهن" )يعني المقانع يعمل لها صفات ضاربات على صدورهن لتواري ما تحتها من صدرها وترائبها ليخالفن شعار نساء أهل الجاهلية فإنهن لم يكن يفعلن ذلك بل كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانها فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن كما قال تعالى "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" وقال في هذه الآية الكريمة "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" والخمر جمع خمار وهو ما يخمر به أي يغطي به الرأس وهي التي تسميها الناس المقانع.
تفسير ابن كثير

الفتى السمنسي
19-02-12, 12:18 am
مقطع مبكي عن آية .

http://www.youtube.com/watch?v=bKTzVjfA0ho&feature=player_embedded#at=133

أسيل محمد
19-02-12, 08:36 pm
~


( كل حزبٍ بما لديهم فرحون )
تعبيرٌ قرآني مذهلٌ عن الحال النفسية
التي تصاحب كل فئة منتشية بجوانب تميزها
عن غيرها، وتشعرها بالتفوق والاعتزاز والثقة !.

الفتى السمنسي
23-02-12, 03:31 pm
{أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ( 29 ) ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم

بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ( 30 ) ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم

والصابرين ونبلو أخباركم ( 31 )} (محمد )

يقول تعالى : ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) أي : اعتقد المنافقون أن الله

لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين ؟ بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يفهمهم ذوو البصائر ، وقد أنزل

تعالى في ذلك سورة " براءة " ، فبين فيها فضائحهم وما يعتمدونه من الأفعال الدالة على نفاقهم ; ولهذا

إنما كانت تسمى الفاضحة .


والأضغان : جمع ضغن ، وهو ما في النفوس من الحسد والحقد للإسلام

وأهله والقائمين بنصره .

وقوله : ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ) يقول تعالى : ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم ،

فعرفتهم عيانا ، ولكن لم يفعل تعالى ذلك في جميع المنافقين سترا منه على خلقه ، وحملا للأمور على

ظاهر السلامة ، ورد السرائر إلى عالمها ، ( ولتعرفنهم في لحن القول ) أي : فيما يبدو من كلامهم الدال

على مقاصدهم ، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه ، وهو المراد من لحن القول ،

كما قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات

وجهه ، وفلتات لسانه . وفي الحديث : " ما أسر أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها ، إن خيرا فخير وإن شراً

فشر ."

وقوله : ( ولنبلونكم ) أي : ولنختبرنكم بالأوامر والنواهي ، ( حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو

أخباركم ) . وليس في تقدم علم الله تعالى بما هو كائن أنه سيكون شك ولا ريب ، فالمراد : حتى نعلم

وقوعه ; ولهذا يقول ابن عباس في مثل هذا : إلا لنعلم ، أي : لنرى .

أسيل محمد
29-02-12, 01:41 am
.
.
.

~


ينبغي استعمال الرفق والصبر والمداراة، واحتمال الأذى ، ومقابلة السيئة بالحسنة،
كما أمر الله بذلك في كتابه
( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )،
وبهذا استمال النبي عليه الصلاة والسلام قلوب أعدائه، وعالج قسوتها، ونفارها، حتى لانت للحق وانقادت

غريب الماضي
29-02-12, 09:53 pm
قوله جل جلاله "يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء" أي ظاهرون بادون كلهم لا شيء يكنهم ولا يظلهم ولا يسترهم ولهذا قال "يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء" أي الجميع في علمه على السواء. وقوله تبارك وتعالى "لمن الملك اليوم لله الواحد القهار" قد تقدم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه تعالى يطوي السموات والأرض بيده ثم يقول أنا الملك أنا الجبار أنا المتكبر أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ وفي حديث الصور أنه عز وجل إذا قبض أرواح جميع خلقه فلم يبق سواه وحده لا شريك له حينئذ يقول لمن الملك اليوم؟ ثلاث مرات ثم يجيب نفسه قائلا "لله الواحد القهار" أي الذي هو وحده قد قهر كل شيء وغلبه وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن غالب الدقاق حدثنا عبيد بن عبيدة حدثنا معتمر عن أبيه حدثنا أبو النضر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ينادي مناد بين يدي الساعة يا أيها الناس أتتكم الساعة فيسمعها الأحياء والأموات قال وينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ويقول "لمن الملك اليوم لله الواحد القهار".
أسباب النزول


لا يوجد أسباب النزول
تفسير القرطبي


قوله تعالى : "يوم هم بارزون " يكون بدلاً من يوم الأول . وقيل : ( هم ) في موضع رفع بالابتداء و( بارزون ) خبره والجملة في موضع خفض بالإضافة ، فلذلك حذف التنوين من ( يوم ) وإنما يكون هذا عند سيبويه كان الظرف بمعنى إذ ، تقول لقيتك يوم زيد أمير . فإن كان بمعنى إذا لم يجز نحو أنا ألقاك يوم زيد أمير . ومعنى : ( بارزون ) خارجون من قبورهم لا يسترهم شيء ، لأن الأرض يومئذ قاع صفصف لا عوج فيها ولا أمتاً على ما تقدم في ( طه ) بيانه . " لا يخفى على الله منهم شيء " قيل : إن هذا هو العالم في ( يوم هم بارزون ) أي لا يخفى عليه شيء منهم ومن أعمالهم ( يوم هم بارزون ) . " لمن الملك اليوم " وذلك عند فناء الخلق . وقال الحسن هو السائل تعالى وهو الجيب ، لأنه يقول ذلك حين لا أحد يجيبه فيجيب نفسه سبحانه فيقول : " لله الواحد القهار " النحاس : وأصح ما قيل فيه ما رواه أبو وائل عن ابن مسعود قال : يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله جل وعز عليها ،فيؤمر مناد بنادي ( لمن الملك اليوم ) فيول العباد مؤمنهم وكافرهم ( لله الواحد القهار ) فيقول المؤمنون هذا الجواب سروراً وتلذذاً ، ويقوله الكافرون غماً وانقياداً وخضوعاً . فأما أن يكون هذا والخلق غيرموجودين فبعد ، لأنه لا فائدة فيه ، والقول صحيح عن ابن مسعود وليس هو ما يؤخذ بالقياس ولا بالتأويل . قلت : والقول الأول ظاهر ، لأن المقصود إضهار انفراده تعالى بالملك عند انقطاع دعاوى المدعين وانتساب المنتسبين ، إذ هد ضهب كل ملك وملكه ومتكبر وملكه وانقطعت نسبهم ودعاويهم ، ودل على هذا قوله الحق عند قبض الأرض والأرواح وطي السماء : ( أنا الملك أين ملوك الأرض ) كما تقدم في حديث أبي هريرة وفي حديث أبن عمر : ثم يطوي الأرض بشماله والسموات بيمينه ، ثم يقول : أنا الملك أين الجبارون أين المكبرون . وعنه قوله سبحانه : " لمن الملك اليوم " هو انقطاع زمن الدنيا وبعده يكون البعث والنشر . وقال محمد بن كعب قوله سبحانه : " لمن الملك اليوم " يكون بين النفختين حين فني الخلائق وبقي الخالق فلا يرى غير نفسه ملكاً ولا مملوكاً فيقول : ( لمن الملك اليوم ) فلا يجيبه أحد ،لأن الخلق أموات فيجي بنفسه فيقول : " لله الواحد القهار " لأنه بقي وحده وقهر خلقه . وقيل : إنه ينادي مناد فيقول : ( لمن الملك اليوم ) فيجيبه أهل الجنة : " لله الواحد القهار " فالله أعلم . ذكره الزمخشري .
اسم السورة: 40 غافررقم الآية.: 16معلوماتعدد الآيات: 85
ترتيب المصحف: 40
ترتيب النزول: 60
نزلت بعد سورة: الزمر
مكية أم مدنية: مكية ماعدا الآيات 56, 57 مدنية

رقم الصفحة.468عدد الآيات في السورة:85

مجمع المدرج
01-03-12, 02:59 pm
جزاكم الله خيرا و نفع بما تقدمون

الفتى السمنسي
02-03-12, 05:34 pm
تفسير سورة الإسراء - الآية: 62

(قال أرأيتك هذا الذي كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا"62" )ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن إبليس اللعين قال له : أرأيتك (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)[ 17 \ 62 ] ، أي أخبرني : هذا الذي كرمته علي فأمرتني بالسجود له وهو آدم ; أي لم كرمته علي وأنا خير منه . والكاف في أرأيتك (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)حرف خطاب ، و " هذا " مفعول به لـ " أرأيت " .

والمعنى : أخبرني . وقيل : إن الكاف مفعول به ، و " هذا " مبتدأ ، وهو قول ضعيف . وقوله : لأحتنكن ذريته (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)[ 17 \ 62 ] ، قال ابن عباس (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11): لأستولين عليهم ، وقاله الفراء . وقال مجاهد : لأحتوينهم . وقال ابن زيد : لأضلنهم . قال القرطبي : والمعنى متقارب . أي لأستأصلنهم بالإغواء والإضلال ، ولأجتاحنهم .

قال مقيده عفا الله عنه : الذي يظهر لي في معنى الآية أن المراد بقوله : لأحتنكن ذريته (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)، أي لأقودنهم إلى ما أشاء ; من قول العرب : احتنكت الفرس : إذا جعلت الرسن [ ص: 167 ] في حنكه لتقوده حيث شئت . تقول العرب : حنكت الفرس أحنكه ( من باب ضرب ونصر ) واحتنكته : إذا جعلت فيه الرسن ; لأن الرسن يكون على حنكه . وقول العرب : احتنك الجراد الأرض : أي أكل ما عليها . من هذا القبيل ; لأنه يأكل بأفواهه ، والحنك حول الفم . هذا هو أصل الاستعمال في الظاهر ، فالاشتقاق في المادة من الحنك ، وإن كان يستعمل في الإهلاك مطلقا والاستئصال ; كقول الراجز :
أشكو إليك سنة قد أجحفت جهدا إلى جهد بنا وأضعفت

وهذا الذي ذكر جل وعلا عن إبليس في هذه الآية من قوله : لأحتنكن ذريته (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)الآية [ 17 \ 62 ] ، بينه أيضا في مواضع أخر من كتابه ; كقوله لأقعدن لهم صراطك المستقيم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)[ 7 \ 16 ، 17 ] ، وقوله : فبعزتك لأغوينهم أجمعين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)[ 38 \ 82 ] ، إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم إيضاحه " في سورة النساء " وغيرها .

وقوله في هذه الآية : إلا قليلا [ 17 \ 62 ] بين المراد بهذا القليل في مواضع أخر ; كقوله : ولأغوينهم أجمعين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)إلا عبادك منهم المخلصين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)[ 38 \ 82 ، 83 ] ، وقوله : لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)إلا عبادك منهم المخلصين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)[ 15 \ 39 - 40 ] كما تقدم إيضاحه .

وقول إبليس في هذه الآية : لأحتنكن ذريته (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)الآية [ 17 \ 62 ] ، قاله ظنا منه أنه سيقع وقد تحقق له هذا الظن ، كما قال تعالى : ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=946&idto=946&bk_no=64&ID=814#docu)[ 34 \ 20 ] .

ـالدوآسر يآزينهم
03-03-12, 05:14 am
(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)

فلما نسوا ربهم سبحانه نسيهم وأنساهم أنفسهم ، كما قال تعالى : نسوا الله فنسيهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=120&ID=56#docu)[ سورة التوبة : 67 ] .

فعاقب سبحانه من نسيه عقوبتين :

إحداهما : أنه سبحانه نسيه .

والثانية : أنه أنساه نفسه .

ونسيانه سبحانه للعبد : إهماله ، وتركه ، وتخليه عنه ، وإضاعته ، فالهلاك أدنى إليه من اليد للفم ، وأما إنساؤه نفسه ، فهو : إنساؤه لحظوظها العالية ،
وأسباب سعادتها وفلاحها ، وإصلاحها ، وما تكمل به بنسيه ذلك كله جميعه فلا يخطر بباله ، ولا يجعله على ذكره ، ولا يصرف إليه همته فيرغب فيه ، فإنه لا يمر بباله حتى يقصده ويؤثره .

وأيضا فينسيه عيوب نفسه ونقصها وآفاتها ، فلا يخطر بباله إزالتها .

وأيضا فينسيه أمراض نفسه وقلبه وآلامها ، فلا يخطر بقلبه مداواتها ، ولا السعي في إزالة عللها وأمراضها التي تئول بها إلى الفساد والهلاك ،
فهو مريض مثخن بالمرض ، ومرضه مترام به إلى التلف ، ولا يشعر بمرضه ، ولا يخطر بباله مداواته ، وهذا من أعظم العقوبة العامة والخاصة .

غريب الماضي
28-03-12, 09:04 pm
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(16)إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعيد(17)مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ(19)وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ(20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ(21)لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ(22)} سورة ق


ثم نبه تعالى على سعة علمه وكمال قدرته فقال { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } أي خلقنا جنس الإِنسان ونعلم ما يجول في قلبه وخاطره، لا يخفى علينا شيء من خفاياه ونواياه { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } أي ونحن أقرب إِليه من حبل وريده، وهو عرق كبير في العنق متصل بالقلب، قال أبو حيان: ونحن أقرب إِليه، قُرْبَ علمٍ، نعلم به وبأحواله لا يخفى علينا شيء من خفياته، وهو تمثيل لفرط القرب كقول العرب: هو مني مَعْقِدَ الإِزار، وقال ابن كثير: المراد ملائكتنا أقرب إِلى الإِنسان من حبل وريده إِليه، والحلول والاتحاد منفيان بالإِجماع تعالى الله وتقدَّس عن ذلك، وهذا كما قال في المحتضر { ونحن أقرب إِليه منكم ولكنْ لا تُبصرون } يريد به الملائكة، ويدل عليه قوله بعده { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعيد } أي حين يتلقى الملكان الموكلان بالإِنسان، ملك عن يمينه يكتب الحسنات، وملك عن شماله يكتب السيئات، وفي الكلام حذفٌ تقديره عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد فحذف الأول لدلالة الثاني عليه، قال مجاهد: وكَّل الله بالإِنسان - مع علمه بأحواله - ملكين بالليل وملكين بالنهار يحفظان عمله ويكتبان أثره إِلزاماً للحجة، أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات، والآخر عن شماله يكتب السيئات فذلك قوله تعالى { عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعيد }.

وقال الألوسي: والمراد أنه سبحانه أعلم بحال الإِنسان من كل رقيب، حين يتلقى المتلقيان الحفيظان ما يتلفظ به، وفيه إِيذانٌ بأنه عز وجل غنيٌ عن استحفاظ الملكين، فإِنه تعالى أعلم منهما ومطَّلع على ما يخفى عليهما، لكنْ الحكمة اقتضت كتابة الملكين لعرض صحائفهما يوم يقوم الأشهاد، فإِذا علم العبد ذلك - مع علمه بإِحاطة الله تعالى بعلمه - ازداد رغبةً في الحسنات، وانتهاءً عن السيئات.

{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } أي ما يتلفظ كلمةً من خيرٍ أو شر، إلا وعنده ملك يرقب قوله ويكتبه { عَتِيدٌ } أي حاضر معه أينما كان مهيأٌ لكتابة ما أُمر به، قال ابن عباس: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر، وقال الحسن: فإِذا مات ابن آدم طويت صحيفته وقيل له يوم القيامة { اقرأْ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسبياً } { وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ } أي وجاءت غمرة الموت وشدته التي تغشى الإِنسان وتغلب على عقله، بالأمر الحق من أهوال الآخرة حتى يراها المنكر لها عياناً { ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ } أي ذلك ما كنت تفر منه وتميل عنه وتهرب منه وتفزع. وفي الحديث عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا تغشاه الموت جعل يمسح العرق عن وجهه ويقول: "سبحان الله إنَّ للموت لسكرات".

{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ } أي ونفخ في الصور نفخة البعث ذلك هو اليوم الذي وعد الله الكفار فيه بالعذاب { وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ } أي وجاء كل إِنسان بَرَّاً كان أو فاجراً ومعه ملكان: أحدهما يسوقه إِلى المحشر، والآخر يشهد عليه بعمله، قال ابن عباس: السائق من الملائكة، والشهيد من أنفسهم وهي الأيدي والأرجل { يوم تشهد عليهم ألسنتهُم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } وقال مجاهد: السائق والشهيد ملكان، ملكٌ يسوقه وملك يشهد عليه.

{ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا } أي لقد كنت أيها الإِنسان في غفلةٍ من هذا اليوم العصيب { فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءكَ } أي فأزلنا عنك الحجاب الذي كان على قلبك وسمعك وبصرك في الدنيا { فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } أي فبصرَك اليوم قويٌّ نافذ، ترى به ما كان محجوباً عنك لزوال الموانع بالكلية.

غريب الماضي
31-03-12, 08:31 pm
{أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ( 29 ) ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم

بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ( 30 ) ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم

والصابرين ونبلو أخباركم ( 31 )} (محمد )

يقول تعالى : ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) أي : اعتقد المنافقون أن الله

لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين ؟ بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يفهمهم ذوو البصائر ، وقد أنزل

تعالى في ذلك سورة " براءة " ، فبين فيها فضائحهم وما يعتمدونه من الأفعال الدالة على نفاقهم ; ولهذا

إنما كانت تسمى الفاضحة .


والأضغان : جمع ضغن ، وهو ما في النفوس من الحسد والحقد للإسلام

وأهله والقائمين بنصره .

وقوله : ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ) يقول تعالى : ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم ،

فعرفتهم عيانا ، ولكن لم يفعل تعالى ذلك في جميع المنافقين سترا منه على خلقه ، وحملا للأمور على

ظاهر السلامة ، ورد السرائر إلى عالمها ، ( ولتعرفنهم في لحن القول ) أي : فيما يبدو من كلامهم الدال

على مقاصدهم ، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه ، وهو المراد من لحن القول ،

كما قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات

وجهه ، وفلتات لسانه . وفي الحديث : " ما أسر أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها ، إن خيرا فخير وإن شراً

فشر ."

وقوله : ( ولنبلونكم ) أي : ولنختبرنكم بالأوامر والنواهي ، ( حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو

أخباركم ) . وليس في تقدم علم الله تعالى بما هو كائن أنه سيكون شك ولا ريب ، فالمراد : حتى نعلم

وقوعه ; ولهذا يقول ابن عباس في مثل هذا : إلا لنعلم ، أي : لنرى .

غريب الماضي
05-04-12, 02:57 pm
بسم الله الرحمن الرحيم ( ‏وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )
- النور آية 31-
هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات وغيرة منه لأزواجهن عباده المؤمنين وتمييز لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركات.سبب النزول : ما ذكره مقاتل بن حيان قال: بلغنا والله أعلم أن جابر بن عبدالله الأنصاري حدث أن أسماء بنت مرثد كان في محل لها في بنى حارثه فجعل النساء يدخلن عليها غير متزرات فيبدو ما في أرجلهن من الخلاخل وتبدو صدورهن وذوائبهن فقالت أسماء: ما أقبح هذا فأنزل الله تعالى "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" الآية

"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
أي عما حرم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة النظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا واحتج كثير منهم بما رواه أبو داود والترمذي من حديث الزهري عن نبهان مولى أم سلمة أنه حدثه أن أم سلمة حدثته أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونه قالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعدما أمرنا بالحجاب
فقال رسول الله "احتجبا منه" فقلت يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوعمياوان أنتما؟ أو ألستما تبصرانه؟ " ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
وقوله ( "ويحفظن فروجهن" قيل عن الفواحش وقيل : عما لا يحل لهن وقيل عن الزنا
وقوله ( "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" )أي لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه قال ابن مسعود: كالرداء والثياب يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكنها إخفاؤه ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها وما لا يمكن إخفاؤه
وقوله ("وليضربن بخمرهن على جيوبهن" )يعني المقانع يعمل لها صفات ضاربات على صدورهن لتواري ما تحتها من صدرها وترائبها ليخالفن شعار نساء أهل الجاهلية فإنهن لم يكن يفعلن ذلك بل كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانها فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن كما قال تعالى "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" وقال في هذه الآية الكريمة "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" والخمر جمع خمار وهو ما يخمر به أي يغطي به الرأس وهي التي تسميها الناس المقانع.
تفسير ابن كثير

عاشق ديرتي بريده
07-04-12, 10:19 pm
إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1262&idto=1262&bk_no=49&ID=1288#docu)( 19 ) )

وهذا تأديب ثالث لمن سمع شيئا من الكلام السيئ ، فقام بذهنه منه شيء ، وتكلم به ، فلا يكثر منه ويشيعه ويذيعه ، فقد قال تعالى : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1262&idto=1262&bk_no=49&ID=1288#docu)) أي : يختارون ظهور الكلام عنهم بالقبيح ، ( لهم عذاب أليم في الدنيا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1262&idto=1262&bk_no=49&ID=1288#docu)) أي : بالحد ، وفي الآخرة بالعذاب ، ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1262&idto=1262&bk_no=49&ID=1288#docu)) أي : فردوا الأمور إليه ترشدوا .

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن بكر ، (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13853)حدثنا ميمون بن أبي محمد المرئي ، حدثنا محمد بن عباد المخزومي ، عن ثوبان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ، ولا تطلبوا [ ص: 30 ] عوراتهم ، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم ، طلب الله عورته ، حتى يفضحه في بيته " .

الفتى السمنسي
11-04-12, 01:11 pm
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(16)إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعيد(17)مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ(19)وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ(20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ(21)لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ(22) } سورة ق


ثم نبه تعالى على سعة علمه وكمال قدرته فقال { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } أي خلقنا جنس الإِنسان ونعلم ما يجول في قلبه وخاطره، لا يخفى علينا شيء من خفاياه ونواياه { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } أي ونحن أقرب إِليه من حبل وريده، وهو عرق كبير في العنق متصل بالقلب، قال أبو حيان: ونحن أقرب إِليه، قُرْبَ علمٍ، نعلم به وبأحواله لا يخفى علينا شيء من خفياته، وهو تمثيل لفرط القرب كقول العرب: هو مني مَعْقِدَ الإِزار، وقال ابن كثير: المراد ملائكتنا أقرب إِلى الإِنسان من حبل وريده إِليه، والحلول والاتحاد منفيان بالإِجماع تعالى الله وتقدَّس عن ذلك، وهذا كما قال في المحتضر { ونحن أقرب إِليه منكم ولكنْ لا تُبصرون } يريد به الملائكة، ويدل عليه قوله بعده { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعيد } أي حين يتلقى الملكان الموكلان بالإِنسان، ملك عن يمينه يكتب الحسنات، وملك عن شماله يكتب السيئات، وفي الكلام حذفٌ تقديره عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد فحذف الأول لدلالة الثاني عليه، قال مجاهد: وكَّل الله بالإِنسان - مع علمه بأحواله - ملكين بالليل وملكين بالنهار يحفظان عمله ويكتبان أثره إِلزاماً للحجة، أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات، والآخر عن شماله يكتب السيئات فذلك قوله تعالى { عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعيد }.

وقال الألوسي: والمراد أنه سبحانه أعلم بحال الإِنسان من كل رقيب، حين يتلقى المتلقيان الحفيظان ما يتلفظ به، وفيه إِيذانٌ بأنه عز وجل غنيٌ عن استحفاظ الملكين، فإِنه تعالى أعلم منهما ومطَّلع على ما يخفى عليهما، لكنْ الحكمة اقتضت كتابة الملكين لعرض صحائفهما يوم يقوم الأشهاد، فإِذا علم العبد ذلك - مع علمه بإِحاطة الله تعالى بعلمه - ازداد رغبةً في الحسنات، وانتهاءً عن السيئات.

{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } أي ما يتلفظ كلمةً من خيرٍ أو شر، إلا وعنده ملك يرقب قوله ويكتبه { عَتِيدٌ } أي حاضر معه أينما كان مهيأٌ لكتابة ما أُمر به، قال ابن عباس: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر، وقال الحسن: فإِذا مات ابن آدم طويت صحيفته وقيل له يوم القيامة { اقرأْ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسبياً } { وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ } أي وجاءت غمرة الموت وشدته التي تغشى الإِنسان وتغلب على عقله، بالأمر الحق من أهوال الآخرة حتى يراها المنكر لها عياناً { ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ } أي ذلك ما كنت تفر منه وتميل عنه وتهرب منه وتفزع. وفي الحديث عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا تغشاه الموت جعل يمسح العرق عن وجهه ويقول: "سبحان الله إنَّ للموت لسكرات".

{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ } أي ونفخ في الصور نفخة البعث ذلك هو اليوم الذي وعد الله الكفار فيه بالعذاب { وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ } أي وجاء كل إِنسان بَرَّاً كان أو فاجراً ومعه ملكان: أحدهما يسوقه إِلى المحشر، والآخر يشهد عليه بعمله، قال ابن عباس: السائق من الملائكة، والشهيد من أنفسهم وهي الأيدي والأرجل { يوم تشهد عليهم ألسنتهُم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } وقال مجاهد: السائق والشهيد ملكان، ملكٌ يسوقه وملك يشهد عليه.

{ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا } أي لقد كنت أيها الإِنسان في غفلةٍ من هذا اليوم العصيب { فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءكَ } أي فأزلنا عنك الحجاب الذي كان على قلبك وسمعك وبصرك في الدنيا { فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } أي فبصرَك اليوم قويٌّ نافذ، ترى به ما كان محجوباً عنك لزوال الموانع بالكلية.

عناية بالبشرة
12-04-12, 01:17 am
جزاكم الله خيرا و نفع بما تقدمون

غريب الماضي
12-04-12, 12:11 pm
( إِنّ الّذِينَ هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مّشْفِقُونَ * وَالّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالّذِينَ هُم بِرَبّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ * وَالّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنّهُمْ إِلَىَ رَبّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَـَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )

جاء في تفسير هذه الآيات عند ابن كثير رحمه الله تعالى

يقول تعالى { إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون } أي هم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح مشفقون من الله خائفون منه وجلون من مكره بهم, كما قال الحسن البصري: إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة, وإن الكافر جمع إساءة وأمناً { والذين هم بآيات ربهم يؤمنون } أي يؤمنون بآياته الكونية والشرعية, كقوله تعالى إخباراً عن مريم عليها السلام { وصدقت بكلمات ربها وكتبه } أي أيقنت أن ما كان, إنما هو عن قدر الله وقضائه, وما شرعه الله فهو إن كان أمراً فمما يحبه ويرضاه, وإن كان نهياً فهو مما يكرهه ويأباه, وإن كان خيراً فهو حق, كما قال الله { والذين هم بربهم لا يشركون } أي لا يعبدون معه غيره, بل يوحدونه ويعلمون أنه لا إله إلا الله أحداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً, وأنه لا نظير له ولا كفء له. وقوله { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون } أي يعطون العطاء وهم خائفون وجلون أن لا يتقبل منهم لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشرط الإعطاء, وهذا من باب الإشفاق والاحتياط, كما قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم, حدثنا مالك بن مغول, حدثنا عبد الرحمن بن سعيد بن وهب عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل ؟ قال « لا يا بنت الصديق, ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل » وهكذا رواه الترمذي .. { أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } فجعلهم من السابقين .. انتهى
نحن والله المستعان على ما بنا من ذنوب وتقصير وإسراف تجدنا آمنين مطمئنين .. بل إن الواحد منا إذا عمل العمل أو تصدق أو صام أو قام تمنى على الله الأماني بهذا العمل ورأى نفسه أنه عمِل عمَل أفضل من الكثيرين وكأنه زكى عمله أو ضمن قبوله .. أين نحن من هؤلاء الرجال الذين أدو ما عليهم بكل إخلاص وهم خائفون أن يرد عليهم .. فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يجاهد ولا يسابقه أحد للخير .. وهذا عمر يقوم الليل ويعدل في النهار ورغم ذلك يقول عند وفاته ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل ..وهذا عثمان ابن عفان رضي الله عنه يجهز جيشاً كاملاً بماله ولا يتردد .. وهذا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يجاهد بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم ويصوم ويقوم .. ورغم ما لهم من عبادة وفضل الصحبة فإنهم ماتوا وهم وجلون خائفون أن يكونوا من المقصرين .. ونحن على ذنوبنا آمنين مطمئنين .. نعم نحن نثق بأن الله عز وجل كريم غفور رحيم .. لكن أيضاً هو القوي العزيز شديد العقاب .. فالمؤمن يجب أن يكون بين الرجاء والخوف . اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الصالح الذي يقربنا إلى حبك .. ووفقنا للعمل الصالح الرشيد وطهر قلوبنا من النفاق وعملنا من الرياء وألسننا من الكذب وأعيننا من الخيانة إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .. اللهم آمين

الفتى السمنسي
15-04-12, 10:50 pm
نشهد هجراً للقرآن بشتى الأشكال.. هجراً للتلاوة والاستماع والتدبر والعمل والتحاكم والتداوي والاستشفاء به..

حتى صدق على الكثير منا قوله تعالى : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) الفرقان/30

لقد هجر القرآن استماعاً .. وأقبل الناس على سماع اللهو والغناء والمزمار وهجروا قرآن العزيز الغفار لقد هجر القرآن تدبراً .. فلم تعد تُسمع آيات الوعد والوعيد.. قلوب قاسية.. وأبدان جامدة.. وعيون متحجرة.. فلا قلب يخشع.. ولا بدن يخضع.. ولا عين تدمع..

لقد هجر القرآن عملاً .. فإذا بالقرآن الذي هو منهاج حياة متكامل يصير في واقع الناس آيات تقرأ عند القبور.. ويهدى ثوابها للأموات.. أو تصنع منه التمائم والأحجبة تعلق على صدور الغلمان والصبيان.. أو يوضع في البيوت والمحلات والسيارات للحفظ والبركة!!

لقد هجر القرآن تحاكماً .. ووقع المنكر الأعظم بتنحية كتاب الله عن الحكم بين الناس.. واتهام الشريعة الإسلامية بالضعف والعجز والقصور والتخلف والرجعية .. وحل محلها القانون الوضعي وأقوال الرجال تحكم في الدماء والأموال والأعراض !!

لقد هجر القرآن استشفاءً وتداوياً .. ولجأ بعض الناس إلى السحرة والعرافين والدجالين يطلبون منهم الشفاء والدواء لأمراضهم !! عودوا لكتاب الله كي تنعموا بالراحة النفسية والخير الكثير في الدنيا والآخرة .

نيكاربانو
23-04-12, 08:18 am
قال الحق سبحانه وتعالى ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا )

الفتى السمنسي
30-04-12, 11:19 am
قال الله جل وعلا: ‏{‏اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏}‏(النور:35)
هنا نستشهد بقول ابن القيم رحمه الله، والكلام إذا كان نفيساً حسن أن يستشهد به، بصرف النظر عن قائله، فإذا كان قائله قد عرف فضله وإمامته زاد ذلك الأمر قبولاً عندك وعند الناس.
قال ابن القيم رحمه الله: الله جل وعلا من أسمائه النور، ومن أوصافه النور، وحجابه النور، وكتابه نور، وشرعه نور، ورسوله نور، والجنة التي وعدها عباده نور يتلألأ.
وقال العلامة ابن سعدي رحمه الله في تفسيره: نور السماوات والأرض حساً ومعنىً، فالذين اهتدوا اهتدوا بنور الله، والأرض والسماوات إنما تشرقان بنور الله، واستنار بنور الله كل شيء حتى العرش وأركان العرش، فالله جل وعلا نور السماوات والأرض حساً ومعنىً
قال الله: {‏مَثَلُ نُورِهِ‏} الذي يهدي إليه، وهو نور الإيمان والقرآن في قلوب المؤمنين(كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) والمشكاة هي الكوة التي في الجدار لأن الكوة تجمع نور المصباح بحيث لا يتفرق
‏{‏الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ‏}‏ وفي زماننا نطلق المصباح على الآلة كلها، وأما في لغة القرآن فالمصباح المراد به الفتيلة، وهذا ظاهر؛ لأن الله قال: ‏{‏الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} ‏والفتيلة تقع داخل الزجاجة. قال تعالى: ‏{‏الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ‏}‏ لصفائه ونقائه
‏{‏يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ‏}‏ فالله يشهد أن هذه الشجرة مباركة، أي: كثيرة النفع
{زَيْتُونَةٍ‏}‏ وهذا بيان لنوع الشجرة؛ لأن الشجر المبارك كثير، فلما قال الله: {زَيْتُونَةٍ‏}‏ عرفنا أنها شجرة الزيتون، وأهل التاريخ يقولون: إنها أول شجرة نبتت بعد الطوفان، ودعا لها بالبركة سبعون نبياً، وموطنها الأرض المقدسة في الأرض المباركة في موطن الأنبياء، فموطنها الأول في الشام. فالله يقول: هذا الزيت يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، والشجرة الشرقية هي التي لا تتعرض للشمس حالة الغروب، والغربية عكسها. وأما الشجرة التي تتعرض للشمس دائماً فهي التي لا تسمى شرقية ولا غربية، قال الله تعالى: ‏{لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ}‏ .
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله كانت المصابيح قديما تضاء بالزيت,زيت البترول, وأنا عشت طفولتي لا أقرا إلا في ضوء مصباح يوقد بالبترول. وكانت هناك قبل ذلك مصابيح توقد بالزيت وزيت الزيتون كان من ضمن أنواع الوقود التي تسرج بها المصابيح.
‏{‏يَكَادُ زَيْتُهَا‏}‏ من صفائه ‏ ‏يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ‏ فإذا مسته النار، أضاء إضاءة بليغة نُورٌ عَلَى نُور أي‏:‏ نور النار، ونور الزيت‏.‏
ثم قال الله: نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وخلاصة الأمر أن الكوة -المشكاة- هي قلب المؤمن، ويجتمع فيه نوران: نور الفطرة ونور الوحي والعلم من عند الله. ففطرته ظاهرة عليه، وهذا معنى قول الله جل وعلا: يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ، وقوله: ‏
{‏نُورٌ عَلَى نُورٍ‏}‏ هو نور العلم والوحي والإيمان، على نور الفطرة.
قال تعالى: ‏{‏يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ‏}‏ وذلك لئلا يقول قائل: إن الأمر واضح، فنحن سنهتدي إليه، فأخبر الله جل وعلا أنه ليس الأمر كذلك، وإن كان واضحاً جلياً، فقال: يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ والإنسان ينبغي له أن يدرك أن المقصود لا يطلب إلا بالرب تبارك وتعالى. فهذا مجمل ما دلت عليه الآية.
‏{‏وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ‏}‏ ليعقلوا عنه ويفهموا، لطفا منه بهم، وإحسانا إليهم، وليتضح الحق من الباطل، فإن الأمثال تقرب المعاني المعقولة من المحسوسة، فيعلمها العباد علما واضحا، ‏{‏وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏}‏ فعلمه محيط بجميع الأشياء، فلتعلموا أن ضربه الأمثال، ضرب من يعلم حقائق الأشياء وتفاصيلها، وأنها مصلحة للعباد، فليكن اشتغالكم بتدبرها وتعقلها، لا بالاعتراض عليها، ولا بمعارضتها، فإنه يعلم وأنتم لا تعلمون‏.‏
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه

الفتى السمنسي
02-05-12, 08:37 pm
موقع رائع لتفسير القرآن الكريم بطريقة راقية ورائعة .

http://quran.muslim-web.com/qtext/sura_002.shtml#1

عمر العايد
05-05-12, 08:34 am
آية استوقفتني



*يقول أحدهم لي عندما أقراء هذي الآية تصيبني قشعريرة *فأُحاسب نفسي وأُراجعها


قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}*

الفتى السمنسي
08-05-12, 08:52 pm
قال تعالى ((وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ))‎ .
إخوتي وأخواتي اكثروا من الإستغفار للملك الجبار فأحوالنا لاتسر لاعدو ولاصديق .
فقر وظلم ونهب وسلب وجريمة وانظروا للغبار المتطاير يوميا فهو تحذير من الله جل جلاله بعد أن غفل الناس عن ربهم وانشغلوا بحياتهم وكأنهم مخلدون بالدنيا .
اكثروا من الإستغفار وتوبوا إليه من ذنوبكم مادامت الروح بالجسد وقبل فوات الآوان حتى لاتتعرضوا لعذاب الملك الجبار .

حياتي كلها ألم
10-05-12, 07:27 am
جزاك الله خير وبارك الله فيك

عافية
10-05-12, 09:15 pm
جزاكم الله خيرا

سمورها
11-05-12, 07:40 pm
Eslllllllllllllllllamo

الفتى السمنسي
20-05-12, 12:23 pm
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ

وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ الأية) (4) سورة ابراهيم


اذا كان الله يريد ان يضل عبدا فلماذا يدخله النار طالما ان ان هذا العبد

لا يملك الأدوات التى بها يرد ارادة الله سبحانه وتعالى ؟؟؟؟


الذى يسأل هذا السؤال لم يفهم معنى الآية الكريمة




سأشرح لكم اولا معنى كلمة الهدى فى القرآن بمثال ولله المثل الأعلى


الهدى نوعان:


هدى دلاله وهو ان تدل شخص على طريق تحقيق هدفه مثلما يقابلك

شخص ويطلب منك ان تدله على طريق يصل منه الى شارع معين فبمجرد


ان توصف له الطريق شفهيا واشارة يدك كان تقول له اذهب يمينا ثم يمينا ثم الى الأمام فهذا يسمى هدى دلاله


فاذا قال لك الشخص هذا شكرا اخى وذهب ثم عاد اليك وقال لك اخى

لم استطع الوصول ويطلب منك بأدب ان تدله ثانية فانت تقول له لأ بل

سأقوم معك حتى أصل معك الى العنوان الذى تريده فهذا هو هدى إعانه ولو كان

هذا الشخص استهتر بهدى الدلاله ولو قال لك لن اسمع كلامك فانا اريد منك ان تذهب بى

الى العنوان الذى اريده اذا قال لك هذا متبجحا فلن يصل الى ان تهديه هداية الإعانة وستقول له شانك ونفسك


فالذين يتبعون منهج الله اى هدى الله يهديهم الله هداية اعانة والذين لا يتبعون هداية



الدلاله وهو منهج الله اذا هم يشائون الا يهتدوا ولو شائوا لأتبعوا المنهج ولو شائوا لكان

معنى ذلك انهم يريدون هدى الله هدى الإعانة

الفتى السمنسي
24-05-12, 01:51 pm
{ أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ( 29 ) ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم

بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ( 30 ) ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم

والصابرين ونبلو أخباركم ( 31 )} (محمد )

يقول تعالى : ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) أي : اعتقد المنافقون أن الله

لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين ؟ بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يفهمهم ذوو البصائر ، وقد أنزل

تعالى في ذلك سورة " براءة " ، فبين فيها فضائحهم وما يعتمدونه من الأفعال الدالة على نفاقهم ; ولهذا

إنما كانت تسمى الفاضحة .


والأضغان : جمع ضغن ، وهو ما في النفوس من الحسد والحقد للإسلام

وأهله والقائمين بنصره .

وقوله : ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ) يقول تعالى : ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم ،

فعرفتهم عيانا ، ولكن لم يفعل تعالى ذلك في جميع المنافقين سترا منه على خلقه ، وحملا للأمور على

ظاهر السلامة ، ورد السرائر إلى عالمها ، ( ولتعرفنهم في لحن القول ) أي : فيما يبدو من كلامهم الدال

على مقاصدهم ، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه ، وهو المراد من لحن القول ،

كما قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات

وجهه ، وفلتات لسانه . وفي الحديث : " ما أسر أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها ، إن خيرا فخير وإن شراً

فشر ."

وقوله : ( ولنبلونكم ) أي : ولنختبرنكم بالأوامر والنواهي ، ( حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو

أخباركم ) . وليس في تقدم علم الله تعالى بما هو كائن أنه سيكون شك ولا ريب ، فالمراد : حتى نعلم

وقوعه ; ولهذا يقول ابن عباس في مثل هذا : إلا لنعلم ، أي : لنرى .

حينا يرتقي
02-06-12, 12:46 pm
الله يجزاكم خير و ينفع بكم الاسلام و المسلمين .

oldman
21-06-12, 01:18 pm
قال الله تعالى:
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .
آل عمران 165

هذا تسلية من الله تعالى لعباده المؤمنين، حين أصابهم ما أصابهم يوم "أحد" وقتل منهم نحو سبعين، فقال الله: إنكم { قد أصبتم } من المشركين { مثليها } يوم بدر فقتلتم سبعين من كبارهم وأسرتم سبعين، فليهن الأمر ولتخف المصيبة عليكم، مع أنكم لا تستوون أنتم وهم، فإن قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار.
{ قلتم أنى هذا }
من أين أصابنا ما أصابنا وهزمنا؟
{ قل هو من عند أنفسكم }
حين تنازعتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون، فعودوا على أنفسكم باللوم، واحذروا من الأسباب المردية.
{ إن الله على كل شيء قدير }
فإياكم وسوء الظن بالله، فإنه قادر على نصركم، ولكن له أتم الحكمة في ابتلائكم ومصيبتكم.
{ ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض } .

-------
الكتاب : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى : 1376هـ)



http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

oldman
21-06-12, 01:33 pm
وفي تفسير الطبري

القول في تأويل قوله جل ثناؤه :
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) }
آل عمران

قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: أوَ حين أصابتكم، أيها المؤمنون، ="مصيبة"، وهي القتلى الذين قتلوا منهم يوم أحد، والجرحى الذين جرحوا منهم بأحد، وكان المشركون قتلوا منهم يومئذ سبعين نفرًا "قد أصبتم مثليها"،
يقول: قد أصبتم، أنتم أيها المؤمنون، من المشركين مثلي هذه المصيبة التي أصابوا هم منكم، وهي المصيبة التي أصابها المسلمون من المشركين ببدر، وذلك أنهم قتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين
"قلتم أنى هذا"
يعني: قلتم لما أصابتكم مصيبتكم بأحد
"أنى هذا"، من أيِّ وجه هذا؟ ومن أين أصابنا هذا الذي أصابنا، ونحن مسلمون وهم مشركون، وفينا نبي الله صلى الله عليه وسلم يأتيه الوحي من السماء، وعدوُّنا أهل كفر بالله وشرك؟ "
قل" يا محمد للمؤمنين [بك من أصحابك] "هو من عند أنفسكم"،
يقول: قل لهم: أصابكم هذا الذي أصابكم من عند أنفسكم، بخلافكم أمري وترككم طاعتي، لا من عند غيركم، ولا من قبل أحد سواكم "إن الله على كل شيء قدير" يقول: إن الله على جميع ما أراد بخلقه من عفو وعقوبة، وتفضل وانتقام "قدير"، يعني: ذو قدرة. .
* * *
ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله:"قل هو من عند أنفسكم"، بعد إجماع جميعهم على أن تأويل سائر الآية على ما قلنا في ذلك من التأويل.
فقال بعضهم: تأويل ذلك:"قل هو من عند أنفسكم"، بخلافكم على نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، إذْ أَشار عليكم بترك الخروج إلى عدوكم والإصحار لهم حتى يدخلوا عليكم مدينتكم، ويصيروا بين آطامكم، فأبيتم ذلك عليه، وقلتم:"اخرج بنا إليهم حتى نصْحر لهم فنقاتلهم خارج المدينة".


-------
الكتاب : جامع البيان في تأويل القرآن
المؤلف : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى : 310هـ)

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

الفتى السمنسي
23-06-12, 04:48 am
مسألة: الجزء السابع عشرالتحليل الموضوعيقوله تعالى : ( أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu))

قوله تعالى : أفرأيتم ما تحرثون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)هذه حجة أخرى ، أي : أخبروني عما تحرثون من أرضكم فتطرحون فيها البذر ، أنتم تنبتونه وتحصلونه زرعا فيكون فيه السنبل والحب أم نحن نفعل ذلك ؟ وإنما منكم البذر وشق الأرض ، فإذا أقررتم بأن إخراج السنبل من الحب ليس إليكم ، فكيف تنكرون إخراج الأموات من الأرض وإعادتهم ؟ ! وأضاف الحرث إليهم والزرع إليه تعالى ، لأن الحرث فعلهم ويجري على اختيارهم ، والزرع من فعل الله تعالى وينبت على اختياره لا على اختيارهم . وكذلك ما روى أبو هريرة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يقولن أحدكم زرعت وليقل حرثت فإن الزارع هو الله ، قال أبو هريرة : ألم تسمعوا قول الله تعالى : أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)والمستحب لكل من يلقي البذر في الأرض أن يقرأ بعد الاستعاذة : أفرأيتم ما تحرثون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)الآية ، ثم يقول : بل الله الزارع والمنبت والمبلغ ، اللهم صل على محمد ، وارزقنا ثمره ، وجنبنا ضرره ، واجعلنا لأنعمك من الشاكرين ، ولآلائك من الذاكرين ، وبارك لنا فيه يا رب العالمين . ويقال : إن هذا القول أمان لذلك الزرع من جميع الآفات : الدود والجراد وغير ذلك ، سمعناه من ثقة وجرب فوجد كذلك . ومعنى أأنتم تزرعونه (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)أي : تجعلونه زرعا . وقد يقال : فلان زراع كما يقال حراث ، أي : يفعل ما يئول إلى أن يكون زرعا يعجب الزراع . وقد يطلق لفظ الزرع على بذر الأرض وتكريبها تجوزا .

قلت : فهو نهي إرشاد وأدب لا نهي حظر وإيجاب ، ومنه قوله عليه السلام : لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي وليقل غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي وقد مضى في ( يوسف ) القول [ ص: 198 ] فيه . وقد بالغ بعض العلماء فقال : لا يقل حرثت فأصبت ، بل يقل : أعانني الله فحرثت ، وأعطاني بفضله ما أصبت . قال الماوردي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15151): وتتضمن هذه الآية أمرين ، أحدهما : الامتنان عليهم بأن أنبت زرعهم حتى عاشوا به ليشكروه على نعمته عليهم . الثاني : البرهان الموجب للاعتبار ، لأنه لما أنبت زرعهم بعد تلاشي بذره ، وانتقاله إلى استواء حاله من العفن والتتريب حتى صار زرعا أخضر ، ثم جعله قويا مشتدا أضعاف ما كان عليه ، فهو بإعادة من أمات أخف عليه وأقدر ، وفي هذا البرهان مقنع لذوي الفطر السليمة .

ثم قال : لو نشاء لجعلناه حطاما (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)أي : متكسرا ، يعني الزرع . والحطام : الهشيم الهالك الذي لا ينتفع به في مطعم ولا غذاء ، فنبه بذلك أيضا على أمرين ؛ أحدهما : ما أولاهم به من النعم في زرعهم إذ لم يجعله حطاما ليشكروه . الثاني : ليعتبروا بذلك في أنفسهم ، كما أنه يجعل الزرع حطاما إذا شاء وكذلك يهلكهم إذا شاء ليتعظوا فينزجروا .

فظلتم تفكهون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)أي : تعجبون بذهابها وتندمون مما حل بكم ؛ قاله الحسن وقتادة وغيرهما . وفي الصحاح : وتفكه أي : تعجب ، ويقال : تندم ، قال الله تعالى : فظلتم تفكهون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)أي : تندمون . وتفكهت بالشيء تمتعت به . وقال يمان : تندمون على نفقاتكم ، دليله : فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)وقال عكرمة : تلاومون وتندمون على ما سلف منكم من معصية الله التي أوجبت عقوبتكم حتى نالتكم في زرعكم . ابن كيسان : تحزنون ، والمعنى متقارب . وفيه لغتان : تفكهون وتفكنون : قال الفراء : والنون لغة عكل . وفي الصحاح : التفكن : التندم على ما فات . وقيل : التفكه : التكلم فيما لا يعنيك ، ومنه قيل للمزاح فكاهة ، بالضم ، فأما الفكاهة بالفتح فمصدر فكه الرجل بالكسر فهو فكه إذا كان طيب النفس مزاحا . وقراءة العامة فظلتم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)بفتح الظاء . وقرأ عبد الله " فظلتم " بكسر الظاء ورواها هارون عن حسين عن أبي بكر . فمن فتح فعلى الأصل ، والأصل ظللتم فحذف اللام الأولى تخفيفا ، ومن كسر نقل كسرة اللام الأولى إلى الظاء ثم حذفها .

إنا لمغرمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)وقرأ أبو بكر والمفضل " أإنا " بهمزتين على الاستفهام ، ورواه عاصم عن زر بن حبيش . الباقون بهمزة واحدة على الخبر ، أي : يقولون إنا لمغرمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)أي : معذبون ، عن ابن عباس وقتادة قالا : والغرام العذاب ، ومنه قول ابن المحلم :
وثقت بأن الحفظ مني سجية وأن فؤادي متبل بك مغرم
[ ص: 199 ] وقال مجاهد وعكرمة : لمولع بنا ، ومنه قول النمر بن تولب :
سلا عن تذكره تكتما وكان رهينا بها مغرما

يقال : أغرم فلان بفلانة ، أي : أولع بها ، ومنه الغرام وهو الشر اللازم . وقال مجاهد أيضا : لملقون شرا . وقال مقاتل بن حيان : مهلكون . النحاس : إنا لمغرمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)مأخوذ من الغرام وهو الهلاك ، كما قال :
يوم النسار ويوم الجفا كانا عذابا وكانا غراما

الضحاك وابن كيسان : هو من الغرم ، والمغرم الذي ذهب ماله بغير عوض ، أي : غرمنا الحب الذي بذرناه . وقال مرة الهمداني (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17058): محاسبون .

بل نحن محرومون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)أي : حرمنا ما طلبنا من الريع . والمحروم الممنوع من الرزق . والمحروم ضد المرزوق وهو المحارف في قول قتادة . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأرض الأنصار فقال : ما يمنعكم من الحرث قالوا : الجدوبة ، فقال : لا تفعلوا فإن الله تعالى يقول : أنا الزارع إن شئت زرعت بالماء ، وإن شئت زرعت بالريح وإن شئت زرعت بالبذر ثم تلا : أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3380&idto=3380&bk_no=48&ID=2834#docu)

قلت : وفي هذا الخبر والحديث الذي قبله ما يصحح قول من أدخل الزارع في أسماء الله سبحانه ، وأباه الجمهور من العلماء ، وقد ذكرنا ذلك في ( الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ) .

ابو عراده
05-07-12, 10:15 pm
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-B1.GIF .
604 - http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H1.GIFصحيح البخاري تفسير القرآن (4533) ، صحيح مسلم صفة القيامة والجنة والنار (2786) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3238) ، مسند أحمد (1/457). عن ابن مسعود (http://www.resaltalislam.com/UserFrontEnd/ReadLibrary/MoftyDetails.aspx?Type=Nobalaa&section=tafseer&ID=10)، رضي الله عنه قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر [الخلائق] على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، تصديقا لقول الحبر ثم قرأ: سورة الزمر الآية 67http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-B2.GIF وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-B1.GIFhttp://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H2.GIF .
وفي رواية لمسلم : http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H1.GIFصحيح البخاري التَّوْحِيدِ (6978) ، صحيح مسلم صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ (2786) ، مسند أحمد (1/429). والجبال والشجر على إصبع، [والماء على إصبع وسائر الخلق على إصبع] ثم يهزهن، فيقول: أنا الملك، [أنا الملك] ... http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H2.GIF . الحديث .
[ص-559] وفي رواية للبخاري (http://www.resaltalislam.com/UserFrontEnd/ReadLibrary/MoftyDetails.aspx?Type=Nobalaa&section=tafseer&ID=12070): http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H1.GIFصحيح البخاري التَّوْحِيدِ (7075) ، صحيح مسلم صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ (2786) ، مسند أحمد (1/457). يجعل السماوات على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر [الخلائق] على إصبع http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H2.GIF أخرجاه للبخاري (http://www.resaltalislam.com/UserFrontEnd/ReadLibrary/MoftyDetails.aspx?Type=Nobalaa&section=tafseer&ID=12070)ومسلم .
605 - ولمسلم عن ابن عمر (http://www.resaltalislam.com/UserFrontEnd/ReadLibrary/MoftyDetails.aspx?Type=Nobalaa&section=tafseer&ID=12)مرفوعا http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H1.GIFصحيح البخاري التوحيد (6977) ، صحيح مسلم صفة القيامة والجنة والنار (2788) ، سنن ابن ماجه الزهد (4275) ، مسند أحمد (2/88). يطوي الله [عز وجل] السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H2.GIF
606 - وروي عن ابن عباس (http://www.resaltalislam.com/UserFrontEnd/ReadLibrary/MoftyDetails.aspx?Type=Nobalaa&section=tafseer&ID=11)قال: http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H1.GIFلا يوجد تخريج لهذا المتنما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H2.GIF .
607 - وقال ابن جرير (http://www.resaltalislam.com/UserFrontEnd/ReadLibrary/MoftyDetails.aspx?Type=Nobalaa&section=tafseer&ID=16935): حدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب (http://www.resaltalislam.com/UserFrontEnd/ReadLibrary/MoftyDetails.aspx?Type=Nobalaa&section=tafseer&ID=16472)، قال: قال ابن زيد : حدثني [ص-560] أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H1.GIFلا يوجد تخريج لهذا المتنما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H2.GIF .
قال: وقال أبو ذر (http://www.resaltalislam.com/UserFrontEnd/ReadLibrary/MoftyDetails.aspx?Type=Nobalaa&section=tafseer&ID=1584)رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H1.GIF التحميل جاري.... ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H2.GIF .
608 - وعن ابن مسعود (http://www.resaltalislam.com/UserFrontEnd/ReadLibrary/MoftyDetails.aspx?Type=Nobalaa&section=tafseer&ID=10)قال: http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H1.GIFلا يوجد تخريج لهذا المتنبين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش؛ لا يخفى عليه شيء من أعمالكم http://www.resaltalislam.com/graphices/booklibrary/MEDIA-H2.GIF

الفتى السمنسي
06-07-12, 06:37 am
قال تعالى :( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 75 ) الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 76 ) )

يحرض تعالى عباده المؤمنين على الجهاد في سبيله وعلى السعي في استنقاذ المستضعفين بمكة من الرجال والنساء والصبيان المتبرمين بالمقام بها ; ولهذا قال تعالى : ( الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يعني : مكة ، كقوله تعالى : ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ محمد : 13 ] .

ثم وصفها بقوله : ( الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : سخر لنا من عندك وليا وناصرا .

قال البخاري (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12070): حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا سفيان ، عن عبيد الله قال : سمعت ابن عباس قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين .

حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن [ أبي ] مليكة أن ابن عباس تلا ( إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : كنت أنا وأمي ممن عذر الله عز وجل .

ثم قال تعالى : ( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : المؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه ، والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان .

[ ص: 359 ]

ثم هيج تعالى المؤمنين على قتال أعدائه بقوله : ( فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا (http://www.buraydh.com/forum/#docu))

oldman
09-07-12, 07:45 pm
قال الله تعالى :
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) هود

(عَلَى اللَّهِ)
فضلاً لا وجوباً.
قيل لأبي أسيد: من أين تأكل؟
فقال : سبحان الله والله أكبر! إن الله يرزق الكلب أفلا يرزق أبا أسيد!

الجامع لأحكام القرآن

http://www.u06p.com/up/upfiles/jts49310.jpg
http://www.u06p.com/up/upfiles/seq61797.jpg

الفتى السمنسي
10-07-12, 03:55 am
قال تعالى : ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسا ) .
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ نَقْص الْإِنْسَان مِنْ حَيْثُ هُوَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّه تَعَالَى فِي حَالَتَيْ السَّرَّاء وَالضَّرَّاء فَإِنَّهُ إِذَا أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِ بِمَالٍ وَعَافِيَة وَفَتْح وَرِزْق وَنَصْر وَنَالَ مَا يَزِيد أَعْرَضَ عَنْ طَاعَة اللَّه وَعِبَادَته وَنَأَى بِجَانِبِهِ قَالَ مُجَاهِد : بَعُدَ عَنَّا قُلْت وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرّه مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرّ مَسَّهُ " وَقَوْله " فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرّ أَعْرَضْتُمْ " وَبِأَنَّهُ إِذَا مَسَّهُ الشَّرّ وَهُوَ الْمَصَائِب وَالْحَوَادِث وَالنَّوَائِب " كَانَ يَئُوسًا " أَيْ قَنَطَ أَنْ يَعُود يَحْصُل لَهُ بَعْد ذَلِكَ خَيْر كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَان مِنَّا رَحْمَة ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوس كَفُور وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْد ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَات عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِح فَخُور إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَة وَأَجْر كَبِير " وَقَوْله تَعَالَى " قُلْ كُلّ يَعْمَل عَلَى شَاكِلَته " قَالَ اِبْن عَبَّاس : عَلَى نَاحِيَته . وَقَالَ مُجَاهِد : عَلَى حِدَته وَطَبِيعَته . وَقَالَ قَتَادَة : عَلَى نِيَّته . وَقَالَ اِبْن زَيْد : دِينه وَكُلّ هَذِهِ الْأَقْوَال مُتَقَارِبَة فِي الْمَعْنَى . وَهَذِهِ الْآيَة وَاَللَّه أَعْلَم تَهْدِيد لِلْمُشْرِكِينَ وَوَعِيد لَهُمْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اِعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتكُمْ " الْآيَة .

الفتى السمنسي
14-07-12, 09:23 am
تأملوا هذه الآية جيدا لكي تعرفوا خطورة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
قال تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾ [ المائدة ].

جاء في تفسير ابن كثير: «يخبر تعالى أنه لعن الكافرين من بني إسرائيل ، من دهر طويل، فيما أنزله على داود نبيه، عليه السلام، وعلى لسان عيسى بن مريم، بسبب عصيانهم لله، واعتدائهم على خلقه. قال العوفي عن ابن عباس: لعنوا في التوراة والإنجيل، وفي الزبور، وفي الفرقان، ثم بيّن حالهم فيما كانوا يعتمدونه في زمانهم، فقال تعالى: ﴿ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾ أي كان لا ينهى أحد منهم أحداً عن ارتكاب المآثم والمحارم، ثم ذمهم على ذلك ليحذر أن يركب مثل الذي ارتكبوه، فقال: ﴿لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾ روى أحمد عن النبي http://www.al-waie.org/images/sal.gif: قال: « لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي، نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم، قال يزيد: وأحسبه قال في أسواقهم، وواكلوهم، وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ﴿ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ وكان رسول الله http://www.al-waie.org/images/sal.gif متكئاً، فجلس، فقال: «لا، والذي نفسي بيده، حتى تأطروهم على الحق أطراً». قال أبو داود، قال رسول الله http://www.al-waie.org/images/sal.gif: «إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، كان الرجل يلقى الرجل، فيقول: يا هذا، اتقِ الله، ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله، وشريبه، وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ثم والأحاديث في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة جداً، ولنذكر منها ما يناسب هذا المقام. روى أحمد عن النبي http://www.al-waie.org/images/sal.gif: « والذي نفسي بيده، لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهونّ عن المنكر، أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده، ثم لتدعنّه فلا يستجيب لكم ». . وروى أحمد: « إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانَيْهم، وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكرونه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة ». وروى أبو داود عن النبي http://www.al-waie.org/images/sal.gif قال: « إذا عُمِلت الخطيئة في الأرض، كان من شهدها فكرهها، وقال مرة: فأنكرها، كان كمن غاب عنها. ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها ». . وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه: « أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) وروى ابن ماجه أيضاً عن رسول الله http://www.al-waie.org/images/sal.gif: « إن الله ليسأل العبد يوم القيامة، حتى يقول: ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقن الله عبداً حجته، قال: يا ربِّ، رجوتك، وفرقت الناس ». وكذلك روى ابن ماجه عن أنس بن مالك، قال: قيل: يا رسول الله، متى يترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؟ قال: « إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم ». قلنا يا رسول الله، وما ظهر في الأمم قبلنا؟ قال: «الملك في صغاركم، والفاحشة في كباركم، والعلم في رُذّالكم».

الفتى السمنسي
15-07-12, 06:42 am
تأملوا تلك الآية العظيمة وفيها يخاطب الله جل جلاله رسولنا الكريم وأمته :

[ ص: 515 ] ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu)( 42 ) مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu)( 43 ) وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu))

يقول [ تعالى شأنه ] ( ولا تحسبن الله ) يا محمد ( غافلا عما يعمل الظالمون (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu)) أي : لا تحسبه إذ أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم مهمل لهم ، لا يعاقبهم على صنعهم بل هو يحصي ذلك عليهم ويعده عدا أي : ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu)) أي : من شدة الأهوال يوم القيامة .

ثم ذكر تعالى كيفية قيامهم من قبورهم ومجيئهم إلى قيام المحشر فقال : ( مهطعين ) أي : مسرعين ، كما قال تعالى : ( مهطعين إلى الداع [ يقول الكافرون هذا يوم عسر ] (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu)) [ القمر : 8 ] وقال تعالى : ( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu)) إلى قوله : ( وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu)) [ طه : 198 - 111 ] وقال تعالى : ( يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu)) [ المعارج : 43 ] .

وقوله : ( مقنعي رءوسهم (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu)) قال ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد : رافعي رءوسهم .

( لا يرتد إليهم طرفهم (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu)) أي : [ بل ] أبصارهم طائرة شاخصة ، يديمون النظر لا يطرفون لحظة لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة والمخافة لما يحل بهم ، عياذا بالله العظيم من ذلك ; ولهذا قال : ( وأفئدتهم هواء (http://buraidahal7urah.com/vb/#docu)) أي : وقلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء لكثرة [ الفزع ] الوجل والخوف . ولهذا قال قتادة وجماعة : إن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب لدى الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف . وقال بعضهم : ( هواء ) خراب لا تعي شيئا .

ابـن بريده
18-07-12, 05:54 am
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

الفتى السمنسي
19-07-12, 09:08 pm
قوله: (( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله )) [ الحشر: 21 ] .
{لو أنزلنا هذا القرآن على جبل } دل على أن القرآن منزلٌ من عند الله عز وجل وليس مخلوقا كما يقوله الجهمية والمعتزلة وليس هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما يقولوه المشركون وإنما هو منزلٌ من عند الله لو خاطب الله بهذا القرآن جبلا أصم لذاب من شدة ما فيه من الوعيد والتخويف وذلك أن الجبال والصخور جعل الله فيها إدراكاً ومعرفة في الله عز وجل كما قال سبحانه وتعالى{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}
فالجمادات لها إدراك تعرف ربها سبحانه وتعالى تخاف منه فلو أن الله خاطب بهذا القرآن جبلا {لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله} دل على عظمة هذا القرآن ودل على أن قلوب بني آدم أقسى من الجبال قلوب بني آدم خوطبت بهذا القرآن ومع هذا لم تلن أما الجبل فإنه لو خوطب به{لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله} فدل على أن قلب الإنسان قد يقسوا ويكون أشد من الجبال ولا يتأثر بكلام الله سبحانه وتعالى.
الشاهد من هذا إثبات أن القرآن منزل من الله سبحانه وتعالى{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل } يعني لو خاطبنا به جبلاً .

الفتى السمنسي
22-07-12, 01:37 am
31 } قال تعالى : { وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا }
وهذا من رحمته بعباده حيث كان أرحم بهم من والديهم، فنهى الوالدين أن يقتلوا أولادهم خوفا من الفقر والإملاق وتكفل برزق الجميع.
وأخبر أن قتلهم كان خطأ كبيرا أي: من أعظم كبائر الذنوب لزوال الرحمة من القلب والعقوق العظيم والتجرؤ على قتل الأطفال الذين لم يجر منهم ذنب ولا معصية.
{ 32 } قال تعالى : { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا }
والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرد فعله لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه فإن: " من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه " خصوصا هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داع إليه.
ووصف الله الزنى وقبحه بأنه { كَانَ فَاحِشَةً } أي: إثما يستفحش في الشرع والعقل والفطر لتضمنه التجري على الحرمة في حق الله وحق المرأة وحق أهلها أو زوجها وإفساد الفراش واختلاط الأنساب وغير ذلك من المفاسد.
وقوله: { وَسَاءَ سَبِيلًا } أي: بئس السبيل سبيل من تجرأ على هذا الذنب العظيم.

الفتى السمنسي
31-07-12, 03:48 am
قال تعالى : ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسا ) .
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ نَقْص الْإِنْسَان مِنْ حَيْثُ هُوَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّه تَعَالَى فِي حَالَتَيْ السَّرَّاء وَالضَّرَّاء فَإِنَّهُ إِذَا أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِ بِمَالٍ وَعَافِيَة وَفَتْح وَرِزْق وَنَصْر وَنَالَ مَا يَزِيد أَعْرَضَ عَنْ طَاعَة اللَّه وَعِبَادَته وَنَأَى بِجَانِبِهِ قَالَ مُجَاهِد : بَعُدَ عَنَّا قُلْت وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرّه مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرّ مَسَّهُ " وَقَوْله " فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرّ أَعْرَضْتُمْ " وَبِأَنَّهُ إِذَا مَسَّهُ الشَّرّ وَهُوَ الْمَصَائِب وَالْحَوَادِث وَالنَّوَائِب " كَانَ يَئُوسًا " أَيْ قَنَطَ أَنْ يَعُود يَحْصُل لَهُ بَعْد ذَلِكَ خَيْر كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَان مِنَّا رَحْمَة ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوس كَفُور وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْد ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَات عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِح فَخُور إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَة وَأَجْر كَبِير " وَقَوْله تَعَالَى " قُلْ كُلّ يَعْمَل عَلَى شَاكِلَته " قَالَ اِبْن عَبَّاس : عَلَى نَاحِيَته . وَقَالَ مُجَاهِد : عَلَى حِدَته وَطَبِيعَته . وَقَالَ قَتَادَة : عَلَى نِيَّته . وَقَالَ اِبْن زَيْد : دِينه وَكُلّ هَذِهِ الْأَقْوَال مُتَقَارِبَة فِي الْمَعْنَى . وَهَذِهِ الْآيَة وَاَللَّه أَعْلَم تَهْدِيد لِلْمُشْرِكِينَ وَوَعِيد لَهُمْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اِعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتكُمْ " الْآيَة .

الفتى السمنسي
04-08-12, 02:34 am
{18} قال تعالى : ( وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) أَيْ مَكْذُوب مُفْتَرًى وَهَذَا مِنْ الْأَفْعَال الَّتِي يُؤَكِّدُونَ بِهَا مَا تَمَالَئُوا عَلَيْهِ مِنْ الْمَكِيدَة وَهُوَ أَنَّهُمْ عَمَدُوا إِلَى سَخْلَة فِيمَا ذَكَرَه مُجَاهِد وَالسُّدِّيّ وَغَيْر وَاحِد فَذَبَحُوهَا وَلَطَّخُوا ثَوْب يُوسُف بِدَمِهَا مُوهِمِينَ أَنَّ هَذَا قَمِيصه الَّذِي أَكَلَهُ فِيهِ الذِّئْب وَقَدْ أَصَابَهُ مِنْ دَمه وَلَكِنَّهُمْ نَسُوا أَنْ يَخْرِقُوهُ فَلِهَذَا لَمْ يَرْجِع هَذَا الصَّنِيع عَلَى نَبِيّ اللَّه يَعْقُوب . بَلْ قَالَ لَهُمْ مُعْرِضًا عَنْ كَلَامهمْ إِلَى مَا وَقَعَ فِي نَفْسه مِنْ لَبْسهمْ عَلَيْهِ" بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسكُمْ أَمْرًا فَصَبْر جَمِيل " أَيْ فَسَأَصْبِرُ صَبْرًا جَمِيلًا عَلَى هَذَا الْأَمْر الَّذِي اِتَّفَقْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يُفَرِّجهُ اللَّه بِعَوْنِهِ وَلُطْفه " وَاَللَّه الْمُسْتَعَان عَلَى مَا تَصِفُونَ " أَيْ عَلَى مَا تَذْكُرُونَ مِنْ الْكَذِب وَالْمُحَال . وَقَالَ الثَّوْرِيّ عَنْ سِمَاك عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصه بِدَمٍ كَذِب" قَالَ لَوْ أَكَلَهُ السَّبُع لَخَرَقَ الْقَمِيصَ وَكَذَا قَالَ الشَّعْبِيّ وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَغَيْر وَاحِد وَقَالَ مُجَاهِد : الصَّبْر الْجَمِيل الَّذِي لَا جَزَعَ فِيهِ . وَرَوَى هُشَيْم عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن يَحْيَى عَنْ حِبَّان بْن أَبِي حَبْلَة قَالَ : سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْله " فَصَبْر جَمِيل " فَقَالَ" صَبْر لَا شَكْوَى فِيهِ " وَهَذَا مُرْسَل . وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق قَالَ الثَّوْرِيّ عَنْ بَعْض أَصْحَابه إِنَّهُ قَالَ : ثَلَاث مِنْ الصَّبْر : أَنْ لَا تُحَدِّث بِوَجَعِك وَلَا بِمُصِيبَتِك وَلَا تُزَكِّي نَفْسَك . وَذَكَرَ الْبُخَارِيّ هَهُنَا حَدِيث عَائِشَة فِي الْإِفْك حَتَّى ذَكَرَ قَوْلَهَا وَاَللَّه لَا أَجِد لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا كَمَا قَالَ أَبُو يُوسُف " فَصَبْر جَمِيل وَاَللَّه الْمُسْتَعَان عَلَى مَا تَصِفُونَ " .

تفسير بن كثير

الفتى السمنسي
06-08-12, 03:06 am
قصة يوسف عليه السلام

{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }
قد ذكرنا أن يعقوب كان له من البنين اثنا عشر ولداً ذكراً، وإليهم تنسب أسباط بني إسرائيل كلهم، وكان أشرفهم وأجلهم وأعظمهم يوسف عليه السلام، وقد ذهب طائفة من العلماء إلى أنه لم يكن فيهم نبي غيره، وباقي إخوته لم يوحَ إليهم، وظاهر ما ذكر من فعالهم ومقالهم في هذه القصة يدل على هذا القول.
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم )).

قال المفسرون وغيرهم: رأى يوسف عليه السلام وهو صغير قبل أن يحتلم كأن { أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً } وهم إشارة إلى بقية أخوته { وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ } هما عبارة عن أبويه قد سجدوا له، فهاله ذلك.
فلما استيقظ قصها على أبيه، فعرف أبوه أنه سينال منزلة عالية، ورفعة عظيمة في الدنيا والآخرة، بحيث يخضع له أبواه وإخوته فيها، فأمره بكتمانها وأن لا يقصها على إخوته كيلا يحسدوه، ويبغوا له الغوائل، ويكيدوه بأنواع الحيل والمكر.
ولهذا جاء في بعض الآثار: استعينوا على قضاء حوائجكم بكتمانها، فإن كل ذي نعمة محسود.
{ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ } أي: وكما أراك هذه الرؤيا العظيمة فإذا كتمتها { يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ } أي: يخصك بأنواع اللطف والرحمة.{ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ } أي: يفهمك من معاني الكلام وتعبير المنام ما لا يفهمه غيرك.
{ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْك وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ َ} أي: بالوحي إليك.
{ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ } أي: ينعم عليك ويحسن إليك بالنبوة كما أعطاها أباك يعقوب، وجدك إسحاق، ووالد جدك إبراهيم الخليل.
لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الناس أكرم؟
قال: (( يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله )).

{ لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ * إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ }
ينبه تعالى على ما في هذه القصة من الآيات والحكم، والدلالات والمواعظ والبينات، ثم ذكر حسد إخوة يوسف له على محبة أبيه له ولأخيه، يعنون شقيقه لأمه بنيامين أكثر منهم، وهم عصبة أي: جماعة يقولون: فكنا نحن أحق بالمحبة من هذين.
{ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } أي: بتقديمه حبهما علينا. ثم اشتوروا فيما بينهم في قتل يوسف، أو إبعاده إلى أرض لا يرجع منها، ليخلو لهم وجه أبيه أي لتتمحض محبته لهم، وتتوفر عليهم وأضمروا التوبة بعد ذلك، فلما تمالؤا على ذلك، وتوافقوا عليه.{ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ } أي: المارة من المسافرين.
فإن كنتم فاعلين لا محالة، فليكن هذا الذي أقول لكم فهو أقرب حالاً من قتله أو نفيه وتغريبه، فأجمعوا رأيهم على هذا فعند ذلك طلبوا من أبيهم أن يرسل معهم أخاهم يوسف، وأظهروا له أنهم يريدون أن يرعى معهم، وأن يلعب وينبسط، وقد أضمروا له ما الله به عليم، فأجابهم الشيخ عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم: يا بني يشق علي أن أفارقه ساعة من النهار، ومع هذا أخشى أن تشتغلوا في لعبكم وما أنتم فيه، فيأتي الذئب فيأكله، ولا يقدر على دفعه عنه لصغره وغفلتكم عنه
{ قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخَاسِرُونَ } أي: لئن عدا عليه الذئب فأكله من بيننا، أو اشتغلنا عنه حتى وقع هذا ونحن جماعة، إنا إذا لخاسرون أي: عاجزون هالكون.

{ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَجَاؤوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاؤوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }
لم يزالوا بأبيهم حتى بعثه معهم، فما كان إلا أن غابوا عن عينيه، فجعلوا يشتمونه ويهينونه بالفعال والمقال، وأجمعوا على إلقائه في غيابت الجب أي: في قعره على راعوفته، وهي الصخرة التي تكون في وسطه، يقف عليها المائح - وهو الذي ينزل ليملي الدلاء إذا قل الماء - والذي يرفعها بالحبل يسمى الماتح.
فلما ألقوه فيه، أوحى الله إليه أنه لا بدَّ لك من فرج ومخرج من هذه الشدة التي أنت فيها، ولتخبرن إخوتك بصنيعهم هذا، في حال أنت فيها عزيز وهم محتاجون إليك، خائفون منك

وذكر بكاء إخوة يوسف، وقد جاءوا أباهم عشاء يبكون، أي في ظلمة الليل ليكون أمشى لغدرهم
}قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا } أي ثيابنا { فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ } أي: في غيبتنا عنه في استباقنا.
وقولهم { وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ } أي: وما أنت بمصدق لنا في الذي أخبرناك من أكل الذئب له، ولو كنا غير متهمين عندك، فكيف وأنت تتهمنا في هذا، فإنك خشيت أن يأكله الذئب، وضمنا لك أن لا يأكله لكثرتنا حوله، فصرنا غير مصدقين عندك، فمعذور أنت في عدم تصديقك لنا والحالة هذه.
{ وَجَاؤوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } أي: مكذوب مفتعل، لأنهم عمدوا إلى سخلة ذبحوها، فأخذوا من دمها فوضعوه على قميصه، ليوهموا أنه أكله الذئب، قالوا ونسوا أن يخرقوه، وآفة الكذب النسيان.
ولما ظهرت عليهم علائم الريبة لم يرُج صنيعهم على أبيهم، فإنه كان يفهم عداوتهم له، وحسدهم إياه على محبته له من بينهم أكثر منهم، لما كان يتوسم فيه من الجلالة والمهابة التي كانت عليه في صغره، لما يريد الله أن يخصه به من نبوته.
ولما راودوه عن أخذه، فبمجرد ما أخذوه أعدموه، وغيبوه عن عينيه، جاؤا وهم يتباكون وعلى ما تمالئوا عليه يتواطئون، ولهذا { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }.
وعند أهل الكتاب: أن روبيل أشار بوضعه في الجب، ليأخذه من حيث لا يشعرون، ويرده إلى أبيه، فغافلوه وباعوه لتلك القافلة. فلما جاء روبيل من آخر النار ليُخرج يوسف لم يجده، فصاح وشق ثيابه، وعمد أولئك إلى جدي فذبحوه، ولطخوا من دمه جبة يوسف، فلما علم يعقوب شق ثيابه، ولبس مئزراً أسود وحزن على ابنه أياماً كثيرة، وهذه الركاكة جاءت من خطئهم في التعبير والتصوير.
و قال تعالى: { وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَابُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ * وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ }
يخبر تعالى عن قصة يوسف حين وضع في الجب:
أنه جلس ينتظر فرج الله ولطفه به، فجاءت سيارة أي: مسافرون. قاصدين ديار مصر من الشام، فأرسلوا بعضهم ليستقوا من ذلك البئر، فلما أدلى أحدهم دلوه تعلق فيه يوسف، فلما رآه ذلك الرجل:
{ قَالَ يَابُشْرَى } أي: يا بشارتي
{ هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً } أي: أوهموا أنه معهم غلام من جملة تجارتهم
ولما استشعر إخوة يوسف بأخذ السيارة له لحقوهم وقالوا هذا غلامنا أبق منا، فاشتروه منهم بثمن بخس أي: قليل نزر. وقيل: هو الزيف.
{ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ } قال ابن مسعود: باعوه بعشرين درهماً، اقتسموها درهمين درهمين.

ابو عراده
07-08-12, 01:20 am
( وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (http://216.176.51.23/newlibrary/display_book.php?idfrom=1296&idto=1296&bk_no=49&ID=1323#docu)( 30 ) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (http://216.176.51.23/newlibrary/display_book.php?idfrom=1296&idto=1296&bk_no=49&ID=1323#docu)
( 31 ) ) سورة الفرقان

يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ رَسُولِهِ وَنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ - صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ -
أَنَّهُ قَالَ :
( يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (http://216.176.51.23/newlibrary/display_book.php?idfrom=1296&idto=1296&bk_no=49&ID=1323#docu)) ،
وَذَلِكَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا لَا يُصْغُونَ لِلْقُرْآنِ وَلَا يَسْمَعُونَهُ ، كَمَا
قَالَ تَعَالَى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (http://216.176.51.23/newlibrary/display_book.php?idfrom=1296&idto=1296&bk_no=49&ID=1323#docu)) [ فُصِّلَتْ : 26 ]
وَكَانُوا إِذَا تُلِيَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالْكَلَامَ فِي غَيْرِهِ ، حَتَّى لَا يَسْمَعُوهُ . فَهَذَا مِنْ هُجْرَانِهِ ، وَتَرْكُ
[ عِلْمِهِ وَحِفْظِهِ أَيْضًا مِنْ هُجْرَانِهِ ، وَتَرْكُ ] الْإِيمَانِ بِهِ وَتَصْدِيقِهِ مِنْ هُجْرَانِهِ ، وَتَرْكُ تَدَبُّرِهِ وَتَفْهُّمِهِ مِنْ هُجْرَانِهِ ، وَتَرْكُ الْعَمَلِ بِهِ وَامْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ زَوَاجِرِهِ مِنْ هُجْرَانِهِ ، وَالْعُدُولُ عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ - مَنْ شِعْرٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ غِنَاءٍ أَوْ لَهْوٍ أَوْ كَلَامٍ أَوْ طَرِيقَةٍ مَأْخُوذَةٍ مِنْ غَيْرِهِ - مِنْ هُجْرَانِهِ ، فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْكَرِيمَ الْمَنَّانَ الْقَادِرَ عَلَى مَا يَشَاءُ ، أَنْ يُخَلِّصَنَا مِمَّا يُسْخِطُهُ ، وَيَسْتَعْمِلَنَا فِيمَا يُرْضِيهِ ، مِنْ حِفْظِ كِتَابِهِ وَفَهْمِهِ ، وَالْقِيَامِ بِمُقْتَضَاهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ ، عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي
[ ص: 109 ] يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ ، إِنَّهُ كَرِيمٌ وَهَّابٌ




وَقَوْلُهُ : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ (http://216.176.51.23/newlibrary/display_book.php?idfrom=1296&idto=1296&bk_no=49&ID=1323#docu))
أَيْ : كَمَا حَصَلَ لَكَ - يَا مُحَمَّدُ - فِي قَوْمِكَ مِنَ الَّذِينَ هَجَرُوا الْقُرْآنَ ، كَذَلِكَ كَانَ فِي الْأُمَمِ الْمَاضِينَ; لِأَنَّ
اللَّهَ جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ،
يَدْعُونَ النَّاسَ إِلَى ضَلَالِهِمْ وَكُفْرِهِمْ ،
كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (http://216.176.51.23/newlibrary/display_book.php?idfrom=1296&idto=1296&bk_no=49&ID=1323#docu)) [ الْأَنْعَامِ : 112 - 113 ] ;
وَلِهَذَا قَالَ هَاهُنَا :
( وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (http://216.176.51.23/newlibrary/display_book.php?idfrom=1296&idto=1296&bk_no=49&ID=1323#docu))
أَيْ : لِمَنِ اتَّبَعَ رَسُولَهُ ، وَآمَنَ بِكِتَابِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ هَادِيهِ وَنَاصِرُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
وَإِنَّمَا قَالَ : ( هَادِيًا وَنَصِيرًا (http://216.176.51.23/newlibrary/display_book.php?idfrom=1296&idto=1296&bk_no=49&ID=1323#docu)) لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَصُدُّونَ النَّاسَ عَنِ اتِّبَاعِ الْقُرْآنِ ، لِئَلَّا يَهْتَدِيَ أَحَدٌ بِهِ ،
وَلِتَغْلِبَ طَرِيقَتُهُمْ طَرِيقَةَ الْقُرْآنِ; فَلِهَذَا قَالَ :
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (http://216.176.51.23/newlibrary/display_book.php?idfrom=1296&idto=1296&bk_no=49&ID=1323#docu)) .
من كتاب تفسير القرآن العظيم

ابو عراده
07-08-12, 08:43 pm
قال تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) [الأحزاب: 59] يأمره فيها بأن يلزم زوجاته ونساء المؤمنين بستر جميع أبدانهن إذا خرجن لحوائجهن، ليقع الفرق بينهن وبين الإماء فتعرف الحرائر بسترهن فيكف عن معارضتهن الشباب والسفهاء، وليعرفن بالحصانة والتقوى والعفاف فلا يؤذين بأعمال سافلة، ولا تنغص حياتهن بنظرات وقحة، فإن المؤمنة التقية يجب أن يدل مظهرها على مخبرها، وأن يبدو إيمانها وتقواها في ملبسها كما يبدو في أقوالها وأعمالها وأن يسطع الإيمان في كل تصرفاتها وأحوالها، فتعرف أنها من أهل القرآن بتنفيذها أوامره، فيحترمها المؤمنون ولا يؤذيها الفاسقون. . وفي السورة نفسها أنزل الله تعالى في شأن أمهات المؤمنين قوله: ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) [الأحزاب:53] فدخل في ذلك جميع نساء الأمة لعموم علة وجوب الحجاب، ولما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة، فلا يجوز لها كشف وجهها ولا كفيها فأولى غيرهما.
أما وجوبه على النساء اليوم فهو من باب أولى، فإذا كان الله تبارك وتعالى أوجب الحجاب على نساء النبي وهن بلا شك الخيرات الطاهرات المبرآت اللواتي اختارهن الله أزواجاً لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة معللاً ذلك بقوله: ( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) وأوجبه على غيرهن من الصحابيات المهاجرات اللواتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يعصينه في معروف ، فما بالك بنساء هذا الزمن الذي كثر فيه أعوان الشيطان، وانتشر فيه الفسق وعم فيه الفجور واستبيحت فيه المحارم.

