المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تَذكِيرُ الأَحيَاء بِخُلُقِ الحَيَاءِ ..)


الصابره
28-04-11, 04:41 pm
تَذكِيرُ الأَحيَاء

بِخُلُقِ الحَيَاءِ






الشيخ/عبدالهادي بن حسن وهبي





• الحَيَاءُ شَرعًا: خُلُقٌ يَكُفُّ العَبدَ عَنِ ارتِكَابِ القَبَائِحِوَالرَّذَائِلِ، وَيَحُثُّهُ عَلَى فِعلِ الجَمِيلِ، وَيَمنَعُهُ مِنَ التَّقصِيرِفِي حَقِّ صَاحِبِ الحَقِّ، وَهُوَ مِن أَعلَى مَوَاهِبِ اللَّهِ لِلعَبدِ.
فَضَائِلُ الحَيَاءِ


أَوَّلًا: الحَيَاءُ مِفتَاحُ كُلِّ خَيرٍ:
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُقَالَ: قَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «الـحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ» قَالَ: أَوْ قَالَ: «الـحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
«لِأَنَّهُ بَاعِثٌ عَلَى أَفْعَالِ الخَيْرِ وَمَانِعٌمِنَ المَعَاصِي، وَيَحُولُ بَيْنَ الـمَرْءِ وَالقَبَائِحِ، وَيَمْنَعُهُ مِمَّايُعَابُ بِهِ وَيُذَمُّ، فَإِذَا كَانَ هَذَا أَثَرَهُ فَلَا شَكَّ أَنَّهُ خُلُقٌمَحْمُودٌ، لَا يُنْتِجُ إِلَّا خَيْرًا، فَالَّذِي يَهُمُّ بِفِعْلِ فَاحِشَةٍفَيَمْنَعُهُ حَيَاؤُهُ مِنَ ارْتِكَابِهَا، أَوْ يَعْتَدِي عَلَيْهِ سَفِيهٌبِسَبٍّ وَشَتمٍ، فَيَمْنَعُهُ حَيَاؤُهُ مِنْ مُقَابَلَةِ السَّيِّئَةِ بِالسَّيِّئَةِ،أَوْ يَسْأَلُهُ سَائِلٌ فَيَمْنَعُهُ حَيَاؤُهُ مِنْ حِرْمَانِهِ، أَوْ يَضُمُّهُمَجْلِسٌ فَيُمْسِكُ الحَيَاءُ بِلِسَانِهِ عَنِ الكَلَامِ المُحَرَّمِ،كَالغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ، وَالخَوْضِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ؛ فَالَّذِي يَكُونُلِلْحَيَاءِ فِي نَفْسِهِ هَذِهِ الآثَارُ الْحَسَنَةُ، فَهُوَ ذُو خُلُقٍمَحْمُودٍ»[2] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 2). وَلِـهَذَا كَانَ الحَيَاءُ خَيرًا كُلُّهُ، بَل هُوَالدِّينُ كُلُّهُ.
عَنْ قُرَّةَ - ابنِ إِيَاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، فَذُكِرَعِنْدَهُ الحَيَاءُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَاللَّهِ، الحَيَاءُ مِنَ الدِّينِ؟ فَقَالَرَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «بَل هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ»[3] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 3). لِعُلُوِّ مَنزِلَتِهِ، وَجَلِيلِ قَدْرِهِ، وَسُمُوِّ مَحَلِّهِ.
ثَانِيًا: الحَيَاءُ إِيمَانٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا قَالَ: قَالَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «الـحَيَاءُ وَالإِيمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا، فَإِذَارُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الآخَرُ»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
الحَيَاءُوَالإِيمَانُ مَقرُونَانِ لَا يَفتَرِقَانِ إِلَّا جَمِيعًا؛ لِاستِوَائِهِمَا فِيالحَثِّ عَلَى كَثِيرٍ مِن أَعمَالِ البِرِّ وَالخَيرِ، وَالزَّجرِ عَن كُلِّشَرٍّ وَقَبِيحٍ مِنَ الفُحشِ وَالفَوَاحِشِ، وَالكَذِبِ وَالفُجُورِ وَالآثَامِ. فَإِذَارُفِعَ أَحَدُهُمَا مِنَ الْمَرْءِ رُفِعَ مِنْهُ الْآخَرُ. وَهَذَا مُشعِرٌبِعَظَمَةِ الحَيَاءِ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: عَنِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قَالَ: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالـحَيَاءُشُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ»[2] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 2).
يَعْنِي: شُعْبَةً عَظِيْمَةً وَمُهِمَّةً مِنَالإِيْمَانِ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ: التَّنْبِيْهُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِ بَقِيَّةِالشُّعَبِ[3] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 3).
وَإِنَّمَا خَصَّهُ هُنَا بِالذِّكْرِ، «لِأَنَّهُيَمْنَعُ مِثْلَ الإِيْمَانِ مِنَ ارْتِكَابِ مَا لَا يَحِلُّ، وَمَا يُعَدُّ مِنَالفُحْشِ وَالفَوَاحِشِ»[4] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 4).
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُعَنهُمَا: أَنَّ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مَرَّ عَلَىرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ؛ فَقَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «دَعْهُ، فَإِنَّ الـحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ»[5] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 5).
ثَالِثًا: الحَيَاءُ أَبهَى زِينَةٍ:
إِنَّ الوَجْهَ المَصُوْنَ بِالحَيَاءِ، كَالجَوْهَرِالمَكْنُوْنِ فِي الوِعَاءِ، وَكَاللَّآلِئِ فِي البِحَارِ، وَكَاللُّبَابِ فِي الثِّمَارِ، وَلَنْيَتَزَيَّنَ إِنْسَانٌ بِزِيْنَةٍ، هِيَ أَبْهَى وَلَا أَجْمَلُ مِنَ الحَيَاءِ.
عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: عَنِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قَالَ: «مَا كَانَ الحَيَاءُ فِي شَيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا كَانَ الفُحْشُ فِيشَيءٍ إِلَّا شَانَهُ»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
فَلَا يَكُونُ فِي شَيءٍ مِنَ الأَقوَالِ وَالأَفعَالِ،إِلَّا زَيَّنَهُ وَجَمَّلَهُ وَحَسَّنَهُ؛ وَلَا يُنزَعُ مِن شَيءٍ، إِلَّاشَانَهُ وَعَابَهُ وَقَبَّحَهُ، وَجَرَّ إِلَيهِ العَيْبَ وَالقُبْحَ.
الحَيَاءُ مِفْتَاحُ كُلِّ خَيْرٍ، بَل هُوَ الخَيْرُكُلُّهُ.وَالفُحشُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ، بَل هُوَ الشَّرُّ كُلُّهُ.
رَابِعًا: الحَيَاءُ خُلُقٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ تَبَارَكَوَتَعَالَى:
عَن أَشَجِّ عَبدِ القَيسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ[لِي] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «إِنَّ فِيكَ لَخُلُقَينِ يُحِبُّهُمَااللَّهُ» قُلتُ: وَمَا هُمَايَارَسُولَاللَّهِ؟ قَالَ: «الحِلمُ وَالحَيَاءُ» ...[2] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 2).
وَعَنيَعلَـىبنِأُمَيَّةَرَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: أَنَّرَسُولَاللَّـهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيهِ وَسَلَّمرَأَىرَجُلًايَغتَسِلُبِالبَـرَازِبِلَاإِزَ ارٍ،فَصَعِدَالـمِنبَـرَ،فَحَـمِدَاللَّـهَ،وَأَثنَى عَلَـيـهِ؛ثُمَّقَالَصَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «إِنَّاللَّـهَعَزَّ وَجَلَّحَيِيٌّسِتِّـيـرٌ،يُـحِبُّالـحَيَاءَوَالسَّ تـرَ،فَإِذَااغتَسَلَأَحَدُكُمفَلـيَستَتِـر»[3] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 3).
خَامِسًا: الحَيَاءُ يَقُودُ إِلَى الجَنَّةِ:
عَنأَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيهِ وَسَلَّم: «الحَيَاءُ مِنَالإِيمَانِ، وَالإِيمَانُ فِي الجَنَّةِ؛ وَالبَذَاءُ مِنَ الجَفَاءِ، وَالجَفَاءُفِي النَّارِ»[4] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.641/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 4).
* «الإِيمَانُفِي الجَنَّةِ»: هُوَ أَهلُ الإِيمَانِ فِي الجَنَّةِ. وَمَعنَىالبَذَاءِ فِي النَّارِ: هُوَ أَهلُ البَذَاءِ فِي النَّارِ.
* «البَذَاءُ»: الفُحْشُ فِي القَوْلِ،وَالسُّوءُ فِي الخُلُقِ. وَالكَلَامُ البَذِيءُ: الكَلَام
القَبِيحُ.
* «مِنَ الجَفَاءِ»: أَي أَهلُهُ التَّارِكُونَ لِلوَفَاءِ، الثَّابِتُونَ عَلَىغَلَاظَةِ الطَّبعِ وَقَسَاوَةِ القَلْبِ. وَهَذَا يُوْرِثُ تَرْكَ الصِّلَةِوَالبِرِّ.

