المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية الحمام لا يطير في بريدة الدين آفة الحياة


وسط بريدة
19-05-11, 12:18 am
هذه مقالة رائعة للدكتور محمد العبدالكريم استاذ اصول الفقه بكلية الشريعة في جامعة الامام ! وقد تضمنت لفتات مهمة ورؤية عامة مجملة حول رواية ( الحمام لايطير في بريدة ) .. والمقالة منشورة على صفحة الدكتور محمد في الفيس بوك :












بسم الله الرحمن الرحيم
رواية الحمام لا يطير في بريدة
الدين آفة الحياة


رواية الحمام لا يطير في بريدة ، ليوسف المحيميد، من إصدار المركز الثقافي العربي .
كُتبت الرواية في 360 صفحة من القطع المتوسط ، ونفذت النسخ في الأسبوع الثاني من المعرض.
للمؤلف عدد من الروايات:
فخاخ الرائحة ترجم لثلاث لغات
القارورة
نزهة الدلفين

في السطور التالية ملاحظات شخصية عامة على الرواية التي تقوم على فكرتين أساسيتين:

الفكرة الأولى: استصناع صورة في ذهن القارئ عن الدين والمجتمع ، صورة كريهة بغيضة مختنقة تثير الاشمئزاز عن التدين الذي يقتل البراءة والحب، ويجعل الحياة بؤساً ومللاً لا قيمة لها .
الدين والتدين والمتدينون كلهم قالب واحد، سواء أكانوا متدينين محافظين أو معتدلين، صادقين أو انتهازيين، فالمتدين أياً كان منهجه فهو متخلف، والدين عدو المتعة ، وسلوك يقتل البراءة والحب، والمتدين ليس إلا شراً محضاً، إن حل في مكان احتله، وإن تمكن فرض قوانينه ، وطرد البسمة من النافذة .

الفكرة الثانية في الرواية: وهي الجنس والحياة الشهوانية التي يستجمع فيها المؤلف طاقته لصناعة فكر شهواني متعدد الصور والمشاهد.
المؤلف باختصار حكى التابو في سرد روائي منحاز للجنس مع خصومة واضحة مع الدين ثم السياسة .

ولعل في الاستعراض التالي ما يشير إلى ذلك :

1 ـ جهاز الهيئة بتلك الهيئات الكئيبة القبيحة المتخلفة الذي قبض على فهد وطرفه في ستار بوكس . رغم عدم وجود أي سلوك ظاهري في المقهى يدل على الشك فيهما إلا أن المشكلة في تواطؤ خارجي قاد الهيئة للمقهى . حاول المؤلف في أكثر من مقطع في الرواية تقديم طرفة حبيبة فهد بصورة حزينة مظلومة بريئة، لا تريد سوى مشاركة حبيبها فهد في أحزانه ، فهد الذي عاش طفولته مكلوماً حزيناً ، مع أب مشرد بين السجن والرفض من قبل عائلته التي رأت فيه النقص، يحاول المؤلف الخروج بصورة عن فهد وهو شاب فقد كل شيء ووجد ضالته في طرفه تلك البنت الجميلة الحنونة العاشقة التي على يديه يمكن أن تخرج فهد من حياة البؤس التي لازمته في مفترق حياته .

2ـ صورة أخرى : في بريدة حيث يشير إلى سلوك بعض العوائل المتشددة التي بلغ تشددها إلى غسل الديك من الجنابة كي تتطهر .

3ـ في سياق سردي آخر عن التشدد : يسمي أهل بريدة الدرجات الهوائية بحصان إبليس

4 ـ يبلغ الاختناق مداه وهم يقامون مكبر الصوت فهو بدعة استوجب قصفة ببندقية سكتون.

5ـ بعض أهالي بريدة يخفي المذياع، إلى درجة اعتبار ذلك كمن يضع عاهرة في غرفته !!

6 ـ صورة أخرى يعرضها المؤلف في طريقة المتشددين في حكمهم على الأشياء بطريقة لا تستجلي الحقائق أو تبحث لتصل لنتيجة، بل بمجرد مخالفة القول السائد، ودون مناقشة أو استيضاح، فالأحكام جاهزة بالتبديع ومن ثم تكون النصيحة باتباع رأي متشدد آخر، فحين سئل أحد الشيوخ تلميذه عن رأيه في كروية الأرض، أجاب بجواب يختلف عن السائد العام، امتعض الشيخ، ووصف تلميذه بالضلال والتيه، ونبهه لقراءة كتاب التويجري " الصواعق الشديدة على أتباع الهيئة الجديدة ".