الفتى السمنسي
08-08-12, 02:21 am
8} لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَرِق السَّمْع أَتَاهُ شِهَاب ثَاقِب فَأَحْرَقَهُ وَلِهَذَا قَالَ جَلَّ جَلَاله " لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى " أَيْ لِئَلَّا يَصِلُوا إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَهِيَ السَّمَاوَات وَمَنْ فِيهَا مِنْ الْمَلَائِكَة إِذَا تَكَلَّمُوا بِمَا يُوحِيه اللَّه تَعَالَى مِمَّا يَقُولهُ مِنْ شَرْعِهِ وَقَدَرِهِ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَان ذَلِكَ فِي الْأَحَادِيث الَّتِي أَوْرَدْنَاهَا عِنْد قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى " حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبهمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبّكُمْ قَالُوا الْحَقّ وَهُوَ الْعَلِيّ الْكَبِير " وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَيُقْذَفُونَ " أَيْ يُرْمَوْنَ " مِنْ كُلّ جَانِب " أَيْ مِنْ كُلّ جِهَة يَقْصِدُونَ السَّمَاء مِنْهَا .
{9} دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ " دُحُورًا " أَيْ رَجْمًا يُدْحَرُونَ بِهِ وَيُزْجَرُونَ وَيُمْنَعُونَ مِنْ الْوُصُول إِلَى ذَلِكَ وَيُرْجَمُونَ " وَلَهُمْ عَذَاب وَاصِبٌ " أَيْ فِي الدَّار الْآخِرَة لَهُمْ عَذَاب دَائِم مُوجِع مُسْتَمِرّ كَمَا قَالَ جَلَّتْ عَظَمَته " وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاب السَّعِير

الفتى السمنسي
09-08-12, 07:30 pm
9} قال تعالى : ( أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ) . أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْن أَيْدِيهمْ وَمَا خَلْفهمْ مِنْ السَّمَاء وَالْأَرْض " قَالَ إِنَّك إِنْ نَظَرْت عَنْ يَمِينك أَوْ عَنْ شِمَالِك أَوْ مِنْ بَيْن يَدَيْك أَوْ مِنْ خَلْفك رَأَيْت السَّمَاوَات وَالْأَرْض . وَقَوْله تَعَالَى : " إِنْ نَشَأْ نَخْسِف بِهِمْ الْأَرْض أَوْ نُسْقِط عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنْ السَّمَاء" أَيْ لَوْ شِئْنَا لَفَعَلْنَا بِهِمْ ذَلِكَ بِظُلْمِهِمْ وَقُدْرَتنَا عَلَيْهِمْ وَلَكِنْ نُؤَخِّر ذَلِكَ لِحِلْمِنَا وَعَفْونَا ثُمَّ قَالَ" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة لِكُلِّ عَبْد مُنِيب " قَالَ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة " مُنِيب " تَائِب وَقَالَ سُفْيَان عَنْ قَتَادَة الْمُنِيب الْمُقْبِل إِلَى اللَّه تَعَالَى أَيْ إِنَّ فِي النَّظَر إِلَى خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض لَدَلَالَة لِكُلِّ عَبْد فَطِن لَبِيب رَجَّاع إِلَى اللَّه عَلَى قُدْرَة اللَّه تَعَالَى عَلَى بَعْث الْأَجْسَاد وَوُقُوع الْمَعَاد لِأَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى خَلْق هَذِهِ السَّمَاوَات فِي اِرْتِفَاعهَا وَاتِّسَاعهَا وَهَذِهِ الْأَرَضِينَ فِي اِنْخِفَاضهَا وَأَطْوَالهَا وَأَعْرَاضهَا إِنَّهُ لَقَادِر عَلَى إِعَادَة الْأَجْسَام وَنَشْر الرَّمِيم مِنْ الْعِظَام كَمَا قَالَ تَعَالَى : " أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُق مِثْلهمْ بَلَى " وَقَالَ تَعَالَى : " لَخَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَكْبَر مِنْ خَلْق النَّاس وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس لَا يَعْلَمُونَ" .

الفتى السمنسي
10-08-12, 05:20 am
قال تعالى{ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }..
هذه الآية العظيمة،من أعظم الآيات تفصيلا لعلمه المحيط،وأنه شامل للغيوب كلها،التي يطلع منها ما شاء من خلقه.وكثير منها طوى علمه عن الملائكة المقربين،والأنبياء المرسلين،فضلا عن غيرهم من العالمين،وأنه يعلم ما في البراري والقفار،من الحيوانات،والأشجار،والرمال والحصى،والتراب،وما في البحار من حيواناتها،ومعادنها،وصيدها،وغير ذلك مما تحتويه أرجاؤها، ويشتمل عليه ماؤها.{ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ } من أشجار البر والبحر،والبلدان والقفر،والدنيا والآخرة،إلا يعلمها.{ وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ } من حبوب الثمار والزروع،وحبوب البذور التي يبذرها الخلق؛وبذور النوابت البرية التي ينشئ منها أصناف النباتات.{ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ }هذا عموم بعد خصوص { إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } وهو اللوح المحفوظ،قد حواها،واشتمل عليها،وبعض هذا المذكور،يبهر عقول العقلاء،ويذهل أفئدة النبلاء،فدل هذا على عظمة الرب العظيم وسعته،في أوصافه كلها.وأن الخلق من أولهم إلى آخرهم لو اجتمعوا على أن يحيطوا ببعض صفاته، لم يكن لهم قدرة ولا وسع في ذلك،فتبارك الرب العظيم،الواسع العليم،الحميد المجيد، الشهيد، المحيط.وجل مِنْ إله،لا يحصي أحد ثناء عليه،بل كما أثنى على نفسه،وفوق ما يثني عليه عباده،فهذه الآية،دلت على علمه المحيط بجميع الأشياء،وكتابه المحيط بجميع الحوادث..

الفتى السمنسي
12-08-12, 05:56 am
قال تعالى : ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 13 ) اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 14 ) )

يقول تعالى بعد ذكر الزمان وذكر ما يقع فيه من أعمال بني آدم : ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) وطائره : هو ما طار عنه من عمله ، كما قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد : من خير وشر ، يلزم به ويجازى عليه ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الزلزلة : 5 ، 6 ] ، وقال تعالى : ( عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ ق : 17 ، 18 ] ، [ ص: 51 ] وقال تعالى : ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الانفطار : 10 - 14 ] ، قال : ( إنما تجزون ما كنتم تعملون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الطور : 16 ] وقال : ( من يعمل سوءا يجز به (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ النساء : 123 ] .

والمقصود أن عمل ابن آدم محفوظ عليه ، قليله وكثيره ، ويكتب عليه ليلا ونهارا ، صباحا ومساء .

وقال الإمام أحمد (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12251): حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبى الزبير (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=11862)، عن جابر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لطائر كل إنسان في عنقه " . قال ابن لهيعة : يعني الطيرة .

وهذا القول من ابن لهيعة في تفسير هذا الحديث ، غريب جدا ، والله أعلم .

وقوله [ تعالى ] ( ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : نجمع له عمله كله في كتاب يعطاه يوم القيامة ، إما بيمينه إن كان سعيدا ، أو بشماله إن كان شقيا ) منشورا ) أي : مفتوحا يقرؤه هو وغيره ، فيه جميع عمله من أول عمره إلى آخره ( ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ القيامة : 13 - 15 ] ؛ ولهذا قال تعالى : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : إنك تعلم أنك لم تظلم ولم يكتب عليك غير ما عملت ؛ لأنك ذكرت جميع ما كان منك ، ولا ينسى أحد شيئا مما كان منه ، وكل أحد يقرأ كتابه من كاتب وأمي .

وقوله [ تعالى ] ( ألزمناه طائره في عنقه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) إنما ذكر العنق ؛ لأنه عضو لا نظير له في الجسد ، ومن ألزم بشيء فيه فلا محيد له عنه ، كما قال الشاعر : .

الفتى السمنسي
12-08-12, 11:13 pm
قال تعالى : ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) .

يقول اللّه تعالى: { ولو شاء اللّه لجعلكم } أيها الناس { أمة واحدة } أي لوفق بينكم ولما جعل اختلافاً ولا تباغض ولا شحناء، { ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء } ثم يسألكم يوم القيامة عن جميع أعمالكم فيجازيكم عليها على الفتيل والنقير والقطمير؛ ثم حذر تعالى عباده عن اتخاذ الأيمان دخلاً: أي خديعة ومكراً لئلا تزل قدم { بعد ثبوتها } مثلٌ لمن كان على الاستقامة فحاد عنها، وزل عن طريق الهدى بسبب الأيمان الحانثة، المشتملة على الصد عن سبيل اللّه، لأن الكافر إذا رأى أن المؤمن قد عاهده ثم غدر به لم يبق له وثوق بالدين، فيصد بسببه عن الدخول في الإسلام، ولهذا قال: { وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل اللّه ولكم عذاب عظيم } ، ثم قال تعالى: { ولا تشتروا بعهد اللّه ثمنا قليلا } أي لا تعتاضوا عن الأيمان باللّه عرض الحياة الدنيا وزينتها، فإنها قليلة ولو حيزت لابن آدم الدنيا بحذافيرها لكان ما عند اللّه هو خير له، أي جزاء اللّه وثوابه خير لمن رجاه وآمن به، وطلبه وحفظ عهده رجاء موعوده، ولهذا قال: { إن كنتم تعلمون.ما عندكم ينفد } أي يفرغ وينقضي فإنه إلى أجل معدود، { وما عند اللّه باق } أي وثوابه لكم في الجنة باق لا انقطاع ولا نفاذ له، فإنه دائم لا يحول ولا يزول { ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } قسم من الرب تعالى مؤكد باللام أنه يجازي الصابرين بأحسن أعمالهم أي ويتجاوز عن سيئها.

الفتى السمنسي
13-08-12, 05:55 am
قوله تعالى : ( خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين ) (http://www.buraydh.com/forum/#docu)قوله تعالى : خلق الإنسان من نطفة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)لما ذكر الدليل على توحيده ذكر بعده الإنسان ومناكدته وتعدي طوره . والإنسان اسم للجنس . وروي أن المراد به أبي بن خلف الجمحي ، جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعظم رميم فقال : أترى يحيي الله هذا بعد ما قد رم . وفي هذا أيضا نزل ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ) (http://www.buraydh.com/forum/#docu)أي خلق الإنسان من ماء يخرج من بين الصلب والترائب ، فنقله أطوارا إلى أن ولد ونشأ بحيث يخاصم في الأمور . فمعنى الكلام التعجب من الإنسان وضرب لنا مثلا ونسي خلقه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)

فإذا هو خصيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)أي مخاصم ، كالنسيب بمعنى المناسب . أي يخاصم الله - عز وجل - في قدرته .

مبين أي ظاهر الخصومة . وقيل : يبين عن نفسه الخصومة بالباطل . والمبين : هو المفصح عما في ضميره بمنطقه .

الفتى السمنسي
13-08-12, 06:28 pm
قال تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )قَالَ تَعَالَى " أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْض" أَيْ بِأَفْهَامِهِمْ وَعُقُولهمْ وَنَظَرهمْ وَسَمَاعهمْ أَخْبَار الْمَاضِينَ وَلِهَذَا قَالَ " فَيَنْظُرُوا كَيْف كَانَ عَاقِبَة الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ كَانُوا أَشَدّ مِنْهُمْ قُوَّة " أَيْ كَانَتْ الْأُمَم الْمَاضِيَة وَالْقُرُون السَّالِفَة أَشَدّ مِنْكُمْ قُوَّة أَيّهَا الْمَبْعُوث إِلَيْهِمْ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكْثَر أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا أُوتِيتُمْ مِعْشَار مَا أُوتُوا وَمُكِّنُوا فِي الدُّنْيَا تَمْكِينًا لَمْ تَبْلُغُوا إِلَيْهِ وَعُمِّرُوا فِيهَا أَعْمَارًا طِوَالًا فَعَمَرُوهَا أَكْثَر مِنْكُمْ وَاسْتَغَلُّوهَا أَكْثَر مِنْ اِسْتِغْلَالكُمْ وَمَعَ هَذَا فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلهمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذَهُمْ اللَّه بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ اللَّه مِنْ وَاقٍ وَلَا حَالَتْ أَمْوَالهمْ وَأَوْلَادهمْ بَيْنهمْ وَبَيْن بَأْس اللَّه وَلَا دَفَعُوا عَنْهُمْ مِثْقَال ذَرَّة وَمَا كَانَ اللَّه لِيَظْلِمهُمْ فِيمَا أَحَلَّ بِهِمْ مِنْ الْعَذَاب وَالنَّكَال " وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسهمْ يَظْلِمُونَ" أَيْ وَإِنَّمَا أُوتُوا مِنْ أَنْفُسهمْ حَيْثُ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّه وَاسْتَهْزَءُوا بِهَا وَمَا ذَاكَ إِلَّا بِسَبَبِ ذُنُوبهمْ السَّالِفَة وَتَكْذِيبهمْ الْمُتَقَدِّم .

الفتى السمنسي
14-08-12, 06:10 am
الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 134 ) )

( الذين ينفقون في السراء والضراء (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : في اليسر والعسر فأول ما ذكر من أخلاقهم الموجبة للجنة ذكر السخاوة وقد جاء في الحديث . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13968)أخبرنا [ ص: 105 ] أبو عمرو الفراتي ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن إسماعيل العنبري ، أخبرنا أبو عبد الله بن حازم البغوي بمكة ، أخبرنا أبو صالح بن أيوب الهاشمي ، أخبرنا إبراهيم بن سعد ، أخبرنا سعيد بن محمد ، عن يحيى بن سعيد عن الأعرج (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13724)عن أبي هريرة (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=3)رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار ، والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ، والجاهل السخي أحب إلى الله من عابد بخيل " .

( والكاظمين الغيظ (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : الجارعين الغيظ عند امتلاء نفوسهم منه ، والكظم : حبس الشيء عند امتلائه وكظم الغيظ أن يمتلئ غيظا فيرده في جوفه ولا يظهره . ومنه قوله تعالى : " إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)" ( سورة غافر - 18 ) أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13968)أخبرنا أبو عمرو الفراتي ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الاسفراييني ، أخبرنا أبو عبد الله بن محمد زكريا العلاني ، أخبرنا روح بن عبد المؤمن ، أخبرنا أبو عبد الرحمن المقري (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12067)أخبرنا سعيد بن أبي أيوب (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15986)قال : حدثني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كظم غيظا وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء " . .

( والعافين عن الناس (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال الكلبي عن المملوكين سوء الأدب ، وقال زيد بن أسلم (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15944)ومقاتل : عمن ظلمهم وأساء إليهم . ( والله يحب المحسنين ) .

نيكاربانو
14-08-12, 06:39 am
لا لا تكفووووون خلو الموضوع دا مثبت مررره حلووو ومفيددد جدا

الفتى السمنسي
14-08-12, 07:10 pm
} قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ " قَالَ عِفْرِيت مِنْ الْجِنّ " قَالَ مُجَاهِد أَيْ مَارِد مِنْ الْجِنّ قَالَ شُعَيْب الْجُبَّائِيّ وَكَانَ اِسْمه كوزن وَكَذَا قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ يَزِيد بْن رُومَان وَكَذَا قَالَ أَيْضًا وَهْب بْن مُنَبِّه قَالَ أَبُو صَالِح وَكَانَ كَأَنَّهُ جَبَل " أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ تَقُوم مِنْ مَقَامك " قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَعْنِي قَبْل أَنْ تَقُوم مِنْ مَجْلِسك وَقَالَ مُجَاهِد مَقْعَدك وَقَالَ السُّدِّيّ وَغَيْره كَانَ يَجْلِس لِلنَّاسِ لِلْقَضَاءِ وَالْحُكُومَات وَلِلطَّعَامِ مِنْ أَوَّل النَّهَار إِلَى أَنْ تَزُول الشَّمْس " وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِين " قَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْ قَوِيّ عَلَى حَمْله أَمِين عَلَى مَا فِيهِ مِنْ الْجَوْهَر فَقَالَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام أُرِيد أَعْجَل مِنْ ذَلِكَ وَمِنْ هَهُنَا يَظْهَر أَنَّ سُلَيْمَان أَرَادَ بِإِحْضَارِ هَذَا السَّرِير إِظْهَار عَظَمَة مَا وَهَبَ اللَّه لَهُ مِنْ الْمُلْك وَمَا سُخِّرَ لَهُ مِنْ الْجُنُود الَّذِي لَمْ يُعْطَهُ أَحَد قَبْله وَلَا يَكُون لِأَحَدٍ مِنْ بَعْده وَلِيَتَّخِذَ ذَلِكَ حُجَّة عَلَى نُبُوَّته عِنْد بِلْقِيس وَقَوْمهَا لِأَنَّ هَذَا خَارِق عَظِيم أَنْ يَأْتِي بِعَرْشِهَا كَمَا هُوَ مِنْ بِلَادهَا قَبْل أَنْ يَقْدَمُوا عَلَيْهِ هَذَا وَقَدْ حَجَبَتْهُ بِالْأَغْلَاقِ وَالْأَقْفَال وَالْحَفَظَة .
{40} قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ " قَالَ الَّذِي عِنْده عِلْم مِنْ الْكِتَاب " قَالَ اِبْن عَبَّاس وَهُوَ آصَف كَاتِب سُلَيْمَان وَكَذَا رَوَى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ يَزِيد بْن رُومَان أَنَّهُ آصَف بْن بَرْخِيَاء وَكَانَ صِدِّيقًا يَعْلَم الِاسْم الْأَعْظَم وَقَالَ قَتَادَة كَانَ مُؤْمِنًا مِنْ الْإِنْس وَاسْمه آصَف وَكَذَا قَالَ أَبُو صَالِح وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْإِنْس زَادَ قَتَادَة مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل وَقَالَ مُجَاهِد كَانَ اِسْمه أَسْطُوم قَالَ قَتَادَة فِي رِوَايَة عَنْهُ كَانَ اِسْمه بليخا وَقَالَ زُهَيْر بْن مُحَمَّد هُوَ رَجُل مِنْ الْإِنْس يُقَال لَهُ ذُو النُّور وَزَعَمَ عَبْد اللَّه بْن لَهِيعَة أَنَّهُ الْخَضِر وَهُوَ غَرِيب جِدًّا وَقَوْله " أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ يَرْتَدّ إِلَيْك طَرْفك " أَيْ اِرْفَعْ بَصَرك وَانْظُرْ مَدّ بَصَرك مِمَّا تَقْدِر عَلَيْهِ فَإِنَّك لَا يَكِلّ بَصَرك إِلَّا وَهُوَ حَاضِر عِنْدك وَقَالَ وَهْب اِبْن مُنَبِّه اُمْدُدْ بَصَرك فَلَا يَبْلُغ مَدَاهُ حَتَّى آتِيك بِهِ فَذَكَرُوا أَنَّهُ أَمَرَهُ أَنْ يَنْظُر نَحْو الْيَمَن الَّتِي فِيهَا هَذَا الْعَرْش الْمَطْلُوب ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَدَعَا اللَّه تَعَالَى قَالَ مُجَاهِد قَالَ يَا ذَا الْجَلَال وَالْإِكْرَام وَقَالَ الزُّهْرِيّ قَالَ : يَا إِلَهنَا وَإِلَه كُلّ شَيْء إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ اِئْتِنِي بِعَرْشِهَا قَالَ فَمَثَلَ بَيْن يَدَيْهِ قَالَ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَزُهَيْر بْن مُحَمَّد وَغَيْرهمْ لَمَّا دَعَا اللَّه تَعَالَى وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْتِيه بِعَرْشِ بِلْقِيس وَكَانَ فِي الْيَمَن وَسُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام بِبَيْتِ الْمَقْدِس غَابَ السَّرِير وَغَاصَ فِي الْأَرْض ثُمَّ نَبَعَ مِنْ بَيْن يَدَيْ سُلَيْمَان وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَم لَمْ يَشْعُر سُلَيْمَان إِلَّا وَعَرْشهَا يُحْمَل بَيْن يَدَيْهِ قَالَ وَكَانَ هَذَا الَّذِي جَاءَ بِهِ مِنْ عُبَّاد الْبَحْر فَلَمَّا عَايَنَ سُلَيْمَان وَمَلَأَهُ ذَلِكَ وَرَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْده " قَالَ هَذَا مِنْ فَضْل رَبِّي " أَيْ هَذَا مِنْ نِعَم اللَّه عَلَيَّ " لِيَبْلُوَنِي " أَيْ لِيَخْتَبِرَنِي " أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُر وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُر لِنَفْسِهِ " كَقَوْلِهِ " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا " وَكَقَوْلِهِ " وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ " وَقَوْله " وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّ كَرِيم " أَيْ هُوَ غَنِيّ عَنْ الْعِبَاد وَعِبَادَتهمْ كَرِيم أَيْ كَرِيم فِي نَفْسه فَإِنْ لَمْ يَعْبُدهُ أَحَد فَإِنَّ عَظَمَته لَيْسَتْ مُفْتَقِرَة إِلَى أَحَد وَهَذَا كَمَا قَالَ مُوسَى " إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْض جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّه لَغَنِيّ حَمِيد " وَفِي صَحِيح مُسْلِم " يَقُول اللَّه تَعَالَى : يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلكُمْ وَآخِركُمْ وَإِنْسكُمْ وَجِنّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْب رَجُل مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلكُمْ وَآخِركُمْ وَإِنْسكُمْ وَجِنّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَر قَلْب رَجُل مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّه وَمَنْ وَجَدَ غَيْر ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسه ".

الفتى السمنسي
14-08-12, 11:24 pm
} قال تعالى : ( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )يُخْبِر تَعَالَى عَنْ حَالهمَا حِين خَرَجَا يَسْتَبِقَانِ إِلَى الْبَاب يُوسُف هَارِب وَالْمَرْأَة تَطْلُبهُ لِيَرْجِع إِلَى الْبَيْت فَلَحِقَتْهُ فِي أَثْنَاء ذَلِكَ فَأَمْسَكَتْ بِقَمِيصِهِ مِنْ وَرَائِهِ فَقَدَّتْهُ قَدًّا فَظِيعًا يُقَال إِنَّهُ سَقَطَ عَنْهُ وَاسْتَمَرَّ يُوسُف هَارِبًا ذَاهِبًا وَهِيَ فِي إِثْره فَأَلْفَيَا سَيِّدهَا وَهُوَ زَوْجهَا عِنْد الْبَاب فَعِنْد ذَلِكَ خَرَجَتْ مِمَّا هِيَ فِيهِ بِمَكْرِهَا وَكَيْدهَا وَقَالَتْ لِزَوْجِهَا مُتَنَصِّلَة وَقَاذِفَة يُوسُف بِدَائِهَا " مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِك سُوءًا " أَيْ فَاحِشَة " إِلَّا أَنْ يُسْجَن " أَيْ يُحْبَس" أَوْ عَذَاب أَلِيم " أَيْ يُضْرَب ضَرْبًا شَدِيدًا مُوجِعًا فَعِنْد ذَلِكَ اِنْتَصَرَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام بِالْحَقِّ وَتَبْرَأ مِمَّا رَمَتْهُ بِهِ مِنْ الْخِيَانَة .
{26}قال تعالى : ( قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) وَقَالَ بَارًّا صَادِقًا " هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي " وَذَكَرَ أَنَّهَا اِتَّبَعَتْهُ تَجْذِبهُ إِلَيْهَا حَتَّى قَدَّتْ قَمِيصه" وَشَهِدَ شَاهِد مِنْ أَهْلهَا إِنْ كَانَ قَمِيصه قُدَّ مِنْ قُبُل" أَيْ مِنْ قُدَّامه فَصَدَقَتْ هِيَ أَيْ فِي قَوْلهَا إِنَّهُ رَاوَدَهَا عَنْ نَفْسهَا لِأَنَّهُ يَكُون لَمَّا دَعَاهَا وَأَبَتْ عَلَيْهِ دَفَعَتْهُ فِي صَدْره فَقَدَّتْ قَمِيصه فَيَصِحّ مَا قَالَتْ .

الفتى السمنسي
15-08-12, 02:07 am
وقوله تعالى : ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ) الآية . قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : هذا في الرجل يحضره الموت فيسمعه رجل يوصي بوصية تضر بورثته فأمر الله تعالى الذي يسمعه أن يتقي الله ويوفقه ويسدده للصواب فينظر لورثته كما كان يحب أن يصنع بورثته إذا خشي عليهم الضيعة وهكذا قال مجاهد وغير واحد وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل على سعد بن أبي وقاص يعوده قال : يا رسول الله إني ذو مال ولا يرثني إلا ابنة أفأتصدق بثلثي مالي قال" لا " قال : فالشطر قال " لا " قال فالثلث قال " الثلث , والثلث كثير " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس " وفي الصحيح عن ابن عباس قال : لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " الثلث والثلث كثير " قال الفقهاء : إن كان ورثة الميت أغنياء استحب للميت أن يستوفي في وصيته الثلث وإن كانوا فقراء استحب أن ينقص الثلث وقيل : المراد بالآية فليتقوا الله في مباشرة أموال اليتامى " ولا يأكلوها إسرافا وبدارا " حكاه ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس وهو قول حسن يتأيد بما بعده من التهديد في أكل أموال اليتامى ظلما أي كما تحب أن تعامل ذريتك من بعدك فعامل الناس في ذرياتهم إذا وليتهم ثم أعلمهم أن من أكل أموال اليتامى ظلما فإنما يأكل في بطنه نارا .

الفتى السمنسي
15-08-12, 02:42 am
قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ [المائدة: 35]، الوسيلة كل ما يتوسل به أي يتقرب من قرابة أو صنيعة أو من غير ذلك، فاستعيرت لما يتوسل به إلى الله تعالى من فعل الطاعات وترك المعاصي، وأنشد للبيد:
أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ألا كل ذي لب إلى الله واسل http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وقال الألوسي في تفسير الآية المذكورة: الوسيلة هي فعيلة بمعنى ما يتوسل به ويتقرب إلى الله عز وجل من فعل الطاعات وترك المعاصي من وسل إلى كذا أي تقرب بشيء. ولعل المراد بها الاتقاء المأمور به. كما يشير إليه كلام قتادة فإنه ملاك الأمر كله، والذريعة إلى كل خير. وقيل الجملة الأولى: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أمر بترك المعاصي، والثانية: ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ أمر بفعل الطاعات.

وأخرج ابن الأنباري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الوسيلة الحاجة.

وأنشد عنترة:
إن الرجال لهم إليك وسيلة http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إن يأخذوك تكحلي وتخضبي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وكأن المعنى: اطلبوا إليه حاجتكم متوجهين إليه، فإن بيده "عز شأنه" مقاليد السموات والأرض، ولا تطلبوها متوجهين إلى غيره فتكونوا كضيف عاذ بقرملة[1] (http://www.alukah.net/Sharia/0/32615/#_ftn1).

وقال البيضاوي في تفسير الآية المذكورة: الوسيلة ما تتوسلون به إلى ثوابه، والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي، من وسل إلى كذا إذا تقرب إليه، وفي الحديث: «الوسيلة منـزلة في الجنة». اهـ.

وقال النسفي: الوسيلة هي كل ما يتوصل به أي يتقرب من قرابة أو صنيعة أو غير ذلك، فاستعيرت لما يتوسل به من فعل الطاعات وترك السيئات.

الفتى السمنسي
16-08-12, 06:15 am
قال تعالى : ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ).
ومن هذه الآيات يتبين ما يلي:
1. هذا خطاب لبني إسرائيل - أي نبي الله يعقوب عليه السلام - بأن يذكروا نعم الله عليهم، فقد نجاهم من آل فرعون والغرق وبعثهم من بعد أن أخذتهم الصاعقة وأنزل عليهم المن والسلوى وغيرها من النعم التي ذكرها الله - سبحانه وتعالى - في كتابه. وفي هذه الآية ما يدلّ على أنهم كفروا بنعم الله بأن نسوها بالكلية فهم لم يهملوا شكرها فقط وذلك من سياق الآية  اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ  لأن مفهوم الأمر بالذكر  اذْكُرُوا دليل على أنهم كانوا قد نسوها بالكلية.
2. يأمرهم الله أن يفوا بما أخذ عليهم من عهود بالإيمان والطاعة فيفي الله بعهدهم بحسن الثواب، والعهد يضاف إلى المُعاهِد والمُعَاهَد، ثم يقول سبحانه  وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ  أي خُصُّوني بالرهبة مني، وهي صيغة قوية في إفادة الاختصاص وفيها معنى الشرط لدخول الفاء كأنه قيل: إن كنتم راهبين شيئاً فارهبوني، والآية متضمنة للوعد والوعيد.
3. يأمرهم الله سبحـانه أن يؤمنوا بالقرآن الذي أنزل مصدقاً لحقيقة ما معهم، أي النصـوص الـتي لـم تتـغير فـيه حيـث إنَّ الله سبحـانه قد أخبرنا بأنهم غيروا وبدلوا  يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ المائدة/آية13 أي يزيلونه ويميلونه عن مواضعه التي وضعها الله فيها  سْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ البقرة/آية75 كما حرفوا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدّ الرجم كما جاء في الحديث "... قالت يهود تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه، فأمر به فرجم» (رواه أحمد) الحديث.
ويأمرهم كذلك أن لا يكونوا أول كافر بهذا القرآن، وهذا تعريض بأنهم كان يجب أن يكونوا أول من يؤمن به لمعرفتهم به وبصفة الرسول صلى الله عليه وسلم ويحذرهم الله سبحانه أن يغيروا التوراة أو يحرفوها مقابل مصالح دنيوية، وأن يتقوا الله ولا يخشوا أحداً سواه.
وما ذكره الله سبحانه  وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا  لا مفهوم مخالفة له لأنه خرج مخرج الغالب كما هو معروف في الأصول لأن هذا هو الذي كان، فقد كانوا يحرفون كلام الله مقابل عرض من الدنيا قليل، ولذلك فالتحذير من التغيير والتبديل قائم سواء أكان الثمن قليلاً أم كثيراً.
4.  وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ .
أي لا تخلطوا الحق بالباطل، فالباء للإلصاق وبذلك فالآية تنهى عن أمرين: خلط الحق بالباطل وكتمان الحق وهم يعلمون؛ فإن خلط الحق بالباطل تضليل، وكتمان الحق إخفاء له وتضييع له وكلاهما من الكبائر في دين الله.

