بنت عز وما تنهز
01-04-11, 02:22 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هدى السالم
قلتُ لها يوماً : لماذا يا سيدتي ترتدين دائماً ألوان العتمة وخطوط الظلام ؟
تجلسين ساكنة تجدلين قصائد الحزن وترسمين الزمن الماضي؟
لماذا تهجرين ألوان الطبيعة ؟ هل تعشقين السواد؟
أهي مزاجية نساء الأمس ؟
قالت : هل مَن في عمري ووضعي يحق لها أن تستبدل السواد ؟ تمزج الألوان ؟ تتخير الثياب ؟
شاب الرأس ؛ ومات الزوج ؛ غابت شمسي ، لمن أشق فجري ؟
كيف أنسج البهجة من خيوط مزقها أنين الوحدة ؛ وسنين مبعثرة .. وذكريات ؟
إنه يا بنيتي الوفاء !!
ألملم كل يوم صور الأحباب لأجمعها في نفس الورق والكتاب ؛ أرسلها شوقاً وإخلاصاً لأفراح الماضي وأهل الأمس ؛ هذه صورة ابنتي .. وذاك حفيدي .. هنا كان مجلس زوجي .. في هذه الصفحات حفظت بصماته وأنفاسه،لم يعد لي أي جديد يصبغ بالألوان حياتي!
انتهت أيامنا يا ابنتي ؛ يجب أن نبث الاحترام والوقار في ثوبنا في وجودنا، في ألواننا ؛ حتى في ترتيب الكلمات !
قلتُ لها : مضت سنوات طويلة على وفاة الزوج ؛ هل نهاية الحياة تنتهي بموت شخص ؟ ما ذنب ألوان الطبيعة التي هجرتِها ؟ ما علاقة التغيير في الوفاء ؟ ما علاقة سجن الهواء بالوقار ؟ ما علاقة الفرح بالإخلاص ؟!
كيف لا جديد في حياتك وأنتِ تغلقين بإرادتك نوافذ الحياة ؟
أنت تغلفين أيام عمر آت بأهازيج ماضية بالية ؟ هل هذا يعني الوفاء ؟
انتهى الأمس .. لا عودة لماض ولّى .. بأفراحه وأتراحه .. لا يمكن للحظة مرة أن تعود ؛ لا صفحة طوتها مشيئة الأقدار يمكن أن تعود ..
يبقى لنا أن لا نشتاق .. أو نتذكر .. أو نبكي .. مهما نزفت تلك العيون الهامعة ستنتهي إلى اللاشيء..
اليوم فقط هو ما تملكينه يا سيدتي ،اليوم فقط بل هذه الثواني هي ما نملكها جميعاً ، اقلعي ستائر الحزن ؛ مزقي ثياب السواد
هل غابت شمسك ؟
مهلاً .. ألا تتأملين جمال القمر؟
ألا ترين "ملكة الليل" تبث أريجها الساحر؛ فقط في المساء ؟
أهدرتِ وقتك يا سيدتي بحساب العمر وحديث الذكريات !
لقلبك النابض سيدتي عمر لا تحسبه السنين ؛ ولنفسك النقية خضرة ونهر ورياحين ، أرجوك لا تكبلي البقية.
حوض أزهارك جف إهمالاً ؛ وفناء منزلك يفتقد لمساتك ؛ عطرك المميز يشكو هجرك ؛ ارتشفي من صباح يومك متعة البقاء ؛ جددي أدراج الفرح ؛ امنحي لفؤادك ربيعاً ؛ لا تبخلي على نفسك فهي ليس لها سواك !
تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هدى السالم
قلتُ لها يوماً : لماذا يا سيدتي ترتدين دائماً ألوان العتمة وخطوط الظلام ؟
تجلسين ساكنة تجدلين قصائد الحزن وترسمين الزمن الماضي؟
لماذا تهجرين ألوان الطبيعة ؟ هل تعشقين السواد؟
أهي مزاجية نساء الأمس ؟
قالت : هل مَن في عمري ووضعي يحق لها أن تستبدل السواد ؟ تمزج الألوان ؟ تتخير الثياب ؟
شاب الرأس ؛ ومات الزوج ؛ غابت شمسي ، لمن أشق فجري ؟
كيف أنسج البهجة من خيوط مزقها أنين الوحدة ؛ وسنين مبعثرة .. وذكريات ؟
إنه يا بنيتي الوفاء !!
ألملم كل يوم صور الأحباب لأجمعها في نفس الورق والكتاب ؛ أرسلها شوقاً وإخلاصاً لأفراح الماضي وأهل الأمس ؛ هذه صورة ابنتي .. وذاك حفيدي .. هنا كان مجلس زوجي .. في هذه الصفحات حفظت بصماته وأنفاسه،لم يعد لي أي جديد يصبغ بالألوان حياتي!
انتهت أيامنا يا ابنتي ؛ يجب أن نبث الاحترام والوقار في ثوبنا في وجودنا، في ألواننا ؛ حتى في ترتيب الكلمات !
قلتُ لها : مضت سنوات طويلة على وفاة الزوج ؛ هل نهاية الحياة تنتهي بموت شخص ؟ ما ذنب ألوان الطبيعة التي هجرتِها ؟ ما علاقة التغيير في الوفاء ؟ ما علاقة سجن الهواء بالوقار ؟ ما علاقة الفرح بالإخلاص ؟!
كيف لا جديد في حياتك وأنتِ تغلقين بإرادتك نوافذ الحياة ؟
أنت تغلفين أيام عمر آت بأهازيج ماضية بالية ؟ هل هذا يعني الوفاء ؟
انتهى الأمس .. لا عودة لماض ولّى .. بأفراحه وأتراحه .. لا يمكن للحظة مرة أن تعود ؛ لا صفحة طوتها مشيئة الأقدار يمكن أن تعود ..
يبقى لنا أن لا نشتاق .. أو نتذكر .. أو نبكي .. مهما نزفت تلك العيون الهامعة ستنتهي إلى اللاشيء..
اليوم فقط هو ما تملكينه يا سيدتي ،اليوم فقط بل هذه الثواني هي ما نملكها جميعاً ، اقلعي ستائر الحزن ؛ مزقي ثياب السواد
هل غابت شمسك ؟
مهلاً .. ألا تتأملين جمال القمر؟
ألا ترين "ملكة الليل" تبث أريجها الساحر؛ فقط في المساء ؟
أهدرتِ وقتك يا سيدتي بحساب العمر وحديث الذكريات !
لقلبك النابض سيدتي عمر لا تحسبه السنين ؛ ولنفسك النقية خضرة ونهر ورياحين ، أرجوك لا تكبلي البقية.
حوض أزهارك جف إهمالاً ؛ وفناء منزلك يفتقد لمساتك ؛ عطرك المميز يشكو هجرك ؛ ارتشفي من صباح يومك متعة البقاء ؛ جددي أدراج الفرح ؛ امنحي لفؤادك ربيعاً ؛ لا تبخلي على نفسك فهي ليس لها سواك !
تحياتي