7ـ يحكي المؤلف قصة مظاهرة وقعت في بريدة ، مظاهرة تعترض على الأساليب الوحشية التي يتعامل فيها المجتمع مع كل مظهر جديد، وقف هؤلأ الشباب وعددهم 19 عند قصر بن مهنا مرددين : يسقط ابن بتال يعيش الشباب، وابن بتال هو صاحب القصر 8ـ قصة أخرى يحكي فيها المؤلف أن وفداً من أهالي بريدة ذهبوا للملك فيصل ونصبوا خيمة أمام القصر منكرين عليه فتح مدرسة للبنات .

9ـ يحاول المؤلف أن يظهر براءة رجل خلا بامرأة أجنبية مقابل تدمير كل حياته بسبب هذه الخلوة
فهو يجعل مقابل الفعل الصغير عقوبات تحطم شخصية الفاعل وتقضي على كل طموحه ، وتجعله رهناً للإحباط والحياة البائسة من قبل أجهزة الشرطة الدينية ، وينتقل المؤلف بعد أن يتوقف عند كل مقطع إلى صور من الغلو والتشدد، يعين القارئ فيها على الخروج بصورة قاتمة وليست موقف الهيئة فقط بل الهيئة هي منتج نهائي للتخلف والتسلط.

10ـ يحاول المؤلف ربطاً أكثر من خلال العلاقات التي تربط فهد بأصدقائه أو عمه أو أبناء خاله الخ ، ويظهر من تلك العلاقات صوراً أخرى للتشدد، والعبث بالدين ، فابن خال فهد في كلية الطب منشغل بالاحتساب على المنكرات ، ويقوم متشددون في كلية الحاسب بتعديل درجاته لينجح، لأنه من المجاهدين في الاحتساب .

11ـ صورة أخرى يعرضها المؤلف عن عم فهد الذي يستغل إمامة المسجد في ترويج البخور ودهن العود ، ويتلاعب على المصلين ليبيعهم ويحرجهم بالشراء منه في غرفة صغيرة بعد أن كان يعطر المسجد ليوقع بالمصلين فيأتوه و
ليشتروا منه ، ثم كيف استطاع بعلاقاته أن يضمن رحلة سنوية مدفوعة الثمن كل عام من أجل الدعوة، وفي تلك السفرة يجمع من دهن العود والبخور في الهند وشرق آسيا وينكح ما طاب له من النساء لأمرين: ليعلم المرأة الجاهلة أركان الإسلام ، ويحصن نفسه من كبائر الذنوب، والمؤلف يعرض الزنا في جملة كبائر الذنوب مستهجناً ، ثم هذا العم لا يختار إلا الصغيرات مدعياً أنهن أسرع في تعلم الإسلام ، أما عن حقيقة ما يعلمه لهن من الإسلام فهو يعلمها كيف تفتح ساقيها ، وكيف تغتسل من الجنابة، وهو أثناء ذلك لا يكف عن مداعبة ثدييها وملاصقتها ... ، ولا يمتنع من جمع زوجتين ليكون التعليم جماعياً، وهو يعرض هذه الصور ليربط ذهن القارئ بصور شيخ دين يقوم بتلك السلوكيات الاستغلالية البشعة، ثم ينتهي المشهد بصور هذا الشيخ الذي افتتح سبع محلات عود وأجلب له عدداً من الموظفين الأندونسيين ، وفي كل سنة يعود لمسجده في حي القدس ، ولا ينسى أن يذكر القارئ بأن شيخ الدين يتباهى أمام زوجته الأولى بأنه قد أسلم على يديه مائة وعشرين رجلاً وامرأة، ليكمل القارئ الحقائق الناقصة في النص التي ليست سوى أسئلة عن ماهية هذا الدين الذي يلاحق امرأة في ستار بوكس ثم رجاله يقومون بكل هذا الاستغلال القذر للدين ؟!! ، ثم هذا العم الذي هدد أخاه سليمان قبل زواجه من الأردنية ثم بعد موته ، يتقدم لخطبتها ، وهو إمام المسجد ، ثم يتابع سلوكيات هذا العم الذي سيتزوج الأرملة سها، ويستبدل أيامها الأولى التي يعرضها المؤلف بأجمل عرض ليكون البديل عن تلك الأيام الجميلة بسماع سورة الكهف! بل هذه الصور لا تجعل للقارئ مساحة في التفكير بوجود صور أخرى ترفض هذا النوع من التدين، فهي صور قاتمة مظلمة تمنع من التعقل في لحظة قراءة تلك القصص والصور المتتابعة .