الفتى السمنسي
16-08-12, 08:22 pm
الكوثر

{1} إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فُضَيْل عَنْ الْمُخْتَار بْن فُلْفُل عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ : أَغْفَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِغْفَاءَة فَرَفَعَ رَأْسه مُتَبَسِّمًا إِمَّا قَالَ لَهُمْ وَإِمَّا قَالُوا لَهُ لِمَ ضَحِكْت فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" إِنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَة " فَقَرَأَ " بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَر " حَتَّى خَتَمَهَا فَقَالَ " هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر ؟ " قَالُوا اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ " هُوَ نَهَر أَعْطَانِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّة عَلَيْهِ خَيْر كَثِير تَرِد عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْم الْقِيَامَة آنِيَته عَدَد الْكَوَاكِب فَيُخْتَلَج الْعَبْد مِنْهُمْ فَأَقُول يَا رَبّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيُقَال إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدك" هَكَذَا رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد بِهَذَا الْإِسْنَاد الثُّلَاثِيّ وَهَذَا السِّيَاق عَنْ حَمَد بْن فُضَيْل عَنْ الْمُخْتَار بْن فُلْفُل عَنْ أَنَس بْن مَالِك . وَقَدْ وَرَدَ فِي صِفَة الْحَوْض يَوْم الْقِيَامَة أَنَّهُ يَشْخَب فِيهِ مِيزَابَانِ مِنْ السَّمَاء مِنْ نَهَر الْكَوْثَر وَأَنَّ آنِيَته عَدَد نُجُوم السَّمَاء وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيث مُسْلِم وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ مِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن مُسْهِر وَمُحَمَّد بْن فُضَيْل كِلَاهُمَا عَنْ الْمُخْتَار بْن فُلْفُل عَنْ أَنَس وَلَفْظ مُسْلِم قَالَ : بَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْن أَظْهُرنَا فِي الْمَسْجِد إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَة ثُمَّ رَفَعَ رَأْسه مُتَبَسِّمًا قُلْنَا مَا أَضْحَكك يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ " لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَة " فَقَرَأَ " بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَر فَصَلِّ لِرَبِّك وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر " ثُمَّ قَالَ " أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر " ؟ - قُلْنَا اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ " فَإِنَّهُ نَهَر وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْر كَثِير وَهُوَ حَوْض تَرِد عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْم الْقِيَامَة آنِيَته عَدَد النُّجُوم فِي السَّمَاء فَيُخْتَلَج الْعَبْد مِنْهُمْ فَأَقُول رَبّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُول إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدك " . وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِهِ كَثِير مِنْ الْقُرَّاء عَلَى أَنَّ هَذِهِ السُّورَة مَدَنِيَّة وَكَثِير مِنْ الْفُقَهَاء عَلَى أَنَّ الْبَسْمَلَة مِنْ السُّورَة وَأَنَّهَا مُنَزَّلَة مَعَهَا. فَأَمَّا قَوْله تَعَالَى " إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَر " فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهُ نَهَر فِي الْجَنَّة وَقَدْ رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ أَنَس فَقَالَ حَدَّثَنَا عَفَّان حَدَّثَنَا حَمَّاد أَخْبَرَنَا ثَابِت عَنْ أَنَس أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَة " إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَر " قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أُعْطِيت الْكَوْثَر فَإِذَا هُوَ نَهَر يَجْرِي وَلَمْ يُشَقّ شَقًّا وَإِذَا حَافَّتَاهُ قِبَاب اللُّؤْلُؤ فَضَرَبْت بِيَدِي فِي تُرْبَته فَإِذَا مِسْك أَذْفَر وَإِذَا حَصْبَاؤُهُ اللُّؤْلُؤ " وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد أَيْضًا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي عَدِيّ عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَس قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " دَخَلْت الْجَنَّة فَإِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَّتَاهُ خِيَام اللُّؤْلُؤ فَضَرَبْت بِيَدِي إِلَى مَا يَجْرِي فِيهِ الْمَاء فَإِذَا مِسْك أَذْفَر قُلْت مَا هَذَا يَا جِبْرِيل ؟ قَالَ هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " وَرَوَاهُ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَمُسْلِم مِنْ حَدِيث شَيْبَان بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ : لَمَّا عَرَجَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاء قَالَ " أَتَيْت عَلَى نَهَر حَافَّتَاهُ قِبَاب اللُّؤْلُؤ الْمُجَوَّف فَقُلْت مَا هَذَا يَا جِبْرِيل ؟ قَالَ هَذَا الْكَوْثَر" وَهُوَ لَفْظ الْبُخَارِيّ رَحِمَهُ اللَّه . وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا الرَّبِيع أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب عَنْ سُلَيْمَان بْن بِلَال عَنْ شَرِيك بْن أَبِي نَمِر قَالَ : سَمِعْت أَنَس بْن مَالِك يُحَدِّثنَا قَالَ : لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَضَى بِهِ جِبْرِيل إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ عَلَيْهِ قَصْر مِنْ اللُّؤْلُؤ وَزَبَرْجَد فَذَهَبَ يَشُمّ تُرَابه فَإِذَا هُوَ مِسْك قَالَ " يَا جِبْرِيل مَا هَذَا النَّهَر ؟ قَالَ هُوَ الْكَوْثَر الَّذِي خَبَّأَ لَك رَبّك " وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيث الْإِسْرَاء فِي سُورَة سُبْحَان مِنْ طَرِيق شُرَيْح عَنْ أَنَس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُخَرَّج فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَقَالَ سَعِيد عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " بَيْنَمَا أَنَا أَسِير فِي الْجَنَّة إِذْ عَرَضَ لِي نَهَر حَافَّتَاهُ قِبَاب اللُّؤْلُؤ الْمُجَوَّف . فَقَالَ الْمَلَك - الَّذِي مَعَهُ - أَتَدْرِي مَا هَذَا ؟ هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي أَعْطَاك اللَّه وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى أَرْضه فَأَخْرَجَ مِنْ طِينه الْمِسْك " وَكَذَا رَوَاهُ سُلَيْمَان بْن طَرْخَان وَمَعْمَر وَهَمَّام وَغَيْرهمْ عَنْ قَتَادَة بِهِ . قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي شُرَيْح حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوب الْعَبَّاس حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعْد حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَهَّاب اِبْن أَخِي بْن شِهَاب عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَس قَالَ : سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكَوْثَر فَقَالَ " هُوَ نَهَر أَعْطَانِيهِ اللَّه تَعَالَى فِي الْجَنَّة تُرَابه مِسْك أَبْيَض مِنْ اللَّبَن وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَل تَرِدهُ طَيْر أَعْنَاقهَا مِثْل أَعْنَاق الْجُزُر " قَالَ أَبُو بَكْر يَا رَسُول اللَّه إِنَّهَا لَنَاعِمَة قَالَ " آكِلهَا أَنْعَم مِنْهَا " وَقَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَة الْخُزَاعِيّ حَدَّثَنَا اللَّيْث عَنْ يَزِيد بْن الْهَاد عَنْ عَبْد الْوَهَّاب عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن شِهَاب عَنْ أَنَس أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الْكَوْثَر ؟ قَالَ " هُوَ نَهَر فِي الْجَنَّة أَعْطَانِيهِ رَبِّي لَهُوَ أَشَدّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَن وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَل فِيهِ طُيُور أَعْنَاقهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُر - قَالَ عُمَر يَا رَسُول اللَّه إِنَّهَا لَنَاعِمَة قَالَ - آكِلهَا أَنْعَم مِنْهَا يَا عُمَر " وَرَوَاهُ اِبْن جَرِير مِنْ حَدِيث الزُّهْرِيّ عَنْ أَخِيهِ عَبْد اللَّه عَنْ أَنَس أَنَّهُ سَأَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكَوْثَر فَذَكَرَ مِثْله سَوَاء . وَقَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا خَالِد بْن يَزِيد الْكَاهِلِيّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي عُبَيْدَة عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَ سَأَلْتهَا عَنْ قَوْله تَعَالَى " إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَر " قَالَتْ نَهَر أُعْطِيه نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرّ مُجَوَّف آنِيَته كَعَدَدِ النُّجُوم ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيّ رَوَاهُ زَكَرِيَّا وَأَبُو الْأَحْوَص وَمُطَرِّف عَنْ أَبِي إِسْحَاق وَرَوَاهُ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ مِنْ طَرِيق مُطَرِّف بِهِ . وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ سُفْيَان وَإِسْرَائِيل عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي عُبَيْدَة عَنْ عَائِشَة قَالَتْ الْكَوْثَر نَهَر فِي الْجَنَّة شَاطِئَاهُ دُرّ مُجَوَّف وَقَالَ إِسْرَائِيل نَهَر فِي الْجَنَّة عَلَيْهِ مِنْ الْآنِيَة عَدَد نُجُوم السَّمَاء . وَحَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد حَدَّثَنَا يَعْقُوب الْقُمِّيّ عَنْ حَفْص بْن حُمَيْد عَنْ شِمْر بْن عَطِيَّة عَنْ شَقِيق أَوْ مَسْرُوق قَالَ : قُلْت لِعَائِشَة أُمّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينِي عَنْ الْكَوْثَر قَالَتْ نَهَر فِي بُطْنَان الْجَنَّة قُلْت وَمَا بُطْنَان الْجَنَّة ؟ قَالَتْ وَسَطهَا حَافَّتَاهُ قُصُور اللُّؤْلُؤ وَالْيَاقُوت تُرَابه الْمِسْك وَحَصْبَاؤُهُ اللُّؤْلُؤ وَالْيَاقُوت . وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ أَبِي جَعْفَر الرَّازِيّ عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَع خَرِير الْكَوْثَر فَلْيَجْعَلْ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ. وَهَذَا مُنْقَطِع بَيْن اِبْن أَبِي نَجِيح وَعَائِشَة وَفِي بَعْض الرِّوَايَات عَنْ رَجُل عَنْهَا وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهُ يَسْمَع نَظِير ذَلِكَ لَا أَنَّهُ يَسْمَعهُ نَفْسه وَاَللَّه أَعْلَم قَالَ السُّهَيْلِيّ وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ مَرْفُوعًا مِنْ طَرِيق مَالِك بْن مِغْوَل عَنْ الشَّعْبِيّ عَنْ مَسْرُوق عَنْ عَائِشَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا هُشَيْم أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْر عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ فِي الْكَوْثَر هُوَ الْخَيْر الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّه إِيَّاهُ قَالَ أَبُو بِشْر قُلْت لِسَعِيدِ بْن جُبَيْر فَإِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَر فِي الْجَنَّة فَقَالَ سَعِيد : النَّهَر الَّذِي فِي الْجَنَّة مِنْ الْخَيْر الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّه إِيَّاهُ وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيث هُشَيْم عَنْ أَبِي بِشْر وَعَطَاء بْن السَّائِب عَنْ سَعِيد عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ الْكَوْثَر الْخَيْر الْكَثِير . وَقَالَ الثَّوْرِيّ عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ الْكَوْثَر الْخَيْر الْكَثِير وَهَذَا التَّفْسِير يَعْنِي النَّهَر وَغَيْره لِأَنَّ الْكَوْثَر مِنْ الْكَثْرَة وَهُوَ الْخَيْر الْكَثِير وَمِنْ ذَلِكَ النَّهَر كَمَا قَالَ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُجَاهِد وَمُحَارِب بْن دِثَار وَالْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن الْبَصْرِيّ حَتَّى قَالَ مُجَاهِد هُوَ الْخَيْر الْكَثِير فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقَالَ عِكْرِمَة هُوَ النُّبُوَّة وَالْقُرْآن وَثَوَاب الْآخِرَة وَقَدْ صَحَّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ فَسَّرَهُ بِالنَّهَرِ أَيْضًا فَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا عُمَر بْن عُبَيْد عَنْ عَطَاء عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : الْكَوْثَر نَهَر فِي الْجَنَّة حَافَّتَاهُ ذَهَب وَفِضَّة يَجْرِي عَلَى الْيَاقُوت وَالدُّرّ مَاؤُهُ أَبْيَض مِنْ الثَّلْج وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَل وَرَوَى الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس نَحْو ذَلِكَ وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي يَعْقُوب حَدَّثَنَا هُشَيْم أَخْبَرَنَا عَطَاء بْن السَّائِب عَنْ مُحَارِب بْن دِثَار عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ : الْكَوْثَر نَهَر فِي الْجَنَّة حَافَّتَاهُ ذَهَب وَفِضَّة يَجْرِي عَلَى الدُّرّ وَالْيَاقُوت مَاؤُهُ أَشَدّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَن وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَل . وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَنْ اِبْن حُمَيْد عَنْ جَرِير عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب بِهِ مِثْله مَوْقُوفًا وَقَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا فَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن حَفْص حَدَّثَنَا وَرْقَاء قَالَ : وَقَالَ عَطَاء عَنْ مُحَارِب بْن دِثَار عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْكَوْثَر نَهَر فِي الْجَنَّة حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَب وَالْمَاء يَجْرِي عَلَى اللُّؤْلُؤ وَمَاؤُهُ أَشَدّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَن وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَل . وَهَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ وَابْن أَبِي حَاتِم وَابْن جَرِير مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن فُضَيْل عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب بِهِ مَرْفُوعًا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح . وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي يَعْقُوب حَدَّثَنَا اِبْن عُلَيَّة أَخْبَرَنَا عَطَاء بْن السَّائِب قَالَ : قَالَ مُحَارِب بْن دِثَار مَا قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر فِي الْكَوْثَر ؟ قُلْت حَدَّثَنَا عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ هُوَ الْخَيْر الْكَثِير فَقَالَ صَدَقَ وَاَللَّه إِنَّهُ لَلْخَيْر الْكَثِير وَلَكِنْ حَدَّثَنَا اِبْن عُمَر قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ " إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَر " قَالَ رَسُول اللَّه " الْكَوْثَر نَهَر فِي الْجَنَّة حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَب يَجْرِي عَلَى الدُّرّ وَالْيَاقُوت " . وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي اِبْن الْبَرْقِيّ حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي مَرْيَم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَبِي كَثِير أَخْبَرَنِي حَرَام بْن عُثْمَان عَنْ عَبْد الرَّحْمَن الْأَعْرَج أُسَامَة بْن زَيْد أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى حَمْزَة بْن عَبْد الْمُطَّلِب يَوْمًا فَلَمْ يَجِدهُ فَسَأَلَ عَنْهُ اِمْرَأَته وَكَانَتْ مِنْ بَنِي النَّجَّار فَقَالَتْ خَرَجَ يَا نَبِيّ اللَّه آنِفًا عَامِدًا نَحْوك فَأَظُنّهُ أَخْطَأَك فِي بَعْض أَزِقَّة بَنِي النَّجَّار أَوَلَا تَدْخُل يَا رَسُول اللَّه ؟ فَدَخَلَ فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ حَيْسًا فَأَكَلَ مِنْهُ فَقَالَتْ يَا رَسُول اللَّه هَنِيئًا لَك وَمَرِيئًا لَقَدْ جِئْت وَأَنَا أُرِيد أَنْ آتِيك فَأُهَنِّيك وَأُمَرِّيك أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَارَة أَنَّك أُعْطِيت نَهَرًا فِي الْجَنَّة يُدْعَى الْكَوْثَر فَقَالَ " أَجَلْ وَعَرْضه - يَعْنِي أَرْضه - يَاقُوت وَمَرْجَان وَزَبَرْجَد وَلُؤْلُؤ " حِزَام بْن عُثْمَان ضَعِيف وَلَكِنْ هَذَا سِيَاق حَسَن وَقَدْ صَحَّ أَصْل هَذَا بَلْ قَدْ تَوَاتَرَ مِنْ طُرُق تُفِيد الْقَطْع عِنْد كَثِير مِنْ أَئِمَّة الْحَدِيث وَكَذَلِكَ أَحَادِيث الْحَوْض وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ أَنَس وَأَبِي الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف أَنَّ الْكَوْثَر نَهَر فِي الْجَنَّة وَقَالَ عَطَاء هُوَ حَوْض فِي الْجَنَّة .
{2} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ أَيْ كَمَا أَعْطَيْنَاك الْخَيْر الْكَثِير فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمِنْ ذَلِكَ النَّهَر الَّذِي تَقَدَّمَ صِفَته فَأَخْلِصْ لِرَبِّك صَلَاتك الْمَكْتُوبَة وَالنَّافِلَة وَنَحْرك فَاعْبُدْهُ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَانْحَرْ عَلَى اِسْمه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيك لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْت وَأَنَا أَوَّل الْمُسْلِمِينَ " . قَالَ اِبْن عَبَّاس وَعَطَاء وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَالْحَسَن يَعْنِي بِذَلِكَ نَحْر الْبَدَن وَنَحْوهَا وَكَذَا قَالَ قَتَادَة وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَالضَّحَّاك وَالرَّبِيع وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَالْحَكَم وَسَعِيد بْن أَبِي خَالِد وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَهَذَا بِخِلَافِ مَا كَانَ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ مِنْ السُّجُود لِغَيْرِ اللَّه وَالذَّبْح عَلَى اِسْمه كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَر اِسْم اللَّه عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْق " الْآيَة وَقِيلَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ وَانْحَرْ وَضْع الْيَد الْيُمْنَى عَلَى الْيَد الْيُسْرَى تَحْت النَّحْر يُرْوَى هَذَا عَنْ عَلِيّ وَلَا يَصِحّ وَعَنْ الشَّعْبِيّ مِثْله وَعَنْ أَبِي جَعْفَر الْبَاقِر " وَانْحَرْ " يَعْنِي رَفْع الْيَدَيْنِ عِنْد اِفْتِتَاح الصَّلَاة وَقِيلَ " وَانْحَرْ " أَيْ اِسْتَقْبِلْ بِنَحْرِك الْقِبْلَة . وَذَكَرَ هَذِهِ الْأَقْوَال الثَّلَاثَة اِبْن جَرِير. وَقَدْ رَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم هَهُنَا حَدِيث مُنْكَرًا جِدًّا فَقَالَ حَدَّثَنَا وَهْب بْن إِبْرَاهِيم الْقَاضِي سَنَة خَمْس وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل بْن حَاتِم الْمَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا مُقَاتِل بْن حَيَّان عَنْ الْأَصْبَغ بْن نُبَاتَة عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَر فَصَلِّ لِرَبِّك وَانْحَرْ " قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا جِبْرِيل مَا هَذِهِ النَّحِيرَة الَّتِي أَمَرَنِي بِهَا رَبِّي ؟ فَقَالَ لَيْسَتْ بِنَحِيرَةٍ وَلَكِنَّهُ يَأْمُرك إِذَا تَحَرَّمْت لِلصَّلَاةِ اِرْفَعْ يَدَيْك إِذَا كَبَّرْت وَإِذَا رَكَعْت وَإِذَا رَفَعْت رَأْسك مِنْ الرُّكُوع وَإِذَا سَجَدْت فَإِنَّهَا صَلَاتنَا وَصَلَاة الْمَلَائِكَة الَّذِينَ فِي السَّمَوَات السَّبْع وَإِنَّ لِكُلِّ شَيْء زِينَة وَزِينَة الصَّلَاة رَفْع الْيَدَيْنِ عِنْد كُلّ تَكْبِيرَة " وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك مِنْ حَدِيث إِسْرَائِيل بْن حَاتِم بِهِ وَعَنْ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ " وَانْحَرْ" أَيْ اِرْفَعْ صُلْبك بَعْد الرُّكُوع وَاعْتَدِلْ وَابْرُزْ نَحْرك يَعْنِي بِهِ الِاعْتِدَال رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم وَكُلّ هَذِهِ الْأَقْوَال غَرِيبَة جِدًّا . وَالصَّحِيح الْقَوْل الْأَوَّل أَنَّ الْمُرَاد بِالنَّحْرِ ذَبْح الْمَنَاسِك وَلِهَذَا كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْعِيد ثُمَّ يَنْحَر نُسُكه وَيَقُول " مَنْ صَلَّى صَلَاتنَا وَنَسَكَ نُسُكنَا فَقَدْ أَصَابَ النُّسُك وَمَنْ نَسَكَ قَبْل الصَّلَاة فَلَا نُسُك لَهُ " فَقَامَ أَبُو بُرْدَة بْن نِيَار فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنِّي نَسَكْت شَاتِي قَبْل الصَّلَاة وَعَرَفْت أَنَّ الْيَوْم يَوْم يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْم قَالَ " شَاتك شَاة لَحْم " قَالَ فَإِنَّ عِنْدِي عَنَاقًا هِيَ أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْنِ أَفَتُجْزِئ عَنِّي ؟ قَالَ " تُجْزِئك وَلَا تُجْزِئ أَحَدًا بَعْدك " قَالَ أَبُو جَعْفَر اِبْن جَرِير وَالصَّوَاب قَوْل مَنْ قَالَ إِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ فَاجْعَلْ صَلَاتك كُلّهَا لِرَبِّك خَالِصًا دُون مَا سِوَاهُ مِنْ الْأَنْدَاد وَالْآلِهَة وَكَذَلِكَ نَحْرك اِجْعَلْهُ لَهُ دُون الْأَوْثَان شُكْرًا لَهُ عَلَى مَا أَعْطَاك مِنْ الْكَرَامَة وَالْخَيْر الَّذِي لَا كِفَاء لَهُ وَخَصَّك بِهِ وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ فِي غَايَة الْحُسْن وَقَدْ سَبَقَهُ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَعَطَاء .
{3} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ قَوْله تَعَالَى " إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر " أَيْ إِنَّ مُبْغِضك يَا مُحَمَّد وَمُبْغِض مَا جِئْت بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْحَقّ وَالْبُرْهَان السَّاطِع وَالنُّور الْمُبِين هُوَ الْأَبْتَر الْأَقَلّ الْأَذَلّ الْمُنْقَطِع ذِكْره قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتَادَة نَزَلَتْ فِي الْعَاص بْن وَائِل وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ يَزِيد بْن رُومَان قَالَ : كَانَ الْعَاص بْن وَائِل إِذَا ذُكِرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول دَعُوهُ فَإِنَّهُ رَجُل أَبْتَر لَا عَقِب لَهُ فَإِذَا هَلَكَ اِنْقَطَعَ ذِكْره فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ السُّورَة وَقَالَ شِمْر بْن عَطِيَّة نَزَلَتْ فِي عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط وَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَعِكْرِمَة نَزَلَتْ فِي كَعْب بْن الْأَشْرَف وَجَمَاعَة مِنْ كُفَّار قُرَيْش . وَقَالَ الْبَزَّار حَدَّثَنَا زَيْد بْن يَحْيَى الْحَسَّانِيّ حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَدِمَ كَعْب بْن الْأَشْرَف مَكَّة فَقَالَتْ لَهُ قُرَيْش أَنْتَ سَيِّدهمْ أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا الصَّنْبَر الْمُنْبَتِر مِنْ قَوْمه ؟ يَزْعُم أَنَّهُ خَيْر مِنَّا وَنَحْنُ أَهْل الْحَجِيج وَأَهْل السَّدَانَة وَأَهْل السِّقَايَة فَقَالَ أَنْتُمْ خَيْر مِنْهُ قَالَ فَنَزَلَتْ " إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر" وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبَزَّار وَهُوَ إِسْنَاد صَحِيح وَعَنْ عَطَاء قَالَ نَزَلَتْ فِي أَبِي لَهَب وَذَلِكَ حِين مَاتَ اِبْن لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَهَبَ أَبُو لَهَب إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ بُتِرَ مُحَمَّد اللَّيْلَة فَأَنْزَلَ اللَّه فِي ذَلِكَ " إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر " . وَعَنْ اِبْن عَبَّاس نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْل وَعَنْهُ " إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر" يَعْنِي عَدُوّك وَهَذَا يَعُمّ جَمِيع مَنْ اِتَّصَفَ بِذَلِكَ مِمَّنْ ذُكِرَ وَغَيْرهمْ , وَقَالَ عِكْرِمَة الْأَبْتَر الْفَرْد وَقَالَ السُّدِّيّ كَانُوا إِذَا مَاتَ ذُكُور الرَّجُل قَالُوا بُتِرَ فَلَمَّا مَاتَ أَبْنَاء رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا بُتِرَ فَأَنْزَلَ اللَّه " إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر " وَهَذَا يَرْجِع إِلَى مَا قُلْنَاهُ مِنْ أَنَّ الْأَبْتَر الَّذِي إِذَا مَاتَ اِنْقَطَعَ ذِكْره فَتَوَهَّمُوا لِجَهْلِهِمْ أَنَّهُ إِذَا مَاتَ بَنُوهُ اِنْقَطَعَ ذِكْره وَحَاشَا وَكَلَّا بَلْ قَدْ أَبْقَى اللَّه ذِكْره عَلَى رُءُوس الْأَشْهَاد وَأَوْجَبَ شَرْعه عَلَى رِقَاب الْعِبَاد مُسْتَمِرًّا عَلَى دَوَام الْآبَاد إِلَى يَوْم الْمَحْشَر وَالْمَعَاد صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ دَائِمًا إِلَى يَوْم التَّنَاد. آخِر تَفْسِير سُورَة الْكَوْثَر وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة .

الفتى السمنسي
17-08-12, 04:16 am
4} وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة فِيهَا بَيَان حُكْم جَلْد الْقَاذِف لِلْمُحْصَنَةِ وَهِيَ الْحُرَّة الْبَالِغَة الْعَفِيفَة فَإِذَا كَانَ الْمَقْذُوف رَجُلًا فَكَذَلِكَ يُجْلَد قَاذِفه أَيْضًا وَلَيْسَ فِيهِ نِزَاع بَيْن الْعُلَمَاء فَإِنْ أَقَامَ الْقَاذِف بَيِّنَة عَلَى صِحَّة مَا قَالَهُ دَرَأَ عَنْهُ الْحَدّ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَة وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَة أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ " فَأَوْجَبَ عَلَى الْقَاذِف إِذَا لَمْ يُقِمْ الْبَيِّنَة عَلَى صِحَّة مَا قَالَ ثَلَاثَة أَحْكَام " أَحَدهَا " أَنْ يُجْلَد ثَمَانِينَ جَلْدَة " الثَّانِي" أَنَّهُ تُرَدّ شَهَادَته أَبَدًا " الثَّالِث " أَنْ يَكُون فَاسِقًا لَيْسَ بِعَدْلٍ لَا عِنْد اللَّه وَلَا عِنْد النَّاس .

الفتى السمنسي
17-08-12, 06:20 am
قال تعالى : ( وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 49 ) سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 50 ) ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 51 ) )

يقول تعالى : ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) وتبرز الخلائق لديانها ، ترى يا محمد يومئذ المجرمين - وهم الذين أجرموا بكفرهم وفسادهم - ( مقرنين ) أي : بعضهم إلى بعض ، قد جمع بين النظراء أو الأشكال منهم ، كل صنف إلى صنف ، كما قال تعالى : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الصافات : 22 ] وقال : ( وإذا النفوس زوجت (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ التكوير : 7 ] وقال : ( وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الفرقان : 13 ] وقال : ( والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ ص : 37 ، 38 ] .

والأصفاد : هي القيود ، قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15992)، والأعمش (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13726)، وعبد الرحمن بن زيد (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16327). وهو مشهور في اللغة ، قال عمرو بن كلثوم .



فآبوا بالثياب وبالسبايا وأبنا بالملوك مصفدينا


وقوله : ( سرابيلهم من قطران (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : ثيابهم التي يلبسونها عليهم من قطران ، وهو الذي تهنأ به الإبل ، أي : تطلى ، قاله قتادة . وهو ألصق شيء بالنار .

ويقال فيه : " قطران " بفتح القاف وكسر الطاء ، وبفتح القاف وتسكين الطاء ، وبكسر القاف وتسكين الطاء ، ومنه قول أبي النجم .



كأن قطرانا إذا تلاها ترمي به الريح إلى مجراها



وكان ابن عباس يقول : القطران هو : النحاس المذاب ، وربما قرأها : " سرابيلهم من قطران " أي : من نحاس حار قد انتهى حره . وكذا روي عن مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15992)، والحسن ، وقتادة .

وقوله : ( وتغشى وجوههم النار (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) كقوله : ( تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ المؤمنون : 104 ] .

وقال الإمام أحمد (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12251)- رحمه الله - : حدثنا يحيى بن إسحاق ، أنبأنا أبان بن يزيد ، عن يحيى بن أبي [ ص: 523 ] كثير ، عن زيد ، عن أبي سلام ، عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أربع من أمر الجاهلية لا يتركن : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة ، والنائحة إذا لم تتب قبل موتها ، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ، ودرع من جرب " . انفرد بإخراجه مسلم .

وفي حديث القاسم ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " النائحة إذا لم تتب ، توقف في طريق بين الجنة والنار ، وسرابيلها من قطران ، وتغشى وجهها النار " .

وقوله : ( ليجزي الله (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : يوم القيامة ، كما قال : ( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ النجم : 31 ] .

( إن الله سريع الحساب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يحتمل أن يكون كقوله تعالى : ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) ويحتمل أنه في حال محاسبته لعبده سريع النجاز ; لأنه يعلم كل شيء ، ولا يخفى عليه خافية ، وإن جميع الخلق بالنسبة إلى قدرته كالواحد منهم ، كقوله تعالى : ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ لقمان : 28 ] وهذا معنى قول مجاهد : ( سريع الحساب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ إحصاء ] .

ويحتمل أن يكون المعنيان مرادين ، والله أعلم

الفتى السمنسي
18-08-12, 05:28 am
يقول الله تعالى ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ( 16) )

يقول الله تعالى : أما آن للمؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله ، أي : تلين عند الذكر ، والموعظة ، وسماع القرآن ، فتفهمه ، وتنقاد له ، وتسمع له ، وتطيعه .

قال عبد الله بن المبارك : حدثنا صالح المري ، عن قتادة ، عن ابن عباس أنه قال : إن الله استبطأ قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن ، فقال : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ) الآية ، رواه ابن أبي حاتم ، عن الحسن بن محمد بن الصباح ، عن حسين المروزي ، عن ابن المبارك به .

ثم قال هو ومسلم : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال - يعني الليث - عن عون بن عبد الله ، عن أبيه ، عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ) [ الآية ] إلا أربع سنين

وقال سفيان الثوري ، عن المسعودي ، عن القاسم قال : مل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ملة ، فقالوا : حدثنا يا رسول الله . فأنزل الله تعالى : ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) [ يوسف : 3 ] قال : ثم ملوا ملة فقالوا : حدثنا يا رسول الله ، فأنزل الله تعالى : ( الله نزل أحسن الحديث ) [ الزمر : 23 ] . ثم ملوا ملة فقالوا : حدثنا يا رسول الله . فأنزل الله : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )

وقال قتادة : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ) ذكر لنا أن شداد بن أوس كان يروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن أول ما يرفع من الناس الخشوع "

وقوله : ( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) نهى الله المؤمنين أن يتشبهوا بالذين حملوا الكتاب قبلهم من اليهود والنصارى ، لما تطاول عليهم الأمد بدلوا كتاب الله الذي بأيديهم واشتروا به ثمنا قليلا ونبذوه وراء ظهورهم ، وأقبلوا على الآراء المختلفة والأقوال المؤتفكة ، وقلدوا الرجال في دين الله ، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، فعند ذلك قست قلوبهم ، فلا يقبلون موعظة ، ولا تلين قلوبهم بوعد ولا وعيد .

( وكثير منهم فاسقون ) أي : في الأعمال ، فقلوبهم فاسدة ، وأعمالهم باطلة . كما قال : ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ) [ المائدة : 13 ] ، أي : فسدت قلوبهم فقست وصار من سجيتهم تحريف الكلم عن مواضعه ، وتركوا الأعمال التي أمروا بها ، وارتكبوا ما نهوا عنه ; ولهذا نهى الله المؤمنين أن يتشبهوا بهم في شيء من الأمور الأصلية والفرعية .

الفتى السمنسي
18-08-12, 07:26 pm
قال تعالى : [ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ 93 وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ 94] (سورة الأنعام: 93 ، 94)
المعنى الإجمالي:
النص الكريم يخاطب كل من يصلح للخطاب ، مبينًا لهم حال الظالمين عندما يغمرهم الموت بسكراته ، والملائكة باسطو أيديهم إليهم بالعذاب والضرب ، كما قال سبحانه في آية أخرى :
[ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ] (سورة الأنفال: 50 )
وتقول –الملائكة- مُوَبخةً لهم ومؤكدة عجزهم: [ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ ] من هذا العذاب ، وخلصوها مما هي فيه ، إن كانت لكم قدرة على ذلك.
فالأمر هنا للتوبيخ والتعجيز كما يقول الآلوسي ( )
ثم تصرح الآية بعذاب القبر ، فيما حكته من قول الملائكة للظالمين:
[ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ]
فالحديث لا زال للملائكة موجها للظالمين عندما يغمرهم الموت. وكلمة "اليوم" هنا مراد بها يوم الموت ، كما يدل على ذلك السياق( ) وعلى هذا ، فالعذاب الموصوف بالهون أي الهوان هنا، هو عذاب القبر.
ولما كان الهوان ملازما لهذا العذاب كل الملازمة ، متمكنا منه كل التمكن ، جاء التعبير عنه بالإضافة هكذا [عذاب الهون] وهو من إضافة الموصوف إلى الصفة.
ثم يمضي السياق مؤيدا أن المراد بذلك هو عذاب القبر ، فيقول سبحانه بعد ذلك: [ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ ] فما من شك في أن هذا المجيء ، هو القدوم على الله تعالى بعد الموت ، وهو الكائن في القبر ، وبذلك يلتئم السياق ، وتتسلسل الأحداث ، وتكتمل الصورة في هذا المشهد ، ملائكة يقبضون أرواح الظالمين ، يعذبونهم ويوبخونهم ، فيعاينوا واقعا ما علموه من قبل خبرا ، فيقيم الله عليهم بذلك الحجة ، ويقول في إظهار حجته عليهم بما عاينوه من واقع سبق لهم أن أنكروه: [ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ]
وجه الدلالة في النص الكريم على عذاب القبر:
الكلام في النص الكريم صريح الدلالة على عذاب القبر ، لأن الكلام فيه عن موقف الظالمين عندما يغمرهم الموت بقبض أرواحهم عن طريق ملك الموت ، لتتولى ملائكة العذاب بعد ذلك تعذيبهم في قبورهم ، كما يدل عليه قوله [ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ ] وقوله: [ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ] في ضوء ما مر بيانه من أن هذا اليوم ، هو يوم الموت ، لأن السياق لا يلتئم صريحا إلا بهذا.

الفتى السمنسي
19-08-12, 05:00 am
قال تعالى : [ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء ] (سورة إبراهيم: 27)
المعنى الإجمالي:
تخبر هذه الآية الكريمة بأن الله عز وجل يعين عباده الصالحين ويثبتهم بالقول الحق في الدنيا ، إن عرض لهم ما يعمل على زحزحتم عنه ، ويعينهم ويثبتهم به في القبر أيضا ، عندما يسأله الملكان : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن الرجل الذي بعث فيكم ؟
وقد أخرج في ذلك مسلم في صحيحه ، بسنده المتصل عن البراء بن عازب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت " قال : " نزلت في عذاب القبر ، فيقال له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فذلك قوله عز وجل : [ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ، وفي الآخرة] "( )
وإنما نسبت الحياة في القبر هنا إلى الدار الآخرة مع أنها ليست منها ، لكونها مرحلة مؤدية إليها ، وخطوة في طريق السير إليها.
ومثل هذا يقال أيضا في معنى حديث " إن القبر أول منازل الآخرة"( )
وإذا كان الله عز وجل يمُِد عباده الصالحين بمدد من عنده ، يعينهم على الثبات عند المحن في الدنيا ، وعند السؤال في القبر ، فإن الظالمين لا معين لهم ولا نصير ، ومن ثم فهم لا يثبتون على الحق كالمؤمنين ، بل يضلهم الله عنه ، لضلالهم عن ربهم في دار العمل.
وجه الدلالة في الآية على عذاب القبر:
تصرح هذه الآية بأن الله عز وجل يثبت المؤمنين بالقول الثابت في الحياة الدنيا ، وكذلك في الآخرة أي في القبر الذي هو الخطوة الأولى في الطريق إلى الآخرة ، ولما كانت الدار الآخرة دار جزاء وليست دار سؤال ولا تثبيت ، وكانت السنة الصحيحة قد دلت على أن السؤال والتثبيت إنما هو في القبر ، فقد لزم القول بأن المراد بالآخرة هنا الحياة في القبر ، وأن التثبيت فيها هو التثبيت عند سؤال الملكين ، وما يتبع ذلك من نعيم الاطمئنان إلى رضوان الله.
وفي مقابل ذلك ، فإن إضلال الظالمين ، هو زيغهم عن الحق في الدنيا وفي القبر ، فلا ينجون من فتنة السؤال ، فيلحقهم ما هم أهله من سوء ما ينتظرهم من عذاب الله يوم القيامة ، إضافة إلى ما تقوم به ملائكة العذاب من ضرب وجوههم وأدبارهم عند موتهم وبعده ، كما صرحت بذلك آيات أخرى ، قد ذكرناها في مواضعها من هذا البحث.

الفتى السمنسي
19-08-12, 12:02 pm
قال تعالى : ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ) :
( اعلم أن للعلماء كلاماً كثيراً في هذه الآية قائلين إنها تدل على أنه ينبغي التقشف والإقلال من التمتع بالمآكل والمشارب والملابس ونحو ذلك.
وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يفعل ذلك خوفاً منه أن يدخل في عموم من يقال لهم يوم القيامة: ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ) .. الآية، والمفسرون يذكرون هنا آثاراً كثيرة في ذلك، وأحوال أهل الصُـفة وما لاقوه من شدة العيش.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: التحقيق إن شاء الله في معنى هذه الآية هو أنها في الكفار وليست في المؤمنين الذين يتمتعون باللذات التي أباحها الله لهم، لأنه ما أباحها لهم ليُذهب بها حسناتهم !
وإنما قلنا: إن هذا هو التحقيق، لأن الكتاب والسنة الصحيحة دالان عليه والله تعالى يقول: ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) الآية. أما كون الآية في الكفار، فقد صرَّح الله تعالى به في قوله : ( ويوم يُعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم ) .. الآية.
والقرآن والسنة الصحيحة قد دلا على أن الكافر إن عمل عملاً صالحاً مطابقاً للشرع، مخلصاً فيه لله، كالكافر الذي يبر والديه، ويصل الرحم ، ويقري الضيف، وينفس عن المكروب، ويعين المظلوم يبتغي بذلك وجه الله ؛ يثاب بعمله في دار الدنيا خاصة بالرزق والعافية، ونحو ذلك ولا نصيب له في الآخرة.
فمن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يُبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) ، وقوله تعالى : ( من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ) . وقد قيد تعالى هذا الثواب الدنيوي المذكور في الآيات بمشيئته وإرادته في قوله تعالى: ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحورًا ) .

الفتى السمنسي
20-08-12, 09:26 pm
http://elazhar.com/quran/image/10_103.gif

( ثم ننجى رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين )التفسير : 103 - ثم ننجى رسلنا والمؤمنين من ذلك العذاب، لأنه وعد بنجاتهم، ووعده حق لا يتخلف.

الفتى السمنسي
22-08-12, 01:20 am
قال تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب }
قوله تعالى: " من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه " الحرث العمل والكسب. ومنه قول عبدالله بن عمر: واحرث لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا. ومنه سمي الرجل حارثا. والمعنى أي من طلب بما رزقناه حرثا لآخرته، فأدى حقوق الله وأنفق في إعزاز الدين؛ فإنما نعطيه ثواب ذلك للواحد عشرا إلى سبعمائة فأكثر. " ومن كان يريد حرث الدنيا " أي طلب بالمال الذي آتاه الله رياسة الدنيا والصل إلى المحظورات، فإنا لا نحرمه الرزق أصلا، ولكن لا حظ به في الآخرة من ماله؛ قال الله تعالى: " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا " [الإسراء: 18]. وقيل: " نزد له في حرثه " نوفقه للعبادة ونسهلها عليه. وقيل: حرث الآخرة الطاعة؛ أي من أطاع فله الثواب. قيل: " نزد له في حرثه " أي نعطه الدنيا مع الآخرة. وقيل: الآية في الغزو؛ أي من أراد بغزوه الآخرة أوتى الثواب، ومن أراد بغزوه الغنيمة أوتي منها. قال القشيري: والظاهر أن الآية في الكافر؛ يوسع له في الدنيا؛ أي لا ينبغي له أن يغتر بذ لك لأن الدنيا لا تبقى. وقال قتادة: إن الله يعطي على نية الآخرة ما شاء من أمر الدنيا، ولا يعطي على نية الدنيا إلا الدنيا. وقال أيضا: يقول الله تعالى: ( من عمل لآخرته زدناه في عمله وأعطيناه من الدنيا ما كتبنا له ومن أثر دنياه على آخرته لم نجعل له نصيبا في الآخرة إلا النار ولم يصب من الدنيا إلا رزقا قد قسمناه له لا بد أن كان يؤتاه مع إيثار أو غير إيثار). وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: وقوله عز وجل: "من كان يريد حرث الآخرة" من كال من الأبرار يريد بعمله الصالح ثواب الآخرة "نزد له في حرثه" أي في حسناته. "ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب
"ومن كان يريد حرث الدنيا" أي من كان من الفجار يريد بعمله الحسن الدنيا " نؤته منها " ثم نسخ ذلك في الإسراء: " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد" [الإسراء. 18]. والصواب أن هذا ليس بنسخ؛ لأن هذا خبر الأشياء كلها بإرادة الله عز وجل. ألا ترى أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ). وقد قال قتادة ما تقدم ذكره، وهو يبين لك أن لا نسخ. وقد ذكرنا في "هود" أن هذا من باب المطلق والمقيد، وأن النسخ لا يدخل في الأخبار. والله المستعان.

الفتى السمنسي
22-08-12, 10:54 am
قال تعالى : [ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى 124 قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا 125 قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى 126 وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى 127] (سورة طه: 124-127)
المعنى الإجمالي :
توضح هذه الآيات بطريق العموم الذي يفيده اسم الموصول "مَن" أن من يعرض عن ذكر الله ، فإن له في القبر " معيشة ضنكا " أي عيشا ضيقا، يحشر على أثرها يوم القيامة أعمى ، فيتساءل عن سبب ذلك وهو الذي كان حادّ البصر في الدنيا ، فيجيبه المولى عز وجل: [ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ]
ثم تبين الآيات أن هذا هو جزء من عذاب من جاوز حدود الله ، فأسرف في المعاصي ، أما العذاب الأقسى والأبقى حيث لا ينقطع ، فهو عذاب الآخرة ، وقانا الله وجميع المسلمين إياه.
وجه الدلالة في النص الكريم على عذاب القبر:
تدل هذه الآية على أن المعرض عن ذكر الله سوف يعيش في قبره في ضيق وعدم سعة ، وهو عذاب القبر ، ولأن هذه العيشة الضنك لا يمكن أن يراد بها عذاب الآخرة ، لأن الله عز وجل قال بعدها: [ وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ]، ولأننا رجحنا بالأدلة أن ليس مرادا بها معيشة الحياة الدنيا منفردة ، فقد لزم أن تكون هذه المعيشة الضنك في القبر.
ويرى بعض المفسرين أن تكون شاملة لكل الدور.
قال السعدي في تفسيره:
وبعض المفسرين، يرى أن المعيشة الضنك، عامة في دار الدنيا، بما يصيب المعرض عن ذكر ربه، من الهموم والغموم والآلام، التي هي عذاب معجل، وفي دار البرزخ، وفي الدار الآخرة، لإطلاق المعيشة الضنك، وعدم تقييدها.( )
وقال الشنقيطي في كتابه اضواء البيان:
ولا ينافي ذلك شمول المعيشة الضنك لمعيشته في الدنيا . وطعام الضريع ، والزقوم . فتكون معيشته ضنكا في الدنيا ، والبرزخ ، والآخرة ، والعياذ بالله تعالى .
وهذا رأي لا نعارض قبوله لأنه محتمل ، كما أنه شامل للرأي الذي ذكرناه ، وهو أن المعيشة الضنك عذاب القبر.

الفتى السمنسي
23-08-12, 03:46 am
قال تعالى ( يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) (البقرة:276)


تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى


قوله تعالى: { يمحق الله الربا }؛ «المحق» بمعنى الإزالة؛ أي يزيل الربا؛ والإزالة يحتمل أن تكون إزالة حسية، أو إزالة معنوية، فالإزالة الحسية: أن يسلط الله على مال المرابي ما يتلفه؛ والمعنوية : أن يَنزع منه البركة.

قوله تعالى: { ويربي الصدقات } أي يزيدها: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.

قوله تعالى: { والله لا يحب كل كفار أثيم }؛ إذا نفى الله تعالى المحبة فالمراد إثبات ضدها - وهي الكراهة؛ و « الكَفّار » كثير الكفر، أو عظيم الكفر؛ و « الأثيم » بمعنى الآثم، كالسميع بمعنى السامع، والبصير بمعنى الباصر، وما أشبه ذلك.

الفوائد :

1 - من فوائد الآية: محق الربا : إما حساً، وإما معنًى، كما سبق.

2 - ومنها: التحذير من الربا، وسد أبواب الطمع أمام المرابين.

3 - ومنها : أن الله يرْبي الصدقات - أي يزيدها؛ والزيادة إما أن تكون حسية؛ وإما أن تكون معنوية؛ فإن كانت حسية فبالكمية، مثل أن ينفق عشرة، فيخلف الله عليه عشرين؛ وأما المعنوية فأن يُنْزل الله البركة في ماله.

4 - ومنها: مقابلة الضد بالضد؛ فكما أن الربا يُمحَق، ويزال؛ فالصدقة تزيد المال، وتنميه؛ لأن الربا ظلم، والصدقة إحسان.

5 - ومنها: إثبات المحبة لله عز وجل؛ لقوله تعالى: { والله لا يحب كل كفار أثيم }؛ ووجه الدلالة أن نفي المحبة عن الموصوف بالكفر، والإثم يدل على إثباتها لمن لم يتصف بذلك - أي لمن كان مؤمناً مطيعاً؛ ولولا ذلك لكان نفي المحبة عن « الكفار الأثيم » لغواً من القول لا فائدة منه؛ ولهذا استدل الشافعي - رحمه الله - بقوله تعالى: { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } [المطففين: 15] على أن الأبرار يرون الله عز وجل؛ لأنه لما حجب الفجار عن رؤيته في حال الغضب دل على ثبوتها للأبرار في حال الرضا؛ وهذا استدلال خفي جيد؛ والمحبة الثابتة لله عز وجل هي محبة حقيقية تليق بجلاله، وعظمته؛ وليست - كما قال أهل التعطيل - إرادة الثواب، أو الثواب؛ لأن إرادة الثواب ناشئة عن المحبة؛ وليست هي المحبة؛ وهذه القاعدة - أعني إجراء النصوص على ظاهرها في باب صفات الله - اتفق عليها علماء السلف، وأهل السنة والجماعة؛ لأن ما يتحدث الله به عن نفسه أمور غيبية يجب علينا الاقتصار فيها على ما ورد.

الفتى السمنسي
24-08-12, 12:04 am
قال تعالى : ( كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ )
يقول سبحانه :


( كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ
(27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)
إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) )القيامة .

يعظ تعالى عباده بذكر حال المحتضر عند السياق ، وأنه إذا بلغت روحه التراقي،
وهي العظام المكتنفة لثغرة النحر، فحينئذ يشتد الكرب، ويطلب كل وسيلة وسبب،
يظن أن يحصل به الشفاء والراحة،

ولهذا قال

( وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ )

أي: من يرقيه من الرقية لأنهم انقطعت آمالهم من الأسباب
العادية، فلم يبق إلا الأسباب الإلهية . ولكن القضاء والقدر، إذا حتم وجاء فلا مرد له،

( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ )
للدنيا.
( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )

أي: اجتمعت الشدائد والتفت، وعظم الأمر وصعب الكرب،
وأريد أن تخرج الروح التي ألفت البدن ولم تزل معه، فتساق إلى الله تعالى،
حتى يجازيها بأعمالها، ويقررها بفعالها. ) تفسير السعدي

وبهذا الإسناد، عن ابن عباس في قوله:

( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )
قال: التفت عليه الدنيا والآخرة.

وكذا قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس:

( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )

يقول: آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، فتلتقي الشدة بالشدة
إلا من رحم الله.

وقال عكرمة: ( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )

الأمر العظيم بالأمر العظيم. وقال مجاهد : بلاء ببلاء.

وقال الحسن البصري في قوله تعالى: ( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )

هما ساقاك إذا التفتا .
وفي رواية عنه: ماتت رجلاه فلم تحملاه، وقد كان عليها جوالا. وكذا قال السدي،
عن أبي مالك.

وفي رواية عن الحسن: هو لفهما في الكفن.


وقال الضحاك
( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )
اجتمع عليه أمران: الناس يجهزون جسده،
والملائكة يجهزون روحه (تفسير ابن كثير)

ماأعظمه من مشهد فهل أعددنا لهذا اليوم
هل استشعرنا الموقف الذي سنمر به يوماً من الأيام لامحالة
ها نحن نسمع فلان توفي وفلانة توفيت ، وسأتي يوم ويقال عنك ( فلان توفي )
ماذا لو ادركك ملك الموت في هذه اللحظة ؟؟ هل أنت مستعدٌ للرحيل ؟؟


اللهم ارحم في الدنيا غربتنا .. وآنس في القبر وحشتنا وارحم موتانا وموتى المسلمين
واغفر لهم واعف ُ عنهم وارحمنا اذا صرنا الى ماصاروا اليه.

الفتى السمنسي
24-08-12, 10:01 am
قال تعالى : ( وَنَادَوْاْ يَمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبّكَ قَالَ إِنّكُمْ مّاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقّ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقّ كَارِهُونَ ) .

