ضارج
13-05-03, 11:19 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبدالله
وعلى آله وصحبه أجمعين
قال لي حبيبي وأخي في الله عبر الأميل
لا ننسى ونحن نتعامل مع هذا الإنسان ، أننا أمام كتلةٍ امتزجَ فيها أمران : قبضة طين ، ونفخة روح ..
ولا ينبغي أن ننظر إلى نصف الكأس ثم نصدر أحكامنا بناء على ذلك النصف ، ونتعامل معه على وفق هذه النظرة
القاصرة الضيقة الخاطئة..
قبضة الطين توحي أننا أمام كائنٍ مشدود إلى الأرض ، منها خلق وعليها يعيش ، وإليها يعود ..!!
فهي اشبه ما تكون بأمه التي يصعب عليه فراقها!!
فشيء طبيعي جداً أن ينضح الكأس بما فيه !!
فمعطيات هذه القبضة من الطين تكون سالبةً إذا تجردت ، وينضح منها صفات غير مشجعة
على الإطلاق ..وسلوكيات لا تُرضي ولا تُعجب ..
ولكن هذه القبضة نفسها إذا غلبتها نفخة السماء ، تصبح شيئا آخر ..
تصبح شيئا متألقا يشد القلوب ، ويبهر العقول ..حيث يتيسر عليها الاستعلاء على ما يشدها إلى الأرض من
شهوات ، فتمر بها دون أن تتأثر بها ، بل هي تتأفف منها ، وتعلن الحرب عليها وعلى أصحابها !!
ويبقى الإنسان متأرجحاً بين هذه وهذه ، ومنهج الإسلام وظيفته أن يعينك على تغليب نفخة الروح ، مع إعطاء
قبضة الطين حقها الذي يناسبها بلا افراط ولا تفريط ..
العقيدة الصحيحة تحرك هذه النفخة الروحية ، أو قُـل : تحرك نفخة الروح هذه على أروع ما يكون ..
والعبادة الصحيحة والإكثار منها تصقل هذه النفس حتى تتلألأ .. وتكون الأخلاق الفاضلة ثمرة طبيعية بعد ذلك
على حسب قوة العقيدة وتجذرها ، وقوة حرارة العبادة :
تكون الأخلاق في قمتها ..وانظر إلى حال الأنبياء والصديقين تدرك ذلك .
تنتكس الأخلاق على قدر ضعف العقيدة وضعف الإقبال على العبادة ..
والأصل أنه كلما كانت العقيدة أعلى منسوبا في القلب ، كان الإقبال على العبادة أقوى وأوضح وأكثر أثراً ..
معاني العقيدة الصحيحة هي الهواء اللازم لحياة هذا القلب .. والإقبال على العبادة هو الزاد اليومي الذي
لا يمكن الاستغناء عنه لمن أراد أن يحيا قلبه ، وتتزكي نفسه ، وترف روحه ..
ومن ظن أنه يمكنه الاستغناء عن هذا الزاد ، فقد حكم على نفسه بالانقطاع عن السماء وبركاتها
وخيراتها وشوارق أنوارها ..فعلى نفسه يجني ..!
إذا اتضحت لك هذه القضية وتجلت لك أنوارها ، والتفت قلبك إلى أهميتها .. فإني أحيلك الآن إلى سورة الفاتحة ..
هذه السورة التي يرددها الصغار والكبار مرات كثيرة كل يوم .. وستجدها تضمنت هذه المعاني كلها وزيادة ..
ألا ترى كيف أنها ابتدأت بقضية العقيدة ، والتعريف بالله ، ليشدك شدا منذ الابتداء إلى ربك من خلال تغذية قلبك
بالتعريف ( المكثف ) بالله سبحانه ، فتبقى مشدود القلب إليه سبحانه .. تأمل واستوعب ما تقرأ:
( الحمد لله .. رب العالمين .. الرحمن الرحيم .. مالك يوم الدين )
ثم تأمل كيف انتقل بعد هذا التعريف ( المكثف ) بالله .. انتقل بك إلى العبادة ! ( إياك نعبد ، وإياك نستعين ) ..