الصابره
28-04-11, 04:57 pm
سَادِسًا: الحَيَاءُ خُلُقُ الإِسلَامِ:

الحَيَاءُ هُوَ مِن أَفضَلِ الأَخلَاقِ وَأَجَلِّهَا، وَأَعظَمِهَا قَدرًا، وَأَكثَرِهَا نَفعًا[1] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn1).
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الإِسْلَامِ الْـحَيَاءُ»[2] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn2).
وَمَعنَاهُ: أَنَّ كُلَّ دِينٍ لَهُ طَبعٌ وَسَجِيَّةٌ؛ وَإِنَّ طَبعَ هَذَا الدِّينِ، وَسَجِيَّتَهُ الَّتِي بِهَا قِوَامُهُ: الحَيَاءُ[3] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn3).
وَذَلِكَ أَنَّ حَقِيقَةَ الإِسلَامِ حُسنُ الخُلُقِ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «أَكمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحسَنُهُم خُلُقًا»[4] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn4).
إِذًا فَالحَيَاءُ تَركُ القَبَائِحِ وَالسَّيِّئَاتِ، وَإِتيَانُ المَحَاسِنِ وَالخَيرَاتِ، وَهَذَا خُلُقُ الإِيمَانِ وَالإِسلَامِ[5] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn5).
«وَلَولَا هَذَا الخُلُقُ لَم يُكرَمْ ضَيفٌ، وَلَم يُوفَ بِوَعدٍ، وَلَم تُؤَدَّ أَمَانَةٌ، وَلَم تُقْضَ حَاجَةٌ، وَلَم تُصَل رَحِمٌ؛ وَلَا بُرَّ وَالِدٌ، وَلَا رُحِمَ صَغِيرٌ، وَلَا وُقِّرَ كَبِيرٌ؛ وَلَا تَحَرَّى الرَّجُلُ الجَمِيلَ فَآثَرَهُ، وَالقَبِيحَ فَتَجَنَّبَهُ، وَلَا سَتَرَ لَهُ عَورَةً، وَلَا امتَنَعَ مِن فَاحِشَةٍ»[ (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn6)

