المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول التفجيرات


ناصرالكاتب
16-05-03, 03:22 pm
بسم الله الرحمن الرحيم


سئل الشيخ رحمة الله "لا يخفى عليكم حادث التفجير الذى سبق وأن وقع في العليا وحدث فيه ازهاق للارواح من المعاهدين وغير ذلك من مفاسد والذى حدث من أحداث الاسنان وسفهاء الاحلام وأنكم تعلمون عظم هذا الفعل وما فيه من مخالفة لامر الله وامر رسوله وعدم الاخذ بالادلة الشرعية وتسفيه لآراء العلماء الراسخين في العلم ومن مشاقة ومحاربة لولى الامر , والآن وقد حدث تفجير جديد فى الخبر فهل من كلمة لتبيين دين الله تعالى في ذلك والتحذير من هذا المنزلق الخطير الذى سلكه فئة من الشباب وهم قلة ولله الحمد والذى هو مستمد من فعل الخوارج وهم قد لا يعلمون أن فعلهم فعل الخوارج فهل من نصرة وتبيين لدين الله تعالى؟

فأجاب - رحمه الله تعالى : ــــ لا شك أن هـذا العمـل لا يرضـــاه كل عــاقل فضــلا عن المؤمن , لا يرضاه أحد لانه خلاف الكتاب والسنة ولان فيه اساءة للاســـلام في الداخـل والخـارج لان كل الذين يسمعون بهذا الخبر لا يضيفونه الا الى المتمسكين بالاسلام ثم يقولون هؤلاء هم المسلمون ؟؟ هذه أخلاق الاسلام ؟؟ والاسلام منها برئ فهؤلاء في الحقيقة أساءوا قبل كل شئ الى الاسلام ونســأل الله أن يجازيهم بعدله بالنسبة لهذه الاساءة العظيمة.
ثانيا : انهم اساءوا الى اخوة لهم من الملتزمين لانه اذا تصور الناس حتى المسلمون اذا تصوروا أن هذا يقع ممن يدعى أنه مسلم وأنه يغار للاسلام فسوف يكره من هذه أخلاقه وسوف يظن أن هذه أخلاق كل ملتزم , ومن المعلوم أن هذا لا يمثل أحدا من الملتزمين اطلاقا لان الملتزم حقيقة هو الذى يلتزم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولا يخفى علينا جميعا أن الله تعالى أمر بوفاء العهود وأمر بوفاء العقود وقال" ان العهد كان مســؤولا " .
ولا يخفى علينا جميعا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال :" من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة " .
ولا يخفى علينا أيضا أنه عليه الصلاة والسلام قال: " ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " ...
ولا يخفى علينا أن الائتمان أو التأمين والاجارة يكون حتى من واحد من المسلمين وان لم يكن ولى أمر حتى ولو كان امرأة قال النبى صلى الله عليه وسلم : " قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ " .
فكيـف اذا كــان الامـــان مــن ولاة الامــور !!
فهذا هو عين المحادة لله ورسوله .

ثالثا : لو قدرنا على أسوأ تقدير أن الدولة التى ينتمى اليها هؤلاء الذين قتلوا دولة معادية للاسلام فما ذنب هؤلاء ؟ هؤلاء الذين جاءوا بأمر حكومتهم , قد يكون بعضهم جاءوا عن كره ولا يريد الاعتداء , ثم ما ذنب المسلمين الساكنين هناك فقد أصيب عدة من هؤلاء من أطفال وعجائز وشيوخ في مأمنهم في ليلهم عند الرقاد على فرشهم ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشع الجرائم ولكن بحول الله انه لا يفلح الظالمون سوف يعثر عليهم ان شاء الله ويأخذون جزاءهم .
لكن الواجب على طلاب العلم أن يبينو أن هذا المنهج منهج خبيث منهج الخوارج الذين استباحو دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين وان هؤلاء اما جاهلون واما سفهاء واما حاقدون فهم جاهلون لانهم لا يعرفون الشرع , الشرع يأمر بالوفاء بالعهد وأوفى دينا في العهد هو الاسلام والحمدلله , هم سفهاء ايضا لانه سيترتب على هذه الحادثة من المفاسد ما لا يعلمه الا الله عز وجل ليست هذه وسيلة اصلاح حتى يقولوا انما نحن مصلحون بل هم المفسدون في الواقع أو حاقدون على هذه البلاد وأهلها لاننا لا نعلم والحمد لله بلادا تنفذ من الاسلام مثلما تنفذه هذه البلاد.
ماذا يريدون من فعلهم هذا ؟؟
أيريدون الاصلاح ! ؟
والله ما هم بمصلحون انهم لمفسدون ولكن علينا أن نعرف كيف يذهب الطيش والغيرة التى هى غبرة وليست غيرة ! الى هذا الحد .
رابعا : لا شك أن هذا اساءة الى هذه البلاد وأهلها وترويع الآمنين , كل انسان يتعجب كيف يقع هذا في البلد الامين , ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخزي هؤلاء وأن يطلع ولاة الامور عليهم وعلى من خطط لهذه الجرائم حتى يحكموا فيه بحكم الله عز وجل " انتهى كلامه رحمه الله صفر 1417هـ لقاء الباب المفتوح .


المصدر: http://www.al-muntada.com/forums/sh...4011#post158769