12ـ صورة قاتمة طردت البراءة من البيت بزواج العم شيخ المسجد من سها أم فهد وزوجة سليمان أخو العم ، يعرضها المؤلف في سياقات مختلفة ، فحين تداعب لولوه الصغيرة أخاها فهدا، فهي مداعبة افتقدوها منذ دخول هذا العم المتوحش إمام المسجد بيتهم ليتزوج أمهم .

13 ـ ينتقل المؤلف إلى مشهد أكثر صخباً، حيث يروي تفاصيل حادثة اليمامة التي وقعت أحداثها في الرياض ، ففهد وسعيد صديقان قررا أن يذهبا لمشاهدة المسرحية" وسط بلا وسطية" التي استعد لها السروريون والإخوان كما جاء على لسان المؤلف استعدوا لها بالأحذية والتخريب، فيما حاول المؤلف إعطاء صورة وصفية عن بنيتهم الشكلية التي شبهها في أحد لوحاته بأن لحية أحدهم تشبه شعر العانة ! ولم يترك المؤلف حتى لحظة ذهابهم إلى المسرحية فقد توقف سعيد وفهد عند مقهى وقت الصلاة ليجداه مقفلاً تاركاً لوحة مغلق للصلاة ويضع عندها المؤلف علامة تعجب .
14ـ ينقلنا المؤلف إلى صورة قاتمة أخرى عن صديق سعيد في المقهى في سياق حزين جداً عن راشد الذي فارقته زوجته بسبب فتوى بهجران تارك الصلاة ، يصل الحزن مداه حين يفترق مجلسهم ويتواعدون على مشاهدة مباراة نهائية في الملعب، يعلق أحدهم: بأنه المكان الوحيد الذي لا يدخله أبو لحية .

15 ـ صور المؤلف هذا العم بالمحتل الذي احتل بيت سها وفرض قوانينه وشروطه وتدخل في كل حريات أبناء أخيه في شكلهم وملبسهم وألعابهم والتفريق بينهم ليس في المضجع بل في اللعب والتشكيك في تصرفات الإخوة مع بعضهم حين يلهون .

16 ـ صورة أخرى ينتقل فيها فهد من مدرسة الزهور إلى مدرسة أخرى يضربه معلم القرآن الكريم على إصبعة ضرباً مبرحاً وهو طفل يافع حالم بالحياة ليقتل المعلم بسمة الطفل البرئ بتلك الوحشية.

17 ـ انتقل المؤلف بعد ذلك إلى التركيز على مشروعه الآخر في روايته ، مشروع " غواية" حيث الصور الجنسية المتتابعة وفيها يصف جميع جسد المرأة من خلال علاقات الحب واللقاءات والخلوات والوصف الدقيق للأماكن التي يلتقي فيها شخصيات الراوية .

18 ـ المؤلف حاول أن يؤسس لمضمون فكري شهواني في مشروع الغواية ولم يكتف فقط بالصور والعلاقات، لأن القالب التشويقي والعرض التفصيلي يجعل القارئ يعيش في حسرة لفوات تلك المتع الهائلة التي يحاول المؤلف تجسيدها بصورة محسوسة ، فهو يصف أماكن اللقاءات والخلوات بدقة بالغة ويصف طريقة القبلات وجميع الحركات الجنسية في أسلوب سلس وسرد متتابع ، بل الفكرة الأساسية التي ينطلق منها أن كل تلك العلاقات هي من طبيعة الحياة وبدونها ليست الحياة إلا جحوراً وأغلالاً، والتدخل في شؤون الآخرين ليس إلا حرماناً من حقوق أجزاءهم السفلية !

19 ـ في كل تلك الصور الجنسية المتتابعة لم يترك المؤلف الربط بحالة التدين التي تعتبر تلك العلاقات المحرمة خارجة عن الدين والخلق ، فقط الحالة الوحيدة التي يمكن اعتبار تلك العلاقات لا أخلاقية هي في حالة خيانة الحبيب لحبيته، أو في حالة سكوت الزوجة عن حقوقها الجسدية مع زوج لا تحبه فلا تمنحه لغير زوجها !!