سَابِعًا: الحَيَاءُ شَرِيعَةُ جَمِيعِ الأَنبِيَاءِ عَلَيهِمُ السَّلَام:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ، فَاصْنَع مَا شِئْتَ»[1] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn1).
رَفَعَ النَّبِيُّ عَلَيهِ السَّلَام قَدرَ هَذِهِ الكَلِمَةِ، وَأَجَلَّهَا، وَعَظَّمَ شَأنَهَا[2] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn2)؛ لَأِنَّهَا كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لِخَيرِ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ[3] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn3).
فَبَيَّنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أَنَّ الحَيَاءَ لَمْ يَزَل مُسْتَحْسَنًا فِيْ شَرَائِعِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِيْنَ، وَأَنَّهُ لَمْ يُرْفَعْ وَلَمْ يُنْسَخْ فِيْ جُمْلَةِ مَا نَسَخَ اللَّهُ مِنْ شَرَائِعِهِ، بَل تَدَاوَلَهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ، وَتَوَارَثُوهُ عَنْهُمْ، وَتَوَاصَوْا بِهِ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ.
ثَامِنًا: الحَيَاءُ مَانِعٌ مِن فِعلِ المَعَاصِي:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ، فَاصْنَع مَا شِئْتَ»[4] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn4).
وَالمَعْنَى: أَنَّ الرَّادِعَ عَنِ القَبِيحِ إِنَّمَا هُوَ الحَيَاءُ، وبِغِيَابِ الحَيَاءِ: تَتَدَمَّرُ الأَخْلَاقُ، وَتُرْتَكَبُ الفَوَاحِشُ وَالمُوْبِقَاتُ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَحِ فَإِنَّهُ يَصْنَعُ مَا شَاءَ.
فَالحَيَاءُ هُوَ الحَائِلُ بَيْنَ الإِقْدَامِ عَلَى المَعْصِيَةِ وَالإِمْسَاكِ عَنْهَا، وَأَنَّهُ كَالسَّدِّ إِذَا تَحَطَّمَ انْهَمَرَ المَاءُ يُغْرِقُ كُلَّ شَيْءٍ؛ فَالَّذِي لَا حَيَاءَ لَهُ لَا سَدَّ عِنْدَهُ، فَهَذَا لَا يَمْنَعُهُ مَانِعٌ مِنَ الإِقْدَامِ عَلَى المَعْصِيَةِ لِيَفْعَلَهَا، وَلَا يَرَى بِهَا بَأْسًا.
لِذَلِكَ تَرَاهُ يَرضَى بِتَبَرُّجِ زَوجَتِهِ وَابنَتِهِ وَأُختِهِ، وَمُخَالَطَتِهِنَّ لِلرِّجَالِ، وَدُخُولِهِنَّ عَلَيهِم، وَدُخُولِهِم عَلَيهِنَّ؛ حَتَّى عَظُمَ الشَّرُّ، وَعَظُمَ البَلَاءُ.

الصابره
28-04-11, 05:33 pm
قَالَ القَائِلُ:
وَرُبَّ قَبِيْحَةٍ مَا حَالَ بَينِي



وَبَيْنَ رُكُوْبِهَا إِلَّا الحَيَاءُ


فَكَانَ هُوَ الدَّوَاءَ لَهَا وَلَكِنْ



إِذَا ذَهَبَ الحَيَاءُ فَلَا دَوَاءُ[1] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn1)



وَلِلَّهِ دَرُّ القَائِلِ:
يَعِيْشُ المَرْءُ مَا اسْتَحْيَى بِخَيْرٍ



وَيَبْقَى العُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ


فَلَا وَاللَّهِ مَا فِيْ العَيْشِ خَيْرٌ



وَلَا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الحَيَاءُ


إِذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي



وَلَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا تَشَاءُ[2] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn2)



يَبْقَى العُودُ غَضًّا طَرِيًّا مَا بَقِيَتِ القِشْرَةُ الخَضْرَاءُ، فَإِنْ سَقَطَتْ فَقَد آذَنَتْ حَيَاتُهُ بِالضُّمُورِ.
وَهَكَذَا النَّاسُ يَعِيْشُوْنَ فِي حَيَاةٍ وَسَعَادَةٍ، مَا دَامَ فِيْهِمْ خُلُقُ الحَيَاءِ؛ وَإِذَا فَقَدُوهُ فَقَدْ هَلَكُوْا، فَلَيْسَ فِيْهِمْ وَلَا فِي حَيَاتِهِمْ خَيْرٌ. فَلَا حَيَاةَ بِلَا حَيَاء.

الصابره
28-04-11, 05:40 pm
كَيفَ يَكُونُ الحَيَاءُ مِنَ اللَهِ تَعَالَى؟


عَن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُاللَّـهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «استَـحيُوا مِنَ اللَّـهِ حَقَّ الـحَيَاءِ» قَالَ: قُلنَا: يَا رَسُولَ اللَّـهِ، إِنَّا نَستَـحْيِي وَالـحَـمدُ لِلَّـهِ؛ قَالَ: «لَـيسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الاِستِحيَاءَ مِنَ اللَّـهِ حَقَّ الـحَيَاءِ: أَن تَـحفَظَ الرَّأسَ وَمَـا وَعَى، وَالبَطنَ وَمَـا حَوَى، وَلتَذكُرِ الـمَوتَ وَالبِلَـى؛ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ، تَـرَكَ زَيـنَةَ الدُّنـيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدِ استَـحيَا مِنَ اللَّـهِ حَقَّ الـحَيَاءِ»[1] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn1).
نَعَمْ! هَذَا هُوَ الاِستِحيَاءُ الحَقِيقِيُّ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ نَبِيُّ الإِسْلَامِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: وَهُوَ أَنْ يَحْفَظَ الإِنْسَانُ حَوَاسَّهُ، يَحْفَظُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ، فَلَا يَسْمَعُ إِلَى فُحْشٍ، وَغِنَاءٍ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَى مُحَرَّمٍ أَوْ شَهْوَةٍ، وَلَا يَتَكَلَّمُ بِقَبِيْحٍ أَوْ مُنْكَرٍ؛ وَكَذَلِكَ يَحْفَظُ بَطْنَهُ فَلَا يُدْخِلُ إِلَيْهِ حَرَامًا، وَيَحْفَظُ فَرْجَهُ فَلَا يَرْتَكِبُ فَاحِشَةً.
وَيَذْكُرُ المَوْتَ وَمَا بَعْدَهُ، فَيَسْتَعِدُّ لَهُ قَبْلَ نُزُولِهِ، فَآثَرَ مَـا يَبقَى عَلَـى مَـا يَفنَى، فَآثَرَ الآخِرَةَ عَلَى الدُّنيَا. وَهَكَذَا يَكُونُ قَدْ تَحَقَّقَ بِمَعْنَى الاِستِحيَاءِ؛ الَّذِي هُوَ مُبَالَغَةٌ فِي الحَيَاءِ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَاللَّهِ أَوْصِنِي؟ قَالَ: «أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، كَمَا تَسْتَحِي رَجُلًا صَالِـحًا مِنْ قَوْمِكَ»[1] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn1).
يَا لَهَا مِن وَصِيَّةٍ: مَا أَجَلَّهَا وَأَعْلَاهَا! لِمَن وُفِّقَ لِلعَمَلِ بِمُقْتَضَاهَا.
فَمِنْ وَقَارِ اللَّهِ: أَنْ يَسْتَحِيَ العَبْدُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى «فِي الخَلوَةِ، أَعظَمَ مِمَّا يَستَحِي مِنْ أَكَابِرِ النَّاسِ»[2] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn2).
وَاعلَم أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَاظِرٌ إِلَيكَ، مُطَّلِعٌ عَلَيكَ، فَقُل لِنَفسِكَ: لَو كَانَ رَجُلٌ مِنْ صَالِـحِي قَومِي يَـرَانِي، لَاستَـحَيْتُ مِنْهُ، فَكَيفَ لَا أَستَـحِي مِن رَبِّـي تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ثُمَّ لَا آمَنُ تَعجِيلَ عُقُوبَتِـهِ وَكَشفَ سَتـرِهِ؟![3] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn3)
فَإِنَّ مَنْ عَلِـمَ أَنَّ اللَّـهَ يَـرَاهُ حَيثُ كَانَ، وَأَنَّـهُ مُطَّلِعٌ عَلَـى بَاطِنِـهِ وَظَاهِرِهِ وَسِـرِّهِ وَعَلَانِـيَتِـهِ، وَاستَـحضَـرَ ذَلِكَ فِـي خَلَوَاتِـهِ، أَوجَبَ لَـهُ ذَلِكَ تَـركَ الـمَعَاصِـي فِـي السِّـرِّ.
قَالَ القَحطَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَإِذَا خَلَوتَ بِـرِيبَةٍ فِـي ظُلـمَةٍ



وَالنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إِلَـى الطُّغيَانِ


فَاستَـحْيِ مِن نَظرِ الإِلَهِ وَقُل لَـهَا إِنَّ



الَّذِي خَلَقَ الظَّلَامَ يَـرَانِـي[4] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn4)



وَعَن مُعَاوِيَةَ بنِ حَيدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قُلتُ: يَارَسُولَاللَّـهِ، عَورَاتُنَا
مَـا نَأتِي مِنْهَا وَمَـا نَذَرُ؟ قَالَ: «احفَظْ عَورَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوجَتِكَ، أَو مَـا مَلَكَت يَمِيـنُكَ» قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللَّـهِ، إِذَا كَانَ القَومُ بَعضُهُـم فِـي بَعضٍ؟ قَالَ: «إِنِ استَطَعتَ أَن لَا يَـرَيَنَّـهَا أَحَدٌ، فَلَا يَـرَيَنَّـهَا» قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللَّـهِ، إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِـيًا؟ قَالَ: «اللَّـهُ أَحَقُّ أَنْ يُستَـحيَى مِنْهُ مِنَ النَّاسِ»[1] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn1).
فَقَد أَمَرَ النَّبِـيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم الرَّجُلَ: أَن يَستُـرَ عَورَتَـهُ، وَإِن كَانَ خَالِيًا لَا يَـرَاهُ أَحَدٌ، تَأَدُّبًا مَعَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَاستِحيَاءً مِنهُ؛ فَكَيفَ يَنبَغِي أَن يَكُونَ حَيَاءُ الإِنسَانِ مِنهُ تَعَالَى، إِذَا رَآهُ حَيثُ نَهَاهُ؟!
«فَمَتَى كَمُلَ حَيَاءُ الإِنْسَانِ [مِنَ اللَّهِ تَعَالَى]، فَقَدْ كَمُلَتْ فِيهِ أَسْبَابُ الخَيْرِ، وَانْتَفَتْ عَنْهُ أَسْبَابُ الشَّرِّ؛ وَصَارَ بِالفَضْلِ مَشْهُورًا، وَبِالجَمِيلِ مَذْكُورًا»[2] (http://www.buraydh.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=285565#_ftn2). فَسَلِمَتْ أَفْعَالُهُ، وَتَهَذَّبَتْ أَخْلَاقُهُ، وَطَهُرَ سِرُّهُ، وَظَهَرَ بِرُّهُ، وَقَلَّ شَرُّهُ، وَكَثُرَ خَيْرُهُ.

الصابره
29-04-11, 11:20 pm
خَلوَةُ الَّذِينَ لَا يَستَحيُونَ مِنَ اللَهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

لَمَّاغَابَ الحَيَاءُ مِنَ اللَّهِ عِنْدَ كَثِيْرٍ مِنَ النَّاسِ، تَجَرَّؤُوا عَلَى مَحَارِمِ اللَّهِ.
عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: عَنِ النَّبِيِّصَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَالقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ، بِيضًا، فَيَجْعَلُهَااللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا». قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَاللَّهِ! صِفْهُم لَنَا، جَلِّهِم لَنَا، أَنْلَا نَكُونَ مِنْهُم وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ؛ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُم إِخْوَانُكُم وَمِنْ جِلدَتِكُم،وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُم أَقْوَامٌ، إِذَاخَلَوا بِمَحَارِمِاللَّهِ انْتَهَكُوهَا»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.922/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
فَهَؤُلَاءِ قَامُوا بِأَعمَالٍ ظَاهِرَةٍ، وَاعتَنَوابِالمَظَاهِرِ، وَجَعَلُوهَا زَاهِيَةً؛ وَأَهمَلُوا سَرَائِرَهُم، وَبَوَاطِنَهُم،وَجَعَلُوهَا خَاوِيَةً، فَلَم يُرَاقِبُوا اللَّهَ فِي خَلَوَاتِهِم.هَؤُلَاءِ يَنطَبِقُ عَلَيهِم قَولُ يَحْيَى بنِ مُعَاذٍالرَّازِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ:
أَظهَرَ بَينَ الخَلقِ إِحسَانَهُ




وَخَالَفَ الرَّحمَنَ لَمَّا خَلَا[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.922/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1)