المراد : أنك إذا عرفت الله حقا ، واصبح قلبك مشدوداً إليه ، فشيء طبيعي للغاية أن : تتوجه بالعبادة كلها إليه
وحده ، وتقبل عليها إقبال المحب المشتاق .!
ومن خلال تشرب القلب لمعرفة الله ، ومن خلال حرارة العقيدة .. تبدأ الثمرات الإيجابية جدا في سلوكياتك أيها
الإنسان .. وحتى لا يدعك في متاهة البحث عن هذه السلوكيات .. لأنه ( الرحمن الرحيم ) نصب أمام عينيك
نماذج متلألئة مشرقة ، وطالبك أن : تحاكيهم ، وتقتدي بهم ، وتقرأ صفاتهم ، وتعيش في سيرهم ، وتتأمل حياتهم
، وتقتفي آثارهم ، وتترسم خطاهم . وهكذا ، وهكذا .. فقال سبحانه معلماً إياك ماذا تطلب منه:
( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ) ..
والذين أنعم عليهم حددهم في آية أخرى بكل وضوح فقال : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) ..
ثم مع هذا كله .. وليكمل لك رسم الطريق الموصل لك إلى الفردوس : نصب بين عينيك نموذجا آخر ،
وحذرك كل لتحذير أن : تكون منهم أو معهم ، أو تحبهم ، أو تواليهم ، أو تميل إليهم ، أو تتعلق بهم ، أو تبقى
معلق القلب إليهم ،أو تقلدهم في أدق الأمور حتى في مجرد الكلمة !! أو .. أو ..أو فقال :
( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) وهم اليهود والنصارى ..
وإذا كان اليهود والنصارى هم أهل الكتاب وقد حذرنا كل التحذير منهم ،
فمن باب أولى أن يكون التحذير اشد وأعنف في متابعة وحب غير هؤلاء !! فلنفهم !فإن أوثق عرى الإيمان :
الحب في الله والبغض في الله .. ومن لم يحقق هذه العقيدة فقد لا تنفعه كثرة عبادته ، وطول لسانه ،
وزخرفة كلامه ، وتعطير بيانه ..
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن ينفعنا بما علمنا ..
اللهم آمين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبدالله
وعلى آله وصحبه أجمعين
قال لي حبيبي وأخي في الله عبر الأميل
لا ننسى ونحن نتعامل مع هذا الإنسان ، أننا أمام كتلةٍ امتزجَ فيها أمران : قبضة طين ، ونفخة روح ..
ولا ينبغي أن ننظر إلى نصف الكأس ثم نصدر أحكامنا بناء على ذلك النصف ، ونتعامل معه على وفق هذه النظرة
القاصرة الضيقة الخاطئة..
قبضة الطين توحي أننا أمام كائنٍ مشدود إلى الأرض ، منها خلق وعليها يعيش ، وإليها يعود ..!!
فهي اشبه ما تكون بأمه التي يصعب عليه فراقها!!
فشيء طبيعي جداً أن ينضح الكأس بما فيه !!
فمعطيات هذه القبضة من الطين تكون سالبةً إذا تجردت ، وينضح منها صفات غير مشجعة
على الإطلاق ..وسلوكيات لا تُرضي ولا تُعجب ..
ولكن هذه القبضة نفسها إذا غلبتها نفخة السماء ، تصبح شيئا آخر ..
تصبح شيئا متألقا يشد القلوب ، ويبهر العقول ..حيث يتيسر عليها الاستعلاء على ما يشدها إلى الأرض من
شهوات ، فتمر بها دون أن تتأثر بها ، بل هي تتأفف منها ، وتعلن الحرب عليها وعلى أصحابها !!
ويبقى الإنسان متأرجحاً بين هذه وهذه ، ومنهج الإسلام وظيفته أن يعينك على تغليب نفخة الروح ، مع إعطاء
قبضة الطين حقها الذي يناسبها بلا افراط ولا تفريط ..
العقيدة الصحيحة تحرك هذه النفخة الروحية ، أو قُـل : تحرك نفخة الروح هذه على أروع ما يكون ..