20 ـ مشروع الغواية لا يقف عند حدود فتاة عشرينية أو شابة ، بل كل امرأة تضطرب نار شهوتها ، ولو كانت أماً لستة أبناء ، فجسدها ملكها يجب أن تمنحه فرصة اللذة والمتعة
بمعنى أن المؤلف يستهدف كل الأعمار وكل الممكنات العقلية من أجل قضاء المتعة وتصريفها .
في مشهد آخر من أجل الربط والتأكيد على بشاعة التدين وأثناء سرده لصور المتعة في فراش واحد تقوم الحبيبة " طرفة " باسترجاع ذكرياتها وكثرة الخيانات بين النساء المتزوجات، ولا تسترجع من تلك الذكريات والخيانات الزوجية سوى ليلى " الداعية " الملتزمة " التي تذكر الناس وتتدخل في لباس البنات ، وتخون في السر، ولها علاقات حميمية !! وفي صورة أخرى يؤكد المؤلف بؤس الحالة الاجتماعية من خلال طرفة التي تسمع لصوت المؤذن فتشعر بنوع من ردة الفعل على الأذان فلا يزيدها راحة كما يدعي المتدينون بل هي في حالة ضجر

21ـ طرفة التي تحولت حياتها إلى مجون وعلاقات، يحكي المؤلف نشأتها وكيف تكونت حياتها ، فيبدأ بسبب فصلها من المدرسة ، وبدايات الفصل من المدرسة بسبب شيخ كان يلقي محاضرة عند الطالبات، وكانت طرفة تثير الفوضى بينهن مما استدعى حضور المديرة إلى مشادة كلامية مع المديرة وانتهى الأمر بفصلها

22ـ تعمد المؤلف أن يذكر نشأة طرفة في حي السويدي، وهو الحي المعروف بشدة محافظة سكانه .

23 ـ الرواية كما سبق هي دليل إرشاد عملي للغواية، ففيها تفاصيل العلاقات الحميمية كيف تبدأ وكيف تنتهي، وتحتزل تلك التفاصيل قدراً هائلاً من التشويق والمشاهد الساخنة جداً سواء كانت رسائل جوال منتقاه بعناية، أو أصوات وتأوهات، أو كلمات حب أو ممارسات جنسية بأوضاع مختلفة وفي أماكن مختلفة ، في مخططات الأراضي ، وفي السيارة، والشقق المفروشة، وقبلات عند اللقاء وعند الفراق ، وفي أماكن بعيدة عن الرياض
البنت في نظر سعيد صاحب فهد إن لم تخرج من المكالمة الثانية فعليك تركها فلا فائدة في إضاعة الوقت معها
تحتوي الرواية على شفرات ومصطلحات مستخدمة مثل " بنت جمعة " وهي البنت الداعرة ولها سعر ، الشورت تايم بألف ريال ، وفي الاستراحات بألفين وخمسمائة ريال ، 24ـ تشريع الخيانة من خلال مظهر التبرير والبحث عن مخارج، ففي أحد مشاهد الرواية يسوق المؤلف قصة وفاء وهي معلمة على بند الأمية ثم بقرار مفاجئ ألغيت عقود ثمانية آلاف معلمة وبقين بلا وظيفة وبلا راتب ، وعلى إثر ذلك تحولت وفاء إلى بنت ليل، لها سعر وأجر محدد .
تكرر فكرة التماس مخرج لتلك العلاقات بين الجنسين كانت في كل صور العلاقات بين الجنسين، وبين النوع الواحد، فكل علاقة تكونت كانت بدافع ، ويسوق هذا الدافع على القارئ في سياق محزن ومتلبس دائماً بحالة ظلم وقهر وتخلف وتشدد ديني وترصد تتعرض لها شخصيات الرواية ففهد وسعيد ونهى وطرفة وثريا ووفاء ليسوا إلا ضحايا .
فالمؤلف يحاصر القارئ بأكثر من جهة، فهي علاقات يجب أن تكون طبيعية ، ومن لا يريد ذلك ، فهي ستنشأ بسبب الاختناق الاجتماعي والديني والسياسي، ونشأتها في هذه الظروف تبرر وقوعها بل الوصول بتلك العلاقات إلى نهايتها ، أما مصير الصبر على تلك الاختناقات فستشنأ حالة من الركود والبلادة وقد جسد المؤلف ذلك في حياة لولوه أخت فهد التي تأثرت بزوج أمها وعمها الذي فرض قوانينه وشروطه في المنزل فالتزمت ولكنها تعيش محرومة من كل شيء وليس من متع الحياة الجنسية فقط .