«يَستَـخِفُّ بِنَظَرِ اللَّـهِ إِلَـيـهِ وَاطِّلَاعِهِ عَلَـيـهِ: وَهُوَ فِـي قَبضَتِـهِ، وَنَاصِـيَتُـهُ بِـيَدِهِ،وَيُعَظِّمُ نَظَرَ الـمَـخلُوقِ إِلَـيـهِ، وَاطِّلَاعَهُ عَلَـيـهِ بِكُلِّ قَلبِـهِ وَجَوارِحِهِ؛ يَستَـحيِي مِنَ النَّاسِ وَلَا يَستَـحيِي مِنَ اللَّهِ،وَيُعَامِلُ الـخَلقَ بِأَفضَلَ مَـا يَقدِرُ عَلَـيـهِ، وَإِن عَامَلَ اللَّـهَ عَامَلَـهُ بِأَهوَنَ مَـا عِنْدَهُ وَأَحقَرَهُ؛ وَإِن قَامَ فِـي خِدمَةِ مَن يُـحِبُّهُ مِنَ البَشَـرِ، قَامَ بِالـجِدِّ وَالِاجتِـهَادِ وَبَذلِ النَّصِـيـحَةِ، وَقَدْ فَرَّغَ لَـهُ قَلبَـهُ وَجَوَارِحَهُ، وَقدَّمَهُ عَلَى كَثِيـرٍ مِن مَصَالِـحِهِ»[2] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.922/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 2).
«أَفَلَا يَستَحِي العَبدُ مِن رَبِّهِ وَمَولَاهُ وَمَعبُودِهِ أَن لَا يَكُونَ فِي عَمَلِهِ هَكَذَا؟! وَهُوَ يَرَى المُحِبِّينَ فِي أَشغَالِ مَحبُوبِيهِم مِنَ الخَلقِ كَيفَ يَجتَهِدُونَ فِي إِيقَاعِهَا عَلَى أَحسَنِ وَجهٍ وَأَكمَلِهِ، بَل هُوَيَجِدُ مِن نَفسِهِ ذَلِكَ مَعَ مَن يُحِبُّهُ مِنَ الخَلقِ، فَلَا أَقَلَّ مِنأَن يَكُونَ مَعَ رَبِّهِ بِهَذِهِ المَنزِلَةِ»[3] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.922/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 3).
عَن أُسَامَةَ بنِ شَرِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَرَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «مَا كَرِهَ اللَّهُ مِنكَ شَيئًا، فَلَاتَفعَلهُ إِذَاخَلَوتَ»[4] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.922/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 4).
أَفَلَم يَأنِ لِلَّذِينَ يَخلُونَ بِمَحَارِمِ اللَّهِ وَيَدخُلُونَ عَلَى المَوَاقِعِ الإِبَاحِيَّةِ، وَيُشَاهِدُونَ الأَفلَامَ الخَلِيعَةَ، أَن يَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ: مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ يَومٌ تُبلَى فِيهِ السَّرَائِرُ،وَيُحَصَّلَ فِيهِ مَا فِي الصُّدُورِ. يَومَ يَدُومُ فِيهِ النَّدَمُ، لِمَن زَلَّت بِهِ القَدَمُ، قَبلَ أَنْ يَقُولَ المُذنِبُ: رَبِّ ارجِعُونِ. فَيُقَالَ لَهُ: هَيهَاتَ، فَاتَ مَا فَاتَ، وَكَانَ مَا كَانَ، وَأَتَى مَا هُوَ آتٍ، وَقَد

بَعُدَتْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ المَسَافَاتُ.
قَالَ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَأَحَدَهُمُ المَوتُ قَالَ رَبِّ ارجِعُونِ * لَعَلِّي أَعمَلُ صَالِحًا فِيمَاتَرَكتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرزَخٌ إِلَى يَومِ يُبعَثُونَ﴾ [المؤمنون: 99 - 100].
يَا مَن يُشَاهِدُ المَحَطَّاتِ المَاجِنَةَ، وَيَسمَعُالأَصْوَاتَ الفَاجِرَةَ؛ الَّتِي تَعْمَلُ فِي القُلُوبِ، أَعْظَمَ مِنَ السُّمِّفِي الأَبْدَانِ؛ اعلَمْ بِأَنَّ «مَنِ استَحيَى مِنَ اللَّهِ عِندَ مَعْصِيَتِهِ،اسَتَحيَى اللَّهُ مِن عُقُوبَتِهِ يَوْمَ يَلقَاهُ؛ وَمَن لَم يَستَحِ مِن مَعْصِيَتِهِ، لَمْ يَسْتَحِ مِن عُقُوبَتِهِ»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.922/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
وَلِلَّهِ دَرُّ القَائِلِ:
يَا مُدمِنَ الذَّنبِ أَمَا تَستَحِي وَاللَّهُ


فِـي الخَلوَةِ ثَانِيكَا


غَرَّكَ مِن ربِّكَ إِمهَالُـهُ


وَسَترُهُ طُولَ مَسَاوِيكَا

الصابره
29-04-11, 11:35 pm
نَمَاذِجُ مُشرِقَةٌ مِنَ الحَيَاءِ



1- أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهَا: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا قَالَ: قَالَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ، لَمْ يَنْظُرِاللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ» فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ؟ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْرًا» فَقَالَتْ: إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ!قَالَ: «فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا، لَا يَزِدْنَعَلَيْهِ»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.922/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
يَاسُبْحَانَ اللَّهِ! الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يَقُولُ لِأُمِّسَلَمَةَ: «يُرْخِينَ شِبْرًا»، وَلَكِنَّهَاتَقُوْلُ: إِنَّ النِّسَاءَ لَا تُطِيْقُ هَذَا، لِأَنَّ أَقْدَامَهُنَّ سَتَنْكَشِفُ عِنْدَ المَشْيِ، فَلَمْ تَرْضَ أَنْ يُرْخَى الثَّوْبُ شِبْرًايُجَرْجِرُ فِي الأَرْضِ؛ وَلَكِنَّ فَتَيَاتِ هَذَا الزَّمَانِ رَضِيْنَ بِهَذَاالشِّبْرِ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ شِبْرًا يُجَرْجِرُ فِيْ الأَرْضِ، لَكِنَّهُ شِبْرٌ فَوْقَ الرُّكْبَتَيْنِ.
الْمَرْأَةُ فِي الْحَقِيقَةِ هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ الْحَيَاءِ، فَإِذَا فَقَدَتِ الْمَرْأَةُحَيَاءَهَا؛
فَقَدَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَفَعَلَتْ كُلَّ شَيْءٍ.