{ ونادوا يا مالك } وهو خازن النار. قال البخاري: حدثنا حجاج بن منهال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك } أي يقبض أرواحنا فيريحنا مما نحن فيه فإنهم كما قال تعالى: { لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها } وقال عز وجل: { ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيا } فلما سألوا أن يموتوا أجابهم مالك { قال إنكم ماكثون } قال ابن عباس : مكث ألف سنة ثم قال: إنكم ماكثون رواه ابن أبي حاتم أي لا خروج لكم منها ولا محيد لكم عنها ثم ذكر سبب شقوتهم, وهو مخالفتهم للحق ومعاندتهم له فقال: { لقد جئناكم بالحق } أي بيناه لكم ووضحناه وفسرناه { ولكن أكثركم للحق كارهون } أي ولكن كانت سجاياكم لا تقبله ولا تقبل عليه, وإنما تنقاد للباطل وتعظمه, وتصد عن الحق وتأباه وتبغض أهله, فعودوا على أنفسكم بالملامة. واندموا حيث لا تنفعكم الندامة

الفتى السمنسي
25-08-12, 06:58 am
قال تعالى : ( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ) .
وَقَوْله جَلَّتْ عَظَمَته " وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا" أَيْ يُنَادُونَ فِيهَا يَجْأَرُونَ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِأَصْوَاتِهِمْ" رَبّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَل صَالِحًا غَيْر الَّذِي كُنَّا نَعْمَل" أَيْ يَسْأَلُونَ الرَّجْعَة إِلَى الدُّنْيَا لِيَعْمَلُوا غَيْر عَمَلهمْ الْأَوَّل وَقَدْ عَلِمَ الرَّبّ جَلَّ جَلَاله أَنَّهُ لَوْ رَدَّهُمْ إِلَى الدَّار الدُّنْيَا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ فَلِهَذَا لَا يُجِيبهُمْ إِلَى سُؤَالهمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْهُمْ فِي قَوْلهمْ " فَهَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيل ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّه وَحْده كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَك بِهِ تُؤْمِنُوا " أَيْ لَا يُجِيبكُمْ إِلَى ذَلِكَ لِأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَذَلِكَ وَلَوْ رُدِدْتُمْ لَعُدْتُمْ إِلَى مَا نُهِيتُمْ عَنْهُ وَلِذَا قَالَ هَهُنَا " أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِير " أَيْ أَوَمَا عِشْتُمْ فِي الدُّنْيَا أَعْمَارًا لَوْ كُنْتُمْ مِمَّنْ يَنْتَفِع بِالْحَقِّ لَانْتَفَعْتُمْ بِهِ فِي مُدَّة عُمُركُمْ ؟ وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مِقْدَار الْعُمُر الْمُرَاد هَهُنَا فَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن زَيْن الْعَابِدِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ مِقْدَار سَبْع عَشْر سَنَة . وَقَالَ قَتَادَة : اِعْلَمُوا أَنَّ طُول الْعُمُر حُجَّة فَنَعُوذ بِاَللَّهِ أَنْ نُعَيَّر بِطُولِ الْعُمُر قَدْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ" وَإِنَّ فِيهِمْ لَابْن ثَمَانِي عَشْرَة سَنَة وَكَذَا قَالَ أَبُو غَالِب الشَّيْبَانِيّ . وَقَالَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك عَنْ مَعْمَر عَنْ رَجُل عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه فِي قَوْله تَعَالَى : " أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ " قَالَ عِشْرِينَ سَنَة . وَقَالَ هُشَيْم عَنْ مَنْصُور عَنْ زَاذَانَ عَنْ الْحَسَن فِي قَوْله تَعَالَى : " أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ " قَالَ أَرْبَعِينَ سَنَة وَقَالَ هُشَيْم أَيْضًا عَنْ مُجَالِد عَنْ الشَّعْبِيّ عَنْ مَسْرُوق أَنَّهُ كَانَ يَقُول : إِذَا بَلَغَ أَحَدكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَة فَلْيَأْخُذْ حِذْره مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَهَذِهِ رِوَايَة عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا فِيمَا قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى حَدَّثَنَا بِشْر بْن الْمُفَضَّل حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بْن خُثَيْم عَنْ مُجَاهِد قَالَ سَمِعْت اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا يَقُول : الْعُمُر الَّذِي أَعْذَرَ اللَّه تَعَالَى لِابْنِ آدَم " أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ " أَرْبَعُونَ سَنَة . هَكَذَا رَوَاهُ مِنْ هَذَا الْوَجْه عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا بِهِ وَهَذَا الْقَوْل هُوَ اِخْتِيَار اِبْن جَرِير , ثُمَّ رَوَاهُ مِنْ طَرِيق الثَّوْرِيّ وَعَبْد اللَّه بْن إِدْرِيس كِلَاهُمَا عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بْن خُثَيْم عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ الْعُمُر الَّذِي أَعْذَرَ اللَّه فِيهِ لِابْنِ آدَم فِي قَوْله " أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ " سِتُّونَ سَنَة فَهَذِهِ الرِّوَايَة أَصَحّ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَهِيَ الصَّحِيحَة فِي نَفْس الْأَمْر أَيْضًا لِمَا ثَبَتَ فِي ذَلِكَ مِنْ الْحَدِيث كَمَا سَنُورِدُهُ لَا كَمَا زَعَمَهُ اِبْن جَرِير مِنْ أَنَّ الْحَدِيث لَمْ يَصِحّ فِي ذَلِكَ لِأَنَّ فِي إِسْنَاده مَنْ يَجِب التَّثَبُّت فِي أَمْره وَقَدْ رَوَى أَصْبَغ بْن نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : الْعُمُر الَّذِي عَيَّرَهُمْ اللَّه بِهِ فِي قَوْله " أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ" سِتُّونَ سَنَة . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي فُدَيْك حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن الْفَضْل الْمَخْزُومِيّ عَنْ اِبْن أَبِي حُسَيْن الْمَكِّيّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عَطَاء هُوَ اِبْن أَبِي رَبَاح عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة قِيلَ أَيْنَ أَبْنَاء السِّتِّينَ وَهُوَ الْعُمُر الَّذِي قَالَ اللَّه تَعَالَى فِيهِ " أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِير " وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ عَلِيّ بْن شُعَيْب عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي فُدَيْك بِهِ وَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ مِنْ طَرِيق اِبْن أَبِي فُدَيْك بِهِ وَهَذَا الْحَدِيث فِيهِ نَظَر لِحَالِ إِبْرَاهِيم بْن الْفَضْل وَاَللَّه أَعْلَم " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق حَدَّثَنَا مَعْمَر عَنْ رَجُل مِنْ بَنِي غِفَار عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ" لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّه تَعَالَى إِلَى عَبْد أَحْيَاهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ سَنَة لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّه تَعَالَى إِلَيْهِ لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّه تَعَالَى إِلَيْهِ " وَهَكَذَا رَوَاهُ الْإِمَام الْبُخَارِيّ فِي كِتَاب الرِّقَاق مِنْ صَحِيحه حَدَّثَنَا عَبْد السَّلَام بْن مطهر عَنْ عُمَر بْن عَلِيّ عَنْ مَعْن بْن مُحَمَّد الْغِفَارِيّ عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَعْذَرَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إِلَى اِمْرِئٍ أَخَّرَ عُمُره حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَة " ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيّ تَابَعَهُ أَبُو حَازِم وَابْن عَجْلَان عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا أَبُو حَازِم فَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا أَبُو صَالِح الْفَزَارِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سِوَار أَخْبَرَنَا يَعْقُوب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْقَادِر أَيْ الْإِسْكَنْدَرِيّ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِم عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ عَمَّرَهُ اللَّه تَعَالَى سِتِّينَ سَنَة فَقَدْ أَعْذَرَ إِلَيْهِ فِي الْعُمُر" وَقَدْ رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ فِي الرِّقَاق جَمِيعًا عَنْ قُتَيْبَة عَنْ يَعْقُوب بْن عَبْد الرَّحْمَن بِهِ وَرَوَاهُ الْبَزَّار قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَام بْن يُونُس حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي حَازِم عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْعُمُر الَّذِي أَعْذَرَ اللَّه تَعَالَى فِيهِ إِلَى اِبْن آدَم سِتُّونَ سَنَة " يَعْنِي " أَوَلَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ " .

الفتى السمنسي
25-08-12, 08:23 pm
قال تعالى : { وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ * وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
أي: { وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ } التي سخرها الله لمنافعكم { لَعِبْرَةً } تستدلون بها على كمال قدرة الله وسعة إحسانه حيث أسقاكم من بطونها المشتملة على الفرث والدم، فأخرج من بين ذلك لبنا خالصا من الكدر سائغا للشاربين للذته ولأنه يسقي ويغذي، فهل هذه إلا قدرة إلهية لا أمور طبيعية.
فأي شيء في الطبيعة يقلب العلف الذي تأكله البهيمة والشراب الذي تشربه من الماء العذب والملح لبنا خالصا سائغا للشاربين؟
وجعل تعالى لعباده من ثمرات النخيل والأعناب منافع للعباد، ومصالح من أنواع الرزق الحسن الذي يأكله العباد طريًّا ونضيجا وحاضرا ومدخرا وطعاما وشرابا يتخذ من عصيرها ونبيذها، ومن السكر الذي كان حلالا قبل ذلك، ثم إن الله نسخ حلَّ المسكرات، وأعاض عنها بالطيبات من الأنبذة، وأنواع الأشربة اللذيذة المباحة.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآية لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } عن الله كمال اقتداره حيث أخرجها من أشجار شبيهة بالحطب، فصارت ثمرة لذيذة وفاكهة طيبة وعلى شمول رحمته حيث عم بها عباده ويسرها لهم وأنه الإله المعبود وحده حيث إنه المنفرد بذلك.

الفتى السمنسي
26-08-12, 11:16 am
فلسفة الحياة والتي يجهلها الكثيرين مع الأسف الشديد :

قال تعالى : ‏( الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا، وهو العزيز الغفور )‏ الملك .


‏ وقوله : الّذِي خَلَقَ الموت والْحَياةَ فأمات من شاء وما شاء, وأحيا من ‏أراد وما أراد إلى أجل معلوم لِيَبْلُوَكُمْ أيّكُمْ أحْسَنُ عَمَلاً يقول: ليختبركم ‏فينظر أيكم له أيها الناس أطوع, وإلى طلب رضاه أسرع. وقد :‏
‏ حدثني ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في ‏قوله: الّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَياةَ قال: أذلّ الله ابن آدم بالموت, وجعل ‏الدنيا دار حياة ودار فناء, وجعل الاَخرة دار جزاء وبقاء.‏
‏ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة الّذِي خَلَقَ ‏المَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوكُمُ ذكر أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ‏‏« إنّ اللّهَ أذَلّ ابْنَ آدَمَ بالمَوْتِ ».‏
‏ وقوله: وَهُوَ العَزِيزُ يقول: وهو القويّ الشديد انتقامه ممن عصاه, ‏وخالف أمره الغَفُورُ ذنوب من أناب إليه وتاب من ذنوبه.‏

الفتى السمنسي
27-08-12, 07:38 am
قال تعالى ( .وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/) )

يقول تعالى مخبرا عن كتابه الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم


- وهو القرآن (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد - إنه : ( شفاء ورحمة (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)للمؤمنين (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)) أي : يذهب ما في القلوب من أمراض ، من شك ونفاق ، وشرك وزيغ وميل ، فالقرآن يشفي من ذلك كله . وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه ، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه ، فإنه يكون شفاء (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)في حقه ورحمة (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/). وأما الكافر الظالم نفسه بذلك ، فلا يزيده سماعه القرآن (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)إلا بعدا وتكذيبا وكفرا . والآفة من الكافر لا من القرآن (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)، كما قال تعالى : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) [ فصلت : 44 ] وقال تعالى : ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) [ التوبة : 124 ، 125 ] . والآيات في ذلك كثيرة . [ ص: 113 ]



قال قتادة في قوله


: ( وننزل من القرآن (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)ما هو شفاء (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)ورحمة (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)للمؤمنين (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)) إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ( ولا يزيد (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)الظالمين (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)إلا خسارا (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)) إنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه ، فإن الله جعل هذا القرآن (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)شفاء (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)، ورحمة (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/)للمؤمنين (http://www.nourislam.com/vb/nourislam25248/).

الفتى السمنسي
28-08-12, 12:06 am
قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا )
يَقُول تَعَالَى قُلْ يَا مُحَمَّد لِهَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ بِمَا جِئْتهمْ بِهِ مِنْ الرِّسَالَة سِيرُوا فِي الْأَرْض فَانْظُرُوا كَيْف كَانَ عَاقِبَة الَّذِينَ كَذَّبُوا الرُّسُل كَيْف دَمَّرَ اللَّه عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالهَا فَخَلَتْ مِنْهُمْ مَنَازِلهمْ وَسُلِبُوا مَا كَانُوا فِيهِ مِنْ النَّعِيم بَعْد كَمَال الْقُوَّة وَكَثْرَة الْعَدَد وَالْعُدَّة وَكَثْرَة الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد فَمَا أَغْنَى ذَلِكَ شَيْئًا وَلَا دَفَعَ عَنْهُمْ مِنْ عَذَاب اللَّه مِنْ شَيْء لَمَّا جَاءَ أَمْر رَبّك لِأَنَّهُ تَعَالَى لَا يُعْجِزهُ شَيْء إِذَا أَرَادَ كَوْنه فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض" إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا " أَيْ عَلِيم بِجَمِيعِ الْكَائِنَات قَدِير عَلَى مَجْمُوعهَا .
قال تعالى : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : " وَلَوْ يُؤَاخِذ اللَّه النَّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرهَا مِنْ دَابَّة " أَيْ لَوْ آخَذَهُمْ بِجَمِيعِ ذُنُوبهمْ لَأَهْلَكَ جَمِيع أَهْل السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا يَمْلِكُونَهُ مِنْ دَوَابّ وَأَرْزَاق . قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سِنَان حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي الْأَحْوَص عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ : كَادَ الْجَعْل أَنْ يُعَذَّب فِي جُحْره بِذَنْبِ اِبْن آدَم ثُمَّ قَرَأَ " وَلَوْ يُؤَاخِذ اللَّه النَّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرهَا مِنْ دَابَّة " وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَالسُّدِّيّ فِي قَوْله تَعَالَى : " مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرهَا مِنْ دَابَّة " أَيْ لَمَا سَقَاهُمْ الْمَطَر فَمَاتَتْ جَمِيع الدَّوَابّ " وَلَكِنْ يُؤَخِّرهُمْ إِلَى أَجَل مُسَمًّى " أَيْ وَلَكِنْ يُنْظِرهُمْ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَيُحَاسِبهُمْ يَوْمئِذٍ وَيُوَفِّي كُلّ عَامِل بِعَمَلِهِ فَيُجَازِي بِالثَّوَابِ أَهْل الطَّاعَة وَبِالْعِقَابِ أَهْل الْمَعْصِيَة . وَلِهَذَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " فَإِذَا جَاءَ أَجَلهمْ فَإِنَّ اللَّه كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا " .

الفتى السمنسي
28-08-12, 08:33 am
قال تعالى : ( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ 99 لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )
(سورة المؤمنون: 99، 100)
المعنى الإجمالي :
تحكي لنا الآيات حال العبد العاصي عند معاينة الموت وتيقنه ، وهي الحالة التي يدرك العبد فيها أن صلته بالدنيا قد انقطعت بلا طمع في العودة إليها ، وهو ما يعرف بوقت الغرغرة ، لكن مع انقطاع طمعه وهول ما رأى وعاين ما ينتظره من عذاب الله ، يدعو ربه أن يعيده إلى الدنيا ليتدارك ما فاته ، فيقول: [ رَبِّ ارْجِعُونِ ] أي مُلِحًّا على الله في طلب الرجوع إلى الدنيا مكررا هذا الدعاء ( )، لكن هيهات هيهات ، إذ يأتيه الجواب بالرفض ، [ كلا ] ليخلد في حياته البرزخية إلى يوم البعث.
والبرزخ هو الحجاب الحاجز بين شيئين ، ومرادٌ به هنا الحياة في القبر ، لأنها حياة حاجزة ما بين الدنيا والآخرة.
وقوله [ وَمِن وَرَائِهِم ] أي: أمامهم ، لأن كلمة وراء من ألفاظ الأضداد التي تأتي بمعنى وضده ، فهي تحتمل الأمام والخلف ، وهي هنا بمعنى الأمام ، أي ويستقبلهم برزخ يمكثون فيه إلى يوم البعث.
ومن الآيات التي أتت فيها كلمة "وراء" بمعنى أمام ، قوله تعالى: [ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ] (سورة الكهف: 79)
فقوله: [ وَكَانَ وَرَاءهُم ] أي أمامهم ، إذ لو كان الملك خلفهم ، فقد نجوا منه.
وجه الدلالة في النص على عذاب القبر:
في النص الكريم تصريح بأن عذاب القبر كائن واقع ، وأن العبد العاصي يعاينه عند الموت وذلك من وجهين:
أحدهما- قوله تعالى: [ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ] فهو نص في معاينة هذا العذاب ، إذ لو أنه لم ير ما يسوؤه ، وهو العذاب ، فلماذا يدعو ربه: أن يعيده إلى الدار الدنيا ، أي ليتدارك ما فاته من الطاعات التي تنجيه من هول ما عاين ؟
وثانيهما- قوله تعالى: [ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ]
فهو فيما يظهر منه ، يحمل تلويحا لهذا العاصي وأمثاله ، بما سيكون في هذا البرزخ ، من شدة وكرب ، وهو عذاب القبر.
وذلك كما تقول لمن أنت حريص عليه على سبيل النصح والتحذير: لا تهلك مالك ، فإن وراءك أياما طويلة.
ففي قولك هذا تلويح بشدة هذه الأيام ، وأنه إذا ما أتلف ماله ، ضاقت معيشته فيها ، ونصح له بأن يعد العُدَّة لمواجهتها.
وفي الحديث " مروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة ورأيت أمرا لابد لك من طلبه فعليك نفسك ودعهم وعوامهم ، فإن وراءكم أيامَ الصبر صبر فيهن كقبض على الجمر ..." الحديث ( )

الفتى السمنسي
28-08-12, 08:16 pm
قال تعالى : ( اسْتَجِيبُواْ لِرَبّكُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاّ مَرَدّ لَهُ مِنَ اللّهِ مَا لَكُمْ مّن مّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مّن نّكِيرٍ * فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاّ الْبَلاَغُ وَإِنّآ إِذَآ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ بِمَا قَدّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنّ الإِنسَانَ كَفُورٌ )
لما ذكر تعالى ما يكون في يوم القيامة من الأهوال والأمور العظام الهائلة, حذر منه وأمر بالاستعداد له, فقال: { استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله } أي إذا أمر بكونه فإنه كلمح البصر يكون, وليس له دافع ولا مانع. وقوله عز وجل: { ما لكم من ملجأ يومئذٍ وما لكم من نكير } أي ليس لكم حصن تتحصنون فيه ولا مكان يستركم وتتنكرون فيه فتغيبون عن بصره تبارك وتعالى, بل هو محيط بكم بعلمه وبصره وقدرته, فلا ملجأ منه إلا إليه { يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لا وزر * إلى ربك يومئذ المستقر } وقوله تعالى: { فإن أعرضوا } يعني المشركين { فما أرسلناك عليهم حفيظاً } أي لست عليهم بمسيطر, وقال عز وجل: { ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء } وقال تعالى: { فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب } وقال جل وعلا ههنا: { إن عليك إلا البلاغ } أي إنما كلفناك أن تبلغهم رسالة الله إليهم.
ثم قال تبارك وتعالى: { وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها } أي إذا أصابه رخاء ونعمة فرح بذلك { وإن تصبهم } يعني الناس { سيئة } أي جدب وبلاء وشدة { فإن الإنسان كفور } أي يجحد ما تقدم من النعم ولا يعرف إلا الساعة الراهنة, فإن أصابته نعمة أشر وبطر, وإن أصابته محنة يئس وقنط, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: « يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار » فقالت امرأة: ولم يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: « لأنكن تكثرن الشكاية وتكفرن العشير, لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم تركت يوماً, قالت: ما رأيت منك خيراً قط » وهذا حال أكثر النساء, إلا من هداه الله تعالى وألهمه رشده, وكان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات, فالمؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم: « إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له, وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ».

الفتى السمنسي
29-08-12, 06:23 am
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا
قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
يَأْمُر تَعَالَى بِالتَّثَبُّتِ فِي خَبَر الْفَاسِق لِيُحْتَاطَ لَهُ لِئَلَّا يُحْكَمَ بِقَوْلِهِ فَيَكُون فِي نَفْس
الْأَمْر كَاذِبًا أَوْ مُخْطِئًا فَيَكُون الْحَاكِم بِقَوْلِهِ قَدْ اِقْتَفَى وَرَاءَهُ وَقَدْ نَهَى اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ عَنْ اِتِّبَاع سَبِيل الْمُفْسِدِينَ , وَمِنْ هُنَا اِمْتَنَعَ طَوَائِف مِنْ الْعُلَمَاء مِنْ
قَبُول رِوَايَة مَجْهُول الْحَال لِاحْتِمَالِ فِسْقه فِي نَفْس الْأَمْر وَقَبِلَهَا آخَرُونَ لِأَنَّا
إِنَّمَا أُمِرْنَا بِالتَّثَبُّتِ عِنْد خَبَر الْفَاسِق وَهَذَا لَيْسَ بِمُحَقَّقِ الْفِسْق لِأَنَّهُ مَجْهُول
الْحَال وَقَدْ قَرَّرْنَا هَذِهِ الْمَسْأَلَة فِي كِتَاب الْعِلْم مِنْ شَرْح الْبُخَارِيّ وَلِلَّهِ تَعَالَى
الْحَمْد وَالْمِنَّة وَقَدْ ذَكَرَ كَثِير مِنْ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ فِي الْوَلِيد بْن
عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط حِين بَعَثَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدَقَات
بَنِي الْمُصْطَلِق وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ مِنْ طُرُق وَمِنْ أَحْسَنِهَا مَا رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد
فِي مُسْنَده مِنْ رِوَايَة مَلِك بَنِي الْمُصْطَلِق وَهُوَ الْحَارِث بْن أَبِي ضِرَار
وَالِد جُوَيْرِيَة بِنْت الْحَارِث أُمّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن سَابِق حَدَّثَنَا عِيسَى بْن دِينَار حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ الْحَارِث بْن
ضِرَار الْخُزَاعِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَقُول : قَدِمْت عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي إِلَى الْإِسْلَام فَدَخَلْت فِيهِ وَأَقْرَرْت بِهِ وَدَعَانِي إِلَى الزَّكَاة
فَأَقْرَرْت بِهَا وَقُلْت يَا رَسُول اللَّه أَرْجِع إِلَيْهِمْ فَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَام وَأَدَاء
الزَّكَاة فَمَنْ اِسْتَجَابَ لِي جَمَعْت زَكَاته وَتُرْسِل إِلَيَّ يَا رَسُول اللَّه رَسُولًا إِبَّان
كَذَا وَكَذَا لِيَأْتِيَك بِمَا جَمَعْت مِنْ الزَّكَاة فَلَمَّا جَمَعَ الْحَارِث الزَّكَاة مِمَّنْ اِسْتَجَابَ
لَهُ وَبَلَغَ الْإِبَّان الَّذِي أَرَادَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَث إِلَيْهِ اِحْتَبَسَ
عَلَيْهِ الرَّسُول وَلَمْ يَأْتِهِ وَظَنَّ الْحَارِث أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِيهِ سَخْطَةٌ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى
وَرَسُوله فَدَعَا بِسَرَوَاتِ قَوْمِهِ فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ وَقَّتَ لِي وَقْتًا يُرْسِلُ إِلَيَّ رَسُوله لِيَقْبِض مَا كَانَ عِنْدِي مِنْ الزَّكَاة وَلَيْسَ
مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُلْفُ وَلَا أَرَى حَبْس رَسُوله إِلَّا مِنْ
سَخْطَة فَانْطَلِقُوا بِنَا نَأْتِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعَثَ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَلِيد بْن عُقْبَة إِلَى الْحَارِث لِيَقْبِض مَا كَانَ عِنْده مِمَّا
جَمَعَ مِنْ الزَّكَاة فَلَمَّا أَنْ سَارَ الْوَلِيد حَتَّى بَلَغَ بَعْض الطَّرِيق فَرِقَ أَيْ خَافَ
فَرَجَعَ حَتَّى أَتَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنَّ الْحَارِث
قَدْ مَنَعَنِي الزَّكَاة وَأَرَادَ قَتْلِي فَغَضِبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعَثَ
الْبَعْث إِلَى الْحَارِث رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَأَقْبَلَ الْحَارِث بِأَصْحَابِهِ حَتَّى إِذَا اِسْتَقْبَلَ
الْبَعْث وَفَصَلَ عَنْ الْمَدِينَة لَقِيَهُمْ الْحَارِثُ فَقَالُوا هَذَا الْحَارِثُ فَلَمَّا غَشِيَهُمْ قَالَ
لَهُمْ إِلَى مَنْ بُعِثْتُمْ ؟ قَالُوا إِلَيْك قَالَ وَلِمَ ؟ قَالُوا إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَيْك الْوَلِيد بْن عُقْبَة فَزَعَمَ أَنَّك مَنَعْته الزَّكَاة وَأَرَدْت قَتْله قَالَ
رَضِيَ اللَّه عَنْهُ لَا وَاَلَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْته بَتَّةً
وَلَا أَتَانِي فَلَمَّا دَخَلَ الْحَارِث عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
" مَنَعْت الزَّكَاة وَأَرَدْت قَتْل رَسُولِي ؟ " قَالَ لَا وَاَلَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ
مَا رَأَيْته وَلَا أَتَانِي وَمَا أَقْبَلْت إِلَّا حِين اِحْتَبَسَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ خَشِيت أَنْ يَكُون كَانَتْ سَخْطَة مِنْ اللَّه تَعَالَى وَرَسُوله قَالَ فَنَزَلَتْ
الْحُجُرَات " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِق بِنَبَأٍ - إِلَى قَوْله - حَكِيم "
وَرَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ الْمُنْذِر بْن شَاذَان التَّمَّار عَنْ مُحَمَّد بْن سَابِق بِهِ
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بْن سَابِق بِهِ غَيْر أَنَّهُ سَمَّاهُ الْحَارِث بْن سِرَار
وَالصَّوَاب أَنَّهُ الْحَارِث بْن ضِرَار كَمَا تَقَدَّمَ وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب
حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن عَوْن عَنْ مُوسَى بْن عُبَيْدَة عَنْ ثَابِت مَوْلَى أُمّ سَلَمَة عَنْ
أُمّ سَلَمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : بَعَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَجُلًا فِي صَدَقَات بَنِي الْمُصْطَلِق بَعْد الْوَقِيعَة فَسَمِعَ بِذَلِكَ الْقَوْم فَتَلَقَّوْهُ يُعَظِّمُونَ
أَمْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَحَدَّثَهُ الشَّيْطَان أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ قَتْله
قَالَتْ فَرَجَعَ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ بَنِي الْمُصْطَلِق قَدْ
مَنَعُونِي صَدَقَاتهمْ فَغَضِبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ
قَالَتْ فَبَلَغَ الْقَوْمَ رُجُوعُهُ فَأَتَوْا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصُفُّوا لَهُ
حِين صَلَّى الظُّهْر فَقَالُوا نَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ سَخَط اللَّه وَسَخَط رَسُوله بَعَثْت
إِلَيْنَا رَجُلًا مُصَدِّقًا فَسُرِرْنَا بِذَلِكَ وَقَرَّتْ بِهِ أَعْيُنُنَا ثُمَّ إِنَّهُ رَجَعَ مِنْ بَعْض
الطَّرِيق فَخَشِينَا أَنْ يَكُون ذَلِكَ غَضَبًا مِنْ اللَّه تَعَالَى وَمِنْ رَسُوله صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَزَالُوا يُكَلِّمُونَهُ حَتَّى جَاءَ بِلَال رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَأَذَّنَ بِصَلَاةِ
الْعَصْر قَالَتْ وَنَزَلَتْ " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِق بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " وَرَوَى اِبْن جَرِير
أَيْضًا مِنْ طَرِيق الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ :
كَانَ رَسُول فِي اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ الْوَلِيد بْن عُقْبَة بْن أَبِي
مُعَيْط إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِق لِيَأْخُذ مِنْهُمْ الصَّدَقَات وَأَنَّهُمْ لَمَّا أَتَاهُمْ الْخَبَرُ فَرِحُوا
وَخَرَجُوا يَتَلَقَّوْنَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ لَمَّا حُدِّثَ الْوَلِيدُ
أَنَّهُمْ خَرَجُوا يَتَلَقَّوْنَهُ رَجَعَ الْوَلِيد إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَنِي الْمُصْطَلِق قَدْ مَنَعُوا الصَّدَقَةَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا فَبَيْنَا هُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ أَنْ يَغْزُوَهُمْ إِذْ أَتَاهُ
الْوَفْد فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه إِنَّا حُدِّثْنَا أَنَّ رَسُولَك رَجَعَ مِنْ نِصْف الطَّرِيق وَإِنَّا
خَشِينَا أَنَّمَا رَدَّهُ كِتَاب جَاءَ مِنْك لِغَضَبٍ غَضِبْته عَلَيْنَا وَإِنَّا نَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ
غَضَبه وَغَضَب رَسُوله وَإِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغَشَّهُمْ وَهَمَّ بِهِمْ
فَأَنْزَلَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى عُذْرهمْ فِي الْكِتَاب فَقَالَ " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ
جَاءَكُمْ فَاسِق بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا " إِلَى آخِر الْآيَة وَقَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة أَرْسَلَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِق لِيُصْدِقَهُمْ فَتَلَقَّوْهُ
بِالصَّدَقَةِ فَرَجَعَ فَقَالَ إِنَّ بَنِي الْمُصْطَلِق قَدْ جَمَعَتْ لَك لِتُقَاتِلَك زَادَ قَتَادَة وَإِنَّهُمْ
قَدْ اِرْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَام فَبَعَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بْن الْوَلِيد
رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَثَبَّت وَلَا يَعْجَل فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَاهُمْ لَيْلًا فَبَعَثَ
عُيُونَهُ فَلَمَّا جَاءُوا أَخْبَرُوا خَالِدًا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُمْ مُسْتَمْسِكُونَ بِالْإِسْلَامِ
وَسَمِعُوا أَذَانَهُمْ وَصَلَاتهمْ فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَتَاهُمْ خَالِد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَرَأَى
الَّذِي يُعْجِبُهُ فَرَجَعَ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَر فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَة قَالَ قَتَادَة فَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول
" التَّثَبُّت مِنْ اللَّه , وَالْعَجَلَةُ مِنْ الشَّيْطَان" وَكَذَا ذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف
مِنْهُمْ اِبْن أَبِي لَيْلَى وَيَزِيد بْن رُومَان وَالضَّحَّاك وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَغَيْرهمْ
فِي هَذِهِ الْآيَة أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْوَلِيد بْن عُقْبَة وَاَللَّه أَعْلَمُ .

المصدر :

تفسير القرآن الكريم لابن كثير

الفتى السمنسي
30-08-12, 06:53 am
قال تعالى : ( إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ) (10). طه .

مِنْ هَاهُنَا شَرَعَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي ذِكْر قِصَّة مُوسَى وَكَيْف كَانَ اِبْتِدَاء الْوَحْي إِلَيْهِ وَتَكْلِيمه إِيَّاهُ وَذَلِكَ بَعْدَمَا قَضَى مُوسَى الْأَجَل الَّذِي كَانَ بَيْنه وَبَيْن صِهْره فِي رِعَايَة الْغَنَم وَسَارَ بِأَهْلِهِ قِيلَ قَاصِدًا بِلَاد مِصْر بَعْدَمَا طَالَتْ الْغَيْبَة عَنْهَا أَكْثَر مِنْ عَشْر سِنِينَ وَمَعَهُ زَوْجَته فَأَضَلَّ الطَّرِيق وَكَانَتْ لَيْلَة شَاتِيَة وَنَزَلَ مَنْزِلًا بَيْن شِعَاب وَجِبَال فِي بَرْد وَشِتَاء وَسَحَاب وَظَلَام وَضَبَاب وَجَعَلَ يَقْدَح بِزَنْدٍ مَعَهُ لِيُوَرِّيَ نَارًا كَمَا جَرَتْ لَهُ الْعَادَة بِهِ فَجَعَلَ لَا يَقْدَح شَيْئًا وَلَا يَخْرُج مِنْهُ شَرَر وَلَا شَيْء فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ آنَسَ مِنْ جَانِب الطُّور نَارًا أَيْ ظَهَرَتْ لَهُ نَار مِنْ جَانِب الْجَبَل الَّذِي هُنَاكَ عَنْ يَمِينه فَقَالَ لِأَهْلِهِ يُبَشِّرهُمْ إِنِّي آنَسْت نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَيْ شِهَاب مِنْ نَار وَفِي الْآيَة الْأُخْرَى " أَوْ جَذْوَة مِنْ النَّار " وَهِيَ الْجَمْر الَّذِي مَعَهُ لَهَب لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ دَلَّ عَلَى وُجُود الْبَرْد وَقَوْله بِقَبَسٍ دَلَّ عَلَى وُجُود الظَّلَام وَقَوْله أَوْ أَجِد عَلَى النَّار هُدًى أَيْ مَنْ يَهْدِينِي الطَّرِيق دَلَّ عَلَى أَنَّهُ قَدْ تَاهَ عَنْ الطَّرِيق كَمَا قَالَ الثَّوْرِيّ عَنْ أَبِي سَعْد الْأَعْوَر عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله أَوْ أَجِد عَلَى النَّار هُدًى قَالَ مَنْ يَهْدِينِي إِلَى الطَّرِيق وَكَانُوا شَاتِينَ وَضَلُّوا الطَّرِيق فَلَمَّا رَأَى النَّار قَالَ إِنْ لَمْ أَجِد أَحَدًا يَهْدِينِي إِلَى الطَّرِيق أَتَيْتُكُمْ بِنَارٍ تُوقِدُونَ بِهَا .
( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى ) (11)

فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا
يَقُول تَعَالَى فَلَمَّا أَتَاهَا أَيْ النَّار وَاقْتَرَبَ مِنْهَا نُودِيَ يَا مُوسَى وَفِي الْآيَة الْأُخْرَى " نُودِيَ مِنْ شَاطِئ الْوَادِي الْأَيْمَن فِي الْبُقْعَة الْمُبَارَكَة مِنْ الشَّجَرَة أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّه " وَقَالَ هَاهُنَا إِنِّي أَنَا رَبّك أَيْ الَّذِي يُكَلِّمك وَيُخَاطِبك .
قال تعالى : ( إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) (12)

إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى
قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَأَبُو ذَرّ وَأَبُو أَيُّوب وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف كَانَتَا مِنْ جِلْد حِمَار غَيْر ذَكِيّ وَقِيلَ إِنَّمَا أَمَرَهُ بِخَلْعِ نَعْلَيْهِ تَعْظِيمًا لِلْبَيْعَةِ وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر كَمَا يُؤْمَر الرَّجُل أَنْ يَخْلَع نَعْلَيْهِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُل الْكَعْبَة وَقِيلَ لِيَطَأ الْأَرْض الْمُقَدَّسَة بِقَدَمَيْهِ حَافِيًا غَيْر مُنْتَعِل وَقِيلَ غَيْر ذَلِكَ وَاَللَّه أَعْلَم وَقَوْله " طُوًى " قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس هُوَ اِسْم لِلْوَادِي وَكَذَا قَالَ غَيْر وَاحِد فَعَلَى هَذَا يَكُون عَطْف بَيَان وَقِيلَ عِبَارَة عَنْ الْأَمْر بِالْوَطْءِ بِقَدَمَيْهِ وَقِيلَ لِأَنَّهُ قُدِّسَ مَرَّتَيْنِ وَطَوَى لَهُ الْبَرَكَة وَكُرِّرَتْ وَالْأَوَّل أَصَحّ كَقَوْلِهِ إِذْ نَادَاهُ رَبّه بِالْوَادِي الْمُقَدَّس طُوًى .
( وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ) (13)

وَقَوْله " وَأَنَا اِخْتَرْتُك " كَقَوْلِهِ " إِنِّي اِصْطَفَيْتُك عَلَى النَّاس بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي " أَيْ عَلَى جَمِيع النَّاس مِنْ الْمَوْجُودِينَ فِي زَمَانه وَقَدْ قِيلَ إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ يَا مُوسَى أَتَدْرِي لِمَ خَصَصْتُك بِالتَّكْلِيمِ مِنْ بَيْن النَّاس ؟ قَالَ لَا قَالَ لِأَنِّي لَمْ يَتَوَاضَع إِلَيَّ أَحَد تَوَاضُعك وَقَوْله " فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى " أَيْ اِسْتَمِعْ الْآن مَا أَقُول لَك وَأُوحِيه إِلَيْك .

الفتى السمنسي
30-08-12, 11:05 pm
} بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "سُورَة الْفَاتِحَة" مَكِّيَّة سَبْع آيَات بِالْبَسْمَلَةِ إنْ كَانَتْ مِنْهَا وَالسَّابِعَة صِرَاط الَّذِينَ إلَى آخِرهَا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْهَا فَالسَّابِعَة غَيْر الْمَغْضُوب إلَى آخِرهَا وَيُقَدَّر فِي أَوَّلهَا قُولُوا لِيَكُونَ مَا قَبْل إيَّاكَ نَعْبُد مُنَاسِبًا لَهُ بِكَوْنِهَا مِنْ مَقُول الْعِبَاد
{2} الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "الْحَمْد لِلَّهِ" جُمْلَة خَبَرِيَّة قُصِدَ بِهَا الثَّنَاء عَلَى اللَّه بِمَضْمُونِهَا عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى مَالِك لِجَمِيعِ الْحَمْد مِنْ الْخَلْق أَوْ مُسْتَحِقّ لِأَنْ يَحْمَدُوهُ وَاَللَّه عَلَم عَلَى الْمَعْبُود بِحَقٍّ . "رَبّ الْعَالَمِينَ" أَيْ مَالِك جَمِيع الْخَلْق مِنْ الْإِنْس وَالْجِنّ وَالْمَلَائِكَة وَالدَّوَابّ وَغَيْرهمْ وَكُلّ مِنْهَا يُطْلَق عَلَيْهِ عَالَم يُقَال عَالَم الْإِنْس وَعَالَم الْجِنّ إلَى غَيْر ذَلِك وَغَلَبَ فِي جَمْعه بِالْيَاءِ وَالنُّون أُولِي الْعِلْم عَلَى غَيْرهمْ وَهُوَ مِنْ الْعَلَامَة لِأَنَّهُ عَلَامَة عَلَى مُوجِده .
{3} الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "الرَّحْمَن الرَّحِيم" أَيْ ذِي الرَّحْمَة وَهِيَ إرَادَة الْخَيْر لِأَهْلِهِ .
{4} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ "مَالِك يَوْم الدِّين" أَيْ الْجَزَاء وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة وَخُصّ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ لَا مُلْك ظَاهِرًا فِيهِ لِأَحَدٍ إلَّا لِلَّهِ تَعَالَى بِدَلِيلِ "لِمَنْ الْمُلْك الْيَوْم ؟ لِلَّهِ" وَمَنْ قَرَأَ مَالِك فَمَعْنَاهُ مَالِك الْأَمْر كُلّه فِي يَوْم الْقِيَامَة أَوْ هُوَ مَوْصُوف بِذَلِك دَائِمًا "كَغَافِرِ الذَّنْب" فَصَحَّ وُقُوعه صِفَة لِمَعْرِفَةِ .
{5} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "إيَّاكَ نَعْبُد وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين" أَيْ نَخُصّك بِالْعِبَادَةِ مِنْ تَوْحِيد وَغَيْره وَنَطْلُب الْمَعُونَة عَلَى الْعِبَاد وَغَيْرهَا .
{6} اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ "اهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم" أَيْ أَرْشِدْنَا إلَيْهِ وَيُبْدَل مِنْهُ
{7} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ "صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْت عَلَيْهِمْ" بِالْهِدَايَةِ وَيُبْدَل مِنْ الَّذِينَ لِصِلَتِهِ بِهِ . "غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ" وَهُمْ الْيَهُود "وَلَا" وَغَيْر "الضَّالِّينَ" وَهُمْ النَّصَارَى وَنُكْتَة الْبَدَل إفَادَة أَنَّ الْمُهْتَدِينَ لَيْسُوا يَهُودَ وَلَا نَصَارَى وَاَللَّه أَعْلَم بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِع وَالْمَآب وَصَلَّى اللَّه عَلَى سَيِّدنَا مُحَمَّد وَعَلَى آله وَصَحْبه وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا

الفتى السمنسي
31-08-12, 04:50 am
قال تعالى : ( يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 69 ) إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 70 ) )

( يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قرأ ابن عامر وأبو بكر " يضاعف " و " يخلد " برفع الفاء والدال على الابتداء ، وشدد ابن عامر : " يضعف " ، وقرأ الآخرون بجزم الفاء والدال على جواب الشرط . ( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال قتادة: إلا من تاب من ذنبه ، وآمن بربه ، وعمل عملا صالحا فيما بينه وبين ربه . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13968)، أخبرني الحسين بن محمد بن عبد الله ، حدثنا موسى بن محمد ، حدثنا موسى بن هارون الحمال ، حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ، حدثنا عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر ، عن علي بن يزيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : قرأناها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنتين : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) الآية ، ثم نزلت : ) ( إلا من تاب ) فما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فرح بشيء قط كفرحه بها وفرحه ب : ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( الفتح 1 - 2 ) [ ص: 97 ]

) ( فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) فذهب جماعة إلى أن هذا التبديل في الدنيا; قال ابن عباس ، وسعيد بن جبير (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15992)، والحسن ، ومجاهد ، والسدي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14468)، والضحاك : يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الأعمال في الإسلام ، فيبدلهم بالشرك إيمانا ، وبقتل المؤمنين قتل المشركين ، وبالزنا عفة وإحصانا . وقال قوم : يبدل الله سيئاتهم التي عملوها في الإسلام حسنات يوم القيامة وهو قول سعيد بن المسيب (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15990)، ومكحول ، يدل عليه ما : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي أحمد الخزاعي ، أخبرنا الهيثم بن كليب ، أخبرنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا أبو عمار الحسين بن خريت ، حدثنا وكيع (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=17277)، حدثنا الأعمش ، عن المعرور بن سويد ، عن أبي ذر قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إني لأعلم آخر رجل يخرج من النار ، يؤتى به يوم القيامة فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه ، ويخبأ عنه كبارها ، فيقال له عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا ، وهو مقر لا ينكر ، وهو مشفق من كبارها ، فيقال : أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة ، فيقول : رب إن لي ذنوبا ما أراها هاهنا ، قال أبو ذر : لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه . وقال بعضهم : إن الله - عز وجل - يمحو بالندم جميع السيئات ، ثم يثبت مكان كل سيئة حسنة .