والعبادة الصحيحة والإكثار منها تصقل هذه النفس حتى تتلألأ .. وتكون الأخلاق الفاضلة ثمرة طبيعية بعد ذلك
على حسب قوة العقيدة وتجذرها ، وقوة حرارة العبادة :
تكون الأخلاق في قمتها ..وانظر إلى حال الأنبياء والصديقين تدرك ذلك .
تنتكس الأخلاق على قدر ضعف العقيدة وضعف الإقبال على العبادة ..
والأصل أنه كلما كانت العقيدة أعلى منسوبا في القلب ، كان الإقبال على العبادة أقوى وأوضح وأكثر أثراً ..
معاني العقيدة الصحيحة هي الهواء اللازم لحياة هذا القلب .. والإقبال على العبادة هو الزاد اليومي الذي
لا يمكن الاستغناء عنه لمن أراد أن يحيا قلبه ، وتتزكي نفسه ، وترف روحه ..
ومن ظن أنه يمكنه الاستغناء عن هذا الزاد ، فقد حكم على نفسه بالانقطاع عن السماء وبركاتها
وخيراتها وشوارق أنوارها ..فعلى نفسه يجني ..!
إذا اتضحت لك هذه القضية وتجلت لك أنوارها ، والتفت قلبك إلى أهميتها .. فإني أحيلك الآن إلى سورة الفاتحة ..
هذه السورة التي يرددها الصغار والكبار مرات كثيرة كل يوم .. وستجدها تضمنت هذه المعاني كلها وزيادة ..
ألا ترى كيف أنها ابتدأت بقضية العقيدة ، والتعريف بالله ، ليشدك شدا منذ الابتداء إلى ربك من خلال تغذية قلبك
بالتعريف ( المكثف ) بالله سبحانه ، فتبقى مشدود القلب إليه سبحانه .. تأمل واستوعب ما تقرأ:
( الحمد لله .. رب العالمين .. الرحمن الرحيم .. مالك يوم الدين )
ثم تأمل كيف انتقل بعد هذا التعريف ( المكثف ) بالله .. انتقل بك إلى العبادة ! ( إياك نعبد ، وإياك نستعين ) ..
المراد : أنك إذا عرفت الله حقا ، واصبح قلبك مشدوداً إليه ، فشيء طبيعي للغاية أن : تتوجه بالعبادة كلها إليه
وحده ، وتقبل عليها إقبال المحب المشتاق .!
ومن خلال تشرب القلب لمعرفة الله ، ومن خلال حرارة العقيدة .. تبدأ الثمرات الإيجابية جدا في سلوكياتك أيها
الإنسان .. وحتى لا يدعك في متاهة البحث عن هذه السلوكيات .. لأنه ( الرحمن الرحيم ) نصب أمام عينيك
نماذج متلألئة مشرقة ، وطالبك أن : تحاكيهم ، وتقتدي بهم ، وتقرأ صفاتهم ، وتعيش في سيرهم ، وتتأمل حياتهم
، وتقتفي آثارهم ، وتترسم خطاهم . وهكذا ، وهكذا .. فقال سبحانه معلماً إياك ماذا تطلب منه:
( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ) ..
والذين أنعم عليهم حددهم في آية أخرى بكل وضوح فقال : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) ..
ثم مع هذا كله .. وليكمل لك رسم الطريق الموصل لك إلى الفردوس : نصب بين عينيك نموذجا آخر ،
وحذرك كل لتحذير أن : تكون منهم أو معهم ، أو تحبهم ، أو تواليهم ، أو تميل إليهم ، أو تتعلق بهم ، أو تبقى
معلق القلب إليهم ،أو تقلدهم في أدق الأمور حتى في مجرد الكلمة !! أو .. أو ..أو فقال :
( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) وهم اليهود والنصارى ..
وإذا كان اليهود والنصارى هم أهل الكتاب وقد حذرنا كل التحذير منهم ،
فمن باب أولى أن يكون التحذير اشد وأعنف في متابعة وحب غير هؤلاء !! فلنفهم !فإن أوثق عرى الإيمان :
الحب في الله والبغض في الله .. ومن لم يحقق هذه العقيدة فقد لا تنفعه كثرة عبادته ، وطول لسانه ،
وزخرفة كلامه ، وتعطير بيانه ..
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن ينفعنا بما علمنا ..
اللهم آمين