2- المَرْأَةُ السَّودَاءُ رَضِيَ اللَّهُ عَنهَا: عَنْ عَطَاءَ بنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا: أَلَا أُرِيْكَ امرَأَةً مِنْ أَهْلِالجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى، قَالَ: هَذِهِ المَرْأَةُ السَّودَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ -الصَّرْعُ: عِلَّةٌ فِي الجِهَازِ العَصَبِيِّ تَصحَبُهَا غَيبُوبَةٌ وَتَشَنُّجٌ فِي العَضَلَاتِ، وَقَد تَكُونُ بِدُخُولِ الجِنِّيِّ فِي بَدَنِ المَصرُوعِ،قَالَاللَّهُ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبَا لَايَقُومُون إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطَانُ مِنَ المَسِّ﴾[البقرة: 275] -،وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ - أَي: خَشِيَتْ أَن تَظهَرَ عَورَتُهَا وَهِيَ لَا تَشعُرُ-، فَادْعُاللَّهَ لِي -أَي:بِالعَافِيَةِ مِن هَذَينِ الأَمرَينِ -؛ قَالَ: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوتُاللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ»فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُاللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.922/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
حَرَصَتْ عَلَى عَدَمِ التَّكَشُّفِ وَسَترِ العَورَةِ؛لِمَا فِيهِ مِنَ المَفَاسِدِ مَا لَا يَخفَى.
فَهَذِهِ المَرْأَةُ سَوْدَاءُ، لَكِنْ قَلبُهَا أَبْيَضُ. قَدْتَصْبِرُ عَلَى المَرَضِ، وَلَكِنَّهَا لَا تَسْتَطِيْعُ الصَّبْرَ عَلَى خَدْشِالحَيَاءِ، وَجَرْحِ العَفَافِ؛ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ إِرَادَتِهَا.
أَلم يَأْنِ لِلنِّسْوَةِ فِي هَذَا الزَّمَنِ العَصِيبِ: أَنْ يَقْتَدِيْنَ بِهَذِهِ المَرْأَةِ، وَيَتَرَبَّيْنَ عَلَى العَفَافِ وَالحَيَاءِ؟!

الصابره
02-05-11, 05:02 pm
مَظَاهِرُقِلَّةَ الحَيَاءِ



• خُرُوجُ النِّسَاءِ كَاسِيَاتٍ عَارِيَاتٍ:


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَاقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يَقُولُ: «سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ... نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ... العَنُوهُنَّ،فَإِنَّهُنَّ مَلعُونَاتٌ...»وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌكَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِالبُخْتِ الـمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلنَ الـجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا،وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
فَهَؤُلَاءِ النِّسْوَةُ الفَاجِرَاتُ اللَّوَاتِي خَالَفْنَ تَعَالِيمَ الدِّيْنِ وَآدَابَ الإِسلَامِ، فَخْلَعَنَ مَلَابِسَهُنَّ،وَكَشَفْنَ عَنْ سَوَاعِدِهِنَّ، وَلَبِسْنَ المَلَابِسَ الرَّقِيْقَةَ الَّتِيلَا تَسْتُرُ جَسَدًا، وَلَا تُخْفِي عَوْرَةً؛ وَإِنَّمَا تَزِيْدُ فِي الفِتْنَةِ وَالإِغْرَاءِ، وَمَشَيْنَ مِشْيَةً، فِيْهَا لَفْتُ أَنْظَارِالرِّجَالِ. «فَهُنَّ كَاسِيَاتٌ بِالِاسمِ، عَارِيَاتٌ فِي الحَقِيقَةِ»[2] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 2). يَنْطَبِقُ عَلَيْهِنَّ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «... وَشَرُّ نِسَائِكُمُ المُتَبَرِّجَاتُ المُتَخَيِّلَاتُ، وَهُنَّالمُنَافِقَاتُ»[3] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 3).
وَلَقَدْ صَوَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم هَؤُلَاءِ النِّسْوَةَ، وَهُنَّ يَتَبَخْتَرْنَ فِي الشَّوَارِعِ وَالطُّرُقَاتِ، ويَتسَكَّعْنَ فِي الأَسْوَاقِ وَالمُنْتَدَيَاتِ، صَوَّرَهُنَ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «مَائِلَاتٌ مُمِيلَاتٌ» أَيْ: أَنَّهُنَّ مَائِلَاتٌ فِي مِشْيَتِهِنَّ،مُمِيْلَاتٌ لِقُلُوْبِ الرِّجَالِ؛ ثُمَّ عَدَّدَ الرَّسُولُ الكَرِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مِنْ قَبَائِحِهِنَّ: بِأَنَّهُنَّ يُصَفِّفْنَ شُعُورَهُنَّ، حَتَّى يُصْبِحَ شَعْرُ الوَاحِدَةِ مِنْهُنَّ مِثْلَ سَنَامِ الجَمَلِ فِي الِارْتِفَاعِ، وَقَدْ وَضَعَتْ عَلَيْهِ أَنْوَاعَ الزِّيْنَةِ؛ وَصَبَغَتْهُ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الأَصْبَاغِ المُغْرِيَةِ، وَكَدَّسَتْهُ فَوْقَ رَأْسِهَاكَأَنَّهُ شَاهِقٌ مِنَ الجَبَلِ، أَوْ سَدٌّ عَالٍ مِنْ سُدُوْدِ الصِّيْنِ.
وَقَدْ خَتَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم هَذَا الحَدِيْثَ الشَّرِيفَ بِمَايَفْزَعُ لَهُ قَلبُ الإِنْسَانِ، فَقَالَ: «لَا يَدْخُلنَ الـجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا».
وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنْ هَذَا العَذَابِ؟! أَنْ يُحْرَمَ الإِنسَانُ الجَنَّةَ وَنَعِيْمَهَا، وَأَلَّا يَجِدَ رِيحَهَا أَبَدًا،مَعَ أَنَّ رِيحَهَا يُوْجَدُ مِنْ مَسِيْرَةِ خَمْسِمِئَةِ عَامٍ؟!
اللَّهُمَّ احْفَظْنَا مِنَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَاوَمَا بَطَنَ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
• كَثرَةُخُرُوجِ المَرأَةِ مِنَ البَيتِ:


عَنِابنِ مَسعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قَالَ: «إِنَّ المَرْأَةَ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ؛ وَأَقْرَبُ مَا تَكُونُ مِنْ وَجْهِ رَبِّهَا،وَهِيَ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
قَولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ»؛ أَيْ: زَيَّنَهَا فِينَظَرِ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: أَي: نَظَرَ إِلَيْهَا، لِيُغْوِيَهَا وَيُغْوِيَ بِهَا[2] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 2).


