المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات طفل عراقي


عاشق الرسول
27-05-03, 12:43 am
هذه مذكرات لطفل عراقي مؤثره كثير وحبيت انكم تقرؤها00

12 / 1 / 2002
اليوم عدت للمدرسة كنت قد تغيبت عنها لفترة طويلة.. أبعدني العمل عنها فقد اضطررت لإطالة فترات العمل بعد مرض أحمد أخي الأكبر، لم يكن لدينا عائل آخر فوالدي اختفى وأنا في الثالثة من عمري.. أصدقائي يقولون أنه استشهد لكنني سمعت جارنا أبو حيدر يقول أنه سجين سياسي....
ماذا يعني سجين سياسي ؟؟

7 / 9 / 2002
لم أعد أحب الذهاب للمدرسة كالسابق.. أصبحت أخشاها ففي كل يوم يزداد عدد المقاعد الخالية في فصلي... حسين توفى سقط من على سطح منزله ولم يستطيعوا علاجه في المستشفى لافتقارهم للمواد اللازمة هكذا قالت أمي، محمد خرج من المدرسة ليعمل وعلي انتقل مع والدته لمنطقة أخرى بعد وفاة والده في غارة جوية.. ...
أخشى أن يأتي اليوم الذي أجد فيه نفسي وحيداً في المدرسة

8 / 3 / 2003
إجازة أخرى إجبارية عن المدرسة... وإجازة عن العمل.. تقول أمي أن لا فائدة ترجى من خروجي طوال النهار.. معها حق فمنذ مدة لم أبع أي شيء، أنا أبيع المسابيح والأدعية على زوار الأماكن المقدسة في منطقتنا ومنذ فترة وعددهم يتقلص تدريجياً.....
لا أعرف ما السبب هل تعرفونه أنتم ؟؟

12 / 3 / 2003
اليوم أتوا لأخذ أخي أحمد مع كثير من شباب الحي، سألت أمي إلى أين أخذوه فاحتضنتني وبكت لا أعرف لماذا فعلت هذا .صديقي حيدر يقول أنهم أخذوهم ليحاربوا الأمريكان

14 / 3 / 2003
في منزل حيدر شاهدت نشرة الأخبار _ نحن لا نملك تلفازاً _ شاهدت أناساً كثيرون يحملون أعلام العراق ويهتفون له، قال أبو حيدر أنهم يتظاهرون ضد الحرب على العراق ، سعدت بهذا لكن ليس كثيراً .. سعدت لأن هناك من يشعر بنا لكنني تسألت.....
أين كانوا قبلا ؟؟ ! معاناتنا لم تبدأ اليوم أو بالأمس نحن نعاني من قبل أن أولد.

25 / 3 / 2003
في المدرسة تعلمنا أن واحد ضرب 4 يساوي أربعة، منذ ثلاثة أيام اكتشفت خطأ هذا واحد ضرب 4 يساوي صفر......
قنبلة واحدة ضربت حينا وقتلت كل من كان في منزلنا.. قتلت حسن وإبراهيم وعيسى وقتلت الصغيرة مريم قتلتها قبل أن أحقق وعدي وأشتري لها الدمية التي كانت تحلم بها.. وحدنا أنا وأمي وليلى نجينا من الغارة أنا كنت أبحث عن عمل وأمي كانت مع ليلى في المستشفى

27 /4 /2003
اليوم زرت قبر أبي للمرة الأولى.. وجدوا جثمانه في مقبرة جماعية.. بكيت أمام القبر كثيراً.. ...
تمنيت أكثر من أي وقت آخر أن يكون أبي حي.. أن يكون معي يحدثني.. يقول لي أنه يحبني وأن كل ما مررنا به كان كابوس طويل سرعان ما سأصحو منه.. ويقول لي أن ليلى حية أنها لم تمت بالأمس في المستشفى لأنهم لم يجدوا دواء يعالجوها به

2 / 5 / 2003
أشتاق لحينا كثيراً .. منزل جدي في بغداد جميل فيه كهرباء وتلفاز لكنني أحب حينا أكثر .. في حينا كنت أحب الذهاب لمشاهدة التلفاز في منزل حيدر .. الآن أصبحت أكره التلفاز وأتمنى أن يحترق .. أكرهه لأنهم لا يعرضون فيه إلا العراقيون وهم يسرقون وينهبون على حد قولهم .. ..
نحن لسنا لصوص فلماذا يقولون هذا ؟؟ ولماذا لا يعرضون المدرسة التي أشتاق لها كثيراً وأقف يومياً أمام بابها المغلق وأتذكر مدرستي الصغيرة في حينا ، لماذا لا يعرضون منزلنا الذي أحرقته الغارات .. ولماذا توقفت المظاهرات ومعاناتنا لم تنتهي بعد ؟؟؟ لماذا ؟؟

3 /5 / 2003
لم يعد أخي أحمد بعد..... هل تعتقدون أنه سيعود ؟؟

(منقول)