د. صالح التويجري
11-03-11, 09:57 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
المظاهرات
د. صالح التويجري 4/4/1432هـ
ان الحمد لله
( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ) تحدثت معكم من هذا المنبر عن الشائعات وخطر التعتيم او التكميم واساليب التهويل او التضليل ومن خصائص الفتن انها مهد الغموض ولبس الامور
فإن رياح الثورات العاتية التي بدأت تنسف الأنظمة الواحد تلو الآخر لا ينبغي لها أن تهب في السعودية! وعلى المخلصين أن يتصدوا لها وأخص من هؤلاء أولئك العلماء و العقلاء الذين عرفوا بالغيرة على الدين والرغبة في الإصلاح مع نزاهتهم من المطامع السياسية.
إنني أعلم بحجم الفساد الإداري وحجم المكر السيء الذي يمارسه بعض المتنفذين لينهشوا لقمة من متاع الدنيا الزائل !ليس هؤلاء أحاذر في هذه المرحلة وإن كانوا جرثومة في الجسد إلا أن الداء العضال والشر المستطير هم أولئك الذين يستخدمهم أصحاب المخططات الصهيونية لتقسيم البلاد الاسلامية لينفذوا مخطط الشرق الأوسط الجديد، مستغلين في ذلك قوة الإعلام وهيجان الشعوب التي عاشت تحت القهر سنين طويلة! ولست أؤيد الظلم أو أرجو بقاءه فهي جزء من المشكلة لكن أعتقد أن ثمة ارتباط بين تلك الثورات وبين مخطط تقسيم المنطقة وإن من مكامن الخطر أن تلك الثورات خطة لما بعد النجاح مما يدل أنها لو نجحت ستتوقف عند حد الاطاحة بالنظام ثم ماذا وانتم اليوم شهود على الواقع
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟
فأجاب : لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية، المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له
وقال الشيخ العلامة محمد بن عثيمين -رحمه الله تعالى
ان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء
الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة: فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وان كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف
تجاملهم ظاهراً، وهي على ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى إن المظاهرات أمر منكر. وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون
سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وانصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فان الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان)انظر: الجواب الأبهر لفؤاد سراج، ص75
وقال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
(ديننا ليس دين فوضى ،ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ،والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين ،وما كان المسلمون يعرفونها ،ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين اضباط لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن ،هذا هو دين الإسلام ،والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية ،والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال ،فلا تجوز هذه الأمور)، ويقول :
(فإن ماسمعنا عنه من اعتزام البعض تنظيم مظاهرات واحتجاجات على ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله أمر محرم والمشاركة فيه محرمة وكذا الترويج له ،لأن هذا من شق عصا الطاعة وفيه تفريق لجماعة المسلمين وافتيات على إمامهم). يقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية حفظه الله: (ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها ،مثال ذلك المظاهرات ،مثلا: إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي ،بالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب والوسيلة تبرر الغاية ،نقول :هذا باطل لأن الوسيلة في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء )أهـ،.
ويقول فضيلة العلامة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله في جريدة الرياض العدد (12918) (أن المظاهرات والمسيرات ليست من الطرق المشروعة ) بارك الله لي ولكم في القران ,,,,
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده ,,,, ونحن في عالم تربطه مصالح وعلاقات ومنظمات , وحين تعصف امواج المتغيرات نحتاج الى مراجعة مؤتمرات الامن وعهود السلام ومنظومات الحقوق لنعرف مالنا وما علينا ومن حقنا ان نشارك في صياغة واجباتنا وحقوقنا فان الاسلام حاضر في مشهد الحياة قبل ثورة اوربا واكتشاف امريكا وقبل منظمات حقوق الانسان ومؤتمرات السكان وهنا قرات لكم المشهد الشرعي والموقف الدولي حتى تعلموا موقفنا من الاحداث وموقعنا من الاعراب
تأملت بنود المنظمات الدولية والعهود والعقود وتأملت موقف المملكة منها ودورها في التحفظ والمراجعة والانعتاق من غل وجور الجاهليات
فحقوق الإنسان في المملكة وفق الشريعة الإسلامية"
وحين تعاظم الاهتمام بحقوق الانسان في أعقاب الحرب العالمية الثانية من خلال عدد من الاتفاقيات الدولية والاقليمية في إطار الأمم المتحدة التي لجأت بدورها الى عدد من الوسائل لتعزيز احترام هذه الحقوق مثل نشر الاتفاقيات الخاصة بها وانجاز الدراسات وعقد الندوات وانشاء الهياكل المؤسسية الخاصة بها.