الفتى السمنسي
31-08-12, 12:21 pm
قال تعالى : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 3 ) كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 4 ) ) .

يقول تعالى ذاما لمن كذب بالبعث ، وأنكر قدرة الله على إحياء الموتى ، معرضا عما أنزل الله على أنبيائه ، متبعا في قوله وإنكاره وكفره كل شيطان مريد ، من الإنس والجن ، وهذا حال أهل الضلال والبدع ، المعرضين عن الحق ، المتبعين للباطل ، يتركون ما أنزله الله على رسوله من الحق المبين ، ويتبعون أقوال رءوس الضلالة ، الدعاة إلى البدع بالأهواء والآراء ، ولهذا قال في شأنهم وأشباههم : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) ، أي : علم صحيح ، ( ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال مجاهد : يعني الشيطان ، يعني : كتب عليه كتابة قدرية ( أنه من تولاه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : اتبعه وقلده ، ( فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : يضله في الدنيا ويقوده في الآخرة إلى عذاب السعير ، وهو الحار المؤلم المزعج المقلق .

وقد قال السدي ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14468)عن أبي مالك : نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث . وكذلك قال ابن جريج . (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13036)

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عمرو بن سلم البصري ، حدثنا عمرو بن المحرم أبو قتادة ، حدثنا المعمر ، حدثنا أبو كعب المكي قال : قال خبيث من خبثاء قريش : أخبرنا عن ربكم ، من ذهب هو ، أو من فضة هو ، أو من نحاس هو؟ فقعقعت السماء قعقعة - والقعقعة في كلام العرب : الرعد - فإذا قحف رأسه ساقط بين يديه .

وقال ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد : جاء يهودي فقال : يا محمد ، أخبرنا عن ربك : من أي شيء هو؟ من در أم من ياقوت؟ قال : فجاءت صاعقة فأخذته .

الفتى السمنسي
01-09-12, 10:38 am
قال تعالى : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال الزمخشري (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14423): ( فإنهم عبادك (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) والذين عذبتهم جاحدين لآياتك [ ص: 62 ] مكذبين لأنبيائك ، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز القوي على الثواب والعقاب ، الحكيم الذي لا يثيب ولا يعاقب إلا عن حكمة وصواب . فإن قلت : المغفرة لا تكون للكفار ، فكيف قال : ( وإن تغفر لهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) ؟ قلت : ما قال : إنك تغفر لهم ، ولكنه بنى الكلام على أن يقال : إن عذبتهم عدلت; لأنهم أحقاء بالعذاب ، وإن غفرت لهم مع كفرهم ، لم تعدم في المغفرة وجه حكمة; لأن المغفرة حسنة لكل مجرم في المعقول ، بل متى كان المجرم أعظم جرما ، كان العفو عنه أحسن . وهذا من الزمخشري (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14423)ميل إلى مذاهب أهل السنة ، فإن غفران الكفر جائز عندهم ، وعند جمهور البصريين من المعتزلة عقلا ، قالوا : لأن العقاب حق لله على الذنب ، وفي إسقاط منفعة ، وليس في إسقاطه على الله مضرة ، فوجب أن يكون حسنا ، ودل الدليل السمعي في شرعنا على أنه لا يقع ، فلعل هذا الدليل السمعي ، ما كان موجودا في شرع عيسى ، عليه السلام انتهى كلام جمهور البصريين من المعتزلة . وقال أهل السنة : مقصود عيسى تفويض الأمور كلها إلى الله تعالى ، وترك الاعتراض بالكلية ، ولذلك ختم الكلام بقوله : ( فإنك أنت العزيز الحكيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي قادر على ما تريد في كل ما تفعل ، لا اعتراض عليك . وقيل : لما قال لعيسى : ( أأنت قلت للناس (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) الآية ، علم أن قوما من النصارى حكوا هذا الكلام عنه ، والحاكي هذا الكفر ، لا يكون كافرا ، بل مذنبا حيث كذب ، وغفران الذنب جائز ، فلهذا قال : ( وإن تغفر لهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) . وقيل : كان عند عيسى أنهم أحدثوا المعاصي ، وعملوا بعده بما لم يأمرهم به ، إلا أنهم على عمود دينه ، فقال : ( وإن تغفر لهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) ما أحدثوا بعدي من المعاصي ، وهذا يتوجه على قول من قال : إن قول الله له ( أأنت قلت للناس (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) كان وقت الرفع; لأنه قال ذلك ، وهم أحياء لا يدري ما يموتون عليه . وقيل : الضمير في ( تعذبهم ) عائد على من مات كافرا ، وفي ( وإن تغفر لهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) عائد على من تاب منهم قبل الموت . وقيل : قال ذلك على وجه الاستعطاف لهم ، والرأفة بهم مع علمه بأن الكفار لا يغفر لهم ، ولهذا لم يقل : لأنهم عصوك ؟ انتهى . وهذا فيه بعد; لأن الاستعطاف ، لا يحسن إلا لمن يرجى له العفو والتخفيف ، والكفار لا يرجى لهم ذلك . والذي أختاره من هذه الأقوال; أن قوله تعالى ( وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قول قد صدر ، ومعنى يعطفه على ما صدر ومضى ، ومجيئه بـ ( إذ ) التي هي ظرف لما مضى ، ويقال التي هي حقيقة في الماضي ، فجميع ما جاء في هذه الآيات من ( إذ ) قال : هو محمول على أصل وضعه ، وإذا كان كذلك ، فقول عيسى : ( وإن تغفر لهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) ، فعبر بالسبب عن المسبب لأنه معلوم أن الغفران مرتب على التوبة ، وإذا كان هذا القول في غير وقت الآخرة ، كانوا في معرض أن يرد فيهم التعذيب أو المغفرة الناشئة عن التوبة . وظاهر قوله : ( فإنك أنت العزيز الحكيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أنه جواب الشرط ، والمعنى فإنك أنت العزيز الذي لا يمتنع عليك ما تريده ، الحكيم فيما تفعله ، تضل من تشاء ، وتهدي من تشاء . وقرأت جماعة فإنك أنت الغفور الرحيم ، على ما يقتضيه قوله : ( وإن تغفر لهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) . قال عياض بن موسى : ليست من المصحف . وقال أبو بكر بن الأنباري (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12590): وقد طعن على القرآن من قال : إن قوله : ( فإنك أنت العزيز الحكيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) لا يناسب قوله : وإن تغفر لهم; لأن المناسب; فإنك أنت الغفور الرحيم . والجواب : أنه لا يحتمل إلا ما أنزله الله تعالى ، ومتى نقل إلى ما قال هذا الطاعن ضعف معناه ، فإنه ينفرد الغفور الرحيم بالشرط الثاني ، ولا يكون له بالشرط الأول تعلق ، وهو ما أنزله الله تعالى ، وأجمع على قراءته المسلمون ، معذوق بالشرطين كليهما ، أولهما وآخرهما ، إذ تلخيصه; إن تعذبهم فأنت عزيز حكيم ، وإن تغفر لهم فأنت العزيز الحكيم ، في الأمرين كلاهما من التعذيب ، والغفران ، فكان العزيز الحكيم أليق بهذا المكان; لعمومه ، وأنه يجمع الشرطين ، ولم يصلح الغفور الرحيم أن يحتمل ما احتمله العزيز الحكيم انتهى . وأما قول من ذهب [ ص: 63 ] إلى أن في الكلام تقديما وتأخيرا ، تقديره : إن تعذبهم فإنك أنت العزيز ، وإن تغفر لهم فإنهم عبادك ، فليس بشيء ، وهو قول من اجترأ على كتاب الله بغير علم . روى النسائي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15397)عن أبي ذر قال : قام النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح بهذه الآية ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) .

الفتى السمنسي
01-09-12, 09:02 pm
حديث قدسي

قَالَ أَنَسُ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ:

" لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ، جَاءَهُ ثَلاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ أوَّلهُمْ: أَيُهُمْ هُوَ، فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، فَقَالَ آخِرُهُم: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ اللَيْلَةَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأنبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لِبَتِهِ حَتَى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَ أُتِيَ بِطِسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوَّاً إِيمَاناً وَحِكْمَةً فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ، يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ، ثُمَ أَطْبَقَهُ، ثُمَ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاء الدُنْيَا فَضَرَبَ بَاباً مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَمَاءِ: مَنْ هَذَا ؟ فَقَال:َ جِبْرِيلُ، قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ: مَعِيَ مُحَمَدٌ، قَالَ: وَقَدْ بُعِثَ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَمَرْحَباً بِهِ وَأَهْلاً، فَيَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَمَاءِ، لا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاء بِمَا يُرِيدُ اللَّه بِهِ فِي الأرْضِ حَتَى يُعْلِمَهُمْ، فَوَجَدَ فِي السَّمَاء الدُنْيَا آدَمَ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ وَقَالَ: مَرْحَباً وَأَهْلاً بِابْنِي، نِعْمَ الإبْنُ أَنْتَ، فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاء الدُنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ، فَقَالَ: مَا هَذَانِ النَهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ: هَذَا النِيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا، ثُمَ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاء فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَر، قَالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَذِي خَبَّأَ لَكَ رَبُكَ، ثُمَ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاء الثَانِيَةِ، فَقَالَتْ الْمَلائِكَةُ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ الأولى: مَنْ هَذَا ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ: مُحَمَدٌ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَمَ، قَالُوا: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: مَرْحَباً بِهِ وَأَهْلاً، ثُمَ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاء الثَالِثَةِ، وَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ الأولى وَالثَانِيَةُ، ثُمَ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَابِعَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاء الْخَامِسَةِ، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاء السَادِسَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاء السَابِعَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، كُلُ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ، فَأَوْعَيْتُ مِنْهُمْ إِدْرِيسَ فِي الثَانِيَةِ وَهَارُونَ فِي الرَابِعَةِ وَآخَرَ فِي الْخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظْ اسْمَهُ وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَادِسَةِ وَمُوسَى فِي السَابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلامِ اللَهِ، فَقَالَ مُوسَى: رَب لَمْ أَظُن أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَ أَحَدٌ، ثُمَ عَلا بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لا يَعْلَمُهُ إِلا اللَهُ، حَتَى جَاءَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، وَدَنَا لِلْجَبَّارِ رَب الْعِزَةِ فَتَدَلَّى، حَتَى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى اللَّه فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ خَمْسِينَ صَلاة عَلَى أُمَّتِكَ كُلَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، ثُمَ هَبَطَ حَتَى بَلَغَ مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى فَقَالَ: يَا مُحَمَدُ مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُكَ ؟ قَالَ: عَهِدَ إليَّ خَمْسِينَ صَلاة كُلَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قَالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُكَ وَعَنْهُمْ، فَالْتَفَتَ النَبِيُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ، فَعَلا بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ، فَقَالَ وَهُوَ مَكَانَهُ: يا رَب خَفِّفْ عَنَّا، فإِنَّ أُمَّتِي لا تَسْتَطِيعُ هَذَا، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، ثُمَ رَجَعَ إِلَى مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِهِ حَتَى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ، ثُمَ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الْخَمْسِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَدُ وَاللَّه لَقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمِي عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ، فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَاداً وَقُلُوباً وَأَبْدَاناً وَأَبْصَاراً وَأَسْمَاعاً، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُكَ، كُلَ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ النَبِيُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ وَلا يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ، فَقَالَ: يا رَب إنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا، فَقَالَ الْجَبَّارُ: يَا مُحَمَدُ، قَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: إِنَهُ لا يُبَدَّلُ الْقول لَدَيَ، كَمَا فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ فِي أُمِ الْكِتَاب ِ، قَالَ: فَكُلُ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِ الْكِتَابِ، وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ، فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتَ ؟ فَقَالَ: خَفَّفَ عَنَّا، أَعْطَانَا بِكُلِ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، قَالَ مُوسَى: قَدْ وَاللَّه رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، ارْجِعْ إِلَى رَبِكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضاً، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: يَا مُوسَى قَدْ وَاللَّه اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِي مِمَا اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَهِ، قَالَ: وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ."

رواه البخاري.

الفتى السمنسي
02-09-12, 06:39 am
قال تعالى عن موسى عليه السلام : ( وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu))

اعلم أن قوله : ( وحرمنا عليه المراضع من قبل (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يقتضي تحريمها من قبله ، فإذا لم يصح بالتعبد والنهي لتعذر التمييز ، فلا بد من فعل سواه ، وذلك الفعل يحتمل أنه تعالى مع حاجته إلى اللبن أحدث فيه نفار الطبع عن لبن سائر النساء ، فلذلك لم يرضع أو أحدث في لبنهن من الطعم ما ينفر عنه طبعه ، أو وضع في لبن أمه [ ص: 198 ] لذة ، فلما تعودها لا جرم كان يكره لبن غيرها ، وعن الضحاك كانت أمه قد أرضعته ثلاثة أشهر حتى عرف ريحها ، والمراضع : جمع مرضع ، وهي المرأة التي ترضع أو جمع مرضع ، وهو موضع الرضاع ؛ أي الثدي أو الرضاع ، وقوله : ( من قبل (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي من قبل أن رددناه إلى أمه ، ومن قبل مجيء أخت موسى عليه السلام ، ومن قبل ولادته في حكمنا وقضائنا ، فعند ذلك قالت أخته : ( هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي يضمنون رضاعه والقيام بمصالحه وهم له ناصحون لا يمنعونه ما ينفعه في تربيته وإغذائه ، ولا يخونونكم فيه . والنصح إخلاص العمل من شائبة الفساد ، وقال السدي : إنها لما قالت : ( وهم له ناصحون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) دل ظاهر ذلك على أن أهل البيت يعرفونه ، فقال لها هامان : قد عرفت هذا الغلام ، فدلينا على أهله ، فقالت ما أعرفه ، ولكني إنما قلت : هم للملك ناصحون ليزول شغل قلبه .

وكل ما روي في هذا الباب يدل على أن فرعون كان بمنزلة آسية في شدة محبته لموسى عليه السلام ، لا على ما قال من زعم أنها كانت مختصة بذلك فقط ، ثم قال تعالى : ( فرددناه إلى أمه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) بهذا الضرب من اللطف ( كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي فيما كان وعدها من أنه يرده إليها ، ولقد كانت عالمة بذلك ، ولكن ليس الخبر كالعيان ، فتحققت بوجود الموعود . ( ولكن أكثرهم لا يعلمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) فيه وجوه أربعة :

أحدها : ولكن أكثر الناس في ذلك العهد وبعد لا يعلمون لإعراضهم عن النظر في آيات الله .

وثانيها : قال الضحاك ومقاتل : يعني أهل مصر لا يعلمون أن الله وعدها برده إليها .

وثالثها : هذا كالتعريض بما فرط منها حين سمعت بخبر موسى عليه السلام ، فجزعت وأصبح فؤادها فارغا .

ورابعها : أن يكون المعنى : إنا إنما رددناه إليها ( ولتعلم أن وعد الله حق (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) والمقصود الأصلي من ذلك الرد هذا الغرض الديني ، ولكن الأكثر لا يعلمون أن هذا هو الغرض الأصلي ، وأن ما سواه من قرة العين وذهاب الحزن تبع ، قال الضحاك : لما قبل ثديها ، قال هامان : إنك لأمه ، قالت : لا ، قال : فما بالك قبل ثديك من بين النسوة ، قالت : أيها الملك إني امرأة طيبة الريح حلوة اللبن ما شم ريحي صبي إلا أقبل على ثديي ، قالوا : صدقت ، فلم يبق أحد من آل فرعون إلا أهدى إليها وأتحفها بالذهب والجواهر .

الفتى السمنسي
02-09-12, 12:46 pm
قال تعالى : ( ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 22 ) ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 23 ) انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 24 ) ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 25 ) وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 26 ) )

يقول تعالى مخبرا عن المشركين : ( ويوم نحشرهم جميعا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يوم القيامة فيسألهم عن الأصنام والأنداد التي كانوا يعبدونها من دونه قائلا [ لهم ] ( أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) كما قال تعالى في سورة القصص : ( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الآية : 62 ] .

وقوله : ( ثم لم تكن فتنتهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : حجتهم . وقال عطاء الخراساني (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16566)، عن ابن عباس : أي : معذرتهم . وكذا قال قتادة . وقال ابن جريج (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13036)، عن ابن عباس : أي قيلهم . وكذا قال الضحاك .

وقال عطاء الخراساني (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16566): ثم لم تكن بليتهم حين ابتلوا ( إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين (http://www.buraydh.com/forum/#docu))

وقال ابن جرير : والصواب ثم لم يكن قيلهم عند فتنتنا إياهم اعتذارا مما سلف منهم من الشرك بالله ( إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين (http://www.buraydh.com/forum/#docu))

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو يحيى الرازي ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن مطرف ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أتاه رجل فقال يا أبا عباس . سمعت الله يقول : ( والله ربنا ما كنا مشركين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : أما قوله : ( والله ربنا ما كنا مشركين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) فإنهم رأوا أنه لا يدخل الجنة إلا أهل الصلاة ، فقالوا : تعالوا فلنجحد ، فيجحدون ، فيختم الله على أفواههم ، وتشهد أيديهم وأرجلهم ولا يكتمون الله حديثا ، فهل في قلبك الآن شيء ؟ إنه ليس من القرآن شيء إلا قد نزل فيه شيء ، ولكن لا تعلمون وجهه .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : هذه في المنافقين .

وفي هذا نظر ، فإن هذه الآية مكية ، والمنافقون إنما كانوا بالمدينة ، والتي نزلت في المنافقين آية المجادلة : ( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له [ كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ] (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ المجادلة : 18 ] ، وهكذا قال في حق هؤلاء : ( انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) كما قال ( ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا [ بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين ] (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ غافر : 73 ، 74 ] . [ ص: 247 ]

وقوله : ( ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : يجيؤوك ليسمعوا قراءتك ، ولا تجزي عنهم شيئا ; لأن الله جعل ( على قلوبهم أكنة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : أغطية لئلا يفقهوا القرآن ( وفي آذانهم وقرا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : صمما عن السماع النافع ، فهم كما قال تعالى : ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء [ صم بكم عمي فهم لا يعقلون ] (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ البقرة : 171 ] .

وقوله : ( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : مهما رأوا من الآيات والدلالات والحجج البينات ، لا يؤمنوا بها . فلا فهم عندهم ولا إنصاف ، كما قال تعالى : ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم [ ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ] (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الأنفال : 23 ] .

وقوله : ( حتى إذا جاءوك يجادلونك (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي يحاجونك ويناظرونك في الحق بالباطل ( يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : ما هذا الذي جئت به إلا مأخوذ من كتب الأوائل ومنقول عنهم .

وقوله : ( وهم ينهون عنه وينأون عنه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) وفي معنى ( ينهون عنه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قولان : أحدهما : أن المراد أنهم ينهون الناس عن اتباع الحق ، وتصديق الرسول ، والانقياد للقرآن ، وينسأون عنه أي : [ ويبتعدون هم عنه ، فيجمعون بين الفعلين القبيحين لا ينتفعون ] ولا يتركون أحدا ينتفع [ ويتباعدون ] قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وهم ينهون عنه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : ينهون الناس عن محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يؤمنوا به .

وقال محمد بن الحنفية (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12691): كان كفار قريش لا يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وينهون عنه .

وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك ، وغير واحد . وهذا القول أظهر ، والله أعلم ، وهو اختيار ابن جرير .

والقول الثاني : رواه سفيان الثوري (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16004)، عن حبيب بن أبي ثابت ، عمن سمع ابن عباس يقول في قوله : ( وهم ينهون عنه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : نزلت في أبي طالب كان ينهى [ الناس ] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يؤذى

[ ص: 248 ]

وكذا قال القاسم بن مخيمرة وحبيب بن أبي ثابت (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15683)وعطاء بن دينار : إنها نزلت في أبي طالب . وقال سعيد بن أبي هلال : نزلت في عمومة النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، وكانوا عشرة ، فكانوا أشد الناس معه في العلانية وأشد الناس عليه في السر . رواه ابن أبي حاتم .

وقال محمد بن كعب القرظي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14980): ( وهم ينهون عنه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : ينهون الناس عن قتله .

[ و ] قوله : ( وينأون عنه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : يتباعدون منه ( وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : وما يهلكون بهذا الصنيع ، ولا يعود وباله إلا عليهم ، وما يشعرون .

الفتى السمنسي
02-09-12, 06:52 pm
قال تعالى : ( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 4 ) كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 5 ) وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 6 ) )

يقول تعالى : ما يدفع الحق ويجادل فيه بعد البيان وظهور البرهان ( إلا الذين كفروا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : الجاحدون لآيات الله وحججه وبراهينه ، ( فلا يغررك تقلبهم في البلاد (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : في أموالهم ونعيمها وزهرتها ، كما قال : ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد . متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ آل عمران : 196 ، 197 ] ، وقال تعالى : ( نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ لقمان : 24 ] .

ثم قال تعالى مسليا لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - في تكذيب من كذبه من قومه ، بأن له أسوة من سلف من الأنبياء ; فإنه قد كذبهم أممهم وخالفوهم ، وما آمن بهم منهم إلا قليل ، فقال : ( كذبت قبلهم قوم نوح (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) وهو أول رسول بعثه الله ينهى عن عبادة الأوثان ، ( والأحزاب من بعدهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : من كل أمة ، ( وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : حرصوا على قتله بكل ممكن ، ومنهم من قتل رسوله ، ( وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : ماحلوا بالشبهة ليردوا الحق الواضح الجلي .

وقد قال أبو القاسم الطبراني (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14687): حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا عارم أبو النعمان (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16272)، حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يحدث عن حنش ، عن عكرمة ، عن ابن عباس [ رضي الله عنه ] ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من أعان باطلا ليدحض بباطله حقا ، فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله " .

وقوله : ( فأخذتهم ) أي : أهلكتهم على ما صنعوا من هذه الآثام والذنوب العظام ، ( فكيف كان عقاب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : فكيف بلغك عذابي لهم ، ونكالي بهم ؟ قد كان شديدا موجعا مؤلما .

قال قتادة : كان والله شديدا .

[ ص: 130 ]

وقوله : ( وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : كما حقت كلمة العذاب على الذين كفروا من الأمم السالفة ، كذلك حقت على المكذبين من هؤلاء الذين كذبوك وخالفوك يا محمد بطريق الأولى والأحرى ; لأن من كذبك فلا وثوق له بتصديق غيرك .

الفتى السمنسي
03-09-12, 11:44 am
قال تعالى : { يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم
ولا يظُلمون فتيلا ( 71 ) ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ( 72 )}
(الاسراء).
* التفسير
{ يوم ندعو كل أناس بإمامهم } أي اذكر يوم الحشر حين ننادي كل إنسان بكتاب عمله
ليسلمّ له وينال جزاءه، والإمام الكتاب الذي سجلّ فيه عمل الانسان ويقويّه { وكل شيء
أحصيناه في إمام مبين }. قال ابن عباس: الإمام ما عمُل وأملي فكتب عليه، فمن بعُث متقيا لله
جعل كتابه بيمينه فقرأه واستبشر { فمن أوتي كتابه بيمينه } أي فمن أعطي كتاب عمله
بيمينه وهم السعداء أولو البصائر والنهّى المتقون لله { فأولئك يقرؤون كتابهم } أي يقرؤون
حسناتهم بفرح واستبشار لانهم أخذوا كتبهم بأيمانهم { ولا يظُلمون فتيلا } أي ولا ينُقصون
من أجور أعمالهم شيئا ولو كان بمقدار الفتيل وهو الخيط الذي في شق النواة { ومن كان
في هذه أعمى } أي ومن كان في هذه الدنيا أعمى القلب لا يهتدي الى الحق ولا الى الخير { فهو
في الآخرة أعمى وأضل سبيلا } أي فهو في الآخرة أشد عمى وأشد ضلالا عن طريق السعادة
والنجاة قال قتادة: من كان في هذه الدنيا أعمى عماّ عاين من نعم الله وخلقه وعجائبه، فهو
فيما يغيب عنه من أمر الآخرة أشد عمى وأضل طريقا.

الفتى السمنسي
03-09-12, 08:02 pm
قال تعالى : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 104 ) ) .

يقول تعالى : هذا كائن يوم القيامة ، ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) كما قال تعالى : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الزمر : 67 ] وقد قال البخاري (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12070):

حدثنا مقدم بن محمد ، حدثني عمي القاسم بن يحيى ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين ، وتكون السماوات بيمينه " .

انفرد به من هذا الوجه البخاري ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12070)رحمه الله .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي ، حدثنا محمد بن سلمة ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16969)عن أبي الواصل ، عن أبي المليح الأزدي ، عن أبي الجوزاء الأزدي ، عن ابن عباس قال : يطوي الله السماوات السبع بما فيها من الخليقة والأرضين السبع بما فيها من الخليقة ، يطوي ذلك كله بيمينه ، يكون ذلك كله في يده بمنزلة خردلة .

وقوله : ( كطي السجل للكتب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) ، قيل : المراد بالسجل [ الكتاب . وقيل : المراد بالسجل ] هاهنا : ملك من الملائكة .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا يحيى بن يمان ، حدثنا أبو الوفاء الأشجعي ، عن أبيه ، عن ابن عمر في قوله تعالى : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) ، قال : السجل : ملك ، فإذا صعد بالاستغفار قال : اكتبها نورا .

وهكذا رواه ابن جرير ، عن أبي كريب ، عن ابن يمان ، به .

قال ابن أبي حاتم : وروي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=11958)أن السجل ملك .

وقال السدي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14468)في هذه الآية : السجل : ملك موكل بالصحف ، فإذا مات الإنسان رفع كتابه إلى السجل فطواه ، ورفعه إلى يوم القيامة .

وقيل : المراد به اسم رجل صحابي ، كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي : قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=17206)حدثنا نوح بن قيس ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس : [ ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) ] ، قال : السجل : هو الرجل . [ ص: 383 ]

قال نوح : وأخبرني يزيد بن كعب - هو العوذي - عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال : السجل كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم .

وهكذا رواه أبو داود والنسائي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15397)عن قتيبة بن سعيد ، عن نوح بن قيس ، عن يزيد بن كعب ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس ، قال : السجل كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم .

ورواه ابن جرير عن نصر بن علي الجهضمي ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=17206)كما تقدم . ورواه ابن عدي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13357)من رواية يحيى بن عمرو بن مالك النكري عن أبيه ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يسمى السجل وهو قوله : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) ، قال : كما يطوي السجل الكتاب ، كذلك نطوي السماء ، ثم قال : وهو غير محفوظ .

وقال الخطيب البغدادي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14231)في تاريخه : أنبأنا أبو بكر البرقاني ، أنبأنا محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي ، أنبأنا أحمد بن الحسن الكرخي ، أن حمدان بن سعيد حدثهم ، عن عبد الله بن نمير (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16421)، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : السجل : كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا منكر جدا من حديث نافع عن ابن عمر ، لا يصح أصلا وكذلك ما تقدم عن ابن عباس ، من رواية أبي داود وغيره ، لا يصح أيضا . وقد صرح جماعة من الحفاظ بوضعه - وإن كان في سنن أبي داود - منهم شيخنا الحافظ الكبير أبو الحجاج المزي ، فسح الله في عمره ، ونسأ في أجله ، وختم له بصالح عمله ، وقد أفردت لهذا الحديث جزءا على حدة ، ولله الحمد . وقد تصدى الإمام أبو جعفر ابن جرير للإنكار على هذا الحديث ، ورده أتم رد ، وقال : لا يعرف في الصحابة أحد اسمه السجل ، وكتاب النبي صلى الله عليه وسلم معروفون ، وليس فيهم أحد اسمه السجل ، وصدق رحمه الله في ذلك ، وهو من أقوى الأدلة على نكارة هذا الحديث . وأما من ذكر في أسماء الصحابة هذا ، فإنما اعتمد على هذا الحديث ، لا على غيره ، والله أعلم . والصحيح عن ابن عباس أن السجل هي الصحيفة ، قاله علي بن أبي طلحة والعوفي ، عنه . ونص على ذلك مجاهد ، وقتادة ، وغير واحد . واختاره ابن جرير; لأنه المعروف في اللغة ، فعلى هذا يكون معنى الكلام : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : على [ هذا ] الكتاب ، بمعنى المكتوب ، كقوله : ( فلما أسلما وتله للجبين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الصافات : 103 ] ، أي : على الجبين ، وله نظائر في اللغة ، والله أعلم .

وقوله : ( كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يعني : هذا كائن لا محالة ، يوم يعيد الله الخلائق خلقا جديدا ، كما بدأهم هو القادر على إعادتهم ، وذلك واجب الوقوع ، لأنه من [ ص: 384 ] جملة وعد الله الذي لا يخلف ولا يبدل ، وهو القادر على ذلك . ولهذا قال : ( إنا كنا فاعلين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) .

وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=17277)وابن جعفر المعنى ، قالا : حدثنا شعبة ، عن المغيرة بن النعمان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال : " إنكم محشورون إلى الله عز وجل حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده ، وعدا علينا إنا كنا فاعلين " ; وذكر تمام الحديث ، أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة . ورواه البخاري (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12070)عند هذه الآية في كتابه .

وقد روى ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحو ذلك .

وقال العوفي ، عن ابن عباس في قوله : ( كما بدأنا أول خلق نعيده (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : نهلك كل شيء ، كما كان أول مرة

الفتى السمنسي
04-09-12, 09:34 am
قال تعالى : ( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 132 ) )

( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 133 ) )

( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) لكي ترحموا .

( وسارعوا ) قرأ أهل المدينة والشام سارعوا بلا واو ، ( إلى مغفرة من ربكم ) أي بادروا وسابقوا إلى الأعمال التي توجب المغفرة . [ ص: 104 ]

قال ابن عباس رضي الله عنهما : إلى الإسلام ، وروي عنه : إلى التوبة ، وبه قال عكرمة ، وقال علي بن أبي طالب (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=8)رضي الله عنه : إلى أداء الفرائض ، وقال أبو العالية : إلى الهجرة ، وقال الضحاك : إلى الجهاد ، وقال مقاتل : إلى الأعمال الصالحة . روي عن أنس بن مالك أنها التكبيرة الأولى .

( وجنة ) أي وإلى جنة ( عرضها السماوات والأرض (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : عرضها كعرض السماوات والأرض ، كما قال في سورة الحديد : " وجنة عرضها كعرض السماء والأرض (http://www.buraydh.com/forum/#docu)" ( سورة الحديد - 21 ) أي : سعتها ، وإنما ذكر العرض على المبالغة لأن طول كل شيء في الأغلب أكثر من عرضه يقول : هذه صفة عرضها فكيف طولها؟ قال الزهري : إنما وصف عرضها فأما طولها فلا يعلمه إلا الله ، وهذا على التمثيل لا أنها كالسماوات والأرض لا غير ، معناه : كعرض السماوات السبع والأرضين السبع عند ظنكم كقوله تعالى : " خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض (http://www.buraydh.com/forum/#docu)" ( سورة هود - 107 ) يعني : عند ظنكم وإلا فهما زائلتان ، وروي عن طارق بن شهاب (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16243)أن ناسا من اليهود سألوا عمر بن الخطاب (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=2)وعنده أصحابه رضي الله عنهم وقالوا : أرأيتم قوله ( وجنة عرضها السماوات والأرض (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) فأين النار؟ فقال عمر : أرأيتم إذا جاء الليل أين يكون النهار ، وإذا جاء النهار أين يكون الليل؟ فقالوا : إنه لمثلها في التوراة ومعناه أنه حيث يشاء الله .

فإن قيل : قد قال الله تعالى : " وفي السماء رزقكم وما توعدون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)" ( سورة الذاريات - 22 ) وأراد بالذي وعدنا : الجنة فإذا كانت الجنة في السماء فكيف يكون عرضها السماوات والأرض؟ وقيل : إن باب الجنة في السماء وعرضها السماوات والأرض كما أخبر ، وسئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن الجنة : أفي السماء أم في الأرض؟ فقال : وأي أرض وسماء تسع الجنة؟ قيل : فأين هي؟ قال : فوق السماوات السبع تحت العرش . وقال قتادة : كانوا يرون أن الجنة فوق السماوات السبع وأن جهنم تحت الأرضين السبع ( أعدت للمتقين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) .

الفتى السمنسي
05-09-12, 06:39 am
قال تعالى : ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 101 ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 102 ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 103 ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 104 ) ) .

يخبر تعالى أنه إذا نفخ في الصور نفخة النشور ، وقام الناس من القبور ، ( فلا أنساب بينهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : لا تنفع الأنساب يومئذ ، ولا يرثي والد لولده ، ولا يلوي عليه ، قال الله تعالى : ( ولا يسأل حميم حميما . يبصرونهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ المعارج : 10 ، 11 ] أي : لا يسأل القريب قريبه وهو يبصره ، ولو كان عليه من الأوزار ما قد أثقل ظهره ، وهو كان أعز الناس عليه كان في الدنيا ، ما التفت إليه ولا حمل عنه وزن جناح بعوضة ، قال الله تعالى : ( يوم يفر المرء من أخيه . وأمه وأبيه . وصاحبته وبنيه . لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ عبس : 34 37 ] .

وقال ابن مسعود : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم نادى مناد : ألا من كان له مظلمة فليجئ فليأخذ حقه : قال : فيفرح المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته وإن كان صغيرا; ومصداق ذلك في كتاب الله : ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) رواه ابن أبي حاتم .

وقال الإمام أحمد (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12251): حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن المسور هو ابن مخرمة (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=83)رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فاطمة بضعة مني ، يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري " .

هذا الحديث له أصل في الصحيحين عن المسور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فاطمة بضعة مني ، [ ص: 496 ] يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها " .

وقال الإمام أحمد (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12251): حدثنا أبو عامر ، حدثنا زهير ، عن عبد الله بن محمد ، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر : " ما بال رجال يقولون : إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومه؟ بلى ، والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة ، وإني أيها الناس فرط لكم ، إذا جئتم " قال رجل : يا رسول الله ، أنا فلان بن فلان ، [ وقال أخوه : أنا فلان ابن فلان ] فأقول لهم : " أما النسب فقد عرفت ، ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى " .

وقد ذكرنا في مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=2)من طرق متعددة عنه ، رضي الله عنه : أنه لما تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهما ، قال : أما والله ما بي إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كل سبب ونسب فإنه منقطع يوم القيامة ، إلا سببي ونسبي " .

رواه الطبراني ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14687)والبزار (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13863)والهيثم بن كليب ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14559)والبيهقي ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13933)والحافظ الضياء في " المختارة " وذكرنا أنه أصدقها أربعين ألفا; إعظاما وإكراما ، رضي الله عنه; فقد روى الحافظ ابن عساكر (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13359)في ترجمة أبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق أبي القاسم البغوي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13890): حدثنا سليمان بن عمر بن الأقطع ، حدثنا إبراهيم بن عبد السلام ، عن إبراهيم بن يزيد ، عن محمد بن عباد بن جعفر ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16984)سمعت ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري " . وروي فيها من طريق عمار بن سيف ، عن هشام بن عروة ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=17245)عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا : " سألت ربي عز وجل ألا أتزوج إلى أحد من أمتي ، ولا يتزوج إلي أحد منهم ، إلا كان معي في الجنة ، فأعطاني ذلك " . ومن حديث عمار بن سيف ، عن إسماعيل ، عن عبد الله بن عمرو .

وقوله : ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : من رجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة ، قاله ابن عباس .

( فأولئك هم المفلحون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : الذين فازوا فنجوا من النار وأدخلوا الجنة .

وقال ابن عباس : أولئك الذين فازوا بما طلبوا ، ونجوا من شر ما منه هربوا . [ ص: 497 ]

( ومن خفت موازينه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : ثقلت سيئاته على حسناته ، ( فأولئك الذين خسروا أنفسهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : خابوا وهلكوا ، وباءوا بالصفقة الخاسرة .

وقال الحافظ أبو بكر البزار (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13863): حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، حدثنا داود بن المحبر ، حدثنا صالح المري ، عن ثابت البناني وجعفر بن زيد (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15633)ومنصور بن زاذان ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=17154)عن أنس بن مالك يرفعه قال : " إن لله ملكا موكلا بالميزان ، فيؤتى بابن آدم ، فيوقف بين كفتي الميزان ، فإن ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق : سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، وإن خف ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق : شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا " .

الفتى السمنسي
05-09-12, 08:30 pm
قال تعالى : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 78 ) )

قوله : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) اختلفوا في الدلوك : روي عن عبد الله بن مسعود (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=10)أنه قال : الدلوك هو الغروب وهو قول إبراهيم النخعي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12354)ومقاتل بن حيان (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=17132)والضحاك والسدي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14468).

وقال ابن عباس : وابن عمر (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12)وجابر : هو زوال الشمس وهو قول عطاء وقتادة ومجاهد والحسن وأكثر التابعين .

ومعنى اللفظ يجمعهما لأن أصل الدلوك الميل والشمس تميل إذا زالت وغربت .

والحمل على الزوال أولى القولين لكثرة القائلين به ولأنا إذا حملناه عليه كانت الآية جامعة لمواقيت الصلاة كلها " فدلوك الشمس " : يتناول صلاة الظهر والعصر و " إلى غسق الليل (http://www.buraydh.com/forum/#docu)" : يتناول المغرب والعشاء و " قرآن الفجر " : هو صلاة الصبح .

قوله عز وجل : ( إلى غسق الليل (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : ظهور ظلمته وقال ابن عباس : بدو الليل وقال قتادة : وقت صلاة المغرب وقال مجاهد : غروب الشمس .

قال تعالى : ( وقرآن الفجر (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يعني : صلاة الفجر سمى صلاة الفجر قرآنا لأنها لا تجوز إلا بقرآن وانتصاب القرآن من وجهين : أحدهما : أنه عطف على الصلاة أي : وأقم قرآن الفجر قاله الفراء وقال أهل البصرة : على الإغراء أي وعليك قرآن الفجر .

( ( إن قرآن الفجر كان مشهودا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : يشهده ملائكة الليل وملائكة النهار .

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12070)حدثنا أبو اليمان أنبأنا شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15990)وأبو سلمة بن عبد الرحمن (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12031)أن أبا هريرة (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=3)قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تفضل صلاة الجميع على صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر " ثم يقول أبو هريرة (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=3): اقرءوا إن شئتم : ( إن قرآن الفجر كان مشهودا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) .

الفتى السمنسي
06-09-12, 08:54 pm
قال تعالى : ( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 18 ) يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 19 ) والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 20 ) )

[ ص: 137 ]

يوم الآزفة هو : اسم من أسماء يوم القيامة ، سميت بذلك لاقترابها ، كما قال تعالى : ( أزفت الآزفة . ليس لها من دون الله كاشفة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ النجم : 57 ، 58 ] وقال ( اقتربت الساعة وانشق القمر (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ القمر : 1 ] ، وقال ( اقترب للناس حسابهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الأنبياء : 1 ] وقال ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ النحل : 1 ] وقال ( فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الملك : 27 ] .

وقوله : ( إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ أي ساكتين ] ، قال قتادة : وقفت القلوب في الحناجر من الخوف ، فلا تخرج ولا تعود إلى أماكنها . وكذا قال عكرمة ، والسدي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14468)، وغير واحد .