24ـ هناك شيء مهم في الرواية، فقارئ الرواية يدرك من الوهلة الأولى أن الحدود والحواجز والرقابة المشددة لا يمكن أن تمنع فتاة من اللقاء والاتصال وممارسة الجنس ولو على بعد ، فنهى أحد شخصيات الرواية لا تقابل حبيبها إلا ومعها كما يصور المؤلف جيشا من الروم يقصد أهلها .

25ـ المتدين في الرواية إما جهاز هيئة له سلطة اجتماعية، أو سلفية "محتسبة" فجرت في الحرم ، أو قاعدة يذهب أفرادها للعراق، أو إخواني وسروري قذفوا الأحذية في كلية اليمامة على مسرحية وسطي بلا وسطية ، أو إمام مسجد انتهازي، أو شيخ يلقي محاضرة في مدرسة بنات ولشؤمة تفصل طالبة من الدراسة ، أو شباب حسبة في كلية طب! أو قراء دروايش يتسببون في موت أم فهد بعد أن ضربها الشيخ والعم بالعصا الغليظة وقيداها ثم شق إصبعها بالمشرط ليخرج الجني وكذلك فعلوا مع هيلة أخت سليمان...

26ـ الدين في الراوية هو صوت على الحذيفي يتلو سورة الكهف ويحل بدلاً عن صوت فيروز التي ملأت البيت حياة ومتعة ، وأذان مسجد يتناقض مع وقع الحياة ولا يبعث على الراحة كما يزعمون، والدين حياة صامتة روتينية رتيبة ليس فيها متع بل حتى نغمة الجوال تتحول إلى أذكار.

27ـ يلاحظ في الرواية أن كل سلوك ديني فله ظاهر وباطن وهو محل شك، ومرتبط دوماً بخيانة أو دناءة انتهازية
فالعم إمام مسجد لكنه انتهازي شهواني متعصب ضد كل ما هو نجدي ، وليلى الداعية التي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في شؤون البنات وتلقي محاضرات دينية ، لها علاقات سرية مع شباب، وجهاز الهيئة يثني على العم الانتهازي، ويشتم ابن اخيه فهد بألفاظ نابية" مو أنت يالتبن " والشباب المحتسب على الاختلاط في كلية الطب، يسندهم آخرون في أجهزة الحاسب يقومون بتعديل درجاتهم، وعبدالكريم " الجهادي " يترك زوجته طرفة في حالة يرثى لها ويذهب للعراق ، فهو يتزوج لقضاء وطره ويعلم أنه سيذهب للجهاد بعد مدة من زواجه ، والقاضي يشارك العم في رأيه بأن موت أم فهد قضاء وقدر، والضرب مشروع ....

ـ من حق المؤلف أن أنصفه فالرواية تحوي بعداً سياسياً مهماً ، لكنه ليس أصيلاً في الرواية، وإنما وظف بطريقة عابرة .
ففي حوار بين الأب سليمان وطفله الصغير المتسائل ببراءة:
يبه: السعودية من احتلها ؟
وفي السياق يدع الأب الطفل يصل للنتيجة بنفسه حيث الملك عبدالعزيز يقف خلف هذا الاحتلال.
كما حاول المؤلف رسم صورة عن الحريات والقمع الأمني من خلال أحداث مكة وجهيمان ، ومن خلال التعامل الأمني مع الجماعات الدينية وإشارة عابرة وبسيطة عن التعذيب ، ومن خلال اللغة الساخرة كما في مشهد طرفة التي يسميها المؤلف ملكة الأزمات والمآسي حين تشاهد فهد مكتئباً حائراً فتقول له : " ابتسم أنت في مملكة الإنسانية "
وبلفتة سريعة يتحدث المؤلف بلغة ساخرة عن طاعة ولي الأمر.
ـ من غرائب الرواية أن المؤلف يصور بأن الجماعات العنفية أنها من صنع الحكومات والمجتمع وأمريكا والعالم !!

إلكترآ
14-06-11, 03:42 am
تتكلم عن التشدد الديني والاجتماعي والسياسي والكبت .... والله ما سوّى فينا تركي الحمد خير , "خلاص يا عالم اكتبوا بأمور ثانية! " ..