• خُرُوجُ المَرأَةِ مُتَعَطِّرَةً:


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ وَجَدَ مِنْهَا رِيحَ الطِّيْبِ يَنْفَحُ، وَلِذَيْلِهَا إِعْصَارٌ -أَي: رِيحٌ تَرْتَفِعُ بِتُرَابٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَتَسْتَدِيرُكَأَنَّهَا عَمُودٌ -، فَقَالَ: يَا أَمَةَ الجَبَّارِ - نَادَاهَا بِهَذَاالِاسْمِ تَخْوِيفًا لَهَا -، جِئْتِ مِنَ الـمَسْجِدِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ؛ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ حِبِّي - أَيْ: مَحْبُوبِي- أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يَقُولُ: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ لاِمْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ لِـهَذَاالمَسْجِدِ، حَتَّى تَرْجِعَ فَتَغْتَسِلَ غُسْلَهَا مِنَ الجَنَابَةِ»[3] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 3)-أَي: كَغُسْلِهَا مِنَ الجَنَابَةِ[4] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 4) -.
هَذَا حُكمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فِيمَن خَرَجَت إِلَى المَسجِدِمُتَعَطِّرَةً. فَمَاذَا يَكُونُ حُكمُهُ فِيمَن تَخرُجُ إِلَى عُرسٍ وَنَحوِهِ مُتَعَطِّرَةً؟! فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ.


وَعَنِ الأَشْعَرِيِّ (يَعنِي: أَبَا مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، فَمَرَّتْ عَلَىقَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا، فَهِيَ زَانِيَةٌ»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).•
مَشيُ المَرأَةِ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ:
عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يَقُولُ - وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الـمَسْجِدِ،فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم لِلنِّسَاءِ -: «اسْتَأْخِرْنَ،فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَاتِالطَّرِيقِ». قَالَ: فَكَانَتِ الـمَرْأَةُ تَلتَصِقُ بِالجِدَارِ، حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
سُبْحَانَ اللَّهِ! بَادَرْنَ إِلَى تَنْفِيذِ أَمرِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، بَلْ بَالَغْنَ فِي ذَلِكَ.
وَضعُ المَرأَةِ ثِيَابَهَا فِي غَيرِ بَيتِ زَوجِهَا:
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهَا قَالَتْ: خَرَجْتُ مِنَ الحَمَّامِ،فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، فَقَالَ: «مِنْأَيْنَ يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ؟» قَالَتْ: مِنَ الحَمَّامِ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنَ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا، فِي غَيْرِ بَيْتِ أَحَدٍ مِنْ أُمَّهَاتِهَا، إِلَّا وَهِيَ هَاتِكَةٌ كُلَّ سِتْرٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّحْمَنِ»[2] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 2).
وَعَنْ أَبِي الـمَلِيحِ الهُذَلِيِّ: أَنَّ نِسَاءً مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، أَوْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، دَخَلنَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهَا، فَقَالَتْ: أَنْتُنَّ اللَّاتِي يَدْخُلنَ نِسَاؤُكُنَّ الحَمَّامَاتِ؟! سَمِعْتُ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يَقُولُ: «مَا مِنَ امْرَأَةٍ تَضَعُ أَثْيَابَهَا فِيغَيْرِ بَيْتِزَوْجِهَا، إِلَّا هَتَكَتِ السِّتْرَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).فَيَحرُمُ عَلَى الـمَرأَةِ أَن تَخلَعَ ثِيَابَهَا فِي غَيرِ بَيتِ زَوجِهَا: كَالمَسَابِحِ،وَصَالُونَاتِ التَّجمِيلِ، وَالأَندِيَةِ الرِّيَاضِيَّةِ.
وَلتَتَأَمَّل كُلُّ مَنْ سَوَّلَتْ لَهَا نَفْسُهَا، وَأَمْلَى الشَّيْطَانُ لَهَا، بِخَلْعِ الحِجَابِ وَالحَيَاءِ، الحَدِيثَ التَّالِيَ:
عنْ عَمْرِو بنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ... إِذْ قَالَ: «انْظُرُوا!هَلْ تَرَوْنَ شَيْئًا؟» فَقُلْنَا: نَرَى غِرْبَانًا فِيهَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ المِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ،فَقَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «لَا يَدخُلُ الجَنَّةَمِنَ النِّسَاءِ، إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْهُنَّ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ فِيالغِرْبَانِ»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
الأَعْصَمُ:هُوَ أَحْمَرُ المِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ. وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْقِلَّةِ مَنْ يَدخُلُ الجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ، لِأَنَّ هَذَا الوَصْفَ فِيالغِرْبَانِ عَزِيزٌ قَلِيلٌ.

الصابره
02-05-11, 05:38 pm
صُوَرٌ مِنَ الحَيَاءِ المَذمُومِ



1- تَركُ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قَالَ: «لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ: أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ، أَوْ شَهِدَهُ، أَوْ سَمِعَهُ»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).
كَأَنْ يَأْكُلَ وَالِدٌ بِشِمَالِهِ، فَيَسْتَحِيَ الوَلَدُ مِن نَهيِ أَبِيهِ عَنِ الأَكْلِ بِالشِّمَالِ حَيَاءً مِنْهُ.
فَلَا يَنْبَغِيْ لَكَ أَنْ تَتْرُكَ الأَمْرَبِالمَعْرُوْفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ، حَيَاءً مِنَ النَّاسِ.