في هذا الاطار أصدر «مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية» كتاباً تحت عنوان «حقوق الانسان في المملكة العربية السعودية... دراسة لمظاهر الرعاية السعودية لحقوق الانسان في إطار الخصوصية الحضارية والدينية».
وفي تقديم تقرير المملكة أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل، أوضح رئيس الوفد ونائب رئيس الهيئة الحكومية لحقوق الإنسان في السعودية الدكتور زيد الحسني في مستهل كلمته بان "المملكة العربية السعودية ليست دولة إسلامية فحسب بل مهد الإسلام وحضارته... وموئل المسلمين أينما كانوا في أنحاء المعمورة مما يحتم عليها رعاية الإسلام وإقامة شعائره وحماية مقدساته". ومع توضيحه لهذه الخصوصية، اعتبر أن عملية المراجعة الدورية الشاملة "تلتقي ومبادئ عقيدتنا" مستشهدا بقوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
ولكن كان ملفتا أن أية إشارة لمبادئ حقوق الإنسان وردت في كامل تقرير السعودية كانت تأتي بصيغة "..وفقا للشريعة الإسلامية". فالحكم في المملكة " وفق الشريعة الإسلامية"، وبخصوص استقلال القضاء أشار إلى أنه "لا سلطان على القضاة في قضائهم لغير سلطان الشريعة الإسلامية".
وإذا كان رئيس الوفد السعودي قد أسهب في تقديمه أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل، في الحديث عن خصوصية الإسلام وعن الموروث الثقافي في المجتمع السعودي أكثر من حديثه عن الممارسات او الإصلاحات المتعلقة بتفعيل بنود معاهدات حقوق الإنسان ،فإن أي قياس خارجي لا ينطبق علينا هنا فان الشي الذي تقاس به الامور هو الثابت وليس ثمة ثبات على المبادئ اعظم من دين الاسلام هذا حتى لا يتعالم علينا من يريد اخراجنا عن تحكيم الشريعة فمن ينادون بتطبيق جميع بنود منظمات الامم المتحدة سوف يلتزمون بحرية الخروج من الدين والردة وسوف يلتزمون بإباحة المسكرات وتنظيم البغاء وحماية الدعارة
وهي الامور التي تحفظت عليها السعودية في بنود المنظمات العالمية فهل يعي الئك مخاطر ما يدعون اليه من مظاهرات تندرج ضمن سلسلة من التيه البشري الذي لا تقره الشريعة ولا تحميه بل ترده وتكشف عواره لذا فقد اصدرت هيئة كبار العلماء بيانا يمنع هذا الشأن وينص على انه لا يجوز الخروج على ولي الامر الا بشروط خمسة ان يفعل كفرا وان يكون بواحا لا لبس فيه وان يكون الكفر دليله الكتاب و السنة وان يوجد البديل المسلم الذي يحل محله وان يكون مقدورا على ازالته عبر قاعدة المصالح والمفاسد
كل ذلك يجعل تعرض السعودية لثورة يعني جحيما في الجزيرة العربية كلها مما يؤدي لتعطيل الحج والعمرة أو إضعاف الرغبة فيها. وتخلف دور المملكة الريادي في العلم
ويزيد الأمر سوءا عدم قدرة المواطنين على حماية أنفسهم لوطنهم من المرتزقة لا سيما وشعبنا غير مدرب ولا مؤهل للدفاع إنما لا يملك غير الحماس.
إنني من هذا المنطلق أوصي العلماء بدراسة هذه الأحداث وتحصين الناس تجاهها وذلك بعقد المؤتمرات عاجلا، وإيقاف المطالبات والمنا صحات التي تنتشر في الانترنت فيكون ضررها بشررها أكثر من دفئها ونورها
أوصي المسؤولين كل بحسبه أن يبذلوا قصارى جهدهم في محاورة الناس وفتح أبوابهم لسماع المشكلات وأن يضعوا حلولا حقيقية لها، وعلى كل من بيده حل وعقد أن يظهر الرغبة الصادقة في الإصلاح ويبدأ بها ولعل الاصلاحات الأخيرة والقرارات الملكية الصادرة تأتي في هذه المنظومة
وعلى الاعلام أن يكف عن استفزاز الناس سواء كان ذلك بالاستخفاف بعقولهم أو الاستخفاف بقيمهم ودينهم
وإني لأؤكد أن ما كل ناصح محرض ولا كل محرض ناصح وأظن أننا قد بلغنا من النضج بحيث نميز بين الاثنين حمى الله ديننا ووطننا وولي أمرنا وشعبنا من كل فتنة
المظاهرات
د. صالح التويجري 4/4/1432هـ
ان الحمد لله
( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ) تحدثت معكم من هذا المنبر عن الشائعات وخطر التعتيم او التكميم واساليب التهويل او التضليل ومن خصائص الفتن انها مهد الغموض ولبس الامور
فإن رياح الثورات العاتية التي بدأت تنسف الأنظمة الواحد تلو الآخر لا ينبغي لها أن تهب في السعودية! وعلى المخلصين أن يتصدوا لها وأخص من هؤلاء أولئك العلماء و العقلاء الذين عرفوا بالغيرة على الدين والرغبة في الإصلاح مع نزاهتهم من المطامع السياسية.