ومعنى ) كاظمين ) أي : ساكتين ، لا يتكلم أحد إلا بإذنه ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ النبأ : 38 ] .

وقال ابن جريج (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13036): ( كاظمين ) أي : باكين .

وقوله : ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : ليس للذين ظلموا أنفسهم بالشرك بالله من قريب منهم ينفعهم ، ولا شفيع يشفع فيهم ، بل قد تقطعت بهم الأسباب من كل خير .

وقوله : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يخبر تعالى عن علمه التام المحيط بجميع الأشياء ، جليلها وحقيرها ، صغيرها وكبيرها ، دقيقها ولطيفها ; ليحذر الناس علمه فيهم ، فيستحيوا من الله حق الحياء ، ويتقوه حق تقواه ، ويراقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه ، فإنه تعالى يعلم العين الخائنة وإن أبدت أمانة ، ويعلم ما تنطوي عليه خبايا الصدور من الضمائر والسرائر .

قال ابن عباس في قوله : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) وهو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم ، وفيهم المرأة الحسناء ، أو تمر به وبهم المرأة الحسناء ، فإذا غفلوا لحظ إليها ، فإذا فطنوا غض ، فإذا غفلوا لحظ ، فإذا فطنوا غض [ بصره عنها ] وقد اطلع الله من قلبه أنه ود أن لو اطلع على فرجها . رواه ابن أبي حاتم .

وقال الضحاك : ( خائنة الأعين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) هو الغمز ، وقول الرجل : رأيت ، ولم ير ; أو : لم أر ، وقد رأى .

وقال ابن عباس : يعلم [ الله ] تعالى من العين في نظرها ، هل تريد الخيانة أم لا ؟ وكذا قال مجاهد ، وقتادة .

وقال ابن عباس في قوله : ( وما تخفي الصدور (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يعلم إذا أنت قدرت عليها هل تزني بها أم لا ؟ .

وقال السدي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14468): ( وما تخفي الصدور (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : من الوسوسة .

[ ص: 138 ]

وقوله : ( والله يقضي بالحق (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : يحكم بالعدل .

وقال الأعمش : عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس [ رضي الله عنهما ] في قوله : ( والله يقضي بالحق (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قادر على أن يجزي بالحسنة الحسنة ، وبالسيئة السيئة ( إن الله هو السميع البصير (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) .

وهذا الذي فسر به ابن عباس في هذه الآية كقوله تعالى : ( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ النجم : 31 ] . وقوله : ( والذين يدعون من دونه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : من الأصنام والأوثان والأنداد ، ( لا يقضون بشيء (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : لا يملكون شيئا ولا يحكمون بشيء ( إن الله هو السميع البصير (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : سميع لأقوال خلقه ، بصير بهم ، فيهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، وهو الحاكم العادل في جميع ذلك

الفتى السمنسي
07-09-12, 06:44 pm
قال تعالى : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 26 ) تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 27 ) )

يقول تعالى : ( قل ) يا محمد ، معظما لربك ومتوكلا عليه ، وشاكرا له ومفوضا إليه : ( اللهم مالك الملك (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : لك الملك كله ( تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : أنت المعطي ، وأنت المانع ، وأنت الذي ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن .

وفي هذه الآية تنبيه وإرشاد إلى شكر نعمة الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الأمة ، لأن الله حول النبوة من بني إسرائيل إلى النبي العربي القرشي المكي الأمي خاتم الأنبياء على الإطلاق ، ورسول الله إلى جميع الثقلين الإنس والجن ، الذي جمع الله فيه محاسن من كان قبله ، وخصه بخصائص لم يعطها نبيا من الأنبياء ولا رسولا من الرسل ، في العلم بالله وشريعته وإطلاعه على الغيوب الماضية والآتية ، وكشفه عن حقائق الآخرة ونشر أمته في الآفاق ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وإظهار دينه وشرعه على سائر الأديان والشرائع ، فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين ، ما تعاقب الليل والنهار . ولهذا قال تعالى : ( قل اللهم مالك الملك [ تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ] (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : أنت المتصرف في خلقك ، الفعال لما تريد ، كما رد تبارك وتعالى على من يتحكم عليه في أمره ، حيث قال : ( وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الزخرف : 31 ] .

قال الله تعالى ردا عليهم : ( أهم يقسمون رحمة ربك [ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ] (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) الآية [ الزخرف : 32 ] أي : نحن نتصرف في خلقنا كما نريد ، بلا ممانع ولا مدافع ، ولنا الحكمة والحجة في ذلك ، وهكذا نعطي النبوة لمن نريد ، كما قال تعالى : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الأنعام : 124 ] وقال تعالى : ( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض [ وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ] (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الإسراء : 21 ] وقد روى الحافظ ابن عساكر (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13359)في ترجمة " إسحاق بن أحمد " من تاريخه عن المأمون الخليفة : أنه رأى في قصر ببلاد الروم مكتوبا بالحميرية ، فعرب له ، فإذا هو :

باسم الله ما اختلف الليل والنهار ، ولا دارت نجوم السماء في الفلك إلا بنقل النعيم عن ملك
قد زال سلطانه إلى ملك وملك ذي العرش دائم أبدا
ليس بفان ولا بمشترك
.

وقوله : ( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : تأخذ من طول هذا فتزيده في قصر هذا فيعتدلان ، ثم تأخذ من هذا في هذا فيتفاوتان ، ثم يعتدلان . وهكذا في فصول السنة : ربيعا وصيفا وخريفا وشتاء .

وقوله : ( وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : تخرج الحبة من الزرع والزرع من الحبة ، والنخلة من النواة والنواة من النخلة ، والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن ، والدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة ، وما جرى هذا المجرى من جميع الأشياء ( وترزق من تشاء بغير حساب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : تعطي من شئت من المال ما لا يعده ولا يقدر على إحصائه ، وتقتر على آخرين ، لما لك [ ص: 30 ] في ذلك من الحكمة والإرادة والمشيئة والعدل . قال الطبراني (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14687): حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، حدثنا جعفر بن جسر بن فرقد ، حدثنا أبي ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، في هذه الآية من آل عمران : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ] (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) .

إيلاف
07-09-12, 07:06 pm
جزززاكم الله ألف خيير ،،

الفتى السمنسي
08-09-12, 12:56 pm
قال تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
يقول تعالى: { أَفَرَأَيْتَ } الرجل الضال الذي { اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } فما هويه سلكه سواء كان يرضي الله أو يسخطه. { وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ } من الله تعالى أنه لا تليق به الهداية ولا يزكو عليها. { وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ } فلا يسمع ما ينفعه، { وَقَلْبِهِ } فلا يعي الخير { وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً } تمنعه من نظر الحق، { فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ } أي: لا أحد يهديه وقد سد الله عليه أبواب الهداية وفتح له أبواب الغواية، وما ظلمه الله ولكن هو الذي ظلم نفسه وتسبب لمنع رحمة الله عليه { أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } ما ينفعكم فتسلكونه وما يضركم فتجتنبونه.
{ وَقَالُوا } أي: منكرو البعث { مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ } أي: إن هي إلا عادات وجري على رسوم الليل والنهار يموت أناس ويحيا أناس وما مات فليس براجع إلى الله ولا مجازى بعمله.
وقولهم هذا صادر عن غير علم { إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ } فأنكروا المعاد وكذبوا الرسل الصادقين من غير دليل دلهم على ذلك ولا برهان.
إن هي إلا ظنون واستبعادات خالية عن الحقيقة ولهذا قال تعالى: { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } وهذا جراءة منهم على الله، حيث اقترحوا هذا الاقتراح وزعموا أن صدق رسل الله متوقف على الإتيان بآبائهم، وأنهم لو جاءوهم بكل آية لم يؤمنوا إلا إن تبعتهم الرسل على ما قالوا، وهم كذبة فيما قالوا وإنما قصدهم دفع دعوة الرسل لا بيان الحق، قال تعالى: { قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } وإلا فلو وصل العلم باليوم الآخر إلى قلوبهم، لعملوا له أعمالا وتهيئوا له.

الفتى السمنسي
09-09-12, 06:33 am
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu))

ظاهر الأمر في قوله : أنفقوا الوجوب ، وقد حمله جماعة على صدقة الفرض لذلك ، ولما في آخر الآية من الوعيد الشديد ، وقيل : إن هذه الآية تجمع زكاة الفرض والتطوع .

قال ابن عطية : وهذا صحيح ، ولكن ما تقدم من الآيات في ذكر القتال وأن الله يدفع بالمؤمنين في صدور الكافرين يترجح منه أن هذا الندب إنما هو في سبيل الله .

قال القرطبي : وعلى هذا التأويل يكون إنفاق المال مرة واجبا ، ومرة ندبا بحسب تعين الجهاد وعدم تعينه .

قوله : من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)أي : أنفقوا ما دمتم قادرين من قبل أن يأتي (http://www.buraydh.com/forum/#docu)ما لا يمكنكم الإنفاق فيه وهو يوم لا بيع فيه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)أي لا يتبايع الناس فيه .

والخلة : خالص المودة مأخوذة من تخلل الأسرار بين الصديقين .

أخبر سبحانه أنه لا خلة في يوم القيامة نافعة ولا شفاعة مؤثرة إلا لمن أذن الله له .

وقرأ الباقون برفعها منونة ، وهما لغتان مشهورتان للعرب ، ووجهان معروفان عند النحاة ، فمن الأول قول حسان :

[ ص: 174 ]
ألا طعان ألا فرسان عادية ألا تجشئوكم حول التنانير
ومن الثاني قول الراعي :


وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل

ويجوز في غير القرآن التغاير برفع البعض ونصب البعض كما هو مقرر في علم الإعراب .

قوله : ( والكافرون هم الظالمون ) (http://www.buraydh.com/forum/#docu)فيه دليل على أن كل كافر ظالم لنفسه ، ومن جملة من يدخل تحت هذا العموم مانع الزكاة منعا يوجب كفره لوقوع ذلك في سياق الأمر بالإنفاق .

وقد أخرج ابن جرير (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16935)وابن المنذر عن ابن جريج (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13036)في قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)قال : من الزكاة والتطوع .

وأخرج ابن المنذر عن سفيان قال : يقال نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن ، ونسخ شهر رمضان كل صوم .

وأخرج عبد بن حميد (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16298)وابن المنذر وابن أبي حاتم (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16328)عن قتادة في الآية قال : قد علم الله أن ناسا يتخاللون في الدنيا ويشفع بعضهم لبعض ، فأما يوم القيامة فلا خلة إلا خلة المتقين .

وأخرج ابن جرير (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16935)وابن أبي حاتم (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16328)عن عطاء قال : الحمد لله الذي قال : والكافرون هم الظالمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)ولم يقل والظالمون هم الكافرون .

الفتى السمنسي
10-09-12, 06:05 pm
قال تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) (124)

" وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي " أَيْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَا أَنْزَلْته عَلَى رَسُولِي أَعْرَضَ عَنْهُ وَتَنَاسَاهُ وَأَخَذَ مِنْ غَيْره هُدَاهُ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَة ضَنْكًا أَيْ ضَنْك فِي الدُّنْيَا فَلَا طُمَأْنِينَة لَهُ وَلَا اِنْشِرَاح لِصَدْرِهِ بَلْ صَدْره ضَيِّق حَرَج لِضَلَالِهِ وَإِنْ تَنَعَّمَ ظَاهِره وَلَبِسَ مَا شَاءَ وَأَكَلَ مَا شَاءَ وَسَكَنَ حَيْثُ شَاءَ فَإِنَّ قَلْبه مَا لَمْ يَخْلُص إِلَى الْيَقِين وَالْهُدَى فَهُوَ فِي قَلَق وَحِيرَة وَشَكّ فَلَا يَزَال فِي رِيبَة يَتَرَدَّد فَهَذَا مِنْ ضَنْك الْمَعِيشَة قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَة ضَنْكًا قَالَ الشَّقَاء وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَة ضَنْكًا قَالَ كُلَّمَا أَعْطَيْته عَبْدًا مِنْ عِبَادِي قَلَّ أَوْ كَثُرَ لَا يَتَّقِينِي فِيهِ فَلَا خَيْر فِيهِ وَهُوَ الضَّنْك فِي الْمَعِيشَة وَقَالَ أَيْضًا إِنَّ قَوْمًا ضُلَّالًا أَعْرَضُوا عَنْ الْحَقّ وَكَانُوا فِي سَعَة مِنْ الدُّنْيَا مُتَكَبِّرِينَ فَكَانَتْ مَعِيشَتهمْ ضَنْكًا وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ اللَّه لَيْسَ مُخْلِفًا لَهُمْ مَعَايِشهمْ مِنْ سُوء ظَنّهمْ بِاَللَّهِ وَالتَّكْذِيب فَإِذَا كَانَ الْعَبْد يَكْذِب بِاَللَّهِ وَيُسِيء الظَّنّ بِهِ وَالثِّقَة بِهِ اِشْتَدَّتْ عَلَيْهِ مَعِيشَته فَذَلِكَ الضَّنْك وَقَالَ الضَّحَّاك هُوَ الْعَمَل السَّيِّئ وَالرِّزْق الْخَبِيث وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَمَالِك بْن دِينَار وَقَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة عَنْ أَبِي حَازِم عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي سَعِيد فِي قَوْله مَعِيشَة ضَنْكًا قَالَ يُضَيِّق عَلَيْهِ قَبْره حَتَّى تَخْتَلِف أَضْلَاعه فِيهِ قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ : النُّعْمَان بْن أَبِي عِيَاض يُكَنَّى أَبَا سَلَمَة وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة حَدَّثَنَا صَفْوَان أَنْبَأَنَا الْوَلِيد أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه بْن لَهِيعَة عَنْ دَرَّاج عَنْ أَبِي الْهَيْثَم عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَة ضَنْكًا " قَالَ " ضَمَّة الْقَبْر لَهُ " وَالْمَوْقُوف أَصَحّ .
وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم أَيْضًا حَدَّثَنَا الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا أَسَد بْن مُوسَى حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة حَدَّثَنَا دَرَّاج أَبُو السَّمْح عَنْ اِبْن حُجَيْرَة وَاسْمه عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الْمُؤْمِن فِي قَبْره فِي رَوْضَة خَضْرَاء وَيُفْسَح لَهُ فِي قَبْره سَبْعُونَ ذِرَاعًا وَيُنَوَّر لَهُ قَبْره كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر أَتَدْرُونَ فِيمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَة ضَنْكًا أَتَدْرُونَ مَا الْمَعِيشَة الضَّنْك ؟ " قَالُوا اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ " عَذَاب الْكَافِر فِي قَبْره وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لِيُسَلَّط عَلَيْهِ تِسْعَة وَتِسْعُونَ تِنِّينًا أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّين ؟ تِسْعَة وَتِسْعُونَ حَيَّة لِكُلِّ حَيَّة سَبْعَة رُءُوس يَنْفُخُونَ فِي جِسْمه وَيَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ " رَفْعه مُنْكَر جِدًّا وَقَالَ الْبَزَّار حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الْأَزْدِيّ حَدَّثَنَا ابْن عَمْرو حَدَّثَنَا هِشَام بْن سَعْد عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هِلَال عَنْ اِبْن حُجَيْرَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَة ضَنْكًا " قَالَ الْمَعِيشَة الضَّنْك الَّذِي قَالَ اللَّه إِنَّهُ يُسَلَّط عَلَيْهِ تِسْعَة وَتِسْعُونَ حَيَّة يَنْهَشُونَ لَحْمه حَتَّى تَقُوم السَّاعَة . وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيد حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَة ضَنْكًا قَالَ " عَذَاب الْقَبْر " إِسْنَاد جَيِّد وَقَوْله " وَنَحْشُرهُ يَوْم الْقِيَامَة أَعْمَى " قَالَ مُجَاهِد وَأَبُو صَالِح وَالسُّدِّيّ لَا حُجَّة لَهُ وَقَالَ عِكْرِمَة عَمِيَ عَلَيْهِ كُلّ شَيْء إِلَّا جَهَنَّم وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد أَنَّهُ يُبْعَث أَوْ يُحْشَر إِلَى النَّار أَعْمَى الْبَصَر وَالْبَصِيرَة أَيْضًا كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَنَحْشُرهُمْ يَوْم الْقِيَامَة عَلَى وُجُوههمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّم " الْآيَة .

الفتى السمنسي
13-09-12, 01:55 pm
قال تعالى : ( بَلْ هُمْ فِي شَكّ يَلْعَبُونَ * فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السّمَآءُ بِدُخَانٍ مّبِينٍ * يَغْشَى النّاسَ هَـَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رّبّنَا اكْشِفْ عَنّا الْعَذَابَ إِنّا مْؤْمِنُونَ * أَنّىَ لَهُمُ الذّكْرَىَ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مّبِينٌ * ثُمّ تَوَلّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلّمٌ مّجْنُونٌ * إِنّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنّكُمْ عَآئِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىَ إِنّا مُنتَقِمُونَ )
يقول تعالى: بل هؤلاء المشركون في شك يلعبون أي قد جاءهم الحق اليقين وهم يشكون فيه ويمترون ولا يصدقون به, ثم قال عز وجل متوعداً لهم ومهدداً: { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } قال سليمان بن مهران الأعمش عن أبي الضحى مسلم بن صبيح, عن مسروق قال: دخلنا المسجد, يعني مسجد الكوفة عند أبواب كندة, فإذا رجل يقص على أصحابه { يوم تأتي السماء بدخان مبين } تدرون ما ذلك الدخان ؟ ذلك دخان يأتي يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمنين منه شبه الزكام, قال: فأتينا ابن مسعود رضي الله عنه, فذكرنا له ذلك وكان مضطجعاً, ففزع فقعد وقال: إن الله عز وجل قال لنبيكم صلى الله عليه وسلم: { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } إن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم الله أعلم سأحدثكم عن ذلك, إن قريشاً لما أبطأت عن الإسلام واستعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف, فأصابهم من الجهد والجوع حتى أكلوا العظام والميتة, وجعلوا يرفعون أبصارهم إلى السماء فلا يرون إلا الدخان, وفي رواية فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد.
قال الله تعالى: { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم } فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت, فاستسقى صلى الله عليه وسلم لهم فسقوا فنزلت { إنا كاشفو العذاب قليلاً إنكم عائدون } قال ابن مسعود رضي الله عنه: فيكشف عنهم العذاب يوم القيامة فلما أصابهم الرفاهية عادوا إلى حالهم فأنزل الله عز وجل: { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } قال يعني يوم بدر قال ابن مسعود رضي الله عنه: فقد مضى خمسة : الدخان والروم والقمر والبطشة واللزام, وهذا .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا جعفر بن مسافر, حدثنا يحيى بن حسان, حدثنا ابن لهيعة, حدثنا عبد الرحمن الأعرج في قوله عز وجل: { يوم تأتي السماء بدخان مبين } قال: كان يوم فتح مكة وهذا القول غريب جداً بل منكر. وقال آخرون لم يمض الدخان بعد بل هو من أمارات الساعة كما تقدم من حديث أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه, قال: أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال صلى الله عليه وسلم: « لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها, والدخان والدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخروج عيسى بن مريم والدجال وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق, وخسف بالمغرب, وخسف بجزيرة العرب, ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس ـ أو تحشر الناس ـ تبيت معهم حيث باتوا, وتقيل معهم حيث قالوا». تفرد بإخراجه مسلم في صحيحه, وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد: « إني خبأت لك خبأ » قال: هو الدخ, قال صلى الله عليه وسلم «اخسأ فلن تعدو قدرك» قال: وخبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } وهذا فيه إشعار بأنه من المنتظر المرتقب, وابن صياد كاشف على طريقة الكهان بلسان الجان, وهم يقرطمون العبارة, ولهذا قال هو الدخ, يعني الدخان, فعندها عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم مادته وأنها شيطانية فقال صلى الله عليه وسلم: «اخسأ فلن تعدو قدرك».
قال: سمعت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول الاَيات الدجال ونزول عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام, ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا, والدخان ـ قال حذيفة رضي الله عنه يا رسول الله وما الدخان ؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاَية { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم } ـ يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة, أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة, وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره». وقال ابن جرير أيضاً: حدثنا محمد بن عوف, حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش, حدثني أبي, حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن ربكم أنذركم ثلاثاً: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة, ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه, والثانية الدابة والثالثة الدجال». ورواه الطبراني عن هاشم بن يزيد عن محمد بن إسماعيل بن عياش به وهذا إسناد جيد. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة, حدثنا صفوان, حدثنا الوليد, حدثنا خليل عن الحسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « يهيج الدخان بالناس, فأما المؤمن فيأخذه الزكمة, وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه». ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه موقوفاً, وروى سعيد بن عوف عن الحسن مثله.
وقوله تعالى: { إنا كاشفو العذاب قليلاً إنكم عائدون } يحتمل معنيين: (أحدهما) أنه يقول تعالى ولو كشفنا عنكم العذاب ورجعناكم إلى الدار الدنيا, لعدتم إلى ما كنتم فيه من الكفر والتكذيب كقوله تعالى: { ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون } وكقوله جلت عظمته: { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون }. و (الثاني) أن يكون المراد إنا مؤخرو العذاب عنكم قليلاً بعد انعقاد أسبابه ووصوله إليكم. وأنتم مستمرون فيما أنتم فيه من الطغيان والضلال, ولا يلزم من الكشف عنهم أن يكون باشرهم كقوله تعالى: { إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين }. ولم يكن العذاب باشرهم واتصل بهم بل كان قد انعقد سببه عليهم, ولا يلزم أيضاً أن يكونوا قد أقلعوا عن كفرهم ثم عادوا إليه, قال الله تعالى إخباراً عن شعيب عليه السلام أنه قال لقومه حين قالوا: { لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أو لو كنا كارهين * قد افترينا على الله كذباً إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها } وشعيب عليه السلام لم يكن قط على ملتهم وطريقتهم, وقال قتادة: إنكم عائدون إلى عذاب الله.
وقوله عز وجل: { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } فسر ذلك ابن مسعود رضي الله عنه بيوم بدر, وهذا قول جماعة ممن وافق ابن مسعود رضي الله عنه على تفسيره الدخان بما تقدم, وروي أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما من رواية العوفي عنه وعن أبي بن كعب رضي الله عنه, وهو محتمل, والظاهر أن ذلك يوم القيامة وإن كان يوم بدر يوم بطشة أيضاً قال ابن جرير: حدثني ابن علية, حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما قال ابن مسعود رضي الله عنه: البطشة الكبرى يوم بدر وأنا أقول هي يوم القيامة, وهذا إسناد صحيح عنه وبه يقول الحسن البصري وعكرمة في أصح الروايتين عنه, والله أعلم.

الفتى السمنسي
14-09-12, 11:14 am
قال تعالى : ( ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 34 ) )

قوله عز وجل : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال الفراء : " لا " هاهنا صلة ، معناه : ولا تستوي الحسنة والسيئة - يعني - : الصبر والغضب ، والحلم والجهل ، والعفو والإساءة . ( ادفع بالتي هي أحسن (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال ابن عباس : أمر بالصبر عند الغضب ، وبالحلم عند الجهل ، وبالعفو عند الإساءة . ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يعني : إذا فعلت ذلك خضع لك عدوك ، وصار الذي بينك وبينه عداوة ، ( كأنه ولي حميم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) كالصديق والقريب . قال مقاتل بن حيان : نزلت في أبي سفيان بن حرب (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12026)، وذلك أنه لان للمسلمين بعد شدة عداوته بالمصاهرة التي حصلت بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أسلم فصار وليا بالإسلام حميما بالقرابة .

الفتى السمنسي
14-09-12, 07:06 pm
قال تعالى : ( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 39 ) إلا عبادك منهم المخلصين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 40 ) قال هذا صراط علي مستقيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 41 ) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 42 ) وإن جهنم لموعدهم أجمعين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 43 ) لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 44 ) )

يقول تعالى مخبرا عن إبليس وتمرده وعتوه أنه قال للرب : ( بما أغويتني (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال بعضهم : أقسم بإغواء الله له .

قلت : ويحتمل أنه بسبب ما أغويتني وأضللتني ( لأزينن لهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : لذرية آدم - عليه السلام - ( في الأرض ) أي : أحبب إليهم المعاصي وأرغبهم فيها ، وأؤزهم إليها ، وأزعجهم إزعاجا ، ( ولأغوينهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : كما أغويتني وندرت على ذلك ، ( أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) كما قال ( أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الإسراء : 62 ]

قال الله تعالى له متهددا ومتوعدا ( هذا صراط علي مستقيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : مرجعكم كلكم إلي ، فأجازيكم بأعمالكم ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر ، كما قال تعالى : ( إن ربك لبالمرصاد (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الفجر : 14 ]

وقيل : طريق الحق مرجعها إلى الله تعالى ، وإليه تنتهي . قاله مجاهد ، والحسن ، وقتادة كما قال : ( وعلى الله قصد السبيل (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ النحل : 9 ]

وقرأ قيس بن عباد ، ومحمد بن سيرين (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16972)، وقتادة : " هذا صراط علي مستقيم " كقوله : ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الزخرف : 4 ] أي : رفيع . والمشهور القراءة الأولى .

وقوله : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : الذين قدرت لهم الهداية ، فلا سبيل لك عليهم ، ولا وصول لك إليهم ، ( إلا من اتبعك من الغاوين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) استثناء منقطع .

وقد أورد ابن جرير هاهنا من حديث عبد الله بن المبارك (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16418)، عن عبد الله بن موهب حدثنا يزيد بن قسيط قال : كانت الأنبياء يكون لهم مساجد خارجة من قراهم ، فإذا أراد النبي أن يستنبئ ربه عن شيء ، خرج إلى مسجده فصلى ما كتب الله له ، ثم سأل ما بدا له ، فبينا نبي في مسجده إذ جاء عدو الله - يعني - : إبليس حتى جلس بينه وبين القبلة ، فقال النبي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . [ فقال [ ص: 536 ] عدو الله : أرأيت الذي تعوذ منه ؟ فهو هو . فقال النبي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ] قال : فردد ذلك ثلاث مرات ، فقال عدو الله : أخبرني بأي شيء تنجو مني ؟ فقال النبي : بل أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم مرتين ؟ فأخذ كل [ واحد ] منهما على صاحبه ، فقال النبي : إن الله تعالى يقول : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال عدو الله : قد سمعت هذا قبل أن تولد . قال النبي : ويقول الله : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الأعراف : 200 ] وإني والله ما أحسست بك قط إلا استعذت بالله منك . قال عدو الله : صدقت ، بهذا تنجو مني . فقال النبي : " أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم " ؟ قال : آخذه عند الغضب والهوى

وقوله : ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : جهنم موعد جميع من اتبع إبليس ، كما قال عن القرآن : ( ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ هود : 17 ]

ثم أخبر أن لجهنم سبعة أبواب : ( لكل باب منهم جزء مقسوم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : قد كتب لكل باب منها جزء من أتباع إبليس يدخلونه ، لا محيد لهم عنه - أجارنا الله منها - وكل يدخل من باب بحسب عمله ، ويستقر في درك بقدر فعله .

قال إسماعيل ابن علية وشعبة كلاهما ، عن أبي هارون الغنوي ، عن حطان بن عبد الله أنه قال : سمعت علي بن أبي طالب (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=8)وهو يخطب قال : إن أبواب جهنم هكذا - قال أبو هارون : أطباقا بعضها فوق بعض

وقال إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم عن علي - رضي الله عنه - قال : أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض ، فيمتلئ الأول ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، حتى تملأ كلها

وقال عكرمة : ( سبعة أبواب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) سبعة أطباق .

وقال ابن جريج (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13036): ( سبعة أبواب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم سعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية .

وروى الضحاك عن ابن عباس نحوه . وكذا [ روي ] عن الأعمش بنحوه أيضا .

وقال قتادة : ( لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) وهي والله منازل بأعمالهم ، رواهن ابن جرير .

وقال جويبر ، عن الضحاك : ( لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : باب لليهود ، [ ص: 537 ] وباب للنصارى ، وباب للصابئين ، وباب للمجوس ، وباب للذين أشركوا - وهم كفار العرب - وباب للمنافقين ، وباب لأهل التوحيد ، فأهل التوحيد يرجى لهم ولا يرجى لأولئك أبدا .

وقال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا عثمان بن عمر ، عن مالك بن مغول (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16872)، عن جنيد عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لجهنم سبعة أبواب : باب منها لمن سل السيف على أمتي - أو قال : على أمة محمد .


وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا ، عباس بن الوليد الخلال ، حدثنا زيد - يعني - ابن يحيى - حدثنا سعيد بن بشير (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15991)، ، عن أبي نضرة (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12179)، عن قتادة 55 عن سمرة بن جندب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( لكل باب منهم جزء مقسوم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : " إن من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبيه ، وإن منهم من تأخذه النار إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه النار إلى تراقيه ، منازل بأعمالهم ، فذلك قوله : ( لكل باب منهم جزء مقسوم (http://www.buraydh.com/forum/#docu))

الفتى السمنسي
15-09-12, 07:42 pm
( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 27 ) واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 28 ) )

قال عبد الله بن أبي قتادة والزهري (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12300): أنزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر ، حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة لينزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستشاروه في ذلك ، فأشار عليهم بذلك - وأشار بيده إلى حلقه - أي : إنه الذبح ، ثم فطن أبو لبابة ، ورأى أنه قد خان الله ورسوله ، فحلف لا يذوق ذواقا حتى يموت أو يتوب الله عليه ، وانطلق إلى مسجد المدينة ، فربط نفسه في سارية منه ، فمكث [ ص: 41 ] كذلك تسعة أيام ، حتى كان يخر مغشيا عليه من الجهد ، حتى أنزل الله توبته على رسوله . فجاء الناس يبشرونه بتوبة الله عليه ، وأرادوا أن يحلوه من السارية ، فحلف لا يحله منها إلا رسول الله صلى الله عليه [ وسلم ] بيده ، فحله ، فقال : يا رسول الله ، إني كنت نذرت أن أنخلع من مالي صدقة ، فقال : يجزيك الثلث أن تصدق به .

وقال ابن جرير : حدثني الحارث ، حدثنا عبد العزيز ، حدثنا يونس بن الحارث الطائفي ، حدثنا محمد بن عبيد الله أبو عون الثقفي ، عن المغيرة بن شعبة قال : نزلت هذه الآية في قتل عثمان - رضي الله عنه - : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) الآية .

وقال ابن جرير أيضا : حدثنا القاسم بن بشر بن معروف ، حدثنا شبابة بن سوار ، حدثنا محمد بن المحرم قال : لقيت عطاء بن أبي رباح فحدثني قال : حدثني جابر بن عبد الله (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=36)؛ أن أبا سفيان خرج من مكة ، فأتى جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن أبا سفيان في كذا وكذا . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : إن أبا سفيان في موضع كذا وكذا ، فاخرجوا إليه واكتموا ، فكتب رجل من المنافقين إليه : إن محمدا يريدكم ، فخذوا حذركم ، فأنزل الله [ عز وجل ] ( لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) الآية .

هذا حديث غريب جدا ، وفي سنده وسياقه نظر .

وفي الصحيحين قصة حاطب بن أبي بلتعة أنه كتب إلى قريش يعلمهم بقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياهم عام الفتح ، فأطلع الله رسوله على ذلك ، فبعث في إثر الكتاب فاسترجعه ، واستحضر حاطبا فأقر بما صنع ، فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ، ألا أضرب عنقه ، فإنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين ؟ فقال : دعه ، فإنه قد شهد بدرا ، ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم

قلت : والصحيح أن الآية عامة ، وإن صح أنها وردت على سبب خاص ، فالأخذ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عند الجماهير من العلماء . والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار اللازمة والمتعدية .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وتخونوا أماناتكم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) الأمانة الأعمال التي ائتمن الله عليها العباد - يعني الفريضة يقول : لا تخونوا : لا تنقضوها .

وقال في رواية : ( لا تخونوا الله والرسول (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يقول : بترك سنته وارتكاب معصيته .

وقال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير في هذه الآية ، [ ص: 42 ] أي : لا تظهروا لله من الحق ما يرضى به منكم ، ثم تخالفوه في السر إلى غيره ، فإن ذلك هلاك لأماناتكم ، وخيانة لأنفسكم .

وقال السدي (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=14468): إذا خانوا الله والرسول ، فقد خانوا أماناتهم .

وقال أيضا : كانوا يسمعون من النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث فيفشونه حتى يبلغ المشركين . وقال عبد الرحمن بن زيد [ بن أسلم ] : نهاكم أن تخونوا الله والرسول ، كما صنع المنافقون .

وقوله تعالى : ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : اختبار وامتحان منه لكم ؛ إذ أعطاكموها ليعلم أتشكرونه عليها وتطيعونه فيها ، أو تشتغلون بها عنه ، وتعتاضون بها منه ؟ كما قال تعالى : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ التغابن : 15 ] ، وقال : ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ الأنبياء : 35 ] ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ المنافقون : 9 ] ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) الآية [ التغابن : 14 ] .

وقوله : ( وأن الله عنده أجر عظيم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : ثوابه وعطاؤه وجناته خير لكم من الأموال والأولاد ، فإنه قد يوجد منهم عدو ، وأكثرهم لا يغني عنك شيئا ، والله سبحانه ، هو المتصرف المالك للدنيا والآخرة ، ولديه الثواب الجزيل يوم القيامة .

وفي الأثر يقول [ الله ] تعالى : ابن آدم ، اطلبني تجدني ، فإن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء .

وفي الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ أنه قال ] ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه .

بل حب رسوله مقدم على الأولاد والأموال والنفوس ، كما ثبت في الصحيح أنه ، عليه السلام ، قال : والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهله وماله والناس أجمعين

الفتى السمنسي
16-09-12, 09:21 pm
قال تعالى : { رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا *وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا * أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا * أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا }
يذكر تعالى نعمته على العباد بما سخر لهم من الفلك والسفن والمراكب وألهمهم كيفية صنعتها، وسخر لها البحر الملتطم يحملها على ظهره لينتفع العباد بها في الركوب والحمل للأمتعة والتجارة. وهذا من رحمته بعباده فإنه لم يزل بهم رحيما رؤوفا يؤتيهم من كل ما تعلقت به إرادتهم ومنافعهم.
ومن رحمته الدالة على أنه وحده المعبود دون ما سواه أنهم إذا مسهم الضر في البحر فخافوا من الهلاك لتراكم الأمواج ضل عنهم ما كانوا يدعون من دون الله في حال الرخاء من الأحياء والأموات، فكأنهم لم يكونوا يدعونهم في وقت من الأوقات لعلمهم أنهم ضعفاء عاجزون عن كشف الضر وصرخوا بدعوة فاطر الأرض والسماوات الذي تستغيث به في شدائدها جميع المخلوقات وأخلصوا له الدعاء والتضرع في هذه الحال.
فلما كشف الله عنهم الضر ونجاهم إلى البر ونسوا ما كانوا يدعون إليه من قبل وأشركوا به من لا ينفع ولا يضر ولا يعطي ولا يمنع وأعرضوا عن الإخلاص لربهم ومليكهم، وهذا من جهل الإنسان وكفره فإن الإنسان كفور للنعم، إلا من هدى الله فمن عليه بالعقل السليم واهتدى إلى الصراط المستقيم، فإنه يعلم أن الذي يكشف الشدائد وينجي من الأهوال هو الذي يستحق أن يفرد وتخلص له سائر الأعمال في الشدة والرخاء واليسر والعسر.
وأما من خذل ووكل إلى عقله الضعيف فإنه لم يلحظ وقت الشدة إلا مصلحته الحاضرة وإنجاءه في تلك الحال.
فلما حصلت له النجاة وزالت عنه المشقة ظن بجهله أنه قد أعجز الله ولم يخطر بقلبه شيء من العواقب الدنيوية فضلا عن أمور الآخرة.
ولهذا ذكرهم الله بقوله: { أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا } أي: فهو على كل شيء قدير إن شاء أنزل عليكم عذابا من أسفل منكم بالخسف أو من فوقكم بالحاصب وهو العذاب الذي يحصبهم فيصبحوا هالكين، فلا تظنوا أن الهلاك لا يكون إلا في البحر.
وإن ظننتم ذلك فأنتم آمنون من { أَنْ يُعِيدَكُمْ } في البحر { تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ } أي: ريحا شديدة جدا تقصف ما أتت عليه.
{ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا } أي: تبعة ومطالبة فإن الله لم يظلمكم مثقال ذرة.
{ 70 } { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا }
وهذا من كرمه عليهم وإحسانه الذي لا يقادر قدره حيث كرم بني آدم بجميع وجوه الإكرام، فكرمهم بالعلم والعقل وإرسال الرسل وإنزال الكتب، وجعل منهم الأولياء والأصفياء وأنعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة.
{ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ } على الركاب من الإبل والبغال والحمير والمراكب البرية. { وَ } في { الْبَحْرِ } في السفن والمراكب { وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ } من المآكل والمشارب والملابس والمناكح. فما من طيب تتعلق به حوائجهم إلا وقد أكرمهم الله به ويسره لهم غاية التيسير.
{ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } بما خصهم به من المناقب وفضلهم به من الفضائل التي ليست لغيرهم من أنواع المخلوقات.
أفلا يقومون بشكر من أولى النعم ودفع النقم ولا تحجبهم النعم عن المنعم فيشتغلوا بها عن عبادة ربهم بل ربما استعانوا بها على معاصيه.

الفتى السمنسي
17-09-12, 07:36 am
قال تعالى : ( ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 39 ) إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 40 ) )

( ذلك اليوم الحق (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) الكائن الواقع يعني يوم القيامة ( فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) مرجعا وسبيلا بطاعته ، أي : فمن شاء رجع إلى الله بطاعته . ( إنا أنذرناكم عذابا قريبا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يعني العذاب في الآخرة ، وكل ما هو آت قريب . ( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي كل امرئ يرى في ذلك اليوم ما قدم من العمل مثبتا في صحيفته ، ( ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا (http://www.buraydh.com/forum/#docu))

قال عبد الله بن عمرو : إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم ، وحشرت الدواب والبهائم والوحوش ، ثم يجعل القصاص بين البهائم حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء تنطحها ، فإذا فرغ من القصاص قيل لها : كوني ترابا ، فعند ذلك يقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)ومثله عن مجاهد .

وقال مقاتل : يجمع الله الوحوش والهوام والطير فيقضي بينهم حتى يقتص للجماء من القرناء ، ثم يقول لهم : أنا خلقتكم وسخرتكم لبني آدم وكنتم مطيعين إياهم أيام حياتكم ، فارجعوا إلى الذي [ ص: 319 ] كنتم ، كونوا ترابا ، فإذا التفت الكافر إلى شيء صار ترابا ، يتمنى فيقول : يا ليتني كنت في الدنيا في صورة خنزير ، وكنت اليوم ترابا .

وعن [ أبي الزناد عبد الله بن ذكوان (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=11863)] قال : إذا قضى الله بين الناس وأمر أهل الجنة إلى الجنة ، وأهل النار إلى النار ، وقيل لسائر الأمم ولمؤمني الجن عودوا ترابا فيعودون ترابا ، فحينئذ يقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)وبه قال ليث بن [ أبي ] سليم ، مؤمنو الجن يعودون ترابا

وقيل : إن الكافر هاهنا إبليس وذلك أنه عاب آدم وأنه خلق من التراب وافتخر بأنه خلق من النار ، فإذا عاين يوم القيامة ما فيه آدم وبنوه المؤمنون من الثواب والرحمة ، وما هو فيه من الشدة والعذاب ، قال : يا ليتني كنت ترابا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)قال أبو هريرة (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=3)فيقول : التراب لا ولا كرامة لك ، من جعلك مثلي ؟

تراتيل الحزن
17-09-12, 09:46 am
ربي أغفر لنا وأرحمنا أنك أنت الغفور الرحيم

الفتى السمنسي
17-09-12, 06:52 pm
قال تعالى : ( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)( 164 ) فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)( 165 ) فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) ( 166 ) .

يخبر تعالى عن أهل هذه القرية أنهم صاروا إلى ثلاث فرق : فرقة ارتكبت المحذور ، واحتالوا على اصطياد السمك يوم السبت ، كما تقدم بيانه في سورة البقرة . وفرقة نهت عن ذلك ، [ وأنكرت ] واعتزلتهم . وفرقة سكتت فلم تفعل ولم تنه ، ولكنها قالت للمنكرة : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) ؟ أي : لم تنهون هؤلاء ، وقد علمتم أنهم هلكوا واستحقوا العقوبة من الله ؟ فلا فائدة في نهيكم إياهم . قالت لهم المنكرة : ( معذرة إلى ربكم (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) قرأ بعضهم بالرفع ، كأنه على تقديره : هذا معذرة وقرأ آخرون بالنصب ، أي : نفعل ذلك ( معذرة إلى ربكم (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) أي : فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ولعلهم يتقون ) يقولون : ولعل بهذا الإنكار يتقون ما هم فيه ويتركونه ، ويرجعون إلى الله تائبين ، فإذا تابوا تاب الله عليهم ورحمهم .