2- مُقَارَفَةُ الإِثْمِ اسْتِحيَاءً مِنَ النَّاسِ:


كَأَنْ تَمُدَّامْرَأَةٌ أَجْنَبِيَّةٌ يَدَهَا إِلَى رَجُلٍ فَيُصَافِحَهَا، وَيَزْعُمَ أَنَّهُاسْتَحْيَا منها،وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:«لَأَنْ يُطْعَنَ فِيْ رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيْدٍ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ»[1] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 1).فَمَن صَافَحَ امرَأَةً أَجنَبِيَّةً حَيَاءً مِنهَا،فَليَتَذَكَّرِ الحَدِيثَ التَّالِيَ:
عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهَا قَالَت: قَالَرَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِيَاللَّهُ عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ؛ وَمَنِ التَمَسَ رِضَى النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيهِ النَّاسَ»[2] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 2).
وَاعلَم أَنَّ اللَّهَ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى إِذَا رَضِيَ عَنِ العَبدِ، أَرضَى النَّاسَ عَنهُ؛ وَإِذَا سَخِطَ عَنِ العَبدِ، أَسخَطَ النَّاسَ عَلَيهِ.
3- تَركُ طَلَبِ العِلمِ:


قَالَ مُجَاهِدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: لَا يَتَعَلَّمُ العِلمَ مُسْتَحْيٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٌ[3] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 3).
وَلِهَذَا: فَإِنَّ الصَّحَابِيَّاتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُنَّ، لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الحَيَاءُ مِنْ طَلَبِ العِلمِ الشَّرْعِيِّ.
قَالَت عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنهَا: نِعمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنصَارِ، لَم يَكُن يَمنَعُهُنَّ الحَيَاءُ أَن يَتَفَقَّهنَ فِي الدِّينِ[4] (file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/Rar$DI00.828/%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D8%A8%D8%AE%D9%84%D9% 82%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1.doc#_ftn 4).

الصابره
06-05-11, 05:34 pm
مِمَّ يَتَوَلَّدُ الحَيَاءُ؟


اعْلَـمْ - بَارَكَ اللَّـهُ فِـيكَ - بِأَنَّ أَعظَمَ الـحَيَاءِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِنَ اللَّـهِ تَعَالَـى، الَّذِي نَتَقَلَّبُ فِـي نِعَمِهِ وَإِحسَانِـهِ اللَّـيلَ وَالنَّـهَارَ، وَلَا نَستَغنِـي عَنْهُ طَرفَةَ عَيـنٍ؛ وَنَحنُ تَـحتَ سَمعِهِ وَبَصَـرِهِ، لَا يَغِيبُ عَنْهُ مِنْ حَالِنَا وَقَولِنَا
وَفِعلِنَا شَـيءٌ. فَهُوَ الَّذِي خَلَقَنَا، وَهُوَ الَّذِي رَزَقَنَا، فَنَطْعَمُ مِنْ خَيـرِهِ، وَنَتَنَفَّسُ فِـي جَوِّهِ، وَنَعِيشُ عَلَـى أَرضِهِ، وَنَستَظِلُّ بِسَمَـائِهِ؛ وَآلَاؤُهُ غَمَرَتنَا مِنَ الـمَهْدِ إِلَـى اللَّحدِ، وَإِلَـى مَـا بَعدَ ذَلِكَ مِن خُلُودٍ طَوِيلٍ فِـي الـجَنَّةِ - إِن شَاءَ اللَّـهُ تَعَالَـى -. فَكَيفَ لَا نَستَـحِي مِنْهُ؟ وَكَيفَ نُقَابِلُ كُلَّ هَذِهِ النِّعَمِ بِالإِسَاءَةِ؟!
وَالعَجَبُ مِمَّن يَعلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا بِهِ مِنَ النِّعَمِ مِنَ اللَّهِ، ثُمَّ لَا يَستَحِي مِنَ الِاستِعَانَةِ بِهَا عَلَى ارتِكَابِ مَا نَهَاهُ عَنهُ!
وَيَتَوَلَّدُ الـحَيَاءُ مِنَ «الـمَعرِفَةِ بِعَظَمَةِ اللَّـهِ وَجَلَالِـهِ وَقُدرَتِـهِ، لِأَنَّـهُ إِذَا ثَبَتَ تَعظِيمُ اللَّـهِ فِـي قَلبِ العَبدِ، أَورَثَهُ الـحَيَاءَ مِنَ اللَّـهِ وَالـهَيبَةَ لَـهُ، فَغَلَبَ عَلَـى قَلبِـهِ خَمسَةُ أُمُورٍ:
أَوَّلًا: ذِكرُ اطِّلاعِ اللَّـهِ العَظِيمِ إِلَـى مَـا فِـي قَلبِـهِ وَجَوَارِحِهِ.
ثَـانــيًــــا: وَذِكرُ الـمَقَامِ غَدًا بَـيـنَ يَدَيـهِ.
ثَـــــالِـثــا: وَسُؤَالُـهُ إِيَّاهُ عَنْ جَـمِيعِ أَعمَـالِ قَلبِـهِ وَجَوَارِحِه.

الصابره
06-05-11, 05:42 pm
رَابِــــعًــــا: وَذِكرُ دَوَامِ إِحسَانِـهِ إِلَـيـهِ، بِأَنوَاعِ الإِحسَانِ وَالإِنعَامِ وَالأَرزَاقِ وَالعَطَايَا


، وَهُوَ سُبحَانَهُ كَثِيرُ الإِحسَانِ، فَلَا نِهَايَةَ لِإِحسَانِهِ.




خَامِسًا: وَقِلَّةُ الشُّكرِ مِنْهُ لِرَبِّهِ.

فَإِذَا غَلَبَ ذِكرُ هَذِهِ الأُمُورِ عَلَـى قَلبِـهِ، [انبَعَثَتْ] مِنَ العَبدِ قُوَّةُ الـحَيَاءِ منَ اللَّـهِ، فَاستَـحيَى مِنَ اللَّـهِ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَـى قَلبِـهِ، وَهُوَ مُعتَقِدٌ لِشَـيءٍ

مِـمَّـا يَكرَهُ؛ أَو عَلَـى جَارِحَةٍ مِنْ جَوَارِحِهِ، تَتَـحَرَّكُ بِمَـا يَكرَهُ، فَطَهَّرَ قَلبَـهُ مِنْ كُلِّ مَعصِـيَةٍ، وَمَنَعَ جَوَارِحَهُ مِنْ جَـمِيعِ مَعَاصِـيـهِ»[1] (http://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=285565#_ftn1).



فَيَستَحيِي مِن رَبِّهِ أَن يَرَاهُ عَلَى مَا يَكرَهُ، أَو يَسمَعَ مِنهُ مَا يَكرَهُ، أَو يُخفِيَ فِي

سَرِيرَتِهِ مَا يَمقُتُهُ عَلَيهِ[1] (http://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=285565#_ftn1).