إنني أعلم بحجم الفساد الإداري وحجم المكر السيء الذي يمارسه بعض المتنفذين لينهشوا لقمة من متاع الدنيا الزائل !ليس هؤلاء أحاذر في هذه المرحلة وإن كانوا جرثومة في الجسد إلا أن الداء العضال والشر المستطير هم أولئك الذين يستخدمهم أصحاب المخططات الصهيونية لتقسيم البلاد الاسلامية لينفذوا مخطط الشرق الأوسط الجديد، مستغلين في ذلك قوة الإعلام وهيجان الشعوب التي عاشت تحت القهر سنين طويلة! ولست أؤيد الظلم أو أرجو بقاءه فهي جزء من المشكلة لكن أعتقد أن ثمة ارتباط بين تلك الثورات وبين مخطط تقسيم المنطقة وإن من مكامن الخطر أن تلك الثورات خطة لما بعد النجاح مما يدل أنها لو نجحت ستتوقف عند حد الاطاحة بالنظام ثم ماذا وانتم اليوم شهود على الواقع
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟
فأجاب : لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية، المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له
وقال الشيخ العلامة محمد بن عثيمين -رحمه الله تعالى
ان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء
الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة: فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وان كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف
تجاملهم ظاهراً، وهي على ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى إن المظاهرات أمر منكر. وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون
سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وانصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فان الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان)انظر: الجواب الأبهر لفؤاد سراج، ص75
وقال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
(ديننا ليس دين فوضى ،ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ،والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين ،وما كان المسلمون يعرفونها ،ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين اضباط لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن ،هذا هو دين الإسلام ،والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية ،والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال ،فلا تجوز هذه الأمور)، ويقول :
(فإن ماسمعنا عنه من اعتزام البعض تنظيم مظاهرات واحتجاجات على ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله أمر محرم والمشاركة فيه محرمة وكذا الترويج له ،لأن هذا من شق عصا الطاعة وفيه تفريق لجماعة المسلمين وافتيات على إمامهم). يقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية حفظه الله: (ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها ،مثال ذلك المظاهرات ،مثلا: إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي ،بالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب والوسيلة تبرر الغاية ،نقول :هذا باطل لأن الوسيلة في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء )أهـ،.
ويقول فضيلة العلامة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله في جريدة الرياض العدد (12918) (أن المظاهرات والمسيرات ليست من الطرق المشروعة ) بارك الله لي ولكم في القران ,,,,
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده ,,,, ونحن في عالم تربطه مصالح وعلاقات ومنظمات , وحين تعصف امواج المتغيرات نحتاج الى مراجعة مؤتمرات الامن وعهود السلام ومنظومات الحقوق لنعرف مالنا وما علينا ومن حقنا ان نشارك في صياغة واجباتنا وحقوقنا فان الاسلام حاضر في مشهد الحياة قبل ثورة اوربا واكتشاف امريكا وقبل منظمات حقوق الانسان ومؤتمرات السكان وهنا قرات لكم المشهد الشرعي والموقف الدولي حتى تعلموا موقفنا من الاحداث وموقعنا من الاعراب
تأملت بنود المنظمات الدولية والعهود والعقود وتأملت موقف المملكة منها ودورها في التحفظ والمراجعة والانعتاق من غل وجور الجاهليات
فحقوق الإنسان في المملكة وفق الشريعة الإسلامية"
وحين تعاظم الاهتمام بحقوق الانسان في أعقاب الحرب العالمية الثانية من خلال عدد من الاتفاقيات الدولية والاقليمية في إطار الأمم المتحدة التي لجأت بدورها الى عدد من الوسائل لتعزيز احترام هذه الحقوق مثل نشر الاتفاقيات الخاصة بها وانجاز الدراسات وعقد الندوات وانشاء الهياكل المؤسسية الخاصة بها.