قال تعالى : ( فلما نسوا ما ذكروا به (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) أي : فلما أبى الفاعلون المنكر قبول النصيحة ، ( أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) أي : ارتكبوا المعصية ( بعذاب بئيس (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) فنص على نجاة الناهين وهلاك الظالمين ، وسكت عن الساكتين ; لأن الجزاء من جنس العمل ، فهم لا يستحقون مدحا فيمدحوا ، ولا ارتكبوا عظيما فيذموا ، ومع هذا فقد اختلف الأئمة فيهم : هل كانوا من الهالكين أو من الناجين ؟ على قولين :

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) [ قال : ] هي قرية على شاطئ البحر بين مصر والمدينة ، يقال لها : " أيلة " ، فحرم الله عليهم الحيتان يوم سبتهم ، وكانت الحيتان تأتيهم يوم سبتهم شرعا في ساحل البحر ، فإذا مضى يوم السبت لم يقدروا عليها . فمضى على ذلك ما شاء الله ، ثم إن طائفة منهم أخذوا الحيتان يوم سبتهم ، فنهتهم طائفة وقالوا : تأخذونها وقد حرمها الله عليكم يوم سبتكم ؟ فلم يزدادوا إلا غيا وعتوا ، وجعلت طائفة أخرى تنهاهم ، فلما طال ذلك عليهم قالت طائفة من النهاة : تعلمون أن هؤلاء قوم قد حق عليهم العذاب ، ( لم تعظون قوما الله مهلكهم [ أو معذبهم عذابا شديدا ] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) وكانوا أشد غضبا لله من الطائفة الأخرى ؟ فقالوا : ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) وكل قد كانوا ينهون ، فلما وقع عليهم غضب الله نجت الطائفتان اللتان قالوا : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) والذين قالوا : ( معذرة إلى ربكم (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) وأهلك الله أهل معصيته الذين أخذوا الحيتان ، فجعلهم قردة .

وروى العوفي ، عن ابن عباس قريبا من هذا .

وقال حماد بن زيد ، عن داود بن الحصين (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15855)، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) [ ص: 495 ] قال : ما أدري أنجى الذين قالوا : " أتعظون قوما الله مهلكهم " ، أم لا ؟ قال : فلم أزل به حتى عرفته أنهم نجوا ، فكساني حلة .

قال عبد الرزاق : أخبرنا ابن جريج (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13036)، حدثني رجل ، عن عكرمة قال : جئت ابن عباس يوما وهو يبكي ، وإذا المصحف في حجره ، فأعظمت أن أدنو ، ثم لم أزل على ذلك حتى تقدمت فجلست ، فقلت : ما يبكيك يا أبا عباس ، جعلني الله فداك ؟ قال : فقال : هؤلاء الورقات . قال : وإذا هو في " سورة الأعراف " ، قال : تعرف أيلة قلت : نعم . قال : فإنه كان بها حي من يهود سيقت الحيتان إليهم يوم السبت ، ثم غاصت لا يقدرون عليها حتى يغوصوا بعد كد ومؤنة شديدة ، كانت تأتيهم يوم السبت شرعا بيضا سمانا كأنها الماخض ، تتبطح ظهورها لبطونها بأفنيتهم . فكانوا كذلك برهة من الدهر ، ثم إن الشيطان أوحى إليهم فقال : إنما نهيتم عن أكلها يوم السبت ، فخذوها فيه ، وكلوها في غيره من الأيام . فقالت ذلك طائفة منهم ، وقالت طائفة : بل نهيتم عن أكلها وأخذها وصيدها يوم السبت . فكانوا كذلك ، حتى جاءت الجمعة المقبلة ، فغدت طائفة بأنفسها وأبنائها ونسائها ، واعتزلت طائفة ذات اليمين ، وتنحت واعتزلت طائفة ذات اليسار وسكتت . وقال الأيمنون : ويلكم ، الله الله ننهاكم أن تتعرضوا لعقوبة الله . وقال الأيسرون : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) ؟ قال الأيمنون : ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) إن ينتهوا فهو أحب إلينا ألا يصابوا ولا يهلكوا ، وإن لم ينتهوا فمعذرة إلى ربكم . فمضوا على الخطيئة ، وقال الأيمنون : فقد فعلتم ، يا أعداء الله . والله لا نبايتكم الليلة في مدينتكم ، والله ما نراكم تصبحون حتى يصبحكم الله بخسف أو قذف أو بعض ما عنده من العذاب . فلما أصبحوا ضربوا عليهم الباب ونادوا ، فلم يجابوا ، فوضعوا سلما ، وأعلوا سور المدينة رجلا فالتفت إليهم فقال : أي عباد الله ، قردة والله تعاوي لها أذناب . قال : ففتحوا فدخلوا عليهم ، فعرفت القرود أنسابها من الإنس ، ولا تعرف الإنس أنسابها من القردة ، فجعلت القرود يأتيها نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي ، فتقول : ألم ننهكم عن كذا ؟ فتقول برأسها ، أي نعم . ثم قرأ ابن عباس : ( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) قال : فأرى الذين نهوا قد نجوا ، ولا أرى الآخرين ذكروا ، ونحن نرى أشياء ننكرها ولا نقول فيها ؟ . قال : قلت : جعلني الله فداك ، ألا ترى أنهم قد كرهوا ما هم عليه ، وخالفوهم وقالوا : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) ؟ قال : فأمر لي فكسيت ثوبين غليظين


القول الثاني : أن الساكتين كانوا من الهالكين .

قال محمد بن إسحاق ، عن داود بن الحصين (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15855)، عن عكرمة ، عن ابن عباس ; أنه قال : ابتدعوا السبت فابتلوا فيه ، فحرمت عليهم فيه الحيتان ، فكانوا إذا كان يوم السبت ، شرعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر . فإذا انقضى السبت ، ذهبت فلم تر حتى السبت المقبل ، فإذا جاء السبت جاءت شرعا ، فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا كذلك ، ثم إن رجلا منهم أخذ حوتا فخزم أنفه ثم ، ضرب له وتدا في الساحل ، وربطه وتركه في الماء . فلما كان الغد ، أخذه فشواه فأكله ، ففعل ذلك وهم ينظرون ولا ينكرون ، ولا ينهاه منهم أحد ، إلا عصبة منهم نهوه ، حتى ظهر ذلك في الأسواق ، ففعل علانية . قال : فقالت طائفة للذين ينهونهم : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) فقالوا : سخط أعمالهم ( ولعلهم يتقون (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)فلما نسوا ما ذكروا به (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) إلى قوله : ( قردة خاسئين (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) قال ابن عباس : كانوا أثلاثا : ثلث نهوا ، وثلث قالوا : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) وثلث أصحاب الخطيئة ، فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم .


وقوله تعالى : ( وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=9734597#docu)) فيه دلالة بالمفهوم على أن الذين بقوا نجوا .

و ) بئيس ) فيه قراءات كثيرة ، ومعناه في قول مجاهد : " الشديد " ، وفي رواية : " أليم " . وقال قتادة : موجع . والكل متقارب ، والله أعلم .

[ ص: 497 ] وقوله : ( خاسئين ) أي : ذليلين حقيرين مهانين .

الفتى السمنسي
18-09-12, 06:40 pm
قال تعالى : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ْ}
يقول تعالى لعباده المؤمنين بعد ما أمرهم بالجهاد: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا ْ} من دون ابتلاء وامتحان، وأمر بما يبين به الصادق والكاذب.
{ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ ْ} أي: علما يظهر مما في القوة إلى الخارج، ليترتب عليه الثواب والعقاب، فيعلم الذين يجاهدون في سبيله: لإعلاء كلمته { وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ْ} أي: وليا من الكافرين، بل يتخذون اللّه ورسوله والمؤمنين أولياء.
فشرع اللّه الجهاد ليحصل به هذا المقصود الأعظم، وهو أن يتميز الصادقون الذين لا يتحيزون إلا لدين اللّه، من الكاذبين الذين يزعمون الإيمان وهم يتخذون الولائج والأولياء من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين.
{ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ْ} أي: يعلم ما يصير منكم ويصدر، فيبتليكم بما يظهر به حقيقة ما أنتم عليه، ويجازيكم على أعمالكم خيرها وشرها.

الفتى السمنسي
18-09-12, 11:13 pm
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
يأمر تعالى عباده المؤمنين بالإكثار من ذكره، فإن في ذلك الربح والفلاح، والخيرات الكثيرة، وينهاهم أن تشغلهم أموالهم وأولادهم عن ذكره، فإن محبة المال والأولاد مجبولة عليها أكثر النفوس، فتقدمها على محبة الله، وفي ذلك الخسارة العظيمة، ولهذا قال تعالى: { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ } أي: يلهه ماله وولده، عن ذكر الله { فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } للسعادة الأبدية، والنعيم المقيم، لأنهم آثروا ما يفنى على ما يبقى، قال تعالى: { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } .
وقوله: { وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ } يدخل في هذا، النفقات الواجبة، من الزكاة والكفارات ونفقة الزوجات، والمماليك، ونحو ذلك، والنفقات المستحبة، كبذل المال في جميع المصالح، وقال: { مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ } ليدل ذلك على أنه تعالى، لم يكلف العباد من النفقة، ما يعنتهم ويشق عليهم، بل أمرهم بإخراج جزء مما رزقهم الله الذي يسره لهم ويسر لهم أسبابه.
فليشكروا الذي أعطاهم، بمواساة إخوانهم المحتاجين، وليبادروا بذلك، الموت الذي إذا جاء، لم يمكن العبد أن يأتي بمثقال ذرة من الخير، ولهذا قال: { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ } متحسرًا على ما فرط في وقت الإمكان، سائلاً الرجعة التي هي محال: { رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ } أي: لأتدارك ما فرطت فيه، { فَأَصَّدَّقَ } من مالي، ما به أنجو من العذاب، وأستحق به جزيل الثواب، { وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ } بأداء المأمورات كلها، واجتناب المنهيات، ويدخل في هذا، الحج وغيره، وهذا السؤال والتمني، قد فات وقته، ولا يمكن تداركه، ولهذا قال: { وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا } المحتوم لها { وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } من خير وشر، فيجازيكم على ما علمه منكم، من النيات والأعمال.

الفتى السمنسي
19-09-12, 01:39 pm
القول في تأويل قوله تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 47 ) )

يقول تعالى ذكره ( ونضع الموازين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) العدل وهو " القسط " وجعل القسط وهو موحد من نعت الموازين ، وهو جمع لأنه في مذهب عدل ورضا ونظر . وقوله ( ليوم القيامة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يقول : لأهل يوم القيامة ، ومن ورد على الله في ذلك اليوم من خلقه ، وقد كان بعض أهل العربية يوجه معنى ذلك إلى " في " كأن معناه عنده : ونضع الموازين القسط في يوم القيامة ، وقوله ( فلا تظلم نفس شيئا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يقول : فلا يظلم الله نفسا ممن ورد عليه منهم شيئا بأن يعاقبه بذنب لم يعمله أو يبخسه ثواب عمل عمله ، وطاعة أطاعه بها ، ولكن يجازي المحسن بإحسانه ، ولا يعاقب مسيئا إلا بإساءته .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) . . . إلى آخر الآية ، وهو كقوله ( والوزن يومئذ الحق (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يعني بالوزن : القسط بينهم بالحق في الأعمال الحسنات والسيئات ، فمن أحاطت حسناته بسيئاته ثقلت موازينه ، يقول : أذهبت حسناته سيئاته ، ومن أحاطت سيئاته بحسناته فقد خفت موازينه وأمه هاوية ، يقول : أذهبت سيئاته حسناته .

حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : إنما هو مثل ، كما يجوز الوزن كذلك يجوز الحق ، قال الثوري : قال ليث عن مجاهد ( ونضع الموازين القسط (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : العدل . [ ص: 452 ] وقوله ( وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يقول : وإن كان الذي من عمل الحسنات ، أو عليه من السيئات وزن حبة من خردل أتينا بها : يقول : جئنا بها فأحضرناها إياه .

كما حدثنا يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : ابن زيد في قوله ( وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : كتبناها وأحصيناها له وعليه .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : يؤتى بها لك وعليك ، ثم يعفو إن شاء أو يأخذ ، ويجزي بما عمل له من طاعة ، وكان مجاهد يقول في ذلك ما حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ( وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : جازينا بها .

حدثنا عمرو بن عبد الحميد قال : ثنا سفيان عن ليث عن مجاهد أنه كان يقول ( وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : جازينا بها ، وقال أتينا بها ، فأخرج قوله بها مخرج كناية المؤنث ، وإن كان الذي تقدم ذلك قوله مثقال حبة ، لأنه عنى بقوله بها الحبة دون المثقال ، ولو عنى به المثقال لقيل به ، وقد ذكر أن مجاهدا (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=16879)إنما تأول قوله ( أتينا بها ) على ما ذكرنا عنه ، لأنه كان يقرأ ذلك ( آتينا بها ) بمد الألف . وقوله : ( وكفى بنا حاسبين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يقول : وحسب من شهد ذلك الموقف بنا حاسبين ، لأنه لا أحد أعلم بأعمالهم وما سلف في الدنا من صالح أو سيئ منا .

الفتى السمنسي
20-09-12, 12:19 pm
الآية الكريمة التي نزلت بتحريم وتجريم الإختلاط :

قال تعالى : ( وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) (http://www.buraydh.com/forum/#docu)

عطف على جملة لا تدخلوا بيوت النبي (http://www.buraydh.com/forum/#docu)فهي زيادة بيان للنهي عن دخول البيوت النبوية وتحديد لمقدار الضرورة التي تدعو إلى دخولها أو الوقوف بأبوابها .

وهذه الآية هي شارعة حكم حجاب أمهات المؤمنين ، وقد قيل : إنها نزلت في ذي القعدة سنة خمس .

وضمير سألتموهن عائد إلى الأزواج المفهوم من ذكر البيوت في قوله بيوت النبيء فإن للبيوت رباتهن وزوج الرجل هي ربة البيت ، قالمرة بن محكان التميمي :



يا ربة البيت قومي غير صاغرة ضمي إليك رجال الحي والغربا
وقد كانوا لا يبني الرجل بيتا إلا إذا أراد التزوج . وفي حديث ابن عمر (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12):

كنت عزبا أبيت في المسجد . ومن أجل ذلك سمو الزفاف بناء . فلا جرم كانت المرأة والبيت متلازمين فدلت البيوت على الأزواج بالالتزام . ونظير هذا قوله تعالى وفرش مرفوعة (http://www.buraydh.com/forum/#docu)إنا أنشأناهن إنشاء (http://www.buraydh.com/forum/#docu)فجعلناهن أبكارا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)عربا أترابا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)لأصحاب اليمين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)فإن ذكر الفرش يستلزم أن للفراش امرأة ، فلما ذكر البيوت هنا تبادر أن للبيوت ربات .

والمتاع : ما يحتاج إلى الانتفاع به مثل عارية الأواني ونحوها ، ومثل سؤال العفاة ويلحق بذلك ما هو أولى بالحكم من سؤال عن الدين أو عن القرآن ، وقد كانوا يسألون عائشة عن مسائل الدين .

[ ص: 91 ]والحجاب : الستر المرخى على باب البيت .

وكانت الستور مرخاة على أبواب بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - الشارعة إلى المسجد .

وقد ورد ما يبين ذلك في حديث الوفاة حين خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - على الناس وهم في الصلاة فكشف الستر ثم أرخى الستر .

و من وراء حجاب متعلق بـ ( فاسألوهن ) فهو قيد في السائل والمسئول المتعلق ضميراهما بالفعل الذي تعلق به المجرور . و ( من ) ابتدائية . والوراء : مكان الخلف وهو مكان نسبي باعتبار المتجه إلى جهة ، فوراء الحجاب بالنسبة للمتجهين إليه فالمسئولة مستقبلة حجابها والسائل من وراء حجابها والعكس .

والإشارة بـ ( ذلكم ) إلى المذكور ، أي السؤال المقيد بكونه من وراء حجاب .

واسم التفضيل في قوله ( أطهر ) مستعمل للزيادة دون التفضيل .

والمعنى : ذلك أقوى طهارة لقلوبكم وقلوبهن فإن قلوب الفريقين طاهرة بالتقوى وتعظيم حرمات الله وحرمة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن لما كانت التقوى لا تصل بهم إلى درجة العصمة أراد الله أن يزيدهم منها بما يكسب المؤمنين مراتب من الحفظ الإلهي من الخواطر الشيطانية بقطع أضعف أسبابها وما يقرب أمهات المؤمنين من مرتبة العصمة الثابتة لزوجهن - صلى الله عليه وسلم - فإن الطيبات للطيبين بقطع الخواطر الشيطانية بقطع دابرها ولو بالفرض .

وأيضا فإن للناس أوهاما وظنونا سوأى تتفاوت مراتب نفوس الناس فيها صرامة ، ووهنا ، ووفاقا وضعفا ، كما وقع في قضية الإفك المتقدمة في سورة النور فكان شرع حجاب أمهات المؤمنين قاطعا لكل تقول وإرجاف أو بغير عمد .

ووراء هذه الحكم كلها حكمة أخرى سامية وهي زيادة تقرير أمومتهن للمؤمنين في قلوب المؤمنين التي هي أمومة جعلية شرعية . بحيث إن ذلك المعنى الجعلي الروحي وهو كونهن أمهات المؤمنين يرتد وينعكس إلى باطن النفس وتنقطع عنه الصور الذاتية وهي كونهن فلانة أو فلانة فيصبحن غير متصورات إلا بعنوان الأمومة فلا يزال ذلك المعنى الروحي ينمي في النفوس ، ولا تزال الصورة الحسية [ ص: 92 ] تتضاءل من القوة المدركة حتى يصبح معنى أمهات المؤمنين معنى قريبا في النفوس من حقائق المجردات كالملائكة ، وهذه حكمة من حكم الحجاب الذي سنه الناس لملوكهم في القدم ليكون ذلك أدخل لطاعتهم في نفوس الرعية . وبهذه الآية مع الآية التي تتقدمها من قوله يا نساء النبي لستن كأحد من النساء تحقق معنى الحجاب لأمهات المؤمنين المركب من ملازمتهن بيوتهن وعدم ظهور شيء من ذواتهن حتى الوجه والكفين ، وهو حجاب خاص بهن لا يجب على غيرهن ، وكان المسلمون يقتدون بأمهات المؤمنين ورعا وهم متفاوتون في ذلك على حسب العادات ، ولما أنشد النميري عند الحجاج
قوله :



يخمرن أطراف البنان من التقى ويخرجن جنح الليل معتجرات

قال الحجاج : وهكذا المرأة الحرة المسلمة .

ودل قوله لقلوبكم وقلوبهن أن الأمر متوجه لرجال الأمة ولنساء النبي - صلى الله عليه وسلم - على السواء . وقد ألحق بأزواج النبي - عليه السلام بنته فاطمة فلذلك لما خرجوا بجنازتها جعلوا عليها قبة حتى دفنت ، وكذلك قبة على زينب بنت جحش (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15953)في خلافة عمر بن الخطاب (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=2).

الفتى السمنسي
20-09-12, 06:56 pm
قال تعالى : { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ }
يخبر تعالى عن كرمه بعبده وإحسانه وبره، وقلة شكر عبده، وأنه حين يمسه الضر، من مرض أو فقر، أو وقوع في كربة بَحْرٍ أو غيره، أنه يعلم أنه لا ينجيه في هذه الحال إلا اللّه، فيدعوه متضرعا منيبا، ويستغيث به في كشف ما نزل به ويلح في ذلك.
{ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ } اللّه { نِعْمَةً مِنْهُ } بأن كشف ما به من الضر والكربة، { نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ } أي: نسي ذلك الضر الذي دعا اللّه لأجله، ومر كأنه ما أصابه ضر، واستمر على شركه.
{ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ } أي: ليضل بنفسه، ويضل غيره، لأن الإضلال فرع عن الضلال، فأتى بالملزوم ليدل على اللازم.
{ قُلْ } لهذا العاتي، الذي بدل نعمة اللّه كفرا: { تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ } فلا يغنيك ما تتمتع به إذا كان المآل النار.
{ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ }

الفتى السمنسي
21-09-12, 09:48 pm
قال تعالى : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 57 ) )

قوله - عز وجل - : ) ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال ابن عباس : هم اليهود والنصارى والمشركون . فأما اليهود فقالوا : عزير ابن الله ، ويد الله مغلولة ، وقالوا : إن الله فقير ، وأما النصارى فقالوا : المسيح ابن الله ، وثالث ثلاثة ، وأما المشركون فقالوا : الملائكة بنات الله ، والأصنام شركاؤه .

وروينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يقول الله سبحانه وتعالى : شتمني عبدي ، يقول : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد .

وروينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال الله تعالى : " يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار " .

وقيل : معنى " يؤذون الله " يلحدون في أسمائه وصفاته .

وقال عكرمة : هم أصحاب التصاوير .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12070)، أخبرنا محمد بن العلاء ، أخبرنا ابن فضيل ، عن عمارة ، عن أبي زرعة ، سمع أبا هريرة (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=3)قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " قال الله تعالى ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو شعيرة " .

وقال بعضهم : " يؤذون الله " أي : يؤذون أولياء الله ، كقوله تعالى : " واسئل القرية (http://www.buraydh.com/forum/#docu)" ( يوسف - 82 ) ، أي : أهل القرية .

وروينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال الله تعالى : " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وقال من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة " . [ ص: 376 ]

ومعنى الأذى : هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب معاصيه ، ذكره على ما يتعارفه الناس بينهم ، والله - عز وجل - منزه عن أن يلحقه أذى من أحد ، وإيذاء الرسول ، قال ابن عباس : هو أنه شج في وجهه وكسرت رباعيته . وقيل : شاعر ، ساحر ، معلم ، مجنون .

الفتى السمنسي
23-09-12, 11:34 am
قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ * خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
أي: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ } هو محروم مخذول { يَشْتَرِي } أي: يختار ويرغب رغبة من يبذل الثمن في الشيء. { لَهْوَ الْحَدِيثِ } أي: الأحاديث الملهية للقلوب، الصادَّة لها عن أجلِّ مطلوب. فدخل في هذا كل كلام محرم، وكل لغو، وباطل، وهذيان من الأقوال المرغبة في الكفر، والفسوق، والعصيان، ومن أقوال الرادين على الحق، المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق، ومن غيبة، ونميمة، وكذب، وشتم، وسب، ومن غناء ومزامير شيطان، ومن الماجريات الملهية، التي لا نفع فيها في دين ولا دنيا.
فهذا الصنف من الناس، يشتري لهو الحديث، عن هدي الحديث { لِيُضِلَّ } الناس { بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي: بعدما ضل بفعله، أضل غيره، لأن الإضلال، ناشئ عن الضلال.
وإضلاله في هذا الحديث; صده عن الحديث النافع، والعمل النافع، والحق المبين، والصراط المستقيم.
ولا يتم له هذا، حتى يقدح في الهدى والحق، ويتخذ آيات اللّه هزوا ويسخر بها، وبمن جاء بها، فإذا جمع بين مدح الباطل والترغيب فيه، والقدح في الحق، والاستهزاء به وبأهله، أضل من لا علم عنده وخدعه بما يوحيه إليه، من القول الذي لا يميزه ذلك الضال، ولا يعرف حقيقته.
{ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } بما ضلوا وأضلوا، واستهزءوا [بآيات اللّه] وكذبوا الحق الواضح.
ولهذا قال { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا } ليؤمن بها وينقاد لها، { وَلَّى مُسْتَكْبِرًا } أي: أدبر إدبار مستكبر عنها، رادٍّ لها، ولم تدخل قلبه ولا أثرت فيه، بل أدبر عنها { كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا } بل { كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا } أي: صمما لا تصل إليه الأصوات; فهذا لا حيلة في هدايته.
{ فَبَشِّرْهُ } بشارة تؤثر في قلبه الحزن والغم; وفي بشرته السوء والظلمة والغبرة. { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } مؤلم لقلبه; ولبدنه; لا يقادر قدره; ولا يدرى بعظيم أمره، وهذه بشارة أهل الشر، فلا نِعْمَتِ البشارة.
وأما بشارة أهل الخير فقال: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } جمعوا بين عبادة الباطن بالإيمان، والظاهر بالإسلام، والعمل الصالح.
{ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ } بشارة لهم بما قدموه، وقرى لهم بما أسلفوه. { خَالِدِينَ فِيهَا } أي: في جنات النعيم، نعيم القلب والروح، والبدن.
{ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا } لا يمكن أن يخلف، ولا يغير، ولا يتبدل. { وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } كامل العزة، كامل الحكمة، من عزته وحكمته، وفق من وفق، وخذل من خذل، بحسب ما اقتضاه علمه فيهم وحكمته

الفتى السمنسي
24-09-12, 10:27 am
قال تعالى : [ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا ]
(سورة نوح: 25)
المعنى الإجمالي:
في هذه الآية الكريمة يخبر الله تعالى عن قوم نوح عليه السلام أنهم لما كفروا بالله تعالى ، وأجرموا في حق نبيه نوح عليه السلام ، عاقبهم الله تعلى بالإغراق في الطوفان ، ويخبر أنهم فور إغراقهم فيه أدخلوا نارا ، حيث لم يجدوا من ينصرهم من الله فينجيهم من عذابه.
ولعله أراد بالإدخال هنا عرضَهم على النار المعبرَ به في حق آل فرعون في قوله تعالى: [ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ] (سورة غافر: 46)
وهو ما ذكره المفسرون احتمالا ( )، وهو رأي وجيه مبني على ظاهرة تفسير نصوص القرآن بعضها ببعض ، وهي أفضل طرق التفسير كما نص على ذلك العلماء.
وجه الدلالة في الآية على عذاب القبر:
هذه الآية من أوفر الآيات صراحة في الدلالة على عذاب القبر ، لأنه قوله [ فَأُدْخِلُوا نَارًا ] مرتب على قوله [ أُغْرِقُوا ] عطفا بالفاء المفيدة للترتيب والتعقيب ، وهذا معناه أن هذا التعذيب بالنار هو كائن بعد الإغراق مباشرة.
ولما كانت آيات القرآن جازمة بأن دخول الكافرين النار هو كائن يوم القيامة ، وكانت آياته أيضا دالة على وقوع العرض على النار في القبر لآل فرعون بالنص على ذلك ، ولغيرهم أيضا بطريق القياس ، كان تفسير الإدخال في النار بالعرض عليها مناسبا ومنسجما مع منطق القرآن في تعبيره عن عذاب القبر.
وحينئذٍ تكون علة التعبير عن العرض بالإدخال ، هو تحقق الوقوع ، فأخبار الله تعالى لا تتخلف

الفتى السمنسي
24-09-12, 06:41 pm
القول في تأويل قوله تعالى : ( وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 49 ) أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 50 ) )

يقول تعالى ذكره : وإن يكن الحق لهؤلاء الذين يدعون إلى الله ورسوله ليحكم بينهم فيأبون ويعرضون عن الإجابة إلى ذلك ، قبل الذين يدعونهم إلى الله ورسوله - يأتوا إلى رسول الله مذعنين ، يقول : مذعنين منقادين لحكمه ، مقرين به طائعين غير مكرهين ، يقال منه : قد أذعن فلان بحقه إذا أقر به طائعا غير مستكره وانقاد له وسلم .

وكان مجاهد فيما ذكر عنه يقول في ذلك ما حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13036)عن مجاهد ، قوله : ( يأتوا إليه مذعنين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) قال : سراعا .

وقوله : ( أفي قلوبهم مرض (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يقول تعالى ذكره : أفي قلوب هؤلاء الذين يعرضون إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم ، شك في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه لله رسول ، فهم يمتنعون من الإجابة إلى حكمه والرضا به ( أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) إذا احتكموا إلى حكم كتاب الله وحكم رسوله وقال : ( أن يحيف الله عليهم ورسوله (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) والمعنى : أن يحيف رسول الله عليهم ، فبدأ بالله تعالى ذكره تعظيما لله ، كما يقال : ما شاء الله ثم شئت ، بمعنى شئت . ومما يدل على أن معنى ذلك كذلك قوله : ( وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) فأفرد الرسول بالحكم ، ولم يقل : ليحكما .

وقوله : ( بل أولئك هم الظالمون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) يقول : ما خاف هؤلاء المعرضون عن حكم الله وحكم رسوله ، إذ أعرضوا عن الإجابة إلى ذلك مما دعوا إليه ، أن يحيف عليهم رسول الله ، فيجور في حكمه عليهم ، ولكنهم قوم أهل ظلم لأنفسهم بخلافهم أمر ربهم ، ومعصيتهم الله فيما أمرهم من الرضا بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أحبوا وكرهوا ، والتسليم له .

الفتى السمنسي
25-09-12, 12:31 pm
قال تعالى : ( سنفرغ لكم أيها الثقلان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 31 ) فبأي آلاء ربكما تكذبان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 32 ) يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 33 ) فبأي آلاء ربكما تكذبان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 34 ) يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 35 ) فبأي آلاء ربكما تكذبان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)( 36 ) ) .

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( سنفرغ لكم أيها الثقلان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) ، قال : وعيد من الله للعباد ، وليس بالله شغل وهو فارغ . وكذا قال الضحاك : هذا وعيد . وقال قتادة : قد دنا من الله فراغ لخلقه . وقال ابن جريج : (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=13036)( سنفرغ لكم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : سنقضي لكم .

وقال البخاري (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12070): سنحاسبكم ، لا يشغله شيء عن شيء ، وهو معروف في كلام العرب ، يقال لأتفرغن لك " وما به شغل ، يقول : " لآخذنك على غرتك " .

وقوله : ( أيها الثقلان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) الثقلان : الإنس والجن ، كما جاء في الصحيح : " يسمعها كل شيء إلا الثقلين " وفي رواية : " إلا الجن والإنس " . وفي حديث الصور : " الثقلان الإنس والجن " ( فبأي آلاء ربكما تكذبان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) .

ثم قال : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : لا تستطيعون هربا من أمر الله وقدره ، بل هو محيط بكم ، لا تقدرون على التخلص من حكمه ، ولا النفوذ عن حكمه فيكم ، أينما ذهبتم أحيط بكم ، وهذا في مقام المحشر ، الملائكة محدقة بالخلائق ، سبع صفوف من كل جانب ، فلا يقدر أحد على الذهاب ( إلا بسلطان (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) أي : إلا بأمر الله ، ( يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ القيامة : 10 - 12 ] . وقال تعالى : ( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) [ يونس : 27 ] [ ص: 497 ] ; ولهذا قال : ( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) .

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : الشواظ : هو لهب النار .

وقال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: الشواظ : الدخان .

وقال مجاهد : هو : اللهيب الأخضر المنقطع . وقال أبو صالح الشواظ هو اللهيب الذي فوق النار ودون الدخان . وقال الضحاك : ( شواظ من نار (http://www.buraydh.com/forum/#docu)) سيل من نار .


قال ابن جرير : والعرب تسمي الدخان نحاسا - بضم النون وكسرها - والقراء مجمعة على الضم ، ومن النحاس بمعنى الدخان قول نابغة جعدة :

يضيء كضوء سراج السلي ط لم يجعل الله فيه نحاسا


يعني : دخانا ، هكذا قال .




وقالمجاهد : النحاس : الصفر ، يذاب فيصب على رءوسهم . وكذا قال قتادة . وقال [ ص: 498 ] الضحاك : ( ونحاس ) سيل من نحاس .

والمعنى على كل قول : لو ذهبتم هاربين يوم القيامة لردتكم الملائكة والزبانية بإرسال اللهب من النار والنحاس المذاب عليكم لترجعوا ; ولهذا قال : ( فلا تنتصران فبأي آلاء ربكما تكذبان (http://www.buraydh.com/forum/#docu))

الفتى السمنسي
25-09-12, 06:07 pm
قال تعالى : ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله (http://www.buraydh.com/forum/#docu)).

تفصيل لإجمال اقتضاه الكلام السابق ; لأنه لما قسم الكتاب إلى محكم ومتشابه ، وكان ذلك التقسيم باعتبار دلالة الألفاظ على المعاني ، تشوفت النفس إلى معرفة تلقي الناس للمتشابه . أما المحكم فتلقي الناس له على طريقة واحدة ، فلا حاجة إلى تفصيل فيه ، واقتصر في التفصيل على ذكر قسم من أقسامه : وهو حال الذين في قلوبهم زيغ (http://www.buraydh.com/forum/#docu)كيف تلقيهم للمتشابهات ; لأن بيان هذا هو الأهم في الغرض المسوق له الكلام ، وهو كشف شبهة الذين غرتهم المتشابهات ولم يهتدوا إلى حق تأويلها ، ويعرف حال قسيمهم وهم الذين لا زيغ في قلوبهم بطريق المقابلة . ثم سيصرح بإجمال حال المهتدين في تلقي متشابهات القرآن .

والقلوب محال الإدراك ، وهي العقول ، وتقدم ذلك عند قوله تعالى ومن يكتمها فإنه آثم قلبه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)في سورة البقرة .

والزيغ : الميل والانحراف عن المقصود : ما زاغ البصر (http://www.buraydh.com/forum/#docu)ويقال : زاغت الشمس . فالزيغ أخص من الميل ; لأنه ميل عن الصواب والمقصود .

والاتباع هنا مجاز عن الملازمة والمعاودة ، أي يعكفون على الخوض في المتشابه ، يحصونه . شبهت تلك الملازمة بملازمة التابع متبوعه .

[ ص: 162 ] وقد ذكر علة الاتباع ، وهو طلب الفتنة ، وطلب أن يؤولوه ، وليس طلب تأويله في ذاته بمذمة ، بدليل قوله : وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)كما سنبينه وإنما محل الذم أنهم يطلبون تأويلا ليسوا أهلا له فيؤولونه بما يوافق أهواءهم . وهذا ديدن الملاحدة وأهل الأهواء : الذين يتعمدون حمل الناس على متابعتهم تكثيرا لسوادهم .

ولما وصف أصحاب هذا المقصد بالزيغ في قلوبهم ، علمنا أنه ذمهم بذلك لهذا المقصد ، ولا شك أن كل اشتغال بالمتشابه إذا كان مفضيا إلى هذا المقصد يناله شيء من هذا الذم . فالذين اتبعوا المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله المنافقون ، والزنادقة ، والمشركون مثال تأويل المشركين : قصة العاصي بن وائل - من المشركين - إذ جاءه خباب بن الأرت (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=211)- من المسلمين - يتقاضاه أجرا ، فقال العاصي - متهكما به - وإني لمبعوث بعد الموت - أي حسب اعتقادكم - ؟ فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد فالعاصي توهم ، أو أراد الإيهام ، أن البعث بعد الموت رجوع إلى الدنيا ، أو أراد أن يوهم دهماء المشركين ذلك ليكون أدعى إلى تكذيب الخبر بالبعث ، بمشاهدة عدم رجوع أحد من الأموات ، ولذلك كانوا يقولون : فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين (http://www.buraydh.com/forum/#docu).

ومثال تأويل الزنادقة : ما حكاه محمد بن علي بن رازم الطائي الكوفي قال : كنت بمكة حين كان الجنابي - زعيم القرامطة - بمكة ، وهم يقتلون الحجاج ، ويقولون : أليس قال لكم محمد المكي ومن دخله كان آمنا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)فأي أمن هنا ؟ قال : فقلت له : هذا خرج في صورة الخبر ، والمراد به الأمر أي ومن دخله فأمنوه ، كقوله والمطلقات يتربصن (http://www.buraydh.com/forum/#docu). والذين شابهوهم في ذلك كل قوم يجعلون البحث في المتشابه ديدنهم ، ويفضون بذلك إلى خلافات وتعصبات . وكل من يتأول المتشابه على هواه ، بغير دليل على تأويله مستند إلى دليل أو استعمال عربي .

وقد فهم أن المراد : التأويل بحسب الهوى ، أو التأويل الملقي في الفتنة ، بقرينة قوله تعالى : وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به (http://www.buraydh.com/forum/#docu)الآية ، كما فهم من قوله : " فيتبعون " أنهم يهتمون بذلك ، ويستهترون به ، وهذا ملاك التفرقة بين حال من يتبع المتشابه للإيقاع في الشك والإلحاد ، وبين حال من يفسر المتشابه ويؤوله [ ص: 163 ] إذا دعاه داع إلى ذلك ، وفي البخاري (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12070)- عن سعيد بن جبير (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=15992)- أن رجلا قال لابن عباس (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=11)إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي . قال : ما هو ؟ قال : فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)- وقال : - وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون (http://www.buraydh.com/forum/#docu)- وقال : - ولا يكتمون الله حديثا (http://www.buraydh.com/forum/#docu)- وقال : - قالوا والله ربنا ما كنا مشركين (http://www.buraydh.com/forum/#docu).

قال ابن عباس (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=11): فلا أنساب بينهم (http://www.buraydh.com/forum/#docu)في النفخة الأولى ثم في النفخة الثانية وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون (http://www.buraydh.com/forum/#docu). فأما قوله : والله ربنا ما كنا مشركين (http://www.buraydh.com/forum/#docu)فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم فيقول المشركون : تعالوا نقل : ما كنا مشركين ، فيختم الله على أفواههم فتنطق جوارحهم بأعمالهم فعند ذلك لا يكتمون الله حديثا . وأخرج البخاري ، (http://www.buraydh.com/forum/showalam.php?ids=12070)عن عائشة : قالت : تلا رسول الله هذه الآية إلى قوله أولو الألباب (http://www.buraydh.com/forum/#docu)قالت قال رسول الله : فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم .

ويقصد من قوله تعالى : فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه (http://www.buraydh.com/forum/#docu)التعريض بنصارى نجران إذ ألزموا المسلمين بأن القرآن يشهد لكون الله ثالث ثلاثة بما يقع في القرآن من ضمير المتكلم ومعه غيره من نحو خلقنا وأمرنا وقضينا ، وزعموا أن ذلك الضمير له وعيسى ومريم ولا شك أن هذا - إن صح عنهم - هو تمويه ; إذ من المعروف أن في ذلك الضمير طريقتين مشهورتين إما إرادة التشريك أو إرادة التعظيم . فما أرادوا من استدلالهم هذا إلا التمويه على عامة الناس .

الفتى السمنسي
25-09-12, 10:47 pm
قال تعالى : { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ }
كانت هذه السورة الكريمة تسمى { الفاضحة } لأنها بينت أسرار المنافقين، وهتكت أستارهم، فما زال اللّه يقول: ومنهم ومنهم، ويذكر أوصافهم، إلا أنه لم يعين أشخاصهم لفائدتين: إحداهما: أن اللّه سِتِّيرٌ يحب الستر على عباده.
والثانية: أن الذم على من اتصف بذلك الوصف من المنافقين، الذين توجه إليهم الخطاب وغيرهم إلي يوم القيامة، فكان ذكر الوصف أعم وأنسب، حتى خافوا غاية الخوف.
قال اللّه تعالى: { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا }
وقال هنا { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ } أي: تخبرهم وتفضحهم، وتبين أسرارهم، حتى تكون علانية لعباده، ويكونوا عبرة للمعتبرين.
{ قُلِ اسْتَهْزِئُوا } أي: استمروا على ما أنتم عليه من الاستهزاء والسخرية. { إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ } وقد وفَّى تعالى بوعده، فأنزل هذه السورة التي بينتهم وفضحتهم، وهتكت أستارهم.
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ } عما قالوه من الطعن في المسلمين وفي دينهم، يقول طائفة منهم في غزوة تبوك { ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء -يعنون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه- أرغب بطونا، [وأكذب ألسنا] وأجبن عند اللقاء } ونحو ذلك.
ولما بلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد علم بكلامهم، جاءوا يعتذرون إليه ويقولون: { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } أي: نتكلم بكلام لا قصد لنا به، ولا قصدنا الطعن والعيب.
قال اللّه تعالى -مبينا عدم عذرهم وكذبهم في ذلك-: { قُلْ } لهم { أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } فإن الاستهزاء باللّه وآياته ورسوله كفر مخرج عن الدين لأن أصل الدين مبني على تعظيم اللّه، وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل، ومناقض له أشد المناقضة.
ولهذا لما جاءوا إلى الرسول يعتذرون بهذه المقالة، والرسول لا يزيدهم على قوله { أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }
وقوله { إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ } لتوبتهم واستغفارهم وندمهم، { نُعَذِّبْ طَائِفَةً } منكم { بِأَنَّهُمْ } بسبب أنهم { كَانُوا مُجْرِمِينَ } مقيمين على كفرهم ونفاقهم.
وفي هذه الآيات دليل على أن من أسر سريرة، خصوصا السريرة التي يمكر فيها بدينه، ويستهزئ به وبآياته ورسوله، فإن اللّه تعالى يظهرها ويفضح صاحبها، ويعاقبه أشد العقوبة.
وأن من استهزأ بشيء من كتاب اللّه أو سنة رسوله الثابتة عنه، أو سخر بذلك، أو تنقصه، أو استهزأ بالرسول أو تنقصه، فإنه كافر باللّه العظيم، وأن التوبة مقبولة من كل ذنب، وإن كان عظيما.