في هذا الاطار أصدر «مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية» كتاباً تحت عنوان «حقوق الانسان في المملكة العربية السعودية... دراسة لمظاهر الرعاية السعودية لحقوق الانسان في إطار الخصوصية الحضارية والدينية».
وفي تقديم تقرير المملكة أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل، أوضح رئيس الوفد ونائب رئيس الهيئة الحكومية لحقوق الإنسان في السعودية الدكتور زيد الحسني في مستهل كلمته بان "المملكة العربية السعودية ليست دولة إسلامية فحسب بل مهد الإسلام وحضارته... وموئل المسلمين أينما كانوا في أنحاء المعمورة مما يحتم عليها رعاية الإسلام وإقامة شعائره وحماية مقدساته". ومع توضيحه لهذه الخصوصية، اعتبر أن عملية المراجعة الدورية الشاملة "تلتقي ومبادئ عقيدتنا" مستشهدا بقوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
ولكن كان ملفتا أن أية إشارة لمبادئ حقوق الإنسان وردت في كامل تقرير السعودية كانت تأتي بصيغة "..وفقا للشريعة الإسلامية". فالحكم في المملكة " وفق الشريعة الإسلامية"، وبخصوص استقلال القضاء أشار إلى أنه "لا سلطان على القضاة في قضائهم لغير سلطان الشريعة الإسلامية".
وإذا كان رئيس الوفد السعودي قد أسهب في تقديمه أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل، في الحديث عن خصوصية الإسلام وعن الموروث الثقافي في المجتمع السعودي أكثر من حديثه عن الممارسات او الإصلاحات المتعلقة بتفعيل بنود معاهدات حقوق الإنسان ،فإن أي قياس خارجي لا ينطبق علينا هنا فان الشي الذي تقاس به الامور هو الثابت وليس ثمة ثبات على المبادئ اعظم من دين الاسلام هذا حتى لا يتعالم علينا من يريد اخراجنا عن تحكيم الشريعة فمن ينادون بتطبيق جميع بنود منظمات الامم المتحدة سوف يلتزمون بحرية الخروج من الدين والردة وسوف يلتزمون بإباحة المسكرات وتنظيم البغاء وحماية الدعارة
وهي الامور التي تحفظت عليها السعودية في بنود المنظمات العالمية فهل يعي الئك مخاطر ما يدعون اليه من مظاهرات تندرج ضمن سلسلة من التيه البشري الذي لا تقره الشريعة ولا تحميه بل ترده وتكشف عواره لذا فقد اصدرت هيئة كبار العلماء بيانا يمنع هذا الشأن وينص على انه لا يجوز الخروج على ولي الامر الا بشروط خمسة ان يفعل كفرا وان يكون بواحا لا لبس فيه وان يكون الكفر دليله الكتاب و السنة وان يوجد البديل المسلم الذي يحل محله وان يكون مقدورا على ازالته عبر قاعدة المصالح والمفاسد
كل ذلك يجعل تعرض السعودية لثورة يعني جحيما في الجزيرة العربية كلها مما يؤدي لتعطيل الحج والعمرة أو إضعاف الرغبة فيها. وتخلف دور المملكة الريادي في العلم
ويزيد الأمر سوءا عدم قدرة المواطنين على حماية أنفسهم لوطنهم من المرتزقة لا سيما وشعبنا غير مدرب ولا مؤهل للدفاع إنما لا يملك غير الحماس.
إنني من هذا المنطلق أوصي العلماء بدراسة هذه الأحداث وتحصين الناس تجاهها وذلك بعقد المؤتمرات عاجلا، وإيقاف المطالبات والمنا صحات التي تنتشر في الانترنت فيكون ضررها بشررها أكثر من دفئها ونورها
أوصي المسؤولين كل بحسبه أن يبذلوا قصارى جهدهم في محاورة الناس وفتح أبوابهم لسماع المشكلات وأن يضعوا حلولا حقيقية لها، وعلى كل من بيده حل وعقد أن يظهر الرغبة الصادقة في الإصلاح ويبدأ بها ولعل الاصلاحات الأخيرة والقرارات الملكية الصادرة تأتي في هذه المنظومة
وعلى الاعلام أن يكف عن استفزاز الناس سواء كان ذلك بالاستخفاف بعقولهم أو الاستخفاف بقيمهم ودينهم
وإني لأؤكد أن ما كل ناصح محرض ولا كل محرض ناصح وأظن أننا قد بلغنا من النضج بحيث نميز بين الاثنين حمى الله ديننا ووطننا وولي أمرنا وشعبنا من كل فتنة